مفاهيم القرآن ـ جلد العاشر ::: 231 ـ 240
(231)
يَصِفُوا بها علياً بالفداء والبذل والإيثار ، وإلى أن يعتبروا نزول الآية المذكورة في شأنه من المسلّمات ، كلّ ما بلغ الحديث في التفسير والتاريخ إليها. (1)
    إنّ هذه الحقيقة لا تنسي أبداً ، فإنّه من الممكن إخفاء وجه الواقع والتعتيم عليه بعض الوقت إلا أنّه سرعان ما تمزّق أشعةُ الحقيقة الساطعة حجبَ الأوهام ، وتخرج شمس الحقيقة من وراء الغيوم.
    إنّ معاداة معاوية لأهل بيت النبوة وبخاصة للإمام أمير المؤمنين علي عليه السَّلام ممّا لا يمكن النقاش فيه.
    فقد أراد هذا الطاغية من خلال تطميع بعض صحابة النبي ( صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم ) أن يلوّث صفحات التاريخ اللامعة ويخفي حقائقه بوضع الأكاذيب ، ولكنّه لم يحرز في هذا السبيل نجاحاً.
    فقد عمد « سمرة بن جندب » الذي أدرك عهد رسول اللّه ( صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم ) ثمّ انضمّ بعد وفاته ( صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم ) إلى بلاط معاوية بالشام ، عمد إلى تحريف الحقائق مقابل أموال أخذها من الجهاز الأموي ، الحاقد على أهل البيت.
    فقد طلب منه معاوية بإصرار أن يرقى المنبر ويكذّب نزول هذه الآية في شأن علي ( عليه السّلام ) ، ويقول للناس أنّها نزلت في حقّ قاتل عليّ ( أي عبد الرحمن بن ملجم المرادي ) ، ويأخذ في مقابل هذه الأُُكذوبة الكبرى ، وهذا الاختلاق الفضيع ـ الذي أهلك به دينه ـ ، مائة ألف درهم.
    فلم يقبل « سمرة » بهذا المقدار ولكن معاوية زاد له في المبلغ حتى بلغ أربعمائة ألف درهم ، فقبل الرجل بذلك ، فقام بتحريف الحقائق الثابتة ، مسوَّداً
1 ـ الغدير : 48/2.

(232)
بذلك صفحته السوداء أكثر من ذي قبل ، وذلك عندما رقى المنبر وفعل ما طلب منه معاوية. (1)
    وقبل السامعون البسطاء قوله ، ولم يخطر ببال أحد منهم أبداً أنّ ( عبد الرحمن بن ملجم ) اليمنيّ لم يكن يوم نزول الآية في الحجاز بل لعلّه لم يكن قد وُلِد بعد آنذاك. فكيف يصحّ ؟!
    ولكن الحقيقة لا يمكن أن تخفى بمثل هذه الحجب الواهية ، ولا يمكن أن تُنسى بمثل هذه المحاولات العنكبوتية الرخيصة.
    فقد زالت حكومة معاوية و هلك أعوانها ، واندثرت آثار الاختلاق والافتعال الذي وقع في عهدها المشؤوم ، و طلعت شمس الحقيقة من وراء حُجبُ الجهل والافتراء مرة أُخرى ، واعترف أغلبُ المفسرين الأجلّة والمحدّثين الأفاضل ـ في العصور والأدوار المختلفة ـ بأنّ الآية المذكورة نزلت في « ليلة المبيت » في بذل علي ( عليه السّلام ) ومفاداته النبي ( صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم ) بنفسه.
1 ـ لاحظ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : 73/4.

(233)
من سمات أهل البيت ( عليهم السّلام )
5
الإيثار
    إنّه سبحانه تبارك وتعالى وصف الإيثار في كتابه الكريم ، وهو من صفات الكرام حيث يقدِّمون الغير على أنفسهم ، يقول سبحانه في وصف الأنصار : « وَالّذِينَ تَبَوَّءُو الدّارَ وَالإِيمانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّون َ مَنْ هاجَرَ إِليْهِمْ وَلا يَجِدُونَ في صُدُورِهمْ حَاجةً مِمّا أُوتوا ويُوَْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْكانَ بِهِمْ خَصاصَة وَمَنْ يوقَ شُحَّ نَفْسهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون » . (1)
    كما أنّه سبحانه أمر بالوفاء بالنذر ، قال سبحانه : « ما أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نذر فَانَّ اللّهَ يعلمهُ » (2) ، وقال سبحانه : « ثُمَّ لْيقضُوا تَفثهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورهُمْ » . (3)
    وفي الوقت نفسه ندب إلى الخوف من عذابه ، يقول سبحانه : « يَخافُونَ يَوماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ القُلُوب وَالأَبْصار ... » (4) وقال سبحانه : « وَالّذِينَ يصلُونَ ما أَمَر اللّه بهِ
1 ـ الحشر : 9.
2 ـ البقرة : 270.
3 ـ الحجّ : 29.
4 ـ النور : 37.


(234)
أَنْ يُوصل وَيَخشونَ ربَّهم ويخافُونَ سُوء الحِساب » . (1)
    ما ذكرنا من الصفات الثلاث هي من أبرز الصفات التي يتحلّى بها أولياؤه سبحانه ، ونجد هذه الصفات مجتمعة في أهل البيت ( عليهم السّلام ) في سورة واحدة ، يقول سبحانه :
     « يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخافُونَ يَوماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطيراً * وَيطعِمُونَ الطَّعام عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسيراً * إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللّه لا نُريدُ مِنْكُمْ جزاءً وَلا شكوراً * إِنَّا نَخاف مِنْ رَبِّنا يَوماً عَبُوساً قَمْطَريراً » . (2)
    فقوله سبحانه : « ويُطْعِمُونَ الطَّعام عَلى حُبِّه » إشارة إلى إيثارهم الغير على أنفسهم ، والضمير في « عَلى حُبِّهِ » يرجع إلى الطعام أي انّهم مع حبّهم للطعام قدَّموا المسكين على أنفسهم ، كما أنّ قوله : « يُوفُونَ بِالنَّذْر ... » إشارة إلى صلابتهم في طريق إقامة الفرائض.
    ثمّ قوله : « وَيَخافُونَ يَوماً » إشارة إلى خوفهم من عذابه سبحانه يوم القيامة.
    وقد نقل أكثر المفسرين لو لم نقل كلّهم ، انّ الآيات نزلت في حقّ أهل البيت ( عليهم السّلام ).
    روي عن ابن عباس ( رض ) انّ الحسن والحسين عليهما السَّلام مرضا فعادهما رسول اللّه ( صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم ) في أُناس معه ، فقالوا : يا أبا الحسن لو نذرت على ولدك ، فنذر علي وفاطمة وفضة جارية لهما ، إن شفاهما اللّه تعالى أن يصوموا ثلاثة أيام ، فشفيا وما
1 ـ الرعد : 21.
2 ـ الإنسان : 7 ـ 10.


(235)
معهم شيء ، فاستقرض علي ( عليه السّلام ) من شمعون الخيبري اليهودي ثلاثة أصوع من شعير ، فطحنت فاطمة صاعاً واختبزت خمسة أقراص على عددهم ووضعوها بين أيديهم ليفطروا ، فوقف عليهم سائل ، فقال : السلام عليكم أهل بيت محمّد ، مسكين من مساكين المسلمين ، أطعموني أطعمكم اللّه من موائد الجنة ، فآثروه وباتوا ولم يذوقوا إلا الماء وأصبحوا صائمين.
    فلمّا أمسوا ووضعوا الطعام بين أيديهم وقف عليهم يتيم فآثروه ، وجاءهم أسير في الثالثة ، ففعلوا مثل ذلك فلما أصبحوا أخذ علي ( عليه السّلام ) بيد الحسن والحسين عليهما السَّلام ودخلوا على الرسول ( صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم ) فلمّاّ أبصرهم ، وهم يرتعشون كالفراخ من شدة الجوع ، قال : ما أشد ما يسوءني ما أرى بكم ، وقام فانطلق معهم فرأى فاطمة في محرابها قد التصق بطنها بظهرها وغارت عيناها فساءه ذلك.
    فنزل جبرئيل ( عليه السّلام ) وقال : خذها يا محمّد هنّأك اللّهُ في أهل بيتك ، فأقرأه السورة. (1)
    روى السيوطي في الدر المنثور ، وقال : اخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله : « ويُطعمون الطَّعام على حُبِّهِ » الآية ، قال : نزلت هذه الآية في علي بن أبي طالب وفاطمة بنت رسول اللّه ( صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم ). (2)
    ورواه الثعلبي في تفسيره ، وقال : نزلت في علي بن أبي طالب و فاطمة عليهما السَّلام وفي جاريتهما فضة ، ثمّ ذكر القصة على النحو الذي سردناه لكن بصورة مبسطة.
    وقال : وذهب محمّد بن علي صاحب الغزالي على ما ذكره الثعلبي في كتابه
1 ـ الكشاف : 297/3 ؛ تفسير الفخر الرازي : 244/30.
2 ـ الدر المنثور : 371/8 ، تفسير سورة الإنسان.


(236)
المعروف بـ « البلغة » انّهم ( عليهم السّلام ) نزلت ( عليهم السّلام ) مائدة من السماء فأكلوا منها سبعة أيّام ، وحديث المائدة ونزولها عليهم في جواب ذلك مذكور في سائر الكتب. (1)
    وقد سرد سبب نزول هذه الآية في حقّ أهل البيت ( عليهم السّلام ) غير واحد من أئمّة الحديث. (2)
1 ـ العُمدة : 407/2 ـ 410.
2 ـ شواهد التنزيل : 405/2 ـ 408 ؛ أُسد الغابة : 530/5 ؛ مناقب ابن المغازلي : 272.


(237)
من سمات أهل البيت ( عليهم السّلام )
6
هم خير البريّة
    إنّ خير الناس في منطق القرآن الكريم من آمن باللّه ورسوله وعرف خالقه ومنعمه ، وقد قال سبحانه : « لَيْسَ البِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَل الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلكِنَّ البرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَومِ الآخِرِ وََالمَلائِكَةِ وَالكِتابِ وَالنَّبِيّينَ وَآتَى المالَ عَلى حُبّهِ ذَوِي القُربَى وَاليَتامَى وَالْمَساكينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسّائلينَ وَفِي الرِّقابِ وأقامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكاةَ وَالمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذا عَاهَدُوا وَالصَّابِرينَ فِي البَأْساءِ والضَّرّاءِ وحِينَ البَأْس أُولئكَ الّذِينَ صَدَقُوا وَأُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُون » . (1)
    وهذه الصفات المذكورة في الآية تجدها ، متمثلة في أهل البيت عليهم السَّلام شهد على ذلك سيرتهم ، ولذلك صاروا خير البرية.
    أخرج الطبري في تفسير قوله سبحانه : « إِنَّ الّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحات أُولئِكَ هُمْ خَيْرُالْبَرِيَّة » . (2) باسناده عن أبي الجارود ، عن محمد بن علي ، قال : قال
1 ـ البقرة : 177.
2 ـ البيّنة : 7.


(238)
النبي ( صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم ) : « أنت يا علي وشيعتك » . (1)
    روى الخوارزمي عن جابر قال : كنّا عند النبي ( صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم ) فأقبل علي بن أبي طالب ، فقال رسول اللّه : « قد أتاكم أخي » ثمّ التفت إلى الكعبة فضربها بيده ، ثمّ قال : « والذي نفسي بيده إنّ هذا وشيعته هم الفائزون يوم القيامة » ، ثمّ قال : « إنّه أوّلكم إيماناً معي ، وأوفاكم بعهد اللّه ، وأقومكم بأمر اللّه ، وأعدلكم في الرعيّة ، وأقسمكم بالسوّية ، وأعظمكم عند اللّه مزيّة » ، قال : وفي ذلك الوقت نزلت فيه : « إِنَّ الّذينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحات أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ البَرِيَّة » ، و كان أصحاب النبي ( صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم ) إذا أقبل عليّ ، قالوا : قد جاء خير البرية. (2)
    وروى أيضاً من طريق الحافظ ابن مردويه ، عن يزيد بن شراحيل الأنصاري ، كاتب علي ( عليه السّلام ) ، قال : سمعت عليّاً يقول : « حدَّثني رسول اللّه وأنا مُسْنده إلى صدري ، فقال أي عليّ! ألم تسمع قول اللّه تعالى : « إِنَّ الّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحات أُولئكَ هُمْ خَيْرُ البَرِيَّة » ؟ أنت وشيعتك ، وموعدي وموعدكم الحوض إذا جاءت الأُمم للحساب تُدعون غرّاً محجّلين » . (3)
    وأرسل ابن الصباغ المالكي في فصوله عن ابن عباس ، قال : لمّا نزلت هذه الآية ، قال النبي ( صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم ) لعلي ( عليه السّلام ) : « أنت و شيعتك تأتي يوم القيامة ، أنت وهم راضين مرضيين ، ويأتي أعداوَك غضاباً مقمحين » . (4)
1 ـ تفسير الطبري : 146/30.
2 ـ المناقب للخوارزمي : 111 برقم 120.
3 ـ المناقب للخوارزمي : 265 برقم 247.
4 ـ الفصول : 122.


(239)
من سمات أهل البيت ( عليهم السّلام )
7
أهل البيت ( عليهم السّلام ) ورثة الكتاب
    اختلفت الأُمّة الإسلامية بعد رحيل النبي ( صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم ) في أمر الخلافة ـ وإن كان اللائق بها عدم الاختلاف فيها ، للنصوص الصحيحة الصادرة عنه في مختلف الموارد ـ وقد استقصينا البحث فيها في مبحث الإمامة من هذا الجزء.
    والذي نركِّز عليه في هذا البحث هو تبيين المرجع العلمي بعد رحيله ـ سواء أكانت الخلافة لمن نصَّ عليه النبي ( صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم ) في يوم الغدير أو من اختاره بعض الصحابة في سقيفة بني ساعدة ـ.
    والمراد من المرجع العلمي مَن ترجع إليه الأُمّة في أُصول الدين وفروعه ، ويصدر عنهم في تفسير القرآن وتبيين غوامضه ، ويستفهم منه أسئلة الحوادث المستجدَّة.
    يقول سبحانه : « وَالّذي أَوحَيْنا إِلَيْكَ الكِتابَ هُوَ الحَقُّ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ إِنَّ اللّه بِعِبادِهِ لَخبير بَصير * ثُمَّ أَورَثْنَا الكِتاب الّذينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سابِقٌ بِالخَيرات بِإِذْنِ اللّه ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ


(240)
الكَبير
» . (1)
    المراد من الكتاب في قوله : « أوحينا إليك الكتاب » هو القرآن بلا شكّ وكونه حقّاً لأجل براهين قطعية تُثبت أنّه منزل من ربّه فانّ قوانينه تنسجم مع الفطرة الإنسانية ، والقصص الواردة فيها مصونة من الأساطير ، والمجموع خالٍ من التناقض إلى غير ذلك من القرائن الدالة على أنّه حقّ. ومع ذلك هو مصدِّق لما بين يدي الرسول ( صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم ) من الكتاب السماوي.
    هذا هو مفاد الآية الأُولى.
    ثمّ إنّه سبحانه يقول : « ثُمَّ أَورَثْنا الكتاب » المراد من الكتاب هو القرآن : لأنَّ اللاّم للعهد الذكري أي الكتاب المذكور في الآية المتقدمة ، والوراثة عبارة عمّا يستحصله الإنسان بلا مشقة وجهد ، والوارث لهذا الكتاب هم الذين أُشير إليهم بقوله : « الذين اصطفينا من عبادنا » ، فلو قلنا بأنّ « من » للتبيين فيكون الوارث هو الأُمة الإسلامية جميعاً ، ولو قلنا : إنّ « مِن » للتبعيض فيكون الوارث جماعة خاصة ورثوا الكتاب.
    والظاهر هو التبيين كما في قولنا : « وَسَلامٌ عَلى عِبادِه الّذينَ اصْطَفى » . (2)
    ولكن الأُمة الإسلامية صاروا على أقسام ثلاثة :
    أ : ظالم لنفسه : الَّذين قصَّروا في وظيفتهم في حفظ الكتاب والعمل بأحكامه ، وفي الحقيقة ظلموا أنفسهم ، فلذلك صاروا ظالمين لأنفسهم.
    ب : مقتصد : الذين أدُّوا وظيفتهم في الحفظ و العمل لكن لا بنحو كامل
1 ـ فاطر : 31 ـ 32.
2 ـ النمل : 59.
مفاهيم القرآن ـ جلد العاشر ::: فهرس