الملل والنحل جلد الثاني ::: 301 ـ 310
(301)
    على السلطان لعن المبتدعة على المنابر ، فصدر الأمر بذلك ، واتخذ عميد الدين ذلك ذريعة إلى ذكر الأشعرية ، وصار يقصدهم بالإهانة والأذى والمنع عن الوعظ والتدريس ، وعزلهم عن خطابة الجامع ، واستعان بطائفة من المعتزلة الذين زعموا أنّهم يقلدون مذهب أبي حنيفة ، فحببوا إلى السلطان الإزراء بمذهب الشافعي عموماً ، وبالأشعرية خصوصاً ، وهذه هي الفتنة التي طار شررها فملأ الآفاق ، وطال ضررها فشمل خراسان والشام والحجاز والعراق ، وعظم خطبها وبلاؤها ، وقام في سب أهل السّنة ( الأشاعرة ) خطيبها وسفهاؤها ، إذ أدّى هذا الأمر إلى التصريح بلعن أهل السنّة في الجُمَع ، وتوظيف سبهم على المنابر ، وصار لأبي الحسن الأشعري بها أُسوة لعلي بن أبي طالب كرم الله وجهه في زمن بعض بني أُمية ، حيث استولت النواصب على المناصب ، واستعلى أُولئك السفهاء في المجامع والمراتب.
    وكان في بلدة نيسابور رجلاً جواداً ذا أموال جزيلة وصدقات دارّة وهبات هائلة يسمى أبا سهل الموفق ، فشمّر عن ساعد الجد ، و تردد إلى العسكر في دفع ذلك ، وما أفاد شيء من التدبير ، إذ كان الخصم الحاكم ، والسلطان محجباً إلاّ بواسطة ذلك الوزير ، ثمّ جاء الأمر من قبل السلطان طغرل بك بالقبض على الرئيس الفراتي ، والأُستاذ أبي القاسم القشيري ، وإمام الحرمين ، وأبي سهل بن الموفق ، ونفيهم ومنعهم عن المحافل ، وكان أبو سهل غائباً إلى بعض النواحي ولما قرئ الكتاب بنفيهم ، أُغري بهم الغاغة والأوباش ، فأخذوا بالأُستاذ أبي القاسم القشيري ، والفراتي يجرونهما ويستخفون بهما ، وحبسا بالقهندر.
    وأمّا إمام الحرمين ، فإنّه كان أحس بالأمر واختفى ، وخرج على طريق كرمان إلى الحجاز ، ومن ثمّ جاور و سُمّي إمام الحرمين ، وبقي القشيري والفراتي مسجونين أكثر من شهر ، فتهيأ أبو سهل بن الموفق من ناحية باخرز وجمع من أعوانهم رجالاً عارفين بالحرب ، وأتى باب البلد وطلب إخراج الفراتي


(302)
    والقشيري فما أُجيب ، بل هدد بالقبض عليه بمقتضى ما تقدّم من مرسوم السلطان ، فلم يلتفت وعزم على دخول البلد ليلاً وإخراجهما مجاهرة ، وكان متولّي البلد قد تهيأ للحرب ، وبعد مفاوضات واشتباكات عنيفة توفق أبو سهل إلى إخراجهما من السجن ، فلمّا تم له الانتصار ، تشاور هو وأصحابه فيما بينهم وعلموا أنّ مخالفة السلطان لها تبعة ، وأنّ الخصوم لا ينامون ، فاتّفقوا على مهاجرة البلد إلى ناحية استواء. (1)ثمّ يذهبون إلى الملك. وبقي بعض الأصحاب بالنواحي مفرقين ، وذهب أبو نصر إلى المعسكر وكان على مدينة الري ، وخرج خصمه من الجانب الآخر فتوافيا بالري ، وانتهى إلى السلطان ما جرى ، وسعى بأصحاب الشافعي وبأبي سهل خصوصاً ، فقبض على أبي سهل وأُخذت أمواله وبيعت ضياعه ، ثمّ فرج عنه وخرج وحج.
    وقد غادر كثير من علماء أهل السنة نيسابور ونواحيها ، ومرو وما والاها ، فمنهم أُخرجوا ومنهم من جاء إلى العراق ، ومنهم من جاء الحجاز.
    فممّن حجّ : الحافظ أبو بكر البيهقي ، وأبو القاسم القشيري ، وإمام الحرمين أبو المعالي الجويني وخلائق. يقال : جمعت تلك السنّة أربعمائة قاض من قضاة المسلمين من الشافعية والحنفية هجروا بلادهم بسبب هذه الواقعة ، وتشتت فكرهم يوم رجوع الحاج ، فمن عازم على المجاورة ، ومن محيّر في أمره لا يدري أين يذهب؟

4. كتاب البيهقي إلى يد الملك
    كتب البيهقي ـ و هو محدث زمانه و شيخ السنّة في وقتهـ كتاباً إلى عميد الملك يصفه ويطريه فيه ، ويذكر في تلك الرسالة فضائل الشيخ أبي الحسن ومناقبه ، واندفع في آخر الرسالة إلى السؤال عن عميد الملك في إطفاء النائرة وترك السب وتأديب من يفعله. يقول السبكي : وقد ساق الحافظ ( ابن عساكر ) الكتاب بمجموعه ، فإن أردت الوقوف عليه كلّه فعليك بكتاب
1 ـ كورة من نواحي نيسابور تشتمل على قرى كثيرة.

(303)
    التبيين. (1)

5. رسالة القشيري إلى البلاد
    وكتب الأُستاذ أبو القاسم القشيري رسالة مفتوحة إلى العلماء الأعلام بجميع بلاد الإسلام عام ست وأربعين وأربعمائة ، يشكو فيها عمّا حلّ بأبي الحسن الأشعري والأشاعرة من المحنة. ابتدأ رسالته بقوله :
    الحمد لله المجمل في بلائه ، المجزل في عطائه ، العدل في قضائه ، والمكرم لأوليائه ، المنتقم من أعدائهـ إلى أن قال ـ : هذه قصة سميناها « شكاية أهل السنّة بحكاية ما نالهم من المحنة » تخبر عن بثّة مكروب ونفثة مغلوب ... إلى أن قال :
    وممّا ظهر ببلاد نيسابور من قضايا التقدير في مفتتح سنة خمس وأربعين وأربعمائة من الهجرة ما دعا أهل الدين إلى شق صدور صبرهم ، وكشف قناع ضيرهم ، بل ظلت الملة الحنيفية تشكو غليلها ، وتبدي عويلها ، وتنصب عزالي رحمة الله على من يستمع شكوها ، وتصغي ملائكة السماء حتى تندب شجوها. ذلك ممّا أحدث من لعن إمام الدين ، وسراج ذوي اليقين ، محيي السنّة ، وقامع البدعة ، وناصر الحقّ ، وناصح الخلق ، الزكي الرضي ، أبي الحسن الأشعري ، قدس الله روحه وسقى بالرحمة ضريحه ، وهو الذي ذب عن الدين بأوضح حجج ، وسلك في قمع المعتزلة ، وسائر أنواع المبتدعة أبين منهج. واستنفد عمره في النضح عن الحق ، فأورث المسلمين وفاته كتبه الشاهدة بالصدق. (2)
    ومن لطيف ما جاء في تلك الرسالة قوله : وما نقموا من الأشعري إلاّ أنّه قال بإثبات القدر لله ، خيره وشره ، ونفعه وضره ، وإثبات صفات الجلال لله ، من قدرته ، وعلمه ، وإرادته ، وحياته ، وبقائه ، وسمعه ، وبصره ،
1 ـ طبقات الشافعية : 3/389 ـ 399. ولكن الكتاب غير موجود فيما طبع من تبيين كذب المفتري ، وقد تفحصناه وما وجدناه فيه.
2 ـ طبقات الشافعية : 3/1 ـ 4 ، والرسالة طويلة أخذنا منها موضع الحاجة.


(304)
    وكلامه ، ووجهه ، ويده ، وأنّ القرآن كلام الله غير مخلوق ، وأنّه تعالى موجود تجوز رؤيته ، وأنّ إرادته نافذة في مراداته ، وما لا يخفى من مسائل الأُصول التي تخالف ( طريقه ) طريق المعتزلة والمجسمة فيها ، وإذا لم يكن في مسألة لأهل القبلة غير قول المعتزلة ، وقول الأشعري قول زائد ، فإذا بطل قول الأشعري ، فهل يتعين بالصحة أقوال المعتزلة؟ وإذا بطل القولان فهل هذا إلاّ تصريح بأنّ الحقّ مع غير أهل القبلة؟ وإذا لعن المعتزلة والأشعري في مسألة لا يخرج قول الأُمّة عن قوليهما ، فهل هذا إلاّ لعن جميع أهل القبلة؟
    معاشر المسلمين الغياث الغياث! سعوا في إبطال الدين ، ورأوا هدم قواعد المسلمين ، وهيهات هيهات!يُريدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ الله بِأَفْواهِهِمْ وَيَأْبَى الله إِلاّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ (1) وقد وعد الله للحق نصره وظهوره وللباطل محقه وثبوره ، ألا إنّ كتب الأشعري في الآفاق مبثوثة ، ومذاهبه عند أهل السنّة من الفريقين معروفة مشهورة ، فمن وصفه بالبدعة علم أنّه غير محق في دعواه ، وجميع أهل السنّة خصمه فيما افتراه.
    وقال في مختتم الرسالة : ولما ظهر ابتداء هذه الفتنة بنيسابور ، وانتشر في الآفاق خبره ، وعظم على قلوب كافة المسلمين ، من أهل السنة والجماعة أثره ، ولم يبعد أن يخامر قلوب بعض أهل السلامة [والوداعة ]توهم في بعض هذه المسائل أنّ لعلّ أبا الحسن علي بن إسماعيل الأشعري ( رحمه الله ) ، قال ببعض المقالات ، في بعض كتبه ، ولقد قيل من يسمع يخل ، أثبتنا هذه الفصول في شرح هذه الحالة ، وأوضحنا صورة الأمر ، بذكر هذه الجملة ، ليضرب كل[من ]أهل السنّة ، إذا وقف عليها ، بسهمه ، في الانتصار لدين الله عزّ وجلّ ، من دعاء يخلصه ، واهتمام يصدقه ، وكل عن قلوبنا بالاستماع إلى [شرح] هذه القصّة يحمله ، بل ثواب من الله سبحانه على التوجع بذلك يستوجبه ، والله غالب على أمره ، وله الحمد على ما يمضيه من أحكامه ، ويبرمه ويقضيه في أفعاله ، فيما يؤخره و يقدمه ، وصلواته على سيدنا محمد المصطفى و على آله و سلم تسليماً.
1 ـ التوبة : 32.

(305)
    تمت الشكاية. (1)

6. استمرار الفتنة إلى زمان وزرارة نظام الملك
    يظهر من السبكي أنّ فتيل الفتنة كان هو الوزير الكندري المعروف عميد الملك ، ويظهر فيما ذكر من استفتاءات أُخر بقاء الفتنة حتى بعد وفاة طغرل بك وقيام ولده ارسلان مقامه و قتل عميد الملك وتصدّى نظام الملك للوزارة. (2)
    إنّ وجود استفتاءات أُخر حول أبي الحسن الأشعري يدلّ على دوام المنافرة بين الأشاعرة وغيرهم من الحنابلة والمعتزلة ، وإليك استفتاءين آخرين ، يتعلّق ثانيهما بعصر أبي نصر القشيري ولد أبي القاسم القشيري ، وقد توفّي الوالد عام 465هـ كما توفّي الولد عام 514هـ .

استفتاء آخر ببغداد
    ما قول السادة الأئمة الأجلّة في قوم اجتمعوا على لعن فرقة الأشعري وتكفيرهم؟ ما الذي يجب عليهم؟!
    فأجاب قاضي القضاة أبو عبد الله الدامغاني الحنفي :
    قد ابتدع وارتكب ما لا يجوز ، وعلى الناظر في الأُمور ـ أعز الله أنصارهـ الإنكار عليه وتأديبه بما يرتدع به هو وأمثاله عن ارتكاب مثله ، وكتب محمد بن علي الدامغاني.
    وبعده كتب الشيخ أبو إسحاق الشيرازي ( رحمه الله ) : الأشعرية أعيان أهل السنّة ، ونصّار الشريعة. انتصبوا للرد على المبتدعة من القدرية والرافضة وغيرهم ، فمن طعن فيهم فقد طعن على أهل السنّة ، وإذا رفع أمر من يفعل ذلك إلى الناظر في أمر المسلمين ، وجب عليه تأديبه بما يرتدع به كلّ أحد. وكتب إبراهيم بن علي الفيروز آبادي.
    وقد كتب مثله محمد بن أحمد الشاشي تلميذ الشيخ أبي إسحاق.
1 ـ طبقات الشافعية : 3/399 ـ 423.2 ـ طبقات الشافعية : 3/393.

(306)
استفتاء ثالث في واقعة أبي نصر القشيري ببغداد
    وهذا الاستفتاء أوعز إليه السبكي في طبقات الشافعية ، في ترجمة الشيخ أبي الحسن الأشعري ، وقال : « سنحكي إن شاء الله هذاالاستفتاء والأجوبة عند انتهائنا إلى ترجمة الأُستاذ أبي نصر ابن الأُستاذ أبي القاسم في الطبقة الخامسة » ، ولكنّه لم يف بوعده.
    وحكى في المقام خط الشيخ أبي إسحاق الشيرازي في جواب الاستفتاء أنّه كتب : وأبو الحسن الأشعري إمام أهل السنّة ، وعامة أصحاب الشافعي على مذهبه ، و مذهبه مذهب أهل الحقّ ، وكتب نظير تلك الجملة عدّة من أعلام العصر من حنابلة وأحناف لا حاجة لذكر أسمائهم ، ويظهر من السبكي أنّ هذا الاستفتاء بقي زماناً بين يدي العلماء كلّما جاءت أُمّة منهم كتبت بالموافقة. (1)

7. شكوى تاريخية للأشاعرة ضدّ الحنابلة
    لقد بلغت المنافرة بين الأشاعرة والحنابلة إلى القمة في عصر الشيخ أبي نصر عبد الرحيم ابن الشيخ أبي القاسم القشيري ، وبلغ السيل الزبي فقام أعاظم الأشاعرة لمساندة شيخهم أبي نصر برفع الشكوى إلى الوزير نظام الملك ، وتمت الشكوائية بتوقيع كثير من علمائهم ، وكان ذلك سنة 469هـ . وقد نقلنا تلك الشكوائية في الجزء الأوّل من هذه الموسوعة فراجع. (2)

الأشاعرة وعقيدة أبي جعفر الطحاوي
    إنّ الرسالة المعروفة بعقيدة الطحاوي يتبنّاها أهل السنّة حتى الحنابلة في هذه الأيام ، وهي من الكتب الدراسية في جامعة المدينة المنورة يومنا هذا ، والمؤلف ينسب كلّ ما جاء فيه إلى أبي حنيفة وأبي يوسف ومحمد بن الحسن الشيباني ، وقد ادّعى تاج الدين السبكي أنّ الأشاعرة لا يخالفون عمّا ذكر في
1 ـ طبقات الشافعية : 3/375 ـ 376.
2 ـ لاحظ بحوث في الملل والنحل : 1.


(307)
    هذه الرسالة إلاّ في ثلاث عشرة مسألة ، والاختلاف في بعضها معنوي ، وبعضها الآخر لفظي ، ثمّ قال : ولي قصيدة نونية جمعتُ فيها هذه المسائل ، وضممت إليها مسائل اختلفت الأشاعرة فيها مع ما جاء في كتاب العقيدة للطحاوي ، وإليك مستهلها :
الورد خطك ، صيغ من إنسان والسيف لحظك سُلَّ من أجفانه أم في الخدود شقائق النعمان؟! فسطا كمثل مهند وسنان!

    إلى أن قال :
كذب ابن فاعلة يقول لجهله لو كان جسماً كان كالأجسام يا واتْبَع صراط المصطفى في كل ما الله جسم ليس كالجسمان مجنونُ فاصْغ وعد عن البهتان يأتي وخلّ وساوس الشيطان (1)

    والقصيدة طويلة والغرض إيراد نماذج منها.
    وأمّا الفرق بين الأشاعرة والماتريدية فهو يتوقف على تبيين عقيدة الشيخ الماتريدي مؤسس المنهج ، وسيوافيك [الحديث عن] حياته ومنهجه في الجزء الثالث من هذه الموسوعة بإذن الله سبحانه. إِنَّما الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ. (2)
1 ـ طبقات الشافعية : 3/379.
2 ـ الحجرات : 10.


(308)

(309)
حياة
أبطال الأشاعرة وعباقرتهم

    إنّ ما أتى به الشيخ الأشعري من المنهج الكلامي وأفرغه في قالب التأليف والتصنيف ، أو طرحه على بساط البحث عن طريق التدريس والتعليم ، لم يكن منهجاً فكرياً متكاملاً في جميع موضوعاته ، فإنّ بعض أفكاره لم يكن مقترناً بالبراهين والأدلّة الناضجة ، كما أنّه لم يكن مستوعباً لجميع الأبواب ، ولكن ساعده الحظ بأن اقتفى أثره على مدى الأعصار عدة من المفكرين الذين نسبوا أنفسهم إليه ، فأضفوا على هذا المنهج ثوباًجديداً حتى جعلوه متكاملاً ، ناضجاً قابلاً للبقاء ، وبعيداً عن النقاش ، وأساس عملهم يرجع إلى شيئين :
    الأوّل : تحليل الفكرة الأشعرية ببراهين جديدة أوحتها إليهم أنفسهم.
    الثاني : الذب عن الإشكالات التي أوردها خصماء الأشعري على منهجه.
    ولأجل إكمال البحث عن ذلك المنهج نأتي بترجمة بعض أئمّة الأشاعرة في العصور المختلفة ، الذين كان لهم ذلك الدور في إكمال المنهج وتجديده ، وهم المشايخ ، التالية أسماؤهم :
    1. أبو بكر الباقلاني ( المتوفّى 403هـ . ق ).
    2. أبو منصور عبد القاهر البغدادي ( المتوفى 429 هـ . ق ).
    3. إمام الحرمين أبو المعالي الجويني ( 419 ـ 478 هـ . ق ).


(310)
    4.حجة الإسلام الإمام الغزالي ( 450 ـ 505هـ . ق ).
    5. أبو الفتح محمد بن عبد الكريم بن أبي بكر أحمد الشهرستاني ( 479 ـ 548هـ .ق ).
    6. أبو عبد الله محمد بن عمر بن الحسين بن الحسن بن علي فخر الدين الرازي ( 544 ـ 606هـ . ق ).
    7. أبو الحسن علي بن أبي علي بن محمد بن سالم المعروف بسيف الدين الآمدي ( 551 ـ 631هـ . ق ).
    8. عبد الرحمن بن أحمد عضد الدين الإيجي مؤلف « المواقف » ( 708 ـ 756هـ . ق ).
    9. مسعود بن عمر بن عبد الله المعروف بسعد الدين التفتازاني ( 712 ـ 791هـ . ق ).
    10. السيد علي بن محمد بن علي الحسيني المعروف بالسيد الشريف شارح « المواقف » ( المتوفى عام 816هـ .ق ).
    11. علاء الدين علي بن محمد السمرقندي المعروف بالقوشجي شارح « التجريد » ( المتوفى بالآستانة عام 879هـ .ق ).
    هؤلاء أبرز أئمّة الأشاعرة الذين بهم نضج وتكامل المذهب ، وتمخّضت الفكرة الأشعرية ، ولولا هؤلاء لأفل نجمها بعد طلوعها بسرعة ، وهلّم معي أيّها القارئ لدراسة أحوالهم ، وعرض بعض أفكارهم ، والتعرف على تراثهم من الرسائل والكتب.
    نعم عقد ابن عساكر في كتابه : « تبيين كذب المفتري » باباً أسماه« باب ذكر جماعة من أعيان مشاهير أصحابه إذاكان فضل المقتدي يدل على فضل المقتدي به »و قد قسّم المقتفين أثره على خمس طبقات يقرب عدد من جاء فيها من ثمانين شخصاً. غير أنّ من يعبأ به في تكييف المنهج أقل منهم بكثير.
النمل و النحل جلد الثانى ::: فهرس