مفاهيم القرآن ـ جلد الثامن ::: 191 ـ 200
(191)
يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرى إِنّا مُنْتَقِمُونَ ). (1)
    هذه الآيات السبع تخبر عن حوادث في مقاطع زمانية خاصة :
    1. مجيء السماء بدخان مبين.
    2. استيلاء العذاب المبين على الناس.
    3. تضرّع الناس إلى اللّه بغية كشف العذاب عنهم.
    4. موافاة الجواب بتكذيبهم رسول اللّه ورميه بالجنون.
    5. كشف العذاب عنهم قليلاً وعودهم إلى ما كانوا عليه.
    وقد اختلفت كلمة المفسرين في الزمان الذي تتحقق فيه تلك الحوادث ، وهم على رأيين :
    أ. هذه الحوادث تتحقق قبل القيامة وهي من أشراط الساعة ويدل عليه الآية التالية الواقعة بعد هذه الآيات : ( يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرى ) (2) فانّ توصيف البطشة بالكبرى يناسب يوم القيامة. قال سبحانه : ( فَإِذا جاءَتِ الطّامَّةُ الْكُبْرى ) (3) ، وقال : ( فَيُعَذِّبُهُ اللّهُ الْعَذابَ الأَكْبَر ) (4) وعندئذ تنسجم الآيات من حيث المضمون. ويكون المراد انّ هؤلاء مع ما رأوا العذاب بأُمّ أعينهم طلبوا كشف العذاب ، فكشفنا عنهم العذاب قليلاً ، ولكنّهم لم يعتبروا بالحوادث المريرة ، فلما حان يوم القيامة انتقم منهم سبحانه ، كما يقول : ( يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرى إِنّا مُنْتَقِمُون ).
    وعلى ضوء ذلك التفسير تكون الآيات الست من أشراط الساعة و الآية
1 ـ الدخان : 10 ـ 16.
2 ـ الدخان : 16.
3 ـ النازعات : 34.
4 ـ الغاشية : 24.


(192)
السابعة راجعة إلى نفس القيامة.
    ب. وهناك رأي آخر ذكره المفسرون ، وهو : انّ رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) دعا على قومه لمّا كذّبوه ، فقال : اللّهمّ سنين كسنيّ يوسف ، فأجدبت الأرض فأصابت قريشاً المجاعة ، وكان الرجل لما به من الجوع يرى بينه وبين السماء كالدخان ، وأكلوا الميتة والعظام ثمّ جاءوا إلى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وقالوا : يا محمد جئت تأمر بصلة الرحم وقومك قد هلكوا فلتسأل اللّه تعالى لهم بالخصب والسعة فكشف عنهم ، ثمّ عادوا إلى الكفر.
    فعلى ضوء ذلك فالمراد من البطشة الكبرى ، هي غزوة بدر التي انتقم اللّه منهم في ذلك اليوم.
    ويحتمل على ضوء هذا التفسير أن يراد منه يوم القيامة أيضاً كما في التفسير الأوّل.
    أقول : هذا التفسير بعيد عن الصواب لوجهين :
    الوجه الأوّل : انّ قوله سبحانه : ( يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخان مُبين ) هي صيرورة السماء دخاناً لا انّ الناس يرونها دخاناً لأجل الجوع والعطش كما في التفسير الثاني.
    الوجه الثاني : انّ أهل السير لم يخبروا عن هذه الحادثة في عصر الرسول عندما كان في موطنه ، على أنّ خلقه العظيم وسعة صدره يأبيان عن الدعاء على قومه ، كيف وقد كُسرت رباعية رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) السفلى وشقّت شفته وكُلِم في وجنته وجبهته في أُصول شعره من قبل المشركين يوم أُحد ومع ذلك لم ينبس عليهم ببنت شفة وما دعا عليهم ، والكلام الذي كان يتردّد على شفتيه ، هو قوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : « اللّهمّ اهدِ قومي فانّهم لا يعلمون ».


(193)
    وحاصل التفسيرين : انّه طبقاً للتفسير الأوّل يكون المراد من اليوم في قوله : ( يوم تأتي ) هو قبيل القيامة ، كما يكون المراد من اليوم في قوله : ( يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرى ) هي يوم القيامة.
    وعلى التفسير الثاني يكون اليومان متقاربين في عصر الرسول ، غير انّ الأوّل يعد من أيام قبل الهجرة ، والثاني من أيام بعد الهجرة أي يوم بدر.
    6. ( وَإِذا وَقَعَ الْقَولُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنا لَهُمْ دابَّةً مِنَ الأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النّاسَ كانُوا بِآياتِنا لا يُوقِنُونَ * وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّة فَوْجاً مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآياتِنا فَهُمْ يُوزَعُونَ ). (1)
    وفي هذه الآية مواضع للتساؤل.
    الأوّل : ما هو المراد من قوله سبحانه : ( وَإِذا وَقَعَ الْقَولُ عَلَيْهِمْ ) ؟
    الثاني : ما هو المراد من الدابة الخارجة من الأرض ؟
    الثالث : ما هو المراد من قوله : ( تُكَلِّمُهُمْ ) وماذا يقول لهم ؟
    الرابع : ما هو المقصود من الآيات الواردة في آياتنا ؟ فهل هي آيات تكوينية أو المراد المعاجز والكرامات ؟
    الخامس : ما هو الهدف لإخراج الدابة من الأرض ، وهل الهدف جلب المعاندين إلى حظيرة الإسلام أو إيجاد الحسرة في قلوب الكافرين ؟
    السادس : ما هو المراد من قوله : ( أَنَّ النّاسَ كانُوا بِآياتِنا لا يُوقِنُون ) ؟ فهل هو علّة لنزول العذاب الذي يدلُّ عليه قوله : ( وَإِذا وَقَعَ الْقَولُ عَلَيْهِمْ ) ، أو هو مقول قول الدابة ؟ أو غير ذلك ؟
    هذه الاستفسارات تحوم حول الآية ، وليس في الذكر الحكيم آية تعد نظيرتها
1 ـ النمل : 82 ـ 83.

(194)
حتى تفسر إحداهما بالأُخرى.
    يقول العلاّمة الطباطبائي : ولا نجد في كلامه تعالى ما يصلح لتفسير هذه الآية وانّ هذه الدابة التي سيخرجها لهم من الأرض فتكلمهم ما هي ؟ وما صفتها ؟ وكيف تخرج ؟ وماذا تتكلم به ؟ بل سياق الآية نِعْمَ الدليل على أنّ القصد إلى الإبهام فهو كلام مرموز فيه. (1)
    وعلى الرغم من ذلك فلنقوم بالإجابة على تلك الاستفسارات.
    أمّا الأوّل : فالظاهر انّ المراد من قوله : ( وَقَعَ الْقَولُ عَلَيْهِمْ ) هو حتمية العذاب ، كما يقول سبحانه في نفس تلك السورة : ( حَتّى إِذا جاءُوا قالَ أَكَذَّبْتُمْ بِآياتِي وَلَمْ تُحيطُوا بِها عِلْماً أَمّاذا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ * وَوَقَعَ الْقَولُ عَلَيْهِمْ بِما ظَلَمُوا فَهُمْ لا يَنْطِقُونَ ). (2)
    ولكن المراد من القول ليس هو القول اللفظي بل القول التكويني الذي يعبّر عنه بلفظة كن ، ويعود المعنى حتمية العذاب الخارجي ووقوعه عليهم.
    وأمّا الثاني : فالدابة في لغة العرب والقرآن مطلق ما يدبّ في الأرض سواء أكان إنساناً أو حيواناً ، قال سبحانه : ( وَاللّهُ خَلَقَ كُلَّ دابَّة مِنْ ماء فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشي عَلى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشي على رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشي على أَرْبَع يَخْلُقُ اللّهُ ما يَشاءُ إِنَّ اللّهَ على كُلِّ شَيْء قَديرٌ ) (3) ومع كونه يطلق لفظ الدابة على الإنسان يحتمل أن يكون المراد منها غيره حتى يكون خروجها من الأرض وتكلمها مع الناس آية أُخرى ، ومع ذلك فيبقى مجرد احتمال لا تدعمه الروايات.
    وأمّا الثالث : فالظاهر أنّ قوله : ( أنّ النّاس كانُوا بِآياتِنا لا يُوقِنُون ) مقول
1 ـ الميزان : 15/396.
2 ـ النمل : 84 ـ 85.
3 ـ النور : 45.


(195)
قول الدابة فهي تخبر عن عناد المشركين والمنافقين.
    وأمّا الرابع : فيحتمل أن يكون المراد من الآيات ، الآيات الكونية الدالة على علمه وقدرته وحكمته سبحانه ، كما يحتمل أن يكون المراد المعاجز التي تدل بنفسها على صحّة بعثة الأنبياء وصدق دعوتهم من جانب اللّه سبحانه. وهناك احتمال ثالث وهو انّ المراد هو الكتب السماوية التي أنزلها اللّه سبحانه مع رسله ، ولعلّ الاحتمال الثالث هو الأقوى بالنظر إلى سائر الآيات ، قال سبحانه : ( وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الكِتاب فَلا تَكُنْ فِي مِرْيَة مِنْ لِقائِهِ وَجَعَلْناهُ هُدًى لِبَني إِسْرائيلَ * وَجَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا لَمّا صَبَرُوا وَكانُوا بِآياتِنا يُوقِنُون ) (1) فهذه الآيات التي أذعن بها الأئمة وأنكرها المشركون شيء واحد وهو الكتب النازلة من اللّه سبحانه ، بقرينة قوله : ( وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الكِتاب ) في صدر هاتين الآيتين.
    وأمّا الخامس : فلم نجد شيئاً يبيّن الغاية من إخراج الدابة ، ولعلّ الهدف تمييز الطيب عن الخبيث ، والمؤمن عن الكافر.
    وأمّا السادس : أنّ في قوله سبحانه : ( أنّ النّاس كانُوا بآياتنا لا يُوقِنُون ) احتمالين :
    احتمال انّه مقول قول الدابة ، واحتمال انّه علة لنزول العذاب ، وعلى كلّ حال ، فقوله سبحانه : ( وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلّ أُمّة فَوْجاً ) دليل على أنّ هذا الحشر يقع قبل القيامة ، لأنّ الحشر في ذلك اليوم يعمّ الجميع ، قال سبحانه : ( وَحَشَرْناهُمْ فَلَمْ نُغادِر مِنْهُمْ أَحَداً ). (2)
    وحصيلة البحث انّ تلك الطائفة من الآيات ذكرت من أشراط الساعة أمرين.
1 ـ السجدة : 23 ـ 24.
2 ـ الكهف : 47.


(196)
    خروج الدابة وتكلّمها مع الناس ، حشر فئة من الناس قبل القيامة وقبل نفخ الصور.
    7. ( هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاّ أَنْ تَأَتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأَتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأَتِيَ بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً قُلِ انْتَظِرُوا إِنّا مُنْتَظِرُونَ ). (1)
    إنّ هذه الآيات تحكي عن عناد المشركين وعمى قلوبهم ، لأنّهم جعلوا إيمانهم رهن أُمور إمّا غير متحققة أو غير نافعة لحالهم ، وهي عبارة عن :
    1.إتيان الملائكة إليهم ، وقد أخبر القرآن الكريم انّ نزول الملائكة إليهم يكون مقروناً بالعذاب والهلاك قال سبحانه : ( ما نُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ إِلاّ بِالحَقِّ وَما كانُوا إِذاً مُنْظَرِين ). (2)
    2. إتيانه سبحانه ورؤيتهم له بأُم أعينهم ، وهذا أمر محال ، ويحتمل أن يكون مرادهم من إتيانه سبحانه هو مجيء يوم القيامة الذي تزاح فيه الأغشية فيتجلّى فيه توحيده وسائر أسمائه ، ولو أُريد ذلك لكان الإيمان في ذلك اليوم غير مفيد.
    3. انّ ـ هم كانوا منتظرين بعض آيات اللّه سبحانه كما يحكي عنه قوله : ( أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آياتِ رَبّك ) ، ويحتمل أن يكون المراد أشراط الساعة أو نفس القيامة.
    وعلى كلّ حال فلا ينفع الإيمان في ذلك اليوم.
1 ـ الأنعام : 158.
2 ـ الحجر : 8.


(197)
أشراط الساعة في الروايات والأحاديث
    وقد ورد في الروايات أشراط الساعة وهي على طائفتين :
    أ. ما يطرأ على أفكار الإنسان وسلوكه من التغير والتبدل.
    ب. الحوادث الخارقة للعادة.
    غير انّ دراسة هذه الروايات خارجة عن إطار التفسير الموضوعي فلنكتف برواية واحدة ، وهي ما رواه حذيفة بن أسيد ، قال :
    كان النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في غرفة ونحن أسفل منه فاطلع إلينا ، فقال : « ما تذكرون ؟ » قلنا : الساعة ، قال : « إنّ الساعة لا تكون حتى تكون عشر آيات : خسف بالمشرق ، وخسف بالمغرب ، وخسف في جزيرة العرب ، والدخان ، والدّجال ، ودابة الأرض ، ويأجوج ومأجوج ، وطلوع الشمس من مغربها ، ونار تخرج من قعرة عدن ترحل الناس ... ، ونزول عيسى بن مريم ، وريح تلقي الناس في البحر ». (1)
    ورواه الصدوق في خصاله بشكل آخر قال : كان رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في غرفة فاطّلع علينا ، فقال : « فيم أنتم ؟ » فقلنا : نتحدّث ، قال : « عمّ ذا ؟ » قلنا : عن الساعة.
    فقال : « إنّكم لا ترون الساعة حتى تروا قبلها عشر آيات : طلوع الشمس من مغربها ، والدجال ، ودابة الأرض ، وثلاثة خسوف تكون في الأرض : خسف بالمشرق ، وخسف بالمغرب ، وخسف بجزيرة العرب ، وخروج عيسى بن مريم ( عليه السلام ) ، وخروج يأجوج ومأجوج ، وتكون في آخر الزمان نار تخرج من اليمن من قعر الأرض لا تدع خلفها أحداً تسوق الناس إلى المحشر كلّما قاموا قامت لهم
1 ـ صحيح مسلم : 8/179 ، باب في الآيات التي تكون قبل الساعة من كتاب الفتن.

(198)
تسوقهم إلى المحشر ». (1)
    وأمّا الروايات الحاكية عن طروء التغيّر والتبدّل على حياة الناس وسلوكهم شياع الفساد والعصيان فكثيرة جمعها العلامة المجلسي في البحار. (2)
1 ـ البحار : 6/304 ، باب اشراط الساعة ، حديث 3.
2 ـ بحار الأنوار : 6/505 ، باب أشراط الساعة ، حديث6.


(199)
الفصل الخامس عشر :
مشاهد الساعة
    قد عرفت أشراط الساعة وهي الحوادث التي تتحقّق ، قبيل القيامة ، بقي الكلام في مشاهد الساعة أعني الحوادث التي تتزامن مع قيامها وهي عدّة أُمور أشار إليها الذكر الحكيم. وليعلم انّ كلّ ممكن في هذه النشأة لم يكتب له البقاء والخلود بل يفنى إذا بلغ أجله ، قال سبحانه : ( ما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالأَرْضَ وَما بَيْنَهُما إِلاّ بِالْحَقِّ وَأَجَل مُسَمًّى وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُون ) (1) ، وفي آية أُخرى : ( ما خَلَقَ اللّهُ السَّماواتِ وَالأَرضَ وَما بَيْنَهُما إِلاّ بِالحَقِّ وَأَجَل مُسَمًّى وَإِنّ كَثِيراً مِنَ النّاسِ بِلِقاءِ رَبِّهِمْ لَكافِرُون ). (2)
    وعلى ضوء ذلك يذكر القرآن الكريم مشاهد الساعة وانّه كيف تنشق السماء وتنفطر ، وتنشق الأرض وينهار النظام السائد ، إلى غير ذلك من مشاهدها التي نذكرها تباعاً.

1. سير الشمس والقمر إلى أجل مسمّى
    إنّ الشمس والقمر من الأجرام السماوية ولكلّ واحد أجل معين ، فإذا جاء
1 ـ الأحقاف : 3.
2 ـ الروم : 8.


(200)
أجلهما يتوقفان عن السير وبالتالي يزول نظامهما ، قال سبحانه : ( وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْري إِلى أَجَل مُسمًّى ). (1)

2. الأجل المحدود لعمر الإنسان
    إنّ لكلّ إنسان أجلاً محدَّداً فإذا انتهت حياته إلى ذلك الحد ، ينطفئ مصباح عمره ، يقول سبحانه : ( اللّهُ يَتَوفّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوتِها وَالّتي لَمْ تَمُتْ في مَنامِها فَيُمْسِكُ الّتي قَضى عَلَيْهَا الْمَوتَ وَيُرْسِلُ الأُخرى إِلى أَجَل مُسَمًّى ). (2)
    فمطيّة الموت تنوخ عند عتبة كلّ إنسان شاء أم أبى.

3. أجل الأُمم
    القرآن يذكر أنّ لكلّ أُمّة أجلاً كما أنّ لكلّ فرد أجلاً خاصاً ، فللأُمم حياة وموت ، وبزوغ حضارة وأُفولها ، يقول سبحانه :
    ( لِكُلِّ أُمّة أَجَلٌ إِذا جاءَأَجَلُهُمْ فَلا يَسْتَأْخِرُونَ ساعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ ). (3) وقد تكرر هذا المضمون في سور أُخرى. (4)
    وهذه الآيات توحي إلى أنّ مجموعة الظواهر الكونية كتب عليها البقاء إلى أجل مسمّى ، فإذا جاء أجلها قضي على حياتها ووجودها.

طروء حوادث في الكون عند قيام الساعة
    ينص القرآن الكريم على أنّ قيام الساعة يتزامن مع حوادث كونية يضمّحل فيها النظام الكوني وينهار ، وهذه الحوادث هي كالتالي :
1 ـ لقمان : 29.
2 ـ الزمر : 42.
3. يونس : 49.
4 ـ لاحظ : الأعراف : 34; الحجر : 5; المؤمنون : 43.
مفاهيم القرآن ـ جلد الثامن ::: فهرس