الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة ::: 316 ـ 330
(316)
    الرابع عشر : ما رواه الشيخ أيضاً في « المصباح » ـ في أدعية الصباح والمساء ـ في الدعاء الكامل المعروف بدعاء الحريق يقول في آخره : « اللهمّ صلِّ على محمّد وأهل بيته الطاهرين وعجِّل اللهمّ فرجهم وفرجي ، وفرج كلّ (1) مهموم (2) من المؤمنين ، اللهمّ صلِّ على محمّد وآل محمّد وارزقني نصرهم وأشهدني أيّامهم واجمع بيني وبينهم في الدنيا والآخرة ، واجعل عليهم منك واقية حتى لا يخلص إليهم إلا بسبيل خير وعلى من معهم وعلى شيعتهم ومحبّيهم وأوليائهم » (3) الدعاء.
    ورواه الكفعمي في « مصباحه » في الفصل الرابع عشر (4).
    الخامس عشر : ما رواه أيضاً في « المصباح » ـ في الصلوات (5) المرغّب في فعلها يوم الجمعة في صلاة اُخرى لفاطمة ( عليها السلام ) ـ قال : روى إبراهيم بن عمر الصنعاني ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ـ ثمّ ذكر كيفيّة الصلاة والدعاء بعدها ـ إلى أن قال : « وأسألك أن تصلّي على محمّد وآل محمّد وأن تفرِّج عن محمّد وآل محمّد وتجعل فَرَجي مقروناً بفرَجِهم » (6) الدعاء.
    أقول : ومثل هذا كثير جدّاً في الأدعية ، والحمل على الحقيقة الذي هو واجب قطعاً مع عدم قرينة المجاز ، يدلّ على الرجعة ، ويؤيّد التصريحات الكثيرة جدّاً.
    السادس عشر : ما رواه أيضاً في « المصباح » ـ في دعاء كلّ يوم من شهر
1 ـ في المطبوع زيادة : مؤمن.
2 ـ في المصدر : وفرّج عن كلّ مهموم.
3 ـ مصباح المتهجد : 201.
4 ـ مصباح الكفعمي 1 : 179 ـ 180.
5 ـ في « ط » : الصلاة.
6 ـ مصباح المتهجد : 266 ـ 267.


(317)
رمضان بعد ما ذكر الصلاة على النبي (1) والأئمّة ( عليهم السلام ) واحداً واحداً (2) ـ قال : « اللهمّ صلِّ على ذريّة نبيّك ، اللهمّ اخلف محمّداً في أهل بيته ، اللهمّ مكِّن لهم في الأرض ، اللهمّ اجعلنا من عددهم ومددهم ، وأنصارهم على الحقّ في السرّ والعلانية ، اللهمّ اطلب بذحلهم (3) ووترهم ودمائهم ، وكفّ عنّا وعنهم وعن كلّ مؤمن ومؤمنة بأس كلّ طاغ وباغ » (4) الدعاء.
    أقول : معلوم أنّ ضمير « مكِّن لهم » عائد إلى الجميع فهو كآية الوعد باستخلافهم وتمكينهم ، والحمل على الحقيقة كما عرفت دالّ على الرجعة مع عدّة من القرائن ، كسؤال كفّ البأس عنهم وغير ذلك ، مع التصريحات الكثيرة التي لاتحصى.
    السابع عشر : ما رواه الشيخ أيضاً في « المصباح » ـ في أعمال ذي القعدة في دعاء يوم الخامس والعشرين منه ـ : « اللهمّ داحي الكعبة وفالق الحبّة ـ إلى أن قال ـ : وأشهدني أولياءَك عند خروج نفسي وحلول رمسي ، اللهمّ عجِّل فرج أوليائك واردد عليهم مظالمهم وأظهر بالحقّ قائمهم ».
    ثمّ قال : « اللهمّ صلِّ عليه وعلى آبائه واجعلنا من صحبه وابعثنا في كرّته حتّى نكون في زمانه من أعوانه » (5).
    ورواه الكفعمي في « مصباحه » (6) وكذا أكثر الأدعية المذكورة هنا (7). ودلالتها
1 ـ ( النبي ) لم يرد في « ك ».
2 ـ في « ح » : واحداً بعد واحد.
3 ـ الذحل : الثأر. الصحاح 4 : 1701 ـ ذحل.
4 ـ مصباح المتهجد : 565.
5 ـ مصباح المتهجد : 611 ـ 612.
6 ـ مصباح الكفعمي 2 : 458 ـ 460.
7 ـ في « ك » : نصّاً. بدل من : هنا.


(318)
على المراد بملاحظة ضمائر الجمع والحمل على الحقيقة والقرائن والتلويحات فهي مؤيِّدة للتصريحات.
    الثامن عشر : ما رواه أيضاً في « المصباح » ـ في زيارة الحسين ( عليه السلام ) يوم عرفة ـ : « أشهد أنّك الإمام البرّ التقي وأنّ الأئمّة من ولدك كلمة التقوى وأعلام الهدى اُشهد الله وملائكته وأنبياءَه ورسله أنّي بكم مؤمن وبإيابكم موقن » (1) الزيارة.
    أقول : هذا أوضح دلالة في رجعتهم ( عليهم السلام ) فإنّ الإياب : الرجوع ، وليس المراد القيامة قطعاً ؛ لعدم إفادته ، وعدم اختصاص الإقرار بالزائر أصلاً (2).
    التاسع عشر : ما رواه الشيخ أيضاً في « المصباح » ـ في زيارة العبّاس بن علي ( عليه السلام ) ـ يقول فيها : « أشهد أنّك قُتلت مظلوماً ، وأنّ الله منجز لكم ما وعدكم ، جئتك يابن أمير المؤمنين وقلبي لكم مسلّم ، ورأيي لكم تبع ، ونصرتي لكم معدّة ، حتّى يحكم الله وهو خير الحاكمين ، فمعكم معكم لا مع عدوّكم ، إنّي بكم وبإيابكم من المؤمنين ، وبمن خالفكم وقتلكم من الكافرين ـ إلى أن قال ـ : جمع الله بيننا وبينك وبين رسوله وأوليائه » (3).
    ورواه الشيخ أيضاً في « التهذيب » (4).
    ورواه الثقة الجليل أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه في « المزار » ـ في باب زيارة العبّاس ( عليه السلام ) ـ قال : حدّثني أبو عبدالرحمن محمّد بن أحمد بن الحسين
1 ـ مصباح المتهجد : 664.
2 ـ هذا القول لم يرد في نسخة « ش ، ح ، ط ».
3 ـ مصباح المتهجد : 668 ـ 669.
4 ـ التهذيب 6 : 66 ـ 67.


(319)
العسكري (1) ، عن الحسن بن علي بن مهزيار ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن محمّد بن مروان ، عن أبي حمزة الثمالي ، قال : قال الصادق ( عليه السلام ) ، ثمّ أورد الزيارة (2).
    أقول : الإياب : الرجعة ، وهو إشارة إلى رجوع الحسين ( عليه السلام ) والسبعين الذين قتلوا معه ومن جملتهم العبّاس ( عليه السلام ).
    العشرون : ما رواه أيضاً في « المصباح » ـ في زيارة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ـ يقول فيها : « أتيتك انقطاعاً إليك وإلى وليّك الخلف من بعدك على الحقّ فقلبي لك (3) مسلّم وأمري لك (4) متّبع ونصرتي لك (5) معدّة ـ إلى أن قال ـ : اللهمّ لا تخيّب توجّهي إليك برسولك وآل رسولك ، أنت مننت عليَّ بزيارة أمير المؤمنين وولايته ومعرفته فاجعلني ممّن ينصره وينتصر به ومُنَّ عليَّ بنصره لدينك في الدنيا والآخرة » (6).
    ورواه الشيخ الجليل أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه في كتاب « المزار » ـ في باب زيارة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ـ قال : حدّثني محمّد بن الحسن بن الوليد فيما ذكره في كتابه الذي سمّاه : « الجامع » قال : روي عن أبي الحسن ( عليه السلام ) أنّه كان يقول
1 ـ في المطبوع : ابو عبد الله أحمد بن الحسين العسكري. وفي « ح ، ش ، ط ، ك » : أبو عبد الرحمن ... ، وما في المتن أثبتناه من المصدر. وهو الموافق للكتب الرجالية. وهو المعروف بالزعفراني والمصري.
    انظر رجال الطوسي : 502/65 ، معجم رجال الحديث 5 : 341/10115.
2 ـ كامل الزيارات : 270 / 1.
3 ـ في « ط » : لكم.
4 و 5 ـ في « ط » : لكم.
6 ـ مصباح المتهجد : 687 ـ 688.


(320)
عند قبر أمير المؤمنين ( عليه السلام ) (1). ثمّ ذكر الزيارة بطولها.
    ورواه الكفعمي في « المصباح » في الفصل الحادي والأربعين (2).
    الحادي والعشرون : ما رواه الشيخ أيضاً في « التهذيب » وفي « المصباح » ـ في زيارة الأربعين من أعمال صفر ـ قال : أخبرنا جماعة ، عن هارون بن موسى التلعكبري ، قال : حدّثنا محمّد بن علي بن معمّر ، عن علي بن محمّد بن مسعدة والحسن بن علي بن فضّال جميعاً ، عن سعدان بن مسلم ، عن صفوان بن مهران ، قال : قال لي مولاي الصادق ( عليه السلام ) في زيارة الأربعين تقول : « السلام على الحسين الشهيد المظلوم ـ إلى أن قال ـ : أشهد أنّك الإمام البرّ التقي وأنّ الأئمّة من ولدك كلمة التقوى ، أشهد أنّي بكم مؤمن وبإيابكم موقن بشرايع ديني وخواتيم عملي وأمري لأمركم متّبع ونصرتي لكم معدّة حتّى يأذن الله لكم فمعكم معكم لا مع عدوّكم » (3).
    الثاني والعشرون : ما رواه الشيخ أيضاً في « المصباح » ـ في عمل شعبان ـ قال : اليوم الثالث منه فيه ولد الحسين بن علي ( عليه السلام ) : خرج إلى القاسم بن العلاء الهمداني ـ وكيل أبي محمّد ( عليه السلام ) ـ « إنّ مولانا الحسين بن علي ( عليه السلام ) ولد يوم الخميس لثلاث مضين من شعبان فصم وادع فيه بهذا الدعاء : اللهمّ إنّي أسألك بحقّ المولود في هذا اليوم الموعود بشهادته قبل استهلاله وولادته ، بكته السماء ومن فيها والأرض ومن عليها ، ولمّا يطأ لابتيها ، قتيل العبرة وسيّد الاُسرة ، الممدود بالنصرة يوم الكرّة ، المعوّض من قتله أنّ الأئمّة من نسله ، والشفاء في تربته ،
1 ـ كامل الزيارات : 41 ـ 42 / 2.
2 ـ مصباح الكفعمي : 479.
3 ـ التهذيب 6 : 113 / 201 ، مصباح المتهجد : 730 ـ 731.


(321)
والفوز معه في أوبته ، والأوصياء من عترته بعد قائمهم وغيبته ، حتّى يدركوا الأوتار ويثأروا الثار ويرضوا الجبّار ويكونوا خير أنصار ، وصلّى الله عليهم مع اختلاف الليل والنهار.
    اللهمّ فصلِّ على محمّد وعترته واحشرنا في زمرته ، وبوّئنا معه دار الكرامة ومحلّ الإقامة.
    اللهمّ وكما أكرمتنا بمعرفته فأكرمنا بزلفته ، وارزقنا مرافقته وسابقته ، واجعلنا ممّن يسلّم لأمره ، ويكثر الصلاة عليه عند ذكره ، وعلى جميع أوصيائه الاثني عشر النجوم الزهر.
    اللهمّ وهب لنا في هذا اليوم خير موهبة كما وهبت الحسين لمحمّد جدّه ، وعاذ فطرس بمهده ، فنحن عائذون بقبره من بعده ، نشهد تربته وننتظر أوبته آمين ربّ العالمين » (1).
    الثالث والعشرون : ما رواه الكليني ـ في باب ما يعاين المؤمن والكافر من كتاب الجنائز ـ : عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن سنان ، عن عمّار بن مروان ، عمّن سمع أبا عبدالله ( عليه السلام ) ـ وذكر حال المؤمن بعد الموت ـ إلى أن قال : « فإذا وُضع في قبره فتح له باب من أبواب الجنّة ، قال : ثمّ يزور آل محمّد في جنان (2) رضوى يأكل من طعامهم ، ويشرب من شرابهم ، ويتحدّث معهم في مجالسهم ، حتّى يقوم قائمنا أهل البيت ، فإذا قام قائمنا بعثهم الله ، فأقبلوا معه يلبّون زمراً ، فعند ذلك يرتاب المبطلون ، ويضمحلّ المحلّون ، ونجا المقرّبون » (3) الحديث.
1 ـ مصباح المتهجد : 758 ـ 759.
2 ـ في المطبوع و « ح ، ش ، ط ، ك » : جبال ، وما أثبتناه من المصدر.
3 ـ الكافي 3 : 131 / 4.


(322)
    الرابع والعشرون : ما رواه الكليني ـ في باب الإشارة والنصّ على الصادق ( عليه السلام ) ـ : عن الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن الوشّاء ، عن أبان بن عثمان ، عن أبي الصباح الكناني ، قال : نظر أبو جعفر إلى أبي عبدالله ( عليهما السلام ) وهو يمشي فقال : « ترى هذا ؟ هذا من الذين قال الله عزّوجلّ : ( وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأرْضِ ) (1) » (2).
    الخامس والعشرون : ما رواه الكليني أيضاً ـ في باب نكت ونتف من التنزيل في الولاية ـ : عن علي بن محمّد ، عن بعض أصحابنا ، عن ابن محبوب ، عن محمّد بن الفضيل (3) ، عن أبي الحسن الماضي ( عليه السلام ) في قوله تعالى : ( هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ ) قال : « الولاية هي دين الحقّ » قلت : ( لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ) (4) قال : « يظهره على جميع الأديان عند قيام القائم » (5) الحديث.
    أقول : الحمل على الحقيقة الذي هو واجب عند عدم القرينة يستلزم الحكم بالرجعة ، مضافاً إلى التصريحات الكثيرة.
    السادس والعشرون : ما رواه الكليني في أوائل « الروضة » : عن عدّة من
1 ـ سورة القصص 28 : 5 ـ 6.
2 ـ الكافي 1 : 306 / 1.
3 ـ في « ط » : محمد بن الفضل. وما في المتن هو الصحيح ، وهو محمد بن الفضيل بن كثير الصيرفي الأزدي ، ابو جعفر الأزرق. انظر معجم رجال الحديث 18 : 146/11588 ، رجال النجاشي : 367/995.
4 ـ سورة الصف 61 : 9.
5 ـ الكافي 1 : 432 / 91.


(323)
أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن محمّد بن سليمان ، عن عيثم بن أسلم (1) ، عن معاوية بن عمّار ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) في حديث : « إنّ جبرئيل ( عليه السلام ) قال لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ومنكم القائم يصلّي عيسى بن مريم خلفه إذا أهبطه الله إلى الأرض » (2).
    السابع والعشرون : ما رواه ابن بابويه في كتاب « العلل » ـ في باب العلّة التي من أجلها سمّي ذو القرنين ـ : عن أبيه ، عن محمّد بن يحيى ، عن الحسين بن الحسن بن أبان ، عن محمّد بن أورمة ، عن القاسم بن عروة (3) ، عن بريد العجلي ، عن الأصبغ بن نباتة ، قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ـ وقد سئل عن ذي القرنين فقال ـ : « لم يكن نبيّاً ولا ملكاً ، ولم يكن قرناه من ذهب ولا فضّة ، ولكنّه كان عبداً أحبّ الله فأحبّه الله ، وإنّما سمّي ذا القرنين ; لأنّه دعا قومه إلى الله عزّوجلّ ، فضربوه على قرنه فغاب عنهم حيناً ، ثمّ عاد إليهم فضربوه على قرنه الآخر ، وفيكم مثله » (4).
    أقول : قد عرفت سابقاً أنّ المراد بـ « مثله » أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وقد صرّح به ابن بابويه وعلي بن إبراهيم وغيرهما وهو المفهوم من قوله : « وفيكم » وقد تقدّم أنّ
1 ـ في روضة الكافي ومرآة العقول 25 : 107 / 10 : عيثم بن أشيم ، وقد قال السيِّد الخوئي في معجم رجال الحديث 14 : 189 : ولا يبعد اتحاده مع عيثم بن أسلم لاتحادهما في الراوي والمروي عنهما.
2 ـ الكافي 8 : 49/10.
3 ـ في المطبوع ونسخة « ش ، ح ، ك ، ط » : القاسم بن محمّد ، وما أثبتناه من المصدر والبحار ظاهراً هو الصحيح لمطابقته للراوي والمروي عنه ، وهو القاسم بن عروة ، ابو محمد موسى أبي ايوب الخوزي ، بغدادي وبهامات. انظر رجال النجاشي : 314/860 ، معجم رجال الحديث 4 : 194/1681 ، ترجمة بريد.
4 ـ علل الشرائع : 39 / 1 ، وعنه في البحار 39 : 39 / 12.


(324)
ذا القرنين لمّا ضربوه مات خمسمائة عام ثمّ رجع حيّاً ، ثمّ ضربوه فمات كذلك ثمّ رجع.
    الثامن والعشرون : ما رواه الشيخ أبو علي الحسن ابن الشيخ أبي جعفر الطوسي في « مجالسه » : بإسناده عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال له : « كأنّي (1) بقوم قد تأوّلوا القرآن وأخذوا بالشبهات ـ إلى أن قال ـ : هم أهل فتنة يعمهون فيها ، إلى أن يدركهم العدل ، فقلت : يا رسول الله العدل منّا أم من غيرنا ؟ قال : بل منّا ، بنا فتح الله وبنا يختم ، وبنا ألّف (2) القلوب بعد الشرك (3) ، وبنا يؤلِّف القلوب بعد الفتنة » (4).
    أقول : قد عرفت أنّ الحمل على الحقيقة يوجب الحكم بالرجعة ، مضافاً إلى التصريحات الكثيرة.
    التاسع والعشرون : ما رواه أيضاً فيه : بإسناده عن سفيان بن إبراهيم العائذي (5) ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ( عليهما السلام ) قال : « بنا يبدأ البلاء ثمّ بكم ، وبنا يبدأ الرخاء ثمّ بكم ، والذي يحلف به لينتصرنّ الله بكم كما انتصر بالحجارة » (6).
    أقول : ومثل هذا والذي قبله كثير جدّاً.
    الثلاثون : ما رواه أيضاً فيه : بإسناده عن حذيفة بن أسيد ، عن أبي ذرّ أنّه سمع
1 ـ في المصدرين : كأنّك.
2 ـ في « ح ، ش ، ك » والمطبوع : يؤلّف.
3 ـ قوله : ( وبنا ألف القلوب بعد الشرك ) لم يرد في « ط ».
4 ـ أمالي الطوسي : 65 / 96 ، وأورده المفيد في أماليه : 289 / 7.
5 ـ في المصدر وأمالي المفيد : الغامدي ، وفي الطبعة القديمة من أمالي الطوسي 1 : 72 ، ونسخة « ح » : العايدي ، وفي « ط » : العابدي.
6 ـ أمالي الطوسي : 74 / 109 ، وأورده المفيد في أماليه : 301 / 2.


(325)
النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) يقول : « من قاتلني في الاُولى وقاتل أهل بيتي في الثانية فهو فيها من شيعة الدجّال » (1).
    أقول : هذا دالّ كما ترى على رجعة [ قتلة ] (2) أهل البيت ( عليهم السلام ) في وقت خروج الدجّال ، وعلى رجعة جماعة من الذين قاتلوه ( صلى الله عليه وآله ) أيضاً.
    الحادي والثلاثون : ما رواه رئيس المحدِّثين أبو جعفر ابن بابويه في كتاب « كمال الدين وتمام النعمة » في أوائله : عن محمّد بن إبراهيم بن إسحاق ، عن عبدالعزيز بن يحيى ، عن الحسين بن معاذ ، عن قيس بن حفص ، عن يونس بن أرقم ، عن أبي سيّار الشيباني ، عن الضحّاك بن مزاحم ، عن النزّال بن سبرة ، عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ـ في حديث يذكر فيه أمر الدجّال وخروجه إلى أن قال ـ : « يقتله الله بالشام على يد من يصلّي خلفه المسيح عيسى بن مريم ، ألا إنّ بعد ذلك الطامّة الكبرى ».
    قلنا : وما ذاك يا أمير المؤمنين ؟ قال : « خروج دابّة الأرض من عند الصفا ، معها خاتم سليمان ، وعصا موسى ، يضع الخاتم على وجه كلّ مؤمن فيطبع فيه : هذا مؤمن حقّاً ، ويضعه على وجه كلّ كافر فيطبع فيه : هذا كافر حقّاً ، ثمّ ترفع الدابة رأسها فيراها مَن بين الخافقين بإذن الله بعد طلوع الشمس من مغربها ، فعند ذلك
1 ـ أمـالي الطوسي : 459 / 1026 ، وأورده أيضاً في صفحة 60 / 88 ، إلا أنّ فيه : حشره الله تعالى في الثالثة مع الدجّال.
2 ـ ( قتلة ) أثبتناها للضرورة ، لأنّ الحديث يتكلّم عن قتلة أهل البيت ( عليهم السلام ) هذا أوّلاً ، وثانياً : أنّ رجعة أهل البيت ( عليهم السلام ) لم تكن في زمن الدجّال ، وثالثاً : إنّ الحديث يخبرنا عن قتلة أهل البيت ( عليهم السلام ) وخروجهم في زمن الدجّال ليكونوا من أنصاره وأعوانه.
    وفي « ش » : وأقول : هذا دالّ ـ كماترى ـ على رجعة جماعة من الذين قاتلوه ( عليه السلام ) أيضاً. بدل القول الذي في المتن.


(326)
ترفع التوبة » (1) الحديث.
    ورواه الراوندي في أواخر كتاب « الخرائج والجرائح » ـ في العلامات الدالّة على صاحب الزمان ( عليه السلام ) ـ : عن الأصبغ بن نباتة ، عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) مثله (2).
    أقول : يأتي إن شاء الله تعالى ما هو صريح في أنّ دابة الأرض أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وإنّه يخرج في الرجعة.
    الثاني والثلاثون : ما رواه ابن بابويه أيضاً في كتاب « كمال الدين » : بإسناده عن عبدالله بن سليمان وكان قارئاً للكتب أنّه قرأ في الإنجيل ـ وذكر كلاماً طويلاً ـ في إخبار الله عيسى ( عليه السلام ) بأحوال محمّد ( صلى الله عليه وآله ) وأحوال اُمّته يقول فيه : « أرفعك إليّ ثمّ اُهبطك في آخر الزمان ، لترى من اُمّة ذلك النبي ( صلى الله عليه وآله ) العجائب ، ولتعينهم على
قتل اللعين الدجّال ، اُهبطك في وقت الصلاة لتصلّي معهم إنّهم اُمّة مرحومة » (3).
    الثالث والثلاثون : ما رواه أيضاً ـ في باب اتّصال الوصية من لدن آدم ( عليه السلام ) ـ : عن أبيه ومحمّد بن الحسن (4) ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن العبّاس بن معروف ، عن علي بن مهزيار ، عن الحسن بن سعيد ، عن محمّد بن إسماعيل ، عمّن حدّثه عن إسماعيل بن أبي رافع ، عن أبيه ، عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في حديث : « إنّ اليهود ادّعت أنّها دفنت عيسى حيّاً ، وادّعى بعضهم أنّهم قتلوه وصلبوه ، ولم يكن الله ليجعل لهم عليه سبيلاً ، وإنّما شبّه لهم ، يقول الله :
1 ـ كمال الدين وتمام النعمة : 525 / 1.
2 ـ الخرائج والجرائح 3 : 1136 / فصل.
3 ـ كمال الدين : 160 / 18.
4 ـ في « ط » : عن محمد بن الحسين.


(327)
( إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا ) (1) فلم يقدروا على قتله ( بَل رَفَعَهُ الله إِلَيْهِ ) (2) بعد أن توفّاه » (3) الحديث.
    أقول : وفي معناه أحاديث كثيرة في وفاة عيسى ، رواه الطبرسي (4) عن ابن عبّاس وغيره ، وتلك الروايات موافقة للقرآن في عدّة آيات ، وقد تواترت الأحاديث من طريق الخاصّة والعامّة برجعة عيسى ( عليه السلام ) في آخر الزمان ، وهنا كلام آخر يأتي في محلّه إن شاء الله تعالى.
    الرابع والثلاثون : ما رواه أيضاً فيه ـ في باب ما نصّ الله عزّ وجلّ على القائم ( عليه السلام ) ـ : عن الحسين بن أحمد بن إدريس ، عن أبيه ، عن سهل بن زياد ، عن محمّد بن آدم الشيباني ، عن أبيه آدم ، عن ابن أبي إياس (5) ، عن المبارك بن فضالة ، عن وهب بن منبه رفعه إلى ابن عبّاس ، عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ـ في حديث قدسي طويل في النصّ على الأئمّة ( عليهم السلام ) ـ يقول فيه : « وآخر رجل منهم يصلّي خلفه عيسى بن مريم ( عليهما السلام ) » (6).
    الخامس والثلاثون : ما رواه أيضاً ـ في الباب المذكور ـ : عن أحمد بن محمّد بن سعيد ، عن محمّد بن حمّاد ، عن غياث بن إبراهيم ، عن الحسين بن
1 ـ سورة آل عمران 3 : 55.
2 ـ سورة النساء 4 : 158. وبدل هذه الآية كان في المطبوع و « ح ، ط » : وإنّما رفعه الله إليه.
3 ـ كمال الدين : 225 / 20.
4 ـ مجمع البيان 2 : 373 ، وفيه : ما روي عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) أنّه قال : « إنّ عيسى بن مريم لم يمت ، وإنّه راجع إليكم قبل يوم القيامة ».
5 ـ في المطبوع ونسخة « ش ، ح ، ك ، ط » : عن ابن عباس ، وما أثبتناه من المصدر وكتب التراجم ظاهراً هو الصحيح. انظر طبقات ابن سعد 7 : 490 ، تهذيب التهذيب 1 : 171 ، سير أعلام النبلاء 10 : 335/82.
6 ـ كمال الدين : 251 / 1.


(328)
زيد بن علي ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن آبائه ( عليهم السلام ) ، عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : « أبشروا ثمّ أبشروا ـ إلى أن قال ـ : فكيف تهلك اُمّة أنا أوّلها ، واثنا عشر من بعدي من السعداء اُولي الألباب ، والمسيح بن مريم آخرها » (1).
    السادس والثلاثون : ما رواه أيضاً فيه : بإسناده عن ابن عبّاس ، عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في حديث أنّه قال : « لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتّى يخرج المهدي ، فينزل عيسى بن مريم فيصلّي خلفه ، وتشرق الأرض بنور ربّها » (2).
    السابع والثلاثون : ما رواه أيضاً فيه : بإسناده عن ابن عبّاس ، عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ـ في النصّ على الأئمّة ( عليهم السلام ) إلى أن قال ـ : « والحسن بن علي ومن يصلّي خلفه عيسى بن مريم ( عليه السلام ) ـ القائم ( عليه السلام ) ـ » (3).
    الثامن والثلاثون : ما رواه أيضاً ـ في باب ما روي عن الحسن بن علي ( عليه السلام ) ـ عن المظفّر بن جعفر العلوي ، عن جعفر بن محمّد بن مسعود ، عن أبيه ، عن جبرئيل بن أحمد ، عن موسى ، عن الحسن بن محمّد الصيرفي ، عن حنّان بن سدير ، عن أبيه ، عن أبي سعيد عقيصا ، عن الحسن بن علي ( عليهما السلام ) في حديث قال : « أما علمت أنّه ما منّا أحد إلا ويقع في عنقه بيعة لطاغية زمانه ، إلا القائم الذي يصلّي خلفه عيسى بن مريم ( عليهما السلام ) » (4).
1 ـ كمال الدين : 269 / 14 ، والسند فيه هكذا : حدّثنا حمزة بن محمّد بن أحمد بن جعفر بن محمّد بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) ، قال : أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد ، قال : أخبرني القاسم بن محمّد بن حمّاد .....
2 ـ كمال الدين : 280 / 27.
3 ـ كمال الدين : 284 / 36.
4 ـ كمال الدين : 315 / 2.


(329)
    التاسع والثلاثون : ما رواه أيضاً ـ في باب ما أخبر به الصادق ( عليه السلام ) ـ : بإسناده عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) في حديث أنّه قال له : فمن القائم منكم ؟ قال : « الخامس من ولد ابني موسى ـ إلى أن قال ـ : ثمّ يظهر فيفتح الله على يديه مشارق الأرض ومغاربها ، وينزل روح الله عيسى بن مريم فيصلّي خلفه » (1).
    الأربعون : ما رواه الكليني ـ في آخر كتاب الحج والزيارات في باب النوادر ـ قال : وروي إذا أخذته ـ يعني تراب قبر الحسين ( عليه السلام ) ـ فقل : « اللّهم بحقّ هذه التربة الطاهرة ، وبحقّ البقعة الطيّبة ، وبحقّ الوصي الذي وارثه ، وبحقّ جدّه وأبيه وأخيه ، والملائكة الذين يحتفّون به ، والملائكة العكوف على قبر وليّك ينتظرون نصره ، صلِّ على محمّد وآله ، واجعل لي فيه شفاء من كلّ داء » (2) الدعاء.
    ورواه الثقة الجليل جعفر بن محمّد بن قولويه في كتاب « المزار » قال : حدّثنا محمّد بن يعقوب وأورد الحديث (3).
    الحادي والأربعون : ما رواه الشيخ الجليل الثقة أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه في كتاب المزار المسمّى بـ « كامل الزيارة وفضلها » ، الذي صرّح في أوّله أنّه ألّفه لأجل تحصيل الثواب والتقرّب إلى الله والنبي ( صلى الله عليه وآله ) والأئمّة ( عليهم السلام ) ، وأنّه خرّجه وجمعه ممّا وقع إليه من أحاديث الثقات من أصحابنا ، وأنّه لم يخرّج فيه حديثاً واحداً روي عن الشذّاذ من الرجال ، يؤثر ذلك عن المذكورين غير (4) المشهورين بالحديث والعلم.
    فروى فيه في الباب الثامن عشر فيما نزل من القرآن في قتل الحسين ( عليه السلام ) ،
1 ـ كمال الدين : 345 / 31.
2 ـ الكافي 4 : 589.
3 ـ كامل الزيارات : 296 / 8.
4 ـ في « ح ، ك » : عن.


(330)
وانتقام الله له ولو بعد حين ، قال : حدّثني أبي ( رحمه الله ) ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن العبّاس بن معروف ، عن صفوان بن يحيى ، عن حكم الحنّاط ، عن ضريس ، عن أبي خالد الكابلي ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) في قول الله عزّوجلّ : ( أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ ) (1) قال : « عليّ والحسن والحسين ( عليهم السلام ) » (2).
    أقول : يفهم منه الوعد برجعتهم ونصرهم حملاً على الحقيقة كما هو الواجب ، وقد فهم منه المصنّف ذلك كما (3) ذكره في العنوان (4) ، فهو مؤيّد للتصريحات الكثيرة.
    الثاني والأربعون : ما رواه جعفر بن محمّد بن قولويه أيضاً في « المزار » ـ في الباب التاسع عشر في علم الأنبياء بقتل الحسين ( عليه السلام ) ـ قال : حدّثني محمّد بن جعفر الرزّاز ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب وأحمد بن الحسن بن علي بن فضّال ، عن الحسن بن علي بن فضّال ، عن مروان بن مسلم ، عن بريد (5) بن معاوية العجلي ، قال : قلت لأبي عبدالله ( عليه السلام ) : أخبرني عن إسماعيل الذي ذكره الله في قوله ( وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْماعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نَّبِيّاً ) (6) كان إسماعيل بن إبراهيم ؟ فقال : « إنّ إسماعيل مات قبل إبراهيم ، وإبراهيم كان
1 ـ سورة الحج 22 : 39.
2 ـ كامل الزيارات : 61 / 4.
3 ـ في « ش » : لما.
4 ـ في « ك » : العيون.
5 ـ في « ك » : عن يزيد ، عن معاوية العجلي. وفي « ش » : يزيد بن معاوية العجلي.
6 ـ سورة مريم 19 : 54. وفي « ح ، ش ، ط ، ك » : ( وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسماعيِلَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَّبِيّاً ) والظاهر هو خلط من النسّاخ بين هذه الآية وآية إدريس رقم ( 56 ) من نفس السورة.
الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة ::: فهرس