الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة ::: 121 ـ 135
(121)
    الثالثة والأربعون : قوله تعالى ( وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُدَ مِنَّا فَضْلاً ) (1).
    روى علي بن إبراهيم في تفسير ذلك الفضل : إنّ من جملته : أنّ الله أنزل (2) عليه الزبور فيه توحيد الله وتمجيد ودعاء ، وأخبار رسول الله وأمير المؤمنين والقائم وأخبار الرجعة (3).

    الرابعة والأربعون : قوله تعالى ( وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ) (4).
    روى علي بن إبراهيم وغيره : أنّ المراد بها أخبار الرجعة (5).

    الخامسة والأربعون : قوله تعالى ( أَوَ لَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الأرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنفُسُهُمْ أَفَلاَ يُبْصِرُونَ * وَيَقُولُونَ مَتَى هذَا الْفَتْحُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ) (6).
    روى علي بن إبراهيم : أنّ الآيتين في الرجعة (7).

    السادسة والأربعون : قوله تعالى ( أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأرْضِ ) (8).
    قال : أولم ينظروا في القرآن والأخبار برجعة الاُمم الهالكة ، رواه علي بن إبراهيم في تفسيرها (9).
1 ـ سورة سبأ 34 : 10.
2 ـ في « ط » والمطبوع : نزّل.
3 ـ تفسير القمّي 2 : 126 ، ورد القول في تفسير قوله تعالى ( وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُدَ وَسُلَيْمَـانَ عِلْماً ) آية 15 من سورة النمل.
4 ـ سورة الأنبياء 21 : 105.
5 ـ تفسير القمّي 2 : 126.
6 ـ سورة السجدة 32 : 27 ـ 28.
7 ـ تفسير القمّي 2 : 171.
8 ـ سورة فاطر 35 : 44.
9 ـ تفسير القمّي 2 : 210.


(122)
    السابعة والأربعون : قوله تعالى ( وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ ) (1).
    روى علي بن إبراهيم : أنّ المراد أمير المؤمنين والأئمّة ( عليهم السلام ) وأنّها في الرجعة (2).

    الثامنة والأربعون : قوله تعالى ( وَتَرَى الظَّالِمِينَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ يَقُولُونَ هَلْ إِلَى مَرَدٍّ مِن سَبِيل ) (3).
    روى علي بن إبراهيم : أنّ المراد بالعذاب هنا علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) وخروجه في الرجعة (4).

    التاسعة والأربعون : قوله تعالى ( وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) (5).
    روى علي بن إبراهيم : أنّها في الأئمّة ( عليهم السلام ) وأنّهم يرجعون إلى الدنيا (6).

    الخمسون : قوله تعالى ( فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخَان مُبِين ) (7).
    روى علي بن إبراهيم : أنّ ذلك إذا خرجوا في الرجعة من القبر (8).

    الحادية والخمسون : قوله تعالى ( وَوَصَّيْنَا الأنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً ) (9).
1 ـ سورة غافر 40 : 81.
2 ـ تفسير القمّي 2 : 261.
3 ـ سورة الشورى 42 : 44.
4 ـ تفسير القمّي 2 : 278.
5 ـ سورة الزخرف 43 : 28.
6 ـ تفسير القمّي 2 : 283.
7 ـ سورة الدخان 44 : 10.
8 ـ تفسير القمّي 2 : 290.
9 ـ سورة الاحقاف 46 : 15.


(123)
    روى علي بن إبراهيم وغيره : أنّها في الحسين ( عليه السلام ) ، وأنّ الله أخبر رسوله وبشّره به قبل حمله ، وأخبره بما يصيبه من القتل ، وأنّه يردّه إلى الدنيا ، وينصره حتّى يقتل أعداءه ، ويملّكه الأرض ، فـ ( حملته كرهاً ) أي اغتمّت وكرهت لمّا اُخبرت بقتله (1).

    الثانية والخمسون : قوله تعالى : ( يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ ) (2).
    روى علي بن إبراهيم : أنّ المراد بها الرجعة (3).

    الثالثة والخمسون : قوله تعالى ( يَوْمَ تَشَقَّقُ الأرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعاً ) (4).
    روى علي بن إبراهيم : أنّ المراد بها الرجعة (5).

    الرابعة والخمسون : قوله تعالى ( وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ ) (6).
    روى علي بن إبراهيم : أنّ المراد بها أخبار الرجعة والقيامة ( فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَالأرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ ) (7) يعني ما وعدتكم (8).

    الخامسة والخمسون : قوله تعالى ( وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذَاباً دُونَ ذلِكَ ) (9).
    روى علي بن إبراهيم : أنّ المراد عذاب الرجعة بالسيف (10).
1 ـ تفسير القمّي 2 : 297 ، الكافي 1 : 464 / 3 و 4.
2 ـ سورة ق 50 : 42.
3 ـ تفسير القمّي 2 : 327.
4 ـ سورة ق 50 : 44.
5 ـ تفسير القمّي 2 : 327.
6 و 7 ـ سورة الذاريات 51 : 22 و 23.
8 ـ تفسير القمّي 2 : 330.
9 ـ سورة الطور 52 : 47.
10 ـ تفسير القمّي 2 : 333.


(124)
    السادسة والخمسون : قوله تعالى ( مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكَافِرُونَ هذَا يَوْمٌ عَسِرٌ ) (1).
    روى علي بن إبراهيم : أنّ المراد بذلك الرجعة (2).

    السابعة والخمسون : قوله تعالى ( سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ ) (3).
    روى علي بن إبراهيم : أنّها في الرجعة ، إذا رجع أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ورجع أعداؤه فيسمهم بميسم معه (4).

    الثامنة والخمسون : قوله تعالى : ( حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ ) (5).
    روى علي بن إبراهيم : أنّ (6) المراد بها القائم وأمير المؤمنين ( عليهما السلام ) في الرجعة (7).

    التاسعة والخمسون : قوله تعالى : ( قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَّا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَداً ) (8).
    روى علي بن إبراهيم : أنّ المراد بها الرجعة (9).

    الستّون : قوله تعالى ( عَالِمُ الْغَيْبِ فَلاَ يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً * إِلاَّ مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُول ) (10).
1 ـ سورة القمر 54 : 8.
2 ـ تفسير القمّي 2 : 341.
3 ـ سورة القلم 68 : 16.
4 ـ تفسير القمّي 2 : 381.
5 ـ سورة الجن 72 : 24.
6 ـ ( أنّ ) أثبتناها من « ح ، ش ، ك ».
7 ـ تفسير القمّي 2 : 391.
8 ـ سورة الجنّ 72 : 25.
9 ـ تفسير القمّي 2 : 391.
10 ـ سورة الجنّ 72 : 26 ـ 27.


(125)
    روى علي بن إبراهيم في تفسيرها : إنّ الله أخبر رسوله بما يكون من بعده من أخبار القائم ( عليه السلام ) والرجعة والقيامة (1).

    الحادية والستّون : قوله تعالى ( قُتِلَ الأنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ ـ إلى قوله ـ ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنشَرَهُ ) (2).
    روى علي بن إبراهيم : أنّها نزلت في أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وأنـّه الإنسان المذكور ( ما أكفره ) أي ما فعل وأذنب حتّى قتلتموه ( ثمّ إذا شاء أنشره ) قال : ينشره في الرجعة ( كلاّ لمّا يقض ما أمره ) فقال : لم يقض أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ما أمره ، وسيرجع حتّى يقضي ما أمره (3).

    الثانية والستّون : قوله تعالى : ( إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ ) (4).
    روى علي بن إبراهيم : أنّ المراد يردّه إلى الدنيا وإلى القيامة (5).

    الثالثة والستّون : قوله تعالى ( وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ الله ) (6).
    روى ابن بابويه وغيره : أنّها ثلاثة : يوم يقوم القائم ، ويوم الكرّة ، ويوم القيامة (7).

    الرابعة والستّون : قوله تعالى : ( وَمَن كَانَ فِي هذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الأخِرَةِ أَعْمَى ) (8).
1 ـ تفسير القمّي 2 : 391 ، وفي « ط » : القيامة والرجعة.
2 ـ سورة عبس 80 : 17 ـ 22.
3 ـ تفسير القمّي 2 : 405.
4 ـ سورة الطارق 86 : 8.
5 ـ تفسير القمّي 2 : 415 ، وفي « ك » : إلى الدنيا والقيامة.
6 ـ سورة إبراهيم 14 : 5.
7 ـ الخصال : 108 / 75 ، معاني الأخبار : 365 / 1 ، باب معنى أيّام الله عزّوجلّ ، عن أبي جعفر الباقر ( عليه السلام ) ، تفسير القمّي 2 : 367.
8 ـ سورة الاسراء 17 : 72.


(126)
    روى سعد بن عبدالله في « مختصر البصائر » : أنّ المراد بها الرجعة (1).
    أقول : وربّما تأتي بعض (2) الآيات الواردة في الرجعة في تضاعيف الأحاديث الآتية (3) إن شاء الله تعالى ، وقد ألّف بعض المتأخِّرين كتباً متعدّدة في تفسير القرآن وتأويله ، والآيات النازلة في شأن أهل البيت ( عليهم السلام ) والرجعة ، ولم تحضرني وقت جمع هذه الرسالة وفيما ذكر (4) كفاية إن شاء الله تعالى.
1 ـ مختصر البصائر : 96/65 ، عن أبي بصير ، عن أحدهما ( عليهما السلام ).
2 ـ ( بعض ) لم يرد في « ط ».
3 ـ ( الآتية ) لم ترد في « ك ».
4 ـ في « ط » : ذكرناه.


(127)
    إعلم أنّ هذا المعنى ثابت عنهم ( عليهم السلام ) قد رواه العامّة والخاصّة ويمكن أن يستدلّ عليه من القرآن بقوله تعالى ( سُنَّةَ اللهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ الله تَبْدِيلاً ) (1) ومن السنّة بالأحاديث الدالّة على التصريح بثبوته ، واستدلال أهل العصمة ( عليهم السلام ) بها (2) على المعاندين وأعداء الدين ، كما يأتي إن شاء الله تعالى.
    وبإجماع المسلمين في الجملة ، فإنّ الأحاديث بذلك كثيرة من طرق (3) العامّة والخاصّة ، وقد صنّف علماؤنا كتباً في إثباته مذكورة في كتب الرجال ، وتقدّم ذكر بعضها ، وأنا أذكر الذي يحضرني من الأحاديث في هذا المعنى ، وقد رأيتها في عدّة كتب معتمدة مرويّة من عدّة طرق مسندة ومرسلة فأقول :
    الحديث الأوّل : ممّا يدلّ على ذلك ما رواه الشيخ الجليل رئيس المحدِّثين أبو جعفر ابن بابويه في كتاب « من لا يحضره الفقيه » الذي صرّح بأنّه لا يورد فيه إلا ما يفتي به ويحكم بصحّته ، ويعتقد أنّه حجّة بينه وبين ربّه ، وشهد بأنّ كلّ ما فيه مأخوذ من كتب مشهورة ، عليها المعوّل وإليها المرجع (4).
1 ـ سورة الأحزاب 33 : 62.
2 ـ في « ط » : به.
3 ـ في « ط » : طريق.
4 ـ الفقيه 1 : 3 ، المقدّمة.


(128)
    قال في باب فرض الصلاة : قال النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) : « يكون في هذه الاُمّة كلّ ما كان في بني إسرائيل ، حذو النعل بالنعل ، والقذّة بالقذّة » (1).
    الثاني : ما رواه ابن بابويه أيضاً في أواخر كتاب « كمال الدين وتمام النعمة » قال : قد صحّ عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) أنّه قال : « كلّ ما كان في الاُمم السالفة يكون مثله في هذه الاُمّة ، حذو النعل بالنعل ، والقذّة بالقذّة » (2).
    الثالث : ما رواه الشيخ الجليل ثقة الإسلام أبو جعفر الكليني ـ في باب أنّ الأئمّة ورثوا علم النبي ( صلى الله عليه وآله ) وجميع الأنبياء والأوصياء ( عليهم السلام ) ـ : عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن علي بن النعمان ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير ـ يعني ليث المرادي ـ عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : « إنّ الله لم يعط الأنبياء شيئاً إلا وقد أعطاه محمّداً ( صلى الله عليه وآله ) » (3) الحديث.
    الرابع : ما رواه الكليني أيضاً في الباب المذكور : عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن أبي زاهر أو غيره (4) ، عن محمّد بن حمّاد ، عن أخيه أحمد بن حمّاد ، عن أبيه ، عن أبي الحسن الأوّل ( عليه السلام ) قال : قلت له : أخبرني عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ورث النبيّين كلّهم ؟ قال : « نعم » قلت : إنّ عيسى بن مريم كان يُحيي الموتى بإذن الله ؟ قال : « صدقت ، وسليمان كان يفهم منطق الطير ، وكان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقدر على هذه المنازل » (5) الحديث. وفيه : أنّ الأئمّة ( عليهم السلام ) ورثوا ذلك.
    الخامس : ما رواه الكليني أيضاً ـ في باب ما أعطى الله الأئمّة ( عليهم السلام ) من الاسم
1 ـ الفقيه 1 : 130 / 609.
2 ـ كمال الدين : 576.
3 ـ الكافي 1 : 225 / 5.
4 ـ في « ح » : وغيره.
5 ـ الكافي 1 : 226 / 7.


(129)
الأعظم ـ : عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد ومحمّد بن خالد ، عن زكريا بن عمران القمّي ، عن هارون بن الجهم (1) ، عن رجل قال : سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول : « إنّ عيسى بن مريم ( عليه السلام ) اُعطي حرفين كان يعمل بهما ، واُعطي موسى أربعة أحرف ، واُعطي إبراهيم ثمانية أحرف ، واُعطي نوح خمسة عشر حرفاً ، واُعطي آدم خمسة وعشرين حرفاً ، وإنّ الله جمع ذلك كلّه لمحمّد ( صلى الله عليه وآله ) ، وإنّ الاسم الأعظم ثلاثة وسبعون حرفاً اُعطي محمّد ( صلى الله عليه وآله ) اثنين وسبعين حرفاً وحُجب عنه حرف واحد » (2).
    السادس : ما رواه الكليني أيضاً ـ في باب مولد أبي جعفر محمّد بن علي الباقر ( عليه السلام ) ـ : عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، عن علي بن الحكم ، عن مثنّى الحنّاط (3) ، عن أبي بصير قال : دخلت على أبي جعفر ( عليه السلام ) فقلت له : أنتم ورثة رسول الله ؟ قال : « نعم » قلت : ورسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وارث الأنبياء كلّهم ، علم كلّ ما علموا (4) ؟ قال : « نعم » قلت : فأنتم تقدرون على أن تحيوا الموتى وتبرئوا الأكمه والأبرص ؟ قال : « نعم بإذن الله » (5) الحديث.
    ورواه الراوندي في « الخرائج والجرائح » في الباب السادس (6).
    ورواه علي بن عيسى في « كشف الغمّة » نقلاً من كتاب « الدلائل » لعبد الله بن جعفر الحميري (7).
1 ـ في « ك » : الجهيم.
2 ـ الكافي 1 : 230 / 2.
3 ـ في « ح » : الخيّاط.
4 ـ في « ط » : ما علموه.
5 ـ الكافي 1 : 470 / 3.
6 ـ الخرائج والجرائح 1 : 274 / 5.
7 ـ كشف الغمّة 2 : 142.


(130)
    ورواه الكشّي في كتاب « الرجال » : عن محمّد بن مسعود العيّاشي ، عن علي بن محمّد القمّي ، عن محمّد بن أحمد ، عن أحمد بن الحسن ، عن علي بن الحكم مثله (1).
    أقول : والأحاديث في هذا المعنى كثيرة جدّاً ودلالته على مضمون الباب ظاهرة لا تخفى.
    السابع : ما رواه الكليني أيضاً في « الروضة » قريباً من النصف : عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، وعن عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد جميعاً ، عن ابن محبوب ، عن عمرو بن أبي المقدام ، عن أبيه ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) أنّه قال له : إنّ العامّة يقولون : إنّ بيعة أبي بكر حيث اجتمع الناس عليها كانت لله رضىً ، وما كان الله ليفتن اُمّة محمّد من بعده ـ إلى أن قال ـ : فقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : « أليس قد أخبر الله عن الذين من قبلهم من الاُمم أنّهم اختلفوا من بعدما جاءتهم البيّنات ؟ حيث قال : ( وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاءَ اللهَ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِم مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُم مَن آمَنَ وَمِنْهُم مَن كَفَرَ ) (2) » (3).
    وفي هذا ما يستدلّ به على أنّ أصحاب محمّد اختلفوا من بعده ، فمنهم من آمن ومنهم من كفر.
    أقول : هذا دالّ على مضمون الباب ، وإلا لما صحّ الاستدلال.
    الثامن : ما رواه أبو جعفر بن بابويه في كتاب « كمال الدين وتمام النعمة » ـ في باب ما أخبر به الصادق ( عليه السلام ) من وقوع الغيبة ـ : بإسناده (4) عن أبي بصير ، عن أبي
1 ـ رجال الكشّي : 174 / 298.
2 ـ سورة البقرة 2 : 253.
3 ـ الكافي 8 : 270 / 398.
4 ـ في حاشية « ك » : الإسناد ساقط من النسخة التي نقلت منها. « منه رحمه الله ».


(131)
عبدالله ( عليه السلام ) قال : « إنّ سنن الأنبياء وما وقع فيهم من الغيبة ، جارية في القائم منّا أهل البيت ، حذو النعل بالنعل والقذّة بالقذّة » (1).
    التاسع : ما رواه الطبرسي في آخر كتاب « إعلام الورى » حيث قال : قد صحّ عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) أنّه قال : « كلّ ما كان في الاُمم السالفة فإنّه يكون في هذه الاُمّة مثله ، حذو النعل بالنعل والقذّة بالقذّة » (2).
    ورواه علي بن عيسى في « كشف الغمّة » نقلاً عنه (3).
    العاشر : ما رواه ابن بابويه في « اعتقاداته » ـ في باب الإعتقاد في الرجعة ـ حيث قال : وقال النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) : « يكون في هذه الاُمّة ما كان في الاُمم السالفة ، حذو النعل بالنعل ، والقذّة بالقذّة » (4).
    الحادي عشر : ما رواه الشيخ الثقة الجليل أبو عمرو الكشّي في « كتاب الرجال » ـ في ترجمة حيّان السرّاج ـ : عن حمدويه قال : حدّثنا الحسن بن موسى ، قال : حدّثني محمّد بن أصبغ ، عن مروان بن مسلم ، عن بريد العجلي ، قال : دخلت على أبي عبدالله ( عليه السلام ) فقال : « لو سبقت قليلاً لأدركت حيّان السرّاج (5) ، وكان هنا جالساً » فذكر له محمّد بن الحنفيّة وذكر حياته فقلت له : أليس نزعم وتزعمون ونروي وتروون : أنّه لم يكن في بني إسرائيل شيء إلا وفي هذه الاُمّة مثله ؟ قال : « بلى » قلت : فهل رأيتم ورأينا ، وسمعتم وسمعنا ، بعالم مات على أعين الناس فنكح نساءه وقسّمت أمواله وهو حيّ لا يموت ؟ فقام ولم يرد عليّ شيئاً (6).
1 ـ كمال الدين : 345 / 31.
2 ـ إعلام الورى 2 : 309.
3 ـ كشف الغمّة 2 : 545.
4 ـ اعتقادات الصدوق : 62 ( ضمن مصنّفات المفيد ج 5 ).
5 ـ في المطبوع : كان حيّان كيسانيّاً متعصِّباً ( منه ( رحمه الله ) ).
6 ـ لم يتوفّر لدينا رجال الكشّي ، بل هو موجود في اختيار معرفة الرجال : 314 / 568.


(132)
    ورواه ميرزا محمّد بن علي الاسترآبادي في « كتاب الرجال » نقلاً عن الكشّي (1).
    ورواه الشيخ في كتاب « الاختيار من الكشّي (2) » مثله (3).
    الثاني عشر : ما رواه الكشّي أيضاً ـ في ترجمة سلمان الفارسي ـ : عن محمّد بن مسعود العيّاشي ، عن الحسين بن اشكيب ، عن الحسين بن خرزاذ (4) القمّي ، عن محمّد بن حمّاد الساسي (5) ، عن صالح بن نوح ، عن زيد بن المعدّل ، عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، قال : « خطب سلمان فقال : الحمد لله الذي هداني لدينه ـ إلى أن قال ـ : لتركبنّ طبقاً عن طبق ، سنّة بني إسرائيل القذّة بالقذّة ـ ثمّ قال بعد كلام من جملة الخطبة ـ : والسبعين الذين اتّهموا موسى على قتل هارون فأخذتهم الرجفة فماتوا ، ثمّ بعثهم الله أنبياء مرسلين وغير مرسلين ، وأمر هذه الاُمّة كأمر بني إسرائيل فأين يذهب بكم ؟ » (6) ثمّ ذكر تمام الخطبة.
    ورواه الشيخ في « الاختيار » (7).
    ورواه ميرزا محمّد في كتاب « الرجال » نقلاً عن الكشّي (8).
    الثالث عشر : ما رواه ابن بابويه في كتاب « كمال الدين » ـ في باب ما أخبر به الصادق ( عليه السلام ) من وقوع الغيبة ـ ورواه الطبرسي في « إعلام الورى » وعلي بن
1 ـ منهج المقال : 127.
2 ـ في « ط » : نقلا عن الكشي. بدل من : من الكشي.
3 ـ اختيار معرفة الرجال : 314 / 568.
4 ـ في « ح » : خرداد ، وفي « ك » : حرزاذ ، وفي « ط » : خرزاد.
5 ـ في « ح » : الشاسي ، وفي « ك » : العياشي.
6 ـ لم يتوفّر لدينا رجال الكشّي ، بل هو موجود في اختيار معرفة الرجال : 20 / 47.
7 ـ المصدر نفسه.
8 ـ منهج المقال : 169 و 170.


(133)
عيسى في « كشف الغمّة » : عن سدير الصيرفي ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) في حديث طويل قال : « وأمّا العبد الصالح ـ يعني الخضر ( عليه السلام ) ـ فإنّه ما طوّل عمره لنبوّة قدّرها له ، ولا كتاب نزل (1) عليه ، ولا بشريعة (2) ينسخ بها شريعة من كان قبله من الأنبياء ، ولا لإمامة يلزم عباده الاقتداء بها ، ولا لطاعة يفرضها له.
    بل إنّ الله لمّا كان في سابق علمه أن يقدّر من عمر القائم من أيّام غيبته ما يقدّر ، وعلم ما يكون من إنكار عباده لمقدار ذلك العمر في الطول ، عمّر العبد الصالح من غير سبب أوجب ذلك ، إلا لعلّة الإستدلال به على عمر القائم ، وليقطع به حجّة المعاندين ، لئلاّ يكون للناس على الله حجّة » (3) الحديث.
    الرابع عشر : ما رواه الشيخ أبو منصور أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي في كتاب « الاحتجاج على أهل اللجاج » ـ في احتجاج رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ـ : عن أبي محمّد الحسن العسكري ( عليه السلام ) أنّه قيل لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) : هل كان لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) مثل آية موسى في رفعه (4) الجبل ؟ فقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : « والّذي بعثه بالحقّ نبيّاً ما من آية كانت لأحد من الأنبياء من لدن آدم إلى أن انتهى إلى محمّد إلا وقد كان لمحمّد مثلها أو أفضل منها » (5) الحديث.
    الخامس عشر : ما رواه الطبرسي أيضاً في « الاحتجاج » : عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : « خطب سلمان بعد دفن النبي ( صلى الله عليه وآله ) بثلاثة أيّام فقال : أيّها الناس اسمعوا (6) حديثي ـ إلى أن قال ـ : إنّكم أخذتم سنّة بني إسرائيل أما والله لتركبنّ طبقاً عن
1 ـ في « ح » : ينزل. وفي « ط » : منزل.
2 ـ في « ح » : ولا شريعة. وفي « ك ، ط » : ولا لشريعة.
3 ـ كمال الدين : 357 ، إعلام الورى 2 : 238 ، كشف الغمّة : لم أعثر عليه في مظانّه.
4 ـ في « ح » : رفع.
5 ـ الاحتجاج 1 : 68 / 23.
6 ـ في « ح » زيادة : منّي.


(134)
طبق ، سنّة بني إسرائيل حذو النعل بالنعل والقذّة بالقذّة » (1).
    السادس عشر : ما رواه الشيخ الجليل قطب الدين الراوندي في كتاب « الخرائج والجرائح » ـ في باب أعلام النبي والأئمّة ( عليهم السلام ) ـ : عن أبي حمزة الثمالي ، قال : قلت لعلي بن الحسين ( عليهما السلام ) : الأئمّة منكم يحيون الموتى ويبرئون الأكمه والأبرص ويمشون على الماء ؟ فقال ( عليه السلام ) : « ما أعطى الله نبيّاً شيئاً إلا وقد أعطى الله محمّداً مثله ، وأعطاه ما لم يعطهم ولم يكن عندهم ، وكلّ ما كان عند رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقد أعطاه أمير المؤمنين ثمّ الحسن ثمّ الحسين ( عليهم السلام ) ، ثمّ إماماً بعد إمام إلى يوم القيامة ، مع الزيادة التي تحدث في كلّ سنة ، وكلّ شهر ، وكلّ يوم » (2) الحديث.
    السابع عشر : ما رواه الشيخ الجليل أمين الدين أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي في كتاب « مجمع البيان » عند تفسير قوله تعالى ( وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّة فَوْجاً ) (3) قال : وصحّ عن النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) قوله : « سيكون في اُمّتي كلّ ما كان في بني إسرائيل ، حذو النعل بالنعل والقذّة بالقذّة ، حتّى لو أنّ أحدهم دخل في جحر ضبّ لدخلتموه » (4).
    الثامن عشر : ما رواه رئيس المحدِّثين أبو جعفر ابن بابويه في كتاب « عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) » ـ في باب ما جاء عن الرضا ( عليه السلام ) في وجه دلائل الأئمّة ( عليهم السلام ) والردّ على الغلاة والمفوّضة ـ قال : حدّثنا تميم بن عبدالله بن تميم القرشي ، قال : حدّثني أبي ، قال : حدّثنا أحمد بن علي الأنصاري ، عن الحسن بن الجهم ، عن الرضا ( عليه السلام ) في حديث طويل أنّ المأمون سأله فقال : يا أبا الحسن ما تقول في
1 ـ الاحتجاج 1 : 294 / 51.
2 ـ الخرائج والجرائح 2 : 583 / 1.
3 ـ سورة النمل 27 : 83.
4 ـ مجمع البيان 7 : 430.


(135)
الرجعة ؟ فقال الرضا ( عليه السلام ) : « إنّها لحقّ قد كانت في الاُمم السالفة ، ونطق بها القرآن ، وقد قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : يكون في هذه الاُمّة كلّ ما كان في الاُمم السالفة ، حذو النعل بالنعل والقذّة بالقذّة » (1) الحديث.
    التاسع عشر : ما رواه الشيخ قطب الدين الراوندي في كتاب « الموازاة بين المعجزات » الذي ألحقه وأضافه إلى كتاب « الخرائج والجرائح » ، قال : قال الصادق ( عليه السلام ) : « إنّ الله ردّ على أيّوب أهله وماله الذين هلكوا » ثمّ ذكر قصّة عزير وأنّ الله أماته وأحياه ، وقصّة ( الَّذِيْنَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ المَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللهُ مُوتُوا ثُمَّ أحْيَاهُمْ ) (2) وغير ذلك ، ثمّ قال : « فمن أقرّ بجميع ذلك كيف ينكر الرجعة في الدنيا ؟
    وقد قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : ما جرى في اُمم الأنبياء قبلي شيء إلا ويجري في اُمّتي مثله » (3).
    العشرون : ما رواه الشيخ الجليل الحسن بن سليمان بن خالد القمّي في « رسالته » نقلاً من كتاب « مختصر البصائر » لسعد بن عبدالله : عن محمّد بن الحسين ، عن صفوان بن يحيى ، عن أبي خالد القمّاط ، عن حمران بن أعين ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، قال : قلت له (4) : هل كان في بني إسرائيل شيء لا يكون مثله هاهنا ؟ قال : « لا » (5) الحديث.
    الحادي والعشرون : ما رواه الحسن بن سليمان أيضاً نقلاً من كتاب « مختصر البصائر » لسعد بن عبدالله : عن محمّد بن عبد الجبّار ، عن أحمد بن الحسن بن علي
1 ـ عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) 2 : 201 / 1.
2 ـ سورة البقرة 2 : 243.
3 ـ الخرائج والجرائح 2 : 933 ـ 934.
4 ـ في « ح » : قلت لأبي ، بدل من : قلت له.
5 ـ مختصر البصائر : 105 / 76 ، باب الكرّات.
الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة ::: فهرس