وداوود الظاهري ، وسفيان الثوري ، فإنهم شبهوا الله تعالى بخلقه ، وقالوا : إنه جسم طويل عريض عميق .. ! وإنه يجوز عليه المصافحة .. ! وإن المخلصين من المؤمنين يعانقوه في الدنيا (1) .. !
   وحكى الكعبي (2) ـ من المعتزلة (3) ـ عن داوود الظاهري أنه قال : أعفوني عن الفرج واللحية وأسالوني عما وراء ذلك (4) !!
   وقال بعضهم : إنه (5) بكى على طوفان نوح حتى رمدت عيناه وعادته الملائكة (6) !! .
   وقال بعضهم : إنه (7) ينزل كل ليلة جمعة راكبا (8) على حمار على شكل أمرد (9) ! فينادي : هل من تائب .. ؟! هل من مستغفر .. ؟! (10) .
   .. تعالى الله عن هذه الإعتقادات الرديئة (11) .
____________
(1) لاتوجد في نسخة ( ألف ) في الدنيا . لاحظ : الملل والنحل : 1|95 ـ 96 .
(2) وهو : أبو القاسم عبدالله بن أحمد بن محمود الكعبي البلخي الخراساني ( 273 ـ 319 هـ ) رئيس طائفة من المعتزلة باسم ( الكعبة ) تفرد بآراء خاصة به ، له جملة مؤلفات ، انظر عنه : لسان الميزان 3|252 ، تاريخ بغداد : 9|384 ، وفيات الإعيان 1|252 وغيرها .
(3) لا توجد في نسخة (ر) : الكعبي من المعتزلة .
(4) الملل والنحل : 1|96 .
(5) لا توجد في نسخة ( ألف ) و (ر) : إنه .
(6) الملل والنحل : 1|97 .
(7) لا يوجد في نسخة ( ألف ) : إنه .
(8) لا يوجد في نسخة ( ألف ) و ( ر) : راكبا .
(9) في نسخة ( ألف ) : أمرء ، بدلا من : أمرد .
(10) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : 3|227 ـ 228 ، تأنيب الخطيب : 189 ، وغيرهما .
(11) قوله : هذه الإعتقادات الرديئة .. لا توجد في نسخة (ر) ، وفيها : عن ذلك علوا كبيرا .

( 121 )

   وقالت الكراميّة (1) ـ من السنة (2) ـ : إنه في جهة فوق (3) .. مع أن كل من كان في جهة فهو محتاج إليها .. تعالى الله عن الحاجة الى شيء (4) .
   قال الرجل الكتابي (5) الذي هداه الله تعالى الى الإسلام : لما وقفت على هذه المذاهب الفاسدة تعوذت بالله منها ومن المصير إليها ، وعلمت أن الفرقة الناجية
____________
(1) وهم فرق من الصفاتية ، وعددهم البعض من فرق المشبهة من فرق العامة من أصحاب أبي عبدالله محمد بن كرام بن عراف المتوفى سنة 255 هـ ، ويقال له : ابن كرام ، انظر عنهم :
   نشأة الفكر الفلسفي في الإسلام ؛ للدكتور علي سامي النشار : 646 ـ 656 ، وتبصرة العوام في معرفة مقالات الأنام ؛ للسيد مرتضى داعي الحسني الرازي : 64 ـ74 ، ومقالات الإسلاميين واختلاف المصلين ؛ لعلي بن إسماعيل الأشعري : 205 و 505 ، والفرق بين الفرق ؛ لعبد القاهر بن طاهر بن محمد البغدادي الاسفرايني التميمي : 12 ، 25 ، 215 ، 225 ، 228 ، 230 ، والملل والنحل ؛ لعبد القاهر بن محمد التميمي البغدادي : 149 ، وما بعدها ، ومعجم الفرق الإسلامية ؛ لشريف يحيى الأمين : 195 ، وفرهنگ فرق اسلامى ؛ لمحمد جواد مشكور : 363 ، فارسي ، والتبصير في الدين وتمييز الفرقة الناجية عن الفرق الهالكين ؛ لأبي المظفر الإسفرايني : 65 ، 99 ـ 104 ، وتلبيس إبليس ؛ لجمال الدين أبي الفرج عبد الرحمن ابن الجوزي البغدادي : 81 ، وفرهنگ معارف اسلامى ؛ للدكتور سيد جعفر سجادى 4|16 ، تاريخ ادبيات در ايران ؛ دكتر ذبيح الله صف 1|60 ، وبيان الأديان ؛ لأبي المعالي محمد ابن الحسين العلوي ، تحقيق هاشم رضى : 27 و 468 ، ومختصر تاريخ دمشق لابن عساكر 23|178 ، ودائرة المعارف فارسى ؛ لغلام حسين مصاحب 2|2188 ، وأحسن التفاسير : 179 ، وتلبيس ابليس : 84 ، وموسوعة الفرق الإسلامية : 421 ـ424 وغيرها .
(2) لا يوجد في نسخة (ر) : من السنة .
(3) كما حكاه عنهم الشهرستاني في الملل والنحل : 1|100 .
(4) حذفت كلمة : الى شيء .. من نسخة (ر) .
(5) لا يوجد قوله : الرجل الكتابي .. في نسخة (ر) .

( 122 )

هم (1) الشيعة الإثنا عشرية ، لأنهم امتازوا عن سائر الأمة بمذهب لا يشاركهم فيه غيرهم من جميع الوجوه (2) ، لما ثبت من أن الفرقة الناجية يجب ان تمتاز عن سائر الفرق بمذهب لا يشاركها فيه غيرها من جميع الوجوه ، إذ لو شاركها غيرها من جميع الوجوه لكان الناجي أكثر من فرقة ، وهو باطل للخبر المجمع عليه ، فثبت أنهم الفرقة الناجية .
   وجميع فرق السنّة ـ وهم القائلون بتقديم أبي بكر وصاحبيه ـ وهم (3) قريب ثلاثة وأربعين فرقة ـ ذكرهم صاحب الملل والنحل (4) ـ قد (5) اشتركوا بالقول بتقديم أبي بكر وصاحبيه ، واشتركوا بالقول (6) بعدم النص في الإمام ، وبعدم العصمة فيه (7) [ و] عصمة الأنبياء من الصغائر ، واشتركوا (8) بالقول بعدم النص في الإمام ، وبعدم العصمة فيه (9) ، وبعدم حصر الإمامة باثني عشر إماما ، فقد أجمعت (10) السنة على هذا كله ، وخالفهم (11) الشيعة الإثنا عشرية في
____________
(1) في الطبعة الحجرية : هي .
(2) هنا كلمة : غيرها ، مزيدة من نسخة ( ألف ) .
(3) في الطبعة الحجرية : وهو .. وهو سهو .
(4) الملل والنحل : 1|49 ـ 130 ، وقد مرّت مصادره قريبا .
(5) في جميع النسخ ـ عدا ( ألف ) ـ توجد هنا واو ، ولا وجه لها .
(6) من قوله : وصاحبيه الى هنا مزيد من نسخة ( ألف ) ، ولايوجد في غيرها .
(7) لا يوجد قوله : النصّ في .. الى هنا ، في نسخة ( ألف ) و (ر) .
(8) كلمة : واشتركوا .. لا توجد في نسخة (ر) .
(9) جاءت العبارة في الطبعة الحجرية هكذا : .. قد اشتركوا بالقول بتقديم أبي بكر وصاحبيه ، واشتركوا بالقول بعدم النصّ في الإمام ، وبعدم العصمة فيه ..
(10) في الطبعة الحجرية : اجتمعت .
(11) في مطبوع الكتاب ونسخة ( ألف ) : وخالفت .

( 123 )

هذا كله (1) .
   فقد ثبت أنه لم تتميز من جميع فرق الإسلام فرقة بمذهب لا يشاركها فيه غيره من الفرق غير الإثني عشرية من الشيعة ، فقد دل العقل على كونها (2) الفرقة الناجية .
   وأما (3) الدليل على كونها (4) الفرقة (5) الناجية من طريق النقل ـ الذي (6) أورده علماء السنة في صحاحهم ـ : فمن (7) ذلك (8) : ما رواه الحافظ محمد بن موسى الشيرازي ـ من علماء السنة ـ في كتابه الذي استخرجه (9) من التفاسير الإثني عشر : ـ تفسير أبي يوسف يعقوب بن سفيان ، وتفسير ابن جريح ، وتفسير مقاتل بن سليمان ، وتفسير وكيع بن جرّاح وتفسير يوسف بن موسى القطّان ، وتفسير قتادة (10) ، وتفسير أبي عبيدة القاسم بن سلام ، وتفسير علي بن حرب ، وتفسير السدي ، وتفسير مقاتل بن حمام (11) بن حبّان (12) ، وتفسير أبي صالح ،
____________
(1) لا يوجد قوله : في هذا كله .. في الطبعة الحجرية ، كما لا يوجد فيها : الإثنا عشريّة ..
(2) في مطبوع الكتاب : إنها .. بدلا من : كونها .
(3) لا توجد : أما .. في نسخة (ر) .
(4) كلمة : هي ، مزيدة من نسخة ( ألف ) .
(5) في الطبعة الحجرية : فرقة .. وهو خلاف الظاهر .
(6) لا توجد كلمة : الذي ، في نسخة ( ألف ) .
(7) في الطبعة الحجرية : ومن ..
(8) لا توجد : ومن ذلك .. في نسخة (ر) .
(9) في نسخة ( ألف ) : أخرجه .
(10) لا يوجد في الحجرية : وتفسير قتادة .
(11) لا يوجد في الحجرية : بن حمام ، وفي نسخة ( ألف ) : مقاتل بن حيان .
(12) في نسخة (ر) ، حيّان وفي الطبعة الحجرية : خبّان .

( 124 )

وتفسير مجاهد (1) ـ وكلّهم من السنّة ـ رووا عن أنس بن مالك (2) قال : كنّا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم فتذاكرنا (3) رجلا يصلي ويصوم ويتصدّق ويزكّي ، فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « لا أعرفه » ، فقلنا (4) : يا رسول الله ! إنه (5) يعبد الله ويسبّحه ويقدّسه ويهلّله ويوحّده (6) ! فقال : « لا أعرفه » ، فبينما (7) نحن في ذكر الرجل (8) إذ طلع علينا ، فقلنا : يارسول الله ! هو ذا (9) ، فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (10) وقال لأبي بكر : « خذ سيفي هذا وامض الى هذا الرجل فاضرب عنقه ، فإنه أوّل من يأتي في (11) حزب الشيطان » ، فدخل أبو بكر المسجد (12) فرآه راكعا ، فقال : لا (13) والله لا أقتله ، فإن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ونهى عن قتل .
____________
(1) قدّم تفسير مجاهد على تفسير مقاتل في المطبوع من الكتاب ، وكذا في نسخة ( ألف ) و (ر) ، وليس بمهم .
(2) وفي صحيح البخاري كتاب المناقب حديث 3341 عن أبي سعيد الخدري ، والمعنى مقارب .
(3) في الطبعة الحجرية : فتذكرنا .. ولا يوجد فيه كنا .. وليس بتام .
(4) لا توجد : فقلنا .. من نسخة (ر) .
(5) لا توجد : إنه .. في نسخة (ر) .
(6) لا يوجد في الطبعة الحجرية ونسخة ( ألف ) : ويوحدّه ، وحذفت من نسخة (ر) : يهلله .
(7) لا توجد : فبينما .. في نسخة (ر) .
(8) في نسخة (ر) : ذكره .. بدلا من : ذكر الرجل .
(9) في نسخة (ر) : هذا .. بدلا من : ذا .
(10) في نسخة (ر) بدل الواو : ثمّ .
(11) في نسخة (ر) : من .. بدلا من : في .
(12) لا بوجد كلمة : المسجد .. في نسخة (ر) .
(12) لا توجد : لا .. في نسخة ( ألف ) و (ر) .

( 125 )

المصلّين ... (1) ، فقال له رسول الله : « إجلس فلست بصاحبه (2) » ثم قال صلى الله عليه وآله وسلم (3) : « ثم يا عمر ! فخذ سيفي هذا (4) من يد أبي بكر وأدخل المسجد واضرب عنقه » قال عمر : فأخذت السيف من يد أبي بكر ودخلت المسجد فرأيت الرجل ساجدا ، فقلت : لا والله لا أقتله ، فقد استأذنه من هو خير منّي (5) ، فرجعت الى رسول الله ، فقلت : يارسول الله (6) ! اني وجدت الرجل ساجدا ، فقال : « يا عمر ! إجلس فلست بصاحبه ، قم يا عليّ ! فإنك (7) أنت (8) قاتله ، فإن وجدته فاقتله ، فإنك ان قتلته لم يبق بين أمتي اختلاف أبدا » ، قال عليّ عليه السلام : فأخذت السيف ودخلت المسجد فلم أره ، فرجعت الى رسول الله ، فقلت : « يا رسول الله ! ما رأيته » ، فقال : « يا أبا الحسن ! إن أمة موسى افترقت على (9) إحدى وسبعين فرقة ؛ فرقة ناجيه والباقون في النار ، وأن (10) افترقت (11) امة أخي عيسى
____________
(1) هنا سقط ، كما هو واضح .
(2) في الطبعة الحجرية : لصاحبه .
(3) لا توجد : ثم قال صلى الله عليه وآله وسلم .. في المطبوع من الكتاب ، ونسخة ( ألف ) .
(4) لا توجد كلمة : هذا .. في الطبعة الحجرية ونسخة ( ألف ) .
(5) جاء في نسخة ( ألف ) : خير من أنا .. وما هنا جاء نسخة على حاشيته .
(6) لا توجد : يارسول الله .. في نسخة (ر) .
(7) في نسخة (ر) : إنك .
(8) لا توجد : أنت .. في الطبعة الحجرية .
(9) لا توجد : علي .. في نسخة ( ألف ) و (ر) .
(10) لا توجد : أن .. في المطبوع من الكتاب ، وفي نسخة ( الف ) : وأن أمة عيسى عليه السلام افترقت ..
(11) في الطبعة الحجرية : وستفترق ، وعليها نسخة : وتفترق ، والصواب ما أثبتت هنا ، إذ

=


( 126 )

افترقت (1) على (2) اثنتين وسبعين فرقة ، فرقة ناجية والباقون في النار ، وستفترق امتي على (3) ثلاث وسبعين فرقة ، فرقة ناجية والباقون في النار » ، فقلت : « يا رسول الله ! فمن (4) الناجية ؟ » قال : « المتمسّك (5) بها أنت وأصحابك (6) » ، فأنزل الله في ذلك الرجل : ( ثاني عطفه ليضلّ عن سبيل الله له في الدنيا خزيّ ونذيقه يوم القيامة عذاب الحريق (7) ) (8) ؛ يقول : هذا أول من يظهر من أصحاب البدع والضلالات .
   قال ابن عبّاس : والله ما (9) قتل ذلك الرجل الإّ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (10) عليه السلام يوم صفّين ، ثم قال الله تعالى (11) : ( له في الدنيا
____________
=
اُخذت من المصادر .
(1) لا توجد كلمة : افترقت .. في الطبعة الحجرية .
(2) لا توجد : على .. في نسخة (ر) .
(3) لا توجد : على .. في نسخة (ر) .
(4) كذا في نسخة ( ألف ) ، وفي باقيها : فما .
(5) جاء على هذه الكلمة في نسخة (ر) نسخة بدل : المستمسك .
(6) قال ابن تيمية في كتابه : حقوق آل البيت عليهم السلام : ولا يعاونون ( آل البيت ) أحدا على معصية ، ولا يزيلون المنكر بما هو أنكر منه ، ويأمرون بالمعروف ، فهم وسط في عامّة الأمور ، ولهذا وصفهم النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم بأنهم : الطائفة الناجية لما ذكر اختلاف أمته وافتراقهم . راجع : حقوق آل البيت عليهم السلام : 44 .
(7) من قوله : له في الدنيا .. الى آخر الآية المباركة لا يوجد في الطبعة الحجرية .
(8) سورة الحج (22) : 9 .
(9) في نسخة (ر) : فما قتل .. بدلا من : والله ما ..
(10) لا توجد في الطبعة الحجرية : عليّ بن أبي طالب .. كما لا توجد في نسخة (ر) : أمير المؤمنين عليه السلام .
(11) في نسخة (ر) : وقوله تعالى . بدلا من : ثم قال الله تعالى .

( 127 )

خزي ) اي بالقتل ـ ( ونذيقه يوم القيامة عذاب الحريق ) (1) .. اي بقتاله عليّ بن أبي طالب عليه السلام يوم صفّين (2) .
   فلينظر العاقل الى هذا الحديث المنقول عن علماء السنة (3) من هذه التفاسير المعتبرة عندهم (4) ، كيف تضمّنت (5) النصّ الجليّ على أن الفرقة الناجية ، هم علي وشيعته ؟ وكيف تضمّنت (6) النص الجلي على (7) أن أبابكر وعمر خالفا أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حياته بحضوره ، ولم يمتثلا أمره بقتل رجل ؛ ولو قتل لم يقع بين أمته اختلاف أبدا ؟ ! ، وحكم عليه وآله السلام بأن أمته ستفترق الى ثلاث وسبعين فرقة ـ بسبب (8) بقاء ذلك الرجل ـ أثنتان (9) وسبعون منها في النار .. فمن خالفه في حياته ولم يمتثل أمره ـ وهو حاضر ـ كيف يمتثل أمره بعد وفاته ؟! ؛ ( فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ) (10) .
   وكيف يجوز للعاقل ان يقلّد دين (11) من يعص الله (12) ورسوله ولا يمتثل
____________
(1) سورة الحج(22) : 9 .
(2) العقد الفريد : 2|244 ، الإصابة : 1|484 ، مسند أحمد : 3|15 ، مسند ابي يعلى : 6|340 حديث 913 عن أنس مختصرا ، مجمع الزوائد للهيثمي : 7|257 ـ 258 ..
(3) لا يوجد : عن علماء السنة .. في نسخة ( ألف ) .
(4) انظر : تفسير الطبري 10|109 وغيره .
(5) في نسخة ( ألف ) : تضمن .. بدلا من : كيف تضمّنت ..
(6) في نسخة ( ألف ) : تضمن .
(7) من قوله : على أن .. الى هنا لا يوجد في نسخة (ر) .
(8) لا توجد كلمة : بسبب .. في نسخة (ر) .
(9) في نسخة (ر) : اثنان .
(10) سورة الحجّ (22) : 46 .
(11) في نسخة ( ألف ) : دينه .
(12) جاء في نسخة (ر) : دينه من بغض الله ..

( 128 )

أمرهما (1) ، والله تعالى يقول : ( وما آتاكم الرسول فخذوه و ما نهاكم عنه فأنتهوا ) (2) ؟! . ويقول له الرسول مشافهة : إفعل كذا .. فيخالف الله ورسوله ويعرض عن أمرهما ؛ ويفعل بهوى نفسه ، فهل يجوز لمثله أن يكون واسطة (3) بين الله تعالى (4) وخلقه ، ويتقرّبون (5) الى الله تعالى بولايته ؟!! وأي مرتبة (6) له عند الله مع مخالفته لله ولرسوله حتى يتقرب الناس الى الله بولايته ؟! (7) .
   ومن الأخبار (8) الدالة على ان شيعة عليّ هم الفرقة الناجية : ما رواه صاحب المصابيح ، محيي السنّة الحسين بن المسعود البغوي ـ المعروف بـ : الفرّاء ـ وهو حجة عندهم (9) ؛ روى في كتابه المصابيح (10) عن أبي سعيد الخدري قال : بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يقسم قسما (11) ـ إذ أتاه ذو الخويصرة (12) ـ وهو رجل من بني تميم (13) ـ
____________
(1) كذا في نسخة ( ألف ) ، وفي بقية النسخ : أمره .
(2) سورة الحشر (59) : 7 .
(3) في نسخة (ر) : يجوز ان يكون مثله .
(4) لا توجد في نسخة (ر) و ( ألف ) كلمة : تعالى .
(5) في الطبعة الحجرية من الكتاب : ويقرّبون .
(6) في نسخة ( ألف ) : مزية .
(7) من قوله : وأي مرتبة .. الى هنا لا يوجد في نسخة (ر) .
(8) في نسخة (ر) : الروايات ، بدلا من : الأخبار .
(9) في نسخة ( ألف ) : عليهم .. بدلا من : عندهم .
(10) مصابيح السنّة 4|98 حديث 4609 باختصار .
(11) لا توجد : وهو يقسم قسما .. في نسخة (ر) ، وفي نسخة ( ألف ) : قسيما .
(12) في نسخة (ر) : وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقسم قسما ، فقال له ذو الخويصرة وهو رجل .. الى آخره .
(13) ذو الحويصرة التيمي : هو حرقوص بن زهير السعدي ، وهو الذي فتح سوق الأهواز ،

=


( 129 )

فقال (1) : يا رسول الله إعدل !! فقال : « ويلك (2) ! فمن يعدل إذا لم أعدل ؟! فقد خبت وخسرت إن لم أكن (3) أعدل » . فقال عمر : أتأذن (4) لي أن أضرب عنقه ، فقال صلى الله عليه وآله وسلم : « دعه ! فإن له أصحابا يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم ، وصيامه مع صيامهم ، يقرؤون القرآن لا يجاوز (5) تراقيهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية [ الى ان قال : ] ، آيتهم (6) رجل أسود ، إحدى عضديه مثل ثدي المرأة تدرّ (7) درّا ، يخرجون على خير فرقة من الناس » .
   قال أبو سعيد : أشهد أني قد (8) سمعت هذا الحديث من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وأشهد ان على بن أبي طالب عليه السلام قاتلهم وإنا (9) معه ، فأمر بذلك الرجل (10) ، فالتمس فأتي به ، فنظرت إليه على نعت النبّي صلى الله
____________
=
وهو أشد الخوارج على علي بن أبي طالب عليه السلام ، وقتل في النهروان في سنة سبع وثلاثين . راجع : أسد الغابة : 1|396 ، الإصابة ترجمة 1661 و 1969 ، والكامل للمبرد 595 ، والأعلام 2|173 عن عدة مصادر .
   وجاء في الطبعة الحجرية : ذو الحويصرة ، وهو تصحيف .
(1) لا توجد : فقال ، في نسخة (ر) .
(2) في نسخة ( ألف ) : يا ويلك .
(3) كلمة : أكن ، مزيدة من نسخة ( ألف ) .
(4) في نسخة (ر) : أأذن .
(5) في نسخة ( ألف ) : يجوز .
(6) في نسخة (ر) : بينهم .. وقد تقرء : نبيهم .. بدلا من : وفي نسخة ( ألف ) : آتيهم .
(7) في نسخة (ر) : يدّر .
(8) كلمة : قد ، مزيدة من نسخة ( ألف ) .
(9) لا توجد : إنا ، في الطبعة الحجرية .
(10) في نسخة (ر) : حذفت كلمة : الرجل ، وأثبتت هنا من المصدر وبقية النسخ .

( 130 )

عليه وآله وسلم الذي نعته . انتهى الخبر (1) .
   فهو (2) نصّ على أن شيعة علي عليه السلام (3) هم الفرقة الناجية ، لوصف النبي صلى الله عليه وآله وسلم لهم : « أنهم خير فرقة » ، ولو كانوا من الفرقة الهالكة لكانوا شرّ (4) فرقة ، ولم يكونوا خير فرقة .
   قال الرجل الكتابي (5) الذي هداه الله الى الإسلام : فقد تطابق العقل والنقل من طريق الأخصام (6) أن الشيعة الإمامية هم الفرقة الناجية من فرق الإسلام ، فيجب المصير إليها والإعتماد عليها .

*  *  *
____________
(1) في نسخة ( ألف ) : تمّ الخبر .
   انظر عنه : تاريخ بغداد : 1|159 ، و 7|236 ـ 237 ، مجمع الزوائد : 6|238 ـ 239 و 241 ، صحيح البخاري : 2|281 ، وفيه « يخرجون حين فرقة الناس » ، الخصائص للنسائي : 176 ، عدة روايات ، مسند أحمد : 3|56 ـ 65 ، وفيه : أولى الطائفتين [ باقي مسند المكثرين حديث 11195 ] ، اُسُد الغابة : 2|140 ، تفسير الطبري : 10|109 ، المستدرك للحاكم : 2|147 ـ 148 و 154 ، صحيح مسلم : 2|745 حديث 148 ، وفيه : خير فرقة ، سنن البيهقي : 8|149 ـ 171 ، حلية الأولياء : 3|99 ، تذكرة الحفاظ : 1|147 « ذيل الحديث » . وغيرها ، حقوق آل البيت لابن تيميّة : 35 ، ابن ماجة في المقدّمة : 12 ، الدارمي في المسند من المقدّمة : 21 ، مؤطأ مالك في مسّ القرآن حديث : 10 ، الملل والنحل 1|21 ، والكامل للمبرد 2|919 .. وغيرها .
(2) في الطبعة الحجرية : هو .
(3) في نسخة ( ألف ) : نص أن شيعة علي بن أبي طالب عليه السلام .
(4) في الطبعة الحجرية : أشر .. وهو سهو .
(5) لا توجد : الرجل الكتابي .. في نسخة (ر) .
(6) في نسخة (ر) : الخصم .

( 131 )

فصل
في بعض ما أورده السنّة من الأخبار الدّالة
على انحصار الإمامة (1) في اثني عشر من قريش

   روى البخاري في صحيحه ـ في موضعين بطريقين (2) ـ عن جابر وابن عُيينة قال (3) : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « ما يزال أمر الناس ماضيا ما ولاّهم اثنا عشر رجلا ، كلّهم من قريش » .
   وفي صحيح مسلم (4) ـ أيضا في موضعين بطريقين ـ عن النبي : « إن هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضي فيهم اثنا عشر خليفة ، كلّهم من قريش » .
   وفي رواية اخرى في صحيح مسلم (5) ـ أيضا ـ عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم : « لا يزال أمر الناس عزيزا الى اثني عشر خليفة ، كلّهم من قريش » .
   وفي صحيح مسلم (6) أيضا : « لا يزال هذا (7) الدّين قائما حتى تقوم الساعة ،
____________
(1) في نسخة ( ألف ) و (ر) : الخلافة .. بدلا من الإمامة .
(2) صحيح البخاري : 4|248 عن جابر باختلاف يسير .
(3) كذا ، والظاهر : قالا .
(4) صحيح مسلم : 3|1452 حديث 5 ، كتاب الأمارة حديث : 3394 .
(5) صحيح مسلم : 3|1453 حديث 7 و 8 ، مسند أحمد : 5|92 ـ 94 ، 99 و 108 .
(6) صحيح مسلم : 3|1453 حديث 9 ، مسند أحمد : 5|89 ، [ مسند البصريين حديث 18 ـ 20 ] ، الصواعق المحرقة : 113 ، مجمع الزوائد : 5|190 .
(7) لا توجد : هذا .. في نسخة ( ألف ) و (ر) .

( 132 )

ويكون عليهم اثنا عشر خليفة ، كلّهم من قريش » .
   وفي الجمع بين الصحاح الستّة (1) ـ في موضعين ـ قال (2) : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « إن هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضي فيهم اثنا عشر خليفة كلّهم من قريش » (3) .
____________
(1) في نسخة ( ألف ) : الجامع بين الصحاح السنة .. ، والصحيح : الستة . وهو غير كتاب الجمع بين الصحيحين للحميدي ، انظر : صحيح مسلم : 3|1452 حديث 5 .
(2) لا توجد : قال .. في نسخة (ر) .
(3) أقول : وجاء هذا الحديث مستفيضا ، لاحظ ـ بالإضافة الى ما مرّ ـ صحيح مسلم : 3|1452 حديث 6 ، صحيح الترمذي : 4|501 ، حلية الأولياء : 4|333 ، وفيه : أثنا عشر أميرا ، كنز العمال : 6|201 ، و12|24 حديث 33803 .
   أخرج حديث : الخلفاء اثنا عشر ـ باختلاف ألفاظه ـ جمع من حفّاظ العامة وأعلامهم منهم :
   البخاري في صحيحه 9|101 كتاب الأحكام باب 51 ، ومسلم في صحيحه 3|1452 ـ 1454 كتاب الإمارة بعدّة طرق ، والترمذي في سننه 4|501 بطريقين صححههما ( كتاب الفتن باب 46 حديث 2223 ) ، وأبو داود في سننه 4|106 بثلاثة طرق صحّحها ، والالباني في صحيح سنن أبي داود 3|87 ، وأحمد بن حنبل في مسنده 1|398 ، 5|86 ـ 90 و 92 ـ 101 ، 106 ، 108 ، والحاكم في مستدركه 3|617 ـ 618 ، وأبو داود الطيالسي في مسنده : 180 ، وأبي نعيم الإصفهاني في حلية الأولياء 4|333 ـ وأبي عونة في مسنده 4|396 ـ 399 ، وابن أبي الحاجم في كتاب السنة 2|518 ، 534 ، 544 ، 549 ، تاريخ الخلفاء : 8 ، فتح الباري 13|181 ، المطالب العالية 2|197 ، مسند ابي يعلى الموصلي 13|457 عن عدة مصادر في هامشه ، وكذا في 9|222 ، والبيهقي في دلائل النبوّة 6|519 ـ 523 ، والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 2|126 ، والهيثمي في مجمع الزوائد 5|190 ـ 191 ، وابن حجر العسقلاني في المطالب العليّة 2|197 ، وابن حبّان في صحيحه ـ كما في الإحسان بترتيب صحيح ابن حبّان 8|226 ، 229 ـ 230 ، والبغوي في شرح السنة 15|30 ، 31 والإلباني في صحيح الجامع الصغير 2|1274 .

=


( 133 )

   .. فهذه الأخبار الواردة عن علماء السنّة في صحاحهم دالّة على انحصار الخلافة في اثني عشر خليفة ، ولاقائل من فِرَق المسلمين بانحصار الخلافة في اثني عشر إلاّ الشيعة الإثنا عشريّة ، وكانت هي الفرقة الناجية ، وذلك واضح (1) .

*  *  *
____________
=
ولاحظ : سلسلة الأحاديث الصحيحة 1|651 حديث 376 ، و 2|690 حديث 964 ، نقلا عن كشف الحقائق : 83 ـ 84 .
   ولنا حديث عن هذا الحديث في غير هذا المقام ان شاء الله تعالى .
(1) لا توجد : وذلك واضح .. في الطبعة الحجرية من الكتاب .