بحوث في الملل والنحل ـ جلد الخامس ::: 331 ـ 340
(331)
الأسف أن لاندري شيئاً عن مصير مسند ابن صبيح وعسى أن يهتم بذلك الباحثون عن نفائس المخطوطات ، ومن لطف الباري أن أبقى لنا مسند الربيع بن حبيب ، ثمّ من نعمه عليّ أن وفّقني لإعادة نشره مع شرح علاّمة عمان عبدالله بن حميد السالمي ولم يطّلع على المسند وشرحه في علماء مصر والشام والعراق إلاّ قليل.

الثلاثيات :
    قد ذكر أئمّة الحديث أنّ رتب الصحيح تتفاوت تفاوت الأوصاف المقتضية للصحيح ، وانّ المرتبة العلياما اطلق عليه بعض رجال الحديث أنّه أصح الأسانيد الثلاثية كسند الزهري عن سالم بن عبدالله بن عمر عن أبيه ، وسند إبراهيم النخعي عن علقمة عن ابن مسعود ، وسند مالك عن نافع عن ابن عمر ، وهو قول البخاري لأنّ هذه الأسانيد قصيرة السند و قريبة الاتصال بالينبوع المحمّدي ( صلّى الله عليه وآله وسلم ).
    ويشبه هذه الثلاثة الذهبية سلسلة مسند الربيع بن حبيب وثلاثياته ... أبو عبيدة عن جابر بن زيد عن ابن عباس ، ورجال هذه السلسلة الربيعية من أوثق الرجال وأحفظهم و أصدقهم ، لم يشب أحاديثها شائبة انكار ولا ارسال ولاانقطاع ولااعضال.
    ولمزايا هذه الثلاثيات اهتمّ كثير من أئمّة الحديث بتأليف الثلاثيات.
    1 ـ ثلاثيات الإمام أحمد المطبوعة أخيراً بدمشق سنة 1380 هـ ، وشرحها في جزأين الإمام محمّد السفاريني ، وعدد ثلاثياته خمسة وستون ومائة حديث.
    2 ـ ثلاثيات البخاري وهي في صحيحه ثنان و عشرون حديثاً.


(332)
    3 ـ ثلاثيات الدارمي وهي خمسة عشر حديثاً وقعت في مسنده بسنده.
    4 ـ ثلاثيات الربيع بن حبيب الأزدي ، وأحاديثها في مسنده ، ورجال سلسلتها الثلاثية هم أبو عبيدة التميمي ، وجابر بن زيد الأزدي ، والبحر عبدالله بن عباس ـ شيخ جابر ـ ، وغيره من الصحابة.
    وقد طبع هذا المسند القديم مع شرحه للإمام عبدالله السالمي في أربعة مجلدات طبع اثنان منها في مصر والثالث بدمشق ، ولقد سبرته ولمست أنّ الرجل كان يملك شيئاً من الانصاف ، فلابأس بالاشارة إلى بعض خصوصياته.

انطباعات عن الجامع الصحيح :
    هذا الجامع : مسند الربيع بن حبيب الأزدي البصري رتّبه أبو يعقوب يوسف بن إبراهيم الوارجلاني وطبع في أربعة أجزاء تبلغ عدد صفحاته 302 صفحة ، طبع بدمشق سنة 1388 هـ بتقديم عبدالله بن حميد السالمي وأشرف على طبعه محمود غيران.
    أكثير المؤلّف في هذا المسند الروايات عن ضمام بن السائب البصري العثماني عن جابر.
    ثمّ عن أبي عبيدة (مسلم بن أبي كريمة).
    ثمّ عن أبي نوح (صالح بن نوح).
    ثمّ عن سائر مشايخه.
    وأكثر الروايات في الكتاب موقوفات تنتهي إلى الصحابة الاّ قليل منها مسند إلى النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلم ) وممّا يشهد على كون الرجل موضوعياً أنّه نقل الروايات عن علي بن أبي طالب ( عليه السَّلام ) وإليك رواياته عنه :


(333)
« الباب (9) ما روى عن علي بن أبي طالب » :
« في التعظيم لله عزّوجلّ ونفي التشبيه له سبحانه عن الأشباه »
    قال الربيع : بلغني عن أبي مسعود ، عن عثمان بن عبدالرحمن المدني ، عن أبي إسحاق والشعبي قال : كان علي بن أبي طالب يقول في تمجيد الله عزّوجلّ : الحيُّ القائمُ الواحدُ الدائمُ فكَّاك المقادِمِ ورزّاقُ البهائم ، القائمُ بغير منصبة ، الدائم بغير غاية ، الخالق بغير كلفة ، فأعرَفُ العباد به الذي بالحدود لايصفُهُ ولا بما يوجد في الخلق يتوهّمه ، لاتدركه الأبصار وهو يدك الأبصار.
    « الباب (10) خطبة علي » :
    قال الربيع : وأخبرنا أبان قال : حدثنا يحيى بن إسماعيل ، عن الحارث الهمداني قال : بلغ عليّاً أنّ قوماً من أهل عسكره شبّهوا الله وأفرطوا ، قال : فخطب علي الناس فحمدالله وأثنى عليه ثمّ قال : يا أيّها الناس اتّقوا هذا العارقة (1) فقالوا : يا أمير المؤمنين وما العارقة؟ قال : الذين يشبّهون الله بأنفسهم ، فقالوا : وكيف يشبّهون الله بأنفسهم؟ قال : يضاهئون بذلك قول الذين كفروا من أهل الكتاب إذ قالوا : خلق الله آدم على صورته ، سبحانه وتعالى عمّا يقولون ، سبحانه وتعالى عمّا يشركون ، بل هو الله الواحد الذي ليس كمثله شيء ، استخلص الوحدانية والجبروت ، وأمضى المشيئة والارادة والقدرة والعلم بما هو كائن ، لامنازع له في شيء ، ولاكفؤ له يعادله ، ولاضد له ينازعه ، ولاسميّ له يشبهه ، ولامثل له يشاكله ، ولاتبدو له الاُمور ، ولاتجري عليه الأحوال ، ولا تنزل به الأحداث ، وهو يجري الأحوال وينزّل الأحداث على المخلوقين ، لايبلغ الواصفون كنه حقيقته ولايخطر على القلوب مبلغ جبروته لأنّه ليس له في
    1 ـ وفي نسخة الفارقة.

(334)
الخلق شبيه ولا له في الأشياء نظير ، لاتدركه العلماء بألبابها ولاأهل التفكير بتدبيرها وتفكيرها إلا بالتحقيق إيماناً بالغيب لأنّه لايوصف بشيء من صفات المخلوقين و هو الواحد الذي لاكفؤله ( وَ أَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الباطِلُ وَ أَنَّ اللهَ هُوَ العَلِيُّ الكَبيِرُ ).
    « الباب (11) قصة اليهودي مع علي بن أبي طالب » :
    قال : وأخبرنا إسماعيل بن يحيى قال : حدثنا سفيان (1) عن الضحّاك قال : جاء يهودي إلى علي بن أبي طالب فقال : ياعلي متى كان ربّنا؟ فقال علي إنّما يقال متى كان لشيء لم يكن فكان ، وهو كائن بلاكينونة ، كائن بلاكيفية ، ولم يزل بلاكيف ، ليس له قبل وهو قبل القبل ، بلاغاية ولامنتهى غاية تنتهي إليها غايته انقطعت الغايات عنده وهو غاية الغايات.
    « الباب (12) قصة القصاب مع علي بن أبي طالب » :
    أخبرنا أبو قبيصة ، عن عبدالغفار الواسطيّ ، عن عطاء : انّ علي بن أبي طالب مرّ بقصّاب يقول : لاوالذي احتجب بسبع سموات لاأزيدُك شيئاً ، قال : فضرب علي بيده على كتفه فقال : يا لحّام إنّ الله لايحتجب عن خلقه ولكن (2) حجب خلقه عنه ، فقال : اُكفّر عن يميني؟ فقال : لا ، لأنّك إنّما حلفت بغيرالله (3) .
    1 ـ خ سنان.
    2 ـ خ ولكّنه.
    3 ـ قوله : انّما حلفت بغير الله ، هذا منه اعتبار بظاهر اللفظ انكاراً لما سمع وتغليظاً على القائل ، وإلاّ فإنّ الحالف انّما قصد الحلف بالله عزّوجلّ وإن أخطأ في وصفه والله أعلم.


(335)
    وقال علي بن أبي طالب لمّا وجّه رسله إلى معاوية بن أبي سفيان : صلّوا في رحالكم واجعلوا صلاتكم معهم سبحة فإنّ الله لايتقبّل إلا من المتّقين.
    قال : وحدثني موسى بن جبير ، عن عبدالمجيد والفضيل بن عياض ، عن منصور بن المعتمر ، عن الحكم بن عيينة ، عن علي بن أبي طالب قوله تعالى : ( لِلَّذِينَ اَحْسَنُوا الحُسْنى وَ زِيادَة ).
    قال : غرفة من لؤلؤة واحدة لها أربعة أبواب (1) .

5 ـ أبو يحيى عبدالله بن يحيى الكندي (طالب الحق) :
    كان عبدالله بن يحيى بن عمر الكندي من حضرموت ، وكان قاضياً لإبراهيم بن جبلة عامل القاسم بن عمر على حضرموت ، وهو عامل مروان على اليمن (2) .
    إنّ عبدالله بن يحيى الكندي أحد بني عمرو بن معاوية كان من حضرموت ، وكتب إلى ابى عبيدة مسلم بن أبي كريمة وإلى غيرهم من الاباضية بالبصرة ، يشاورهم بالخروج ، فكتبوا إليه : إن استطعت أن لاتقيم يوماً واحداً فافعل ، وأشخص إليه ابو عبيدة ، أبا حمزة المختار بن عوف الأزدي في رجال من الاباضية فقدموا عليه حضرموت ، فحثّوه على الخروج وأتوه بكتب أصحابه ، فدعا أصحابه فبايعوه فقصدوا دار العمارة وعلى حضرموت ، إبراهيم بن جبلة بن مخرمة الكندي ، فأخذوه فحبسوه يوماً ثم أطلقوه ، فأتى صنعاء وأقام عبدالله بن يحيى بحضرموت ، وكثر جمعهم ، وسمّوه « طالب الحق » ، ثمّ استولى على صنعاء فأخذ الضحّاك بن الزمل وإبراهيم بن
    1 ـ مسند ربيع بن حبيب : ص 217 ـ 219 و ص 205.
    2 ـ صالح بن أحمد الصوافي : الإمام جابر بن زيد : 176 ، نقلا عن الحارثي : العقود الفضية : 187.


(336)
جبلة بن مخرمة فحبسهما ، وجمع الخزائن والأموال فأحرزها ثمّ أرسل إلى الضحّاك وإبراهيم فأرسلهما ، وقال لهما : حبستكما خوفاً عليكما من العامة وليس عليكما مكروه فأقيما إن شئتما أو أشخصا ، فخرجا.
    فلمّا استولى عبدالله بن يحيى على بلاد اليمن خطب الناس وقال : إنّا ندعوكم إلى كتاب الله تعالى وسنّة نبيّه وإجابة من دعا إليهما. الإسلام ديننا ، ومحمّد نبيّنا ، والكعبة قبلتنا ، والقرآن إمامنا. رضينا بالحلال حلالا لانبغي به بدلا ، ولانشتري به ثمناً قليلا ، وحرّمنا الحرام ونبذناه وراء ظهورنا ، ولاحول ولا قوّة إلاّ بالله وإلى الله المشتكى وعليه المعوّل ، من زنا فهو كافر ، ومن سرق فهو كافر ، ومن شرب الخمر ، فهو كافر ، ومن شكّ في أنّه كافر ، فهو كافر ، ندعوكم إلى فرائض بيّنات ، وآيات محكمات ، وآثار مقتدى بها ، ونشهد أنّ الله صادق فيما وعد ، عدل فيما حكم ، وندعوا إلى توحيد الرب واليقين بالوعيد والوعد ، واداء الفرائض ، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، والولاية لأهل ولاية الله ، والعداوة لأعداء الله. كلّ ذلك كان في سنة ثمان و عشرين ومائة (1) .
    ثمّ إنّه استولى على مكّة ثم المدينة وذلك في الوقت الذي بدأت ثورة بني العباس في خراسان ، فكانت الدولة المركزية المروانية مشغولة باخماد الثورة ، فانتهز طالب الحق الفرصة وبسط سيطرته على الحجاز كلّه ، ولكن في سنة ثلاثين ومائة جهزّ مروان بن محمّد جيشاً مع عبدالملك بن محمد بن عطية السعدي فلقى الخوارج بوادي القرى فقتل بلج بن عقبة ، وفرّ أبو حمزة في بقيّتهم إلى مكة ، فلحقهم عبدالملك فكانت بينهم وقعة قتل فيها أبو حمزة وأكثر من كان معه من الخوارج ، وصار عبدالملك في جيش مروان من أهل الشام يريد
    1 ـ أبو الفرج الاصبهاني : الأغاني 23/224 ـ 256 ، وقد بسط الكلام في خبر عبدالله بن يحيى وخروجه ومقتله.

(337)
اليمن. وخرج عبدالله بن يحيى الكندي الخارجي من صنعاء فالتقوا بناحية الطائف وأرض جرس فكانت بينهم حرب عظيمة قتل فيها عبدالله بن يحيى وأكثر من كان معه من الاباضية ، ولحق بقيّة الخوارج ببلاد حضرموت.
    يقول المسعودي : فأكثرها اباضية إلى هذا الوقت وهو سنة 332 هـ ولا فرق بينهم وبين من بعمان من الخوارج في هذا المذهب (1) .

أئمّة الاباضية في القرون الاُولى :
    قد تعرّفت على الشخصيات البارزة للاباضية في القرن الأوّل وبداية القرن الثاني ، غير أنّ أئمّتهم وشخصياتهم لاتحصر فيما ذكرنا ، ونحن نأتي بقائمة أسمائهم فمن أراد التوسّع فليرجع إلى تراجمهم في الكتب المعدّة ، فقد ذكروا أنّ لهم وراء من ذكرنا ترجمتهم ، أئمّة بالأسماء التالية :

القرن الأوّل :
    1 ـ جعفر بن السماك العبدي.
    2 ـ أبوسفيان قنبر.
    3 ـ الصحار العبدي.

القرن الثاني :
    4 ـ صمّام بن السائب.
    5 ـ أبو نوح صالح الدهان.
    1 ـ المسعودي : مروج الذهب ومعادن الجوهر 3/242 طبع دار الأندلس. الطبري : التاريخ 6/41 و 7/394 ـ 400. وابن الأثير : الكامل 5/351 دار صادر.

(338)
    6 ـ الجلندي بن مسعود العماني.
    7 ـ أبو الخطاب عبد الأعلى المعافري.
    8 ـ هلال بن عطية الخراساني.
    9 ـ أبو سنيان محبوب بن الرحيل.
    10 ـ أبو صفره عبدالملك بن صفره.
    11 ـ عبدالرحمن بن رستم.
    12 ـ محمّد بن يائس.
    13 ـ أبو الحسن الأيدلاتي.

القرن الثالث :
    14 ـ أفلح بن عبدالوهاب.
    15 ـ عبدالخالق القزاني.
    16 ـ محكم الهواري.
    17 ـ المهتا بن جيفر.
    18 ـ موسى بن علي.
    19 ـ أبو عيسى الخراساني.
    20 ـ محمّد بن محبوب.
    21 ـ محمّد بن عباد.
    22 ـ الصلت بن مالك.
    23 ـ أبو اليقظان بن أفلح.
    24 ـ أبو منصور الياس.
    25 ـ عمروص بن فهد.


(339)
    26 ـ هود بن محكم.

القرن الرابع :
    27 ـ أبو الخضر يعلى بن أيّوب.
    28 ـ أبو القاسم يزيد بن مخلد.
    29 ـ أبو هارون موسى بن هارون (1) .
    إنّ الكاتب المعاصر علي يحيى معمّر ، ترجم جابر بن زيد و أبا عبيدة مسلم في الجزء الأوّل من كتابه « الاباضية في موكب التاريخ » تحت عنوان الاباضية في قيادة الاُمّة 145 ـ 155 ، ثمّ خصّ الجزء الثاني بترجمة أئمّتهم وذكر كثيراً منهم القاطنين في « ليبيا » بعد البحث عن « دخول المذهب الاباضي الى ليبيا » ومن اراد الوقوف فليرجع الى هذا الجزء 21 ـ 197.

دول الاباضية :
    قد قام باسم الاباضية عدد من الدول في أربعة مواضع من البلاد الإسلامية :
    1 ـ دولة في عمان استقلّت عن الدولة العباسية في عهد أبي العباس السفّاح سنة 132 ، ولاتزال إلى اليوم.
    2 ـ دولة في ليبيا سنة 140 ولم تعمّر طويلا فقد انتهت بعد نحو ثلاث سنوات.
    3 ـ دولة قامت في الجزائر سنة 160 ، وقد بقيت إلى حوالي 190 ، ثمّ قضت عليها الدولة العبيدية.
    1 ـ علي يحيى معمّر : الاباضية بين الفرق الإسلامية : 1 / 27 ـ 28.

(340)
    4 ـ دولة قامت في الأندلس ولا سيّما في جزيرتي « ميورقة » و « مينورقة » ، و« ليس لدينا من أخبارهم الكثير وقد انتهت يوم انتهت الأندلس وأطفأ التعصّب الغربي شعلة الإسلام في تلك الديار » (1) .
    هذه الاباضية ، وهذا ماضيهم وحاضرهم ، وقد قدمّنا إليك صورة موجزة من تاريخهم ، ونشوئهم وحروبهم وشخصياتهم وعقائدهم ، وقد جرّدنا أنفسنا عن كل نزعة نفسانية تعرقلنا عن الوصول إلى الحق ، والله وراء القصد.
    وقد حان لنا انجاز الوعد الذي سبق منّا ، وهو نشر ما كتبه « عبدالله بن اباض » إلى عبدالملك بن مروان ، وإليك نصُّه :

رسالة عبدالله بن أباض
إلى عبدالملك بن مروان
بسم الله الرحمن الرحيم
    من عبدالله بن أباض إلى عبدالملك بن مروان : سلام عليك. فإنّي أحمد إليك الله الذي الا إله إلاّ هو و اُصويك بتقوى الله فإنّ العاقبة للتقوى والمرد إلى الله ، واعلم أنّه إنّما يتقّبل الله من المتّقين.
    أمّا بعد ، جاءني كتابك مع سنان بن عاصم ، وإنّك كتبت إليَّ أن أكتب إليك بكتاب ، فكبت به إليك ، فمنه ما تعرف ومنه ماتنكره ، زعمت أنّما عرفت منه ما ذكرت به من كتاب الله وحضضت عليه من طاعة الله ، واتّباع أمره ، وسنّة نبيّه ، وأمّا الذي أنكرت منه فهو عندالله غير منكر. وأمّا ما ذكرت من عثمان والذي عرضت به من شأن الأئمّة وأنّ الله ليس ينكر عليه أحد شهادته في كتابه بما أنزله على رسوله أنّه من لم يحكم بما أنزل الله فاُولئك هم الظالمون
    1 ـ علي يحيى معمّر : الاباضية بين الفرق الاسلامية 1/92 ـ 93.
بحوث في الملل والنحل ـ جلد الخامس ::: فهرس