مفاهيم القرآن ـ جلد الراربع ::: 341 ـ 350
(341)
النبي والرسول
في القرآن الكريم


(342)
في هذا الفصل :
    1. الرسول من أُوحي إليه وأُمر بالتبليغ والنبي من أُوحي إليه سواء أُمر بالتبليغ أو لم يوَمر. ونقد هذا الفرق.
    2. الرسول هو الذي أُنزل معه كتاب ، والنبي هو الذي ينبىَ عن اللّه وإن لم يكن معه كتاب. ونقد هذا الفرق.
    3. الرسول من جاء بشرع جديد ، والنبي أعم منه ومن جاء لتقرير شرع سابق. ونقد هذا الفرق.
    4. الرسول من يعاين الملك ويكلّمه مشافهة أو يلقى في روعه ، والنبي من يتلقّى الوحي بغير هذا الطريق. ونقد هذا الفرق.
    5. النبي من يوحى إليه في المنام ، والرسول من يشاهد الملك ويكلمه رسول ربه. ونقد هذا الفرق.
    6. النبي والرسول مبعوثان إلى الناس والرسول هو المرسل برسالة خاصة زائدة على أصل نبأ النبوة. ونقد هذا الفرق.
    7. الفرق المختار في المقام وبيان أدلّته.
    8. ما يترتب على هذا الفرق من النتائج.
    9. منصب النبوة أسمى من مقام الرسالة.
    10. بحث وتنقيب حول الروايات المروية في هذا المجال والقضاء بينها.
    11. المحدَّث في السنّة.


(343)
ما هو الفرق بين الرسول والنبي؟
    لقد وصف اللّه تعالى في كتابه الكريم أُناساً بالرسالة والنبوة والاِمامة ، ومدح الذين صدقوهم واقتفوا آثارهم ، وذم العصابة الذين كانوا يكذبونهم ويخالفونهم ، وأوعدهم بالعذاب الشديد ، فيجب ـ والحالة هذه ـ أن نتعرف عليهم بصفاتهم التي يتميزون بها عن غيرهم ، وقد اضطربت كلمات المفسرين وأصحاب المعاجم في تحديد تلكم المفاهيم القرآنية ، وجاءوا ، بفروق لا يوافق الكثير منها الذكر الحكيم إذ لم يستعينوا في استيضاح المراد بالرجوع إلى نفس القرآن ، ونحن نذكر تلكم الفروق ثم نردفها بما أوصلنا إليه التدبر في الآيات ، وما ننقله عنهم مذكور في كتب القوم تفسيراً ولغة.
    لقد أصفق القوم إلاّ من شذ (1) على نفي الترادف بين النبي والرسول ، استناداً إلى ظهور كثير من الآيات ، وإليك منها ما يدل على مغايرتهما :
    1. ( الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الاَُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوراةِ وَالاِِنْجِيلِ ). (2)
    2. ( وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍوَلا نَبِىٍّ إِلاّ إِذا تَمَنّى أَلْقَى الشَّيْطانُ في أُمْنِيَّتِهِ ) . (3)
    1 ـ فروق اللغة ، للجزائري : 107.
    2 ـ الاَعراف : 157.
    3 ـ الحج : 52.


(344)
    3. ( وََاذْكُرْ فِي الكِتابِ مُوسَى إِنَّهُ كانَ مُخْلَصاً وَكانَ رَسُولاً نَبِيّاً ). (1)
    4. ( وَاذْكُرْ فِي الكِتابِ إِسْماعِيلَ إِنَّهُ كانَ صادِقَ الْوَعْدِ وَكانَ رَسُولاً نَبِيّاً ). (2)
    وهكذا ترى أنّه سبحانه يذكر النبي بعد الرسول ، وهو آية اختلافهما في المفاد وتوهم انّه من قبيل عطف المرادف على مثله خلاف الظاهر ، لا سيما في قوله سبحانه : ( وما أرسلنا من رسول ولا نبي ... ) الآية.
    ودونك الفروق المذكورة في كتب القوم. (3)

الفرق الاَوّل
    الرسول أخص من النبي ، فهو من أُوحي إليه وأُمر بالتبليغ ، والنبي من أُوحي إليه ، سواء أُمر بتبليغه أو لم يوَمر ، وهذا هو المشهور بينهم ، نقله واختاره لفيف من المفسرين. (4)
    ولعل القائلين به ، استندوا إلى الوجه التالي :
    « النبي » صفة مشبهة على زنة اللازم ـ بمعنى ذي النبأ والمطلع عليه ـ وكون الاِنسان صاحب نبأ وخبر ، لا يلازم كونه مأموراً بإبلاغه وإعلانه ، فيصير عند ذلك أعم من أن يكون مأموراً بتبليغه.
    1 ـ مريم : 51.
    2 ـ مريم : 54.
    3 ـ هذه الفروق كلها تشير إلى أمر واحد ، وهو جعل الرسول أخصّ من النبي بوجوه مختلفة ، غير انّه طبعاً للوضوح بحثنا عن كل واحد مستقلاً.
    4 ـ التبيان : 7/331 ، مجمع البيان : 7/91 ، تفسير الجلالين في تفسير الآية 52 من سورة الحج ، تفسير المنار : 9/225 ، وغيرها.


(345)
    نعم لو قلنا بأنّ « فعيل » بمعنى « فاعل » والنبي بمعنى المنبىَ عن الغيب والمبلغ للخبر الخطير ، فربما يكون مشعراً بكونه مأموراً بإعلانه ولكن الاَشعار غير الدلالة ، إذ لا ملازمة بين الاِنباء عن الغيب وبين كونه مبعوثاً إلى هداية الناس وإنّهم ملزمون بإطاعته والانقياد إليه فيما يأمر وينهى.
    أمّا « الرسول » فهو عبارة عن من تحمل رسالة من إبلاغ كلام أو تنفيذ عمل من جانب مرسله.
    قال الراغب : « الرسول » يقال تارة للقول المتحمل ، كقول الشاعر : « ألا أبلغ أبا حفص رسولا » وتارة لمتحمل القول والرسالة (1) وعند ذاك فاللفظ بما له من المعنى ، يدل على أنّ الرسول من بعث إلى الغير لتنفيذ رسالة كلف بحملها من قبل مرسله.
    هذا غاية ما يمكن أن يوجه به هذا القول ولكن يمكن مناقشته بوجوه :
    1. ان أراد أنّ النبي لغة كذلك وانّه لا يلازم كونه مأموراً بالتبليغ فله وجه وإن أراد أنّ المراد من « النبي » أو « النبيين » في القرآن أعم فهو غير ظاهر لاَنّه سبحانه وصف النبيين عامة بكونهم مبشرين ومنذرين وقال : ( كانَ النّاسُ أُمَّةً واحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرينَ وَمُنْذِرينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الكِتابَ ). (2)
    وظاهر الآية يعطي أنّ كل نبي كان مبشراً ومنذراً ، فهل التبليغ إلاّ التبشير والاِنذار ، سواء كان التبشير بشريعته أو بشريعة من سبقه من الاَنبياء.
    نعم انّ في الآية احتمالاً آخر تسقط معه المناقشة ، وهو انّ المراد من النبيين فيها القسم الخاص منهم لا جميعهم ، بقرينة قوله سبحانه : ( وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ
    1 ـ المفردات : 195.
    2 ـ البقرة : 213.


(346)
الكِتابَ ) إذ من المعلوم انّه لم يكن لكل نبي كتاب ، فالكتب السماوية محدودة معدودة ، لا تتجاوز مائة وأربعة كتب (1) وعلى هذا فالآية تدل على أنّ كل نبي أُنزل عليه كتاب ، يكون مبعوثاً ومأموراً بالتبشير والاِنذار لا أنّ كل من كان نبياً وإن لم يكن معه كتاب كان مأموراً بالتبليغ والتبشير والاِنذار.
    فإن قلت : لو كان المراد من النبيين خصوص من أُنزل معه الكتاب يلزم استعمال العام وإرادة الاَفراد النادرة ، لاَنّ المعروف انّ عدد الاَنبياء 124000 نبي ، والذين أُنزل معهم الكتاب عن 104 أنبياء ، وعندئذ تكون نسبة من أُنزل معه الكتاب إلى مجموع النبيين نسبة الواحد على 1192 ، ومن المعلوم انّ استعمال العام وإرادة الاَفراد النادرة مستهجن.
    قلت : إنّ الاستهجان إنّما يلزم إذا كان المخصص منفصلاً وأمّا إذا كان متصلاً فلا ، فلو قلنا أكرم العلماء العدول وكان نسبة العادل منهم إلى الفاسق نسبة الواحد إلى المائة لما أضر ذلك بالاستعمال ولما عد مستهجناً ، والمقام من هذا الباب.
    2. انّ القرآن ينص على أنّ حياة الاَنبياء لم تكن خالية من عدوٍ من الاِنس والجن ، قال سبحانه : ( وَكَذلِكَ جَعَلْنا لِكُلِّ نَبِىٍّ عَدُوّاً شَياطِينَ الاِِنْسِ وَالجِنِّ يُوحي بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَولِ غُرُوراً ) (2) ، وقال تعالى : ( وَكَذلِكَ جَعَلْنا لِكُلِّ نَبِىٍّ عَدُوّاً مِنَ الْمُجْرِمينَ وَكَفى بِرَبِّكَ هادِياً وَنَصِيراً ). (3)
    وعلى هذا فكل نبي جاء ذكره في القرآن كان مأموراً بمكافحة الفساد وتطهير المجتمع البشري من كل عمل إجرامي ، فلو لم يكن كل نبي مأموراً
    1 ـ سيوافيك ما يدل على ذلك.
    2 ـ الاَنعام : 112.
    3 ـ الفرقان : 31.


(347)
بالاِرشاد والهداية ، ومكافحة الشر والفساد ، لم يكن للحكم بثبوت عدو لكل نبي على نحو الاستغراق الكلي وجه.
    وتوهم أنّ للعداوة عللاً وأسباباً غير الدعوة إلى الحق ، إذ أنّ كثيراً من الناس يبغضون من ليس على شاكلتهم وإن لم يكن بينه وبينهم أيّة صلة ، والعصابة الضالة الجاهلية أعداء للصلحاء من الناس ، ولو فرض الصالح حيادياً تجاه فكرتهم العادية وعقيدتهم ، غير متعرض لشيء من أعمالهم وأفعالهم بذم أو تنديد.
    مدفوع بأنّ الناس كانوا يبغضون الاَنبياء من جهة رسالاتهم ومناهجهم لا من جهة أنّهم ليسوا على شاكلتهم ، والمناظرات التي دارت بينهم أوضح شاهد على ذلك.
    3. لو كان الرسول أخص من النبي ، لكان أشرف وأمثل منه ، وذلك يناسب تقديم لفظ النبي على الرسول عند اجتماعهما في كلام واحد ، لاَنّ ذكر الخاص بعد العام أوقع وأنسب ، والتدرج من الداني إلى العالي أو منه إلى الاَعلى ، أحسن وأبلغ ، مع أنّ الوارد في القرآن هو العكس ، قال تعالى : ( وَاذُكُرْ فِي الكِتابِ مُوسى إِنَّهُ كانَ مُخْلَصاً وَكانَ رَسُولاً نَبِيّاً ) (1) ، وقال سبحانه : ( إِنَّهُ كانَ صادِقَ الْوَعْدِ وَكانَ رَسُولاً نَبِيّاً ). (2)
    وأمّا قوله سبحانه : ( وَبَشَّرْناهُ بِإِسْحاقَ نَبِيّاً مِنَ الصّالِحينَ ) (3) فالتدرج فيه من العالي إلى الداني لاَجل رعاية فواصل الآيات حيث يقول سبحانه قبله : ( إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُوَْمِنينَ * وَبَشَّرْناهُ بِإِسْحاقَ نَبِيّاً مِنَ الصّالِحينَ ).
    ومما يثير العجب ، تفسير النبي في الآيتين بمعنى الرفيع شأناً والاَعلى منزلة ،
    1 ـ مريم : 51.
    2 ـ مريم : 54.
    3 ـ الصافات : 112.


(348)
إذ فيه انّه مشتق من النبأ ، لا من النبوة ، وعلى فرض صحته فالحمل عليه ضعيف جداً ، لكونه منقولاً إلى المعنى المصطلح ولم يستعمل هذا اللفظ وما اشتق منه ، وهي النبوة ، في القرآن ولا في الاَحاديث الشريفة ، إلاّ في ما استعملت فيه تلك اللفظة في قوله تعالى : ( ما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُوَتِيَهُ اللّهُ الكِتابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّة ثُمَّ يَقُولَ لِلنّاسِ كُونُوا عِباداً لي مِنْ دُونِ اللّهِ ). (1)
    مضافاً إلى أنّ هذا لا يصح في قوله سبحانه : ( وَما أَرْْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِِىٍّ إِلاّ إِذا تَمَنّى أَلْقَى الشَّيْطانُ في أُمْنِيّتهِ ) (2) ، إذ لا يصح تفسير النبي فيه إلاّ بالمعنى المصطلح ، ثم إنّ صاحب المنار (3) لما اختار هذا الفرق وجه تقديم الرسول على النبي في قوله سبحانه : ( الذين يتبعون الرسول النبي الاَُمّي ) بكونه أهم وأشرف ولكن لو صح ما ذكره فرضاً في قوله سبحانه : ( كان رسولاً نبياً ) (4) ، أي رسولاً عظيم الشأن لا يصح في قوله : ( ولا نبي ).
    4. انّ ما ذكر من الوجه لا يصح في قوله سبحانه : ( وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلاّ إذا تمنّى ألقى الشيطان في أُمنيته ) فإذا كان الرسول هو النبي المبعوث إلى الناس يكون المقصود من عديله أعني النبي ، غير المبعوث منهم فقط ، فإنّ المبعوث منهم إلى الناس داخل في الرسول ، وإذا كان المقصود من « النبي » في الآية غير المبعوث إلى الناس لا يستقيم معنى الآية ، وينافيه قوله سبحانه : ( وما أرسلنا من قبلك ) لظهوره في أنّ الصنفين مرسلان من اللّه.
    1 ـ آل عمران : 79.
    2 ـ الحج : 52.
    3 ـ المنار : 9/225.
    4 ـ قال العلاّمة الطباطبائي في ميزانه : والآيتان في مقام المدح والتعظيم ولا يناسب هذا المقام ، التدرج من الخاص إلى العام ( الميزان : 2/145 ).


(349)
الفرق الثاني
    الرسول هو الذي أنزل معه كتاب ، والنبي أعم ، فهو الذي ينبىَ عن اللّه وإن لم يكن معه كتاب ، قال الزمخشري : قوله سبحانه : ( وما أرسلنا من رسول ولا نبي ... ) دليل بين على تغاير الرسول والنبي ، وعن النبي صلَّى اللّه عليه و آله و سلَّم انّه سئل عن الاَنبياء فقال : « مائة ألف وأربعة وعشرون ألفاً ، قيل : فكم الرسول منهم؟ قال : ثلاثمائة وثلاثة عشر جماً غفيراً ». (1)
    والفرق بينهما انّ الرسول من الاَنبياء من جمع إلى المعجزة ، الكتاب المنزل عليه والنبي غير الرسول من لم ينزل عليه كتاب وانّما أُمر أن يدعو الناس إلى شريعة من قبله. (2)
    وقال في تفسير قوله سبحانه : ( وَاذُكُرْ فِي الكِتابِ مُوسى ... ) (3) الرسول الذي معه الكتاب من الاَنبياء ، والنبي من ينبىَ عن اللّه عز وجل وان لم يكن معه كتاب كيوشع. (4)
    وهذا الوجه لا دليل عليه سوى ما عرفته من تفسير الرسول بكونه ذا رسالة ، واستلزامها كون المبعوث ذا كتاب ، فينتج كون الرسول من أُنزل معه الكتاب ، وهو ضعيف جداً ، فإنّ تخصيص الرسالة بالكتاب ، مع إمكان تحملها بغيره لا وجه له.
    والاستدلال عليه بقوله سبحانه : ( لَقَدْ أرْسَلْنَا رُسُلَنَا بالبَيِّناتِ وأنزَلْنا مَعهُمُ
    1 ـ رواه الصدوق أيضاً في معاني الاَخبار : 95 ، والخصال : 2/104.
    2 ـ الكشاف : 2/165 ، و 352 ، تفسير النيسابوري : 2/513 ، ونقله الرازي في : 23/49 ، والبيضاوي : 4/57 ، والمجلسي في بحاره : 11/32.
    3 ـ مريم : 51.
    4 ـ الكشاف : 2/282.


(350)
الكِتابَ والمِيزانَ ... ) (1) بتصور أنّ ظاهر الآية هو إنّ كل رسول بعث من قبل اللّه سبحانه ، قد أُنزل معه كتاب ، غير تام.
    أما أوّلاً : فلاَنّ الآية لا تدل على أنّ لكل نبي كتاباً على وجه العموم الاستغراقي ، وإنّما تنظر الآية إلى سلسلة الاَنبياء بنظرة واحدة ، ويكفي في صدق قوله سبحانه : ( وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ) نزول الكتاب على طائفة خاصة منهم لا على كل واحد منهم ، وذلك نظير قوله سبحانه في حق بني إسرائيل : ( وَجَعَلَكُمْ مُلُوكاً وَآتاكُمْ ما لَمْ يُوَْتِ أَحَداً مِنَ الْعالَمينَ ) (2) مع أنّه سبحانه جعل البعض النادر منهم ملكاً ، لا كل واحد.
    وثانياً : أنّ من المحتمل أنّ المراد من ( الكتاب ) هو الكتب التشريعية الخمسة التي هي أساس دعوة جميع الاَنبياء والمراد من إنزال الكتب ، هو إنزال هذه الكتب سواء نزلت على نفس الرسول ، أو لرسول قبله وأمر المتأخر بترويجه وتطبيق العمل عليه.
    وثالثاً : لو صح الاستدلال بهذه الآية على أنّ لكل رسول كتاباً ، فليصح الاستدلال بقوله : ( كانَ النّاسُ أُمّةً واحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الكِتابَ ) (3) على أنّ لكل نبي كتاباً وهو واضح البطلان. والجواب في كلتا الآيتين واحد.
    ورابعاً : أنّه منقوض من جانب الرسول ، فهذا هو القرآن ، وصف أُناساً بالرسالة مع أنّه لم يكن مع واحد منهم كتاب ، قال سبحانه : ( وَاذْكُرْ فِي الكِتابِ
    1 ـ الحديد : 25.
    2 ـ المائدة : 20.
    3 ـ البقرة : 213.
مفاهيم القرآن ـ جلد الرابع ::: فهرس