الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة ::: 256 ـ 270
(256)
    ورواه في موضع آخر من « تفسيره » مرسلاً مثله (1).
    الرابع والعشرون : ما رواه ثقة الإسلام محمّد بن يعقوب الكليني في أوائل « الروضة من الكافي » : عن عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن محمّد بن سليمان المصري ، عن أبيه ، عن أبي بصير ، قال : قلت لأبي عبدالله ( عليه السلام ) : قوله تعالى ( وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لاَ يَبْعَثُ اللهُ مَن يَمُوتُ بَلَى وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ ) (2) قال : « يا أبا بصير ما يقولون في هذه الآية ؟ » قلت : إنّ المشركين يزعمون ويحلفون لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أنّ الله لا يبعث الموتى ، قال : فقال : « تبّاً لمن قال هذا ، سَلهم هل كان المشركون يحلفون بالله أم باللاّت والعزّى ؟ ».
    قال : قلت : فأوجدنيه ، فقال : « يا أبا بصير لو قد قام قائمنا بعث الله قوماً من شيعتنا قباع (3) ، سيوفهم على عواتقهم ، فيبلغ ذلك قوماً من شيعتنا لم يموتوا فيقولون : بُعث فلان وفلان وفلان من قبورهم وهم مع القائم ؟! فيبلغ ذلك قوماً من عدوّنا فيقولون : يا معشر الشيعة ما أكذبكم ، هذه دولتكم وأنتم تقولون فيها الكذب ، لا والله ما عاش هؤلاء ولا يبعثون (4) إلى يوم القيامة قال : فحكى الله قولهم فقال : ( وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لاَ يَبْعَثُ اللهُ مَن يَمُوتُ ) (5) » (6).
1 ـ تفسير القمّي 2 : 75 ـ 76.
2 و 5 ـ سورة النحل 16 : 38.
3 ـ في نسخة « ش » : قيام.
    والقباع : قبع الرجل فهو قابع ، إذا أعيا وانبهر. تهذيب اللغة 1 : 284.
4 ـ في « ح ، ش ، ك » : ولا يعيشون.
6 ـ الكافي 8 : 50 / 14.


(257)
    ورواه العيّاشي في « تفسيره » على ما نقل عنه (1).
    الخامس والعشرون : ما رواه الشيخ الجليل المفيد أبو عبدالله محمّد بن محمّد بن النعمان في كتاب « الإرشاد في حجج الله على العباد » ـ في باب ذكر علامات القائم ( عليه السلام ) (2) ـ حيث قال : وردت الآثار بذكر علامات قيام (3) القائم (4) المهدي ( عليه السلام ) (5) ، وحوادث تكون أمام قيامه ، وآيات ودلالات ، فمنها : خروج السفياني ـ إلى أن قال ـ : وأموات ينشرون من القبور حتّى يرجعوا إلى الدنيا ، فيتعارفون فيها ويتزاورون ـ إلى أن قال ـ : فيعرفون عند ذلك خروج المهدي ( عليه السلام ) بمكّة ، فيتوجّهون لنصرته (6) (7).
    السادس والعشرون : ما رواه الشيخ المفيد أيضاً في فصل آخر حيث قال : وقد وردت الأخبار بمدّة ملك القائم روى عبد الكريم الخثعمي ، قال : قلت لأبي عبدالله ( عليه السلام ) : كم يملك القائم ( عليه السلام ) ؟ قال : « سبع سنين ، تطول له الأيّام والليالي حتّى تكون السنة من سنينه مقدار عشر سنين من سنينكم هذه ، وإذا آن قيامه مُطر الناس جمادى الآخرة وعشرة أيّام من رجب مطراً لم يرَ الخلائق مثله ، فيُنبت الله به لحوم المؤمنين وأبدانهم من قبورهم ، فكأنّي أنظر إليهم مقبلين من قبل جُهينة (8)
1 ـ تفسير العيّاشي 2 : 259 / 26. وقوله : ( ورواه العياشي في تفسيره على ما نقل عنه ) لم يرد في « ك ».
2 ـ في « ك ، ط » : القائم المهدي ( عليه السلام ).
3 ـ ( قيام ) لم يرد في « ح ».
4 ـ ( القائم ) لم يرد في « ش ».
5 ـ من قوله : ( حيث قال : وردت ) إلى هنا لم يرد في « ك ».
6 ـ في « ح ، ش ، ك » : لنصره ، وفي « ط » : إلى البصرة.
7 ـ إرشاد المفيد 2 : 368 ـ 370 ، كشف الغمّة 2 : 457.
8 ـ جُهينة : وهو علم مرتجل في اسم أبي قبيلة من قضاعة ، وسمّي به قرية كبيرة من نواحي الموصل على دجلة ، وهي أوّل منزل لمن يريد بغداد من الموصل ، وعندها مرج يقال له مرج جُهينة. معجم البلدان 2 : 225.


(258)
ينفضون شعورهم من التراب » (1).
    ورواه الطبرسي في كتاب « إعلام الورى » (2).
    ورواه علي بن عيسى في « كشف الغمّة » نقلاً عنهما (3) ، وكذا الذي قبله.
    السابع والعشرون : ما رواه الشيخ المفيد أيضاً في آخر « الإرشاد » قال : روى المفضّل بن عمر ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) أنّه قال : « يخرِجُ القائم ( عليه السلام ) من ظهر الكوفة سبعة (4) وعشرين رجلاً ، خمسة عشر من قوم موسى ، الذين كانوا يهدون بالحقّ وبه يعدلون ، وسبعة من أهل الكهف ، ويوشع بن نون ، وسلمان ، وأبا دجانة الأنصاري ، والمقداد ، ومالك الأشتر ، فيكونون بين يديه أنصاراً وحكّاماً » (5).
    ورواه العيّاشي في « تفسيره » على ما نقل عنه (6).
    ورواه علي بن عيسى في « كشف الغمّة » نقلاً من إرشاد المفيد (7).
    ورواه الشيخ زين الدين علي بن يونس العاملي في كتاب « الصراط المستقيم » مثله (8).
1 ـ إرشاد المفيد 2 : 381.
2 ـ إعلام الورى 2 : 290.
3 ـ كشف الغمّة 2 : 463.
4 ـ في « ح » : وسبعة. وفي « ط » : مع سبعة.
5 ـ إرشاد المفيد 2 : 386.
6 ـ تفسير العيّاشي 2 : 32 / 90. وقوله : ( ورواه العياشي في تفسيره على ما نقل عنه ) لم يرد في « ك ».
7 ـ كشف الغمّة 2 : 466.
8 ـ الصراط المستقيم 2 : 254.


(259)
    الثامن والعشرون : ما رواه الشيخ الجليل أمين الدين أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي في كتاب « مجمع البيان لعلوم القرآن » : عند قوله تعالى ( وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّة فَوْجاً ) (1) حيث قال : قد تظاهرت (2) الأخبار عن أئمّة الهدى من آل محمّد ( عليهم السلام ) في « أنّ الله تعالى سيعيد عند قيام المهدي ( عليه السلام ) قوماً ممّن تقدّم موتهم من أوليائه وشيعته ، ليفوزوا بثواب نصرته ومعونته ، ويبتهجوا بظهور دولته ، ويعيد أيضاً قوماً من أعدائه لينتقم منهم ، وينالوا بعض ما يستحقّونه من العذاب والقتل على أيدي شيعته ، والذلّ والخزي بما يشاهدون من علوّ كلمته » (3).
    التاسع والعشرون : ما رواه الشيخ الجليل أبو جعفر ابن بابويه في كتاب « ثواب الأعمال وعقاب الأعمال » ـ في عقاب قاتل الحسين ( عليه السلام ) ـ : عن محمّد بن علي ماجيلويه ، عن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن أحمد ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن سنان ، عن بعض أصحابه ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إذا كان يوم القيامة نصب (4) الله لفاطمة ( عليها السلام ) قبّة من نور ، فيقبل الحسين ( عليه السلام ) ورأسه على يده ، فتصرخ صرخة (5) ـ إلى أن قال ـ : فيمثله الله لها في أحسن صورة وهو يخاصم قتلته ، فيجمع الله قتلته والمجهزين عليه ومن شرك في دمه ، فيقتلهم حتّى أتى على آخرهم.
    ثمّ يحشرون فيقتلهم الحسن ( عليه السلام ) ، ثمّ ينشرون فيقتلهم الحسين ( عليه السلام ) ، ثمّ ينشرون فلا يبقى أحد من ذرّيتنا إلا قتلهم قتلة ، فعند ذلك يكشف الله الغيظ ،
1 ـ سورة النمل 27 : 83.
2 ـ في « ط » : تظافرت. وفي المطبوع زيادة : ( تلك ) بعد تظاهرت.
3 ـ مجمع البيان 7 : 430.
4 ـ في « ح » : ينصب.
5 ـ في المصدر : فإذا رأته شهقت شهقة.


(260)
ويُنسي الحزن » (1).
    ورواه السيِّد رضي الدين علي بن طاووس في كتاب « الملهوف على قتلى الطفوف » (2).
    أقول : الظاهر أنّ المراد من القيامة هنا الرجعة ; لأنّها مأخوذة من القيام الخاصّ أي الحياة بعد الموت ، وقد اُطلق على الرجعة في كلام بعض المتقدّمين اسم القيامة الصغرى ، والقرينة على إرادة ذلك هنا ما يأتي التصريح به من وقوع هذا بعينه في الرجعة ، وما هو معلوم من عدم ورود الأخبار بوقوع القتل والحياة بعد الموت مراراً كثيرة جدّاً في القيامة الكبرى أصلاً ، وغير ذلك من القرائن ، على أنّ هذا إن (3) لم يكن من قسم الرجعة ، فلا شكّ أنّه أعجب منها وأغرب ، فهو يزيل الاستبعاد لها ويمنع من إنكارها والله أعلم.
    الثلاثون : ما رواه الثقة الجليل علي بن إبراهيم (4) في « تفسيره » : مرسلاً في قوله تعالى : ( وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ ـ يا محمّد ـ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ ـ قال : من الرجعة وقيام القائم ـ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ ـ قبل ذلك ـ فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ) (5) » (6).
    الحادي والثلاثون : ما رواه علي بن إبراهيم أيضاً في قوله تعالى ( أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آمَنتُم بِهِ ) (7) رفعه قال : « أي صدّقتم في الرجعة ، فيقال لهم : الآن تؤمنون به
1 ـ عقاب الأعمال : 257 / 3.
2 ـ الملهوف على قتلى الطفوف : 58.
3 ـ ( إن ) أثبتناها من « ح ، ش ، ط ».
4 ـ في حاشية « ك » تعليقة للمؤلف : إعلم أنّ علي بن إبراهيم كرّر بعض الآيات في تفسيره في مواضع لمناسبة ، وأورد في كلّ موضع أحاديث ، فبعض الأحاديث والآيات فيه موجودة في غير مظانّها « منه ( رحمه الله ) » وفي « ط » : « منه عطّر الله مرقده ».
5 ـ سورة يونس 10 : 46.
6 ـ تفسير القمّي 1 : 312.
7 ـ سورة يونس 10 : 51.


(261)
يعني أمير المؤمنين ( عليه السلام ) » (1).
    الثاني والثلاثون : ما رواه علي بن إبراهيم أيضاً مرسلاً في قوله تعالى : ( وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْس ظَلَمَتْ ـ آل محمّد حقّهم ـ مَا فِي الأرْضِ ـ جميعاً ـ لاَفْتَدَتْ بِهِ ) (2) يعني في الرجعة » (3).
    الثالث والثلاثون : ما رواه علي بن إبراهيم أيضاً في تفسير قوله تعالى : ( فَالَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالأخِرَةِ ) (4) قال : حدّثني جعفر بن أحمد ، عن عبد الكريم بن عبد الرحيم ، عن محمّد بن علي ، عن محمّد بن الفضيل (5) ، عن أبي حمزة الثمالي ، قال : سمعت أبا جعفر ( عليه السلام ) يقول : « في قوله تعالى : ( فَالَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالأخِرَةِ ـ يعني أنّهم لا يؤمنون بالرجعة أنّها تكون ـ قُلُوبُهُم مُنكِرَةٌ ـ يعني كافرة ـ وَهُم مُسْتَكْبِرُونَ ) يعني أنّهم من ولاية عليّ مستكبرون » (6).
    الرابع والثلاثون : ما رواه علي بن إبراهيم أيضاً في « تفسيره » قال : حدّثني أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن أبي أيّوب ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) في قوله تعالى : ( قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللهُ بُنْيَانَهُم مِنَ الْقَوَاعِدِ ـ إلى أن قال ـ فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ ) (7) « يعني من العذاب في الرجعة » (8).
1 ـ تفسير القمّي 1 : 312.
2 ـ سورة يونس 10 : 54.
3 ـ تفسير القمّي 1 : 313.
4 ـ سورة النحل 16 : 22.
5 ـ في المطبوع ونسخة « ش ، ط » : الفضل ، وما في المتن من نسخة « ح ، ك » وهو الموافق للمصادر ، انظر معجم رجال الحديث 18 : 146/11588.
6 ـ تفسير القمّي 1 : 383.
7 ـ سورة النحل 16 : 26 ـ 34.
8 ـ تفسير القمّي 1 : 384 ـ 385.


(262)
    الخامس والثلاثون : ما رواه علي بن إبراهيم أيضاً : عن أبيه ، عن بعض رجاله ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) في قوله : ( وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لاَ يَبْعَثُ اللهُ مَن يَمُوتُ بَلَى وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً ) (1) قال : « ما يقول الناس فيها ؟ » قلت : يقولون : نزلت في الكفّار ، قال : « إنّ الكفّار لا يحلفون بالله ، وإنّما نزلت في قوم من اُمّة محمّد ( صلى الله عليه وآله ) قيل لهم : ترجعون بعد الموت قبل القيامة ، فيحلفون أنّهم لا يرجعون ، فردّ الله عليهم فقال : ( لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَروُا أَنَّهُمْ كَانُوا كَاذِبِينَ ) (2) يعني في الرجعة ، سيردّهم فيقتلهم ويشفي صدور المؤمنين منهم » (3).
    السادس والثلاثون : ما رواه علي بن إبراهيم أيضاً في « تفسيره » قال : حدّثنا أحمد بن إدريس ، قال : أخبرنا أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن حمّاد بن عيسى ، عن ربعي بن عبدالله ، عن الفضيل (4) بن يسار ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) في قول الله تبارك وتعالى (5) ( يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاس بِإِمَامِهِمْ ) (6) قال : « يجيء رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في قرنه (7) ، ويجيء عليّ ( عليه السلام ) في قرنه ، والحسين ( عليه السلام ) في قرنه ، وكلّ من مات بين ظهراني قوم جاؤوا معه » (8).
    ورواه البرقي في « المحاسن » : عن أبيه ، عن النضر بن سويد ، عن ابن مسكان ،
1 ـ سورة النحل 16 : 38.
2 ـ سورة النحل 16 : 39.
3 ـ تفسير القمّي 1 : 385.
4 ـ في « ش ، ك » : الفضل.
5 ـ في « ك » : قوله تعالى.
6 ـ سورة الاسراء 17 : 71.
7 ـ في المصدر : فرقة ، وكذا الموارد التي بعدها.
    والقرن من الناس : أهل زمان واحد. الصحاح 6 : 2180 ـ قرن.
8 ـ تفسير القمّي 2 : 23.


(263)
عن يعقوب بن شعيب ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) مثله (1).
    أقول : في بعض النسخ : ( في قرية ) بالياء آخر الحروف ، وفي بعضها بالنون ، فعلى الأوّل هو نصّ في الرجعة ، والقرية صادقة على المدينة العظيمة ، وعلى الثاني يحتمل الرجعة وهو الأقوى ، لما يأتي إن شاء الله من رواية سعد بن عبدالله له في « مختصر البصائر » في أحاديث الرجعة ويحتمل القيامة.
    السابع والثلاثون : ما رواه علي بن إبراهيم أيضاً في « تفسيره » قال : أخبرنا أحمد بن إدريس ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد ، عن عمر بن عبد العزيز ، عن إبراهيم بن المستنير ، عن معاوية بن عمّار ، قال : قلت لأبي عبدالله ( عليه السلام ) : قول الله عزّوجلّ : ( فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً ) (2) قال : « هي والله للنصّاب » قلت : جعلت فداك قد رأيناهم دهرهم الأطول في كفاية حتّى ماتوا ، قال : « ذلك والله في الرجعة يأكلون العذرة » (3).
    ورواه الحسن بن سليمان بن خالد القمّي في « رسالته » نقلاً من كتاب « مختصر البصائر » لسعد بن عبدالله مثله (4).
    الثامن والثلاثون : ما رواه علي بن إبراهيم أيضاً في « تفسيره » : عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن سنان.
    وعن أبي بصير (5) ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي عبدالله ، وأبي جعفر ( عليهما السلام ) في قوله تعالى : ( وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَة أَهْلَكْنَاها أَنَّهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ ) (6) قالا : « كلّ قرية
1 ـ المحاسن 1 : 239 / 439.
2 ـ سورة طه 20 : 124.
3 ـ تفسير القمّي 2 : 65.
4 ـ مختصر البصائر : 91/59 ـ باب الكرّات وحالاتها.
5 ـ في المصدر : عن أبي بصير.
6 ـ سورة الأنبياء 21 : 95.


(264)
أهلك الله أهلها بالعذاب لا يرجعون في الرجعة ».
    فهذه الآية (1) من أعظم الدلالة في الرجعة ، لأنّ أحداً من أهل الإسلام لا ينكر أنّ الناس كلّهم يرجعون في القيامة ؛ من هلك ومن لم يهلك ، وقوله : ( لاَ يَرْجِعُونَ ) نصّاً في الرجعة ، فأمّا إلى القيامة فيرجعون حتّى يدخلوا النار (2).
    التاسع والثلاثون : ما رواه علي بن إبراهيم في « تفسيره » أيضاً مرسلاً قال : « بشّر الله نبيّه وأهل بيته أن يتفضّل عليهم بعد ذلك ، ويجعلهم خلفاء في الأرض وأئمّة على أُمّته ، ويردّهم إلى الدنيا مع أعدائهم حتّى ينتصفوا منهم » (3).
    الأربعون : ما رواه أيضاً فيه مرسلاً في قوله تعالى : ( وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا ـ وهم الذين غصبوا آل محمّد حقّهم ـ مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ ) (4) من القتل والعذاب حتّى يردّهم ويردّ أعداءهم إلى الدنيا حتّى يقتلوهم (5).
    الحادي والأربعون : ما رواه أيضاً فيه مرسلاً قال : وجعلت الجبال يسبّحن مع داود ، وأنزل الله عليه الزبور فيه : توحيد وتمجيد ودعاء ، وأخبار رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وأمير المؤمنين والأئمّة ( عليهم السلام ) ، وأخبار القائم ، وأخبار الرجعة ، وهو قوله : ( وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ) (6) (7).
1 ـ في حاشية « ك » تعليقة للمؤلف : قوله : « فهذه الآية » يحتمل كونه من الحديث وكأنّه أقرب ، ويحتمل كونه من كلام علي بن ابراهيم ، والحديث على كلّ حال دالّ على ثبوت الرجعة « منه رحمه الله ».
2 ـ تفسير القمّي 2 : 75 ـ 76.
3 ـ تفسير القمّي 2 : 133.
4 ـ سورة القصص 28 : 6.
5 ـ تفسير القمّي 2 : 133.
6 ـ سورة الأنبياء 21 : 105.
7 ـ تفسير القمّي 2 : 126.


(265)
    الثاني والأربعون : ما رواه أيضاً فيه : عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) في جملة حديث : « أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال لعليّ ( عليه السلام ) : يا علي ، إذا كان في آخر الزمان أخرجك الله في أحسن صورة ومعك ميسم (1) ، تسم به أعداءك » (2).
    الثالث والأربعون : ما رواه أيضاً فيه : في قوله تعالى : ( وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّة فَوْجاً ) (3) قال : قال رجل لأبي عبدالله ( عليه السلام ) : إنّ العامّة تزعم أنّها في القيامة ، فقال : « أيحشر الله في القيامة من كلّ اُمّة فوجاً ويدع الباقين ، لا ولكنّه في الرجعة ، وأمّا آية القيامة فهو قوله تعالى : ( وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً ) (4) » (5).
    الرابع والأربعون : ما رواه أيضاً فيه : عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن المفضّل ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) في قوله عزّوجلّ : ( وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّة فَوْجاً ) (6) قال : « ليس أحد من المؤمنين قُتل إلا يرجع حتّى يموت ، ولا يرجع إلا من محض (7) الإيمان محضاً ، أو محض الكفر محضاً » (8).
    الخامس والأربعون : ما رواه أيضاً فيه (9) : في قوله تعالى : ( أَوَ لَمْ يَرَوْا أَنَّا
1 ـ الميسم : بكسر الميم ، المكواة. القاموس المحيط 4 : 163.
2 ـ تفسير القمّي 2 : 130.
3 و 6 ـ سورة النمل 27 : 83.
4 ـ سورة الكهف 18 : 47.
5 ـ تفسير القمّي 2 : 130 ـ 131.
7 ـ محض الايمان : أخلص الإيمان. اُنظر الصحاح 3 : 1104 ـ محض.
8 ـ تفسير القمّي 2 : 131.
9 ـ في « ك » زيادة : مرسلا.


(266)
نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الأرْضِ الْجُرُزِ ) (1) قال : « هو مثل ضربه الله في الرجعة والقائم ( عليه السلام ) ، فلمّا أخبرهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بخبر الرجعة قالوا ( مَتَى هذَا الْفَتْحُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ) (2) » (3).
    السادس والأربعون : ما رواه علي بن إبراهيم أيضاً في (4) قوله تعالى : ( رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوج مِن سَبِيل ) (5) قال ( عليه السلام ) : « ذلك في الرجعة » (6).
    السابع والأربعون : ما رواه أيضاً فيه : في قوله تعالى : ( وَتَرَى الظَّالِمِينَ ـ آل محمّد حقّهم ـ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ ـ وعليّ هو العذاب في الرجعة ـ يَقُولُونَ هَلْ إِلَى مَرَدٍّ مِن سَبِيل ) (7) فنوالي عليّاً ؟ (8).
    الثامن والأربعون : ما رواه أيضاً فيه : في قوله تعالى : ( فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخَان مُبِين ) (9) قال : « ذلك إذا خرجوا من القبر في الرجعة ( يَغْشَى النَّاسَ ـ كلّهم الظلمة فيقولوا ـ هذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ ) (10) » (11).
    التاسع والأربعون : ما رواه أيضاً فيه : في قوله تعالى : ( حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً ) (12) قال : « إنّ الله بشّر نبيّه ( صلى الله عليه وآله ) بالحسين ( عليه السلام ) ، ثمّ أعلمه أنّه يقتل
1 و 2 ـ سورة السجدة 32 : 27 و 28.
3 ـ تفسير القمّي 2 : 171.
4 ـ في « ح ، ط ، ك » : عند. بدل من : في.
5 ـ سورة غافر 40 : 11.
6 ـ تفسير القمّي 2 : 256. والقول للإمام الصادق ( عليه السلام ).
7 ـ سورة الشورى 42 : 44.
8 ـ تفسير القمّي 2 : 278. والقول للإمام أبي جعفر الباقر ( عليه السلام ).
9 و 10 ـ سورة الدخان 44 : 10 و 11.
11 ـ تفسير القمّي 2 : 290 ، والقول مرويّ عن أبي جعفر وأبي عبدالله وأبي الحسن ( عليهم السلام ).
12 ـ سورة الأحقاف 46 : 15.


(267)
ثمّ يردّه إلى الدنيا حتّى يقتل أعداءه » (1). الحديث.
    أقول : ومثل هذا كثير يأتي في الباب الذي يلي هذا إن شاء الله.
    الخمسون : ما رواه أيضاً فيه : عند قوله تعالى : ( يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ ) (2) قال : « هي الرجعة » (3).
    الحادي والخمسون : ما رواه أيضاً فيه قال : حدّثنا أحمد بن إدريس ، قال : حدّثنا محمّد بن أحمد ، عن عمر بن عبد العزيز ، عن جميل ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) في قوله تعالى : ( يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ ) (4) قال : « هي الرجعة » (5).
    الثاني والخمسون : ما رواه أيضاً فيه : عند قوله تعالى : ( يَوْمَ تَشَقَّقُ الأرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعاً ) (6) قال : في الرجعة (7).
    الثالث والخمسون : ما رواه أيضاً فيه : في قوله تعالى : ( وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ ) (8) قال : « المطر ينزل من السماء ( وَمَا تُوعَدُونَ ) من أخبار الرجعة والقيامة والأخبار التي في السماء ( فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَالأرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ ) (9) يعني ما وعدتكم » (10).
    الرابع والخمسون : ما رواه أيضاً فيه : في قوله تعالى : ( وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا
1 ـ تفسير القمّي 2 : 297.
2 و 4 ـ سورة ق 50 : 42.
3 ـ تفسير القمّي 2 : 327.
5 ـ تفسير القمّي 2 : 327.
6 ـ سورة ق 50 : 44.
7 ـ تفسير القمّي 2 : 327.
8 و 9 ـ سورة الذاريات 51 : 22 و 23.
10 ـ تفسير القمّي 2 : 330.


(268)
عَذَاباً ) (1) قال : « الذين (2) ظلموا آل محمّد ( عَذَاباً ) قال : عذاب الرجعة بالسيف » (3).
    الخامس والخمسون : ما رواه أيضاً فيه : في قوله تعالى : ( وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى ) (4) عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال : « إنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أخبرني عن جبرئيل أنّه طوى له الأرض ، فرأى البصرة أقرب الأرض من الماء ، وأبعدها من السماء ، إئتفكت (5) بأهلها مرّتين وعلى الله تمام الثالثة ، وتمام الثالثة في الرجعة » (6).
    السادس والخمسون : ما رواه أيضاً فيه : في قوله تعالى ( مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ ) قال : إذا رجع ، فيقول : ارجعوا فـ ( يَقُولُ الْكَافِرُونَ هذَا يَوْمٌ عَسِرٌ ) (7). (8)
    السابع والخمسون : ما رواه أيضاً فيه : عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن عبد الرحيم القصير ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : سألته عن ( ن وَالْقَلَمِ ـ إلى قوله ـ إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا ) (9) قال : « كنّى عن الثاني ( سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ ) (10) قال : في الرجعة » (11) الحديث.
1 ـ سورة الطور 52 : 47.
2 ـ في « ك » : للذين.
3 ـ تفسير القمّي 2 : 333.
4 ـ سورة النجم 53 : 53.
5 ـ في « ح » : انكفت. وإئتفكت : انقلبت. الصحاح 4 : 1573 ـ أفك.
    ومنه حديث أنس « البصرة إحدى المؤتفكات » يعني أنّها غرقت مرّتين فشبّه غرقها بانقلابها. النهاية في غريب الحديث 1 : 56 ـ أفك.
6 ـ تفسير القمّي 2 : 340.
7 ـ سورة القمر 54 : 8.
8 ـ تفسير القمّي 2 : 341.
9 و 10 ـ سورة القلم 68 : 1 و 15 ـ 16.
11 ـ تفسير القمّي 2 : 381.


(269)
    ويأتي إن شاء الله تعالى ، وفيه : إنّ أعداء أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يرجعون.
    الثامن والخمسون : ما رواه أيضاً فيه (1) في حديث قال : « لمّا أخبرهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بما يكون من الرجعة قالوا : متى يكون ذلك ؟ قال الله تعالى : ( قُلْ ـ يا محمّد ـ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَّا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَداً ) (2) » (3).
    التاسع والخمسون : ما رواه أيضاً فيه : في قوله تعالى : ( عَالِمُ الْغَيْبِ فَلاَ يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً * إِلاَّ مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُول ) (4) قال : « أخبر الله رسوله الذي يرتضيه بما كان عنده من الأخبار ، وما يكون بعده من أخبار القائم ( عليه السلام ) والرجعة والقيامة » (5).
    الستّون : ما رواه أيضاً فيه : في قوله تعالى : ( إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ ) (6) قال : « كما خلقه من نطفة ، يقدر أن يردّه إلى الدنيا وإلى القيامة » (7).
    الحادي والستّون : ما رواه علي بن إبراهيم في أواخر « تفسيره » قال : حدّثنا جعفر بن أحمد ، عن عبيدالله بن موسى (8) ، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة ، عن أبيه ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) في قول الله عزّوجلّ : ( فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً ) (9) قال : « لو بعث القائم ( عليه السلام ) فيبعثهم له (10) من الجبّارين
1 ـ ( فيه ) أثبتناها من النسخ الأربع.
2 ـ سورة الجنّ 72 : 25.
3 ـ تفسير القمّي 2 : 391.
4 ـ سورة الجنّ 72 : 26 ـ 27.
5 ـ تفسير القمّي 2 : 391.
6 ـ سورة الطارق 86 : 8.
7 ـ تفسير القمّي 2 : 415.
8 ـ في نسخة « ش » : عبدالله بن موسى.
9 ـ سورة الطارق 86 : 17.
10 ـ في المصدر : لوقت بعث القائم ( عليه السلام ) فينتقم لي.


(270)
والطواغيت من قريش وبني اُميّة وسائر الناس » (1).
    الثاني والستّون : ما رواه الشيخ الثقة الجليل أبو العبّاس أحمد بن علي بن أحمد بن العبّاس النجاشي في كتاب « الفهرست » ـ في ترجمة أبان بن تغلب ـ بعدما ذكر أنّه عظيم المنزلة في أصحابنا : لقى علي بن الحسين وأبا جعفر وأبا عبدالله ( عليهم السلام ) وروى عنهم ، وكانت له عندهم منزلة وقدم ، وقال له أبو جعفر ( عليه السلام ) : « إجلس في مسجد المدينة (2) وافت الناس ، فإنّي اُحبّ أن يُرى في شيعتي مثلك ».
    وقال أبو عبدالله ( عليه السلام ) لمّا بلغه نعيه : « أما والله لقد أوجع قلبي موت أبان » ـ إلى أن قال ـ : قال أبو علي أحمد بن رياح الزهري : حدّثنا محمّد بن عبدالله بن غالب ، قال : حدّثني محمّد بن الوليد ، عن يونس بن يعقوب ، عن عبدالله بن خفقة ، قال : قال أبان بن تغلب : مررت بقوم يعيبون عليَّ روايتي عن أبي جعفر ( عليه السلام ) (3) ، قال : فقلت : كيف تلوموني (4) في الرواية عن رجل ما سألته عن شيء إلا قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ؟ قال : فمرّ صبيان (5) ينشدون :
العجب كلّ العجب بين جمادى ورجب
    فسألته عنه ، فقال : « لقاء الأحياء بالأموات » (6).
    ورواه ميرزا محمّد الاسترابادي في « كتاب الرجال » نقلاً عن النجاشي (7).
1 ـ تفسير القمّي 2 : 416.
2 ـ في « ط » : مسجد الكوفة.
3 ـ في المصدر : روايتي عن جعفر ( عليه السلام ).
4 ـ في « ح ، ش ، ك » : تلومونني.
5 ـ في « ح ، ش ، ط ، ك » : صبية.
6 ـ رجال النجاشي : 10 ـ 13 / 7.
7 ـ منهج المقال : 15 ـ 16.
الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة ::: فهرس