هكذا كان للبركة انتشار من الزمان الذي بارك الله
فيه لعبد من عباده المخلصين ، و للشؤم انتشارمن الزمان الذي غضب فيه على عبيده
الاشقياء.
ان لاعمال الناس آثارا
خالدة في الدنيا و في الاخرة تتجسد لتخلد ناراوقودها الناس والحجارة ، او نعيما
في جنات عدن ، وكل ذلكم الانتشار و تلكم الاثار يراها عباد الله المخلصون
ويدركونها ، فتدفعهم الى الاجتهاد في اداء الاعمال الصالحة واجتناب الاعمال
السيئة من الفحشاءو السوء و المنكر.
و تلكم الرؤية هي برهان الله الذي يؤتي
الله من عباده من تزكى و آثر رضى الله على هوى النفس الامارة بالسوء ، و من ثم لا
تصدر من عباده المخلصين معصية موبقة ، و مثلهم في ذلك مثل انسان بصير و آخر
ضرير يسيران معا في طريق واحد كثيرة العثرات و المهاوي المردية ،
يتجنبهاالبصير و ينبه صاحبه الضرير ليتجنبها ، او كمثل اءناس عطاشى امامهم ماء تتوق
انفسهم الى شربه ليبردوا به حرارة عطشهم ، و فيهم طبيب معه مجهر نظر من خلاله الى
الماء وابصر فيه انواعا من الجراثيم المهلكة ، و اخبر صحبه بلزوم تصفية الماء قبل
الاستفادة منه.
هكذا مثل عباد الله المخلصين في رؤيتهم البرهان و تبصرهم
بحقائق الاعمال و آثارها السيئة اوالحسنة ، فهم مع تلك الرؤية لقبح فعل
المعصية و شناعتها في الدنيا و تجسده نارا محرقة خالدة في الاخرة ، لا يمكن ان
يقدموا على العمل بها مختارين و غير مجبورين على تركها ، او ممنوعين من قبل الله من
اتيانها.
و ما يوردون من شبهات حول عصمة الانبياء مستشهدين بايات متشابهة ،
اخطاوا في تاويل بعضها و فسروا بعضها الاخر بروايات زائفة.
و لكي لا يطول البحث
نكتفي بايراد امثلة من النوعين في ماياتي :
ندرس من هذا النوع من الروايات التي وردت في خبر زواج داود بارملة
اوريا ، و زواج خاتم الانبياء (ص) بمطلقة زيد كالاتي : زواج داود (ع) في القرآن
الكريم : قال الله سبحانه في سورة ص : انا سخرنا الجبال معه ت ( اصبر على ما
يقولون و اذكر عبدنا داود ذا الا يد انه اواب و شددنا ملكه و آتيناه الحكمة
والطير محشورة كل له اوابيسبحن بالعشي و الا شراق اذ دخلوا على داود ففزع
منهمو هل اتاك نباء الخصم اذ تسوروا المحرابوفصل الخطاب قالوا لاتخف
خصمان بغى بعضنا على بعض فاحكم بيننا بالحق و لا تشطط و اهدنا الى سواء ان هذا
اخي له تسع و تسعون نعجة و لي نعجة واحدة فقال اكفلنيها و عزني في الخطابالصراط
قال لقد ظلمك بسؤال نعجتك الى نعاجه وان كثيرا من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض
الاالذينت آمنوا و عملوا الصالحات و قليل ما هم و ظن داود انما فتناه فاستغفر
ربه و خر راكعا واناب يا داود انا جعلناك خليفة في الا رض فاحكم بينفغفرنا له
ذلك و ان له عندنا لزلفى و حسن مب الناس بالحق ... ) (1)
تاويل الايات في روايات مدرسة الخلفاء :
الروايات بمدرسة الخلفاء في تاويل آيات خبر حكم داود (ع) كثيرة ، و نحن نكتفي في ما
ياتي بايراد ثلاثة نماذج منها باذنه تعالى : ا ـ رواية وهب بن منبه : روى الطبري في
تاويل الاية عن وهب انه قال : لما اجتمعت بنو اسرائيل على داود ، انزل الله عليه
الزبور ، وعلمه صنعة الحديد ، فالانه له ، و امرالجبال و الطير ان يسبحن معه
اذا سبح ، و لم يعط الله ـ فيما يذكرون ـ احدا من خلقه مثـل صوته ، كان اذا قرا
الزبور ـ فيما يذكرون ـ تدنو له الوحوش حتى ياخذ باعناقها ، و انها لمصيغة تسمع
لصوته ، و ما صنعت الشياطين المزامير و البرابط و الصنوج الا على اصناف صوته ، و
كان شديد الاجتهاد ، دائب العبادة ، فاقام في بني اسرائيل ، يحكم فيهم بامر الله
نبيا مستخلفا ، و كان شديد الاجتهاد من الانبياء ، كثير البكاء ، ثم عرض من فتنة
تلك المراة ما عرض له ، و كان له محراب يتوحد فيه لتلاوة الزبور و صلاته
اذا صلى ، و كان اسفل منه جنينة لرجل من بني اسرائيل ، كان عند ذلك الرجل المراة
التي اصاب داود فيها ما اصابه.
و انه حين دخل محرابه ذلك اليوم ، قال : لا
يدخلن علي محرابي اليوم احد حتى الليل ، و لايشغلني شي ء عما خلوت له حتى اءمسي ،
و دخل محرابه و نشر زبوره يقرؤه ، و في المحراب كوة تطلعه على تلك الجنينة ، فبينا
هو جالس يقرا زبوره ، اذ اقبلت حمامة من ذهب حتى وقعت في الكوة ، فرفع راسه فرآها
فاعجبته ، ثم ذكر ما كان قال : لا يشغله شي ء عما دخل له ، فنكس راسه ، و اقبل على
زبوره ، فتصوبت الحمامة للبلاء و الاختبار من الكوة ، فوقعت بين يديه ، فتناولها
بيده ، فاستاخرت غير بعيد ، فاتبعها ، فنهضت الى الكوة ، فتناولها في الكوة ، فتصوبت
الى الجنينة ، فاتبعها بصره اين تقع ، فاذا المراة جالسة تغتسل ، بهيئة الله اعلم
بها في الجمال و الحسن والخلق.
فيزعمون انها لما راته نقضت راسها فوارت به
جسدها منه ، واختطفت قلبه ، و رجع الى زبوره ومجلسه ، و هي من شانه ، لا
يفارق قلبه ذكرها ، و تمادى به البلاء ، حتى اغزى زوجها ، ثم امرصاحب جيشه ـ فيما يزعم
اهل الكتاب ـ ان يقدم زوجها للمهالك ، حتى اصابه بعض ما اراد به من الهلاك ، و
لداود تسع و تسعون امراة ، فلما اصيب زوجها خطبها داود ، فنكحها ، فبعث الله اليه
وهو في محرابه ملكين يختصمان اليه ، مثلا يضربه له و لصاحبه ، فلم يرع داود الا
بهما واقفين على راسه في محرابه ، فقال : ما ادخلكما علي ؟ قالا : لا تخف ، لم
ندخل لباس و لا لريبة ( خصمان بغى بعضنا على بعض ) فجئناك لتقضي بيننا ( فاحكم بيننا
بالحق ولا تشطط و اهدناالى سواء الصراط ) اي : احملنا على الحق ، و لا تخالف بنا
الى غيره ، قال الملك الذي يتكلم عن اوريا بن حنانيا زوج المراة : ( ان هذا اخي )
اءي : على ديني ( له تسع و تسعون نعجة و لي نعجة واحدة فقال اكفلنيها ) اءي : احملني
عليها ، ثم ( عزني في الخطاب ) اءي : قهرني في الخطاب ، وكان اقوى مني هو و اعز ، فحاز
نعجتي الى نعاجه ، و تركني لا شي ء لي.
فغضب داود ، فنظر الى خصمه الذي لم
يتكلم ، فقال : لئن كان صدقني ما يقول ، لاضربن بين عينيك بالفاس ، ثم ارعوى داود ،
فعرف انه هو الذي يراد بما صنع في امراة اوريا ، فوقع ساجداتائبا منيبا باكيا ،
فسجد اربعين صباحا صائما لا ياكل فيها ولا يشرب ، حتى انبت دمعه الخضرتحت وجهه و
حتى اندب السجود في لحم وجهه ، فتاب الله عليه و قبل منه.
و يزعمون انه قال
: اي رب غفرت ما جنيت في شان المراة ، فكيف بدم القتيل المظلوم ؟ قيل له : يا داود ـ
فيما زعم اهل الكتاب ـ اما ان ربك لم يظلمه بدمه و لكنه سيساله اياك فيعطيه ، فيضعه
عنك ، فلما فرج عن داود ما كان فيه رسم خطيئته في كفه اليمنى : بطن راحته ، فما
رفع الى فيه طعاما و لا شرابا قط الا بكى اذا رآها ، و ما قام خطيبا في الناس قط الا
نشر راحته فاستقبل بهاالناس ليروا رسم خطيئته (2) .
ب ـ رواية الحسن البصري : روى الطبري و السيوطي في
تفسير الاية عن الحسن البصري انه قال : ان داود جزا الدهر اربعة اجزاء : يوما
لنسائه ، و يوما لعبادته ، و يوما لقضاء بني اسرائيل ، و يومالنبي اسرائيل ،
يذاكرهم ويذاكرونه ، و يبكيهم و يبكونه ، فلما كان يوم بني اسرائيل قال :
ذكروا ، فقالوا : هي ياتي على الانسان يوم لا يصيب فيه ذنبا؟ فاضمر داود في نفسه انه
سيطيق ذلك ، فلماكان يوم عبادته ، اغلق ابوابه ، و امر ان لا يدخل عليه احد ، و
اكب على التوراة ، فبينما هو يقرؤها ، فاذا حمامة من ذهب ، فيها من كل لون حسن ،
قد وقعت بين يديه ، فاهوى اليها لياخذها ، قال : فطارت ، فوقعت غير بعيد من
غير ان تؤيسه من نفسها ، قال : فما زال يتبعها حتى اشرف على امراة تغتسل ،
فاعجبه خلقها و حسنها ، قال : فلما رات ظله في الارض ، جللت نفسها بشعرها ، فزاده
ذلك ايضا اعجابا بها ، وكان قد بعث زوجها على بعض جيوشه ، فكتب اليه يسير الى مكان
كذا و كذا ، مكان اذا سار اليه لم يرجع ، قال : ففعل ، فاءصيب ، فخطبها فتزوجها (3) .
ج ـ رواية يزيد الرقاشي عن انس بن مالك : اخرج
الطبري و السيوطي بتفسير الاية بسندهما عن يزيد الرقاشي ما موجزه : عن يزيد الرقاشي
عن انس بن مالك ، سمعه يقول : سمعت رسول الله (ص) يقول : ان داود (ع)حين نظر الى
المراة قطع على بني اسرائيل و اوصى صاحب الجيش ، فقال : اذا حضر العدوتضرب فلانا
بين يدي التابوت ، و كان التابوت في ذلك الزمان يستنصر به من قدم بين يدي التابوت
لم يرجع حتى يقتل او ينهزم منه الجيش ، فقتل و تزوج المراة ، و نزل الملكان
على داود(ع) ، فسجد فمكث اربعين ليلة ساجدا حتى نبت الزرع من دموعه على راسه ،
فاكلت الارض جبينه و هو يقول في سجوده : رب زل داود زلة ابعد مما بين المشرق و
المغرب ، رب ان لم ترحم ضعف داود وتغفر ذنوبه جعلت ذنبه حديثا في المخلوق من بعده.
فجاء جبرئيل (ع) من بعد.
ربعين ليلة فقال : يا داود ان الله قد غفر لك
و قد عرفت ان الله عدل لايميل ، فكيف بفلان اذا جاء يوم القيامة فقال : يا رب دمي
الذي عند داود؟ قال جبرئيل : ما سالت ربك عن ذلك فان شئت لافعلن ، فقال : نعم ،
ففرح جبرئيل و سجد داود (ع) ، فمكث ما شاء الله ثم نزل فقال : قد سالت الله
يا داود عن الذي ارسلتني فيه ، فقال : قل لداود ان الله يجمعكما يوم
القيامة فيقول : هب لي دمك الذي عند داود ، فيقول : هو لك يا رب ، فيقول : فان لك
في الجنة ما شئت وما اشتهيت عوضا ... (4) .
هكذا جاءت الروايات عن خبر نبي الله داود (ع) في
التفاسير ، و في ما ياتي ندرس اسانيدها : دراسة اسانيد الروايات ا ـ وهب بن منبه :
كان ابوه من ابناء الفرس الذين بعث بهم كسرى الى اليمن ، وفي ترجمته بطبقات ابن سعد
ماموجزه : قال وهب : قرات اثنين و تسعين كتابا كلها اءنزلت من السماء ، اثنان و
سبعون منها في الكنائس وفي ايدي الناس ، و عشرون لا يعلمها الا قليل.
و قال
الدكتور جواد علي : يقال ان وهبا من اصل يهودي ، وكان يزعم انه يتقن اليونانية
والسريانية و الحميرية و قراءة الكتابات القديمة.
و ذكر في كشف الظنون من تليفه
قصص الانبياء (5) .
ب ـ الحسن البصري : ابو سعيد ، كان ابوه مولى زيد بن
ثابت الانصاري ، ولد لسنتين بقيت من خلافة عمر ، و عاش ومات في البصرة 110 ه ، و
كان غاية في الفصاحة و البلاغة ، مهابا عند الناس و سلطة الخلافة ، واماما لاتباع
مدرسة الخلفاء بالبصرة (6) .
رايه : يظهر من روايات وردت بترجمته في طبقات
ابن سعد انه كان يقول بالقدر و يناظر فيه ، ثم رجع عنه ، و انه كان لا يرى الخروج
على السلطة الظالمة كسلطة الحجاج.
قيمة رواياته : في ترجمته بميزان العتدال (7) : كان الحسن كثير التدليس فاذا قال في حديث : عن فلان
ضعف لحاجة ، و لا سيما عمن قيل انه لم يسمع منهم كابي هريرة ونحوه ، فعدوا ما كان
له عن ابي هريرة في جملة المنقطع ، و الله اعلم.
اي : ان الحسن اذا قال في
الحديث : عن فلان ضعفت روايته عن فلان لحاجته الى ذلك القول ، لا سيما في ما يرويه
عمن لم يسمعهم ، مثل رواياته عن ابي هريرة و نحوها ممن روى عنهم في حين انه لم
يشاهدهم.
و برتجمته بطبقات ابن سعد عن علي بن زيد انه قال : حدثـت الحسن بحديث
فاذا هو يحدث به ، قال : قلت : يا ابا سعيد حدثتكم.
و روى ـ ايضا ـ انه قيل
له : ارايت ما تفتي الناس اشياء سمعتها ام برايك ؟ فقال : لا و الله ما كل ما نفتي
به سمعناه ، و لكن راينا خير لهم من رايهم لانفسهم (8) .
تخرج من مدرسته واصل بن عطاء ( : 131ه ) مؤسس
مذهب الاعتزال ، و ابن ابي العوجاء احدمشاهير الزنادقة.
قيل له : تركت مذهب
صاحبك و دخلت في ما لا اصل له ولا حقيقة طورا بالقدر وطورا بالجبر ، فما اعلمه اعتقد
مذهبا فدام عليه.
قتله على الزندقة والي الكوفة 155 ه ، قال عند قتله : لئن
قتلتموني لقد وضعت اربعة آلاف حديث اءحرم فيه ما اءحل الله ، واءحلل فيه
ما حرم الله ، فطرتكم يوم صومكم و صومتكم يوم فطركم (9) .
ج ـ يزيد بن ابان الرقاشي : المحدث القاص البصري و
الزاهد البكاء من غير دراية و فقه.
في ترجمته في تهذيب الكمال للمزي و تهذيب
التهذيب لابن حجر ما موجزه (10) :
ا ـ عن زهده : جوع نفسه و عطشها ، ذبل جسمه و نهك بدنه و
تغير لونه ، كان يبكي و يبكي جلساءه و يقول ـ مثلا ـ : تعالوا نبكي على الماء البارد
يوم الظما ، و يقول : على الماء البارد السلام بالنهار ، قال : وفعل ما لم يقله رسول
الله و لم يفعله ، و قال الله سبحانه : ( قل من حرم زينة الله التي اخرج لعباده و
الطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا ).
ب ـ عن رايه : كان ضعيفا
قدريا (11) .
ج ـ عن قيمة رواياته : رووا عن شعبة انه قال :
لان اقطع الطريق احب الي من ان اروي ، و قال : لان ازني احب الي من ان اروي عنه.
و قالوا في حديثه : منكر الحديث ، متروك الحديث ، لا يكتب حديثه و قال ابو
حاتم : كان واعظا بكاء كثير الرواية عن انس بما فيه نظر ، و في حديثه ضعف.
و في
تهذيب التهذيب : قال ابن حبان : كان من خيار عباد الله من البكائين بالليل ،
لكنه غفل عن حفظ الحديث شغلا بالعبادة حتى كان يقلب كلام الحسن فيجعله عن انس
عن النبي (ص) ، فلاتحل الرواية عنه الا على جهة التعجب.
وفاته : توفي يزيد بن
ابان قبل العشرين و مائة هجرية (12) .
1 ـ الايات 26 ـ 17.
2 ـ تفسير الطبري
23 : 96 ـ 95 ط.دار المعرفة , بيروت .
3 ـ تفسير الطبري 23 : 96
ط.دار المعرفة , بيروت ,و السيوطي 5 : 148 و اللفظ للاول .
4 ـ بتفسير الاية في تفسير الطبري 23 : 96 ط.دار المعرفة ,
بيروت , والسيوطي
5 ـ طبقات ابن سعد 5 : 395
ط.اوربا , و كشف الظنون : 1328 , و تاريخ العرب قبل الاسلام
6 ـ ترجمته في وفيات الاعيان لابن خلكان 1 : 354 ط.الاولى , وطبقات
ابن سعد 7 : 1/120
7 ـ 1 : 427 رقم الترجمة
1968.
8 ـ الحديثان بطبقات ابن
سعد 8 : 120 ط.اوربا 7 : 1/120.
9 ـ ترجمة واصل بن عطاء
في وفيات الاعيان لابن خلكان , و ترجمة ابن ابي العوجاء في بحث
10 ـ راجع ترجمته بتهذيب الكمال للمزي مخطوطة المكتبة الظاهرية
مصورة المجمع العلمي
11 ـ طبقات ابن سعد 7 : ق2/13 ط.اوروبا.
12 ـ راجع ترجمته في تهذيب
التهذيب 11 : 311 ـ 309.