بلون الغار .. بلون الغدير ::: 16 ـ 30
(16)

(17)
« تحية للسيد الحميري »
ما للاحبة غُيَّباً ليسوا معي والوجد نارأُضرمت في أضلعي ..؟ الدار رسم ، والحياة طُلاطلٌ والحيّ أطلال بقفر بلقعِ والليل طال ، وماله من آخر فاذا انجلى فعن الظلام الاسفعِ ما كنت أحسب أن حبكِ قاتلي يا « نُعْمُ » لم أشعر بذاك ولم أعِ حتى إذا بنتم ، وقامت بيننا حجُبٌ من الغيب الممضّ المُفزعِ أدركت أن الحبّ يطعن كالقَنا والسمهريّ ، وكالرّماح الشُّرَّعِ فاذا المحبُّ مضرّج بدمائه ولرمسه المحفور قبلا قد دُعي واليوم أُومن ـ بعد ما لعبت بنا كف الزمان كريشة في زعزعِ ـ


(18)
أن المحب ـ أراد ذلك أم اَبي ـ عند الحبيب كخاتم في إصبعِ ..! لا تحسبي أني جفوت ، وإنما آثرت أن أنسى هوى لم ينفعِ وقصدْتُ وجه أحبة ، في حبهم هام الخلائق ، فاعذليني أوْ دَعي أحببت صهر المصطفى ووصيّه ذاك الملقبَ بالبطين الانزعِ بعل البتول ، يزفّه ويزفّها ركبُ الملائك للمقام الارفعِ مولود بيت الله ، جاء يحفّه نور الامامة والتقى من أربعِ هو من بمكةَ كان أول مسلم للاّت أو لمناة لمّا يركعِ وهو المراد بقول « كُرّم وجههُ » قُصرت عليه ومالها من مدّعي وهو الذي والى الرسول بمكة إذْ ناهضوه بكل فعل أشنعِ وهو الذي ملا الفراش بليلة حين القبائل أقبلت في مجمعِ لتنال من طه وتطعن صدره شُلت يد الدهماء إن لم تُقطعِ


(19)
حتى إذا انبلج الصباح بنورهِ وجدوا عليّاً راقداً في المضجعِ واذكره في بدر يبارز جحفلا الجند فيه تدثّروا بالادرعِ واذكره في أُحد ، ودونك شأنها !! ثبتت جوانحه ولم يتزعزعِ وبخندق الاحزاب جندل فارسا يخشاه كل مدجّج ومدرّعِ وهو الذي في خيبر دانت له اعتى الحصون وأوذنت بتضعضعِ وهو الذي حمل اللواء مؤذّنا في يوم فتح بيّن ومشعشعِ فاذا أتى يوم الغدير تنزّلت آيات ربك كالنجوم اللمّعِ : قم يا محمد ، انها لرسالة إن لم تبلّغها فلست بصادعِ وقف الرسول مبلّغا ومناديا في حَجة التوديع بين الاربُعِ وأبو تراب في جوار المصطفى طلق المحيّا كالهلال الطالعِ رفع النبيّ يد الوصيّ وقال في مرأى من الجمع الغفير ومسمعِ


(20)
« من كنتُ مولاه فهذا المرتضى مولى له » ... فبخ بخ لسميدعِ..! وسَعَتْ جموعُ الناس نحو أميرها مابين مقطوع الرجا ، ومُبايعِ ..! وصَّى بها موسى ، وهذا أحمدٌ وصّى أخاه ، فذلَّ من لم يبخعِ ..!!

مهما مدحتك يا علي ، فألكنٌ ومقصر في الحق ، مهما أدّعي من جاوز الجوزاء ، يعجز دونه مثلي وأهل الشعر لو جُمعوا معي أنت الذي شرع الامامة فاتحا طوبى لكم من خاتم أو شارعِ يا والد الحسن الزكي وسيد الشـ ـهداء أوفى الاوفياء التابعِ وعليِّ السجّاد زينِ العابديـ ـن الزاهد المتهجد المتورِّعِ والباقر العِلْم الشبيهِ محمد الحاضرِ الراضي الشكور الجامعِ والصادق المنْجي المحقق جعفر كنز الحقائق والفقيه الضالِع والكاظم الغيظ الوفيّ بعهدهِ موسى الصبور على البلاء الخاشعِ


(21)
وغريب أهل البيت قرة عيننا كفؤِ الملوك وعِزِّ كلِّ مدفَّعِ ومحمد ذي النور يسطع حوله هذا الملقب بالجواد ، القانعِ وعليٍّ الهادي النقيّ المرتضى الناصح المفتاح ، دونك أو .. فَعِ ..! والخالص الحسن الكتوم لسرّهِ العسكريّ الشافع المستودَعِ والقائم المهديّ كاشف غمِّنا بُقيا النبوة والدليلِ القاطعِ يا غائباً ، طال الغياب ، وعيننا تشتاق طلعتك البهية ، فاطلعِ يا راجعاً بعد الذهاب ، قلوبنا مُدت إليك ، كما الايادي ، فارجعِ يا كاشف الغم الجسيم ، شفاهنا نادتك من وسط المظالم ، فاسمعِ يا صاحب الامر الحكيم ، إلى متى تبقى الامور بلا لواء جامعِ ؟! والدار يغزوها الفساد مدمدماً كالسيل يأتي من محيط مترَعِ يا صاحب الدار التي ممّا بها قد آذنَت بتشقق وتصدّعِ


(22)
عجّلْ بسيفك ، فالدواء بحدّه للجور والكفر الذئوم الناقع يا حجة الله ، الذي بظهوره يتفرق الطاغوت بعد تجمّعِ اظهرْ ، فليس الماء في قيعاننا للظامئين سوى سراب خادعِ ..!

مهما تبعتك يا عليُّ ، فعاجزٌ من للكسيح وراء سهم مسرعِ ..؟! أنت الشهاب ، أبوالشهاب ، وكلكم شهب تحلّق في الفضاء المهيَعِ أنت الامير أبو الامير ، وكلّكم أُمراءُ عزّ في زمان خانعِ أنت الامام أبو الائمة من لكم خُلِقَ الوجود ، وما أنا بالصاقعِ ..! أنت الشهيد أبو الشهيد ، وكلكم شهداء حق في العصور مُضيَّعِ بيد الاولى سلبوا الولاية عُنوةً وتوارثوها ذات يوم مُفجعِ ..! ويد الاولى في مكة قد أُطلقوا والادعياءِ ذوي الدعيّ ابن الدعي


(23)
والطامعين الطالبين مناصباً والساقطين من اللئام الوُضَّعِ القلبُ ضاق بقيحه وجراحهِ والعين كمهاء بفيض الادمعِ فاذا شكوتُ ، فللذي يُشكى له وإذا فزعتُ ، فحيدرٌ هو مفزعي وهو الملاذ إذا المقابر بُعثرت وسُئلتُ : هل من ناصرأو شافعِ ..؟! شايعتُ من رُدّتْ له الشمس التي رُدّت ـ إذا حلَّ الغروبُ ـ ليوشعِ فاذا مَدَحْتُ ، فمدحتي مبتورةٌ إن لم تكن مقرونة بتشيّعي ..!!
4 ـ 11 ـ 1988


(24)

(25)
اللحظ يفتك كالقنا ويجندلُ والصبّ يرضى بالبلاء ، وطبعهُ والموت وصل ، والفناء تواصِلٌ من ذاالذي بالقلب أغرى لحظَهُ قد كنتَ أعزلَ يا فؤادي ، فانبرى ودعاك فاخترت السلامة مكرَهاً فأتاك من حيث استكنت مباغتا والقتل في شرع الغرام محلّلُ صبر على محن الهوى وتحمُّلُ والخلد عقبى ، والنعيم منازلُ ورمى به ، فأصيب مني مقتلُ.. ؟! لك فارس العشق الجليلُ ينازلُ أيصول في سوح المعارك أعزلُ .. ؟! والخيل من فرط الحماسة تصهلُ


(26)
شهر الاسنة ، والسهامُ تدافعت حتى إذا نهض الغريم يصدّها أكبرتُ جرحي واستطبت نزيفه وكتمت ما بي ، وامتثلت تلذذاً وأنا الذي عشق الذي في شأنه يا ابن الاولى بزّوا البطاح مناقباً إن عدّدوا النبلاء ، أنتم أنبلُ أهلاً بمولدك السعيد ومرحباً وكأنّ وجهك قد أطلّ ، وأشرقت

تسمو وتعلو يا عليّ وترتقي
والطبل يُقرع ، والسيوف تصلصلُ بشغافهِ ، حمّ القضاء العاجلُ ..! ودم الجراح لمن هوى لا يُغسَلُ متجاهلاً عذلا ، أمثلي يُعذَلُ ؟! الاي فاضت والكتاب المنزَلُ ..! وأبا الاولى ورثوا العلم وفُضّلوا أو عدّدوا الفضلاء ، أنتم أفضلُ عيد أتانا بالبشائر يرفلُ أنوارُ قدسك ، فاستضاء المحفِلُ

وتنالُ أرفع ما يُلَقّى نائلُ


(27)
ما حزتَ من حظ عظيم في العلا شرفٌ على حسب على نسب علَى يا كعبة الميلاد تيهي وافخري حتى إذا فُطم الرضيع وجدتَهُ فاذا أتى أمرُ السماء محمداً قالوا : صبيٌّ ، قلت : أحكمُ قومهِ وهو الوزير ، هو الوصيُّ ، هو الخليـ من ظلَّ في بيت الرسالة قائماً عادوا وقد عَميَتْ قلوبُهمُ التي

يا بعلَ فاطمة ، وقد زُوّجتَها
ما حازه إلا نبيٌّ مرسلُ ..! مجد ، ومجدُ الهاشميّ مُؤَثَّلُ هذا الوليدُ به الكمال مكمَّلُ ..! قد شب من نبع النبوة ينهلُ صدع الفتى ، وأقرَّ : أني أقبلُ وقيل : ثان ، قلت : كلاَّ..أولُ ..! فة ، والامير ، هو الامام العادلُ لما أغارت أبطن وقبائلُ ضَلّت وباتت في الضلالة توغلُ

من فوق سبع ، والشهود تُهلّلُ


(28)
الخاطب الباري ، وحورُ العين حو نور ونور زُوِّجا ، ما النور ؟ قيـ

يا سيف بدر يا مفلق هامهم أقبلت في أحد وغيرك أدبروا وبرزت للصنديد عابرِ خندق يا ليث خيبرَ ، والحصونُ تمنعت يا راية الفتح المظفر ، مكة أنت المؤذن والاذانُ ومن حملْـ وُلّيتَ في يوم الغدير بآية أنت الوليّ ، ومن سواك معطلٌ
ل العرش في حلل السنا تتمايلُ ل : هما ، ونورُ كليهما لا يأفلُ ..!

سقطوا وحولهم النساء تولول ولووا أعنّة خيلهم ، وتسَلّلُوا ..! بئس القتيل ، ونعم هذا القاتلُ فدككتها ، وهوى يخرّ المعقلُ خرجت إليك ، كماالحبيب ، تهرول تَ « براءةً » ، يُفدى المؤدّي الحاملُ ..! شهد الحجيج بها ، فكيف تُؤوَّلُ ؟! عنها ، وإجماع السقيفة باطلُ


(29)
أفهكذا تأتي الخلافةُ فلتةً أين الشهامة والدماثة والندى

يا من له الافلاك قد خُلقت ، وجلّـ يا أيها النبأ العظيم ، ومن به اخـ يا حجة الباري ، وباب الله كن يا أيها الصدّيق ، والفاروق ، والـ يا صاحب الاعراف ، والنجوى ، وسو شمس تُردّ ، وراية تُعطى ، وحو أنت الصراط المستقيم ، ومن يحيـ أنت القسيم ، لمن أحبك جنّةٌ
وعن الائمة ـ في الخفاء ـ تُحوَّلُ ..؟! ونبيهم ـ من دون دفن ـ مُهمَلُ ..؟!

الخالق المبدي المعيد الاولُ ..! تلفوا ، وعنه استفسروا وتساءلوا لي شافعا ، فأجوز منك وأدخلُ لقب الاصيل يُفاد منه فيُنحَلُ ..؟! رةِ هل أتى ، فضل تليه فضائلُ ض سائغ صاف وعذبٌ سلسلُ د عن الصراط مكابر ومضلِّلُ ولمن قلاك جهنم وسلاسلُ


(30)
يا أيها السِّفر المبين ، ومن له لم أختلقْ فضلاً ، ولكن أُنزلت بحر من الالاء ليس يحدّه

تحلوا المدائح في الامير ، وتكتسي يا والد الحسنين ، مدحك شاقني نالا بمدحك جنتين ، فليتني حسبي عليٌّ موئلاً يوم الزحا فاذا وجدتُ صحيفتي مسودَّةً ناديتُ من أحببته متحسّراً فلعله يمحو الذنوبَ بحبّه
علمُ الكتاب ، وجلّ من لا يبخلُ ..! سور الكتاب به ، وعزَّ القائلُ ..! حدٌّ ، فلا شطٌّ له أو ساحلُ

ثوباً من النور البهيّ ، وتجمُلُ فمضيتُ ، يحفزني الرضيُّ ودعبلُ بعضَ الذي نالا أنول وأحصلُ مِ ، إذا دعا الداعي وعزّ الموئلُ وعلمتُ أنّ السيئاتِ الاثقلُ ودموعُ عيني في خشوع تهطلُ والعفوُ من عند الحبيب مُؤَمَّلُ ..!
1993

بلون الغار .. بلون الغدير ::: فهرس