الملل والنحل جلد الثاني ::: 11 ـ 20
(11)
    لها!!. وماعشت أراك الدهر عجباً!!. فقد عزل الإمام الذي اتّفق المهاجرون والأنصار على إمامته اتفاقاً لم يُرَ مثله لا قبله ولا بعده. ونصب الآخر معاوية ابن آكلة الأكباد إماماً للناس وحافظاً لدينهم ودنياهم ، وماأحسن قول شاعر المعرة :
    فيا موت زر ، إنّ الحياة ذميمة و يا نفس جودي إنّ دهرك هازل
    هذه سيرة الرجل على وجه الإجمال ، ولم ير بعد مسألة التحكيم للرجل نشاط ، وقد مات بمكة عام 42 هـ ، و قيل 44 هـ وهو ابن ثلاث وستين سنة ، وقيل غير ذلك. (1)

أبو موسى ونزول الآية في قومه
    إنّ أصحاب الحديث رووا عن رسول الله ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) في تفسير قوله سبحانه :
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دينِهِ فَسَوفَ يَأْتِى اللّهُ بِقَوْم يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّة عَلى المُؤْمِنينَ أَعِزَّة عَلى الكافِرينَ يُجاهِدُونَ في سَبيلِ اللّهِ وَلا يَخافُونَ لَوْمَةَ لائِم ذلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللّهُ واسِعٌ عَليمٌ (2) رووا نزولها في حقّ أبي موسى و قومه.
    روى السيوطي عن ابن جرير الطبري في الدر المنثور : لما أنزل الله يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دينِهِ فَسَوفَ يَأْتِى اللّهُ بِقَوم يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَه قال عمر : أنا وقومي هم يا رسول الله؟ قال : بل هذا وقومه ، يعني أبا موسى الأشعري. (3)
    ولكن حياة الرجل ، وخصوصاً ما ارتكبه في أُخريات عمره بعزل الإمام الطاهر ـ الذي بايع له المهاجرون والأنصار ـ عن الخلافة ، لا ينطبق مع متن الرواية ، أعني قوله : « هذا وقومه » ، و لذلك نرى أنّ السيوطي ينقل الحديث
1 ـ أُسد الغابة : 3/246.
2 ـ المائدة : 54.
3 ـ الدر المنثور : 2/292 وطبقات ابن سعد : 4/107.


(12)
    بصورة ثانية ويقول : قوم هذا (1) من دون أن يعد أبا موسى من تلك الزمرة ، و مع ذلك فتصديق نزولها حتى في قوم« أبي موسى » لا يخلو من غموض.
    أمّا أوّلاً : فلأنّ الروايات تضافرت على نزولها في حقّ عليّ ( عليه السَّلام ) وأصحابه ، حيث حاربوا الناكثين والقاسطين والمارقين. ورواه من أعلام السنّة : الثعلبي في تفسيره ، ونقلهاعنه ابن بطريق في عمدته (2) ، و الإمام الرازي في مفاتيح الغيب (3) ، والعلاّمة النيسابوري في تفسيره (4) ، وأبوحيان الأندلسي في البحر المحيط. (5)
    وأمّا ثانيا : فلأنّ النقل تضافر أيضاً على أنّ المراد هم الفرس ، لأنّ النبيّ ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) لما سئل عن هذه الآية ، فضرب بيده على عاتق سلمان وقال : « هذا وذووه » ، ثمّ قال : « لو كان الدين معلّقاً بالثريا لناله رجال من أبناء فارس ». (6)
    وأمّا ثالثاً : فلأنّه روي في نزول الآية وجه آخر ، وهو الجهاد مع أهل الردّة ، بعد موت النبي ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) (7) ، ولم يكن الجهاد معهم مختصاً بقوم أبي موسى ، بل اشترك اليمنيون وغيرهم من أصحاب الرسول ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) في ذلك أيضاً.
    كلّ ذلك يعطي أنّ الآية تحمل مفهوماً كلياً ينطبق على الشخصيات البارزة في العصور المختلفة ، الذين بذلوا أنفسهم ونفيسهم في سبيل الله.
    فعلي أمير المؤمنين ـ بمواقفه الحاسمة ـ من أوضح مصاديق الآية ، خصوصاً إذا لاحظنا الصفة المذكورة في الآية ، فإنّها تنطبق على علي
1 ـ المصدر نفسه.
2 ـ العمدة : 288 ، الطبعة الحديثة.
3 ـ مفاتيح الغيب : 3/427 ، ط مصر ـ 1308هـ .
4 ـ تفسير النيسابوري بهامش الطبري : 6/165.
5 ـ البحر المحيط : 3/511.
6 ـ تفسير الرازي : 3/427 ، و تفسير النيسابوري بهامش الطبري : 6/165.
7 ـ المصدر نفسه.


(13)
( عليه السَّلام ) حيث قال النبي ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) في حقّه يوم خيبر عندما دفع الراية إليه : « لأدفعنّ الراية غداً إلى رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله » وقد جاء في الآية قوله سبحانه : يحبّهم ويحبّونه.
    نعم ، الظاهر من الجهاد في الآية هو الجهاد بالنفس والنفيس ، وبالسيف والسنان ، ومن العجيب أنّ ابن عساكر يريد تطبيق الآية على نفس أبي الحسن الأشعري حفيد أبي موسى ويقول : إنّ الله عزّوجلّ أخرج من نسل أبي موسى إماماً قام بنصرة دين الله ، و جاهد بلسانه وبيانه من صد عن سبيل الله. الخ. (1)
    هذا كلّه حول حياة الجد ، وإليك الكلام عن حياة الحفيد.
1 ـ التبيين : 104.

(14)

(15)
حياة الإمام أبي الحسن الأشعري
ميلاده ووفاته
    اختلف المترجمون له في عام ميلاده ووفاته ، فقيل : وُلِد سنة سبعين ومائتين ، وقيل : ستين ومائتين بالبصرة; وتوفّي سنة أربع وعشرين وثلاثمائة ، وقيل : سنة ثلاثين (1) ، والظاهر من ابن عساكر في تبيينه عدم الخلاف في مولده ، وأنّ مولده هو عام ستين بعد المائتين قال : ولد ابن أبي بشر سنة ستين ومائتين ، ومات سنة نيف وثلاثين وثلاثمائة ، لا أعلم لقائل هذا القول في تاريخ مولده مخالفاً ، ولكن أراه في تاريخ وفاته ( رحمه الله ) مجازفاً ، ولعلّه أراد سنة نيف وعشرين ، فإنّ ذلك في وفاته على قول الأكثرين. (2)
    ولكن اتّفقت كلمتهم على أنّه تخرج في كلام المعتزلة على أبي علي الجبائي ، وهو محمد بن عبد الوهاب بن سلام من معتزلة البصرة ، ويعرف بأنّه الذي ذلل الكلام وسهله ، ويسر ما صعب منه ، وإليه انتهت رئاسة البصريين في زمانه لا يدافع في ذلك ، وقد ولد عام 235 ، وتوفي سنة 303 (3) وقام مقامه ابنه أبو هاشم في التدريس والتقرير.
1 ـ وفيات الأعيان : 3/284 نقلاً عن ابن الهمداني في ذيل تاريخ الطبري.
2 ـ التبيين : 146.
3 ـ فهرست ابن النديم : 256.


(16)
مناظرات الأشعري مع الجبّائي قبل رجوعه عنه
    إنّ الأشعري هو خريج منهج المعتزلة وتلميذ شيخها أبي علي الجبّائي ، ومع ذلك ينقل ابن عساكر عن أحمد بن الحسين المتكلم أنّه قال : سمعت بعض أصحابنا يقول : إنّ الشيخ أبا لحسن ( رحمه الله ) لما تبحّر في كلام الاعتزال وبلغ غايته ، كان يورد الأسئلة على أُستاذه في الدرس ولا يجد جواباً شافياً ، فيتحيّر في ذلك (1) ، وقد حفظ التاريخ بعض مناظراته مع أُستاذه أبي علي الجبائي ، فنكتفي ببعضها :
    المناظرة الأُولى
     ـ الأشعري : أتوجب على الله رعاية الصلاح أو الأصلح في عباده؟
     ـ أبو علي : نعم.
     ـ الأشعري : ماتقول في ثلاثة إخوة : أحدهم كان مؤمناً برّاً تقياً ، والثاني كان كافراً فاسقاً ، والثالث كان صغيراً فماتوا; كيف حالهم؟
     ـ الجبائي : أمّا الزاهد ففي الدرجات ، وأمّا الكافر ففي الدركات ، وأمّا الصغير ففي أهل السلامة.
     ـ الأشعري : إن أراد الصغير أن يذهب إلى درجات الزاهد هل يؤذن له؟
     ـ الجبائي : لا ، لأنّه يقال له : إنّ أخاك إنّما وصل إلى هذه الدرجات بسبب طاعاته الكثيرة ، وليس لك تلك الطاعات.
     ـ الأشعري : فإن قال ذلك الصغير : التقصير ليس منّي ، فإنّك ما أبقيتني ولا أقدرتني على الطاعة.
     ـ الجبائي : يقول الباري جلّوعلا : كنت أعلم أنّك لو بقيت لعصيت ، وصرت مستحقاً للعذاب الأليم ، فراعيت مصلحتك.
1 ـ التبيين : 38.

(17)
     ـ الأشعري : لو قال الأخ الكافر : يا إله العالمين ، كما علمت حاله فقد علمت حالي ، فلم راعيت مصلحته دوني؟
     ـ الجبائي : إنّك مجنون.
     ـ الأشعري : لا بل وقف حمار الشيخ في العقبة!!
    ثمّ إنّ ابن خلّكان لمّا كان أشعرياً في الكلام ، استغل هذه المناظرة لمذهبه وقال : هذه المناظرة دالة على أنّ الله تعالى خصّ من شاء برحمته ، وخصّ آخر بعذابه ، وأنّ أفعاله غير معللة بشيء من الأغراض. (1)
    أقول : إنّ تنزيه أفعاله سبحانه عن اللغو والعبث ممّا دلّ عليه العقل والنقل. ولو اعتزل الأشعري عن إدراك ما يحكم به العقل السليم فليس له مناص عن سماع كلام ربّ العزّة ، قال سبحانه : الّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيء خَلَقَهُ وَبَدَأ خَلْقَالإِنْسانِ مِنْ طين (2). وقال عزّ من قائل : أَفَحَسِبْتُمْ أَنّما خَلْقْناكُمْ عَبثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنا لا تُرْجَعُونَ (3) ، إلى غير ذلك من الآيات النافية للعبث واللغو عن ساحته.
    ومعنى القاعدة : أنّ أفعالهـ على الإطلاق ـ غير منفكة عن الأغراض والمصالح التي ترجع إلى نفس العباد دون خالقهم. ثمّ إنّ قسماً كبيراً من الحكم والمصالح المرعيّة ظاهر غير خفي ، يقف عليه الإنسان بالتأمّل والتروّي ، وقسماً منها خفيّ غير بارز لا يكاد يقف عليه الإنسان لقلة علمه وضالّة دركه ، قال سبحانه : وَما أُوتيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إلا قَليلاً (4) ، وقال عزّ من
1 ـ وفيات الأعيان : 4/267 ـ 268رقم الترجمة 607 ، ونقله السبكي في طبقات الشافعية : 2/250 ـ 251 مع اختلاف يسير ، كما نقله في الروضات : 5/209 عن صلاح الدين الصفدي في كتابه : الوافي بالوفيات.
2 ـ السجدة : 7.
3 ـ المؤمنون : 115.
4 ـ الإسراء : 85.


(18)
    قائل : يَعْلَمُونَ ظاهِراً مِنَ الحَياةِ الدُّنيا وَهُمْ عَنِ الآخِرَة هُمْ غافِلُونَ (1) ، ومع ذلك نعلم أنّه تعالى لا يفعل إلاّ الخير ، ولا يعجز عن الإيجاد على الوجه الأصلح ، ومن الخطأ أن يطلب الإنسان تحليل ما في الكون من دقائق الأُمور وجلائلها ، بعقله الصغير ودركه البسيط ، ويحكم بأنّه كانت المصلحة في إبقاء هذا وإفناء ذاك ، وكأنّ هذا هو المزلقة الكبرى للمعتزلة ، حيث أرادوا إخضاع كلّ ما في الكون من الحوادث والأفعال لعقولهم.
    المناظرة الثانية
    دخل رجل على الجبائي فقال : هل تجوز تسمية الله عاقلاً؟
    فقال الجبائي : لا ، لأنّ العقل مشتق من العقال ، وهو المانع ، والمنع في حقّه سبحانه محال ، فامتنع الإطلاق.
    فقال له الشيخ أبو الحسن : على قياسك لا تجوز تسميته حكيماً ، لأنّ هذاالاسم مشتق من « حكمة اللجام » وهي الحديدة المانعة للدابة عن الخروج ، ويشهد لذلك قول حسان بن ثابت :
    فنحكم بالقوافي من هجانا ونضرب حين تختلط الدماء
    وقول الآخر :
    أبَني حنيفة حكِّموا سفهاءكم إنّي أخاف عليكم أن أغضبا
    أي نمنع بالقوافي من هجانا ، وامنعوا سفهاءكم; فإذا كان اللفظ مشتقاًمن المنع ، والمنع على الله محال ، لزمك أن تمنع إطلاق « حكيم » عليه سبحانه.
    فقال الجبائي : فلم منعت هذاوأجزت ذاك؟
    فقال الأشعري : إنّ طريقي في مأخذ أسماء الله ، الإذن الشرعي دون القياس اللغوي ، فأطلقت « حكيماً » لأنّ الشرع أطلقه ومنعت « عاقلاً » لأنّ الشرع منعه ، ولو أطلقه الشرع لأطلقته. (2)
    ويلاحظ على هذه الرواية :
1 ـ الروم : 7.
2 ـ طبقات الشافعية : 2/251 ـ 252 بتلخيص منّا.


(19)
    أوّلاً : أنّ الروايات السابقة دلت على أنّ صلة الأشعري بالجبائي قد انقطعت بعد انسلاكه في مسلك المحدّثين ، والظاهر من هذه الرواية خلافها ، وأنّ الأشعري كان يناظر أُستاذه حتى بعد الإنابة عن الاعتزال ، بشهادة قول الأُستاذ : فلم منعت هذا وأجزت ذاك ... .
    وثانياً : أنّه من البعيد أن لا يقف الجبائي على عقيدة أهل الحديث ، بل عقيدة المسلمين جميعاً في أسمائه سبحانه ، وأنّها توقيفية ، وأنّه لا تصح تسميته إلاّبما سمّى به سبحانه نفسه. وذلك لصيانة ساحة الرب عمّا لا يليق بها ، إذ لو لم تكن التسمية توقيفية ، ربما يعرف سبحانه بأسماء وصفات غير لائقة بساحته ، فإنّ السواد الأعظم من الناس غير واقفين على الحد الذي يجب تنزيهه سبحانه عنه.
    وثالثاً : لقائل أن ينصر الأُستاذ ( الجبائي ) ويقول : إنّ « الحكم »مشترك بين معنيين ، أحدهما المنع ، والآخر معنى يلازم العلم والفقه والقضاء والإتقان; قال سبحانه : وَآتَيْناهُ الحُكْمَ صَبياً (1) وإرجاع المعنى الثاني إلى الأول تكلّف. وإطلاق الحكيم على الله بالملاك الثاني دون الأوّل. (2)

المغالاة في الفضائل
    الغلو هو : تجاوز الحدّ والخروج عن الوسط ، مائلاً إلى جانب الإفراط ، قال سبحانه : يا أَهْلَ الكِتاب لا تغلو في دينِكُم (3) كما أنّ البخس بالحقوق وإنكار الفضائل الثابتة بالدلائل الصحيحة ، تفريط وتقصير; فكلا العملين مذمومان ، ودين الله كما قال الإمام أمير المؤمنين ( عليه السَّلام ) هو ما بين المقصر والغالي : « فعليكم بالنمرقة فيها يلحق المقصر ويرجع إليها الغالي ». (4)
1 ـ مريم : 12.
2 ـ لسان العرب : 12/140 ، ط بيروت ، مادة حكم.
3 ـ النساء : 171.
4 ـ ربيع الأبرار للزمخشري; وفي نهج البلاغة قسم الحكم ، الرقم 109 ، ما يماثله : « نحن النمرقة الوسطى ( بضم النون وسكون الميم وضم الراء ) بها يلحق التالي وإليها يرجع الغالي ».


(20)
عليك بأوساط الأُمور فإنّها نجاة ولا تركب ذلولاً ولا صعباً
    وقد نقل المترجمون في حقّ الأشعري أُموراً تعد من المغالاة في الفضائل واتّخذوها تاريخاً صحيحاً من دون أي غمز وإنكار في السند ، ونأتي بنموذجين من ذلك :
    1. روى ابن عساكر عن أبي الحسين السروي ، الفاضل في الكلام يقول : كان الشيخ أبو الحسن ، يعني الأشعري ، قريباً من عشرين سنة يصلي صلاة الصبح بوضوء العتمة ، وكان لا يحكي عن اجتهاده شيئاً إلى أحد!! (1)
    ونحن لا نعلّق على هذا الفضيلة المزعومة بشيء غير أنّها تعد من خوارق العادات ، إذ قلّما يتفق لإنسان أن لا يكون مريضاً ولا مسافراً ولا معذوراً طيلة عشرين سنة ، حتى يصلي فيها صلاة الصبح بوضوء العتمة ، أضف إلى ذلك أن سهر الليالي في هذه المدة الطويلة لا يوافق عليه العقل ، ولا يندب إليه الشرع ، وما كان النبي ولا الخلفاء على هذا السلوك ، وقد قال سبحانه : هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فيهِ وَالنَّهار مُبْصِراً (2)ولازم القيام في الليل على النحو الذي جاء في تلك الرواية ، هو كون النهار سكناً والليل مبصراً. ولأجل عدم انطباق ظاهر الرواية على مقتضى العرف والشرع ، عمد بعض المترجمين إلى تحريف الرواية وقال : ويحكي أبو الحسين السروي (3) عن عبادته في الليل واشتغاله ما يدل على حرصه وقوته في العبادة. (4)
    2. روى ابن عساكر عن أبي عبد الله بن دانيال يقول : سمعت بندار بن الحسين ، وكان خادم أبي الحسن علي بن إسماعيل بالبصرة ، قال : كان أبو الحسن يأكل من غلة ضيعة ، وقفها جده بلال بن أبي بردة بن موسى الأشعري
1 ـ التبيين : 141; تاريخ بغداد : 11/347.
2 ـ يونس : 67.
3 ـ في المصدر : « الشروي » وهو لحن.
4 ـ مقدمة الإبانة : 16 ، بقلم أبي الحسن الندوي.
النمل و النحل جلد الثانى ::: فهرس