الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة ::: 151 ـ 165
(151)
الله نادهم ، فقال : يا أهل القرية فأجابه مجيب : لبّيك يا روح الله » (1). ثمّ ذكر ما جرى بينهما من الكلام والخطاب والسؤال والجواب.
    ورواه الكليني أيضاً في « اُصول الكافي » (2).
    ورواه ابن بابويه أيضاً في كتاب « ثواب الأعمال وعقاب الأعمال » في عقاب حبّ الدنيا وعبادة الطاغوت (3).
    الرابع عشر : ما رواه ابن بابويه في كتاب « كمال الدين وتمام النعمة » ـ في باب غيبة إدريس النبي ( عليه السلام ) ـ : عن أبيه ومحمّد بن الحسن ومحمّد بن موسى بن المتوكّل كلّهم ، عن سعد بن عبدالله وعبدالله بن جعفر الحميري ومحمّد بن يحيى جميعاً ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى وإبراهيم بن هاشم جميعاً ، عن الحسن بن محبوب ، عن إبراهيم بن أبي البلاد ، عن أبيه ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) في حديث طويل : « إنّ إدريس ( عليه السلام ) اضطرّه الجوع إلى أن وقف إلى باب عجوز ، فقال لها : أطعميني فإنّي مجهود من الجوع ، فقالت : إنّهما قرصتان واحدة لي وواحدة لإبني ، فقال لها : إنّ ابنك صغير يجزيه نصف قرصة فيحيى به (4) ، ويجزيني النصف الآخر فأحيى به ، فأكلت المرأة قرصتها وكسرت النصف الآخر بين إدريس وبين ابنها ، فلمّا رأى ابنها إدريس ( عليه السلام ) يأكل من قرصته اضطرب حتّى مات.
    فقالت اُمّه : يا عبد الله قتلت عليَّ ابني جزعاً على قوته ؟ قال إدريس : فأنا
1 ـ علل الشرائع : 466 / 21.
2 ـ الكافي 2 : 318 / 11.
3 ـ عقاب الأعمال : 303 / 1.
4 ـ قوله : ( فيُحيى به ) لم يرد في « ك ».


(152)
اُحييه بإذن الله تعالى فلا تجزعي ، ثمّ أخذ إدريس بعضدي (1) الصبي فقال : أيّتها الروح الخارجة من بدن هذا الغلام بإذن الله ارجعي إلى بدنه ، بإذن الله وأنا إدريس النبي ، فرجعت روح الغلام إليه بإذن الله ، فلمّا سمعت المرأة ذلك ونظرت إلى ابنها قد عاش ، قالت : أشهد أنّك إدريس النبي وخرجت تنادي » (2) الحديث.
    الخامس عشر : ما رواه ابن بابويه أيضاً في كتاب « كمال الدين وتمام النعمة » ـ في حديث الخضر ( عليه السلام ) ـ : بإسناده عن عبدالله بن سليمان قال : قرأت في بعض كتب الله عزّوجلّ : إنّ ذا القرنين كان عبداً صالحاً ـ إلى أن قال ـ : فوصفت له عين الحياة ، وقيل له : من شرب منها شربة لم يمت حتّى يسمع الصيحة ، وأنّه خرج في طلبها حتّى انتهى إلى موضع فيه ثلاثمائة وستّون عيناً ، وكان الخضر على مقدّمته فأعطاه حوتاً مالحاً وأعطى كلّ واحد من أصحابه حوتاً مالحة ، وقال لهم : ليغسل كلّ رجل منهم (3) حوته عند عين فانطلقوا.
    وانطلق الخضر إلى عين من تلك العيون ، فلمّا غمس الحوت في الماء حيي وانساب ، فلمّا رأى ذلك الخضر علم أنّه ظفر بماء الحياة ، فرمى بثيابه وسقط في الماء ، فجعل يرتمس فيه ويشرب منه ، فرجع كلّ منهم إلى ذي القرنين وحوته معه ، ورجع الخضر وليس معه حوت فسأله عن قصّته فأخبره ، فقال له : شربت من ذلك الماء ؟ فقال : نعم ، فقال له : أنت صاحبها ، فابشر بالبقاء في هذه الدنيا مع الغيبة عن الأبصار ، إلى النفخ في الصور (4) الحديث.
    السادس عشر : ما رواه علي بن إبراهيم في « تفسيره » : مرسلاً وأورد قصّة
1 ـ في « ط » : بعضد.
2 ـ كمال الدين : 131 ـ 132.
3 ـ في « ح » : منكم.
4 ـ كمال الدين : 385 / 1.


(153)
الخضر ( عليه السلام ) وحياة الحوت المذكور بنحو الرواية السابقة مع مخالفة في كثير من الألفاظ واكتفيت بالإشارة إليها للاختصار (1).
    السابع عشر : ما رواه الشيخ الجليل أمين الدين أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي في كتاب « مجمع البيان لعلوم القرآن » نقلاً من كتاب « تفسير القرآن » للشيخ الجليل محمّد بن مسعود العيّاشي : مرفوعاً عن الصادق ( عليه السلام ) في قوله تعالى ( فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذلِكَ يُحْيِي الله الْمَوْتَى ) (2) قال : « كان المقتول شيخاً مثرياً (3) قتله بنو أخيه ، وألقوه على باب بعض الأسباط ـ إلى أن قال ـ : فأوحى الله إلى موسى أن يأمرهم بذبح بقرة ويضربوا (4) القتيل ببعضهاو فيحيي الله القتيل » (5) الحديث.
    قال الطبرسي : وإنّما أمرهم بضرب القتيل ببعضها وجعل التخيير في وقت الإحياء إليهم ، ليعلموا أنّ الله قادر على إحياء الموتى في كلّ وقت من الأوقات (6).
    الثامن عشر : ما رواه الطبرسي في « مجمع البيان » أيضاً في قوله تعالى ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللهُ مُوتُوْا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ ) (7) قال : أجمع أهل التفسير على أنّ المراد بألوف هنا كثرة العدد إلا ابن زيد فإنّه قال : خرجوا مؤتلفي القلوب فجعله جمع ألف مثل قاعد وقعود ، واختلف
1 ـ تفسير القمّي 2 : 37 و 40.
2 ـ سورة البقرة 2 : 73.
3 ـ ( مثرياً ) لم يرد في « ك ».
4 ـ في « ح » : ويُضرب.
5 ـ مجمع البيان 1 : 267 ، ولم يصرّح صاحب المجمع أنّه نقله عن تفسير العيّاشي ، ولذا لم أعثر عليه في العياشي.
6 ـ مجمع البيان 1 : 273.
7 ـ سورة البقرة 2 : 243.


(154)
من قال بالعدد.
    فروي : أنّهم كانوا ثلاثة آلاف ، وقيل : ثمانية آلاف ، وقيل عشرة آلاف ، وقيل : بضعة وثلاثين ألفاً (1) ، وقيل : أربعين ألفاً ، وقيل : سبعين ألفاً ، فقال لهم الله : موتوا ، معناه فأماتهم الله ثمّ أحياهم ، قيل : أحياهم بدعاء نبيّهم حزقيل ، وقيل : إنّه شمعون نبي من أنبياء بني إسرائيل (2). انتهى.
    وهذا الكلام يشتمل على عدّة روايات مرسلة.
    التاسع عشر : ما رواه الطبرسي أيضاً في هذه الآية قال : روي أنّ الله أماتهم جميعاً وأمات دوابّهم ، وأتى عليهم ثمانية أيّام حتّى انتفخوا ، فخرج إليهم الناس فعجزوا عن دفنهم ، فحظروا عليهم حظيرة دون السباع ، ومضت عليهم مدّة حتّى بليت أجسادهم وعريت عظامهم ، فمرّ عليهم حزقيل فجعل يتفكّر فيهم متعجّباً ، فأوحى الله إليه : تريد أن اُريك آية (3) كيف اُحيي الموتى ؟ قال : نعم ، فأحياهم الله تعالى (4).
    العشرون : ما رواه الطبرسي أيضاً في هذه الآية قال : وروي أنّهم كانوا قوم حزقيل فأحياهم الله تعالى بعد ثمانية أيّام ، وذلك أنّه لمّا أصابهم ذلك خرج حزقيل فوجدهم موتى فبكى ، فأوحى الله إليه : قد جعلت حياتهم إليك ، فقال لهم حزقيل : احيوا بإذن الله فعاشوا (5).
    الحادي والعشرون : ما رواه الطبرسي في هذه الآية قال : سأل حمران بن أعين
1 ـ في « ط » : ثلاثين ألفاً.
2 ـ مجمع البيان 2 : 171.
3 ـ في « ط ، ك » : أنّه.
4 ـ مجمع البيان 2 : 172.
5 ـ مجمع البيان 2 : 172.


(155)
أبا جعفر ( عليه السلام ) عن هؤلاء القوم الذين قال الله لهم ( مُوتُوْا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ ) (1) أحياهم الله حتّى نظر الناس إليهم ثمّ أماتهم أم ردّهم إلى الدنيا حتّى سكنوا الدور وأكلوا الطعام ؟ قال : « لا ، بل ردّهم الله حتّى سكنوا الدور ، وأكلوا الطعام ، ونكحوا النساء ، ومكثوا بذلك ما شاء الله ، ثمّ ماتوا بآجالهم » (2).
    الثاني والعشرون : ما رواه الطبرسي في « مجمع البيان » في قوله تعالى ( أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَة ) (3) الآية قال : قيل : « هو عزير » وهو المروي عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، وقيل : « هو ارميا » وهو المروي عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، وقيل : هو الخضر أحبّ الله أن يريه إحياء الموتى مشاهدة ( وانْظُرْ إلَى العِظَامِ ) قيل : المراد عظام حماره ، وقيل : عظامه (4) وإنّ الله أوّل ما أحيا منه عينيه ، فجعل ينظر إلى العظام البالية المتفرِّقة تجتمع إليه ، وإلى اللحم الذي أكلته السباع يأتلف إلى العظام من هنا ومن هنا ، ويلتزق بها حتّى قام وقام حماره (5).
    أقول : ويأتي ما يدلّ على ذلك ، وعلى أنّ عزيراً وارميا من الأنبيا ( عليهم السلام ).
    الثالث والعشرون : ما رواه الطبرسي في تفسير قوله تعالى ( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبّ ِ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى ) (6) قال : روي عن ابن عبّاس وسعيد بن جبير والسدّي : إنّ الملك بشَّر إبراهيم بأنّ الله اتّخذك خليلاً وأنّه يجيب دعوتك ويُحيي الموتى بدعائك ، فسأل الله أن يفعل ذلك ليطمئنّ قلبه ، فأجاب الله دعوته وأحيا له
1 ـ سورة البقرة 2 : 243.
2 ـ مجمع البيان 2 : 173.
3 ـ سورة البقرة 2 : 259.
4 ـ في « ط ، ك » : حماره.
5 ـ مجمع البيان 2 : 218 ـ 219.
6 ـ سورة البقرة 2 : 260.


(156)
الموتى (1).
    الرابع والعشرون : ما رواه الطبرسي أيضاً في هذه الآية ، قال : روي عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) في قوله ( اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَل مِنْهُنَّ جُزْءاً ) (2) « إنّ معناه فرّقهن على كلّ جبل ، وكانت عشرة ، ثمّ خذ بمناقيرهنّ وادعهنّ بإسمي (3) الأكبر يأتينك سعياً ، قال : ففعل إبراهيم ذلك ثمّ دعاهنّ فقال : احيين بإذن الله ، وكانت تجتمع وتأتلف وطارت إلى إبراهيم ( عليه السلام ) » (4).
    الخامس والعشرون : ما رواه الطبرسي في قوله تعالى ( فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ ) قال : قيل : « إنّها الطاووس والديك والحمام والغراب ، أمر أن يقطّعها ويخلط ريشها بدمها » وهو المروي عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) (5).
    السادس والعشرون : ما رواه الطبرسي في تفسير قوله تعالى حكاية عن عيسى ( عليه السلام ) ( وَأُبْرِئُ الأكْمَهَ وَالأبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ الله ) (6) قال : قيل : إنّ عيسى ( عليه السلام ) أحيا أربعة أنفس : عازر ، وكان صديقاً له ، وكان قد مات منذ ثلاثة أيّام ، فقال لاُخته : انطلقي إلى قبره ، ثمّ قال : اللهمّ ربّ السماوات السبع وربّ الأرضين السبع ، إنّك أرسلتني إلى بني إسرائيل أدعوهم إلى دينك ، واُخبرهم أنّي اُحيي الموتى فأحيي عازراً ، قال : فقام عازر وخرج من قبره ، وبقي وولد له.
    وابن العجوز تركته على سريره ميّتاً فدعا الله عيسى ( عليه السلام ) فجلس على سريره ،
1 ـ مجمع البيان 2 : 223 ، باختلاف.
2 ـ سورة البقرة 2 : 260.
3 ـ في « ح ، ط » : بالإسم.
4 ـ مجمع البيان 2 : 224.
5 ـ المصدر نفسه.
6 ـ سورة آل عمران 3 : 49.


(157)
ونزل عن أعناق الرجال ، ولبس ثيابه ورجع إلى أهله وبقي وولد له.
    وابنة العاشر ، قيل له : أتحييها وقد ماتت أمس ؟ فدعا الله فعاشت وبقيت وولدت.
    وسام بن نوح دعاه باسم الله الأعظم فخرج من قبره وقد شاب نصف رأسه ، وقال : قد قامت القيامة ؟ قال : لا ، ولكنّي دعوتك باسم الله الأعظم ، قال : ولم يكونوا يشيبون في ذلك الزمان ، وإنّ سام بن نوح قد عاش خمسمائة عام وهو شاب ، فقال له : مت فقال : بشرط أن يعتقني الله من سكرات الموت (1) فدعا الله ففعل (2).
    السابع والعشرون : ما رواه الطبرسي في تفسير هذه الآية قال : قيل : إنّ عيسى ( عليه السلام ) كان يُحيي الموتى بـ ( يا حيّ يا قيّوم ) وقيل : إنّ الله كان يُحيي الموتى عند دعائه (3).
    الثامن والعشرون : ما رواه الطبرسي في تفسير قوله تعالى ( وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِمِيقَاتِنَا ) (4) قال : روي « أنّ موسى اختار سبعين رجلاً حين خرج إلى الميقات ليكلِّمه الله بحضرتهم ، فلمّا حضروا وسمعوا كلامه سألوا الله الرؤية فأصابتهم الصاعقة ، ثمّ أحياهم الله » (5).
    قال : ورواه علي بن إبراهيم وهو الصحيح (6).
1 ـ في حاشية « ط ، ك » : أي بأن يسهل عليَّ الموت الآن ، أو بأن لا يُحييني مرّة اُخرى بحيث أموت بعدها « منه رحمه الله » وفي « ط » : منه قدّس سرّه.
2 ـ مجمع البيان 2 : 365 ـ 366.
3 ـ مجمع البيان 2 : 366.
4 ـ سورة الأعراف 7 : 155.
5 ـ مجمع البيان 4 : 398.
6 ـ تفسير القمّي 1 : 241.


(158)
    التاسع والعشرون : ما رواه الطبرسي في تفسير قوله تعالى ( وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ ) (1) عن ابن عبّاس وابن مسعود : إنّ الله ردّ على أيّوب أهله الذين هلكوا بأعيانهم ، وأعطاه مثلهم معهم وكذلك ردّ الله عليه أمواله ومواشيه بأجمعها ، وأعطاه مثلها معها. وبه قال الحسن وقتادة.
    قال الطبرسي : وهو المروي عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) وقيل : كان له سبع بنات وثلاث بنين ، وقيل : سبع بنين وسبع بنات (2).
    الثلاثون : ما رواه الشيخ الثقة الجليل أبو الحسن علي بن إبراهيم بن هاشم القمّي في « تفسير القرآن » قال : حدّثني أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن بعض رجاله ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) « إنّ رجلاً ـ من خيار بني إسرائيل وعلمائهم ـ خطب امرأة فأنعمت له ، وخطبها ابن عمّه وكان فاسقاً رديّاً فلم ينعموا له ، فحسد ابن عمّه فقعد له فقتله غيلة ، ثمّ حمله إلى موسى ، فقال : يا نبي الله إنّ ابن عمّي قد قُتل ، فقال موسى : مَنْ قتله ؟ قال : لا أدري.
    وكان القتل عظيماً في بني إسرائيل ، فاجتمعوا وبكوا وضجّوا ، فقال لهم موسى : إنّ الله يأمركم أن تذبحوا بقرة ـ إلى أن قال ـ : فأوحى الله إلى موسى قل لهم : اضربوه ببعضها ، وقولوا له : من قتلك ؟ فأخذوا الذَنَب فضربوه به ، وقالوا : مَن قتلك يا فلان ؟ قال : قتلني فلان بن فلان وهو قوله ( اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذلِكَ يُحْيِي الله الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ) (3) » (4).
    الحادي والثلاثون : ما رواه علي بن إبراهيم في « تفسيره » مرفوعاً : « أنّه كان
1 ـ سورة الأنبياء 21 : 84.
2 ـ مجمع البيان 7 : 113.
3 ـ سورة البقرة 2 : 73.
4 ـ تفسير القمّي 1 : 49.


(159)
وقع طاعون بالشام ، فخرج منهم خلق كثير هرباً من الطاعون ، فصاروا إلى مغارة (1) فماتوا في ليلة واحدة كلّهم ، فبقوا حتّى كانت عظامهم يمرّ بها المارّ فينحّيها برجله عن الطريق ، ثمّ أحياهم الله فردّهم إلى منازلهم فبقوا دهراً طويلاً ، ثمّ ماتوا وتدافنوا (2).
    الثاني والثلاثون : ما رواه علي بن إبراهيم أيضاً في « تفسيره » قال : حدّثني أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن أبي أيّوب ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : « إنّ إبراهيم نظر إلى جيفة على ساحل البحر تأكلها سباع الطير وسباع البحر ، ثمّ تثب السباع بعضها على بعض ، فيأكل بعضها بعضاً ، فتعجّب إبراهيم فقال : ( ربِّ أرني كيف تُحيي الموتى ) قال الله ( أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلكِن لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ ) (3) الآية.
    فأخذ إبراهيم الطاووس والديك والحمام والغراب فقطّعهنّ وأخذ لحماتهنّ ففرّقه على عشرة أجبال ، وأخذ مناقيرهنّ ثمّ دعاهنّ ، فقال : إحيي بإذن الله ، فكانت تتألّف وتجتمع لحم كلّ واحد وعظمه إلى رأسه ، وطارت إلى إبراهيم ، فعند ذلك قال إبراهيم ( أَنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) (4) » (5).
    الثالث والثلاثون : ما رواه علي بن إبراهيم في « تفسيره » أيضاً مرسلاً : « إنّ الله لمّا أنزل على موسى التوراة وكلّمه قال في نفسه : ما خلق الله خلقاً أعلم منّي ، فأوحى الله إلى جبرئيل ( عليه السلام ) أن أدرك موسى وأعلمه أنّ عند ملتقى البحرين رجلاً
1 ـ في « ح ، ط » : مفازة.
2 ـ تفسير القمّي 1 : 80 ـ 81.
3 ـ سورة البقرة 2 : 260.
4 ـ سورة البقرة 2 : 260.
5 ـ تفسير القمّي 1 : 91.


(160)
هو أعلم منك فاتّبعه وتعلّم منه ، فقال لوصيّه يوشع : إنّ الله أمرني أن أتّبع عند ملتقى البحرين رجلاً وأتعلّم منه ، فتزوّد يوشع حوتاً مملوحاً ، وخرجا وبلغ ذلك المكان ، فأخرج وصيّ موسى الحوت وغسله بالماء ، ووضعه على الصخرة ، وكان ذلك الماء ماء الحَيَوان فحيي الحوت ودخل في الماء » (1) الحديث.
    الرابع والثلاثون : ما رواه علي بن إبراهيم أيضاً في « تفسيره » قال : حدّثنا جعفر بن أحمد ، عن عبدالله بن موسى ، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة ، عن أبيه ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : سألته عن قول الله تعالى ( وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ ) (2) فقال : « إنّ ذا القرنين بعثه الله إلى قومه فضُرب على قرنه الأيمن فأماته الله خمسمائة عام ، ثمّ بعثه الله فضُرب على قرنه الأيسر فأماته الله خمسمائة عام ، ثمّ بعثه الله إليهم بعد ذلك ، فملّكه مشارق الأرض ومغاربها من حيث تطلع الشمس إلى حيث تغرب » (3).
    أقول : ويأتي مثله في معناه وأنّ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال : « وفيكم مثله » يعني نفسه.
    الخامس والثلاثون : ما رواه علي بن إبراهيم أيضاً في « تفسيره » قال : حدّثني أبي ، عن الحسن بن محبوب ، عن مالك بن عطية ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : سألته عن تفسير هذه الآية ( وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلاً أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ * إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِث ) (4).
    قال : « بعث الله رجلين إلى أهل مدينة أنطاكية ، فجاؤوهم بما لا يعرفون ،
1 ـ تفسير القمّي 2 : 37.
2 ـ سورة الكهف 18 : 83.
3 ـ تفسير القمّي 2 : 40.
4 ـ سورة يس 36 : 13 ـ 14.


(161)
فغلظوا عليهما فأخذوهما وحبسوهما في بيت الأصنام ، فبعث الله الثالث ـ وذكر القصّة بطولها ـ وفيها : إنّ الثالث أظهر دين الملك أوّلاً ثمّ أمر بإحضارهما للمناظرة فطلب منهما أن يدعوا لأعمى ومقعد بالشفاء ، ففعلا مرّة بعد اُخرى فأجاب الله دعاءهما ، فقال : أيّها الملك قد أتيا بحجّتين ولكن بقي شيء واحد فإن فعلاه دخلت معهما في دينهما.
    ثمّ قال : أيّها الملك بلغني أنّه كان للملك ولد واحد ومات فإن أحياه إلهـهما دخلت معهما في دينهما ، فقال الملك : وأنا أيضاً معك ، ثمّ قال لهما : قد بقيت هذه الخصلة الواحدة ، قد مات ابن للملك فادعوا إلهكما فيحييه ، قال : فخرّا ساجدَين فأطالا السجود ثمّ رفعا رأسهما وقالا : ابعث إلى قبر ابنك تجده قد قام من قبره إن شاء الله.
    قال : فخرج الناس فوجدوه قد خرج من قبره ينفض رأسه من التراب ، فأتى به الملك فعرف أنّه إبنه ، فقال له : ما حالك (1) يا بني ؟ قال : كنت ميّتاً فرأيت رجلين بين يدي ربّي الساعة (2) ساجدَين يسألانه أن يحييني فأحياني ، فقال : يا بني تعرفهما إذا رأيتهما ؟ قال : نعم ، فأخرج الناس جملة إلى الصحراء ، فكان ينظر إلى رجل رجل حتّى مرّ بالأوّل بعد (3) جمع كثير ، فقال : هذا أحدهما ، ثمّ مرّ أيضاً بقوم كثيرين حتّى رأى الآخر ، فقال : وهذا الآخر ، فآمن الملك وأهل مملكته » (4).
    السادس والثلاثون : ما رواه علي بن إبراهيم أيضاً في « تفسيره » قال : حدّثني أبي ، عن ابن فضّال ، عن عبدالله بن بحر (5) ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير ، عن
1 ـ في « ح » : ما جاء لك. بدل من : ما حالك.
2 ـ ( الساعة ) لم ترد في « ح ».
3 ـ في « ح » : مع.
4 ـ تفسير القمّي 2 : 212 ـ 214.
5 ـ في « ك ، ش ، ح ، ط » والمطبوع : عبد الرحمن بن أبي نجران ، وما أثبتناه من المصدر وعنه في البحار 12 : 341 / 3 وتفسير البرهان 4 : 660 / 1 ، وكذلك ذكر السيِّد الخوئي الرواية بهذا السند في معجمه 11 : 124.


(162)
أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : سألته عن بلية أيّوب ـ وذكر الحديث ـ إلى أن قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) في قوله تعالى ( وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرَى لاَُولِي الألْبَابِ ) (1) قال : « فردّ الله عليه أهله الذين ماتوا قبل البلاء ، وردّ عليه أهله الذين ماتوا بعدما أصابهم البلاء كلّهم ، أحياهم الله تعالى فعاشوا معه » (2).
    السابع والثلاثون : ما رواه الشهيد الثاني الشيخ زين الدين ( قدس سره ) في كتاب « مسكّن الفؤاد عند فقد الأحبّة والأولاد » نقلاً من كتاب « العيون والمحاسن » (3) للشيخ المفيد : عن معاوية بن مرّة ، قال : كان أبو طلحة يحبّ ابنه حبّاً شديداً ، فتوفّي الولد ثمّ ذكر أنّ امرأته صبرت صبراً عظيماً ، وأنّ أباه أيضاً صبر وأنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لمّا علم بذلك قال : « الحمد لله الذي جعل في اُمّتي مثل صابرة بني إسرائيل » فقيل : يا رسول الله ما كان من صبرها (4) ؟ فقال : « كان في بني إسرائيل امرأة لها زوج ولها منه غلامان ، فأمرها بطعام ليدعو الناس عليه (5) ، ففعل واجتمع الناس في دارها ، فانطلق الغلامان يلعبان فوقعا في بئر كان في الدار فماتا ، فكرهت أن تنغّص على زوجها الضيافة ، فأدخلتهما البيت وسجّتهما بثوب.
    فلمّا فرغوا دخل زوجها (6) ، فقال : أين ابناي ؟ فقالت : هما في البيت ، وأنّها كانت تمسّحت بشيء من الطيب ، وتعرّضت للرجل حتّى وقع عليها ، ثمّ قال : أين
1 ـ سورة ص 38 : 43.
2 ـ تفسير القمّي 2 : 339 ـ 242.
3 ـ في مسكّن الفؤاد : عيون المجالس.
4 ـ في « ك » : خبرها.
5 ـ في « ح » : إليه.
6 ـ في « ط » : فلمّا فرغ زوجها.


(163)
ابناي ؟ قالت : هما في البيت فناداهما فخرجا يسعيان ، فقالت المرأة : سبحان الله قد والله كانا ميّتين ولكنّ الله تعالى أحياهما ثواباً لصبري » (1).
    الثامن والثلاثون : ما رواه رئيس المحدِّثين أبو جعفر ابن بابويه في « اعتقاداته » ـ في باب الإعتقاد في الرجعة ـ مرسلاً في قوله تعالى ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلوفٌ ) (2) قال : « هؤلاء كانوا سبعين ألف بيت وكان فيهم الطاعون كلّ سنة ـ إلى أن قال ـ : فأجمعوا على أن يخرجوا جميعاً من ديارهم إذا كان وقت الطاعون ، فخرجوا بأجمعهم فنزلوا على شطّ بحر.
    فلمّا وضعوا رحالهم ناداهم الله موتوا فماتوا جميعاً ، فكنستهم المارّة عن الطريق ، فبقوا بذلك ما شاء الله ، فمرّ بهم نبيّ من أنبياء بني إسرائيل يقال له : ارميا ، فقال : لو شئت يا ربّ لأحييتهم فيعمّروا بلادك ويلدوا عبادك ، ويعبدونك مع من يعبدك ، فأوحى الله إليه أتحبّ أن اُحييهم لك ؟ قال : نعم ، فأحياهم الله وبعثهم معه فهؤلاء ماتوا ورجعوا (3) إلى الدنيا ثمّ ماتوا (4) بآجالهم » (5).
    التاسع والثلاثون : ما رواه ابن بابويه أيضاً في « اعتقاداته » مرسلاً في قوله تعالى ( أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَة وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِيْ هذِهِ اللهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللهُ مِاْئَةَ عَام ثُمَّ بَعَثَهُ ) (6) قال : فهذا مات مائة عام ، ثمّ رجع إلى
1 ـ مسكّن الفؤاد : 69.
2 ـ سورة البقرة 2 : 243.
3 ـ في « ح » : ثمّ بُعثوا.
4 ـ في « ح » : فماتوا. بدل من : ثمّ ماتوا.
5 ـ اعتقادات الصدوق : 60 ( ضمن مصنّفات المفيد ج 5 ).
6 ـ سورة البقرة 2 : 259.


(164)
الدنيا ثمّ مات (1) بأجله ، وهو عزير ( عليه السلام ) (2). وروي أنّه : ارميا ( عليه السلام ) (3).
    الأربعون : ما رواه ابن بابويه أيضاً في « اعتقاداته » مرسلاً في قصّة المختارين من قوم موسى لميقات ربّه وقوله تعالى ( ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ ) (4) قال : إنّهم لمّا سمعوا كلام الله قالوا : لا نصدّق به حتّى نرى الله جهرةً فأخذتهم الصاعقة فماتوا ، فقال موسى : يا ربّ ما أقول لبني إسرائيل إذا رجعت إليهم ؟ فأحياهم الله عزّوجلّ ثمّ رجعوا إلى الدنيا فأكلوا وشربوا ونكحوا النساء ، وولدت لهم الأولاد ، وبقوا فيها ثمّ ماتوا بآجالهم (5).
    الحادي والأربعون : ما رواه ابن بابويه أيضاً في « اعتقاداته » مرسلاً : أنّ عيسى ( عليه السلام ) كان يحيي (6) الموتى بإذن الله ، وأنّ جميع الموتى الذين أحياهم عيسى ( عليه السلام ) بإذن الله رجعوا إلى الدنيا ، وبقوا فيها ثمّ ماتوا بآجالهم (7).
    الثاني والأربعون : ما رواه ابن بابويه أيضاً في « اعتقاداته » مرسلاً : أنّ أصحاب الكهف لبثوا في كهفهم ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعاً ، ثمّ بعثهم الله فرجعوا إلى الدنيا ليتساءلوا بينهم وقصّتهم معروفة.
    قال ابن بابويه : فإن قال قائل : قد قال الله ( وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظاً وَهُمْ رُقُودٌ ) (8)
1 ـ في « ح » : فمات. بدل من : ثمّ مات.
2 ـ اعتقادات الصدوق : 61 ( ضمن مصنّفات المفيد ج 5 ).
3 ـ تفسير القمّي 1 : 86.
4 ـ سورة البقرة 2 : 56.
5 ـ اعتقادات الصدوق : 61 ( ضمن مصنّفات المفيد ج 5 ).
6 ـ في « ح ، ط » : يُخرج.
7 ـ اعتقادات الصدوق : 61 ـ 62 ( ضمن مصنّفات المفيد ج 5 ).
8 ـ سورة الكهف 18 : 18.


(165)
قيل له : إنّهم كانوا موتى ، وقد قال الله عزّوجلّ ( مَنْ بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ ) (1) وإن قالوا ذلك فإنّهم كانوا موتى ومثل هذا كثير (2) « انتهى ».
    الثالث والأربعون : ما رواه الشيخ تقي الدين إبراهيم بن علي العاملي الكفعمي في « مصباحه » ـ في الفصل الثلاثين في أدعية الأنبياء ( عليهم السلام ) دعاء آصف ( عليه السلام ) ـ : روي أنـّه أتى بعرش بلقيس بهذا الدعاء وإنّ به كان عيسى ( عليه السلام ) يحيي الموتى ، وهو : « اللهمّ إنّي أسألك بأنّك لا إله إلا أنت » (3) وذكر دعاءً قصيراً.
    الرابع والأربعون : ما رواه الشيخ الجليل أبو منصور أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي في كتاب « الاحتجاج على أهل اللجاج » ـ في احتجاج الصادق ( عليه السلام ) على الزنديق الذي سأله عن مسائل كثيرة ـ في حديث طويل يقول فيه الزنديق : فلو أنّ الله ردّ إلينا من الأموات في كلّ مائة عام لنسأله عمّن مضى منّا إلى ما صاروا وكيف حالهم ؟
    فقال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : « هذه مقالة من أنكر الرسل وكذّبهم ، إنّ الله أخبر في كتابه على لسان الأنبياء حال من مات منّا ، أفيكون أحد أصدق من الله ورسله ؟ وقد رجع إلى الدنيا ممّن مات خلق كثير ، منهم أصحاب الكهف أماتهم الله ثلاثمائة عام وتسعة ، ثمّ بعثهم في زمان قوم أنكروا البعث ليقطع حجّتهم ، وأمات الله ارميا النبي ( عليه السلام ) الذي نظر إلى خراب بيت المقدس فقال : ( أَنَّى يُحْيِيْ هذِهِ اللهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللهُ مِاْئَةَ عَام ) (4) ثمّ أحياه وبعثه » (5) الحديث.
1 ـ سورة يس 36 : 52.
2 ـ اعتقادات الصدوق : 62 ( ضمن مصنّفات المفيد ج 5 ).
3 ـ مصباح الكفعمي 1 : 554.
4 ـ سورة البقرة 2 : 259.
5 ـ الاحتجاج 2 : 230.
الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة ::: فهرس