فـتـح الابــواب ::: 61 ـ 75
(61)
    1 ـ يعتبر هذا البحث خطوة أولى على طريق كتابة دراسة شاملة للمكتبة الطاووسية.
    2 ـ تهيّأ الدراسة مادة أولية للمهتمين بشؤون الفهرسة والببلوغرافيا للاستفادة منها ، فمثلاً لم يذكر الدكتور صلاح الدين المنجد في كتابه « معجم ما ألف عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) » كتاب الأربعين في الأدعية الماثورة عن سيد المرسلين ، الذي نقل عنه السيد ابن طاووس في كتابنا هذا ، لأنه كان مغموراً في تضاعيف الكتاب المخطوط ، فلذلك لم يطلّع عليه.
    3 ـ تسليط الضوء على المصادر التي فقدت بعد القرن السابع الهجري ، وبالتالي التفكير في إمكانية جمعها من خلال الكتب التي نقلت عنها.
    4 ـ ذكر طرق السيد ابن طاووس للمؤلفين والمؤلَّفات يحتل أهمية كبرى من جملة أهداف هذه الدراسة ، لأن هذه الطرق مبعثرة في مطاوي كتب السيد ابن طاووس ، مما يعسر على الباحثين والمحققين العثور عليها.
    نذكر مثالاً لذلك ما ورد في كتاب « أنصار الحسين » لسماحة الشيخ محمد مهدي شمس الدين ، فقد ذكر في دراسته حول الزيارة المنسوبة إلى الناحية ما نصه :
    « يتبين من هذا النص أن الزيارة المنسوبة إلى الناحية قد وصلت إلينا بالطريق التالي :
    أ ـ رضي الدين علي بن موسى بن جعفر بن طاووس ( ت سنة 664 هـ ) رحمه الله ، وهومن أعاظم العلماء الزهاد العبّاد الثقات.
    2 ـ أبوجعفرمحمد بن الحسن الطوسي ( ت سنة 460 هـ ) رحمه الله ، شيخ الطائفة ، وهو أشهر من أن يذكر.


(62)
    وقد رواها ابن طاووس بإسناده إلى جدّه أبي جعفر رحمه الله ، ولم يتح لنا الإطلاع على رجال طريق ابن طاووس إلى الشيخ الطوسي » (1).
    وذكر بقية رجال السند.
    مع العلم أن للسيد ابن طاووس عدّة طرق للشيخ الطوسي !! سوف تأتيك في الدراسة.
    5 ـ أغنتنا هذه الدراسة عن تحميل هامش الكتاب ما لا يطيقه من تراجم المؤلفين المغمورين أو إيضاح موجز لمصنفاتهم.

1 ـ أنصارالحسين : 167.

(63)
د ـ متن الدراسة
    1 ـ الأربعين في الأدعية الماثورة عن سيد المرسلين
    تأليف : محمود بن أبي سعيد بن طاهر السجزي ( السخيري ).
    قال السيد ابن طاووس : « وحدثني من أسكن إليه أن هذا المصنِّف زاهد ، كثير التصنيف عند أصحاب أبي حنيفة ، معتمد عليه » (1).
    إلآ أنني لم أعثر على ترجمته في ما استقصيته من كتب التراجم والرجال.
    ونقل السيد ابن طاووس من الكتاب الأنف الذكر حديثاً مسَنداً في الاستخارة ، هو الحديث الثاني من الأربعين ، بعد أن قال : « واعلم أنني وقفت على تصنيف لبعض المخالفين الزهاد أيضاً الذي يقتدون به في الأسباب ، يتضمن هذا حديث الاستخارة ، ويذكر فيه الرقاع الست » (2).
    ومن الجدير بالذكر أن الدكتورصلاح الدين المنجد لم يذكره في كتابه « معجم ما ألف حول رسول الله ( ص ) ».

1 و 2 ـ فتح الأبواب : 151.

(64)
    2 ـ أصل عتيق مأثور
    نقل منه المصنف حديثاً عن عبدالله بن ميمون القداح ، عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، وأعقبه بدعاءٍ في الاستخارة نقله منه أيضاً.
    والأصل من كتب الحديث هو ما كان المكتوب فيه مسموعاً لمؤلفه عن المعصوم ، أوعمّن سمع منه لا منقولاً عن مكتوب فإنه فرع منه.
    وتحظى الأصول عند الامامية باهمية خاصة ، حتى أن وجود الحديث في الأصل المعتمد عليه كان بمجرده من موجبات الحكم بالصحة عند القدماء ، ولهذا أشار المحقق الداماد في الرواشح ، عندما قال : « وليعلم أن الأخذ من الأصول المصححة المعتمدة أحد أركان تصحيح الرواية ».
    وللأسف لا يوجد حصر دقيق لعدد أصحاب الأصول ومؤلفاتهم ، حتى أنّ الشيخ الطوسي قال في بداية الفهرست :
    « ولم أضمن اني استوفي ذلك إلى آخره فإن تصانيف أصحابنا وأصولهم لا تكاد تنضبط لانتشار أصحابنا في البلدان وأقاصي الأرض ».
    إلأ أنّ المقدار المتيقّن أنّهم لم يكونوا أقل من أربع مائة رجل ، كما يستفاد مما ذكره الشيخ الطبرسي في إعلام الورى ، قاله : « روى عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) من مشهوري أهل العلم أربعة آلاف إنسان وصنف من جواباته في المسائل أربع مائة كتاب تسمى الأصول ، رواها أصحابه وأصحاب ابنه الكاظم ( عليهما السلام ) ».
    والظاهر أنّ تاريخ كتابة هذه الأصول لا يتجاوز عصر الأئمة ( عليهم السلام ) من أيام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) إلى عصر الإمام العسكري ( عليه السلام ) ، وهو مراد الشيخ المفيد من عبارته المنقولة عنه في أول كتاب معالم العلماء : « وصَنَفَت الإمامية من عهد أمير المؤمنين ( عليه


(65)
السلام ) إلى عصر أبي محمد الحسن العسكري ( عليه السلام ) أربع مائة كتاب تسمى الأصول ، وهذا معنى قولهم : له أصل ».
     ومما يستشاط له ألماً أن أكثر هذه الأصول قد دخلت في عداد المفقودات ، على أنّها كانت باقية حتى زمن محمد بن إدريس الحلي ( 598هـ ) الذي استخرج من مجموعة منها ما جعله مستطرفات السرائر ، وكذلك حصلت مجموعة من تلك الأصول عند السيد ابن طاووس ( 664 هـ ) الذي نقل عنها في تصانيفه (1).
    3 ـ أصل محمد بن أبي عمير :
    أبو أحمد الأزدي محمد بن أبي عمير زياد بن عيسى ، كان من أوثق الناس عند الخاصة والعامة وأنسكهم نسكاً ، وأورعهم وأعبدهم ، جليل القدر ، عظيم المنزلة ، أدرك ثلاثة من الأئمة : الكاظم والرضا والجواد ( عليهم السلام ).
    حبس في أيام الرشيد العباسي ، وتحمل في سبيل عقيدته وتمسكه بخط أهل البيت ( عليهم السلام ) من الآلام ما يدل على عظيم مقامه وسموّ مرتبته ، وروي أن أخته دفنت كتبه في حالة استتارها وكونه في الحبس أربع سنين ، فهلكت الكتب ، وقيل : بل تركتها في غرفة فسال عليها المطر فهلكت ، فحدّث من حفظه ، ومما كان سلف له في أيدي الناس ، فلهذا أصحابنا يسكنون إلى مراسيله.
    قال النجاشي : « وقد صنف كتباً كثيرة » وذكر طرقه إليها.
1 ـ أنظر فتح الأبواب : 1471 ، فهرست الشيخ : 3 ، معالم العلماء : 3 ، الرواشح السماوية : 99 الراشحة 29 ، الذريعة 2 : 125 ، وعليه اعتمدت في صياغة ما في المتن.

(66)
    توفي في سنة 217 هـ (1).
    4 ـ أصل من أصول أصحابنا :
    كذا عنونه المصنف ، وقال : « تاريخ كتابته في شهر ربيع الأخر سنة أربع عشرة وثلثمائة » ، ونقل منه حديثاً قدسياً في الاستخارة ، عن الصادق ( عليه السلام ) قال : « قال الله تبارك وتعالى : من شقاء عبدي أن يعمل الأعمال ولا يستخيرني » (2).
    5 ـ الاقتصاد في ما يجب على العباد
    تأليف : شيخ الطائفة محمد بن الحسن الطوسي ( 460 هـ ).
    وهو في ما يجب على العباد من أصول العقائد والعبادات الشرعية على وجه الاختصار.
    طبع الكتاب في مدينة قم المشرفة سنة 1400هـ بمناسبة ذكرى احتفالات بداية القرن الخامس عشر الهجري المبارك بعنوان : « الاقتصاد الهادي إلى سبيل الرشاد » تبعاً لما ذكره الشيخ الطهراني في الذريعة ظاهراً ، إلا أن عنوان الكتاب كما ذكره الشيخ في الفهرست عندما ترجم لنفسه وذكر مصنفاته هو : « الاقتصاد في ما يجب على العباد » ، وفي معالم العلماء : « مجموع الاقتصاد في ما يجب على العباد » (3).
1 ـ رجال النجاشي : 326/ 887 ، فهرست الشيخ : 142/ 607 ، رجال الكشي : 589 ، رجال ابن داود : 159/ 1272 ، جامع الرواة 2 : 50 ، نقد الرجال : 284/ 49 ، هداية المحدثين : 138 ، تنقيح المقال 2 : 61/ 10272 ، مجمع الرجال 5 : 120 ، الكنى والألقاب 1 : 191 ، معجم رجال الحديث 14 : 279/ 10018.
2 ـ فتح الأبواب : 132.
3 ـ فهرست الشيخ : 161 ، معالم العلماء : 115 ، الأعلام 6 : 84 ، معجم رجال الحديث 15 : 244 ، الذريعة 2 : 269/ 1089.


(67)
    6 ـ الأمالي
    تأليف : محمد بن أبي عبدالله.
    عرَفه السيد ابن طاووس بأنّه « من رواة أصحابنا » ، ونقل من كتابه الأنف الذكر بعد أن قال : « وجدته في نسخة تاريخ كتابتها سنة تسع وثلثمائة ».
    والأمالي ـ على ما ذكره الشيخ الطهراني ـ هي عنوان لبعض كتب الحديث غالباً ، وهو الكتاب الذي أدرج فيه الأحاديث المسموعة من إملاء الشيخ عن ظهر قلبه وعن كتابه ، والغالب عليها ترتيبه على مجالس السماع ، ولذا يطلق عليه المجالس أو عرض المجالس أيضاً ، وهو نظير الأصل في قوة الاعتبار ، وقلة تطرق احتمال السهو والغلط والنسيان ، ولا سيما إذا كان إملاء الشيخِ عن كتابه المصحح أوعن ظهر القلب مع الوثوق والاطمئنان بكونه حافظاً متقناً ، والفرق أن مراتب الاعتبار في أفراد الأصول تتفاوت حسب أوصاف مؤلفيها ، وفي الأمالي تتفاوت بفضائل ممليها.
    وقال حاجي خليفة : الأمالي جمع الاملاء ، وهو أن يقعد عالم وحوله تلامذته بالمحابر والقراطيس ، فيتكلم العالم بما فتح الله سبحانه وتعالى عليه من العلم ويكتبه التلامذة فيصير كتاباً ويسمونه ، الاملاء والأمالي ، وكذلك كان السلف من الفقهاء والمحدثين وأهل العربية وغيرها في علومهم فاندرست لذهاب العلم والعلماء وإلى الله المصير ، وعلماء الشافعية يسمون مثله : التعليق (1).
1 ـ فتح الأبواب : 245 ، بحار الأنوار 46 : 77/ 73 ، كشف الظنون 1 : 161 ، الذريعة 2 : 305.

(68)
    7 ـ تسمية المشايخ
    تأليف : أبي العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة ( 332 هـ ).
    الحافظ المشهور بـ ( ابن عقدة ) أحد أعلام الحديث ، ولد سنة 249 هـ بالكوفة ، طلب الحديث سنة بضع وستين ومئتين ، وكتب منه ما لا يحدُّ ولا يوصف عن خلق كثير بالكوفة وبغداد ومكة ، توفي لسبع خلون من ذي القعدة سنة 332 هـ.
    ويظهر أن كتابه المذكور ذكر فيه أسماء المشايخ والرواة بترتيب الحروف ، مفرداً لكل اسم باباً خاصاً ، فقد نقل عنه السيد ابن طاووس قائلاً : ومما رويته بإسنادي إلى جدي أبي جعفر الطوسي ، فيما رواه وأسنده إلى أبي العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة ، عما رواه أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة في كتاب تسمية المشايخ ، من الجزء السادس منه ، في باب إدريس ، قال ...
    وذكر حديثاً مسنداً عن إدريس بن عبداللّه بن الحسن عن جعفر بن محمد ... ويظهر مما ذكره السيد ابن طاووس أنّ الكتاب كبير الحجم ، بحيث ان حرف الهمزة يمتد إلى الجزء السادس منه ، وربما لما بعده (1).
    8 ـ تهذيب الأحكام
    تأليف : شيخ الطائفة محمد بن الحسن الطوسي ( 460 هـ ).
    أحد الكتب الأربعة المعتمدة عند الشيعة الإمامية ، وأبرز المجاميع القديمة المعوّل عليها عند علماء المذهب ، استخرجه شيخ الطائفة من
1 ـ فهرست الشيخ : 28/ 76 ، تاريخ بغداد5 : 14/ 2365 ، فتح الابواب : 159 ، تذكرة الحفاظ 3 : 389/ 820 ، العبر 2 : 42 ، سيرأعلام النبلاء 15 : 340/ 178 ، لسان الميزان 1 : 263/ 817 ، شذرات الذهب 2 : 332.

(69)
الأصول المعتمدة للقدماء ، وهو شرح على كتاب المقنعة لاستاذه الشيخ المفيد ( 413 هـ ).
    يوجد منه الجزء الأول بخط الشيخ الطوسي ، وعليه خط الشيخ البهائي ، في مكتبة السيد الميرزا محمد حسين بن علي أصغر شيخ الإِسلام الطباطبائي.
    طبع الكتاب بتحقيق السيد حسن الخرسان في عشرة أجزاء.
    ولأهمية الكتاب ومقامه السامي كثرت الشروح له والحواشي عليه ، ذكر الشيخ الطهراني منها 16 شرحاً و 20 حاشية ، بالاضافة إلى مجموعة من الكتب ألفت حول هذا الأثر القيم كـ « ترتيب التهذيب » و « تصحيح الأسانيد » وغيرهما (1).
    9 ـ الجمع بين الصحيحين
    تأليف : أبي عبدالله محمد بن أبي نصر فتوح بن عبدالله بن حميد الأزدي الميورقي الحميدي ( 488 هـ ).
    حافظ مشهور ومحدث كبير ، من أهل جزيرة ميورقة ، وأصله من قرطبة ، كان ظاهري المذهب ، روى عن ابن حزم واختص به وأكثر عنه وعن ابن عبدالبر ، رحل إلى مصر ودمشق ومكة سنة 448 هـ ، واستوطن بغداد إلى أن توفي فيها سنة 488 هـ.
    وأما كتابه المعنون فقد جمع فيه صحيح البخاري وصحيح مسلم ، ورتب الأحاديث على حسب فضل الصحابي الراوي ، فقدم أحاديث أبي بكر وباقي الخلفاء الأربعة ثم تمام العشرة.
1 ـ رجال النجاشي : 403 ، فهرست الشيخ : 161 ، معالم العلماء : 115 ، الذريعة 4 : 504 / 226 3 ، الأعلام 6 : 84.

(70)
    قال ابن الأثير في جامع الأصول : واعتمدت في النقل من كتابي البخاري ومسلم على ما جمعه الإمام أبو عبدالله الحميدي في كتابه ، فإنه أحسن في ذِكْر طرقه ، واستقصى في إيراد رواياته ، وإليه المنتهى في جمع هذين الكتابين.
    وأسهب حاجي خليفة في كشف الظنون بالحديث عن الكتاب ، أعرضنا عن ذكره خشية الإطالة ، وشرح الكتاب عون الدين أبي المظفر يحيى بن محمد المعروف بابن هبيرة الوزير الحنبلي ( 560هـ ) ولخصه الحافظ شهاب الدين أحمد بن علي بن حجر العسقلاني ( 852 هـ ).
    وذكر السيد ابن طاووس طريقه للكتاب قائلاً :
    أخبرني الشيخ محمد بن محمود بن النجار المحدث بالمدرسة المستنصرية في ما أجازه لي ببغداد في ذي القعدة من سنة ثلاث وثلاثين وستمائة من سائر ما يرويه ، ومن ذلك كتاب الجمع بين الصحيحين للحميدي ، قال : سمعته من أبي أحمد عبد الوهاب بن علي بن علي ، لسماعه بعضه من أبيه وتاليه من ابراهيم بن محمد بن نبهان الغنوي الرقي ، كلاهما عن الحميدي.
    والكتاب ـ بحدود اطلاعي ـ لم يطبع بعد ، توجد منه نسخة مخطوطة نفيسة في مكتبة آية الله المرعشي العامة ، محفوظة برقم 218 ، الجزء الثاني فقط ، يبدأ باواسط مسند أبي برزة وينتهي بمسند أبي سعيد الخدري (1).
1 ـ جامع الأصول 1 : 55 ، الكامل في التاريخ 10 : 254 ، وفيات الأعيان 4 : 282 ، العبر 2 : 359 ، فتح الأبواب : 149 ، تذكرة الحفاظ 4 : 1218/ 1041 ، مرآة الجنان 3 : 149 ، شذرات الذهب 3 : 392 ، كشف الظنون 1 : 599 ، الكنى والألقاب 2 : 177 ، الأعلام 6 : 327 ، فهرس المكتبة المرعشية 1 : 246.

(71)
    10 ـ الدعاء أو الأدعية
    تأليف : أبي القاسم سعد بن عبدالله بن أبي خلف الأشعري القمي ( 299 أو 351 هـ ).
    من ثقات الطائفة وأعلام فقهائها ، سمع من حديث العامة شيئاً كثيراً ، وسافر في طلب الحديث ، عدّه الشيخ في رجاله من أصحاب الإمام أبي محمد العسكري ( عليه السلام ) ، وقال : « ولم أعلم أنّه روى عنه » ووثقه في الفهرست وأثنى عليه قائلاً : « جليل القدر ، واسع الأخبار ، كثير التصانيف ، ثقة ».
    وكتابه المعنون من المصادر التي فقدت بعد القرن السابع للهجرة ، ولم تصل إلينا إلا بتوسط كتب أخرى نقلت عنها. وتحتفظ مصنفات السيد ابن طاووس عموماً وكتابنا ـ فتح الأبواب ـ خصوصاً بمجموعة ثمينة من نصوص هذا الأثر المفقود (1).
    11 ـ الدعوات
    تأليف : الشيخ أبي العباس جعفر بن محمد بن أبي بكر النسفي المستغفري السمرقندي ( 432 هـ ).
    خطيب حافظ مفسر محدّث ، صاحب كتاب « طب النبي » و « شمائل النبي » و « دلائل النبوة » ، ترحم عليه السيد ابن طاووس ، وعبر عنه : بالامام الشيخ الخطيب ، ونقل عن كتابه « الدعوات » نصاً في كيفية التفأل بكتاب الله عزوجل ، ولدسنة 350 هـ ، وتوفي سنة 432 هـ ، وقبره بنسف : بلدة بين
1 ـ رجال النجاشي : 177/ 467 ، رجال الشيخ : 431/ 3 ، وفهرسته : 75/ 306 ، معالم العلماء : 54/ 358 ، نقد الرجال : 149/ 27 ، جامع الرواة 1 : 355 ، وسائل الشيعة 1 : 7 ، الذريعة 8 : 182/ 715 ، معجم رجال الحديث 8 : 74/ 5048.

(72)
جيحون وسمرقند (1).
    12 ـ الدلائل
    تأليف : أبي العباس عبدالله بن جعفر الحميري.
    شيخ القميين ووجههم ، وثقه الشيخ في الفهرست ، وعده في رجاله من أصحاب الرضا والهادي والعسكري ( عليهم السلام ) ، ويستبعد كونه من أصحاب الرضا ( عليه السلام ) ، لما ذكره النجاشي من قدومه إلى الكوفة سنة نيف وتسعين ومائتين ، فكيف يمكن أن يكون من أصحاب الإمام الرضا ( عليه السلام ) المتوفى سنة ثلاث ومائتين.
    وكتاب الدلائل من آثاره المهمة ، ذكره في جملة مصنفاته كلّ من : النجاشي والشيخ وابن شهر آشوب ، وقد أوصى السيد ابن طاووس ولده محمد بالنظر فيه من بين جملة كتب الدلائل والمعجزات التي ذكرها في كشف المحجة ، وينقل عنه أيضاً الشيخ الإربلي في كتابه كشف الغمة ، ولا يستبعد بقاء نسخة الكتاب إلى ما بعد القرن العاشر للهجرة كما يستفاد من عبارة الشيخ الطهراني في الذريعة : « وقال الميرزا كما لا صهر العلامة المجلسي في البياض الكمالي : عليك بمطالعة كتاب الدلائل للحميري ، فيظهرمنه وجود نسخته عنده ».
    وكيف كان فالكتاب من الاثار المفقودة في عصرنا الحاضر ،
    ويظهر مما ذكره الإربلي في كشف الغمة عندما قال : « ووقع إلي كتاب دلائل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) تأليف أبي العباس عبدالله بن جعفر الحميري فنقلت منه دلائل أبي محمد علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب
1 ـ فتح الأبواب : 156 ، شذرات الذهب 3 : 249 ، هدية العارفين 5 : 253 ، الكنى والألقاب 3 : 152 ، هدية الأحباب : 329.

(73)
( عليهم السلام ) » أن الكتاب المذكور مرتب على ذكر دلائل المعصومين منِ أهل البيت ( عليهم السلام ) ابتداءً برسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ومروراً بائمة أهل البيت ( عليهم السلام ) الواحد تلو الآخر (1).
    13 ـ رسائل الأئمة ( عليهم السلام )
    تأليف : الشيخ محمد بن يعقوب الكليني ( 329 هـ ).
    من الاثار المهمة التي تعدّ من مفقودات تصانيف الشيخ الكليني ، نقل عنه السيد ابن طاووس في كتبه ، وعلم الهدى ابن الفيض الكاشاني في كتابه معادن الحكمة في مكاتيب الأئمة ( عليهم السلام ) ، واستظهر الشيخ الطهراني في الذريعة أنه نقل عنه بغير واسطة ، وقال : « وعليه فلا يبعد وجود الكتاب اليوم في بعض المكتبات » نسأل الله تعالى أن يقيّض لهذا الكتاب من أهل صفوته مَن يحظى بشرف إخراجه إلى عالم النور.
    وطريق السيد ابن طاووس للكتاب ، كما ذكره ، قال :
    أخبرني شيخي العالم الفقيه محمد بن نما والشيخ العالم أسعد بن عبدالقاهر الأصفهاني معاً ، عن الشيخ أبي الفرج علي بن أبي الحسين الراوندي ، عن والده ، عن أبي جعفر محمد بن علي بن المحسن الحلبي ، عن السعيد أبي جعفر الطوسي ، عن الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان ، عن الشيخ أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه القمي ، عن الشيخ محمد بن يعقوب الكليني فيما صنّفه من كتاب رسائل الأئمة (2).
1 ـ رجال النجاشي : 219/ 573 ، رجال الشيخ : 396/ 13 و 419/ 23 و 432 / 2 ، وفهرسته : 102/ 429 ، معالم العلماء : 73/ 493 ، كشف المحجة : 35 ، كشف الغمة 2 : 109 ، رجال ابن داود : 117 ، نقد الرجال : 196/ 67 ، مجمع الرجال 3 : 273 ، الذريعة 8 : 237/ 1001 ، معجم رجال الحديث 10 : 139/ 6755.
2 ـ رجال النجاشي : 377/ 1026 ، فهرست الشيخ : 135/ 591 ، معالم العلماء : 99 ، فتح الأبواب : 142 الذريعة 10 : 239/ 766.


(74)
    14 ـ رسالة الشرائع
    تأليف : الشيخ أبي الحسن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي ( 329 هـ ).
    رسالة كتبها إلى ولده الشيخ الصدوق محمد بن علي ، كما ذكر ذلك النجاشي قائلاً « وهي الرسالة إلى ابنه ».
    قال الشيخ الطهراني : « كانت هذه الرسالة مرجع الأصحاب عند إعواز النصوص المأثورة المسندة لقول مؤلفه في أوله : إن ما فيه مأخوذ عن أئمة الهدى. فكل ما فيه خبر مرسل عنهم ، وتوجد نسخة منها في الكاظمية في مكتبة سيدنا الحسن صدرالدين ، وهي بخط السيد محمد بن مطرف تلميذ المحقق الحلي ، وقد قرأها على أستاذه المحقق فاجازه على ظهرها ، وتاريخ الإجازة سنة 672 هـ ، ومجموعها يقرب من ألف بيت ».
    وذهب البعض إلى أنّ هذه الرسالة هي بعينها كتاب فقه الامام الرضا ( عليه السلام ) بادلّة ذُكرت وردّت من قِبَل آخرين في مظانها.
    ونقل عن الرسالة المذكورة جمع كثير من العلماء ، منهم : الشيخ الصدوق في الفقيه والمقنع والهداية والخصال وعلل الشرائع ، والسيد ابن طاووس في مصنفاته ، والعلامة في المختلف ، وغيرهم.
    وطريق السيد ابن طاووس للرسالة هو :
    الشيخ محمد بن نما والشيخ أسعد بن عبدالقاهر الأصفهاني ، عن الشيخ أبي الفرج علي بن السعيد أبي الحسين الراوندي ، عن والده ، عن أبي جعفر محمد بن علي بن المحسن الحلبي ، عن السعيد أبي جعفر محمد بن


(75)
الحسن الطوسي ، عن المفيد محمد بن محمد بن النعمان وعن الحسين بن عبيد الله معاً ، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي ، عن والده ، فيما رواه في رسالته الى ولده (1).
    15 ـ الرسالة العزية
    تأليف : الشيخ محمد بن محمد بن النعمان ، الشهير بالشيخ المفيد ( 413 هـ ).
    نقل منه السيد ابن طاووس « باب صلاة الاستخارة » ، وذكره النجاشي ضمن مصنفاتَ الشيخ المفيد (2).
    16 ـ السرائر الحاوي لتحرير الفتاوي
    تأليف : الشيخ محمد بن منصور بن أحمد بن إدريس بن الحسين العجلي الحلي ( 598هـ ).
    أثر قيم ، تكمن أهميته في أنّ المصنف ناقش فيه آراء الشيخ الطوسي ، كاسراً بذلك طوق الجمود والتقليد الذي أحاط بالفقه الشيعي أكثر من مائة عام ، لما كانت تحمله آراء شيخ الطائفة قُدس سره من هالة قداسة يصعب اقتحامها.
    قال الشيخ يوسف البحراني : هو أول من فتح باب الطعن على الشيخ ، وإلا فكلّ من كان في عصر الشيخ أو من بعده إنما كان يحذوحذوه
1 ـ رجال النجاشي : 261/ 684 ، فهرست الشيخ : 93/ 382 ، معالم العلماء : 65/ 439 ، فتح الأبواب : 231 ، بحار الأنوار 1 : 12 ، رياض العلماء 2 : 31 ، مستدرك الوسائل 3 : 359 ، مفاتيح الاصول : 352 ، فصل القضاء : 428 ، الذريعة 13 : 46/ 157 ، مقدمة الفقه المنسوب للإمام الرضا ( عليه السلام ) : 38.
2 ـ رجال النجاشي : 402 / 1067 ، فتح الأبواب : 167 ، الذريعة 15 : 263/ 1703.
فـتـح الابــواب ::: فهرس