|
||||||
(91)
(92)
(93)
(94)
الامة بصلاح آخرتها ودنياها ، أنبّهك إليها بذكر بعضها ، وأُوكل الباقي إلى فطنتك :
فمنها : إنّها جامعة إسلامية ورابطة إمامية باسم النبي وآله ( صلى الله عليه وآله ) ، ينبعث عنها الاعتصام بحبل الله عزّ وجلّ والتمسك بثقلي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وفيها من اجتماع القلوب على أداء أجر الرسالة بمودّة القربى ، وترادف العزائم على إحياء أمر أهل البيت ( عليهم السلام ) ما ليس في غيرها. وحسبك في رجحانها ما يتسنّى بها للحكيم من إلقاء المواعظ والنصائح ، وإيقاف المجتمعين على الشؤون الاسلامية والامور الامامية ولو إجمالاً ، وبذلك يكون أمل العاملي نفس أمل إخوانه في العراق وفارس والبحرين (95)
والهند وغيرها من بلاد الاسلام.
ولا تنسَ ما يتهيّأ للمجتمعين فيها من الاطلاع على شؤونهم ، والبحث عن شؤون إخوانهم النائبين عنهم ، وما يتيسر لهم حينئذ من تبادل الاراء فيما يعود عليهم بالنفع ، ويجعلهم كالبنيان المرصوص يشدّ بعضه بعضاً ، أو كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو أنّت له سائر الاعضاء ، وبذلك يكونون مستقيمين في السير على خطة واحدة يسعون فيها وراء كلّ ما يرمون إليه. ومنها : إنّ هذه المآتم دعوة إلى الدين بأحسن صورة وألطف أُسلوب ، بل هي أعلا صرخة للاسلام توقظ الغافل من سباته ، وتنبه الجاهل من سكراته ، بما تشربه في قلوب المجتمعين ، وتنفثه في آذان المستمعين ، وتبثه في العالم وتصوره قالباً لجميع بني آدم ، من أعلام الرسالة ، وآيات الاسلام ، وأدلّة الدين ، وحجج المسلمين ، والسيرة النبوية ، والخصائص العلوية ، ومصائب أهل البيت في سبيل الله ، وصبرهم على الاذى في إعلاء كلمة الله. فأُولوا النظر والتحقيق يعلمون أنّ خطباء هذه المآتم (96)
كلّهم دعاة إلى الدين من حيث لم يقصدوا ذلك ، بل لا مبشر بالاسلام على التحقيق سواهم ، وأنت تعلم أنّ الموظفين لهذا العمل الشريف لا يقصرون في أنحاء البسيطة عن الالوف المؤلّفة ، فلو بذل المسلمون شطر أموالهم ليوظفوا دعاة إلى دينهم بعدد أولئك الخطباء ما تيسر ذلك لهم ، ولو تيسر فلا يتيسر من يستمع الدعوة على ممر الدهور استماع الناس لما يتلى في هذه المآتم بكلّ رغبة وإقبال.
ومنها : ماقد أثبته العيان وشهد به الحس والوجدان من بثّ روح المعارف بسبب هذه المآتم ، ونشر أطراف من العلوم ببركتها ، إذ هي ـ بشرط كونها على أصولها ـ أرقى مدرسة للعوام ، يستضيئون فيها بأنوار الحكم من جوامع الكلم ، ويلتقطون منها درر السير ، ويقفون بها على أنواع العبر ، ويتلقون فيها من الحديث والتفسير والفقه ما يلزمهم حمله ولا يسعهم جهله ، بل هي المدرسة الوحيدة للعوام في جميع بلاد الاسلام. وقد تفنّن خطباؤها في ما يصدعون به أولاً على أعوادها ، ثم يتخلصون منه إلى ذكر المصيبة وتلاوة (97)
الفاجعة :
فمنهم من يشنف المسامع ويشرف الجوامع بالحكم النبوية والمواعظ العلوية ، أو يتلو أولاً من كلام أئمة أهل البيت ما يقرب المستمعين إلى الله ويأخذ بأعناقهم إلى تقواه. ومنهم من يتلو أولاً من سيرة النبي ( صلى الله عليه وآله ) وتاريخ أوصيائه ( عليهم السلام ) ما يبعث المستمعين على مودتهم ويضطرهم إلى بذل الجهد في طاعتهم. ومنهم مَن ينبّه الافكار أولاً إلى فضل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ومقام أوصيائه ( عليهم السلام ) بما يسرده من الاحاديث الصحيحة والايات المحكمة الصريحة. ومنهم من يتلو أولاً من الاحكام الشرعية والعقائد الدينية ما تعمّ به البلوى للمكلفين ولا مندوحة عن معرفته لاحد من العالمين. هذه سيرتهم المستمرة أيام حياتهم ، فهل ترى بجدك للعوام مدرسة تقوم مقامها في جسيم فوائدها وعظيم مقاصدها ؟ لا وسرّ الحكماء الذين بعثوا شيعتهم عليها (98)
وحكمة الاوصياء الذين أرشدوا أوليائهم إليها.
ومنها : الارتقاء في الخطابة والعروج إلى منتهى البراعة ، كما يشهد به الوجدان ، ولا نحتاج فيه إلى برهان. ومنها : العزاء عن كلّ مصيبة ، والسلوة لكلّ فادحة ، إذ تهون الفجائع بذكر فجائعهم ، وتنسى القوارع بتلاوة قوارعهم ، كما قيل في رثائهم ( عليه السلام ) :
ومنها : إن المصلحة التي استشهد الحسين ـ بأبي وأمي (99)
ـ في سبيلها وسفك دمه الزكي تلقاءها ، تستوجب استمرار هذه المآتم ، وتقتضي دوامها إلى يوم القيامة.
وبيان ذلك : إنّ المنافقين حيث دفعوا أهل البيت عن مقامهم ، وأزالوهم عن مراتبهم التي رتّبهم الله فيها ، ظهروا للناس بمظاهر النيابة عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وأظهروا التأييد لدينه والخدمة لشريعته ، فوقع الالتباس واغترّ بهم أكثر الناس ، ولمّا ملكوا من الامة أزمتها واستسلمت لهم برمتها ، حرّموا ـ والناس في سِنة عن سوء مقاصدهم ـ من حلال الله ما شاؤوا ، وحلّلوا من حرامه ما أرادوا ، وعاثوا في الدين وحكموا في القاسطين ، فسلموا أعين أولياء الله ، وقطعوا أيديهم وأرجلهم من خلاف ، وصلبوهم على جذوع النخل ، ونفوهم عن عقر ديارهم ، حتّى تفرقوا أيدي سبا ، ولعنوا أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وكنّوا به عن أخيه الصادق الامين ( صلى الله عليه وآله وسلم ). فلو دامت تلك الاحوال ، وهم أولياء السلطة المطلقة والرئاسة الروحانية ، لما أبقوا للاسلام عيناً ولا أثراً ، لكن ثار الحسين ( عليه السلام ) فادياً دين الله عز وجل بنفسه وأحبائه (100)
حتّى وردوا حياض المنايا ، ولسان حاله يقول :
إذ لم يكتفوا بقتل الرجال من بنيه عطاشاً والماء تعبث فيه خنازير البرّ وكلابه ، ولم يقنعوا بذبح الاطفال من أشباله أحياء وقد غارت أعينهم من شدّة العطش ، ولا اكتفوا باستئصال العترة الطاهرة ونجوم الارض من شيبة الحمد. حتى وطأوا جثثهم بسنابك الخيل ، وحملوا رؤوسهم على أطراف الاسنة ، وتركوا أشلاءهم الموزعة عارية بالعراء مباحة لوحوش الارض وطير السماء. ثم أبرزوا ودائع الرسالة وحرائر الوحي مسلبات ، وطافوا البلاد بهنّ سبايا ، كأنّهن من كوافر البربر ، حتى أدخلوهن تارة علي ابن مرجانة ، وأخرى على ابن آكلة (101)
الاكباد ، وأوقفوهن على درج الجامع في دمشق حيث تباع جواري السبي.
فلم تبق بعدها وقفة من عداوتهم لله ، ولا ريبة بنفاقهم في دين الاسلام. وعَلِمَ حينئذ أهلُ البحث والتنقيب من أولي الالباب أنّ هذه أمور دبرت بليل ، وأنّها عن عهد السلف بها إلى خلفه ، وما كانت ارتجالاً من يزيد ، وما المسبب لو لم ينجح السبب. ثم لم تزل أنوار هذه الحقيقة تتجلّى لكلّ مَن نظر نظراً فلسفياً في فجائع الطف وخطوب أهل البيت ، أو بحث بحث مدقق عن أساس تلك القوارع وأسباب هاتيك الفظائع. وقد علم أهلُ التدقيق من أولي البصائر أنّه ما كان لهذا الفاجر أن يرتكب من أهل البيت ما ارتكب ، لولا ما مهّده (102)
سلفه من هدم سورهم وإطفاء نورهم وحمله الناس على رقابهم وفعله الشنيع يوم بابهم.
وتالله لولا ما بذله الحسين ( عليه السلام ) في سبيل إحياء الدين من نفسه الزكية ونفوس أحبّائه بتلك الكيفية ، لامسى الاسلام خبراً من الاخبار السالفة (1) ، وأضحى المسلمون 1 ـ كما شهد به العظماء من فلاسفة الغرب ، وإليك ماذكره المسيو ماربين في كتابه ( السياسة الاسلامية ) بعين لفظ المعرب ، قال من جملة كلام طويل : لا يشك صاحب الوجدان إذا دقّق النظر في أوضاع ذلك العصر ، وكيفية نجاح بني أمية في مقاصدهم واستيلائهم على جميع طبقات الناس وتزلزل المسلمين ، أنّ الحسين قد أحيا بقتله دين جدّه وقوانين الاسلام ، وإن لم تقع تلك الواقعة ولم تظهر تلك الحسيّات الصادقة بين المسلمين لاجل قتل الحسين ، لم يكن الاسلام على ماهو عليه الان قطعاً ، بل كان من الممكن ضياع رسومه وقوانينه ، حيث كان يومئذ حديث العهد. عزم الحسين إنجاح هذا المقصد وإعلان الثورة ضدّ بني أمية من يوم توفي والده ، فلما قام يزيد مقام معاوية خرج الحسين من المدينة ، وكان يظهر مقصده العالي ويبث روح الثورة في المراكز المهمة الاسلامية كمكة والعراق وأينما حلّ ، فازداد به نفرة قلوب المسلمين التي هي مقدمة الثورة من بني أمية ، ولم يكن يجهل يزيد مقاصد الحسين ، وكان يعلم أنّ الثورة إذا أعلنت في جهة والحسين قائدها مع تنفر المسلمين عموماً من حكومة بني أمية وميل القلوب وتوجه الانظار إلى الحسين ، عمّت جميع البلاد ، وفي ذلك زوال ملكهم وسلطانهم ، فعزم يزيد قبل كلّ شيء من يوم بويع على قتل الحسين. ولقد كان هذا العزم أعظم خطأ سياسي صدر من بني أمية ، الذي جعلهم نسياً منسياً ، ولم يبق منهم أثر ولا خبر. وأعظم الادلّة على أنّ الحسين أقدم على قتل نفسه ، ولم تكن في نظره سلطنة ولا رئاسة ، هو : أنّه مضافاً إلى ما كان عليه من العلم والسياسة والتجربة التي وقف عليه زمن أبيه وأخيه في قتال بني أمية ، كان يعلم أنه مع عدم تهيئة الاسباب له واقتدار يزيد لا يمكنه المقاومة والغلبة ، وكان يقول من يوم توفي والده إنه يقتل ، وأعلن يوم خروجه من المدينة أنه يمضي إلى القتل ، وأظهر ذلك لاصحابه والذين اتبعوه من باب إتمام الحجة ، حتّى يتفرق الذين التفوا حوله طمعاً بالدنيا ، وطالما كان يقول : خير لي مصرع أنا ملاقيه. ولو لم يكن قصده ذلك ولم يكن عالماً عامداً ، لَجَمَعَ الجنود ولسعى في تكثير أصحابه وزيادة استعداده ، لا أن يفرق الذين كانوا معه. ولكن لمّا لم يكن له قصد إلاّ القتل ، مقدمة لذلك المقصد العالي وإعلان الثورة المقدسة ضد يزيد ، رأى أنّ خير الوسائل إلى ذلك الوحدة والمظلومية ، فإن أثر هكذا مصائب أشدّ وأكثر في القلوب. من الظاهر أنّ الحسين مع ما كانت له من المحبوبية في قلوب المسلمين في ذلك الزمان ، لو كان يطلب قوة واستعداداً لامكنه أن يخرج إلى حرب يزيد جيشاً جراراً ، ولكنه لو وضع ذلك لكان قتله في سبيل طلب السلطنة والامارة ، ولم يفز بالمظلومية التي انتجت تلك الثورة العظيمة ، هذا هو الذي سبب أن لا يبقي معه أحداً إلاّ الذين لا يمكن انفكاكهم عنه ، كأولاده وإخوانه وبني إخوته وبني أعمامه وجماعة من خواص أصحابه ، حتى أنّه أمر هؤلاء أيضاً بمفارقته ، ولكنهم أبوا عليه ذلك ، وهؤلاء أيضاً كانوا من المعروفين بين المسلمين بجلالة القدر وعظم المنزلة ، وقتلهم معه مما يزيد في عظم المصيبة وأثر الواقعة. نعم ، إن الحسين بمبلغ علمه وحسن سياسته بذل كمال جهده في إفشاء ظلم بني أمية ، واظهار عداوتهم لبني هاشم ، وسلك في ذلك كل طريق ، لما كان يعلم من عداوة بني أمية له ولبني هاشم ، ويعرف أنهم بعدقتله يأسرون عياله وأطفاله ، وذلك يؤيد مقصده ، ويكون له أثر عظيم في قلوب المسلمين ، سيما العرب ، كما وقع ذلك حملهم معه وجاء بهم من المدينة. نعم ، إن ظلم بني أمية وقساوة قلوبهم في معاملاتهم مع حرم محمد وصباياه أثّر في قلوب المسلمين تأثيراً عظيماً لا ينقص عن أثر قتله وأصحابه ، ولقد أظهر في فعله هذا عقيدة بني أمية في الاسلام وسلوكهم مع المسلمين ، سيّما ذراري نبيهم. لهذا كان الحسين يقول في جواب أصحابه والذين كانوا يمنعونه عن هذا السفر : إني أمضي الى القتل. ولما كانت أفكار المانعين محدودة وأنظارهم قاصرة لا يدركون مقاصد الحسين العالية ، لم يألوا جهدهم في منعه ، وآخر ما أجابهم به أن قال لهم : شاء الله ذلك ، وجدّي أمرني به ، فقالوا : إن كنت تمضي إلى القتل فما وجه حملك النسوة والاطفال ؟ فقال : إن الله شاء ان يراهن سبايا ، ولما كان بينهم رئيساً روحانياً لم يكن لهم بد عن السكوت. ومما يدلّ على أنه لم يكن له غرض إلاّ ذلك المقصد العالي الذي كان في نفسه ، ولم يتحمل تلك المصائب لسلطنة وامارة ، ولم يقدم على هذا الخطر من غير علم ودراية ، كما يصوره بعض المؤرخين من أنّه قال لبعض ذوي النباهة قبل الواقعة بأعوام كثيرة على سبيل التسلية : إنّ بعد قتلي وظهور تلك المصائب المحزنة يبعث الله رجالاً يعرفون الحق من الباطل يزورون قبورنا ويبكون على مصابنا ويأخذون بثأرنا من أعدائنا ، وأولئك جماعة ينشرون دين الله وشريعة جدّي ، وأنا وجدّي نحبهم ، وهم يحشرون معنا يوم القيامة. ولو تأمّل المتأمّل في كلام الحسين وحركاته ، يرى أنّه لم يترك طريقاً من السياسة إلاّ سلكه في إظهار شنائع بني أمية وعداوتهم القلبية لبني هاشم ومظلومية نفسه ، وهذا مما يدلّ على حسن سياسته وقوة قلبه وتضحية نفسه في طريق الوصول إلى المقصد الذي كان في نظره ، حتى أنّه في آخر ساعات حياته عمل عملاً حيّر عقول الفلاسفة ، ولم يصرف نظره عن ذلك المقصد العالي مع تلك المصائب المحزنة والهموم المتراكمة وكثرة العطش والجراحات ، وهو قصة الرضيع ، لما كان يعلم أنّ بني أمية لا يرحمون له صغيراً ، رفع طفله الصغير تعظيماً للمصيبة على يده أمام القوم ، وطلب منهم أن يأتوه شربة من الماء ، فلم يجيبوه إلاّ بالسهم. ويغلب على الظن أنّ غرض الحسين من هذا العمل تفهيم العالم بشدة عداوة بني أمية لبني هاشم ، وأنّها إلى أي درجة بلغت ، ولا يظن أحد أنّ يزيد كان مجبوراً على تلك الاقدامات الفجيعة لاجل الدفاع عن نفسه ، لانّ قتل الطفل الرضيع في ذلك الحال بتلك الكيفية ليس هو إلاّ توحش وعداوة سبعية منافية لقواعد كل دين وشريعة. ويمكن أن تكون هذه الفاجعة كافية في افتضاح بني أمية ورفع الستار عن قبائح أعمالهم ونياتهم الفاسدة بين العالم ، سيما المسلمين ، وأنّهم يخالفون الاسلام في حركاتهم ، بل يسعون بعصبية جاهليه إلى اضمحلال آل محمد وجعلهم أيدي سبا. ونظراً لتلك المقاصد العالية التي كانت في نظر الحسين ، مضافاً إلى وفور علمه وسياسته التي كان لا يشك فيها اثنان ، لم يرتكب أمراً يوجب مجبورية بني أمية للدفاع ، حتّى أنّه مع ذلك النفوذ والاقتدار الذي كان له في ذلك العصر ، لم يسع في تسخير البلاد الاسلامية وضمّها إليه ، ولا هاجم ولاية من ولايات يزيد ، إلى ان حاصروه في واد غير ذي زرع ، قبل أن تبدو منه أقل حركة عدائية ، أو تظهر منه ثورة ضد بني أمية. لم يقل الحسين يوماً سأكون ملكاً أو سلطاناً وأصبح صاحب سلطة ، نعم كان يبث روح الثورة في المسلمين بنشره شنائع بني أمية واضمحلال الدين إن دام ذلك الحال ، وكان يخبر بقتله ومظلوميته وهو مسرور. ولما حوصر في تلك الارض القفراء أظهر لهم من باب إتمام الحجّة بأنهم لو تركوه لرحل بعياله وأطفاله ، وخرج من سلطة يزيد ، ولقد كان لهذا الاظهار الدال على سلامة نفس الحسين في قلوب المسلمين غاية التأثير. قتل قبل الحسين ظلماً وعدواناً كثير من الرؤساء الروحانيين وأرباب الديانات ، وقامت الثورة بعد قتلهم بين تابعيهم ضد الاعداء ، كما وقع مكرراً في بني إسرائيل ، وقصة يحيى من أعظم الحوادث التأريخية ، ومعاملة اليهود مع المسيح لم ير نظيرها إلى ذلك العهد ، ولكن واقعة الحسين فاقت الجميع. (103)
(104)
(105)
|
||||||
|