الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة ::: 271 ـ 285
(271)
    الثالث والستّون : ما رواه الشيخ الجليل تقي الدين إبراهيم بن علي الكفعمي العاملي في كتاب « المصباح » ـ في الفصل الحادي والأربعين في الزيارات ـ : وقد أورد في أكثرها ما يدلّ على الرجعة ـ إلى أن قال ـ : وأمّا زيارة المهدي ( عليه السلام ) ـ ثمّ أوردها ـ فمن جملتها : « يا مولاي إن أدركت أيّامك الزاهرة ، فأنا عبدك متصرّف بين أمرك ونهيك ، وإن أدركني الموت قبل ظهورك فإنّي أتوسّل بك وبآبائك الطاهرين ، وأسأله أن يصلّي على محمّد وآل محمّد (1) ، وأن يجعل لي كرّة في ظهورك ، ورجعة في أيّامك ، لأبلغ من طاعتك مرادي ، وأشفي من أعدائك فؤادي » (2).
    الرابع والستّون : ما رواه الشيخ الجليل العلاّمة جمال الدين الحسن بن يوسف بن المطهر الحلّي في كتاب « الخلاصة » : قال داود بن كثير الرقي : قال الشيخ : إنّه ثقة ، وروى الكشّي بسند فيه يونس عمّن ذكره عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) أنّه من أصحاب القائم ( عليه السلام ).
    قال الكشّي : وتذكر الغلاة أنّه من أركانهم ، ولم أرَ أحداً من مشايخ العصابة طعن فيه ، وعاش إلى زمان الرضا ( عليه السلام ) (3).
    ونقله ميرزا محمّد في « الرجال » عنه (4).
    الخامس والستّون : ما رواه الشيخ أبو عمرو الكشّي في « كتاب الرجال » : عن علي بن محمّد ، عن أحمد بن محمّد ، عن أبي عبدالله البرقي رفعه قال : نظر أبو
1 ـ في « ح ، ش ، ك » والمطبوع : وآله ، وما أثبتناه من « ط » والمصدر.
2 ـ مصباح الكفعمي 2 : 176.
3 ـ خلاصة الأقوال : 140 / 388.
4 ـ منهج المقال : 136.


(272)
عبدالله ( عليه السلام ) إلى داود الرقي وقد ولّى ، فقال : « من سرّه أن ينظر إلى رجل من أصحاب القائم ( عليه السلام ) فلينظر إلى هذا » (1).
    ونقله ميرزا محمّد عنه (2).
    السادس والستّون : ما رواه الكشّي أيضاً : عن طاهر بن عيسى ، عن الشجاعي ، عن الحسين بن بشار ، عن داود الرقي ، قال : قلت له ـ يعني لأبي عبدالله ( عليه السلام ) ـ : إنّي قد كبرت سنّي ، ودقّ عظمي ، اُحبّ أن يختم عمري (3) بقتل في محبّتكم ، فقال : « وما من هذا بدّ ، إن لم يكن في العاجلة يكون في الآجلة » (4).
    وروي بسند آخر ، أنّ داود الرقي مات بعد المائتين بقليل بعد وفاة الرضا ( عليه السلام ) (5).
    ونقل ذلك كلّه ميرزا محمّد عنه (6).
    السابع والستّون : ما رواه الكشي أيضاً : عن حمدويه بن نصير (7) ، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمّد بن أبي عمير.
    ومحمّد بن مسعود (8) ، عن أحمد بن منصور ، عن أحمد بن الفضل ، عن ابن أبي عمير ، قال : حدّثنا حمّاد بن عيسى ، عن عبد الحميد بن أبي الديلم ، قال : كنت عند
1 ـ رجال الكشّي : 402 / 751.
2 ـ منهج المقال : 136.
3 ـ في المصدر : عملي.
4 ـ رجال الكشي : 407 / 766.
5 ـ رجال النجاشي : 156 / 410.
6 ـ منهج المقال : 136 ـ 137.
7 ـ في « ك » : نصر.
8 ـ في « ط ، ك » : عن محمد بن مسعود.


(273)
أبي عبدالله ( عليه السلام ) فأتاه كتاب عبد السلام بن عبد الرحمن بن نعيم ، وكتاب الفيض بن المختار ، وسليمان (1) بن خالد ، يخبرونه أنّ الكوفة شاغرة برجلها (2) ، وأنّه لو أمرهم بأخذها أخذوها ، فلمّا قرأ الكتاب رمى به ، ثمّ قال : « ما أنا لهؤلاء بإمام ، أما علموا أنّ صاحبهم السفياني » (3).
    ونقله ميرزا محمّد (4).
    أقول : هذا دالّ نصّاً على رجعتهم معه.
    الثامن والستّون : ما رواه الكشي أيضاً : عن خلف بن حمّاد ، عن سهل بن زياد ، عن علي بن الحكم ، عن علي بن المغيرة ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : « كأنّي بعبدالله بن شريك العامري (5) عليه عمامة سوداء ذؤابتاها بين كتفيه ، مصعد في لِحف الجبل (6) ، بين يدي قائمنا أهل البيت ، في أربعة آلاف يكرّون ويكرّرون (7) » (8).
    وقال الشيخ والعلاّمة وغيرهما أنّه كان من أصحاب الباقر والصادق ( عليهما السلام ) وروى عنهما (9).
1 ـ في « ح » : سلمان.
2 ـ بلدة شاغرة بِرِجْلِهَا : إذا لم تمتنع من غارة أحد. الصحاح 2 : 700 ـ شغر.
3 ـ رجال الكشي : 353 / 662.
4 ـ منهج المقال : 172 ـ ترجمة سليمان بن خالد.
5 ـ يكنّى بأبي المحجل ، روى عن الإمامين علي بن الحسين وأبي جعفر ( عليهما السلام ) ، عدّه البرقي من أصحاب الإمام الباقر ( عليه السلام ). رجال البرقي : 10.
6 ـ لِحف الجبل : سفح الجبل. والمراد منه الجدّ والخشونة في الطلب.
7 ـ في المصدر : مكرّون ومكرّرون ، وكذلك في نسخة بدل من « ح ، ط » وفي نسخة بدل من « ش ، ك » : مكرّون ومكرورون.
8 ـ رجال الكشي : 217 / 390 ، وعنه في البحار 53 : 76 / 81.
9 ـ رجال الطوسي : 127 / 4 و 265 / 704 ، رجال العلاّمة : 196 / 612.


(274)
    ونقل ذلك كلّه ميرزا محمّد (1).
    التاسع والستّون : ما رواه الكشّي أيضاً في « كتاب الرجال » : عن عبدالله بن محمّد ، عن الحسن بن علي الوشّاء ، عن أحمد بن عائذ ، عن أبي خديجة الجمّال ، قال : سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول : « إنّي سألت الله في إسماعيل أن يبقيه بعدي فأبى ، ولكنّه قد أعطاني فيه منزلة اُخرى ، أنّه أوّل منشور في عشرة من أصحابه ، ومنهم : عبدالله بن شريك العامري وهو صاحب لوائه » (2).
    ورواه ميرزا محمّد الاسترابادي نقلاً عنه (3).
    ورواه الحسن بن سليمان بن خالد القمّي في « رسالته » نقلاً من كتاب « البصائر » لسعد بن عبدالله : عن أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن علي الوشّاء ، ببقيّة السند مثله (4).
    السبعون : ما رواه الكشي أيضاً : عن خلف بن حامد (5) ، عن سهل بن زياد ، عن ابن أبي عمير ، عن يحيى الحلبي ، عن أيّوب بن الحرّ ، عن بشير (6) ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ).
    وعن محمّد بن مسعود ، عن علي بن الحسن بن فضّال ، عن العبّاس بن عامر ، عن أبان بن عثمان ، عن الحارث بن المغيرة ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قالا : قلنا له : إنّ عبدالله بن عجلان مرض مرضه الذي مات فيه فكان يقول : إنّي لا أموت في
1 ـ منهج المقال : 205.
2 ـ رجال الكشي : 217 / 391.
3 ـ منهج المقال : 205.
4 ـ مختصر البصائر : 114/90 ، باب الكرّات.
5 ـ في « ح » : جاهد ، وفي حاشيتها في نسخة : جاحد.
6 ـ في « ك » : بشر.


(275)
مرضي هذا.
    فقال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : « هيهات هيهات أنّى ذهب ابن عجلان ، لاُعرّفه الله قبيحاً من عمله ، أما علم أنّ موسى بن عمران اختار سبعين رجلاً ، فلمّا أخذتهم الرجفة كان موسى أوّل من قام منها ، فقال : يا ربّ أصحابي ، فقال : يا موسى اُبدلك بهم خيراً منهم ، قال : ربِّ إنّي وجدت ريحهم ، وعرفت أسماءهم ـ قال ذلك ثلاثاًـ فبعثهم (1) الله أنبياء » (2).
    ورواه ميرزا محمّد نقلاً عنه (3).
    أقول : الظاهر أنّه ( عليه السلام ) أخبر عبدالله بن عجلان أنّه (4) يجاهد مع القائم ( عليه السلام ) ، فظنّ أنّ ذلك قبل الموت ولم يفهم المراد ، فهذا وجه إخبار ابن عجلان بأنّه لا يموت في ذلك المرض ، فعلم أنّه يرجع بعد الموت إلى الدنيا في الرجعة ، ويفهم من هذا كما ترى أنّ موسى ( عليه السلام ) مات في الرجعة ، ثمّ رجع وأحياه الله كما أحيا السبعين بعد موتهم ، وبعثهم أنبياء. وقد تقدّم مثله كثيراً.
    الحادي والسبعون : ما رواه النجاشي في « كتاب الرجال » ـ في ترجمة محمّد بن علي بن النعمان مؤمن الطاق ـ بعدما مدحه مدحاً جليلاً وذكر أنّه روى عن أبي جعفر وأبي عبدالله ( عليهما السلام ). قال : فأمّا منزلته في العلم وحسن الخاطر فأشهر من أن يذكر ـ إلى أن قال ـ : وكان له مع أبي حنيفة حكايات.
    منها : أنّه قال له يوماً : يا أبا جعفر (5) تقول بالرجعة ؟ فقال : نعم ، فقال : أقرضني
1 ـ في « ح » : فيبعثهم.
2 ـ رجال الكشي : 243 / 445.
3 ـ منهج المقال : 208.
4 ـ في « ك » زيادة : يرجع.
5 ـ ( يا أبا جعفر ) لم يرد في « ط ».


(276)
من كيسك هذا خمسمائة دينار ، فإذا عدت أنا وأنت رددتها إليك ، فقال له في الحال : اُريد ضميناً يضمن لي أنّك تعود إنساناً ، فإنّي أخاف أن تعود قرداً ، فلا أتمكَّن من استرجاع ما أخذت منّي (1).
    ورواه ميرزا محمّد نقلاً عنه (2).
    الثاني والسبعون : ما رواه العلاّمة في « الخلاصة » ـ في ترجمة ميسّر بن عبد العزيز ـ بعدما ذكر أنّه كان ثقة ، قال : روى الكشّي روايات كثيرة تدلّ على مدحه ، وروى العقيقي ـ يعني السيِّد علي بن أحمد ـ قال : أثنى عليه ـ يعني على ميسّر ـ آل محمّد ( عليهم السلام ) وهو ممّن يجاهد (3) في الرجعة (4).
    وقال الشيخ : إنّه مات في حياة أبي عبدالله ( عليه السلام ) (5).
    ورواه ابن داود مثله (6).
    الثالث والسبعون : ما رواه العلاّمة أيضاً في « الخلاصة » وابن داود في « كتاب الرجال » ـ في ترجمة نجم بن أعين ـ : عن السيِّد علي بن أحمد العقيقي ، عن أبيه ، عن عمران بن أبان ، عن عبدالله بن بكير ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) : « إنّه ـ يعني نجم بن أعين ـ ممّن يجاهد (7) في الرجعة » (8).
    الرابع والسبعون : ما رواه ابن بابويه في كتاب « كمال الدين وتمام النعمة »
1 ـ رجال النجاشي : 325 / 886.
2 ـ منهج المقال : 310.
3 ـ في المصدر : يجاهر.
4 ـ رجال العلاّمة : 279 / 1022.
5 ـ رجال الطوسي : 317 / 597.
6 ـ رجال ابن داود : 195 / 1625.
7 ـ في رجال العلاّمة : يجاهر.
8 ـ رجال العلاّمة : 286 / 1053 ، رجال ابن داود : 195 / 1630.


(277)
والطبرسي في كتاب « إعلام الورى » : عن عبد العظيم بن عبدالله الحسني ، عن أبي الحسن علي بن محمّد ( عليهما السلام ) ـ في حديث طويل في أحوال القائم ( عليه السلام ) (1) ـ قال : « فإذا دخل المدينة أخرج اللاّت والعزّى فأحرقهما » (2).
    أقول : يأتي التصريح بأنّهما يُخرجان حيّين (3).
    الخامس والسبعون : ما رواه ابن بابويه في كتاب « كمال الدين » والشيخ الطوسي في كتاب « الغيبة » والطبرسي في كتاب « الاحتجاج » : بأسانيدهم الصحيحة في توقيعات صاحب الأمر ( عليه السلام ) على مسائل محمّد بن عبدالله بن جعفر الحميري ، أنّه سأله عن رجل ممّن يقول بالحقّ ويرى المتعة ، ويقول بالرجعة ، إلا أنّ له أهلاً موافقة له قد عاهدها أن لا يتزوّج عليها ولا يتمتّع ولا يتسرّى (4) ؟
    الجواب : « يستحبّ له أن يطيع الله بالمتعة ; ليزول عنه الحلف في المعصية ولو مرّة واحدة » (5).
    أقول : هذا يدلّ على أنّ القول بالرجعة من علامات التشيّع ، ومن خصائص الشيعة ، وتقرير المهدي ( عليه السلام ) دالّ على صحّة ذلك.
    السادس والسبعون : ما رواه الشيخ في كتاب « الغيبة » ـ في فصل مفرد في الأخبار المتضمّنة لمن رأى صاحب الزمان ولم يعرفه ثمّ عرفه بعد ـ قال : أخبرنا
1 ـ ( في أحوال القائم ( عليه السلام ) ) لم يرد في « ط ».
2 ـ كمال الدين : 378 / ذيل حديث 2 ، إعلام الورى 2 : 243 ، وفيهما : عن الإمام محمّد بن علي ( عليه السلام ).
3 ـ هذا القول لم يرد في « ط ، ك ».
4 ـ التسرّي : من السُرّية : الجارية المتخذة للملك والجماع. لسان العرب 4/358 ـ سرر.
5 ـ لم أعثر عليه في الكمال ، ولا في كتب الصدوق ، الغيبة للطوسي : 383 / ضمن حديث 346 ، الاحتجاج 2 : 573 / 355.


(278)
جماعة ، عن أبي محمّد هارون بن موسى التلعكبري ، عن أحمد بن علي الرازي ، عن محمّد بن علي ، عن محمّد بن أحمد بن خلف ـ وذكر حديثاً طويلاً ـ جرى له مع المهدي ( عليه السلام ) ومع بعض خواصّه ، من جملته أن قال له : « ما فعل فلان ؟ » ـ قال : وسمّى بعض إخواني المستبصرين (1) ـ قلت : ببرقة (2) قال : « صدقت ، ففلان ؟ » ـ وسمّى رفيقاً لي مجتهداً في العبادة ، مستبصراً في الديانة ـ فقلت : في الاسكندرية ، حتّى سمّى لي عدّة من إخواني.
    ثمّ ذكر اسماً غريباً فقال : « ما فعل نقفور ؟ » قلت : لا أعرفه ، قال : « وكيف تعرفه (3) وهو رومي يهديه الله فيخرج ناصراً من قسطنطنية » (4) ثمّ سألني عن رجل آخر فقلت : لا أعرفه ، فقال : « هذا رجل من أهل هيت (5) من أنصار مولاي ( عليه السلام ) ، إمض إلى أصحابك فقل لهم : نرجو أن يكون قد أذن الله في الانتصار للمستضعفين ، وفي الانتقام من الظالمين » (6).
    أقول : من المستبعد جدّاً بل من المحال عادة بقاء المذكورين إلى الآن ، بل قد ماتوا قطعاً ، وإلا لظهر لهم خبر وأثر ، وكانوا من جملة المعمّرين ، وصاروا أشهر من نار على علم ، وقد حكم بأنّهم من أنصار القائم ( عليه السلام ) ، فلابدّ من القول برجعتهم.
    السابع والسبعون : ما رواه الشيخ في أواخر كتاب « الغيبة » : عن الفضل بن
1 ـ في « ح » : المتبصّرين.
2 ـ بَرْقَةُ : اسم صقع كبير يشتمل على مدن وقرى بين الاسكندرية وإفريقية ، واسم مدينتها : انطابلس. معجم البلدان 1 : 462 / 1696.
3 ـ « ح » : لا تعرفه.
4 ـ في « ش ، ك » : قسنطينية. وكلاهما صحيح.
5 ـ هيت : بلدة على الفرات من نواحي بغداد فوق الأنبار ، ذات نخل كثير وخيرات واسعة ، وقد نسب إليها قوم من أهل العلم. معجم البلدان 5 : 482 / 12777.
6 ـ الغيبة للطوسي : 256 / ضمن حديث 224.


(279)
شاذان ، عن محمّد بن علي ، عن جعفر بن بشير (1) ، عن خالد أبي عمارة (2) ، عن المفضّل بن عمر ، قال : ذكرنا القائم ( عليه السلام ) ومن مات من أصحابنا ينتظره ، فقال لنا أبو عبدالله ( عليه السلام ) : « إذا قام أتى المؤمن في قبره فيقال له : يا هذا إنّه قد ظهر صاحبك ، فإن شئت أن تلحق به فالحق ، وإن تشأ أن تقيم في كرامة ربّك فأقم » (3).
    الثامن والسبعون : ما رواه الحسن بن سليمان بن خالد القمّي (4) في « رسالته » ـ في باب الكرّات وما جاء فيها ـ نقلاً من كتاب « مختصر البصائر » لسعد بن عبدالله : عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن محمّد بن سنان ، عن عمّار بن مروان ، عن المنخّل بن جميل ، عن جابر بن يزيد ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : « ليس من المؤمنين أحد إلا وله قتلة وموتة (5) ، إنّه من قُتل نُشر حتّى يموت ، ومن مات نُشر حتّى يُقتل ، وما من هذه الاُمّة برّ ولا فاجر إلا سينشر ، وأمّا المؤمنون فينشرون إلى قرّة أعينهم ، وأمّا الفجّار فينشرون إلى خزي الله إيّاهم ، إنّ الله يقول : ( وَلَنُذِيقَنَّهُم مِنَ الْعَذَابِ الأدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الأكْبَرِ ) (6) » (7).
    أقول : هذا العموم مخصوص بمن محض الايمان محضاً ، أو محض الكفر محضاً ، لما مضى ويأتي إن شاء الله ، لأنّ الخاصّ مقدّم على العامّ ، ودلالته صريحة في منافاة العام في باقي الأفراد ، ولابدّ من العمل بهما وهو ما قلناه.
1 ـ في « ك » : بشر.
2 ـ في المصدر : خالد بن أبي عمارة.
3 ـ الغيبة للطوسي : 458 / 470.
4 ـ في حاشية « ك » : لم يصرّح في أول الباب بأنّ هذه الأحاديث من مختصر البصائر لكن صرّح بعد إيرادها « منه رحمه الله ».
5 ـ في « ح » : أو موته.
6 ـ سورة السجدة 32 : 21.
7 ـ مختصر البصائر : 87/55 ـ باب الكرّات.


(280)
    التاسع والسبعون : ما رواه أيضاً نقلاً عن « مختصر البصائر » لسعد بن عبدالله : عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن صفوان بن يحيى ، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) (1) قال : سمعته يقول في الرجعة : « من مات من المؤمنين قُتل ، ومن قُتل منهم مات » (2).
    الثمانون : ما رواه أيضاً نقلاً عنه : عن محمّد بن الحسين وعبدالله بن محمّد بن عيسى جميعاً ، عن الحسن بن محبوب ، عن علي بن رئاب ، عن زرارة ، قال : كرهت أن أسأل أبا جعفر ( عليه السلام ) فاحتلت مسألة لطيفة لأبلغ بها حاجتي ، فقلت : أخبرني عمّن مات أقُتل (3) ؟ قال : « لا ، الموت موت والقتل قتل ، [ فقلت له : ما أحد يقتل إلا مات ! قال : فقال : « يا زرارة قول الله أصدق من قولك ، ] (4) قد فرّق بين الموت والقتل في القرآن فقال : ( أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ ) (5) وقال : ( وَلَئِن مُتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لاَِلَى اللهِ تُحْشَرُونَ ) (6) ليس كما قلت يا زرارة ، الموت موت والقتل قتل ، وقد قال الله تعالى : ( إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً ) (7) وقال : ( كُلُّ نَفْس ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ) (8) قال : ليس من قتل بالسيف كمن مات على فراشه ، إنّ من قتل لابدّ أن يرجع إلى الدنيا حتّى يذوق الموت » (9).
1 ـ ( الرضا ) لم يرد في « ح ».
2 ـ مختصر البصائر : 93 / 62 ـ باب الكرّات.
3 ـ في المصدر : عمّن قتل مات ؟.
4 ـ ما بين المعقوفين أثبتناه من تفسير العيّاشي.
5 ـ سورة آل عمران 3 : 144.
6 ـ سورة آل عمران 3 : 158.
7 ـ سورة التوبة 9 : 111.
8 ـ سورة آل عمران 3 : 185 ، سورة الأنبياء 21 : 35 ، سورة العنكبوت 29 : 57.
9 ـ مختصر البصائر : 92 / 61 ـ باب الكرّات.


(281)
    ورواه العيّاشي في « تفسيره » على ما نقل عنه : عن زرارة مثله (1).
    الحادي والثمانون : ما رواه أيضاً نقلاً عنه : عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن (2) محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن علي بن الحكم ، عن مثنّى بن الوليد الحنّاط ، عن أبي بصير ، عن أحدهما ( عليهما السلام ) قال : في قوله تعالى ( وَمَن كَانَ فِي هذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الأخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً ) (3) قال : « هي الرجعة » (4).
    ورواه العياشي : عن الحلبي ، عن أبي بصير مثله (5).
    الثاني والثمانون : ما رواه أيضاً نقلاً عنه : عن أحمد بن محمّد ومحمّد بن إسماعيل ، عن علي بن الحكم ، عن رفاعة بن موسى ، عن عبدالله بن عطاء ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) أنّ علي بن الحسين ( عليه السلام ) قال له : « يا بني إنّ هؤلاء العراقيين سألوني عن أمر كان مضى من آبائك وسلفك يؤمنون به ويقرّون ، فغلبني الضحك سروراً أنّ في الخلق من يؤمن به ويقرّ (6) ، قال : فقلت : ما هو ؟ قال : سألوني عن الأموات متى يُبعثون فيقاتلون الأحياء على الدين » (7).
    وعن السندي بن محمّد ، عن صفوان ، عن رفاعة مثله (8).
    الثالث والثمانون : ما رواه أيضاً نقلاً عنه : عن علي بن الحكم ، عن حنّان بن
1 ـ تفسير العيّاشي 1 : 202 / 160 و 2 : 112 / 139 ، وهذا السطر في المتن لم يرد في « ك ».
2 ـ في « ك ، ط » : و. بدل من : عن.
3 ـ سورة الإسراء 17 : 72.
4 ـ مختصر البصائر : 96 / 65 ـ باب الكرّات.
5 ـ تفسير العياشي 2 : 306 / 131. وهذا السطر في المتن لم يرد في « ك ».
6 ـ في « ح » : ويقرّ به.
7 ـ مختصر البصائر : 96 / 66 ـ باب الكرّات. وفي أوّله : عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : كنت مريضاً بمنى وأبي ( عليه السلام ) عندي ، فجاءه الغلام فقال : هاهنا رهط من العراقيين. إلى آخره.
8 ـ نفس المصدر : 108 / 81 ـ باب الكرّات وهذا السطر في المتن لم يرد في « ك ».


(282)
سدير ، عن أبيه ، قال : سألت أبا جعفر ( عليه السلام ) عن الرجعة ، فقال : « القدرية تنكرها ـ ثلاثاً ـ » (1).
    أقول : قد روي أحاديث متعدّدة في لعن القدرية وذمّهم وكفرهم ، وهم منسوبون إلى القدر ، فإمّا أن يراد بهم من أثبت القدر على وجه الإفراط وهم أهل الجبر ، أو من نفاه على وجه التفريط وهم أهل التفويض ، وقد فسّره العلماء بالوجهين ، وقد يقرأ بضمّ القاف وسكون الدال نسبة إلى القدرة ، ويوجّه على الوجهين ، والقسم الأوّل : الأشاعرة ، والثاني : المعتزلة ، والقسمان منكرون للرجعة ، ولم يقل بها إلا الإمامية.
    الرابع والثمانون : ما رواه أيضاً نقلاً عنه : عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن وهيب بن حفص ، عن أبي بصير ، قال : سألت أبا جعفر ( عليه السلام ) عن قول الله عزّوجلّ : ( إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم ) (2) الآية ، فقال : « ذلك في الرجعة ، ما من مؤمن إلا وله ميتة وقتلة ، من مات بُعث حتّى يُقتل ، ومن قتل بُعث حتّى يموت » (3).
    الخامس والثمانون : ما رواه أيضاً نقلاً عنه : عن أحمد بن محمّد بن عيسى (4) ومحمّد بن عبد الجبّار جميعاً ، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع ، عن منصور بن يونس ، عن أبي بكر الحضرمي ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، قال : « لا يُسأل في القبر إلا من محض الإيمان محضاً أو محض الكفر محضاً ، ولا يُسأل في الرجعة إلا من محض الإيمان محضاً أو محض الكفر محضاً » قلت : فسائر الناس ؟ قال : « يلهى
1 ـ مختصر البصائر : 97 / 67 ـ باب الكرّات.
2 ـ سورة التوبة 9 : 111.
3 ـ مختصر البصائر : 99 / 69 ـ باب الكرّات.
4 ـ في « ط ، ك » : محمد بن عيسى.


(283)
عنه » (1).
    السادس والثمانون : ما رواه أيضاً نقلاً عنه : عن محمّد بن عبد الجبّار وأحمد بن الحسن بن علي بن فضّال ، عن أبيه ، عن حميد بن المثنّى (2) ، عن شعيب الحدّاد ، عن أبي الصباح الكناني ، قال : سألت أبا جعفر ( عليه السلام ) عن أشياء وجعلت أكره أن اُسمّيها ، فقال : « لعلّك تسأل عن الكرّات ؟ » قلت : نعم ، قال : « تلك القدرة ولا ينكرها إلا القدرية » (3) الحديث.
    أقول : إثبات القدر بطريق الجبر يستلزم نفي القدرة عن العبد ، بل وعن الله أيضاً عند التحقيق ، ولعلّ هذا الحديث إشارة إلى ذلك ، وفيه ترجيح لإرادة الأشاعرة (4) وهم أكثر العامّة ، وأشهر أصحاب المذاهب المخالفة للإمامية ، فلا يحتمل شيء من أحاديث الرجعة للتقيّة.
    السابع والثمانون : ما رواه أيضاً نقلاً عنه : عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن صفوان بن يحيى ، عن أبي خالد القمّاط ، عن عبد الرحيم القصير ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) أنّه قرأ هذه الآية : « ( إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ) (5) أتدري من يعني ؟ » قلت : المؤمنون فيَقتلون ويُقتلون ، قال : « لا ولكن من قُتل رُدّ حتّى يموت ، ومن مات رُدّ حتّى يُقتل ، وتلك القدرة
1 ـ مختصر البصائر : 100 / 71 ـ باب الكرّات.
2 ـ في المطبوع ونسخة « ش ، ح ، ك » : عبيد بن المثنّى ، وفي « ط » : عبيد المثنّى ، وما أثبتناه من المصدر ، والظاهر هو الصحيح ، حيث لم يذكر عبيد في كتب التراجم.
    انظر رجال النجاشي : 133/340 ، معجم رجال الحديث 6 : 54 ـ ترجمة الحسن بن علي ابن فضال.
3 ـ مختصر البصائر : 101 / 72 ـ باب الكرّات.
4 ـ في « ط » : الإرادة للأشاعرة.
5 ـ سورة التوبة 9 : 111.


(284)
فلا تنكرها » (1).
    أقول : هذا مخصوص بما تقدّم أعني من محض الإيمان محضاً.
    الثامن والثمانون : ما رواه أيضاً نقلاً عنه : عن أحمد بن محمّد بن عيسى ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن حمّادبن عثمان ، عن محمّد بن مسلم ، قال : سمعت عمران بن أعين وأبا الخطّاب جميعاً يحدّثان ـ قبل أن يُحدث أبو الخطّاب ما أحدث ـ أنّهما سمعا أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول في حديث : « وإنّ الرجعة ليست بعامّة ، وهي خاصّة لا يرجع إلا من محض الإيمان محضاً ، أو محض الشرك محضاً » (2).
    التاسع والثمانون : ما رواه أيضاً نقلاً عنه بالإسناد السابق : عن حمّاد بن عثمان ، عن زرارة ، قال : سألت أبا عبدالله ( عليه السلام ) عن هذه الاُمور العظام من الرجعة وأشباهها ، فقال : « إنّ الذي تسألون عنه لم يجيء أوانه بعد ، وقد قال الله تعالى : ( بَلْ كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ ) (3) » (4).
    التسعون : ما رواه أيضاً نقلاً عنه : عن يعقوب بن يزيد ومحمّد بن الحسين ومحمّد بن عيسى بن عبيد وإبراهيم بن محمّد ، عن ابن أبي عمير (5) ، عن عمر بن اُذينة ، عن محمّد بن الطيّار ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : في قوله تعالى ( وَيَوْمَ
1 ـ مختصر البصائر : 104 / 75 ـ باب الكرّات.
2 ـ نفس المصدر : 106 / 77 ـ باب الكرّات.
3 ـ سورة يونس 10 : 39.
4 ـ مختصر البصائر : 108 / 80 ـ باب الكرّات.
5 ـ « عن ابن أبي عمير » أثبتناه من المصدر لضرورته في طبقة الرواة وقد بلغت روايته عنه مائتين وخمسة وعشرين مورداً.
    انظر معجم رجال الحديث 14 : 21/8714 و 23 : 113/15027.


(285)
نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّة فَوْجاً ) (1) قال : « ليس أحد من المؤمنين قُتل إلا سيرجع حتّى يموت ، ولا أحد من المؤمنين مات إلا سيرجع حتّى يُقتل » (2).
    الحادي والتسعون : ما رواه أيضاً نقلاً عنه : عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن حمّاد بن عيسى ، عن الحسين بن المختار ، عن أبي بصير ، قال : قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : « أينكر أهل العراق الرجعة ؟ » قلت : نعم ، قال : « سبحان الله أما يقرؤون القرآن : ( وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّة فَوْجاً ) (3) » (4).
    الثاني والتسعون : ما رواه أيضاً نقلاً عنه : عن محمّد بن الحسين ، عن عبدالله بن المغيرة ، عمّن حدّثه ، عن جابر بن يزيد ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) في قوله تعالى ( وَلَئِن قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ أَوْ مُتُّمْ ) (5) قال : « القتل في سبيل عليّ وذرّيته ( عليهم السلام ) ، وليس أحد يؤمن بهذا إلا وله قتلة وميتة ، إنّه من قُتل يُنشر حتّى يموت ، ومن مات يُنشر حتّى يُقتل » (6).
    ورواه العياشي كما نقل عنه (7).
    الثالث والتسعون : ما رواه أيضاً نقلاً عنه : عن محمّد بن عيسى ، عن القاسم بن يحيى ، عن جدّه الحسن بن راشد ، عن محمّد بن عبدالله بن الحسين ، قال : قال أبي
1 و 3 ـ سورة النمل 27 : 83.
2 ـ مختصر البصائر : 109 / 82 ـ باب الكرّات.
4 ـ مختصر البصائر : 110 / 83 ـ باب الكرّات.
5 ـ سورة آل عمران 3 : 157. وما بعدها في المصدر زيادة : فقال : يا جابر أتدري ما سبيل الله ؟ قلت : لا والله ، إلا إذا سمعت منك.
6 ـ مختصر البصائر : 111 / 85 ـ باب الكرّات.
7 ـ تفسير العيّاشي 1 : 202 / 162. وهذا السطر في المتن لم يرد في « ك ».
الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة ::: فهرس