الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة ::: 166 ـ 180
(166)
    الخامس والأربعون : ما رواه الطبرسي أيضاً في « الاحتجاج » ـ في احتجاج الصادق ( عليه السلام ) على بعض أعداء الدين ـ في حديث طويل (1) قال : « إنّ الله أمات قوماً خرجوا عن أوطانهم ، هاربين من الطاعون لا يحصى عددهم فأماتهم الله دهراً طويلاً حتّى بليت عظامهم ، وتقطّعت أوصالهم وصاروا تراباً ، فبعث الله ـ في وقت أحبّ أن يُري عباده قدرته ـ نبيّاً يقال له : حزقيل ، فدعاهم فاجتمعت أبدانهم ورجعت فيها أرواحهم وقاموا كهيئة يوم ماتوا لا يفتقدون من أعدادهم رجلاً ، فعاشوا بذلك دهراً طويلاً » (2).
    السادس والأربعون : ما رواه الطبرسي أيضاً في احتجاج الصادق ( عليه السلام ) في حديث طويل قال : « وإنّ الله تعالى أمات قوماً خرجوا مع موسى حين توجّه إلى الله فقالوا : ( أَرِنَا اللهَ جَهْرَةً ) (3) فأماتهم الله ثمّ أحياهم » (4) الحديث.
    السابع والأربعون : ما رواه الشيخ الجليل قطب الدين سعيد بن هبة الله الراوندي في كتاب « الخرائج والجرائح » ـ في أعلام فاطمة ( عليها السلام ) ـ : عن المفضّل بن عمر ، عن الصادق ( عليه السلام ) (5) قال : « لمّا تزوّج رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) خديجة هجرتها نساء قريش وقلن : تزوّجت يتيم آل أبي طالب فقيراً لا مال له ، فلمّا حضرت ولادة فاطمة ( عليها السلام ) بعثت إليهنّ وطلبتهنّ فلم تأت منهنّ واحدة.
    فاغتمّت خديجة ، فبينا هي كذلك إذ دخلت عليها أربع نسوة طوال كأنّهنّ من نساء بني هاشم ، ففزعت منهنّ ، فقالت إحداهنّ : لا تحزني يا خديجة فإنّا رسل
1 ـ ( طويل ) أثبتناه من « ح ، ش ، ك ».
2 ـ الاحتجاج 2 : 231.
3 ـ سورة النساء 4 : 153.
4 ـ الاحتجاج 2 : 231.
5 ـ في « ح » زيادة : في حديث طويل.


(167)
ربّك إليك (1) ونحن أخواتك ، أنا سارة وهذه آسية بنت مزاحم وهي رفيقتك في الجنّة ، وهذه مريم بنت عمران ، وهذه اُمّ البشر اُمّنا حوّاء ، بعثنا الله إليك لنلي منك ما تلي النساء من النساء ، فجلست واحدة عن يمينها ، واُخرى عن شمالها ، والثالثة بين يديها ، والرابعة من خلفها ، فوضعت فاطمة ( عليها السلام ) » (2) الحديث.
    الثامن والأربعون : ما رواه رئيس المحدّثين أبو جعفر ابن بابويه في كتاب « الأمالي » ـ في المجلس السابع والثمانين ـ : عن أبي عبدالله أحمد بن محمّد الخليلي ، عن محمّد بن أبي بكر الفقيه ، عن أحمد بن محمّد النوفلي ، عن إسحاق بن يزيد ، عن حمّاد بن عيسى ، عن زرعة بن محمّد الحضرمي ، عن المفضّل بن عمر ، قال : قلت لأبي عبدالله ( عليه السلام ) : كيف كانت ولادة فاطمة ( عليها السلام ) ؟ فذكر الحديث بطوله ، وفيه دخول النساء الأربع من الاُمم السالفة على خديجة ( عليها السلام ) كما رواه الراوندي ، إلا أنّه لم يذكر حوّاء اُمّ البشر وإنّما ذكر مكانها كلثم اُخت موسى بن عمران ( عليه السلام ) (3).
    التاسع والأربعون : ما رواه الراوندي في كتاب « الموازاة بين المعجزات » ـ الذي ألحقه وأضافه إلى كتاب « الخرائج والجرائح » ـ قال : قال الصادق ( عليه السلام ) : « إنّ الله تعالى ردّ على أيّوب أهله وولده الذين هلكوا بأعيانهم ، وأعطاه مثلهم معه ، وكذلك ردّ الله عليه ماله ومواشيه بأعيانها وأعطاه مثلها » (4).
    الخمسون : ما رواه الراوندي في كتاب « الموازاة » أيضاً عن الصادق ( عليه السلام ) قال : « إنّ عزيراً أماته الله مائة عام ، ثمّ بعثه وأحياه وكان معه اللبن لم يتغيّر ، قال : ولمّا
1 ـ ( إليكِ ) لم ترد في « ط ».
2 ـ الخرائج والجرائح 2 : 524 / 1.
3 ـ أمالي الصدوق : 690 / 947.
4 ـ الخرائج والجرائح 2 : 933.


(168)
مرّ عزير على قرية وهي خاوية على عروشها خراب أهلها كلّهم موتى ، فعلم أنّهم ماتوا بسخط الله ، فدعا ربّه فقال تعالى : رشّ عليهم الماء ففعل فأحياهم الله وهم اُلوف ، وبعثه إليهم رسولاً وعاش سنين » (1).
    الحادي والخمسون : ما رواه الراوندي أيضاً في كتاب « الموازاة » رفعه قال : « إنّ عيسى ( عليه السلام ) بعث رجلاً إلى الروم لا يداوي رجلاً إلا أبرأه ، ثمّ بعث آخر وعلّمه الذي يُحيي به الموتى ، فدعا الروم فاُدخل على الملك ، فقال : أنا اُحيي الموتى ، وكان للملك ولد قد مات ، فركب الملك والناس معه إلى قبر ابنه ، فدعا رسول عيسى ( عليه السلام ) وأمّن طبيب الملك الذي هو رسول المسيح أوّلاً.
    فانشقّ القبر وخرج ابن الملك ثمّ جاء يمشي حتّى جلس في حجر أبيه ، فقال : يا بنيّ مَنْ أحياك ؟ فنظر إلى الرسولين (2) فقال : هذا وهذا ، فقاما وقالا : أيّها الملك إنّا رسولا المسيح ، فآمن الملك وأهل بيته في الحال » (3).
    الثاني والخمسون : ما رواه رئيس الطائفة أبو جعفر الطوسي في أوائل كتاب « الغيبة » مرسلاً قال : « وإنّ أصحاب الكهف قد أخبر الله عنهم أنّهم بقوا في كهفهم ثلاثمائة سنة وازدادوا تسعاً ، ثمّ أحياهم الله تعالى فعادوا إلى الدنيا ورجعوا إلى قومهم.
    وقد كان من أمر صاحب الحمار (4) الذي نزل بقصّته القرآن ، وأهل الكتاب
1 ـ الخرائج والجرائح 2 : 933.
2 ـ في الخرائج : رسولي المسيح.
3 ـ الخرائج والجرائح 2 : 948 باختلاف يسير.
4 ـ وهو الذي أخبر عنه الله عزّوجلّ في سورة البقرة آية 259 ( أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَة وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِيْ هذِهِ الله بَعْدَ مَوْتِهَا ) إلى آخر الآية.


(169)
يرون (1) أنّه كان نبيّاً فأماته الله مائة عام ثمّ بعثه » (2).
    الثالث والخمسون : ما رواه الحسن بن سليمان بن خالد القمّي في « رسالته » نقلاً من كتاب « مختصر البصائر » لسعد بن عبدالله : عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن الحسين بن علوان ، عن محمّد بن داود العبدي ، عن الأصبغ بن نباتة ، أنّ عبدالله بن الكوّا قام إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : فقال : إنّ أبا المعمّر يزعم أنّك حدّثته أنّك سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : إنّا قد رأينا وسمعنا برجل أكبر سنّاً من أبيه.
    فقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : « إنّ عزيراً خرج من أهله وامرأته في شهرها وله يومئذ خمسون سنة ، فابتلاه الله وأماته مائة عام ، ثمّ بعثه ورجع إلى أهله واستقبله ابنه وهو ابن خمسين ومائة (3) سنة ، وردّ الله عزيراً إلى الذي كان به ، وإنّ الله ابتلى قوماً بذنوبهم فأماتهم قبل آجالهم ، ثمّ ردّهم إلى الدنيا ليستوفوا أرزاقهم ، ثمّ أماتهم بعد ذلك.
    إنّ الله قال في كتابه : ( وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِمِيقَاتِنَا ) (4) فانطلق بهم فقالوا : ( لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللهُ جَهْرَةً ) (5) قال الله عزّوجلّ : ( فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ ـ يعني الموت ـ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ * ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوى ) (6) فهذا بعد الموت إذ بعثهم ، وأيضاً مثلهم الملأ الذين خرجوا من ديارهم وهم اُلوف حذر
1 ـ في « ح ، ط ، ش ، ك » : يروون. وفي المصدر : يزعمون.
2 ـ الغيبة للطوسي : 111.
3 ـ في المطبوع و « ط » : مائة ، وما في المتن أثبتناه من « ح ، ش » وهو الموافق للمصدر. وفي « ك » : أربعين ومائة.
4 ـ سورة الأعراف 7 : 155.
5 و 6 ـ سورة البقرة 2 : 55 ـ 57.


(170)
الموت ، فقال لهم الله موتوا ثمّ أحياهم ، ومثلهم عزيراً أماته الله مائة عام ثمّ بعثه ، ياابن الكوّا فلا تشكّنّ في قدرة الله عزّوجلّ » (1).
    الرابع والخمسون : ما رواه أيضاً نقلاً من « مختصر البصائر » لسعد بن عبدالله : عن محمّد بن الحسين ، عن صفوان بن يحيى ، عن أبي خالد القمّاط ، عن حمران بن أعين ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : قلت له : هل كان في بني إسرائيل شيء لا يكون هاهنا مثله ؟ فقال : « لا » فقلت : قوله تعالى ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللهُ مُوتُوْا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ ) (2) هل أحياهم الله تعالى حتّى نظر الناس إليهم ثمّ أماتهم من يومهم أو ردّهم إلى الدنيا ؟ قال : « بل ردّهم إلى الدنيا حتّى سكنوا الدور ، وأكلوا الطعام ونكحوا النساء ، ولبثوا بذلك ما شاء الله ثمّ ماتوا بالآجال » (3).
    الخامس والخمسون : ما رواه ابن بابويه في كتاب « الأمالي » ـ في المجلس السابع والثلاثين ـ : عن علي بن الحسين بن شاذويه ، عن محمّد بن عبدالله بن جعفر الحميري ، عن أبيه ، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن أبان بن عثمان ، عن أبان بن تغلب ، عن عكرمة ، عن ابن عبّاس ، قال : لمّا مضى لعيسى ( عليه السلام ) ثلاثون سنة ، بعثه الله عزّوجلّ إلى بني إسرائيل ، فلقيه إبليس على عقبة بيت المقدس ـ وهي عقبة أفيق (4) ثمّ ذكر ما جرى بينهما من المكالمات إلى أن
1 ـ مختصر البصائر : 102/74 ، باب الكرّات وحالاتها وما جاء فيها.
2 ـ سورة البقرة 2 : 243.
3 ـ مختصر البصائر : 105/76 ، باب الكرّات وحالاتها ، وأورده العيّاشي في تفسيره 1 : 130/433.
4 ـ عقبة أفيق : العقبة : بالتحريك هو جبل طويل يعرض للطريق فيأخذ فيه ، وهو صعب إلى صعود الجبل.
    وأفيق : قرية من حوران في طريق الغور في أوّل العقبة.
    معجم البلدان 4 : 151 ، عقبة و 1 : 276 ـ أفيق.


(171)
قال ـ : فقال إبليس : أنت الذي بلغ من عظم ربوبيتك أنّك تخلق من الطين كهيئة الطير ، فتنفخ فيه فيصير طيراً ؟
    فقال عيسى ( عليه السلام ) : « بل العظمة للذي خلقني وخلق ما سخّر لي » قال إبليس : فأنت الذي بلغ من عظم ربوبيّتك أنّك تحيي الموتى ؟ قال عيسى : « بل العظمة للذي (1) بإذنه اُحييهم ولابدّ من أن يميت ما أحييت ويميتني » (2) الحديث.
    السادس والخمسون : ما رواه علي بن إبراهيم بن هاشم في « تفسيره » عند قوله تعالى ( أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَة ) (3) الآية قال : حدّثني أبي ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى الحلبي ، عن هارون بن خارجة ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : « لمّا عملت بنو إسرائيل بالمعاصي ـ وذكر الحديث بطوله ـ وأنّ الله سلّط عليهم بخت نصّر فقتلهم ـ إلى أن قال ـ : فخرج ارميا فنظر إلى سباع البرّ وسباع الطير تأكل من تلك الجيف ، ففكّر في نفسه وقال : أنّى يُحيي هذه الله بعد موتها فأماته الله مائة عام ثمّ بعثه أي أحياه ، لمّا رحم الله بني إسرائيل وأهلك بخت نصّر ، ردّ بني إسرائيل إلى الدنيا » (4) الحديث (5).
    أقول : هذا الحديث مع قوّة سنده جدّاً يدلّ على أنّ الله أحيا بني إسرائيل بعد القتل وأحيا نبيّهم بعد الموت وردّه إليهم ، فرجع ورجعوا إلى الدنيا وبقوا مدّة
1 ـ من قوله : ( خلقني وخلق ) إلى هنا لم يرد في « ح ».
2 ـ أمالي الصدوق : 272 / 1 ، المجلس السابع والثلاثون.
3 ـ سورة البقرة 2 : 259.
4 ـ تفسير القمّي 1 : 86 ـ 90.
5 ـ ( الحديث ) أثبتناه من « ح ، ش ، ك ».


(172)
طويلة.
    السابع والخمسون : ما رواه الراوندي في الباب السابع من كتاب « الخرائج والجرائح » : عن يونس بن ظبيان ، قال : قلت للصادق ( عليه السلام ) : قوله عزّوجلّ لابراهيم ( فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ ) (1) الآية ، قال : « نعم قد كان ذلك ، فتحبّون أن اُريكم مثله » (2) الحديث.
    الثامن والخمسون : ما رواه الحسن بن سليمان بن خالد القمّي في « رسالته » نقلاً من كتاب « مختصر البصائر » لسعد بن عبدالله : عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن وهيب بن حفص (3) ، عن أبي بصير ، قال : دخلت على أبي عبدالله ( عليه السلام ) فقلت : إنّا نتحدّث أنّ عمر بن ذر (4) [ لا يموت حتّى يقاتل قائم آل محمّد ( صلى الله عليه وآله ) ، فقال ( عليه السلام ) : « إنّ مثل عمر بن ذر مثل ] (5) رجل كان (6) في بني إسرائيل يقال له : عبد ربّه ، وكان يدعو أصحابه إلى ضلالة فمات ، فكانوا يلوذون بقبره ويتحدّثون عنده ، إذ خرج عليهم من قبره ينفض التراب عن رأسه ويقول لهم : كيت وكيت » (7).
    التاسع والخمسون (8) : ما رواه الثقة الجليل سعيد بن هبة الله الراوندي في كتاب « قصص الأنبياء » : بإسناده عن ابن بابويه ، عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن
1 ـ سورة البقرة 2 : 260.
2 ـ الخرائج والجرائح 1 : 297 / 4.
3 ـ في المطبوع و « ط ، ك » : وهب بن حفص.
4 ـ في « ح ، ش ، ط ، ك » : عمر بن زميل.
5 ـ ما بين المعقوفين أثبتناه من المصدر لضرورته في سياق الحديث.
6 ـ في « ح » : كان رجل.
7 ـ مختصر البصائر : 98/68 ، باب الكرّات وحالاتها.
8 ـ هذا الحديث والذي بعده سقط من نسخة « ك ».


(173)
أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن خالد البرقي ، عن إسماعيل بن إبراهيم ، عن أبي بكر ، عن زرارة ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) : « إنّ داود كان يدعو الله أن يعلّمه القضاء بما هو الحقّ عنده ، فأوحى الله إليه : إنّ الناس لا يحتملون ذلك وإنّي سأفعل ».
    وأتاه رجلان استعدى أحدهما على الآخر فأمر المستعدى عليه أن يقوم إلى المستعدي فيضرب عنقه ـ إلى أن قال ـ : فأوحى الله إليه : إنّ هذا المستعدي قتل أبا هذا المستعدى عليه ، فأمرت فضربت عنقه قوداً بأبيه ، وهو مدفون في حائط كذا وكذا تحت صخرة كذا (1) ، فأته فناده باسمه فإنّه سيجيبك فسأله (2) ، فخرج إليه داود فناداه يا فلان فقام ، فقال : لبّيك يا نبيّ الله ، فقال : مَنْ قتلك ؟ فقال : فلان ، فقالت بنو إسرائيل : سمعناه يقول » (3) الحديث.
    الستّون : ما رواه أيضاً فيه : عن ابن بابويه ، عن محمّد بن إبراهيم الطالقاني ، عن أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن أبان بن عثمان ، عن محمّد الحلبي ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، قال : « إنّ عيسى بن مريم ( عليه السلام ) بعث رسولا إلى (4) الروم وعلّمه ما به يُحيي الموتى فأخبروا الملك ، وكان ابنه مات ، فركب الملك والناس إلى قبر ابن الملك ، فدعا رسول المسيح وأمّن طبيب الملك ـ الذي هو رسوله أيضاً ـ فانشقّ القبر فخرج ابن الملك ، ثمّ جاء يمشي حتّى جلس في حجر أبيه ، فقال : يا بُني من أحياك ؟ فنظر فقال : هذا وهذا » (5) الحديث.
1 ـ في « ح » : كذا وكذا.
2 ـ في « ح » : فسله. وفي المصدر : فسله ، قال :
3 ـ قصص الأنبياء : 200 / 256.
4 ـ في المطبوع : إلى رسول. وما في المتن أثبتناه من « ح ، ش ، ط ، ك ».
5 ـ قصص الأنبياء : 267 / 309 ، وإلى هنا ينتهي ما سقط من « ك ».


(174)
    أقول : وقد تقدّم ما يدلّ على مضمون هذا الباب ، ويأتي ما يدلّ عليه في الباب الذي بعده وغيره.
    ولا يخفى أنّ مضمون البابين واحد لكنّي جعلت الأحاديث قسمين ; لأنّ منكر الرجعة قد رجع إلى الإقرار برجعة الشيعة وغيرهم من الرعية ، وتوقّف في الإقرار برجعة الأنبياء والأئمّة ( عليهم السلام ) ، فأردت (1) أن يكون القسم الثاني مجموعاً في باب مفرد ، وإلا فالقسمان دالاّن على مضمون واحد ، وقد تجاوزا حدّ التواتر المعنوي ، مع أنّي لم أنقل جميع ما ورد في ذلك ، ومع ضميمة أحاديث الباب الرابع يتمّ الاستدلال على الرجعة ، مع قطع النظر عن أحاديث الإخبار بالرجعة الصريحة بالكلّية ، فكيف إذا انضمّ الجميع بعضه إلى بعض والله الموفّق.
1 ـ في « ط » : فأوقف.

(175)
    والأحاديث في ذلك أيضاً كثيرة وأنا أقتصر منها على أخبار :
    الأوّل : ما رواه ثقة الإسلام أبو جعفر الكليني ـ في باب النوادر من كتاب الجنائز ـ : عن علي بن محمّد ، عن بعض أصحابنا ، عن علي بن الحكم ، عن ربيع بن محمّد ، عن عبدالله بن سليم العامري ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، قال : « إنّ عيسى ( عليه السلام ) جاء إلى قبر يحيى بن زكريا ( عليهما السلام ) ـ وكان سأل ربّه أن يحييه له ـ فدعاه فأجابه وخرج إليه من القبر ، فقال له : ما تريد منّي ؟ قال : أريد أن تؤنسني كما كنت في الدنيا ، فقال له : يا عيسى ما سكنت عنّي حرارة الموت وأنت تريد أن تعيدني إلى الدنيا وتعود عليَّ حرارة الموت ، فتركه فعاد إلى قبره » (1).
    الثاني : ما رواه الكليني في « أوائل الروضة » : عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي حمزة الثمالي وأبي منصور ، عن الربيع ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) أنّ نافعاً (2) قال له : إنّي قرأت التوراة
1 ـ الكافي 3 : 260 / 37.
2 ـ هو مولى عمر بن الخطّاب.


(176)
والإنجيل والزبور والقرآن وقد جئت أسألك عن مسألة لا يجيب فيها إلا نبيّ أو وصيّ نبيّ ، قال : سلْ عمّا بدا لك ، قال : أخبرني كم بين عيسى ومحمّد ( صلى الله عليه وآله ) ؟ قال : « اُخبرك بقولي أو بقولك ؟ » قال : أخبرني بالقولين جميعاً.
    قال : « أمّا في قولي : فخمسمائة سنة ، وأمّا في قولك : فستّمائة سنة » قال : فأخبرني عن قول الله عزّوجلّ : ( وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُسُلِنَا ) (1) من الذي سأل (2) محمّد ( صلى الله عليه وآله ) ؟ قال : « فتلا أبو جعفر ( عليه السلام ) (3) هذه الآية ( سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ) (4) فكان من الآيات التي رآها حين اُسري به إلى بيت المقدس أن حشر الله عزّ ذكره الأوّلين والآخرين من النبيّين والمرسلين.
    ثمّ نزل جبرئيل فأذّن شفعاً وأقام شفعاً ، وقال في أذانه : حيّ على خير العمل ، ثمّ تقدّم محمّد ( صلى الله عليه وآله ) فصلّى بالقوم ، ثمّ قال (5) عزّوجلّ : يا محمّد واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا » ثمّ ذكر ما وقع بينه وبينهم من السؤال والجواب ، فقال نافع : صدقت يا أبا جعفر (6).
    الثالث : ما رواه الكليني أيضاً في « الروضة » ـ في حديث عنوانه حديث نصراني الشام مع الباقر ( عليه السلام ) ـ : عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن إسماعيل بن أبان ، عن عمرو بن عبدالله الثقفي ـ وذكر حديث إخراج
1 ـ سورة الزخرف 43 : 45.
2 ـ في « ط » : سأله.
3 ـ في « ط ، ك » : ابو عبد الله ( عليه السلام ).
4 ـ سورة الاسراء 17 : 1.
5 ـ في « ك » : ثمّ ذكر.
6 ـ الكافي 8 : 120 / 93.


(177)
هشام بن عبد الملك أبا جعفر الباقر ( عليه السلام ) من المدينة إلى الشام ، وما وقع بينه وبين عالم النصارى من السؤال والامتحان ـ إلى أن قال النصراني : يا معشر النصارى والله لأسألنّه عن مسألة يرتطم فيها كما يرتطم الحمار في الوحل ، فقال له : « سَلْ ».
    فقال : أخبرني عن رجل دنا من امرأته فحملت باثنين ، حملت بهما جميعاً في ساعة واحدة ، وولدتهما في ساعة واحدة ، وماتا في ساعة واحدة ، ودفنا في ساعة واحدة ، وعاش أحدهما خمسين ومائة سنة ، وعاش الآخر خمسين سنة.
    فقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : « هما عزير وعزرة ، حملت اُمّهما بهما على ما وصفت ، ووضعتهما على ما وصفت ، وعاش عزير وعزرة كذا وكذا سنة ، ثمّ أمات الله عزيراً مائة سنة ، ثمّ بعثه فعاش مع أخيه عزرة هذه الخمسين سنة وماتا كلاهما في ساعة واحدة » فقال النصراني : ما رأيت بعيني قطّ أعلم من هذا الرجل. الحديث (1).
    ورواه الراوندي في كتاب « الخرائج والجرائح » بلفظ آخر ، وصرّح هناك بأنّ الله أكرم عزيراً بالنبوّة عشرين سنة ، ثمّ أماته مائة سنة ثمّ أحياه فعاش ثلاثين سنة (2).
    الرابع : ما رواه الكليني أيضاً في « الروضة » : عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه وأحمد بن محمّد الكوفي ، عن علي بن عمرو (3) بن أيمن جميعاً ، عن محسن بن أحمد بن معاذ ، عن أبان بن عثمان ، عن بشير النبّال ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، قال : « بينا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) جالساً إذ جاءته امرأة فرحّب بها وأخذ بيدها وأقعدها ،
1 ـ الكافي 8 : 122 / 94.
2 ـ الخرائج والجرائح 1 : 291 / 25.
3 ـ في « ح » : عمر.


(178)
وقال : ابنة نبيّ ضيّعه قومه ـ خالد بن سنان (1) ـ دعاهم فأبوا أن يؤمنوا ـ إلى أن قال ـ : ثمّ قال لهم : تؤمنون بي ؟ قالوا : لا.
    قال : فإنّي ميّت يوم كذا وكذا ، فإذا أنا متّ فادفنوني فإنّه ستجيء عانة (2) من حُمُر يقدمها عير أبتر ، حتّى يقف على قبري ، فانبشوني وسلوني عمّا شئتم ، فلمّا مات دفنوه وكان ذلك اليوم ، إذ جاءت العانة فاجتمعوا وجاءُوا يريدون نبشه ، فقالوا : ما آمنتم به في حياته فكيف تؤمنون به بعد موته ؟ فاتركوه فتركوه » (3).
    ورواه الراوندي في كتاب « الخرائج والجرائح » وفي « قصص الأنبياء » (4) نحوه (5).
1 ـ خالد بن سنان : قال الكلبي في الأنساب ص 449 : هو ابن غيث بن مريطة بن مخزوم الذي أطفأ نار الحدثان ، الذي يقال : « إنّه كان نبي ضيّعه قومه ».
    وقال الجاحظ : وأمّا نار الحرّتين هي نار خالد بن سنان الذي أطفأ الله به نار الحرتين ، وكانت ببلاد بني عبس ، فإذا كان الليل فهي نار تسطع في السماء. حياة الحيوان 4 : 476.
    وقال ابن أبي الحديد في شرح النهج 7 : 115 :
    وأمّا خالد بن سنان فلم يقرأ كتاباً ، ولا يدّعي شريعة ، وإنّما كانت نبوّته مشابهة لنبوّة جماعة من أنبياء بني إسرائيل الذين لم يكن لهم كتب ولا شرائع ، وإنّما ينهون عن الشرك ، ويأمرون بالتوحيد.
    وانظر المصادر التي ذكرت قصّته :
    تاريخ المدينة لابن شبّة 2 : 420 ـ 433 ، مستدرك الحاكم 2 : 598 ـ 600 ، الإصابة 4 : 407 ، ترجمة محياة بنت خالد بن سنان العبسي ، بحار الأنوار 14 : 448 ، باب 30 ، وقال في آخره : بيان : الأخبار الدالّة على نبوّته أقوى وأكثر ، الكامل في التاريخ لابن الأثير 1 : 376 ، الاشتقاق لابن دريد : 278.
2 ـ العانة : القطيع من حُمُر الوحش. الصحاح 6 : 2169 ـ عون.
3 ـ الكافي 8 : 342 / 540.
4 ـ ( وفي قصص الأنبياء ) لم يرد في « ك ».
5 ـ الخرائج والجرائح 2 : 950 ـ 952 ، قصص الأنبياء : 276 / 334.


(179)
    أقول : لا ريب أنّهم لو نبشوه لعاش ورجع حيّاً كما أخبرهم ( عليه السلام ) ، بل لعلّه عاش في ذلك الوقت ولو نبشوه لوجدوه حيّاً.
    الخامس : ما رواه الكليني في ـ كتاب العشرة ، في باب حدّ الجوار ـ : عن عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن علي بن اسباط ، عن عمّه يعقوب بن سالم ، عن إسحاق بن عمّار ، عن الكاهلي ، قال : سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول : « إنّ يعقوب لمّا ذهب منه يوسف وبنيامين نادى : يا ربّ أما ترحمني أذهبت ابني ؟ فقال الله عزّوجلّ : لو أمتّهما لأحييتهما لك » (1) الحديث.
    السادس : ما رواه رئيس المحدِّثين أبو جعفر ابن بابويه في كتاب « من لا يحضره الفقيه » ـ في باب فرض الصلاة ـ قال : قال الصادق ( عليه السلام ) : « إنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لمّا اُسري به إلى السماء أمره ربّه بخمسين صلاة ، فمرّ على النبيّين نبيّ نبيّ لا يسألونه عن شيء حتّى مرّ على موسى بن عمران ( عليه السلام ) ، فقال : بأيّ شيء أمرك ربّك ؟ قال : بخمسين صلاة ، قال : سَلْ ربّك التخفيف ، فإنّ اُمّتك لا تطيق ذلك » (2) الحديث ، وفيه كلام طويل بين موسى ومحمّد ( عليهما السلام ).
    أقول : قد ظهر من هذا ومن الحديث الثاني أنّ جميع الأنبياء السابقين رجعوا وأحياهم الله تعالى ليلة الإسراء. ويأتي مثل ذلك إن شاء الله تعالى.
    السابع : ما رواه ابن بابويه أيضاً في الكتاب (3) المذكور : بإسناده عن زيدبن علي بن الحسين ( عليهم السلام ) قال : سألت أبي سيِّد العابدين ( عليه السلام ) عن جدّنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ـ لمّا عرج به إلى السماء وأمره ربّه بخمسين صلاة ـ كيف لم يسأله
1 ـ الكافي 2 : 666 / 4 ، ولم يرد فيه : يوسف ( عليه السلام ).
2 ـ من لا يحضره الفقيه 1 : 125 / 602.
3 ـ في « ح » : الباب.


(180)
التخفيف عن اُمّته حتّى سأله موسى بن عمران ( عليهما السلام ) ؟ فقال : « إنّه كان لا يقترح على ربّه ولا يراجعه ، فلمّا سأله موسى وصار شفيعاً لاُمّته لم يجز له ردّ شفاعة أخيه موسى ( عليه السلام ) » (1) الحديث.
    ورواه في « العلل » في باب مفرد (2).
    ورواه في « الأمالي » ـ في المجلس السبعين ـ : عن محمّد بن محمّد بن عصام ، عن محمّد بن يعقوب ، عن علي بن محمّد ، عن محمّد بن سليمان (3) ، عن إسماعيل ، عن جعفر بن محمّد التميمي (4) ، عن الحسين بن علوان ، عن عمرو بن خالد ، عن زيد بن علي ( عليهما السلام ) ، مثله (5).
    الثامن : ما رواه ابن بابويه في « عيون الأخبار » ـ في باب ذكر مجلس الرضا ( عليه السلام ) مع أهل الأديان وأهل المقالات ـ قال : حدّثنا جعفر بن علي بن أحمد الفقيه (6) ، عن الحسن بن محمّد بن الحسن بن صدقة ، عن محمّد بن عمر بن عبد العزيز ، قال : حدّثني من سمع الحسن بن محمّد النوفلي يقول : ـ وذكر الحديث ـ يقول فيه الرضا ( عليه السلام ) : « ثمّ موسى بن عمران وأصحابه الذين كانوا سبعين اختارهم وصاروا معه إلى الجبل ، فقالوا : أرنا الله كما رأيته ، فقال : إنّي لم أره ، فقالوا : لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة فأخذتهم الصاعقة فاحترقوا عن آخرهم ، وبقي
1 ـ من لا يحضره الفقيه 1 : 126 / 603.
2 ـ علل الشرائع : 132 / 1 ـ باب 112.
3 ـ في « ط » : محمد بن علي بن سليمان.
4 ـ في « ك » : اسماعيل بن جعفر بن محمد التميمي.
5 ـ أمالي الصدوق : 543 / 727.
6 ـ في « ش ، ك » : علي بن أحمد الفقيه. وما في المتن هو الصحيح ، حيث أنّه صاحب كتاب ( جامع الأحاديث ) وهو القميّ يعدّ من مشايخ الصدوق. انظر معجم رجال الحديث5 : 51/2204.
الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة ::: فهرس