الدليل العقلي على إمامة علي ( عليه السلام ) ::: 31 ـ 45
(31)
المعضلات ، مشهور » (1).
    فإذا كان كبار الصحابة يرجعون إلى علي في معضلاتهم ، ويأخذون بقوله ولم نجد ـ ولا مورداً واحداً ـ رجع فيه علي إلى واحد منهم ، أو احتاج إلى الاخذ عن أحدهم ، فماذا يحكم عقلنا؟ وكيف تحكمون؟

    عدم رجوع الامام علي إلى أحد من الصحابة :
    ويشهد بعدم رجوع علي إلى أحد منهم ، ورجوع غير واحد منهم إلى علي في المعضلات كما نصّ النووي ، يشهد بذلك موارد كثيرة ـ يذكرها ابن حزم الاندلسي في كلام له طويل ـ فيها جهل الصحابة وكبار الاصحاب بمسائل الدين ، ورجوعهم إلى غيرهم ، وليس في ذلك الكلام الطويل لابن حزم ـ ولا مورد واحد ـ يذكر رجوع علي إلى أحد من القوم.
    يقول ابن حزم :
    ووجدناهم ـ أي الصحابة ـ يقرّون ويعترفون بأنّهم لم يبلغهم كثير من السنن ، وهكذا الحديث المشهور عن أبي هريرة ـ لاحظوا
1 ـ تهذيب الاسماء واللغات : 1/344 ـ 346 ـ دار الكتب العلمية ـ بيروت.

(32)
هذا الحديث المشهور عن أبي هريرة ـ يقول : إنّ إخواني من المهاجرين كان يشغلهم الصفق بالاسواق ، وإنّ إخواني من الانصار كان يشغلهم القيام على أموالهم ».
    وعلي ما شغله الصفق في الاسواق ، ولم يشغله القيام بأمواله ، وإنّما لازم رسول الله ليلاً ونهاراً.
    يقول ابن حزم :
    وهذا أبو بكر لم يعرف فرض ميراث الجدّة وعرّفه محمّد بن مسلمة والمغيرة بن شعبة [ فاحتاج مثل أبي بكر إلى المغيرة بن شعبة في حكم شرعي !! ] وهذا أبو بكر سأل عائشة في كم كفن كفّن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ».
    وهكذا يذكر موارد أُخرى عنه ، حيث جهل القضايا ورجع إلى غيره.
    ثمّ يقول :
    وهذا عمر يقول في حديث الاستئذان : أُخفي عَلَيّ ، ألهاني الصفق في الاسواق ، وقد جهل أيضاً أمر إملاص المرأة وعرّفه غيره ، وغضب على عيينة بن حصن حتّى ذكّره الحر بن قيس ، وخفي عليه أمر رسول الله بإجلاء اليهود ، وخفي على أبي بكر قبله ، وخفي على عمر أمره بترك الاقدام على الوباء وعرف ذلك


(33)
عبد الرحمن بن عوف ، وسأل عمر أبا واقد الليثي عمّا كان يقرأ به رسول الله [ وهذا طريف جدّاً ] في صلاتي الفطر والاضحى ، هذا وقد صلاّهما رسول الله أعواماً كثيرة.
    صلّى رسول الله الفطر والاضحى أعواماً كثيرة ، وعمر جهل إنّ رسول الله أيّ سورة كان يقرأ في هاتين الصلاتين وسأل أبا واقد الليثي !!
    ثمّ يقول ابن حزم :
    ولم يدر [ أي عمر ] ما يصنع بالمجوس حتّى ذكّره عبد الرحمن بأمر رسول الله ، ونسي قبوله الجزية من مجوس البحرين وهو أمر مشهور ، ولعلّه قد أخذ من ذلك المال حظّاً كما أخذ غيره ، ونسي أمره بتيمّم الجنب فقال : لا يتيمّم أبداً ولا يصلّي ما لم يجد الماء ، وذكّره بذلك عمّار ، وأراد قسمة مال الكعبة حتّى ذكّره بعض الصحابة.
    ثمّ ينتقل ابن حزم إلى عثمان وغيره فيقول :
    وهذا عثمان ... ، وهذه عائشة ... ، وهذه حفصة ... ، وهذا ابن عمر ... ، وهذا زيد بن ثابت ....
    وليس ـ ولا مورد واحد ـ يذكره كشاهد على جهل علي بمسألة فيكون محتاجاً إلى غيره ، ليسأله عن تلك المسألة.


(34)
    هذا النص تجدونه في إحكام الاحكام (1).

    لولا عليّ لهلك عمر :
    وأمّا كلمة عمر بن الخطّاب : لولا علي لهلك عمر ، فإن هذه الكلمة جرت مجرى الامثال ، سمع بها الكل حتّى الاطفال.
    وكذا قوله : لا أبقاني الله لمعضلة لست لها يا أبا الحسن.
    وروى كلمة : لولا علي لهلك عمر في واقعة :
    1 ـ عبد الرزاق بن همّام.
    2 ـ عبد بن حميد.
    3 ـ ابن المنذر.
    4 ـ ابن أبي حاتم.
    5 ـ البيهقي.
    6 ـ ابن عبد البر.
    7 ـ المحب الطبري.
    8 ـ المتقي الهندي في كنز العمال (2).
1 ـ الاحكام في أصول الاحكام المجلّد الاوّل الجزء 2/151 ـ 153 ـ دار الجيل ـ بيروت 1407.
2 ـ الاستيعاب في معرفة الاصحاب 3 / 1103 ، الرياض النضرة في مناقب العشرة 4 / 194.


(35)
    وفي مورد آخر أيضاً قال هذه الكلمة ـ لولا علي لهلك عمر ـ وذلك المورد قضية المرأة المجنونة التي زنت فهمّ عمر برجمها ، وتلك القضية رواها
    1 ـ عبد الرزاق.
    2 ـ البخاري.
    3 ـ الدارقطني.
    وغيرهم من كبار الائمّة (1).
    وقد قالها في موارد أُخرى ، لا نطيل بذكرها.
    ولا بأس بذكر كلمة المنّاوي بهذا الصدد ، يقول المنّاوي في شرح قوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : « علي مع القرآن والقرآن مع علي لن يفترقا حتّى يردا عَلَيّ الحوض » ، وهذا حديث أيضاً وارد عن رسول الله ، يقول :
    أخرج أحمد : إنّ عمر أمر برجم امرأة ، فمرّ بها علي فانتزعها ، فأُخبر عمر ، فقال عمر : ما فعله إلاّ لشيء ، فأرسل إليه فسأله ، فقال علي : أما سمعت رسول الله يقول : « رفع القلم عن ثلاث .... قال : نعم ، فقال عمر : لولا علي لهلك عمر.
    قال المنّاوي :
1 ـ فيض القدير 4 / 357.

(36)
واتفق له مع أبي بكر نحوه ـ أي اتفق إنّ أبا بكر أيضاً همّ بمثل هذه القضية وعلي منعه واستسلم لقول علي ـ وربّما قال : لولا علي لهلك أبو بكر (1).
    كما أنّا وجدنا في بعض المصادر مورداً عن عثمان قال فيه : لولا علي لهلك عثمان (2).
    إذن ، مَنِ المتمكن من إقامة الحجج والبراهين ودفع الشبه؟
    نحن الان في القرن الرابع عشر أو في القرن الخامس عشر ، ومن أين نعرف حالات علي وأحوال أبي بكر ، ونحن نريد أن نختار أحدهما للامامة على مسلك القوم؟.
    أليس من هذه الطرق؟ أليس طريقنا ينحصر بالاطلاع على هذه القضايا لنعرف من الذي توفّر فيه الشرط الاول ، الشرط الاول المتفق عليه ، المجمع عليه بين العلماء من المسلمين ، فهذا علي وهذه قضاياه ، وهذه هي الكلمات الواردة في حقّه ، وهذا رجوع غيره إليه ، وعدم رجوعه إلى غيره ، أي إنّه كان مستغنياً عن الغير وكان الاخرون محتاجين إليه.
1 ـ فيض القدير 4/357.
2 ـ زين الفتى في سورة هل أتى 1/317 رقم 225.


(37)
    انتشار العلوم الاسلامية بالبلاد بواسطة الامام علي وتلامذته :
    ولذا نرى أنّ العلوم الاسلاميّة كلّها قد انتشرت بالبلاد الاسلاميّة بواسطة علي وتلامذته من كبار الصحابة ، وهذا أمر قد حقّقناه في موضعه في بحث مفصل ، لانّ البلاد الاسلاميّة في ذلك العصر كانت : المدينة المنوّرة ، مكة المكرمة ، البصرة ، الكوفة ، اليمن ، الشام.
    وقد دقّقنا النظر وحقّقنا في الامر ، ورأينا أنّ العلوم انتشرت في جميع هذه البلدان عن علي ( عليه السلام ).
    أمّا في المدينة والكوفة ، فقد عاش علي في هاتين المدينتين وأفاد فيهما الناس بعلومه.
    أمّا الكوفة فقبل مجيء علي إليها كان فيها عبدالله بن مسعود.
    والشام كان عالمها الاكبر أبو الدرداء ، وأبو الدرداء تلميذ عبدالله بن مسعود ، وعبدالله بن مسعود تلميذ علي ( عليه السلام ).
    وأمّا البصرة ومكة المكرمة ، فانتشرت العلوم في هاتين البلدتين أو هذين القطرين بواسطة عبدالله بن عباس ، وعبدالله بن عباس تلميذ علي عليه الصلاة والسلام.


(38)
    وهنا نصوص سجّلتها فيما يتعلق بهذا الموضوع من ذلك البحث الذي حقّقت فيه هذه القضية ، ولكن لا أُريد أنْ أقرأ تلك النصوص لئلاّ يطول بنا المجلس.
    وأمّا اليمن ، فقد سافر إليها علي ( عليه السلام ) بنفسه أكثر من مرّة ، وقبيلة همدان أسلمت على يده.
    فكان حديث مدينة العلم ، وحديث أنا دار الحكمة ، وغير هذين الحديثين ، وما ورد في تفسير قوله تعالى : ( وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ ) وشهادات كبار الصحابة ، وشهادات كبار العلماء في القرون المختلفة ، وأيضاً انتشار العلوم بواسطة علي ، كلّ هذه الاُمور كانت أدلّة على أنّ المبرّز في هذا الميدان هو علي ( عليه السلام ) ، فالشرط الاول إنّما توفّر في علي دون غيره.
    ولدلالة هذه الاُمور على تقدّم علي على غيره من الاصحاب ، يضطر القوم إلى التحريف والتكذيب ، فانكم إذا راجعتم صحيح الترمذي لا تجدون حديث « أنا مدينة العلم وعلي بابها » ، مع رواية غير واحد من الحفاظ الاعلام كابن الاثير والسيوطي وابن حجر هذا الحديث عنه !
    وهكذا يضطرّ ابن تيميّة أنْ يكذّب كلّ هذه الاُمور ، حتّى أنّ كون ابن عباس تلميذاً لعلي يكذّبه ابن تيميّة ، حتّى أخذ عبدالله بن


(39)
مسعود عن علي يكذّبه ، وحديث مدينة العلم يكذّبه ، وهكذا الاحاديث الاُخرى التي ذكرت بعضها.
    يقول بالنسبة إلى حديث : « هو الاُذُن الواعية » يقول : إنّه حديث موضوع باتفاق أهل العلم.
    وحديث « أقضاكم علي » يكذّبه ابن تيميّة ، حتّى يقول : هذا الحديث لم يثبت ، وليس له إسناد تقوم به الحجة ، لم يروه أحد في السنن المشهورة ، ولا المسانيد المعروفة ، لا بإسناد صحيح ولا ضعيف (1).
    وقد ذكرنا أنّه في البخاري ، وفي سنن النسائي ، وسنن ابن ماجة ، وفي الطبقات لابن سعد ، وفي مسند أحمد ، وغيرها من الكتب.
    وتكذيب ابن تيمية هو الاخر دليل على ثبوت هذه القضايا ، وعلى تقدم علي في هذا الشرط على غيره.
    وتلخّص ، أنّه إذا كان العلم بالاصول والفروع ، وإذا كان التمكن من إقامة الحجج والبراهين ودفع الشبه ، هو الشرط الاول المتفق عليه بين المسلمين في الامام الذي يريد المسلمون أن
1 ـ منهاج السنة 7 / 512.

(40)
يختاروه على مسلك الاختيار ، فهذا الشرط موجود في علي دون غيره.
    فأيّ حديث يروونه في حقّ أبي بكر في مقابل هذه الادلّة وغيرها؟
    يروون حديثاً يقول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ـ أي ينسبونه إلى رسول الله ـ « ما صبّ الله في صدري شيئاً إلاّ وصببته في صدر أبي بكر ».
    إن كان هذا الحديث صدقاً ، فلماذا يقول ابن حزم جهل كذا فرجع إلى فلان ، جهل كذا فرجع إلى فلان ، جهل كذا فرجع إلى فلان.
    ولكنّ هذا الحديث أدرجه ابن الجوزي في كتاب الموضوعات ونصّ على أنّه كذب (1).
    ولا يوجد حديث آخر في باب العلم يروونه بحق أبي بكر سوى هذا الحديث الذي ذكرته.
    فكيف تحكمون؟ قال الله تعالى : ( فَكَيْفَ تَحْكُمُونَ ).
1 ـ كتاب الموضوعات لابن الجوزي 1 / 219 ، الاخبار الموضوعة : 454 للملاّ علي القاري ـ المكتب الاسلامي ـ بيروت ـ 1406.

(41)
    ننتقل الان إلى الشرط الثاني ، وهو العدالة ، وأيضاً : نجد الاحاديث الكثيرة المتفق عليها بين المسلمين بين الطرفين المتخاصمين في هذه المسألة ، تلك الاحاديث شاهدة على أنّ عليّاً ( عليه السلام ) كان أعدل القوم.
    أذكر لكم حديثين فقط :
    أحدهما : قوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : « كفّي وكفّ علي في العدل سواء ».
    هذا الحديث يرويه :
    1 ـ ابن عساكر في تاريخ دمشق.
    2 ـ الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد.
    3 ـ المتقي الهندي في كنز العمّال.
    4 ـ صاحب الرياض النضرة في مناقب العشرة المبشّرة.


(42)
    وغير هؤلاء (1).
    الثاني : قوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لعلي : « يا علي أخصمك بالنبوة ولا نبوة بعدي ، وتخصم الناس بسبع ولا يخصمك فيها أحد من قريش : أنت أوّلهم إيماناً بالله ، وأوفاهم بعهد الله ، وأقومهم بأمر الله ، وأقسمهم بالسويّة ، وأعدلهم في الرعية ، وأبصرهم بالقضية ، وأعظمهم عند الله مزيّة ».
    فهذا ما يقوله رسول الله ، ويرويه :
    1 ـ أبو نعيم في حلية الاولياء (2).
    2 ـ وصاحب الرياض النضرة.
    3 ـ ابن عساكر ، حيث يرويه عن عمر بن الخطّاب نفسه حيث يقول : كفّوا عن ذكر علي ... ، ويذكر هذه القطعة من الحديث أيضاً.
    وأنتم تعرفون قضية ما كان بين عقيل وعلي ( عليه السلام ) ، لعدالته ، وتعرفون أيضاً قضايا أُخرى كثيرة من عدله ( عليه السلام ) في كتب الفريقين ، ممّا لا نطيل بذكرها هذا البحث.
1 ـ ترجمة علي ( عليه السلام ) من تاريخ دمشق 2/438 رقم 945 و946 ، تاريخ بغداد 8/77 ، وفيه « يدي ويد علي في العدل سواء » ، كنز العمال 11/604 رقم 32921 ، الرياض النضرة 2/120 ، وفيه « كفّي وكفّ علي في العدد سواء ».
2 ـ حلية الاولياء 11/65 ـ دار الكتاب العربي ـ 1405 ـ بيروت.


(43)
    وأمّا الشرط الثالث الذي هو الشجاعة ، قال في شرح المواقف : إنّما اعتبر هذا الشرط ليقوى على الذب عن الحوزة والحفظ لبيضة الاسلام بالثبات في المعارك.
    فراجعوا الاخبار والتواريخ وأنباء الحروب والغزوات ، ليظهر لكم من كان الذاب عن الحوزة والحافظ لبيضة الاسلام والثابت أو ذوالثبات في المعارك؟ من كان؟
    لقد علم الموافق والمخالف أنّ عليّاً ( عليه السلام ) كان أشجع الناس ، وأنّ بسيفه ثبتت قواعد الاسلام ، وتشيّدت أركان الايمان ، وكانت الراية بيده في كافة الغزوات ، وما انهزم ( عليه السلام ) في موطن من المواطن قط.
    هذه الاُمور أعتقد أنّها قد تجاوزت حدّ الرواية وبلغت إلى حدّ الدراية ، فتلك مواقفه في بدر ، وأُحد ، وخيبر ، وحنين ، والخندق ـ


(44)
الاحزاب ـ وغير ذلك من الحروب والغزوات ، من ذا يشك في أشجعيّة علي ومواقفه مع رسول الله؟
    نعم ، يشك في ذلك مثل ابن تيميّة ، لاحظوا ماذا يقول ، يقول في جواب العلامة الحلي حيث يقول : إنّ عليّاً كان أشجع الناس ، يقول : هذا كذب ، فأشجع الناس رسول الله (1).
    وهل كان البحث عن شجاعة رسول الله؟ وهل كان من شك في أشجعيّة رسول الله؟ إنّما الكلام بين علي وأبي بكر ! كلامنا في الامامة بعد رسول الله ، كلامنا في الخلافة بعد رسول الله.
    لاحظوا كيف يغالط؟ ولماذا يغالط؟ لانّه ليس عنده جواب ، يعلم ابن تيميّة ـ ويعلم كلّهم ـ بأنّ الشيخين قد فرّا في أكثر من غزوة ، وأنّهما لم يقتلا ولا واحداً في سبيل الله.
    يقول العلاّمة الحلّي : إنّ عليّاً قتل بسيفه الكفّار.
    فيقول في جوابه ابن تيميّة : قوله : إنّ عليّاً قتل بسيفه الكفّار ، فلا ريب أنّه لم يقتل إلاّ بعض الكفّار.
    وهل قال العلاّمة الحلّي : إنّ عليّاً قتل كلّ الكفّار ! فلا ريب أنّه لم يقتل إلاّ بعض الكفّار.
1 ـ منهاج السنة 8 / 76.

(45)
    يقول ابن تيميّة : وكذلك سائر المشهورين بالقتال من الصحابة ، كعمر والزبير وحمزة والمقداد وأبي طلحة والبراء بن مالك وغيرهم.
    يقول : ما منهم من أحد إلاّ قتل بسيفه طائفة من الكفّار.
    فإذا سئل ابن تيميّة : أين تلك الطائفة من الكفّار الذين قتلهم عمر؟
    يقول في الجواب : القتل قد يكون باليد كما فعل علي وقد يكون بالدعاء ... القتال يكون بالدعاء كما يكون باليد.
    بالنص عبارته ـ والله ـ راجعوا كتاب منهاج السنة فإنّه موجود (1).
    إذن ، قتل عمر طائفة من الكفّار بالدعاء ، ولا بأس !! وأيّ مانع من هذا !!
    وإذا سألنا ابن تيميّة عن شجاعة أبي بكر ـ أليس الشرط الثالث : الشجاعة؟ ـ إذا سألناه عن شجاعة أبي بكر ، يقول في الجواب بنصّ عبارته ـ بلا زيادة ونقيصة ـ : إذا كانت الشجاعة المطلوبة من الائمّة شجاعة القلب ، فلا ريب أنّ أبا بكر كان أشجع
1 ـ منهاج السنة 4 / 482.
الدليل العقلي على إمامة علي ( عليه السلام ) ::: فهرس