بحوث في الملل والنحل ـ جلد الخامس ::: 321 ـ 330
(321)
    وعن أبي هلال ، عن داود ، عن عذرة قال : دخلت على جابر بن زيد ، فقلت : إنّ هؤلاء القوم ينتحلونك ـ يعني الاباضية ـ ، قال : أبرأ إلى الله عزّوجلّ من ذلك ، وعن يحيى بن معين يقول : أبو الشعثاء جابر بن زيد روى عنه قتادة ، بصري ، ثقة. وقال أبو زرعة : إنّه بصري أزدي ، ثقة (1) .
    2 ـ وقال أبو زكريا النووي بمثل ما قاله الرازي وأضاف : قال أحمد بن حنبل وعمرو بن علي والبخاري : توفّي سنة ثلاث و تسعين ، وقال محمّد بن سعد : سنة ثلاث ومائة ، وقال الهيثم : سنة أربع ومائة (2) .
    3 ـ وقال ابن حجر العسقلاني بمثل ما قالا ، وأضاف : وقال العجلي : تابعي ثقة ، وفي تاريخ البخاري عن جابر بن زيد قال : لقيني ابن عمر فقال : جابر! إنّك من فقهاء أهل البصرة ، وقال ابن حبان في الثقات : كان فقيهاً ، ودفن هو وأنس بن مالك في جمعة واحدة ، وكان من أعلم الناس بكتاب الله ، وفي كتاب الزهد لأحمد : لمّا مات جابر بن زيد ، قال قتادة : اليوم مات أعلم أهل العراق.
    وقال اياس بن معاوية : أدركت الناس ومالهم مفت غير جابر بن زيد.
    وفي تاريخ ابن أبي خيثمة : كان الحسن البصري إذا غزا أفتى الناس جابر بن زيد.
    وفي الضعفاء للساجي : عن يحيى بن معين : كان جابر اباضياً ، وعن عكرمة : صفرياً ، وأغرب الأصيلي فقال : هو رجل من أهل البصرة لايعرف ، انفرد عن ابن عباس بحديث : « من لم يجد إزاراً فليلبس السراويل » ولايعرف هذا الحديث بالمدينة (3) .
    1 ـ أبو حاتم الرازي : الجرح والتعديل 2/494 ، رقم 2032.
    2 ـ أبو زكريا النووي (ت 676) ، تهذيب الأسماء واللغات 1/142 ، رقم 98.
    3 ـ تهذيب التهذيب 2/34 ، رقم 61.


(322)
    4 ـ وقال أيضاً : جابر بن زيد ، أبو الشعثاء الأزدي الجوفي (1) ـ بفتح الجيم وسكون الواو بعدها فاء ـ البصري ، مشهور بكنيته ، ثقة فقيه ، من الثالثة ، مات سنة 93 ، ويقال : ومائة (2) .
    ولم يذكره الذهبي في ميزان الاعتدال ولا ابن حجر في لسانه ، وقال الأوّل في سير أعلام النبلاء : روى جابر عن ابن عباس ، قال : آخى النبي بين الزبير وابن مسعود. وفي موضع آخر منه روى قتادة ، قال : سمعت جابر بن زيد يحدّث عن ابن عباس قال : تقطع الصلاة الحائض (3) .
    هذا ما وقفت عليه في كتب الرجال من أحوال الرجل ، وقد قامت الاباضية في العصور الأخيرة بترجمته ترجمة وافية ، وقد اطروه وإليك نبذاً من كلماتهم في حقّه :

كلمات الاباضية في حقّ جابر :
    هذه نصوص علماء الرجال من أهل السنّة ولاعتب علينا أن نشير إلى كلمات اتباع الرجل وإن طال بنا المقام.
    1 ـ لم يكن جابر بن زيد ممّن عرف عنهم الميل إلى التمرّد أو الثورة ، فلم يُعرف عنه أنّه كان ضمن الذين خرجوا على الإمام علي بن أبي طالب ، أو اعتزلوه أو تمرّدوا عليه ، إذ أنّه ولد في عمان في الفترة ما بين عامي 18 و 22 هـ ، ثمّ رحل إلى البصرة يطلب العلم ، وهو شاب في زمن لا نعرفه ، ولايمكن تحديده ، وغلب انّه رحل إليها بعد سنّ العشرين حيث كان شابّاً يستطيع تحمّل مشقّة
    1 ـ ينسب إلى درب الجوف وهي محلّة بالبصرة.
    2 ـ ابن حجر العسقلاني : تقريب التهذيب 1/122 ، رقم 5.
    3 ـ الذهبي : سير أعلام النبلاء 1/490 و 10/252.


(323)
السفر و الترحال. والمعروف أنّ التحكيم الذي أدّى إلى انفصال جزء من جيش علي عنه ، وقيامهم بمعارضته والخروج عليه ، كان في رمضان من عام 37 ، وحدثت معركة النهروان التي أكّدت هذا الانفصال وكرّسته في عام 38 هـ.
    وعلى ذلك فإنّ جابر بن زيد امّا أنّه لم يكن موجوداً في البصرة عند وقوع هذه الأحداث ، أو انّه كان موجوداً ، ولكنّه لم يشارك فيها على أي نحو من الأنحاء ، لأنّ كتب التاريخ السنّية والشيعية والاباضية لم يرد فيها ذكر لأي شيء يتعلّق به ، أو حتى مجرّد ذكر اسمه في تلك الفترة ، ولم يسمع أحد شيئاً عن جابر بن زيد إلاّ بعد انتهاء هذه الأحداث لحوالي أربعين عاماً عندما أتى الحجاج بن يوسف الثقفي إلى العراق والياً عليه من قبل عبدالملك بن مروان في عام 75 (1) .
    2 ـ إنّ مؤسّس مذهب الاباضي لم يكن ممّن شهدوا حرب الجمل او صفّين أو النهروان ، ولم يكن ضمن هؤلاء الذين رفعوا السيف في وجه الدولة أو حاربوها من الخوارج وغيرهم ، بل كان يأتلف معها ، فقد كان يأخذ عطاءه من الحجاج بن يوسف الثقفي ، كما كان يأخذ جائرته ويحضر مجلسه ويصلّي خلفه.
    ولذلك كان من مبادئ الاباضية بعد جابر ، جواز الصلاة خلف أهل القبلة كلّهم ، وخلف الجبابرة في أي بلد غلب عليه الجبابرة ، ويجيزون الغزو معهم أيضاً ، كما كانوا يأخذون بأحكامهم ، ولايرون في ذلك بأساً طالما أنّ أحكامهم كانت موافقة للحقّ والعدل ، وكانوا يستحسنون أفعالهم إذا جاءت على هذه الصفة.
    من ذلك : ما حدث عندما عرض على عبدالملك بن مروان أمر رجل
    1 ـ الدكتور رجب محمّد عبدالحليم : الاباضية في المصر والمغرب : 15.

(324)
تزوّج من امرأة أبيه ظنّاً منه انّها تجوز له ، فأمر عبدالملك بقتله على جهله فيما لايجوز الجهل به ، وقال : لاجهل في الإسلام ولاتجاهل ، فاستحسن جابر بن زيد هذا العمل من عبدالملك وقال عنه : إنّه أحسن وأجاد. وما ذاك إلاّ لما تميّز به هذا الفقيه الكبير ، تميّز مذهبه من صفة التسامح والاعتدال ، ولما قام عليه هذا المذهب من اُسس واُصول (1) .
    3 ـ إنّ جابراً كان يصلّي الجمعة في المسجد الجامع في البصرة خلف عبيدالله بن زياد ، وكان يقول لهم : إنّها صلاة جامعة وسنّة متّبعة.
    وذكروا : انّه كان يتناول من الحجاج عطاء مقداره ستمائة أو سبعمائة درهم ويصلّي خلفه ، وعرض عليه الحجاج أن يولّيه القضاء ولكن جابراً رفض هذا العرض (2) .
    4 ـ إنّ العلم مثله مثل طائر باض في المدينة المنّورة ، وفرّخ بالبصرة ، وطار إلى عمان (3) .
    يريد انّه فرّخ بالبصرة بيد جابر ، ولمّا مات جابر انتقل العلم إلى عمان و ذلك قبيل نهاية القرن الثاني للهجرة حيث قامت الإمامة الاباضية في عمان عام 177 ، وصارت هذه البلاد حجر الزاوية ومركز الثقل السياسي بالنسبة إلى المذهب و الدعوة.
    5 ـ إنّ جابر بن زيد الأزدي من أهل البصرة ، يروي عن عبدالله بن عباس ، وقد لقي جابر بن زيد عائشة اُمّ المؤمنين وسألها عن بعض مسائل ، فلمّا خرج عنها قالت : لقد سألني عن مسائل لم يسألني عنها مخلوق قط ، وإنّما توفّي
    1 ـ الدكتور رجب محمد عبدالحليم : الاباضية في مصر والمغرب : 57 ـ 58.
    2 ـ الدكتور رجب محمد عبدالحليم : الاباضية في مصر والمغرب : 16 ـ 19 ـ 32.
    3 ـ يكرّرون هذا التعبير في غير واحد من كتبهم وهو من المغالاة في القول.


(325)
جابر ـ رضى الله عنه ـ سنة ثلاث سنين ومائة (1) .
    6 ـ اشتهر انّه لايماكس في ثلاث : في كراء إلى مكّة ، وفي عبد يشترى ليعتق ، وفي شاة التضحية ، وكان يقول : لانماكس في شيء نتقرّب إليه.
    روي أنّه رأى أحد الحجبة يصلّي فوق الكعبة ، فنادى : يا من يصلّي فوق الكعبة لاقبلة لك (2) .
    7 ـ إنّ جابراً أحد المؤلّفين في الإسلام وقد كان لديوانه رنّة ، وكان موضع تنافس بين دور الكتب الإسلامية ، واستطاعت مكتبة بغداد أن تحصل عليه و أن تبخل به عن غيرها من المكتبات.
    يقول علي يحيى معمر :
    كان لهذا الكتاب قيمة كبرى لما فيه من علم وهدى ، ولقربه من عصر النبوّة ، ولأخذ مؤلّفه عن الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ ، وكانت له قيمة اُخرى أثرية وهي أنّه أوّل كتاب ضخم اُلّف في الإسلام.
    وإنّه لمن المؤسف أن يضيع هذا التراث العظيم من مكتبة بغداد عندما اُحرقت تلك المكتبة العظيمة. وضاعت منها آلاف النفائس ، كما أنّه من المؤلم المُرّ أن تضيع النسخة التي وصلت إلى ليبيا ، فيما ضاع من التراث الإسلامي العظيم بسبب الجهل والحقد وطلب الرفعة عند الناس ، وليس أعظم محنة من ضياع التراث العلمي والخلقي والديني لاُمّة مسلمة لايستقيم حاضرها إلاّ على القواعد المتينة التي ابتنى عليها ماضيها ، ولن يصلح حاضر هذه الاُمّة إلاّ بما صلح به أوّلها (3) .
    1 ـ ابن سلام الاباضي : بدء الاسلام وشرائع الدين : 108.
    2 ـ علي يحيى معمّر : الاباضية في موكب التاريخ ، الحلقة الاُولى : 148.
    3 ـ علي يحيى معمّر : الاباضية في موكب التاريخ ، الحلقة الاُولى : 150.


(326)
    8 ـ إنّ جابراً أخذ عن عبدالله بن مسعود وجابر بن عبدالله وأبي هريرة وأبي سعيد الخدري ، وقال : كان جابر بن زيد يلتقي باُمّ المؤمنين عائشة ويأخذ عنها العلم ويسألها عن سنّة الرسول ، وقد سألها يوماً عن جماع النبي وكيف كان يفعل ، وانّ جبينها يتصبّب عرقاً وتقول عائشة : سل يا بُنيّ ، ثم قالت له ممّن أنت؟ قال : من أهل المشرق من بلد يقال لها عُمَان.
    ولمّا كان هذا السؤال بظاهره بمعزل عن الوقار علّق عليه صاحب « تحفة الأعيان » بقوله : المراد انّه سألها عن مقدّمات الجماع التي يجوز السؤال عنها حرصاً منه ـ رضى الله عنه ـ على نقل السنّة وجمعها كي يكون المسلم مقتدياً برسول الله في كل أعماله دقيقها وجليلها.
    يلاحظ عليه : أنّه لو صحّ السؤال لما نفع هذا التعليق وأمثاله ممّا حشدها مؤلّف الكتاب وهو يعرب عن سذاجة الرجل و عدم عرفانه بموضع السؤال والمسؤول ، والعجب انّ جواب اُمّ المؤمنين لم يذكر في هذه الكتب ولم تصل السنّة إلى أيديهم ، ولعلّ تكذيب أصل القضية أولى من توجيهها.
    وهناك ملاحظة حول حياة جابر وهو أنّ صلاته خلف الحجاج تبرّرها التقية ، وأمّا أخذ الجوائز الذي هو بمعنى دعم ولايته واضفاء المشروعية عليها ، فهل تبرّره التقيّة؟ أو كان من واجبه التخلّي عنها كما تخلّى عن قبول القضاء؟
    إنّ ما جاء في هذه الكلمات من كون الرجل اباضياً مدعماً لمبدئه قاصر عن افادة الاطمئنان و الاذعان ، فإنّ التقيّة أمر مشترك بين الاباضية وغيرهم ، فالذي يوجب تقدير الرجل بل تقدير تلك الطائفة ، انّهم يملكون الشجاعة الأدبية في الاجهار بجواز التقية والسلوك عليها في حياتهم ، بينما يفقدها غيرهم من فرق أهل السنّة ، فهم يعملون بالتقية في حياتهم السياسية والاجتماعية ولكن لايجاهرون بجوازها لو لم يكونوا مجاهرين بحرمتها!


(327)
فقه جابر بن زيد :
    قد قام « يحيى محمّد بكوش » بجمع أقوال وآراء جابر من بطون الكتب ، وهو يقول في مقدّمة الكتاب : « فقد وجدت في بطون الكتب أقوالا عديدة للإمام جابر بن زيد سواء ذلك في كتب الاباضية أو في غيرها ، من كتب المذاهب الاُخرى ، ثمّ رجعت إلى كتب الحديث فالتقيت برواياته منبثّة من هنا وهناك فانقدحت في ذهني فكرة أجمع ما يتيسّر لي جمعه وضمّه في مجموعة اُخرجها للناس ... وفي أثناء بحثي ظهر للاُستاذ الصوافي كتاب يتناول هذا الجانب فاطّلعت عليه واستفدت منه كما اطّلعت أثناء ذلك على كتاب للاُستاذ « عوض خليفات » الذي درس نشأة الحركة الاباضية في المشرق فاستفدت منه أيضاً ... وقد قسّمت الكتاب إلى أبواب بلغت أحد عشر باباً ، وكل باب يشتمل على مسائل متفرّفة قد لايجمع بينها سوى أنّها تنسب إلى ذلك الباب ، وإليك فهرس الأبواب :
    1 ـ في حياة الإمام جابر بن زيد ، فيه 13 مسألة.
    2 ـ في مسائل القرآن وعلومه ، فيه 41 مسألة.
    3 ـ في الطهارات ، فيه 19 مسألة.
    4 ـ في الصلاة ، فيه 44 مسألة.
    5 ـ في الزكاة ، فيه 12 مسألة.
    6 ـ في مسائل الصوم ، فيه 18 مسألة.
    7 ـ في مسائل الحج ، فيه 30 مسألة.
    8 ـ في مسائل النكاح والطلاق ، فيه 61 مسألة.
    9 ـ في المعاملات ، فيه 21 مسألة.
    10 ـ في الأقضية والأحكام ، فيه 15 مسألة.


(328)
    11 ـ في الزكاة والأطعمة والكفّارات والنذور والوصايا والمواريث ، فيه 31 مسألة (1) .
    ثمّ إنّ الكتاب خرج في 728 صفحة ، وربّما يتخيّل القارىء في بادىء النظر أنّ أكثر ما جاء فيها يرجع إلى آراء جابر وأقواله وأفكاره ، ولكنّه بعد ما سبر الكتاب سرعان ما يرجع ويقف انّ مجموع ما روي عنه في تلك الأبواب ـ لو جمع في محل واحد ـ لايتجاوز عن عشر صفحات ، ولكن المؤلّف اتّخذ طريقة المقارنة الفقهية وطلب لآراء المذاهب دليلها ، فجاء الكتاب كتاباً ضخماً في الفقه ، هو لايمت إلى جابر بصلة إلاّ قليلا.
    هذا وقد بسط المؤلّف الكلام في ترجمة جابر في الباب الأوّل ، ومن أراد التبسّط فليرجع إليه.

3 ـ أبو عبيدة مسلم بن أبي كريمة (ت حوالي 158 هـ) :
    هذا هو الشخصية الثالثة لفرقة الاباضية وله ترجمة في كتب الرجال والتاريخ كما له ترجمة مفصّلة في كتب الاباضية ، ونذكر ما وقفنا عليه في القسم الأوّل ثمّ نردفه بكلمات الاباضية.
    قال الحافظ الرازي : « مسلم بن أبي كريمة روى عن علي ـ رضي الله عنه ـ ، روى عنه ... (كذا) ، سمعت أبي يقول ذلك ويقول : هو مجهول (2) .
    ولو كان المقصود من العنوان هو المترجم فيروي عن علي ( عليه السَّلام ) بواسطة أو واسطتين كما لا يخفى.
    وعنونه ابن حبّان في الثقات ، واكتفى بنقل اسمه فقط وقال : مسلم بن
    1 ـ يحيى محمّد بكوش : فقه الإمام جابر بن زيد : 7 ـ 8 وفهرس الكتاب.
    2 ـ الرازي : الجرح والتعديل 8/193 برقم 845.


(329)
أبي كريمة (1) .
    وقال ابن الجوزي : مسلم بن أبي كريمة ، قال الرازي : مجهول (2) .
    ولم أجد له ترجمة في الكتب الرجالية ، وأمّا كلمات الاباضية في حقّه ، فإليك بيانها :
    يقول علي يحيى معمّر : أبو عبيدة مسلم بن أبي كريمة التميمي الذي توفّي في ولاية أبي جعفر المنصور المتوفّى سنة 158 هـ ، وقد أدرك من أدركه جابر بن زيد ، فروايته عن جابر رواية تابعي عن تابعي. وقد روى أبو عبيدة أيضاً عن جابر بن عبدالله وأنس بن مالك وأبي هريرة وابن عباس وأبي سعيد الخدري وعائشة اُمّ المؤمنين (3) ـ رضى الله عنها ـ وروايته هذه عنهم موجودة في هذا المسند الصحيح (4) وهي رواية تابعي عن تابعي.

شيوخه :
    أخذ أبو عبيدة العلم عمّن لقيه من الصحابة وعن الجابرين : جابر بن عبدالله وجابر بن زيد ، وعن ضمار السعيدي وجعفر السماك وغيرهم.

تلاميذه :
    وحمل العلم عن أبي عبيدة خلق كثير ، منهم الربيع بن حبيب الفراهيدي صاحب المسند ، وفيهم : حملة العلم إلى المغرب و هم : أبو الخطاب
    1 ـ محمد بن حبّان بن أحمد التميمي البستي : الثقات 5/354 و 401.
    2 ـ عبدالرحمان بن الجوزي : كتاب الضعفاء و المتروكين 3/118 دار الكتب العلمية ، بيروت 1406 ، ولاحظ بدء الاسلام : 26 ، 99 ، 110 ، 114 ، ولسان الميزان 6/32.
    3 ـ سماعه عن اُمّ المؤمنين عائشة و أبي هريرة بعيد جداً إلاّ أن يكون الرجل من المعمّرين.
    4 ـ اشارة الى مسند الربيع بن حبيب ، والصحيح أن يقال : الجامع الصحيح ، كما سيوافيك.


(330)
المعافري ، وعبدالرحمن بن رستم وعاصم السدراتي ، وإسماعيل بن درار العذامسي ، وأبو داود القبلي النفراوي ، وكان الإمام أبو الخطاب المعافري قد جاء من اليمن فرافق الأربعة من أهل المغرب فخرج معهم إلى بلادهم ، فنصّبوه عليهم بأمر شيخهم أبي عبيدة. وبأمره نُصّب الإمام عبدالله بن يحيى الكندي في أرض اليمن ، وجمعت إمارته اليمن والحجاز ، وأقام حملة العلم عنده خمس سنين فلمّا أرادوا الوداع سأله إسماعيل بن درار عن ثلاثمائة مسألة من مسائل الأحكام. فقال له أبو عبيدة : « أتريد أن تكون قاضياً مع ابن درار؟ قال : أرايت ان ابتليت بذلك » (1) .
    وقد روي عنه أنّه قال : من لم يكن له اُستاذ من الصحابة فليس هو على شيء من الدين ، وقد منَّ الله علينا بعبدالله بن عباس ، وعبدالله بن مسعود ، وعبدالله بن سلاّم (2) .

4 ـ أبو عمرو ربيع بن حبيب الفراهيدي :
    إنّ الربيع من أئمّة الاباضية وهو صاحب المسند المطبوع ، ولم نجد له ترجمة وافية في كتب الرجال لأهل السنّة (3) ونكتفي في المقام بما ذكره الاُستاذ التنوخي في مقدّمته على شرح الجامع الصحيح مسند الإمام الربيع بن حبيب :
    « ومن يمن الطالع عن الحديث أن يكون الربيعان : الربيع بن صبيح والربيع بن حبيب في طليعة ركب الجامعين للحديث ، والمصنفّين فيه ، ومن
    1 ـ علي يحيى معمّر : الاباضية بين الفرق الاسلامية 1/166 ـ 167.
    2 ـ صالح بن أحمد الصوافي : الإمام جابر بن زيد العماني ، وقد ترجم له ترجمة مفصّلة وذكر مواقفه في تنظيم الدعوة ومجالها ، والانتهاز من مواسم الحج لنشر المذهب واعمال السياسة السرّية والأخذ بالتقيّة ، فمن أراد فليرجع إليه (169 ـ 175).
    3 ـ له ترجمة في بدء الاسلام 110 ، والاعلام 3/13.
بحوث في الملل والنحل ـ جلد الخامس ::: فهرس