الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة ::: 331 ـ 345
(331)
حجّة الله قائماً صاحب شريعة ، فإلى من اُرسل إسماعيل ؟ » قلت : فمن كان ؟ قال : « كان إسماعيل بن حزقيل النبي بعثه الله إلى قومه فكذّبوه وقتلوه وسلخوا وجهه ، فغضب الله عليهم فوجّه إليهم سطاطائيل ملك العذاب ، فقال له : يا إسماعيل وجّهني ربّ العزّة إليك لاُعذّب قومك بأنواع العذاب إن شئت ، فقال له إسماعيل : لا حاجة لي إلى ذلك.
    فأوحى الله إليه : يا اسماعيل فما حاجتك ؟ فقال : يا ربّ إنّك أخذت الميثاق لنفسك بالربوبية ، ولمحمّد ( صلى الله عليه وآله ) بالنبوّة ، وأوصيائه بالولاية ، وأخبرت خلقك بما تفعل اُمّته بالحسين بن علي من بعد نبيّها ، وإنّك وعدت الحسين ( عليه السلام ) أن (1) تُكِرَّه إلى الدنيا حتّى ينتقم بنفسه ممّن فعل ذلك به ، فحاجتي إليك يا ربّ أن تُكِرَّني إلى الدنيا حتّى أنتقم ممّن فعل ذلك بي كما فعل ، كما تكرّ الحسين ( عليه السلام ) ، فوعد الله إسماعيل بن حزقيل ( عليه السلام ) ذلك فهو يكرّ مع الحسين بن علي ( عليه السلام ) » (2).
    الثالث والأربعون : ما رواه ابن قولويه أيضاً في « المزار » ـ في الباب التاسع والسبعين في زيارة (3) الحسين بن علي ( عليه السلام ) ـ قال : حدّثني الحسين بن محمّد بن عامر ، عن أحمد بن إسحاق ، قال : حدّثنا سعدان بن مسلم ـ قائد أبي بصير ـ قال : حدّثني بعض أصحابنا ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) وذكر زيارة للحسين ( عليه السلام ) يقول فيها بعد ذكر النبي ( صلى الله عليه وآله ) والأئمّة ( عليهم السلام ) : « وحبِّب إليَّ مشاهدهم حتّى تلحقني بهم ، وتجعلهم لي (4) فرطاً ، وتجعلني لهم تبعاً في الدنيا والآخرة ».
    قال : « ثمّ تقول : لبّيك داعي الله ، إن كان لم يجبك بدني فقد أجابك قلبي
1 ـ في « ح ، ش ، ك » : أنّك.
2 ـ كامل الزيارات : 63 / 3.
3 ـ في « ح ، ش ، ك » : زيارات.
4 ـ في « ح ، ش ، ط ، ك » : وتجعلني لهم.


(332)
وشعري وبشري وهواي على التسليم لخلف النبي المرسل والسبط المنتجب ، فقلبي لكم مسلّم ، وأمري لكم (1) متّبع ، ونصرتي لكم (2) معدّة حتّى يحييكم الله لدينه ويبعثكم ، فمعكم لا مع عدوّكم ، إنّي من المؤمنين برجعتكم ، لا اُنكر لله قدرة ، ولا اُكذِّب له مشيئة ، ولا أزعم أنّ ما شاء الله لا يكون » (3) وذكر الزيارة.
    الرابع والأربعون : ما رواه أيضاً ـ في الباب المذكور ـ قال : حدّثني محمّد بن أحمد بن الحسين (4) العسكري ومحمّد بن الحسن بن الوليد جميعاً ، عن الحسن بن علي بن مهزيار ، عن أبيه ، عن علي بن مهزيار ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن محمّد بن مروان ، عن أبي حمزة الثمالي ، قال : قال الصادق ( عليه السلام ) : « إذا أردت المسير إلى الحسين ( عليه السلام ) ـ ثمّ ذكر آداب الزيارة وأورد زيارة طويلة يقول فيها ـ : « وقد أتيتك زائراً قبر ابن بنت نبيّك ( صلى الله عليه وآله ) فاجعل تحفتي فكاك رقبتي من النار ـ إلى أن قال ـ : « واجعلني من أنصاره يا أرحم الراحمين ».
    ثمّ قال فيها : « أتيتك انقطاعاً إليك وإلى جدّك وأبيك (5) وولدك الخلف من بعدك ، فقلبي لك مسلّم ورأيي لك متّبع ونصرتي لك معدّة حتّى يحييكم الله لدينه ويبعثكم ، وأشهد أنـّكم الحجّة وبكم ترجى الرحمة ، فمعكم لا مع عدوّكم إنّي بإيابكم من المؤمنين لا اُنكر لله قدرة ولا اُكذّب منه مشيئة ».
    ثمّ قال فيها : وتصلّي على الأئمّة كلّهم كما صلّيت على الحسن والحسين ( عليهم السلام ).
    ثمّ تقول : « اللهمّ تمّم بهم كلماتك ، وأنجز بهم وعدك ، وأهلك بهم عدوّك
1 ـ في « ط ، ك » : لك.
2 ـ في « ط » : لك.
3 ـ كامل الزيارات : 232 / 16.
4 ـ في « ك » : الحسن.
5 ـ في « ح » : وإلى أبيك.


(333)
وعدوّهم من الجنّ والإنس أجمعين.
    اللهمّ اجعلنا لهم شيعة وأعواناً وأنصاراً على طاعتك وطاعة رسولك ، وأحينا محياهم وأمتنا مماتهم ، وأشهدنا مشاهدهم في الدنيا والآخرة » (1) إلى أن قال :
    « اللهمّ أدخلني في أوليائك وحبِّب إليّ مشاهدهم وشهادتهم في الدنيا والآخرة إنّك على كلّ شيء قدير ».
    ثمّ قال : « اللهمّ اجعلني ممّن ينصره وينتصر به لدينك في الدنيا والآخرة » (2) إلى أن قال :
    « اللهمّ اجعلني ممّن له مع الحسين بن علي ( عليه السلام ) قدم ثابت ، وأثبتني فيمن يستشهد معه » (3).
    الخامس والأربعون : ما رواه الشيخ الثقة الجليل علي بن إبراهيم بن هاشم في « تفسيره » ـ في أوائله بعد تسع ورقات من أوّل النسخة المنقول منها في بحث الردّ على (4) من أنكر الرجعة ـ قال علي بن إبراهيم : حدّثني أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن عبدالله بن مسكان ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) في قوله تعالى : ( وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُم مِن كِتَاب وَحِكْمَة ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ ) (5).
    قال : « ما بعث الله نبيّاً من لدن آدم وهلمّ جرّا إلا ويرجع إلى الدنيا فينصر رسول
1 ـ قوله : ( وأشهدنا مشاهدهم في الدنيا والآخرة ) لم يرد في « ط ».
2 ـ في « ط » : ( وأشهدنا مشاهدهم في الدنيا والآخرة ، وحبّب إليّ مشاهدهم وشهادتهم في الدنيا والآخرة ) بدل من الفقرتين في المتن.
3 ـ كامل الزيارات : 236 ـ 254 / 21.
4 ـ في « ط » : المنقول عنها في البحث على.
5 ـ سورة آل عمران 3 : 81.


(334)
الله ( صلى الله عليه وآله ) و أمير المؤمنين ، قوله : ( لتؤمننّ به ـ يعني رسول الله ـ (1) ولتنصرنّه ) أمير المؤمنين » (2).
    ورواه الحسن بن سليمان بن خالد القمّي في « رسالته » نقلاً من « مختصر البصائر » لسعد بن عبدالله بسند آخر (3).
    السادس والأربعون : ما رواه علي بن إبراهيم أيضاً في أوائل « تفسيره » مرسلاً : في قوله تعالى : ( وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ ـ يا معشر الأئمّة ـ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُـمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً ) (4) قال : هذا ممّا يكون في الرجعة (5).
    السابع والأربعون : ما رواه علي بن إبراهيم أيضاً فيه مرسلاً : في قوله تعالى ( وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأرْضِ ) (6) قال : هذا ممّا يكون في الرجعة (7).
    الثامن والأربعون : ما رواه أيضاً فيه قال : حدّثني أبي ، عن أحمد بن النضر ، عن عمرو بن شمر ، قال : ذكر عند أبي جعفر ( عليه السلام ) جابر ، فقال : « رحم الله جابراً لقد بلغ من علمه أنّه كان يعرف تأويل هذه الآية ( إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ
1 ـ قوله : ( أمير المؤمنين ، وقوله : ( لِتؤمنَن بِهِ ) يعني رسول الله ) لم يرد في نسخة « ش ».
2 ـ تفسير القمّي 1 : 25 ـ الردّ على من أنكر الرجعة ، باختلاف ، وص 106 ، نصّاً.
3 ـ مختصر البصائر : 112 / 86.
4 ـ سورة النور 24 : 55.
5 ـ تفسير القمّي 1 : 25 ـ مقدّمة الكتاب.
6 ـ سورة القصص 28 : 5 ـ 6.
7 ـ تفسير القمّي 1 : 25 مقدّمة الكتاب.


(335)
إِلَى مَعَاد ) (1) يعني الرجعة » (2).
    التاسع والأربعون : ما رواه الشيخ المفيد في « الإرشاد » ـ في إخبار أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ـ في فصل منفرد قال : ومن كلامه ( عليه السلام ) ما رواه الخاصّة والعامّة أنّه ( عليه السلام ) قال في خطبة له : « نحن أهل بيت من علم الله عُلّمنا ، وبحكم الله حكمنا ، فإن تتّبعوا آثارنا تهتدوا ببصائرنا ، وإن لم تفعلوا يهلككم الله بأيدينا ، ألا وبنا تُدرك تِرة (3) كلّ مؤمن ، وبنا تُخلع ربقة الذلّ من أعناقكم ، وبنا فُتِح لا بكم ، وبنا يُختَم لا بكم » (4).
    الخمسون : ما رواه علي بن عيسى في كتاب « كشف الغمّة » نقلاً من كتاب « الدلائل » لعبد الله بن جعفر الحميري ـ في دلائل الباقر ( عليه السلام ) ـ في حديث : « إنّ أباه أوصى إليه أن يغسّله وقال : إنّ الإمام لا يغسّله إلا إمام » (5).
    أقول : هذا يؤيّد (6) ما روي : « أنّ الحسين ( عليه السلام ) يرجع ليغسّل المهدي ( عليه السلام ) » (7).
    الحادي والخمسون : ما رواه أيضاً فيه من طرق متعدّدة من كتب العامّة والخاصّة : « إنّ عيسى ( عليه السلام ) يرجع ويهبط إلى الأرض ويصلّي خلف المهدي ( عليه السلام ) » (8).
    الثاني والخمسون : ما رواه الشيخ الجليل أمين الإسلام أبو علي الطبرسي
1 ـ سورة القصص 28 : 85.
2 ـ تفسير القمّي 2 : 147.
3 ـ ترة : بمعنى مظلمة. انظر القاموس المحيط 2 : 247 ـ وتر.
4 ـ إرشاد المفيد 1 : 240.
5 ـ كشف الغمّة 2 : 137.
6 ـ في « ح » : ممّا يؤيّد.
7 ـ الكافي 8 : 206 / 250 ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، مختصر البصائر : 460.
8 ـ كشف الغمّة 2 : 479 ـ 480.


(336)
في كتاب « مجمع البيان » في تفسير قوله تعالى : ( فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَات ) (1) :
    عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) أنـّه قال : « بادروا بالأعمال ستّاً : طلوع الشمس من مغربها ، والدجّال ، والدخان ، ودابّة الأرض ، وخويصة (2) أحدكم الموت ، وأمر العامّة يعني القيامة » (3).
    أقول : قد وردت الأحاديث الصريحة في أنّ دابّة الأرض هي أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وقد تقدّم ذلك ، ويأتي مثله إن شاء الله.
    الثالث والخمسون : ما رواه الطبرسي أيضاً فيه : عند قوله تعالى ( يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ ) (4) قال (5) : وقد صحّ عنه ( عليه السلام ) أنّه قال : « كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم (6) وإمامكم منكم » (7).
    ورواه البخاري ومسلم في « الصحيح » (8).
    الرابع والخمسون : ما رواه الطبرسي أيضاً : عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال : « إنّ ذا القرنين كان عبداً صالحاً ، أحبّ الله فأحبّه (9) ، ونصح لله فنصحه الله ، أمر قومه
1 ـ سورة البقرة 2 : 37.
2 ـ الخويصة : تصغير خاصّة ، والمراد بها حادثة الموت التي تخصّ كلّ إنسان ، وصغّرت لاحتقارها في جنب ما بعدها من البعث والعرض والحساب. اُنظر لسان العرب 7 : 25 ـ خصص.
3 ـ مجمع البيان 1 : 176.
4 ـ سورة آل عمران 3 : 55.
5 ـ في « ط » : إلى أن قال.
6 ـ في « ك » : كيف أنتم إذا نزل بكم ابن مريم.
7 ـ مجمع البيان 2 : 373.
8 ـ صحيح مسلم 1 : 136 / 244 ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، صحيح البخاري 4 : 205ـ باب واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت ...
9 ـ في « ح ، ش » : فأحبّه الله. وفي « ك » : وأحبّه الله.


(337)
بتقوى الله فضربوه بالسيف على قرنه فمات زماناً ، ثمّ رجع إليهم فدعاهم إلى الله فضربوه على قرنه الآخر بالسيف ، فذلك قرناه ، وفيكم مثله ». يعني نفسه ( عليه السلام ) (1).
    الخامس والخمسون : ما رواه أيضاً فيه (2) : عند قوله تعالى ( وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الأرْضِ ) (3) :
    عن حذيفة ، عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال : « دابّة الأرض لا يدركها طالب ، ولا يفوتها هارب ، تسم المؤمن بين عينيه ، وتكتب بين عينيه : مؤمن ، وتسم الكافر بين عينيه وتكتب بين عينيه : كافر » (4).
    السادس والخمسون : ما رواه أيضاً فيه : عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) أنّه قال : « يكون للدابّة ثلاث خرجات من الدهر : خروجاً بأقصى المدينة فيفشو ذكرها بالبادية ، ولا يدخل ذكرها القرية ـ يعني مكّة ـ » (5).
    ثمّ ذكر تفصيل المرّات (6) الثلاث ، وأنّها تسم المؤمن في وجهه ، والكافر في وجهه ، ويكتب على وجه كلّ أحد : مؤمن أو كافر.
    السابع والخمسون : ما رواه الطبرسي أيضاً : عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أنّه قال : « أنا صاحب العصا والميسم » (7).
    الثامن والخمسون : ما رواه الكليني في زيارة طويلة لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال : « أشهد أنّك صاحب العصا والميسم » (8).
1 ـ مجمع البيان 6 : 435 ـ آية ( وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ ).
2 ـ ( فيه ) أثبتناه من « ح ، ش ، ك ».
3 ـ سورة النمل 27 : 82.
4 و 5 ـ مجمع البيان 7 : 429.
6 ـ في « ط » : المراتب.
7 ـ مجمع البيان 7 : 429.
8 ـ الكافي 4 : 570 ، وفيه : السلام عليك. بدل : أشهد أنّك.


(338)
    التاسع والخمسون : ما رواه علي بن إبراهيم في « تفسيره » ونقله عنه الطبرسي : عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : « قال رجل لعمّار بن ياسر : آية في كتاب الله أفسدت قلبي ، قال عمّار : أيّة آية هي ؟ قال : هذه الآية ( وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الأرْضِ تُكَلِّمُهُمْ ) (1) فقال عمّار : والله لا أجلس ولا آكل ولا أشرب حتّى اُريكها ، فجاء عمّار مع الرجل إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ـ وهو يأكل تمراً وزبداً ـ فقال : يا أبا اليقظان هلمّ ، فجلس عمّار يأكل معه ، فتعجّب الرجل ، فلمّا قام عمّار ، قال الرجل : سبحان الله حلفت أنّك لا تأكل ولا تشرب ولا تجلس حتّى ترينها ؟ قال عمّار : قد أريتكها إن كنت تعقل » (2).
    الستّون : ما رواه الطبرسي أيضاً نقلاً عن « تفسير العيّاشي » أنـّه روى مثل هذه القصّة بعينها عن أبي ذرّ أيضاً (3).
    الحادي والستّون : ما رواه الشيخ أبو جعفر الطوسي في آخر كتاب « الغيبة » : عن الفضل بن شاذان ، عن الحسن بن محبوب ، عن عمرو بن أبي المقدام ، عن جابر الجعفي ، قال : سمعت أبا جعفر ( عليه السلام ) يقول : « والله ليملكنّ منّا أهل البيت رجل بعد موته ثلاثمائة سنة يزداد تسعاً » قلت : متى يكون ذلك ؟ قال : « بعد القائم » قلت : وكم يقوم القائم في عالمه ؟ قال : « تسع عشرة سنة ، ثمّ يخرج المنتصر فيطلب بدم الحسين ( عليه السلام ) ودماء أصحابه ، فيقتل ويسير (4) حتّى يخرج السفّاح » (5).
    أقول : الظاهر أنّ قوله : « ثلاثمائة سنة » ظرف للموت ، بمعنى أنـّه يملك بعد ما
1 ـ سورة النمل 27 : 82.
2 ـ تفسير القمّي 2 : 131 ، وعنه في مجمع البيان 7 : 429.
3 ـ مجمع البيان 7 : 430.
4 ـ في « ط » : ويسبي.
5 ـ كتاب الغيبة : 478 / 505.


(339)
مضى من (1) موته ثلاثمائة سنة ، وليس بصريح في أنّه يملك (2) بعدها بغير فصل ، بل إذا خرج بعد ذلك بألف سنة صدقت البعديّة المذكورة ، والحكمة في عدم ذكر الفاصلة لا تخفى.
    وقوله : « يزداد تسعاً » يحتمل أن يراد بها الزيادة في مدّة موته ، وأن يراد بها مدّة ملكه ; لأنـّها زيادة (3) على عمره الأوّل ، ويحتمل أن يكون مجموع الثلاثمائة والتسعة مدّة ملكه كما لا يخفى.
    وقوله : « بعد القائم » يمكن أن يراد به بعد غيبته أو خروجه ، ويمكن أن يقرأ « بعد » بضمّ العين فعلاً ماضياً ، والقائم الثاني يحتمل المهدي ; المذكور أولاً على بعض الوجوه.
    وقوله : « ثمّ يخرج المنتصر » لا يلزم كونه بعد القائم ، بل يحتمل الحمل على أنّه عطف على قوله « ليملكنّ » ولا يبعد أن يكون المراد بـ « المنتصر » : الحسين ( عليه السلام ) وبـ « السفّاح » : أمير المؤمنين ( عليه السلام ).
    وقد وقع التصريح بالثاني في رسالة الحسن بن سليمان بن خالد القمّي في رواية هذا الحديث.
    ويأتي إن شاء الله مزيد تحقيق للحال والله أعلم.
    الثاني والستّون : ما رواه الشيخ الجليل أبو محمّد الحسن بن محمّد الديلمي في كتاب « إرشاد القلوب إلى الصواب » في الباب الخامس (4) عشر في أشراط الساعة ـ قال : خطب الناس رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقال : « أفضل (5) الحديث كتاب الله ،
1 ـ ( ما مضى من ) أثبتناه من « ح ، ش ».
2 ـ من قوله : ( بعد ما مضى ) إلى هنا لم يرد في « ك ».
3 ـ في « ح » : لا زيادة. بدل من : لأنّها زيادة.
4 ـ كذا في نسخة « ش ، ط ، ح ، ك » والمطبوع ، ولكن في المصدر المتوفّر لدينا : السادس.
5 ـ في المصدر : أصدق.


(340)
وأفضل الهدى هدى الله ; وشرّ الاُمور محدثاتها ، وكلّ بدعة ضلالة ـ إلى أن قال ـ : لا تقوم الساعة حتّى يقبض العلم ، ويكثر الزلزال ، وتطلع الشمس من مغربها ، وتخرج الدابة ، ويظهر الدجّال ، وينزل عيسى بن مريم ( عليه السلام ) » (1) الحديث.
    الثالث والستّون : ما رواه علي بن إبراهيم بن هاشم في « تفسيره » في قوله تعالى : ( وَإِن مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ ) (2) قال : روي : أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إذا رجع آمن الناس كلّهم (3).
    الرابع والستّون : ما رواه علي بن إبراهيم أيضاً فيه عند هذه الآية قال : حدّثني أبي ، عن القاسم بن محمّد ، عن سليمان بن داود المنقري ، عن أبي حمزة ، عن شهر بن حوشب ، قال : قال لي الحجّاج : آية في كتاب الله قد أعيتني ، قلت : أيّها الأمير أيّة آية ؟ قال : قوله تعالى ( وَإِن مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ ) (4) والله إنّي لآمر باليهودي والنصراني فتضرب عنقه ، ثمّ أرمقه (5) فما أراه يحرِّك شفتيه حتّى يخمد ، فقلت : ليس على ما تأوّلت ، إنّ عيسى ينزل قبل يوم القيامة إلى الدنيا ، فلا يبقى أهل ملّة يهوديّ ولا غيره إلا آمن به قبل موته ، ويصلّي خلف المهدي ، قال : أنّى لك هذا ؟
    قلت : حدّثني به محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، فقال : جئت بها من عين صافية (6).
1 ـ إرشاد القلوب : 66 ـ الباب السادس عشر.
2 و 4 ـ سورة النساء 4 : 159.
3 ـ تفسير القمّي 1 : 158.
5 ـ رمقه : لحظه لحظاً خفيفاً. القاموس المحيط 3 : 322 ـ رمق.
6 ـ تفسير القمّي 1 : 158.


(341)
    الخامس والستّون : ما رواه أيضاً فيه : عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) في قوله تعالى ( إِنَّ اللهَ قَادِرٌ عَلَى أَن يُنَزِّلَ آيَةً ) (1) قال : « سيريك في آخر الزمان آيات منها : دابّة الأرض ، والدجّال ، ونزول عيسى بن مريم ( عليه السلام ) ، وطلوع الشمس من مغربها » (2).
    السادس والستّون : ما رواه أيضاً فيه : عند قوله تعالى ( الَّذِينَ آمَنُوا بِهِ ـ يعني برسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ـ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ ) (3) يعني أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال : أخذ الله ميثاق الرسول على الأنبياء أن يخبروا اُممهم به وينصروه ، فقد نصروه بالقول وأمروا اُممهم بذلك ، وسيرجع رسول الله ويرجعون وينصرونه في الدنيا (4).
    السابع والستّون : ما رواه أيضاً فيه : عند قوله تعالى ( أَثُمَّ إِذَا مَا وَقَعَ آمَنتُم بِهِ ) (5) قال : أي صدّقتم به في الرجعة ، فيقال لهم : الآن تؤمنون به ـ يعني أمير المؤمنين ( عليه السلام ) (6) ـ.
    الثامن والستّون : ما رواه أيضاً فيه : عن أحمد بن إدريس ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن حمّاد بن عيسى ، عن ربعي بن عبدالله ، عن الفضيل بن يسّار ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) في قول الله عزّوجلّ ( يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ
1 ـ سورة الأنعام 6 : 37.
2 ـ تفسير القمّي 1 : 198.
3 ـ سورة الأعراف 7 : 157.
4 ـ تفسير القمّي 1 : 242.
5 ـ سورة يونس 10 : 51.
6 ـ تفسير القمّي 1 : 312.


(342)
أُنَاس بِإِمَامِهِمْ ) (1) قال : « يجيء رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في قرية (2) ويجيء عليّ ( عليه السلام ) في قرية ، والحسن في قرية (3) ، والحسين ( عليه السلام ) في قرية ، وكلّ من مات بين ظهراني قوم جاءُوا معه » (4).
    أقول : في بعض النسخ كما نقلنا « قرية » بالياء المثناة التحتانية ، والمراد حينئذ الرجعة قطعاً إذ لا قرية في القيامة ، والقرية تطلق على المدينة العظيمة ، وفي بعض النسخ « قرنه » بالنون ، وحينئذ يحتمل إرادة الرجعة ويحتمل إرادة القيامة.
    التاسع والستّون : ما رواه علي بن إبراهيم أيضاً في « تفسيره » مرسلاً : في قوله تعالى ( وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأرْضِ ) (5) قال : « خاطب الله الأئمّة ( عليهم السلام ) ووعدهم أن يستخلفهم في الأرض من بعد ظلمهم وغصبهم ، وهذا ممّا تأويله بعد تنزيله » (6).
    السبعون : ما رواه أيضاً : فيه رفعه قال : « وبشّر الله نبيّه ( صلى الله عليه وآله ) وأهل بيته ، أن يتفضّل عليهم بعد ذلك ، ويجعلهم خلفاء في الأرض وأئمّة على اُمّته ، ويردّهم إلى الدنيا مع أعدائهم حتّى ينتصفوا منهم » (7).
    الحادي والسبعون : ما رواه أيضاً فيه : مرسلاً في قوله تعالى ( وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ
1 ـ سورة الاسراء 17 : 71.
2 ـ في المصدر : فرقة ، وعنه في البحار : قرنه ، بضمّ القاف بمعنى : أهل زمان واحد. اُنظر القاموس المحيط 4 : 259 ـ قرن. وكذلك الموارد التي تليها.
3 ـ قوله : ( والحسن في قرية ) لم يرد في « ط ».
4 ـ تفسير القمّي 2 : 23 ، وعنه في البحار 8 : 9 / 1.
5 ـ سورة النور 24 : 55.
6 ـ تفسير القمّي 2 : 108.
7 ـ نفس المصدر 2 : 133.


(343)
وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا ) (1) قال : « هم الذين غصبوا آل محمّد حقّهم ( مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ ) قال : من القتل والعذاب ، حين يردّهم ويردّ أعداءهم إلى الدنيا حتّى يقتلوهم » (2).
    الثاني والسبعون : ما رواه أيضاً فيه قال : حدّثني أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، قال : « انتهى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وهو نائم في المسجد ، فحرّكه من رجليه (3) وقال : قم يا دابّة الأرض (4) ، فقال رجل : يا رسول الله أيسمّي بعضنا بعضاً بهذا الاسم ؟ فقال : لا والله ما هو إلا له خاصّة ، وهو الدابة التي ذكرها الله في كتابه ، فقال : ( وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الأرْضِ تُكَلِّمُهُمْ ) (5).
    ثمّ قال : يا علي ، إذا كان في آخر الزمان ، أخرجك الله في أحسن صورة ، ومعك ميسم تسم به أعداءك » (6) الحديث.
    الثالث والسبعون : ما رواه علي بن إبراهيم أيضاً في « تفسيره » : عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن المفضّل ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) في قوله تعالى ( وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّة فَوْجاً ) (7) قال : « ليس أحد من المؤمنين قُتل إلا يرجع حتّى يموت ، ولايرجع إلا من محض (8) الإيمان محضاً أو محض الكفر محضاً » (9).
1 ـ سورة القصص 28 : 6.
2 ـ تفسير القمّي 2 : 133.
3 ـ في « ح » : رجله.
4 ـ في المصدر : يا دابّة الله.
5 ـ سورة النمل 27 : 82.
6 ـ تفسير القمّي 2 : 130.
7 ـ سورة النمل 27 : 83.
8 ـ المحض : الخالص. انظر القاموس المحيط 2 : 524 ـ محض.
9 ـ تفسير القمّي 2 : 131.


(344)
    أقول : ومثل هذا كثير جدّاً تقدّم بعضه ، ولا يخفى أنّ هذا دالّ على رجعتهم ( عليهم السلام ) بطريق الأولوية ، مضافاً إلى التصريحات الكثيرة.
    الرابع والسبعون : ما رواه أيضاً فيه : عن أبيه ، عن حمّاد ، عن حريز ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : سئل عن جابر ، فقال : « رحم الله جابراً ، لقد بلغ من فقهه أنّه كان يعرف تأويل هذه الآية ( إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَاد ) (1) يعني الرجعة » (2).
    الخامس والسبعون : ما رواه أيضاً فيه قال : حدّثني أبي ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى الحلبي ، عن عبد الحميد الطائي ، عن أبي خالد الكابلي ، عن علي بن الحسين ( عليه السلام ) في قوله تعالى ( إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَاد ) (3) قال : « يرجع إليكم نبيّكم ( صلى الله عليه وآله ) وأمير المؤمنين والأئمّة ( عليهم السلام ) » (4).
    السادس والسبعون : ما رواه أيضاً فيه : في قوله تعالى ( إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) (5) قال : « هو الرجعة إذا رجع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) والأئمّة ( عليهم السلام ) » (6).
    السابع والسبعون : ما رواه أيضاً فيه : عن أحمد بن إدريس ، عن أحمد بن محمّد ، عن عمر بن عبد العزيز ، عن جميل ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، قال : قلت له : قول الله عزّوجلّ ( إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ) (7) قال : « ذلك
1 و 3 ـ سورة القصص 28 : 85.
2 ـ تفسير القمّي 2 : 147.
4 ـ تفسير القمّي 2 : 147.
5 و 7 ـ سورة غافر 40 : 51.
6 ـ تفسير القمّي 2 : 258.


(345)
والله في الرجعة ، أما علمت أنّ الأنبياء لم يُنصروا في الدنيا وقُتلوا ، والأئمّة من بعدهم لم يُنصروا وقُتلوا ، وذلك في الرجعة » (1).
    ورواه سعد بن عبدالله في « مختصر البصائر » كما نقله عنه الحسن بن سليمان بن خالد (2) في « رسالته » (3).
    الثامن والسبعون : ما رواه أيضاً فيه : في قوله تعالى ( وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ ) (4) قال : « يعني أمير المؤمنين والأئمّة ( عليهم السلام ) في الرجعة ، فإذا رأوهم ( قَالُوا آمَنَّا بِاللهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ * فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا ) (5) » (6).
    التاسع والسبعون : ما رواه أيضاً فيه : في قوله تعالى ( وَتَرَى الظَّالِمِينَ ـ آل محمّد حقّهم ـ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ ـ وعليّ هو العذاب في الرجعة ـ يَقُولُونَ هَلْ إِلَى مَرَدٍّ مِن سَبِيل ) (7) فنوالي عليّاً (8) ؟!
    الثمانون : ما رواه أيضاً فيه : مرسلاً قال : ذكر الله الأئمّة فقال : ( وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) (9) أي : فإنّهم يرجعون إلى الدنيا (10).
    الحادي والثمانون : ما رواه أيضاً فيه : في قوله تعالى ( وَوَصَّيْنَا الأنسَانَ
1 ـ تفسير القمّي 2 : 258 ـ 259.
2 ـ في « ح » زيادة : القميّ.
3 ـ مختصر البصائر : 91 / 60 ـ باب الكرّات وحالاتها.
4 ـ سورة غافر 40 : 81.
5 ـ سورة غافر 40 : 84 ـ 85.
6 ـ تفسير القمّي 2 : 261.
7 ـ سورة الشورى 42 : 44.
8 ـ تفسير القمّي 2 : 278.
9 ـ سورة الزخرف 43 : 28.
10 ـ تفسير القمّي 2 : 283.
الاِيقاظ مِنَ الهجْعَةِ بالبرهان على الرجعة ::: فهرس