بحوث في الملل والنحل ـ جلد الخامس ::: 111 ـ 120
(111)
الفصل السادس
تحرّكاتهم العسكرية بعد صدور رأي الحكمين


(112)

(113)
    ولمّا بلغ الإمام ما حكم به الحكمان من الحكم الجائر ، قام خطيباً وقال ألا أنّ هذين الرجلين الذين اخترتموهما حكمين ، قد نبذا حكم القرآن وراء ظهورهما وأحييا ما أمات القرآن ، واتّبع كل واحد منهما هواه بغير هدى من الله ، فحكما بغير حجّة بيّنة ، ولا سنّة ماضية ، و اختلفا في حكمهما ، و كلاهما لم يرشدا ، فبرئ الله منهما ورسوله وصالح المؤمنين. استعدّوا وتأهّبوا للمسير إلى الشام ، واصبحوا في معسكركم إن شاء الله ، ثم نزل وكتب إلى الخوارج بالنهر : « بسم الله الرحمن الرحيم. من عبدالله علي أميرالمؤمنين إلى زيد بن حصين (1) وعبدالله بن وهب و من معهما من الناس. أمّا بعد فإنّ هذين الرجلين الذين ارتضينا حكمهما ، قد خالفا كتاب الله ، واتّبعا أهواءهما بغير هدى من الله ، فلم يعملا بالسنّة ، ولم ينّفذا للقرآن حكماً ، فبرىء الله ورسوله
    1 ـ وهذا الرجل من الذين فرضوا التحكيم على الإمام و جاء هو مع مسعر بن فدكي بزهاء عشرين ألفاً مقّنعين في الحديد ، شاكّي السلاح ، سيوفهم على عواتقهم وقد اسودّت جباههم من السجود ... نادوا الامام باسمه لابإمرة المؤمنين : يا علي أجب القوم إلى كتاب الله إذا دُعيت إليه ... لاحظ : وقعة صفّين 560 وقد مرّ النصُّ أيضاً.

(114)
منهما والمؤمنون. فإذا بلغكم كتابي هذا فاقبلوا ، فإنّا صائرون إلى عدوّنا وعدوّكم ، ونحن على الأمر الذي كنّا عليه ، والسلام » (1) .
    كان المترقّب من الخوارج إجابة علي ( عليه السَّلام ) والخروج معه إلى قتال معاوية لأّنهم هم الذين كانوا يقولون لعلي ( عليه السَّلام ) : « تب من خطيئتك وارجع عن قضيتك ، واخرِج بنا إلى عدوّنا نقاتلهم حتى نلقى ربّنا » (2) .
    ولكنّهم ـ يا للأسف ـ لم يستجيبوا إلى دعوة علي ( عليه السَّلام ) و كتبوا إليه : « أمّا بعد فإنّك لم تغضب لربّك ، إنّما غضبت لنفسك ، فإن شهدت على نفسك بالكفر ، واستقبلت التوبة ، نظرنا بيننا و بينك وإلاّ فقد نابذناك على سواء. إنّ الله لايحبّ الخائنين ». فلمّا قرأكتابهم آيس منهم فرأى أن يدعهم و يمضي بالناس إلى أهل الشام حتّى يلقاهم فيناجزهم ، فنزل بالنخيلة ، وقام فحمدالله وأثنى عليه ، ثم قال : أمّا بعد فإنّه من ترك الجهاد في الله ، وادهن في أمره كان على شفا هلكة ، إلاّ أن يتداركه الله بنعمة ، فاتّقوا الله وقاتلوا من حادّ الله وحاول أن يطفىء نور الله. قاتلوا الخاطئين ، الضالّين ، القاسطين ، المجرمين ، الذين ليسوا بقرّاء للقرآن ، ولا فقهاء في الدين ، ولا علماء في التأويل ، ولا لهذا الأمر بأهل في سابقة الإسلام ، والله لو ولّوا عليكم لعملوا فيكم بأعمال كسرى وهرقل. تيسّروا وتهّيؤا للمسير إلى عدوّكم من أهل المغرب ، وقد بعثنا إلى اخوانكم من أهل البصرة ليقدموا عليكم ، فإذا قدموا فاجتمعتم شخصنا إن شاء الله ، ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله (3) .
    ثمّ إنّه لّبى دعوته من البصرة وحوالي الكوفة جمع كبير وقد اجتمع تحت
    1 ـ الطبري : التاريخ 4/57.
    2 ـ المصدر نفسه 52.
    3 ـ المصدر نفسه 58.


(115)
رايته ثماني وستّين ألفاً ومائتي رجل ، واستعدّ للمسير إلى الشام.
    إستعدّ الإمام لمواجهة العدّو بالشام ، لكنّه فوجىء بما بلغ إليه من الناس أنّهم يقولون : لو سار الإمام بنا إلى هذه الحرورية فبدأنا بهم. فقام في الناس وحمدالله وأثنى عليه ، فأجاب دعوتهم خصوصاً بعد ما بلغ إليه أنّهم ذبحوا عبدالله بن خباب على ضفة النهر ، وبقروا بطن اُمّ ولده ، وهم على اُهْبَة الخروج ، وإليك تفصيله :
    إنّ الخوارج اجتمعوا في منزل عبدالله بن وهب الراسبي ، فقال في خطبة له : أمّا بعد فوالله ماينبغي لقوم يؤمنون بالرحمن ، و ينيبون إلى حكم القرآن ، أن تكون هذه الدنيا التي الرضا بها و الركون إليها والايثار إيّاها عناءً وتباراً (1) آثر عندهم من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والقول بالحق و ... فاخرجوا بنا اخواننا من هذه القرية الظالم أهلها إلى بعض كور الجبال ، أو إلى بعض هذه المدائن ، منكرين لهذه البدع المضرّة. ثمّ خطب بعده ، حرقوص بن زهير و قال بمثل ماقال : وقال حمزة بن سنان الأسدي : يا قوم : إنّ الرأي ما رأيتم ، فولّوا أمركم رجلا منكم ، فإنّه لابدّ لكم من عماد و سناد ، وراية تحفّون بها ، وترجعون إليها ، فعرضوها على زيد بن حصين الطائي فأبى ، وعرضوها على حرقوص بن زهير فأبى ، وعلى حمزة بن سنان و شريح بن أوفى العبسي فأبيا ، وعرضوها على عبدالله بن وهب فقال : هاتوها ، أما والله لاآخذها رغبة في الدنيا ، ولاادعها فرقاً من الموت ، فبايعوه لعشر خلون من شوّال و كان يقال له ذوالثفنات.
    ثم اجتمعوا في منزل شريح بن أوفى العبسي فقال ابن وهب : اشخصوا بنا إلى بلدة نجتمع فيها لإنفاذ حكم الله فإنّكم أهل الحق. قال شريح : نخرج
    1 ـ التبار : الهلاك.

(116)
إلى المدائن فننزلها ونأخذ بأبوابها ونخرج منها سكّانها ونبعث إلى إخواننا من أهل البصرة ، فيقدمون علينا. فقال زيد بن حصين : إنّكم إن خرجتم مجتمعين اُتْبِعْتُم ولكن اخرجوا وحداناً مستخفّين ، فأمّا المدائن فإن بها من يمنعكم ، ولكن سيروا حتى تنزلوا جسر النهروان وتكاتبوا اخوانكم من أهل البصرة ، قالوا : هذا هو الرأي.
    وكتب عبدالله بن وهب إلى من بالبصرة منهم يعلمهم مااجتمعوا عليه ، ويحثّهم على اللحاق بهم وأرسل الكتاب إليهم ، فأجابوه أنّهم على اللحاق به.
    فلمّا عزموا على المسير (1) ، تعبّدوا ليلتهم وكان ليلة الجمعة ، ويوم الجمعة ، وساروا يوم السبت فخرج شريح بن أوفى العبسي ، وهو يتلو قول الله : ( فَخَرَجَ مِنْها خائِفاً يَتَرَقَّبْ قالَ رَبِّ نَجِّنِى مِنَ القَوْمِ الظَّالِمِينَ* وَ لَمّا تَوَجَّهَ تِلْقآءَ مَدْيَنَ قالَ عَسَى رَبِّي أن يَهْدِيَنِي سَوآءَ السَبِيلِ ) (2) .
    ثمّ إنّ الخوارج تقاطرت من البصرة والكوفة حتى نزلوا جسر نهروان ، فصاروا جيشاً عظيم العدد والعُدَّة ، وكانت الأخبار عن أفعالهم الشنيعة تصل إلى الناس ففشى الرعب فيهم ، ولأجل ذلك ألحّ الواعون من ضباط علي على مناجزة هؤلاء ثم المسير إلى الشام ، فأجابهم الإمام ، وإليك بيان ما ارتكبوا من الجرائم.
    روى الطبري عن أبي مخنف عن حميد بن هلال : انّ الخارجة التي أقبلت من البصرة جاءت حتى دنت من اخوانها بالنهر فخرجت عصابة منهم ، فإذا هم برجل يسوق بامرأة على حمار ، فعبروا إليه فدعوه فتهدّدوه وافزعوه وقالوا له من أنت؟ قال : أنا عبدالله بن خباب صاحب رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم )
    1 ـ المقصود الخوارج المتواجدون في الكوفة وأطرافها أعني الحرورية.
    2 ـ القصص : 21ـ22 ـ الطبري : التاريخ 4/54 ـ 55.


(117)
ثمّ أهوى إلى ثوبه يتناوله من الأرض وكان سقط عنه لمّا افزعوه ، فقالوا له : افزعناك؟ قال : نعم. قالوا له : لاروع عليك ، فحدثنا عن أبيك بحديث سمعه من النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) لعلّ الله ينفعنا به. قال : حدثني أبي عن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) : إنّ فتنة تكون ، يموت فيها قلب الرجل كما يموت فيها بدنه ، يمسي فيها مؤمناً ويصبح فيها كافراً ، ويُصْبح كافراً ، ويمسي فيها مؤمناً. فقالوا : لهذا الحديث سألناك.
    فما تقول في أبي بكر و عمر؟ فأثنى عليهما خيراً. قالوا : ما تقول في عثمان في أوّل خلافته وفي آخرها؟ قال : إنّه كان محقّاً في أوّلها وفي آخرها. قالوا : فما تقول في علي قبل التحكيم وبعده؟ قال : إنّه أعلم بالله منكم ، وأشدّ توقّياً على دينه ، وأنفذ بصيرة. فقالوا : إِنّك تتبع الهوى وتوالي الرجال على أسمائها لاعلى أفعالها. والله لنقتلنّك قتلة ما قتلناها أحداً ، فأخذوه فكتّفوه ثمّ أقبلوا به وبامرأته وهي حُبلى متمٌّ ، حتى نزلوا تحت نخلة مواقر ، فسقطت منه رطبة فأخذها أحدهم فقذف بها في فمه ، فقال أحدهم : بغير حلّها وبغير ثمن؟ فلفضها وألقاها من فمه ، ثمّ أخذ سيفه فأخذ يمينه ، فمرّ به خنزير لأهل الذمّة فضربه بسيفه ، فقالوا : هذا فساد في الأرض ، فأتى صاحب الخزير فأرضاه من خنزيره.
    فلمّا رأى ذلك منهم ابن خباب قال : لئن كنتم صادقين فيما أرى ، فما عَلَيَّ منكم بأس إنّي لمسلم ما أحدثت في الاسلام حدثاً ولقد آمنتموني. قلتم : لاروع عليك. فجاءوا به فأضجعوه فذبحوه ، وسال دمه في الماء وأقبلوا إلى المرأة ، فقالت : إنّما أنا أمراة ألاتتّقون الله؟ فبقروا بطنها.
    وقتلوا ثلاث نسوة من طىّ وقتلوا اُمّ سنان الصيداوية ، فبلغ ذلك عليّاً و من معه من المسلمين من قتلهم عبدالله بن خباب واعتراضهم الناس ، فبعث


(118)
إليهم الحارث بن مرّة العبدي ليأتيهم فينظر فيما بلغ عنهم ويكتب به إليه على وجهه ولايكتمه ، فخرج حتى انتهى إلى النهر ليسألهم ، فخرج القوم إليه فقتلوه ، وأتى الخبر أمير المؤمنين والناس ، فقام إليه الناس فقالوا : يا أمير المؤمنين عَلامَ تدع هؤلاء يخلفوننا في أموالنا وعيالنا؟ سر بنا إلى القوم ، فإذا فرغنا ممّا بيننا و بينهم صرنا إلى عدوّنا من أهل الشام ، فقبل علي فنادى بالرحيل ، ولمّا أراد علي المسير إلى أهل النهر من الأنبار ، قدم قيس بن سعد بن عبادة وأمره أن يأتي المدائن فينزلها حتى يأمره بأمره ، ثمّ جاء مقبلا إليهم ووافاه قيس وسعد بن مسعود الثقفي بالنهر وبعث إلى أهل النهر : ادفعوا إلينا قتلة إخواننا منكم نقتلهم بهم ، ثمّ أنا تارككم وكاف عنكم حتى نلقى أهل الشام ، فلعلّ الله يقلب قلوبكم ، ويردّكم إلى خير ممّا أنتم عليه من أمركم ، فبعثوا إليه وقالوا : كلّنا قتلناهم وكلّنا نستحلّ دماءهم ودماءكم. ولمّا وصل على جانب النهر وقف عليهم فقال :
    أيّتها العصابة التي أخرجها عداوة المراء واللجاجة ، وصدّها عن الحقّ الهوى ... إنّي نذيركم ان تصبحوا تلفيكم الاُمّة غداً صرعى بأثناء هذا النهر ، وبأهضام هذا الغائط بغير بيّنة من ربّكم ولابرهان بيّن ، ألم تعلموا أنّي نهيتكم عن الحكومة ، وأخبرتكم أنّ طلب القوم إيّاها منكم دهن ومكيدة لكم ، ونبّأتكم أنّ القوم ليسوا بأصحاب دين ولا قرآن ، وانّي أعرف بهم منكم ، عرفتهم أطفالا ورجالا ، فهم أهل المكر والغدر ، وانّكم إن فارقتم رأيي ، جانبتم الحزم ، فعصيتموني حتى إذا أقررت بأن حكمت ، فلمّا فعلت شرطت واستوثقت ، فأخذت على الحكمين أن يحييا ما أحيا القرآن و أن يميتا ما أمات القرآن ، فاختلفا وخالفا حكم الكتاب والسنّة ، فنبذنا أمرهما ونحن على أمرنا الأوّل فما الذي بكم؟ ومن أين أتيتم؟ قالوا : إنّا حكمنا فلمّا حكمنا أثمنا وكنّا بذلك


(119)
كافرين ، وقد تبنا فإن تبت كما تبنا فنحن منك ومعك وإن أبيت فاعتزلنا ، فانّا منابذوك على سواء ، إنّ الله لايحب الخائنين ، فقال عليّ : أصابكم حاصب ، ولابقي منكم وابر. اَبَعْد إيماني برسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) وهجرتي معه وجهادي في سبيل الله أشهد على نفسي بالكفر؟ لقد ضللت إذاً وما أنا من المهتدين ، ثمّ انصرف عنهم (1) .
    ولم يكتف الإمام بهذا الأمر ، بل كلّمهم في معسكرهم بما يلي : « أكلّكم شهد معنا صفّين؟ فقالوا : منّا من شهد ومنّا من لم يشهد. قال : فامتازوا فرقتين ، فليكن من شهد صفّين فرقة ، ومن لم يشهدها فرقة ، حتى اُكَلِّم كّلا منكم بكلامه ، ونادى الناس ، فقال :
    امسكوا عن الكلام ، انصتوا لقولي ، واقبلوا بأفئدتكم إلىّ ، فمن نشدناه شهادة فليقل بعلمه فيها.
    ثمّ كلّمهم ( عليه السَّلام ) بكلام طويل ، من جملته : ألم تقولوا عند رفعهم المصاحف حيلةً وغيلةً ومكراً وخديعةً : اخواننا وأهل دعوتنا ، استقالونا واستراموا إلى كتاب الله سبحانه ، فالرأي القبول منهم ، والتنفيس عنهم؟ فقلت لكم : هذا أمر ظاهره إيمان ، وباطنه عدوان ، وأوّله رحمة ، وآخره ندامة. فأقيموا على شأنكم ، وألزموا طريقتكم وعضّوا على الجهاد ، بنواجذكم ، ولاتلتفتوا إلى ناعق نعق ، إن اُجيب أضلّ وإن ترك ذلّ (2) .
    ولمّا أتمّ الإمام الحجة عليهم ، ورأى أنّ آخر الدواء الكي ، فعبّأ الناس فجعل على ميمنته حجر بن عدي ، وعلى ميسرته شبث بن ربعي ، أو
    1 ـ الطبري : التاريخ 4/60 ـ 63. المسعودي : مروج الذهب : 3/156. الرضي : نهج البلاغة ، الخطبة 36.
    2 ـ الرضي : نهج البلاغة ، الخطبة 121.


(120)
معقل بن قياس الرياحي ، وعلى الخيل أبا أيّوب الأنصاري ، وعلى الرجالة أبا قتادة الأنصاري ، وعلى أهل المدينة وهم سبعمائة أو ثمانمائة رجل ، قيس بن سعد بن عبادة.
    وعبّأت الخوراج فجعلوا على ميمنتهم زيد بن حصين الطائي ، وعلى الميسرة شريح بن أوفى العبسي ، و على خيلهم حمزة بن سنان الأسدي وعلى الرجّالة حرقوص بن زهير السعدي.

الحرص على صيانة نفوسهم :
    ثمّ إنّ الإمام توخّياً لحفظ الدماء وصيانة الأنفس ، بعث الأسود بن يزيد في ألفي فارس حتى أتى حمزة بن سنان وهو في ثلاثمائة فارس من خيلهم ورفع عليّ راية أمان ، مع ابي أيوب فناداهم أبو أيوب : من جاء هذه الراية منكم ممّن لم يقتل ولم يستعرض فهو آمن ، ومن انصرف منكم إلى الكوفة أو إلى المدائن و خرج من هذه الجماعة فهو آمن ـ انّه لا حاجة لنا بعد أن نصيب قتلة اخواننا منكم في سفك دمائكم.
    لقد كان هذا التخطيط و السياسة الحكيمة مؤثّراً في تفرّق القوم وصيانة دمائهم فانصرف فروة بن نوفل الأشجعي (1) في خمسائة فارس ، وخرجت طائفة اُخرى متفرّقين ، فنزلت الكوفة ، وخرج إلى علي ( عليه السَّلام ) منهم نحو من مائة ، وكانوا أربعة آلاف وكان الذين بقوا مع عبدالله بن وهب منهم ألفين وثمانمائة ، وزحفوا إلى علي ( عليه السَّلام ).
    وقدم على الخيل دون الرجال وصفّ الناس وراء الخيل صفّين ، وصفّ
    1 ـ سيأتي خروجه على معاوية في الفصل الثامن فانتظر.
بحوث في الملل والنحل ـ جلد الخامس ::: فهرس