مَنهَجُ المَقَال في تحقيق احوالِ الرّجالِ الجزء الثاني ::: 136 ـ 150
(136)

مخادي » ( قال : قلت في نفسي : من أصاب ما أصبت في ليلتي هذه ، لقد جعلت الله من المنزلة عنده ، وأعطاني من الفخر ما لم يعطه أحداً من أصحابنا ، بعث إليَّ بحماره فركبته ، وفرش لي فراشه ... الحديث بمضمون الّذي رواه كش (1) ، فتأمّل ) (2).
    وفي المعراج أنّه روى علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عنه عن الرضا عليه السلام قال لي : « يا أحمد ما الخلاف بينكم وبين أصحاب هشام ؟ » قلت : قلنا نحن بالصورة وهشام بن الحكم بالجسم (3) ، فقال « إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله لمّا اُسري به وبلغ سدرة المنتهى خُرق له من الحجب مثل [ سمّ ] (4) الاُبرة ، فرأي من نور العطمة ما شاء لله ، ثمّ أنتم النسبة (5) ، دع ذا يا أحمد لا ينفتح عليك منه أمر عظيم » (6).
    ولا يخفى ما فيه من القدح.
    وقوله بالنسبة (7) والصورة إنْ أراد بها الجوهر الممتد يلزم التجسيم وهو

1 ـ عيون أخبار الرضا عليه السلام 2 : 212/19 باب 47 ذكر دلالات الرضا عليه السلام ، رجال الكشّي : 588/1100.
2 ـ في « أ » و « م » والحجريّة بدل ما بين القوسين : الحديث.
3 ـ في تفسير القمّي : بالنفي للجسم.
4 ـ ما بين المعقوفين أثبتناه من تفسير القمّي ومعراج أهل الكمال.
5 ـ كذا في جميع النسخ ، وفي تفسير القمّي ومعراج أهل الكمال : وأردتم أنتم التشبيه.
    والنسبة قد تكون نسبة توافق ، أو تشابه ، أو تماثل. انظر المعجم الفلسفي 2 : 464 النسبة.
6 ـ انظر تفسير القمّي 1 : 20 باختلاف يسير.
7 ـ كذا في النسخ ، وفي معراج أهل الكمال : بالتشبيه.

(137)

كفر ، وإنْ أراد ما ذكر في إخوان الصفا أنّ جماعة تحاشوا عن وصفه تعالى بالجسميّة وقالوا : لا ينبغي أنْ يعتقد أنّه شخص يحويه مكان ، بل هو صورة روحانية نورانية سارية في الموجودات ، لا يحويه مكان ولا زمان ، ولا يناله لمست ولا تغيير ولا حدثان (1). وهو أيضاً كفر.
    وروي في قرب الاسناد ـ في الصحيح ـ : عنه قال : قلت للرضا عليه السلام في أهل الصفة ، فقال : « إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله لمّا اُسري به أراه الله تعالى من نور عظمته ما أحبّ » ، فوقفته على النسبة (2) ، فقال : « سبحان الله دع ذا لا ينفتح عليك [ منه ] أمر عظيم » (3).
    وفيه أيضاً : عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّأب عنه قال : سألت الرضا عليه السلام عن الرؤية ، قال « لو أعطيناكم ما تريدون لكان شرّاً لكم » (4).
    وفيه بالاسناد عنه قال : قال الرضا عليه السلام : « وأنتم بالعراق تتولون أعمال هؤلاء الفراعنة ... » الحديث (5).
    وأجاب عن الأوّل بعدم صراحة جزمه بالقول (6) ، بل يحتمل تردّده في أوّل الأمر كما تردّد عظماء الأصحاب بعد موت الصادق عليه السلام في

1 ـ رسائل إخوان الصفا 3 : 515.
2 ـ كذا في النسخ ، وفي قرب الاسناد والمعراج : التشبيه.
3 ـ انظر قرب الاسناد 356/1275. وما بين المعقوفين أثبتناه من قرب الاسناد والمعراج.
4 ـ قرب الاسناد : 380/1340.
5 ـ قرب الاسناد : 380/1341 ، وفيه وفي المعراج بدل تتولون : ترون.
6 ـ في معراج أهل الكمال : بالقول بالتشبيه.

(138)

الكاظم عليه السلام حتي ظهر إمامته ، وكذا بعد الكاظم في الرضا عليه السلام ، بل قلّ أنْ يسلم ثقة عن التردّد في عقيدته في أوّل الأمر.
    قلت : ومن ذلك ما سيجيء في ترجمة أحمد بن محمّد بن عيسى (1) ، ولعلّ أمثال ذلك كثيرة مذكورة في كا وتوحيد الصدوق وغيرهما ، بل ربّما كانوا يعتقدون الاُمور الفاسدة فيرجعون عنها إلى الحقّ ببركاتهم عليهم السلام كما هو مذكور في المواضع ، ومن ذلك اعتقاد عظماء أصحاب الصادق عليه السلام بعد موته بإمامة عبدالله ثمّ رجوعهم (2) إلى إمامة الكاظم ببركته عليه السلام كما سيجيء في هشام بن سالم.
    ثمّ قال : وقطع منافات (3) العقائد بالدليل طريقة محمودة أشار إليها الخليل [ عليه السلام ] (4). وذكر الجبائي : أنّ أوّل الواجبات الشكّ.
    وفي إخوان الصاف : لا يمكن المصير إلى الحقّ إلا بعد المرور على اعتقادات فاسدة ولو لحظة (5). وربما يؤيّد قوله عليه السلام : « دع ذا يا أحمد ... إلى آخره ».
    ويحتمل أنْ يكون قوله بالصورة لا بالحقيقة يؤيّده ما في كتاب الإخوان

1 ـ سيأتي برقم : ( 171 ) من التعليقة.
2 ـ في « ب » : رجعوا عنه.
3 ـ في « أ » و « م » : منافيات ، وفي المعراج : مسافات.
4 ـ أي : من قضية الكوكب ثمّ القمر ثمّ الشمس ثمّ الباري جلّ جلاله. انظر تنقيح المقال 1 : 77/467 ( حجري ).
5 ـ انظر رسائل إخوان الصفا 3 : 524. وفي « ب » والمعراج بدل فاسدة : باطلة.

(139)

حيث ادّعوا له جميع لوازم التجرّد (1).
    قلت : ويؤيّده أيضاً ما سيجيء في هشام.
    وعن الرابع بعدم الصراحة في إنكاره عليه السلام عليه ، بل يحتمل كونه على الشيعة كما يقال : بنو فلان قتلوا زيداً ، ويؤيّده عدم وجدان توليه أمر السلاطين ، مع أنّ الأخبار تواترت بمدح جماعة يتولون أمرهم كما في ابن يقطين (2) وابن بزيع (3) ، مع أنّ جش والشيخ وصه ود وثّقوه (4) ، فلا يقدح الأخبار الشاذة (5) ، انتهى.
    وفي كلامه مواضع للنظر والأمر سهل.
    وبالجملة : الّذي كان على الحقّ فحصل له الشكّ بعروض سانحة أورثه له ، فطلب الحقّ وجاهد في الله واجتهد فهداه الله لعلّ ذلك لا يضرّ وثاقته ، ومرّ الإشارة إليه أيضاً في الفائدة الاُولى. وعلى تقدير الضرر أو وقوع تقصير منه فيه ربما يظهرمن الامارات الظنّية رجحان صدور الرواية عنه زمان الوثاقة ، وهو كاف للمجتهد كما مرّ في الفائدة ، ومن الامارات كون زمان الشكّ أقلّ بالنسبة إلى زمان الوثاقة ، وبتفاوت القلّة يتفاوت الظنّ.
    والظاهر أنّ البزنطي كان كذلك مضافاً إلى غير ذلك من الامارات ، إذ

1 ـ رسائل إخوان الصفا 3 : 514 ـ 518.
2 ـ انظر رجال الكشّي : 433/817 ـ 820.
3 ـ انظر الخلاصة : 238/16.
4 ـ رجال النجاشي : 75/180 ـ لم يرد فيه التوثيق ـ رجال الشيخ : 332/33 و351/2 ، الخلاصة : 61/1 ، رجال ابن داود : 42/118.
5 ـ معراج أهل الكمال : 144/69.

(140)
    وجدت بخطّ جبرئيل بن أحمد الفاريابي : حدّثني محمّد بن عبدالله بن مهران قال : أخبرني أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، قال : دخلت على أبي الحسن عليه السلام ـ أنا وصفوان بن يحيى ومحمّد بن سنان وأظنّه قال : عبدالله بن المغيرة أو عبدالله بن جندب ـ وهو بصري (1) ، قال : فجلسنا عنده ساعة ثمّ قمنا ، فقال : « أمّا أنت يا أحمد فاجلس » فجلست ، فأقبل يحدّثني وأسأله ويجيبني حتّى ذهب عامّة الليل ، فلمّا أردت الإنصارف قال لي : « يا أحمد تنصرف أو تبيت ؟ فقلت : جعلت فداك ذاك إليك (2) ، إنْ أمرت
لم يعهد هذا المذهب عنه ، ولا يكاد يوجد في غير هذه الرواية مع كثرة ورود الروايات عنه وإكثار المشايخ من ذكره والاعتناء بحاله ومبالغتهم في مدحه وإجلاله (3).
    هذا مضافاً إلى ما ذكر في المتن وما يظهر من الأخبار والآثار وأنّ فيه كثيراً من أسباب القوّة والاعتبار ، وقد أشرنا إلى كثير منها في الفوائد.

1 ـ كذا في « ت » والحجريّة وحاشية « ع » والمصدر ، وفي « ر » و « ش » و « ض » و « ع » : بصرنا ، وفي « ط » : بصرتا.
    وفي قرب الإسناد [ 377/1333 ] وبحار الأنوار [ 49 : 269/10 ] وتنقيح المقال [ 1 : 77/467 ] : صريا.
    ويظهر من حديث ذكره ابن شهرآشوب في مناقبه أنّ الإمام الرضا عليه السلام أقام فترة بقرية اسمها : صريا ، وفيه أيضاً : أنّ صريا قرية أسسها الإمام موسى بن جعفر عليه السلام على ثلاثة أميال من المدينة ، وفيها ولد الإمام الهادي عليه السلام. انظر مناقب آل أبي طالب 4 : 336 و414 و433.
2 ـ في « ت » و « ر » و « ض » و « ط » و « ع » : ذاك اليل.
3 ـ من لفظ ( وبالجملة ) إلى هنا سقط من « ب ».

(141)
بالانصراف انصرفت (1) ، وإنْ أمرت بالمقام أقمت ، قال : « أقم ، فهذا الحرس (2) وقد هدأ الناس وباتوا » فقام وانصرف ، فلمّا ظننت أنّه قد دخل خررت لله ساجداً فقلت : الحمد لله حجّة الله ووارث علم النبيين آنس بي من بين إخواني وحبّبني ، فأنا في سجدتي وشكري فما علمت إلا وقد رفسني برجله ، ثمّ قمت فأخذت بيدي فغمزها ثمّ قال : « يا أحمد إنّ أمير المؤمنين صلوات الله عليه عاد صعصعة بن صوحان في مرضه فلمّا قام من عنده قال : يا صعصعة لا تفتخرنّ على إخوانك بعيادتي إيّاك واتّق الله » ثمّ انصرف عنّي (3).
    محمد بن الحسن البراثي (4) وعثمان بن حامد الكشّيان قالا : حدّثنا محمّد بن يزداد (5) ؛ وحدّثنا الحسن بن علي بن النعمان ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، قال : كنت عند الرضا عليه السلام ، قال : فأمسيت عنده ، قال : فقلت : أنصرف ؟ فقال لي « لا تنصرف فقد أمسيت » قال : فأقمت عنده ، قال : فقال لجاريته : « هاتي مضربتي ووسادتي فافرشي لأحمد في ذلك البيت » قال : فلمّا صرت في البيت دخلني شيء ، فجعل يخطر ببالي : من مثلي في بيت ولي الله
1 ـ انصرفت ، لم ترد في « ش » و « ض » و « ط » و « ع ».
2 ـ في « ر » : السحر ، وفي « ش » و « ط » و « ع » : الحرّ ، وفي هامش « ت » و « ش » و « ض » و « ط » : الخير ( خ ل ) ، وفي هامش « ع » : الحرس ظاهراً ، وفي المصدر : أقم فهذا الحرّ وقد هدأ الليل وناموا.
3 ـ رجال الكشّي : 587/1099.
4 ـ في « ض » والحجريّة : البراني.
5 ـ في المصدر زيادة : قال : حدّثنا أبو زكريّا ، عن إسماعيل بن مهران ، قال : محمّد بن يزداد.

(142)
وعلى مهاده ، فناداني : « يا أحمد إنّ أمير المؤمنين عليه السلام عاد صعصعة بن صوحان فقال : يا صعصعة لا تجعل عيادتي إيّاك فخراً على قومك وتواضع لله يرفعك » (1).
    محمد بن الحسن قال : حدّثني محمّد بن يزداد ، قال : حدّثني أبو زكريّا يحيى بن محمّد الرازي ، عن محمّد بن الحسين (2) ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، قال : لمّا اُتي بأبي الحسن عليه السلام اُخذ به على القادسيّة ولم يدخل الكوفة ، اُخذه به على برّاني البصرة (3) ، قال : فبعث إليّ مصحفاً وأنا بالقادسيّة ، ففتحته فوقعت بين يدي سورة لم يكن ، فإذا هي أطول وأكثر ممّا يقرأها الناس ، قال : فحفظت منه أشياء ، قال : فأتاني مسافر ومعه منديل وطين وخاتم ، فقال : هات ، فدفعته إليه فجعله في المنديل ووضع عليه الطين وختمه ، فذهب عنّي ما كنت حفظت منه ، فجهدت أنْ أذكر منه حرفاً واحداً فلم أذكره (4) ، انتهى.
    وقال قبل ذلك : تسمية الفقهاء من أصحاب أبي إبراهيم وأبي الحسن الرضا عليهما السلام :
    أجمع أصحابنا على تصحيح ما يصحّ عن هؤلاء وتصديقهم ، وأقرّوا لهم بالفقه والعلم ، وهم ستّة نفر اُخر دون الستّة نفر الّذين ذكرناهم في أصحاب أبي عبدالله عليه السلام ، منهم ، يونس بن
1 ـ رجال الكشّي : 588/1100.
2 ـ في « ض » والحجريّة : الحسن.
3 ـ في هامش « ش » : على البرّ إلى البصرة ( خ ل ) ، وفي المصدر : على البرّ إلى البصرة.
4 ـ رجال الكشّي : 588/1101.

(143)
عبدالرحمن ، وصفوان بن يحيى بيّاع السابري ، ومحمّد بن أبي عمير ، وعبدالله بن المغيرة ، والحسن بن محبوب ، وأحمد بن محمّد بن أبي نصير.
    وقال بعضهم : مكان الحسن بن محبوب : الحسن بن علي بن فضّال وفضالة بن أيّوب.
    وقال بعضهم : مكان فضالة (1) : عثمان بن عيسى وأفقه هؤلاء يونس بن عبدالرحمن وصفوان بن يحيى (2).
    وفي جش : أحمد بن محمّد بن عمرو (3) بن أبي نصر زيد ، مولى السكون ، أبو جعفر ، المعروف بالبزنطي ، كوفي ، لقي الرضا وأبا جعفر عليهما السلام ، وكان عظيم المنزلة عندهما ، وله كتب ، منها : الجامع (4) ، قرأناه على أبي عبدالله الحسين بن عبيدالله رحمه الله ، قال : قرأته على أبي غالب أحمد بن محمّد الزراري ، قال : حدّثني به خال أبي محمّد بن جعفر وعمّ ابي علي بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عنه به.
    وكتاب النوادر ، أخبرنا به : أحمد بن محمّد الجندي (5) ، عن أبي العبّاس أحمد بن محمّد ، قال : حدّثنا يحيى بن زكريّا بن شيبان ، عنه به.
    وكتاب نوادر آخر ، أخبرنا به : الحسين بن عبيدالله قال : حدّثنا
1 ـ في المصدر : ابن فضّال ( فضالة بن أيّوب خ ل ).
2 ـ رجال الكشّي : 556/1050.
3 ـ ابن عمرو ، لم ترد في « ض » والحجريّة.
4 ـ في « ت » و « ر » و « ض » و « ط » والحجريّة : كتاب الجامع.
5 ـ في المصدر : ابن الجندي.

(144)
جعفر بن محمّد أبو القاسم ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن الحسن بن سهل ، قال : حدّثنا أبي محمّد بن الحسن ، عن أبيه الحسن بن سهل ، عن موسى بن الحسن ، عن أحمد بن هلال ، عن أحمد بن محمّد به.
    ومات أحمد بن محمّد سنة أحدى وعشرين ومائتين بعد وفاة الحسن بن علي بن فضّال بثمانية أشهر (1).
    ذكر محمّد بن عيسى أنّه سمع منه سنة عشرة ومائتين (2).
    وفي صه : ابن محمّد بن أبي نصر ، واسم أبي نصر (3) زيد ، مولى السكون ، أبو جعفر ، وقيل : أبو علي ، المعروف البزنطي * ـ بالباء المنقّطة تحتها نقتطة المفتوحة والزاي بعدها مفتوحة أيضاً ثمّ النون الساكنة ثمّ الطاء غير المعجمة ـ كوفي ، لقي الرضا عليه السلام ، وكان عظيم المنزلة عنده ، وهو ثقة جليل القدر ، وكان له اختصاص بأبي الحسن الرضا وأبي جعفر عليهما السلام ، أجمع أصحابنا على تصحيح ما يصحّ عنه وأقروا له بالفقه.
    وقوله * : بالبزنطي بالباء ... إلى آخره.
    وفي بعض نسخ ست : نزنط ـ بالنون ـ ولعلّه سهو.
    وعن السرائر : البزنط : ثياب معروفة. والسكون ـ بفتح السين ـ حيّ باليمن (4).

1 ـ سينبّه المصنّف على ما فيه.
2 ـ رجال النجاشي : 75/180.
3 ـ واسم أبي نصر لم ترد في « ض » والمصدر ووردت في طبعة النجف ونسختين خطّيتين لدينا منه.
4 ـ انظر السرائر 2 : 196 و3 : 553.

(145)
    مات رحمه الله سنة إحدى وعشرين ومائتين بعد وفاة الحسن بن علي بن فضّال بثمانية أشهر (1) ، انتهى.
    أقول : تبع في ذلك النجاشي ، وقد ذكر أنّ الحسن بن علي بن فضّال مات سنة أربع وعشرين ومائتين (2) ، وكذا ابن داود (3) ؛ وعلى هذا تكون وفاة أحمد قبل وفاة الحسن بن علي بثلاث سنين لا بعدها بثمانية أشهر ، والظاهر أنّ هذه نسبة وفاة الحسن بن محبوب (4) إلى وفاة ابن فضّال ذكرت هنا سهواً ، والله أعلم.
    وسيجيء في ابن عمّه إسماعيل بن مهران أنّه وأحمد بن محمّد بن عمرو بن أبي نصر كانا من ولد السكوني (5) ، فتأمّل.
    ( 153 ) أحمد بن محمّد الأردبيلي رحمه الله :
    أمره في الجلالة والثقة والأمانة أشهر من أنْ يذكر (6) ، كان متكلّماً ، فقيهاً ، عظيم الشأن ، جليل القدر (7) ، أورع أهل زمانه وأعبدهم وأتقاهم. له مصنّفات ، منها كتاب آيات الأحكام.
    توفّي رحمه الله في شهر صفر سنة ثلاث وتسعين وتسعمائة في المشهد المقدّس الغروي ، مصط (8).

1 ـ الخلاصة : 61/1.
2 ـ انظر رجال النجاشي : 34/72 والخلاصة : 98/2.
3 ـ رجال ابن داود : 76/442.
4 ـ لأنّ الحسن بن محبوب توفّي في آخر سنة أربع وعشرين ومائتين. انظر رجال الكشّي. 584/1094 والخلاصة : 97/1 ورجال ابن داود : 77/454.
5 ـ سيأتي عن رجال الكشّي : 589/1102 ، وفيه : كانا من ولد السكون. ويأتي برقم : ( 262 ).
6 ـ في المصدر زيادة : وفوق ما يحوم حوله العبارة.
7 ـ في المصدر زيادة : رفيع المنزلة.
8 ـ نقد الرجال 1 : 151/127.

(146)
    [ 324 ] أحمد بن محمّد بن أحمد :
    ابن طرخان الكندي ، أبو الحسين الجرجاني (1) الكاتب ، ثقة ، صحيح السماع ، صه (2).
    وزاد جش : وكان صديقنا ، قتله إنسان يعرف بابن أبي العبّاس يزعم أنّه علوي ؛ لأنّه أنكر عليه نكرة ، رحمه الله. وله كتاب إيمان أبي طالب (3).
    قلت : من مصنّفاته شرحه على الإرشاد لم يصنّف مثله ، وحاشيته على شرح المختصر العضدي ، وغير ذلك.
    ( 154 ) أحمد بن محمّد بن أحمد :
    السناني ، يروي عنه الصدوق مترضّياً (4).
    وسيجيء في باب الميم : محمّد بن أحمد السناني (5) يروي عنه الصدوق (6). ولعلّ هذا ابنه ، واحتمال الاتّحاد في غاية البعد (7).

1 ـ في جش [ 87/210 ] وضح [ 103/66 ] : الجرجرائي ـ بالجيم المفتوحة قبل الراء وبعدها والراء قبل الألف الممدودة والياء ـ وربّما نقل عن جش : الجرجراني ـ بالنون قبل الياء ـ والأوّل الصحيح.     منه قدّس سرّه.
2 ـ الخلاصة : 71/46.
3 ـ رجال النجاشي : 87/210 ، وفيه : الجرجرائي.
4 ـ الأمالي : 334/4 المجلس 64 ـ طبعة مؤسسة الأعلمي ـ ولم يرد فيه الترضّي ، وورد في نسخة خطّية لدينا منه.
5 ـ في « ب » والحجريّة : السنائي.
6 ـ انظر الخصال : 188/259 ، 191/265 والتوحيد : 20/7 ، 96/2 ومعاني الأخبار : 131/1 ، 139/1 ، إلا أنّ في التوحيد ومعاني الأخبار بدل السناني : الشيباني.
    نقول : قال الوحيد البهبهاني قدس سره في باب الميم : محمّد بن أحمد الشيباني ، روى عنه الصدوق مترحّماً ، ويحتمل كونه السناني ، فتأمّل. انظر تعليقة الوحيد البهبهاني : 280 ( حجري ).
7 ـ في « م » زيادة : فتأمّل.

(147)
    [ 325 ] أحمد بن محمّد بن أحمد :
    أبو علي الجرجاني ، نزيل مصر ، كان ثقة في حديثه ، ورعاً لا يطعن عليه ، صه (1).
    وزاد جش : سمع الحديث وأكثر من أصحابنا والعامّة. ذكر أصحابنا أنّه وقع إليهم من كتبه كتاب كبير في ذكر من روى من طرق أصحاب الحديث أنّ المهدي من ولد الحسين عليه السلام ، وفيه أخبار القائم عليه السلام (2).

    [ 326 ] أحمد بن محمّد بن أحمد :
    ابن طلحة بن عاصم ، أبو عبدالله ، وهو ابن أخي علي بن عاصم المحدّث ، ويقال له : العاصمي ، ثقة في الحديث ، سالم الجنبة ، أصله الكوفة وسكن البغداد ، وروى عن جميع الشيوخ الكوفيّين ، صه (3).
    وجش : ... إلى أنْ قال : كان ثقة في الحديث ، سالماً ، خيّراً ، أصله كوفي وسكن بغداد ، روى عن الشيوخ الكوفيّين. له كتب ، منها : كتاب النجوم ، وكتاب مواليد الأئمّة عليهم السلام وأعمارهم.
    أخبرنا : أحمد بن علي بن نوح قال : حدّثنا الحسين بن علي بن سفيان ، عن العاصمي (4) ، انتهى.
1 ـ الخلاصة : 71/44.
2 ـ رجال النجاشي : 86/208.
3 ـ الخلاصة : 65/16 ، وفيها : أحمد بن محمّد بن طلحة ... ، وفي نسخة خطّية لدينا من الخلاصة عليها حاشية الشيخ البهائي كما في المتن.
4 ـ رجال النجاشي : 93 / 232 ، ولم يرد فيه : ابن عاصم.

(148)
    والشيخ * رحمه الله عبّر عنه في كتابيه بأحمد بن محمّد بن عاصم (1) ، فذكرت كلامه في موضعه لسهولة التناول.

    [ 327 ] أحمد بن محمّد بن بندار :
    مولى الربيع الأقرع ، ج (2).

    [ 328 ] أحمد بن محمّد بن جعفر :
    أبو علي الصولي ، بصري ، صحب الجلودي عمره ، وقدم بغداد سنة ثلاثة وخمسين وثلاثمائة وسمع الناس منه ، وكان ثقة في حديثه ، مسكوناً إلى روايته ، ( جش ) (3).
    فزاد ست : وله كتب ، منها : كتاب أخبار فاطمة عليها السلام كتاب كبير ، أخبرنا به : أحمد بن عبدون ، عن محمّد بن موسى أبي الفرج ، قال : سمعته منه إملاء.
    وأخبرنا : الشيخ أبو عبدالله محمّد بن محمّد بن النعمان ، عن أحمد بن محمّد بن جعفر أبي علي الصولي بجميع رواياته (4).
    ( 155 ) قوله * في أحمد بن محمّد بن أحمد بن طلحة : و الشيخ في كتابيه ... إلى آخره.
    وسنذكر هناك بعض ما فيه ، فلاحظ (5).
    ( 156 ) أحمد بن محمّد بن إسحاق :
    يروي عنه الصدوق مترضّياً (6).

1 ـ انظر رجال الشيخ : 416/97 والفهرست : 73/23.
2 ـ رجال الشيخ : 373/14.
3 ـ رجال النجاشي : 84/202. وما بين القوسين أثبتناه من « ت ».
4 ـ الفهرست : 78/33.
5 ـ سيأتي برقم : ( 166 ).
6 ـ نقول : احتمل أبو علي الحائري كونه أحمد بن محمّد بن إسحاق المعاذي الّذي

(149)

    ( 157 ) أحمد بن محمّد بن الحسن :
    ابن الوليد. حكم مه بصحّة حديثه في المختلف (1) ، وكذا بصحّة طريق الشيخ إلى الحسن بن محبوب وهو فيه (2).
    وفي الوجيزة : أنّه اُستاذ المفيد ، يعدّ حديثه صحيحاً لكونه من مشايخ الإجازة ، ووثّقه الشهيد الثاني (3).
    وفي مصط وغيره : روى في يب وغيره عن المفيد رحمه الله عنه كثيراً (4) ، ولم أجده في الرجال. والشهيد الثاني في درايته : أنّه من الثقات (5) ، فإنّ نظر إلى حكم مه بصحّة حيدثه (6) فهو لا يدلّ على توثيقه؛ لأنّ الحكم بالتوثيق من باب الشهادة ، وبالصحّة ربّما كان مبنيّاً على ما رجّحه من دون قطع له فيه به وشهادته عليه بذلك ، وربّما يخدش أنّه إنّما يُذكر في السند لمجرّد الاتّصال ، ولكونه من مشايخ الإجازة بالنسبة إلى الكتب المشهورة على

يذكره الصدوق في كمال الدين مترضّيا. انظر كمال الدين : 317/2 باب 30 ومنتهى المقال 1 : 315/222.
1 ـ مختلف الشيعة 1 : 91 ، حكم العلّامة بصحّة حديث زرارة عن أبي عبدالله عليه السلام ، وهو في الطريق. انظر التهذيب 1 : 10/16.
2 ـ الخلاصة : 436 الفائدة الثامنة ، مشيخة التهذيب 10 : 56 ـ 58.
3 ـ الوجيزة : 153/120.
4 ـ انظر التهذيب 1 : 6/3 ، 10/18 ، 16/34 والاستبصار 1 : 347/1308 ، 351/1325 ، وغيرها كثير.
5 ـ الرعاية في علم الدراية : 370/1 ـ 4.
6 ـ في « أ » و « م » والحجريّة : بصحّة روايته.

(150)
    وزاد صه : غير أنّه قيل : يروي عن الضعفاء (1).
    وزاد جش على صه : له كتاب أخبار فاطمة عليها السلام كان يرويه عنه أبو الفرج محمّد بن موسى القزويني (2).
    إلّا أنّ في صه : الجلودي (3) بالجيم المفتوحة واللّام الساكنة والواو المفتوحة ، وقيل : بضمّ اللّام وإسكان الواو والدال غير المعجمة بعد الواو (4).
    وفي لم : ابن محمّد بن جعفر ، أبو علي الصولي ، كان ملك الجلودي ، روى الشيخ أبو عبدالله محمّد بن النعمان ، عنه (5).

    [ 329 ] أحمد بن محمّد بن الحسين :
    الأزدي ، غلام العيّاشي ، لم (6).
ما يرشد إليه بعض كلمات يب مع قطع النظر عن شواهد الحال (7) ، انتهى.
    وفيه ما مرّ في الفوائد.

1 ـ الخلاصة : 67/23 ، ولم يرد فيها : بصري.
2 ـ رجال النجاشي : 84/202.
3 ـ قال في د [ 42/119 ] : الجلودي كالعروضي. وفي القاموس [ 1 : 284 ] : جلود ـ كقبول ـ قرية بالأندلس منه حفص الجلودي ، وأمّا الجلودي راوية مسلم فبالضمّ لا غير ، ووهم الجوهري [ 2 : 459 ] في قوله : ولا تقل الجُلودي ، يعني بالضم. منه قدس سره.
4 ـ الخلالصة : 67/23.
5 ـ رجال الشيخ : 417/104 ، وفيه : صحب الجلودي ، وفي مجمع الرجال 1 : 136 نقلاً عنه : كان ملك الجلودي ، كما في المتن.
6 ـ رجال الشيخ : 407/16.
7 ـ انظر نقد الرجال 1 : 153/131 وتكملة الرجال 1 : 149.
مَنهَجُ المَقَال في تحقيق احوالِ الرّجالِ الجزء الثاني ::: فهرس