مفاهيم القرآن ـ جلد الخامس ::: 461 ـ 470
(461)
المهاجرين هجرتين ، روي أنّه شرب الخمر وأقام عليه عمر الحد. (1)
    كما أنّ المشهور أنّ عبد الرحمن الأصغر بن عمر بن الخطاب قد شرب الخمر. (2)
    وقد ارتد طلحة بن خويلد عن الإسلام وادّعى النبوّة ، ومثله مسيلمة بن العنسي الكذّاب وأمرهما أشهر من أن يذكر.
    إنّ بعض الصحابة خضب وجه الأرض بالدماء ، فاقرأ تاريخ بسر بن أرطاة حتّى أنّه قتل طفلين لعبيد الله بن عباس. وكم وكم بين الصحابة لِدّة هؤلاء من رجال العبث والفساد قد احتفل التاريخ بضبط مساوئهم ، أفبعد هذه البيّنات يصحّ لأيّ ابن أُنثى أن يتقوّل بعدالة الصحابة مطلقاً ويتّخذها مذهباً ويرمي المخالف له ، بما هو بري منه؟!
    والنظرية القويمة المستقيمة هي نظرية الشيعة المنعكسة في الدعاء المروي عن الإمام الطاهر علي بن الحسين ( عليهما السلام ) ترى أنّه يدعو الله سبحانه في حق أصحاب محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، لا لكلّهم ، بل للذين أحسنوا الصحبة والذين أبلوا البلاء الحسن في نصره ، والذين عاضدوه وأسرعوا إلى وفادته ، وإليك تلك الكلمات المباركة من الصحيفة السجادية :
    « اللهم وأصحاب محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) خاصة الذين أحسنوا الصحبة ، والذين أبلوا البلاء الحسن في نصره ، وكاتفوه وأسرعوا إلى وفادته ، وسابقوا إلى دعوته ، واستجابوا له حيث أسمعهم حجة رسالاته ، وفارقوا الأزواج والأولاد في إظهار كلمته ، وقاتلوا الآباء والأبناء في تثبيت نبوته ، وانتصروا به ، ومن كانوا منطوين على محبته ، يرجون
    1 ـ أُسد الغابة : 4 / 199 ، وسائر الكتب الرجالية.
    2 ـ نفس المصدر : 3 / 312.


(462)
تجارة لن تبور في مودته ، والذين هجرتهم العشائر إذ تعلّقوا بعروته ، وانتفت منهم القربات إذ سكنوا في ظل قرابته ، فلا تنس اللّهم ما تركوا لك وفيك ، وارضهم من رضوانك وبما حاشوا الخلق عليك ، وكانوا مع رسولك ، دعاة لك إليك ، واشكرهم على هجرهم فيك ديار قومهم وخروجهم من سعة المعاش إلى ضيقه ، ومن كثرت في إعزاز دينك من مظلومهم ، اللّهم وأوصل إلى التابعين لهم بإحسان الذين يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا ... ». (1)

خاتمة المطاف
    إنّ لأبي المعالي الجويني كلاماً حول الصحابة دعا فيه إلى أنّ الواجب ، الكف والإمساك عن الصحابة وعمّا شجر بينهم ، نقله الشارح الحديدي في شرحه على نهج البلاغة كما نقل نقد بعض الزيدية له ، الّذي سمعه من أُستاذه النقيب أبي جعفر يحيى بن محمد العلوي البصري في سنة إحدى وعشرة وستمائة ببغداد وعنده جماعة ، وما نقله عن أُستاذه رسالة مبسوطة في الموضوع فيها نكات بديعة لا يسعنا إيرادها في المقام ولذلك نقتبس بعضها ، وقد نقل فيها قضايا تعرب عن جريان السيرة على النقد والرد والمشاجرة ، وإليك بعضها :
    1. هذه عائشة أُم المؤمنين خرجت بقميص رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فقالت للناس : هذا قميص رسول الله لم يبل ، وعثمان قد أبلى سنّته ، ثم تقول : اقتلوا نعثلاً ، قتل الله نعثلاً ، ثم لم ترض بذلك حتّى قالت : أشهد أنّ عثمان جيفة على الصراط غدا.
    2. هذا المغيرة بن شعبة وهو من الصحابة ، ادّعي عليه الزنا وشهد عليه قوم بذلك ، فلم ينكر ذلك عمر ولا قال : هذا محال وباطل ، لأنّ هذا صحابي من
    1 ـ الصحيفة السجادية : الدعاء الرابع مع شرحه : في ظلال الصحيفة السجادية : 55 ـ 56.

(463)
صحابة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لا يجوز عليه الزنا ، وهلا أنكر عمر على الشهود وقال لهم : ويحكم هلا تغافلتم عنه لمّارأيتموه يفعل ذلك ، فإنّ الله تعالى قد أوجب الإمساك عن مساوئ أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأوجب الستر عليهم؟! وهلاّ تركتموه لرسول الله في قوله دعوا لي أصحابي؟! ما رأينا عمر إلاّ قد انتصب لسماع الدعوى وإقامة الشهادة وأقبل يقول للمغيرة : يامغيرة ذهب ربعك ، يامغيرة ذهب نصفك ، يامغيرة ذهب ثلاثة أرباعك حتّى اضطرب الرابع ، فجلد الثلاثة ، وهلاّ قال المغيرة لعمر : كيف تسمع فيّ قول هؤلاء وليسوا من الصحابة وأنا من الصحابة ورسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قد قال : أصحابي كالنجوم بأيّهم اقتديتم اهتديتم؟ ما رأيناه قال ذلك ، بل استسلم لحكم الله تعالى.
    3. وهاهنا ، من هو أمثل من المغيرة وأفضل ، كقدامة بن مظعون ، لما شرب الخمر في أيّام عمر فأقام عليه الحد ، وهو رجل من علية الصحابة ، ومن أهل بدر المشهود لهم بالجنة ، فلم يرد عمر الشهادة ولا درأ عنه الحد ، لعلّة أنّه بدري ، ولا قال قد نهى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عن ذكر مساوئ الصحابة ، وقد ضرب عمر أيضاً ابنه حداً فمات ، وكان ممّن عاصر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ولم تمنعه معاصرته له من إقامة الحد عليه.
    4. كيف يصحّ أن يقول رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : « أصحابي كالنجوم بأيّهم اقتديتم اهتديتم » ، لأنّ هذا يوجب أن يكون أهل الشام في صفين على هدى ، وأن يكون أهل العراق أيضاً على هدى ، وأن يكون قاتل عمار بن ياسر مهتدياً ، وقد صحّ الخبر الصحيح أنّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال له : « تقتلك الفئة الباغية » ، وقال الله سبحانه : ( فَقَاتِلُوا التي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللهِ ) (1) ، فدلّ على أنّها ما دامت موصوفة
    1 ـ الحجرات : 9.

(464)
بالمقام على البغي مفارقة لأمر الله ، ومن يفارق أمر الله لا يكون مهتدياً ، وكان يجب أن يكون بسر بن أرطاة الّذي ذبح ولدي عبيد الله بن عباس الصغيرين ، مهتدياً ، لأنّ بسراً من الصحابة أيضاً ، وكان يجب أن يكون عمرو بن العاص ومعاوية اللّذان كانا يلعنان علياً وولديه أدبار الصلاة ، مهتديين ; وقد كان في الصحابة من يزني ، ومن يشرب الخمر ، كأبي محجن الثقفي; ومن يرتد عن الإسلام ، كطليحة بن خويلد ، فيجب أن يكون كل من اقتدى بهؤلاء في أفعالهم مهتدياً.
    5. هذا الحديث ( أصحابي كالنجوم ) من موضوعات متعصبة الأُموية ، فإنّ لهم من ينصرهم بلسانه وبوضعه الأحاديث ، إذا عجز عن نصرهم بالسيف ، وكذا القول في الحديث الآخر وهو قوله : « القرن الّذي أنا فيه » وممّا يدل على بطلانه انّ القرن الّذي جاء بعده بخمسين سنة ، شر قرون الدنيا ، وهو أحد القرون الّتي ذكرها في النص ، وكان ذلك القرن هو القرن الّذي قتل فيه الحسين ، وأوقع بالمدينة ، وحوصرت مكة ، ونقضت الكعبة ، وشربت خلفاؤه والقائمون مقامه المنتصبون في منصب النبوة ، الخمور وارتكبوا الفجور ، كما جرى ليزيد بن معاوية وليزيد بن عاتكة ولوليد بن يزيد ، وأُريقت الدماء الحرام ، وقتل المسلمون وسبي الحريم ، واستعبد أبناء المهاجرين والأنصار ، ونقش على أيديهم كما ينقش على أيدي الروم ، وذلك في خلافة عبد الملك ، وإمرة الحجاج ، وإذا تأملت كتب التواريخ وجدت الخمسين الثانية ، شراً كلّها لا خير فيها ولا في رؤسائها وأُمرائها ، والناس برؤسائهم وأُمرائهم ، والقرن خمسون سنة فكيف يصحّ هذا الخبر؟!
    6. فأمّا ما ورد في القرآن من قوله تعالى : ( لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ ) (1) ، وقوله : ( مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَ الَّذِينَ مَعَهُ ) (2) ، وقول النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) :
    1 ـ الفتح : 18.
    2 ـ الفتح : 29.


(465)
« إنّ الله اطلع على أهل بدر » إن كان الخبر صحيحاً فكله مشروط بسلامة العاقبة ، ولا يجوز أن يخبر الحكيم مكلفاً غير معصوم ، بأنّه لا عقاب فيه فليفعل ما شاء.
    7. من الّذي يجترئ على القول بأنّ أصحاب محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لا تجوز البراءة من أحد منهم وإن أساء وعصى بعد قول الله تعالى للّذي شرّفوا برؤيته : ( لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) (1) ، وبعد قوله : ( قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْم عَظِيم ) (2) ، وبعد قوله : ( فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَ لاَ تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ ) (3) ، إلاّ من لا فهم ولا نظر معه ولا تمييز عنده.
    8. والعجب من الحشوية وأصحاب الحديث إذ يجادلون على معاصي الأنبياء ويثبتون أنّهم عصوا الله تعالى ، وينكرون على من ينكر ذلك ويطعنون فيه ويقولون : قدري ، معتزلي ، وربما قالوا ملحد مخالف لنص الكتاب ، وقد رأينا منهم الواحد والمائة والألف يجادل في هذا الباب فتارة يقولون : إنّ يوسف قعد من امرأة العزيز مقعد الرجل من المرأة ، وتارة يقولون : إنّ داود قتل أُوريا لينكح امرأته ، وتارة يقولون : إنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كان كافراً ضالاً قبل النبوة ، وربما ذكروا زينب بنت جحش وقصة الفداء يوم بدر ، فأمّا قدحهم في آدم ( عليه السلام ) وإثباتهم معصيته ومناظرتهم من ينكر ذلك ، فهورأيهم وديدنهم ، فإذا تكلم واحد في « عمرو بن العاص » وفي « معاوية » وأمثالهما ونسبهم إلى المعصية وفعل القبيح احمرت وجوههم ، وطالت أعناقهم وتخازرت أعينهم ، وقالوا : مبتدع ، رافضي ، يسب
    1 ـ الزمر : 65.
    2 ـ الأنعام : 15.
    3 ـ ص : 26.


(466)
الصحابة ويشتم السلف.
    فإن قالوا : إنّما اتّبعنا في ذكر معاصي الأنبياء نصوص الكتاب.
    قيل لهم : فاتبعوا في البراءة عن جميع العصاة نصوص الكتاب ، فإنّه تعالى قال : ( لاَ تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَ رَسُولَهُ ) (1) ، وقال : ( فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرى فَقَاتِلُوا التي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللهِ ) (2) ، وقال : ( أَطِيعُوا اللهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ ) (3). (4)

قتل الخليفة المفترض الطاعة
    قد تصافق أهل السير والتاريخ انّ عثمان بن عفان قد حوصر ثم هوجم وقتل في عاصمة الإسلام ، وقد قتله الصحابة والتابعون لهم بإحسان ، حتّى منعوا عن تجهيزه وتغسيله ودفنه والصلاة عليه ، وهذا إمام المؤرخين يتلو علينا كيفية الإجهاز عليه والهجوم على داره بعد محاصرته قرابة أربعين يوماً.
    يقول الطبري : دخل محمد بن أبي بكر على عثمان فأخذ بلحيته ... ثم دخل الناس ، فمنهم من يجأه بنعل سيفه ، وآخر يلكزه ، وجاءه رجل بمشاقص معه فوجأه في ترقوته ، ودخل آخرون فلمّا رأوه مغشياًعليه جروا برجله ، وجاء التجيبي مخترطاً سيفه ليضعه في بطنه ، فوقته نائلة فقطع يدها ، واتكأ بالسيف عليه في صدره ، وقتل عثمان ( رضي الله عنه ) قبل غروب الشمس.
    1 ـ المجادلة : 22.
    2 ـ الحجرات : 9.
    3 ـ النساء : 59.
    4 ـ الشرح الحديدي : 20 / 12 ـ 30 والرسالة مبسوطة مفصلة ، أخذنا المهم منها.


(467)
    وفي نص آخريقول : طعن محمد بن أبي بكر جنبيه بمشقص في يده ، وضرب كنانة بن بشر مقدم رأسه بعمود ، وضربه سودان بن حمران المرادي بعد ما خر لجبينه ، ووثب عمرو بن الحمق فجلس على صدره وبه رمق فطعنه تسع طعنات ، إلى آخر ما ذكره. (1)
    وقد وقعت الواقعة بمرأى ومسمع من معظم الصحابة وليس لأحد أن يتفوّه انّهم لم يكونوا عالمين بها ، فإنّها ما كانت مباغتة ولا غيلة حتّى يكونوا في غفلة عنها ، وقد استدام الحوار أكثر من شهرين والحصر حوالي أربعين يوماً ، كل ذلك يعرب عن أنّهم كانوا راضين بهذه الاحدوثة ، لو لم نقل انّهم كانوا بين مباشر لها ، إلى خاذل للمودي به ، إلى مؤلّب عليه ، إلى مثبط عنه ، إلى راض بما فعلوا ، إلى محبّذ لتلك الأحوال ، كما هو واضح لمن قرأ تاريخ الدار وقتل الخليفة متجرداً عن أهواء وميول أُموية.
    فعندئذ يدور الأمر بين أمرين بأيّهما أخذنا يبطل الأصل المزعوم من عدالة الصحابة أجمع.
    فإن كان الخليفة ، قائماً على جادة الحق غير مائل عن الطريقة المثلى ، فالمجهزون على قتله والناصرون له فسّاق ان لم نقل انّهم مرّاق عن الدين لخروجهم على الإمام المفترضة طاعته.
    وإن كان مائلاً عن الحق ، منحرفاً عن الطريقة المثلى ، مستحقاً للقتل ، فما معنى القول بعدالة الصحابة كلهم من إمامهم إلى مأمومهم؟
    وأمّا تبرير عمل المجهزين عليه ، والهاجمين على داره بأنّهم كانوا عدولاً
    1 ـ تاريخ الطبري : 3 / 423.

(468)
خاطئين في اجتهادهم ، فهو خداع وضلال وتمهل لا يصار إليه ، ولا يركن إليه أيّ ذو مسكة من العقل إذ أيّ قيمة لاجتهادهم ، تجاه نصوص الكتاب العزيز ، قال عز من قائل : ( مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْس أَوْ فَسَاد فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً ) (1).
    هذا غيض من فيض ، وقليل من كثير من تاريخ الصحابة وأحوالهم ، وهي مشحونة بالصواب والخطأ والهدى والضلال ، ضعه أمام عقلك وفكرك ، فاقض ما أنت قاض ولا تتبع الأهواء.
    ( وَ إِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ) (2).

عثرة لا تقال
    لمّا انتهت محاضراتنا في البحث عن عدالة الصحابة وقفنا على كتاب باسم « صورتان متضادتان لنتائج جهود الرسول الأكرم » تأليف الكاتب : السيد أبو الحسن الندوي الهندي ـ أقال الله عثراته ـ وقد بالغ في الذب عن عدالتهم بملفق الكلام وتزويره ، مضافاً إلى ما فيه من بوادر وعثرات أعاد فيها ما سبقه الآخرون من رمي الشيعة الإمامية إلى نسب مفتعلة هم برآء منها ، وكأنّه لم يك يحسب أن يأتي عليه يوم يناقشه قلم التنقيب أو كان غير مكترث لأيّة تبعة ومغبة.
    وقد صاغ كتابه هذا في قالب « علم كلام جديد » لم يسبقه إليه أحد من أئمّة الاعتزال وأعلام الأشاعرة ، فأصبح كحاطب ليل رزم في حزمته كل رطب ويابس ولذلك عقدنا الفصل التالي لتتبع عثراته وزلاته ، وإلى الله المشتكى.
    
    1 ـ المائدة : 32.
    2 ـ المائدة : 42.


(469)
4
صورتان متضادتان
أو
رسالتان متضادتان
دراسة موجزة وتحليل رائع
للشروط اللازمة للرسالة الخالدة والنبوة الدائمة


(470)
في هذا الفصل
    1. نظريتان متضادتان حول الشعب الإيراني المسلم.
    2. الحوافز الّتي دعت الكاتب إلى اتخاذ موقفين متضادين.
    3. الملامح العامة للشعب الإيراني في الرسالة الأُولى.
    4. الملامح العامة المناقضة لها في الرسالة الثانية.
    5. النشاطات القرآنية في الجمهورية الإسلامية.
    6. موقف الكاتب من الطغمة الأثيمة وركونه إليها في حلّه وترحاله.
    7. الشرط الأوّل للرسالة الخالدة.
    8. نظرية الكاتب تواكب نظرية الملاحدة : ماركس وانجلس والبهائية.
    9. النبي الأكرم كان ناجحاً في دعوته لا بمعنى عدالة كل من صحبه.
    10. ارتداد الصحابة على أدبارهم القهقرى في الصحيحين : البخاري ومسلم.
    11. الشرط الثاني للرسالة الخالدة وموقف الشيعة منه.
    12. حكم الكتاب العزيز والسنّة النبوية في هذا المجال.
    13. الشرط الثالث للرسالة الخالدة وإصفاق الشيعة والسنّة على صحته وتحقّقه.
    14. الكتب المؤلفة بيد أعلام الشيعة في صيانة الكتاب من التحريف.
    15. اعتماد الكاتب على روايات ضعاف لا قيمة لها في سوق الاعتبار.
    16. نظرية قائد الثورة الإسلامية حول التحريف.
    17. اقتراح للمتسرعين في الكتابة وطلب إقامة مؤتمر حر في إحدى العواصم الإسلامية.
    18. الشرط الرابع للرسالة الخالدة وتحليله وما هي مشكلة المسلمين الأساسية.
مفاهيم القرآن ـ جلد الخامس ::: فهرس