ديوان المديح والرثاء ::: 76 ـ 90
(76)
لما سرى ظعن الحسين ، وفيه للتقوى مثال وتحفة الاملاك تكسوها المهابة والجلال يا قاصدا ارض العراق ، وارضه حرب سجال بوركت من مثل تفاخر فيك ايام طوال ومناضل لا يستكين وما بهمته كلال قد سرت كالليث الهصور اثار عزمته القتال وشهرت سيفك لاتهاب ، وانت للعليا مثال في وجه جيش مستبد فيه بان الانخذال وقست قلوبهم وهم لاشك اجلاف سقال لهفي على رهط النبي ورزؤهم داء عضال ظلوا عطاشى ظامئين وقربهم ماء زلال مولاي رزؤك خالد في كل قلب لايزال ولانت قدست الخلود وحسبنا فيك الكمال * * * * * اابا علي ، تلك تضحية يشع بها الجلال قامت بوجه الحق تدعم صرحة العالى رجال اعظم بها من نهضة في الدهر ليس لها زوال فجرت بك الحقب الطوال وشد بموقفك النضال
ايلول 1953


(77)
مصرع الحسين عليه السلام
القيت في الاحتفال الكبير الذي اقيم في ثانوية كربلاء للبنين عام 1953 :
تحليت بـالصـارم الـبـاتر وسجلت فـي صفحات الخلود وتسطـع كـالانجم الزاهيـات صريع الابـاء لهول المصاب ومـن مثله فـي سمو الابـاء ابـى بيعة الفـاسق الـفـاجر وارشد جيـلا بـرغـم الكفاح وفـاق على غيره فـي الجهاد قضى دهـره فـي نضال مرير لـردع قـوى الحاكـم الجائر سطورا مـن الامـل الـزاهر وتنـفـخ بـالارج الـعـاطر ورمـز العقيـدة لـلـسـائـر وفـي مـوقـف البطـل الثائر وبـيـعـة مستهتـر كـافـر الـى النور مـن هديه الطـاهر بـأيـمـان ذي ثـقـة قـادر وخـاض بمـعـتـرك فـائـر


(78)
شهيد العـلى يـا مثير النفوس بلغت الطفوف فحـامت عليك وقـابـلت جيشـا يضم الخنا وطحت شهيدا بارض الطفوف وراحت تقدسك الـذكـريات فتبا لعاديـة فـي الـزمـان ارددهـا فـي نشيد الخـلود ذكـرت الحسين واصحـابـه بيوم تخضب بـالسـائـلات فسالت على وجنتي الـدمـوع بموقـفك الـفـذ فـي العـاشر خصـوم لـهـا امـرة الجـائر ويزحـف فـي مـوكب صاغر مـن الافـق كـالكوكب الـزاهر تشـيد بـمـوقـفك الـسـائـر وكـارثـة هيجـت خـاطـري وتصغي لـهـا فـكرة الشـاعر و اطفاله فـي الـدجـى العـاكر مـن الدم فـي مـذبح الـنـاحر حـدادا على القـائـد الظـافـر
***
فـيـا وقعة خـلدتهـا العصور ويـا موقفـا ثـار فيه الحسين ليقضي على الظـالمين العتـاة ويحيي بديـن الرسول القويـم مضى يومـه بـالتقى والعفاف لتفخر بـالـمبدأ الـظـاهـر كـالـليث فـي موقف ثـائر ويطعن بـالـغـاصب الغادر ويسموا بـايـمـانـه العامر يمجد بـالامـل الـعـاطـر
***
حسين الابـاء ورمـز الخـلود تلفـع يـومـك بـالمكرمـات ويـا مصرعـا لـلتقى الطاهر تنشد فـي الموكـب الـقـاهر


(79)
ولا زالت الذكريـات الحسان وتعلو مـع الحـق اثر الحياة تشع بمطلعـهـا السـاحـر وتـزهو على مستوى فـاخر
***
تعاليت يـا علما فـي النضال وبوركت مـن رائـد لـلكفاح سـلام على يـومـك الزاهر ومـا زال نبراسـه لامـعـا ويـلقي دروس النضال المرير وبوركت مـن قـائد قـاهر بعزم يهد قـوى الـفـاجـر كسـى الافـق بـالالق الباهر يشق عبـاب الدجى الـعـاكر ويوحي البطولات لـلسـائـر
***
فـديتـك يـا قـدوة المصلحين سيبقى نضـالـك عبر العصور ويـكـي الطـغاة بـلفح الهجير فـلا مستـبد يـجـوب البـلاد ويـا نفحة الطهر مـن طـاهر يـرن مـع الفـلـك الـدائـر وبطش بـالثعـلـب الـمـاكر ويسعـى لـمـأربـه الـغـادر
***
ابا الطهر تهفو الـيـك النفوس تحليت بـالـصـارم الـبـاتر وذكـراك انشـودة الـشـاعر لـردع قـوى الحاكـم الجائر
1953


(80)
لـمـن تندب الارض انسـانها وتهتز شجـواً قـلـوب الانـام اتنسى الـحسـين واصحـابـه وتـلك الـديـار واطــلالـها لـورد حياض الـردى قد سرى تعـاظـم خطب يفـت القلـوب فمن خط بـالسيف لـوح الحياة يصول كـأسد الشرى في الوغى كـرائـم هـاشـم هـل تستباح واقفـر ربـع الـهـداة الابـاة فيا تـربة قـد سقتـها الـدماء وفتية فـهـر غـدت بـالعراء وتبـكي السموات كيوانـهـا ؟ وقـد شـدد الخطب احـزانها فسل كـربـلاء واشجـانهـا ؟ تـنـوح وتندب سلـوانـهـا وخـاض مـع الغـلب ميدانها واغضى وقـرّح اجـفـانهـا وضحى وشيد بـنـيـانـهـا ؟ بعزم يـزلـزل ثـهـلانـهـا كـأن لـم يـكن احـد صانها ونـاغت امية شـيطـانـهـا وراحت تـؤجـج نـيـرانـها وقـطـعـت البيض ابـدانهـا


(81)
فـخلت بـان السـمـا اطبقت فـاي صريـع هوى كالشهاب قضى ظمأً فـوق حـر الصعيد وكـم هتكت فـي الوغى نسوة تسـاق الاسارى بعجف النيـاق وارؤسهـم للـقـنـا مـرتـع وزينب طـورا تـنادي اخـي سـلام على المهج الضـاميات فـيـا جسدا مثخنا بـالجـراح ويا ثاويا في عراص الطـفوف لاجـل العقيـدة كـان النهوض فلـلت العـسـاكر لـلمـارقين بـكـر عليهـا لظى يصطـلي ولـولا حسـامـك لـم تسـتقم ولـولاك مـانهـضت امــة الـى ان قضيت بـلا عـاضد تـدفـق جودك مـثـل الغمام وتـاهـت بـوصفـك ألبـابنا عـلى الارض تقصف سكـانها ولاقـى المنيـة جـذلانـهـا ؟ وقـد هزّ بـالسيف اركـانـها حـواسر تندب اشـجـانـهـا الـى الشـام تقصد سلطـانهـا وقـد كـلـل الغار تيجانـهـا وطـورا تـجـدد احـزانـهـا تــزف الى الله ايـمـانـهـا بـه اخرس الـرعب فـرسانها كـستـه البسيطة اكـفـانـهـا دعـوت واوضحت بـرهـانها بسيفـك فـاقتص اقـرانـهـا بـعـزم فـلم تخـشى سلطانها لـنـا شرعـة اثبتت شـانهـا الـى الحـق اعليت فـرقـانها صريعا تـوسـد تـربـانـهـا وتجزي بـلطـفـك احسـانـها وخطبـك ادهـش اذهـانـهـا
1994


(82)
لولا جهادك
في ذكرى استشهاد الامام الحسين بن علي (ع) :
مـولاي ذكـراك فـي المفاخر يؤثر فـالمجـد يزخر من عـلاك وحق لو قـارعـت ظلمـا واعـترتك نوائب وسحقت جيش الغدر في سوح الوغى لا يرسـخ الايـمـان فـي اعمـاقنا اذ ليس غيرك بـالبطولـة اجدر يـزهـو بمغناك الجهـاد الاكبر جـالـدتهـا فهفت اليك الاعصر فمضت ابـاطيل الـخـنا تتقهقر الا ويعلو الحـق مـنـك ويزهر


(83)
اشهيد وادي الطف يومك لم يزل ونضالـك الـدامـي يخلد امـة لـولا جهادك مـا استقامت سنة لـولا جهادك لـم تـدم في امة لـولا الـدماء الـزاكيات ارقتها فشهرت سيفك فـي وجوه امية للعالميـن هـدى يفوح وينشر عبر العصور وفـيك دنيا تفخر راح البغيّ لهـديهـا يتنـكـر روح العدالـة والرخاء الازهر مـا قام وجـه الحق فينا يظهر لمـا غدى الغدر الـلئيم يزمجر
***
مـولاي ان التـضحيات طريقنا ذكـراك تلـهـمنا الـولاء وانها ذكـراك نهج لا حب فـي دربنا والسيف امسى لـلكفـاح يعبّر رغـم الاعـادي بالعدالة تذكر يزهو على مر العصور ويزهر
1984


(84)
قـف بـالطـفوف محجة الثوار افديه مـن بطل يقود جحـافـلا هـذا الحسين مضـرج بـدمائه وهـوى كـليث الـغاب لا ينتابه وحـواسر صرعي القلوب حرائر واستوح ثـورة قـائـد الاحـرار غـراء يـومض عزمها كـالنار ظـمـآن يشكـو قـلـة الانصار خـور ولا جـزع بيـوم الـثـار يبكين قتلى الطف فـي المضمـار


(85)
أأبـا العقيدة مـا نزلت بسـاحة ونهضت بـالدين الحنيف ملوّحا لـولا دمـاؤك مـا استقام لديننا شيدت لـلاسلام مـجدا قـد علا ياخائض الغـمرات يافيض النهى يا ابن الهـواشم والغطارفة الالى لـم تستـكن بـل لم تبايع ظالما وشـهرت سيفك لاتـهـاب امية الا لـتـقــدح كـل زنـد وار كـفـا تقض مضـاجـع الفجار عمد و يسخر مـنـه كل صغار فـوق السمـاك بسيـفك البتـار يـا سبط احمد فـارس المضمار مـن صلـب حيدرة الاب الكرار اشرا ولـم تـرضخ الى الاشرار وسحـقت كل شنيـعة وشـنـار
***
قدست يومك وهـو صرح شامخ لـلحق يـزهـو كـالسنى النوار


(86)
ياابن البتول نهضت اعظم نهضة لم ترهب الاعداء في هول الوغى وسلكت نهجا لـلبطولـة والابـا اعطت دروس الـحـق لـلثوار اذ لا تـريـد العيش رهن اسار وسحقت عـار الجهل والاوضار
***
بابي القتيل وقد هوى عن طرفه وقضى بحد المشرفي يذب عن لـم انسه بالطف وهو مخضب تعدو عليه الخـيل وهـو معفر لهفي عليه ، لفتية وردوا الوغى وتنافسوا للغنم فـي نشر الهدى ليقيم صرح الدين فـي الامصار بيت النـبي وعـتـرة الـكـرار بـدم على وجـه الثرى مـدرار صادي الحشا فوق البسيطة عاري مـن كـل شهـم اصيد جـبـار سنّـوا ابـاء الضـيم لـلاحـرار


(87)
حتى قضوا صرعى ولاقوا حتفهم تالله لا انسـى رؤوسـا ركزت وحـرائراً تسبى لال مـحـمـد فـوق الصعيد مكـلـلين بغار فـوق الـرماح تشع كالاقمار فـوق النياق الضمر والاكوار
***
ابكيك ملتهب الحشاشة دامـيـا ذكراك خـالـدة بافئدة الورى ذكرى تمر عـزيـزة وقـلوبنا روحي الفداء لـركب ال محمد متظـلـلا بـاسنـة وشفـار ولرب ذكـرى لفعت بـبـوار تبكي دمـا لـلنخبة الاخـيـار ولصفوة الشـهـداء والابـرار
1972


(88)
مقل السمـاء عليك مدمعها دم وبيومك المشهود دوت صرخة فبكل قلب مـن مصابك لوعة لك في الجوانح حسرة مشبوبة ابكيك ملتاعا وخطبك لـم يزل وبـكى لحادثك الكتاب الاعظم جبارة تكوي النفوس وتـؤلـم وبـكل عين راح دمـع يسجم واوارهـا فـي كل حين يضرم تجري لـه مـن مقلة الدنيا دم


(89)
يا سيد الشهداء ، كـم لـك وقفة تـلـك المـآسي لـو يمر قليلها تبني ويهدم مـا بنيت وهـكـذا ودحرت جيشا قـبـل ايقاع البلا حتى صرعت وانت اعظم ثـائر في الطف ، والدنيا تجور وتظلم ؟ بفؤاد ليث هـاج وهـو محـطم شيدت صرح الديـن وهو معظم بـك ، فالعدو مخـادع لايـرحم والـدهـر يفعل مـا يشاء ويحكم
***
تفديك دون الخـصم كـل نفوسنـا لـولا الفضيلة مـا حلـلت بساحة وقضيت مـكـروب الفؤاد مخضبا يـا خير مـن هطـلت عليه مدامع ورضاك اشهـى مـا نروم ونحلم خضراء زاكية اريـق بـهـا دم والـحـق يشهـد ان مجدك اعظم حـرّى ، وامجد مـن يمجده فـم


(90)
فهوت عليه بـانّـة ومنـاحـة يـوم الحداد وفـي الخدود تـورم
***
حييت فيك مجـاهـدا ومكـابدا مجدت فيك خـلائقـا وشمائـلا ذكرى جهـادك صفحة وضـاءة ذكرى جهادك سوف يبقى شامخا والدعوة الكبرى لدين مـحـمـد لا تنثني رغـم العداة وتـقـدم كـالـزهرة الفيحاء اذ تتضرم وسنا النبوة حـول مجدك يرسم الـقـاً اعـز من الحياة واقـدم ستظل راسخة تبث وتـحـكـم
***
عفوا ابـا الشهداء ان سكت الفم الظلم كـم قهر الشباب وان اكن نطقا ، وعلـك فـي سكوتي تعلم جـلـدا واحمل مـايشق ويعظم ؟
ديوان المديح والرثاء ::: فهرس