مختصر البصائر ::: 46 ـ 60
(46)
    [ 2/2 ] موسى بن جعفر بن وهب البغدادي ، عن الحسن بن علي الوشّاء قال : حدّثني علي بن عبد العزيز ، عن أبيه ، قال : قلت لأبي عبدالله ( عليه السلام ) : إنّ الناس يزعمون أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وجّه عليّاً ( عليه السلام ) إلى اليمن ليقضي بينهم (1) ، فقال علي ( عليه السلام ) : « فما وردت عليّ قضية إلاّ حكمت فيها بحكم الله عزّ وجلّ وحكم رسول لله ( صلى الله عليه وآله ) » فقال : « صدقوا ».
    فقلت : وكيف ذاك ولم ( يكن اُنزل ) (2) القرآن كلّه ، وقد كان رسول لله ( صلى الله عليه وآله ) غائباً عنه ؟ فقال : « كان يتلقّاه به روح القدس » (3).
    [ 3/3 ] أحمد بن محمّد بن عيسى (4) وأحمد بن إسحاق بن سعيد ، عن الحسن ابن العبّاس بن حريش (5) ، عن أبي جعفر الثاني ( عليه السلام ) ، قال : « قال أبو جعفر محمّد بن
1 ـ في نسخة « ق » : فيهم.
2 ـ في نسخة « ق » : ينزل ، بدل ما بين القوسين.
3 ـ بصائر الدرجات : 452 / 8 ، وفيه زيادة في أول سنده وهو : عمران بن موسى ، وعنهما في البحار 25 : 57 / 23.
4 ـ في نسخة « ق » محمّد بن عيسى ، والظاهر كلا الطريقين صحيح لأنّهما ممّن روى عنهما الصفّار والأشعري.
انظر معجم رجال الحديث 9 : 83 ـ 84 ، و 16 : 272 ـ 273.
5 ـ في البصائر : الحسن ، عن العباس بن حريش ، وما في المتن والبحار ظاهراً هو الصواب ، وقد عدّه الشيخ الطوسي من أصحاب الإمام الجواد ( عليه السلام ) ، وضبط اسمه العلاّمة في خلاصته ، فقال : بالحاء غير المعجمة والراء والياء المنقطة والشين المعجمة.
اُنظر رجال الشيخ الطوسي : 400/ 7 ، رجال العلاّمة : 214 / 13.


(47)
علي الباقر ( عليه السلام ) : إنّ الأوصياء ( عليهم السلام ) محدّثون يحدّثهم روح القدس ولا يرونه ، وكان عليّ ( عليه السلام ) يعرض على روح القدس ما يُسأل عنه ، فيوجس في نفسه أن قد أصبت الجواب ، فيخبر به فيكون كما قال (1) » (2).
    [ 4/4 ] إسماعيل بن محمّد البصري ، قال : حدّثني أبو الفضل عبدالله بن إدريس ، عن محمّد بن سنان ، عن المفضّل بن عمر ، قال : سألت أبا عبدالله ( عليه السلام ) عن علم الإمام بما في أقطار الأرض وهو في بيته (3) مرخىً عليه ستره ؟ فقال : « يا مفضّل إنّ الله تعالى جعل في النبي ( صلى الله عليه وآله ) خمسة أرواح (4) : روح الحياة وبها دبّ ودرج ، وروح القوّة فبها نهض وجاهد عدوّه ، وروح الشهوة فبها أكل وشرب وأتى النساء من الحلال ، وروح الإيمان فبها أمر وعدل ، وروح القُدُس فبها حمل النبوّة.
    ولمّا قبض النبي ( صلى الله عليه وآله ) انتقل روح القُدُس فصار في الإمام ( عليه السلام ) ، وروح القُدُس لا ينام ولا يغفل ولا يلهو ولا يسهو (5) ، والأربعة الأرواح تنام وتلهو (6) وتسهو (7) ،
1 ـ في نسخة « س » والمطبوع : كما كان.
2 ـ بصائر الدرجات : 453 / 9 ، وعنهما في البحار 25 : 57 / 24.
3 ـ في نسخة « ق » : بيت.
4 ـ قال الشيخ الصدوق ( رحمه الله ) في اعتقاداته ص 50 ـ ضمن مصنّفات الشيخ المفيد ( رحمه الله ) ـ : والاعتقاد في الروح أنـّه ليس من جنس البدن ، وأنّه خلق آخر ، لقوله تعالى : ( ثمّ أنشأنه خلقاً آخر فتبارك الله أحسن الخالقين ) ، سورة المؤمنون : 14.
واعتقادنا في الأنبياء والرسل والأئمّة ( عليهم السلام ) أنّ فيهم خمسة أرواح : روح القدس ، وروح الإيمان ، وروح القوّة ، وروح الشهوة ، وروح المدرج.
5 ـ في نسخة « ض و س » : ولا يزهو ، وكذا المختصر المطبوع.
6 ـ في نسخة « ق » : وتلذ ، بدل : وتلهو.
7 ـ في نسخة « ض و س » : وتزهو ، وكذا المختصر المطبوع.


(48)
وبروح القُدُس كان يرى ما في شرق الأرض وغربها وبرّها وبحرها » قلت : جعلت فداك يتناول الإمام ما ببغداد بيده ؟ قال : « نعم ، وما دون العرش » (1).
    [ 5/5 ] موسى بن عمر بن يزيد الصيقل ، عن محمّد بن سنان ، عن عمّار بن مروان (2) ، عن جابر بن يزيد ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : « إنّ الله عزّ وجلّ خلق الأنبياء والأئمّة ( عليهم السلام ) على خمسة أرواح : روح الايمان ، وروح القوّة ، وروح الشهوة ، وروح الحياة ، وروح القُدُس ، فروح القُدُس من الله عزّ وجلّ ، وسائر هذه الأرواح يُصيبها الحَدَثان ، وروح القُدُس لا يلهو ولا يتغيّر ولا يلعب ، فبروح القُدُس يا جابر عُلّمنا ما دون العرش إلى ما تحت الثرى » (3).
    [ 6/6 ] أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ومحمّد بن خالد البرقي ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى بن عمران الحلبي ، عن أبي الصباح الكناني ،
1 ـ بصائر الدرجات : 454 / 13 ، وعنهما في البحار 25 : 57 / 25 ، وأوردها الكليني في الكافي 1 : 272 / 3 ، إلى قوله : وروح القدس كان يرى به.
2 ـ في نسخة « ق وس » : عثمان بن مروان ، وكذا المختصر المطبوع ، والظاهر ما في المتن والمصدر والبحار هو الصواب ، لأنّهم لم يصرّحوا باسم عثمان بن مروان إلاّ السيّد الخوئي في ج 2 : 138 من معجمه ، قائلا : والصحيح عمّار بن مروان ، والنمازي في مستدركاته ، اُنظر معجم رجال الحديث 13 : 272 ، و 4 : 337 و17 : 149 ، ورجال النجاشي : 129 : 332 و 291 / 780 ، وفهرست الشيخ : 189 / 525 ، ومجمع الرجال 4 : 243 ، ومستدركات النمازي 5 : 223.
3 ـ بصائر الدرجات : 453 / 12 ، وفيه : محمّد بن بشار بدل محمّد بن سنان ، وعنهما في البحار 25 : 58 / 26.


(49)
عن أبي بصير ، قال : سألت أبا عبدالله ( عليه السلام ) عن قول الله عزّ وجلّ ( وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ) (1) فقال : « خلقٌ (2) من خلق الله ، أعظم من جبرئيل وميكائيل ، كان مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يخبره ويسدّده ، وهو مع الأئمّة ( عليهم السلام ) من بعده » (3).
    [ 7/7 ] عنه ، عن الحسن بن محبوب ، عن عبدالله بن بكير ، عن زرارة ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) في قول الله عزّ وجلّ ( وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء من عبادنا ) (4) قال : « لقد أنزل الله عزّ وجلّ ذلك الروح على نبيّه ( صلى الله عليه وآله ) وما صعد إلى السماء منذ اُنزل ، وإنّه لفينا » (5).
    [ 8/8 ] عمران بن موسى ، عن موسى بن جعفر بن وهب البغدادي (6) ، عن علي بن أسباط ، عن محمّد بن الفضيل الصيرفي ، عن أبي حمزة الثمالي قال : سألت أبا
1 ـ الشورى 42 : 52.
2 ـ في نسخة عتيقة : الروح خلق ( حاشية نسخة س ).
3 ـ بصائر الدرجات : 455 / 2 ، وعنهما في البحار 25 : 59 / 28. وأورده الكليني في الكافي 1 : 273 / 1.
4 ـ الشورى 42 : 52.
5 ـ بصائر الدرجات : 457 / 12 ، وعنهما في البحار 25 : 61 / 37 ، باختلاف يسير ، وأورده الكليني في الكافي 1 : 273 / 4 ، بسند آخر مع اختلاف يسير.
6 ـ في البصائر : أبو محمّد ، عن حمران بن موسى بن جعفر.
وموسى بن جعفر بن وهب البغدادي ، عدّه الشيخ في من لم يرو عنهم ( عليهم السلام ) ، وله كتاب حدّثنا به عمران بن موسى.
اُنظر رجال النجاشي : 406 / 1076 ، رجل الطوسي : 514 / 126.


(50)
عبدالله ( عليه السلام ) عن العلم ما هو ؟ أعلم يتعلّمه العالم من أفواه الرجال ، أو في كتاب عندكم تقرؤونه فتتعلّمون (1) منه ؟ فقال : « الأمر أعظم من ذلك وأوجب (2) ، أما سمعت قول الله عزّ وجلّ ( وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ) (3) ( أكان في حال لا يدري ما الكتاب ولا الإيمان » ؟
    فقلت : لا أدري جعلت فداك ما تقولون في ذلك ؟ قال : « بلى ، قد كان في حال لا يدري ما الكتاب ولا الإيمان ) (4) حتى بعث الله تلك الروح التي ذكرها في الكتاب ، فلمّا أوحاها الله إليه علم بها العلم والفهم ، وهي الروح التي يعطيها الله من يشاء ، فإذا أعطاها علّمه (5) الفهم والعلم » (6).
    [ 9/9 ] حدّثنا يعقوب بن يزيد ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن هشام بن سالم قال : سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول ( ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربّي ) (7) قال : « خلق أعظم من جبرئيل وميكائيل ، لم يكن مع أحد ممّن مضى غير محمّد ( صلى الله عليه وآله ) ، وهو مع الأئمّة ( عليهم السلام ) يوفّقهم ويسدّدهم ، وليس كلّ ما طُلِب وُجد » (8).
1 ـ في نسخة « ق وس » : فتعلمون.
2 ـ في البصائر : وأجلّ.
3 ـ الشورى 42 : 52.
4 ـ ما بين القوسين لم يرد في نسخة « ق ».
5 ـ في نسخة « ض » : علّمهم.
6 ـ بصائر الدرجات : 460 / 5 باختلاف ، وعنهما في البحار 25 : 63 / 42 ، وأورده الكليني في الكافي 1 : 273 / 5 ، باختلاف.
7 ـ الإسراء 17 : 85.
8 ـ بصائر الدرجات : 460 / 1 ، وعنهما في البحار 25 : 67 / 47 ، وأورده الكليني في الكافي 1 : 273 / 4.


(51)
    [ 10/10 ] محمّد بن الحسين وموسى بن عمر بن يزيد الصيقل ، عن محمّد بن سنان ، عن المفضّل بن عمر ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : « مثل روح المؤمن وبدنه كجوهرة في صندوق ، إذا اُخرجت الجوهرة منه اُطرح الصندوق ولم يعبأ به ».
    وقال : « إنّ الروح (1) لا تمازج البدن ولا تواكله (2) ، وإنّما هي كلل (3) للبدن محيطة به » (4).
    [ 11/11 ] حدّثنا محمّد بن عيسى بن عبيد ومحمّد بن الحسين وموسى بن عمر بن يزيد الصيقل ، عن علي بن أسباط (5) ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : سألته عن قول الله عزّ وجلّ ( ينزّل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده ) (6) فقال ( عليه السلام ) : « جبرئيل الذي نزل على الأنبياء ،
1 ـ في نسخة « س » : الأرواح.
2 ـ في البصائر : ولا تداخله.
3 ـ الكِلَلْ : القباب التي تبنى على القبور ـ لسان العرب 11 : 595 ، ـ كلل ـ فالروح هي كالقبة محيطة بالبدن. وفي البصائر : كالكلل.
4 ـ بصائر الدرجات : 463 / 12 ، وعنهما في البحار 61 : 40 / 11 ، واللفظ للمختصر.
5 ـ علي بن أسباط : هو ابن سالم بيّاع الزطّي ، أبو الحسن المقرئ ، كوفي ، ثقة ، وكان فطحياً ، جرى بينه وبين علي بن مهزيار في ذلك رجعوا فيها إلى أبي جعفر الثاني ( عليه السلام ) ، فرجع علي بن أسباط عن ذلك القول وتركه ، وقد روى عن الإمام الرضا ( عليه السلام ) من قبل ذلك ، وكان أوثق الناس وأصدقهم لهجة ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمامين الهمامين الرضا والجواد ( عليهما السلام ).
اُنظر رجال النجاشي : 252 / 663 ، رجال البرقي : 55 و 56 ، رجال الشيخ : 382 / 23 و403 / 10 ، معجم رجال الحديث 12 : 286.
6 ـ النحل 16 : 2.


(52)
والروح يكون معهم ومع الأوصياء لا يفارقهم ، يفقّههم ويسدّدهم من عند الله ، وأنّه لا إله إلاّ الله محمّد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وبهما عُبد الله ، واستعبد الخلق على هذا الجنّ والإنس والملائكة ، ولم يعبد الله ملك ولا نبي ولا إنس ولا جانّ إلاّ بشهادة أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمّداً رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وما خلق الله عزّ وجلّ خلقاً إلاّ لعبادته » (1).
    [ 12/12 ] أحمد بن الحسين (2) ، عن المختار بن زياد البصري ، عن محمّد بن سليمان ، عن أبيه ، عن أبي بصير ، قال : كنت مع أبي عبدالله ( عليه السلام ) فذكر شيئاً من أمر الإمام إذا وُلد ، فقال ( عليه السلام ) : « استوجب زيارة (3) الروح في ليلة القدر » ، فقلت له : جعلت فداك أليس الروح جبرئيل ( عليه السلام ) ؟ فقال : « جبرئيل ( عليه السلام ) من الملائكة ، والروح خلق أعظم من الملائكة ، أليس الله عزّ وجلّ يقول ( تنزّل الملائكة والروح فيها ) (4) » (5).
    [ 13/13 ] وعنه ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع (6) ، عن منصور بن يونس ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : قلت له :
1 ـ بصائر الدرجات : 463 / 1 ، وعنهما في البحار 25 : 63 / 43.
2 ـ في نسخة « ق » : أحمد بن الحسن.
3 ـ في نسخة « س و ق » : زيادة.
4 ـ القدر 97 : 4.
5 ـ بصائر الدرجات : 464 / 4 ، وعنهما في البحار 25 : 64 / 45.
6 ـ محمّد بن إسماعيل بن بزيع : هو أبو جعفر ، مولى المنصور العبّاسي ، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الكاظم والرضا والجواد ( عليهم السلام ) ، ثقة ، عين ، صحيح ، كوفي.
وروي عن الإمام الرضا ( عليه السلام ) أنّه قال : « إنّ لله تعالى بأبواب الظالمين مَن نوّر الله به البرهان ، ومكّن له في البلاد ، ليدفع بهم عن أوليائه ويصلح الله تعالى بهم أمور المسلمين » الحديث.
اُنظر رجال النجاشي : 330 / 893 ، رجال الشيخ : 360 / 31 و 386 / 6 و 405 / 6 ، رجال العلاّمة : 238 / 814.


(53)
الإمام إذا مات يعلم الذي بعده في تلك الساعة علمه ؟ فقال : « يورّث كتباً ويزداد في كلّ يوم وليلة ولا يوكَل إلى نفسه » (1).
    [ 14/14 ] حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن صفوان بن يحيى قال : قلت لأبي الحسن ( عليه السلام ) : أخبرني عن الإمام متى يعلم أنّه إمام ، أحين يبلغه أنّ صاحبه قد مضى (2) ، أو حين يمضي ؟ ( مثل أبي الحسن ( عليه السلام ) قبض ببغداد وأنت هاهنا ، قال : « يعلم ذلك حين يمضي ) (3) صاحبه » قلت : بأي شيء ؟ قال : « يلهمه الله عزّ وجلّ ذلك » (4).
    [ 15/15 ] محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن الحسن بن محبوب ، عن محمّد ابن الفضيل ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : سمعته يقول : « لمّا قضى محمّد ( صلى الله عليه وآله ) نبوّته واستكمل أيّامه ، أوحى الله عزّ وجلّ إليه : يا محمّد قد قضيت نبوّتك واستكملت (5) أيّامك ، فاجـعل العلم الذي عندك ، والإيمان ، والاسم الأكبر ، وميراث العـلم ، وآثار النـبوّة في أهل بيتك عند علي بن أبي طالب صلوات الله عليه ، فإنّي
1 ـ بصائر الدرجات : 465 / 2 ، وعنه في البحار 26 : 95 / 29 باختلاف في صدر السند.
2 ـ في نسخة « ق » : قبض.
3 ـ ما بين القوسين سقط من نسخة « ض ».
4 ـ بصائر الدرجات : 466 / 1 ، وعنه في البحار 27 : 291 / 1 ، وأورده الكليني في الكافي 1 : 381 / 4.
5 ـ في نسخة « ض » : واستكمل ، وكذا المختصر المطبوع ، وما أثبتناه من نسخة « ق » وهو الموافق للبصائر والعياشي والكافي ، كما وهو الأنسب للسياق.

(54)
لن أقطع ( العلم والإيمان والاسم الأكبر وميراث العلم ، وآثار ) (1) علم النبوّة من العقب من ذريّتك ، كما لم أقطعها من بيوتات الأنبياء ( عليهم السلام ) » (2).
    [ 16/16 ] أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن أبيه والحسين بن سعيد ، عن محمّد بن أبي عمير ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ويعقوب بن يزيد ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن أبيه ، عن بريد بن معاوية (3) ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) في قول الله عزّ وجلّ ( إنّ الله يأمركم أن تؤدّوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إنّ الله نِعمّا يعظكم به ) (4) قال : « إنّما (5) عنى أن يؤدّي الإمام الأول منّا إلى الإمام الذي يكون بعده الكتب والسلاح ».
1 ـ ما بين القوسين لم يرد في البصائر.
2 ـ بصائر الدرجات : 469 / 3 ، وعنه في البحار 26 : 63 / 145 ، وأورده العياشي في تفسيره 1 : 168 / صدر حديث 31 في تفسير قوله تعالى ( إنّ الله اصطفى آدم ونوحاً ... ) ، والكليني في الكافي 1 : 292 / 2.
3 ـ بريد بن معاوية : هو أبو القاسم العجلي ، عربي ، روى عن أبي جعفر وأبي عبدالله ( عليهما السلام ) ، وجه من وجوه أصحابنا ، له محلّ عند الأئمّة. ومن حواري الباقرَين ( عليهما السلام ) ، ثقة فقيه ، وقال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : « أحبّ الناس إليّ أحياءً وأمواتاً ». وعدّه البرقي والشيخ من أصحاب الامامين الهمامين الباقر والصادق ( عليهما السلام ).
وقال الكشي : اجتمعت العصابة على تصديق هؤلاء الأولين وانقادوا لهم بالفقه ، فقالوا : أفقه الأولين ستّة ، وعدّ بريداً منهم. مات ( رحمه الله ) في حياة أبي عبدالله ( عليه السلام ) سنة مائة وخمسين.
انظر رجال النجاشي : 112 / 287 ، خلاصة الأقوال : 82 / 164 ، رجال الكشي : 135 / 215 و 238 / 431 ، رجال البرقي : 14 و17 ، رجال الشيخ : 109 / 22 و 158 / 59.
4 ـ النساء 4 : 58.
5 ـ في البصائر : إيّانا.


(55)
    وقوله ( وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل ) قال : « إذا ظهرتم حكمتم بالعدل الذي في أيديكم » (1).
    [ 17/17 ] حدّثنا يعقوب بن يزيد ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن إبراهيم بن عبدالحميد ، عن موسى بن أكيل (2) النميري ، عن العلاء بن سيابة ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) في قول الله عزّ وجلّ ( إنّ هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ) (3) قال : « يهدي إلى الإمام ( عليه السلام ) » (4).
    [ 18/18 ] حدّثنا المعلّى بن محمد البصري ، قال : حدّثنا محمّد بن جمهور العمّي (5) ، عن سليمان بن سماعة ، عن عمر بن القاسم الحضرمي (6) ، عن أبي بصير قال :
1 ـ بصائر الدرجات : 475 / 4 ، وعنه في البحار 23 : 276 / 5.
2 ـ في نسخة « ض » : أكمل ، وما في المتن ظاهراً هو الصواب ، عدّه الشيخ ممّن روى عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، وقال النجاشي : كوفي ثقة ، وضبط اسمه العلامة في خلاصته وقال : موسى بن أكيل بالياء المنقطة تحتها نقطتين بعد الكاف وقبل اللام.
اُنظر رجال الشيخ : 323 / 689 ، ورجال النجاشي : 408 / 1086 ، ورجال العلاّمة : 273 / 994 ، ومعجم رجال الحديث 20 : 23 / 12759.
3 ـ الإسراء 17 : 9.
4 ـ بصائر الدرجات : 477 / 12 ، وعنه في البحار 24 : 144 / 12 ، وأورده الكليني في الكافي 1 : 216 / 2.
5 ـ في نسخة « ق » : القمّي ، وما في المتن هو الصواب ، وقد عدّه الشيخ الطوسي من أصحاب الامام الرضا ( عليه السلام ) ، وعدّه البرقي من أصحاب الامام الكاظم ( عليه السلام ).
انظر رجال الطوسي : 387 / 17 ، ورجال البرقي : 51 ، ورجال النجاشي : 337 / 901 ، ومعجم رجال الحديث 16 : 189.
6 ـ في البصائر : عبدالله بن القاسم الحضرمي ، والظاهر هو الصواب من خلال الراوي والمروي عنه ، وعبدالله بن القاسم هو المعروف بالبطل ، واقفي من أصحاب الإمام الكاظم ( عليه السلام ).
انظر رجال الشيخ : 357 / 50 ، ورجال النجاشي : 370 / 1462 ، ومعجم رجال الحديث 9 : 279 و 11 : 302.


(56)
    قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : « إنّ الإمام يعرف نطفة الإمام التي يكون منها إمام بعده » (1).
    [ 19/19 ] محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن علي بن أسباط ، عن الحكم ابن مسكين ، عن عبيد بن زرارة وجماعة ( من أصحابنا ) (2) قالوا : سمعنا أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول : « يعرف الإمام الذي بعد الإمام ما عند من كان قبله في آخر دقيقة تبقى من الإمام (3) » (4).
    [ 20/20 ] حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن صفوان بن يحيى ، عن ذريح المحاربي (5) ، قال : سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول : « إنّ أبي ونعم الأب صلوات الله
1 ـ بصائر الدرجات : 477 / 13 ، وفيه زيادة في أول سنده : الحسين بن محمّد ، وعنه في البحار 25 : 44 / 18.
2 ـ في البصائر والكافي : معه.
3 ـ في البصائر والكافي : تبقى من روحه ، وفي نسخة « ق » : تبقى منه.
4 ـ بصائر الدرجات : 477 / 1 ، وعنه في البحار 27 : 294 / 1 ، وأورده الكليني في الكافي1 : 274 / 2.
5 ـ ذريح المحاربي : بفتح الذال وكسر الراء ، هو ابن محمّد بن يزيد ، أبو الوليد المحاربي ، عربي من بني محارب بن خَصَفة ، روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن ( عليهما السلام ) ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، وقال الشيخ : إنّه ثقة له أصل.
اُنظر رجال النجاشي : 163 / 431 ، رجال البرقي : 44 ، رجال الطوسي : 191 / 1 ، فهرست الشيخ : 127 / 289 ، خلاصة الأقوال : 144 / 402.


(57)
عليه كان (1) يقول : لو أجد ثلاثة رهط استودعهم العلم ـ وهم أهل لذلك ـ ( لحدّثت بما لا يحتاج ) (2) فيه إلى النظر في الحلال والحرام وما يكون إلى أن تقوم القيامة » (3).
    [ 21/21 ] أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ومحمّد بن خالد البرقي ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى بن عمران الحلبي ، عن أيوب بن الحر ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) أو عمّن رواه عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : قلنا له : الأئمّة بعضهم أعلم من بعض ؟ فقال : « نعم ، وعلمهم بالحلال والحرام وتفسير القرآن واحد » (4).
    [ 22/22 ] حدّثنا أحمد بن الحسن بن علي بن فضّال ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن علي بن أسباط ، عن بعض رجاله رفعه إلى أمير المؤمنين صلوات الله عليه قال : دخل أمير المؤمنين صلوات الله عليه الحمّام فسمع كلام الحسن والحسين ( عليهما السلام ) قد علا ، فخرج إليهما فقال لهما : « مالكما فداكما أبي واُمّي » ؟ فقالا : « اتّبعك هذا الفاجر ـ يعنون ابن ملجم لعنه الله ـ فظنّنا أنّه يريد أن يقتلك (5) » ، فقال :
1 ـ في البصائر : سمعته ، بدل : كان.
2 ـ في نسخة « ض و ق » : يحتاج ، وفي « س » والمختصر المطبوع : ما يحتاج ، بدل ما بين القوسين ، وما أثبتناه من البصائر.
3 ـ بصائر الدرجات : 478 / 1 ، بنفس السند وفيه زيادة في آخره : « إنّ حديثنا صعب مستصعب لا يؤمن به إلاّ عبد امتحن الله قلبه للإيمان ».
وحديث 3 ، باختلاف في صدر السند ونفس المتن ، وعن الموردين في البحار 2 : 212 / 1 و213 / 3.
4 ـ بصائر الدرجات : 479 / 2 ، وعنه في البحار 25 : 358 / 9 ، وأورده العياشي في تفسيره 1 : 15 / 4.
5 ـ في نسخة « ض » : يغتالك.


(58)
« دعاه فوالله ما أجلي (1) إلاّ له » (2).
    [ 23/23 ] أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن إبراهيم بن أبي محمود (3) ، عن بعض أصحابنا قال : قلت للرضا ( عليه السلام ) : الإمام يعلم إذا مات ؟ فقال : « نعم (4) ، حتّى يتقدّم في الأمر » قلت : علم أبو الحسن صلّى الله عليه بالرطب والريحان المسمومين اللّذين بعث بهما إليه يحيى بن خالد ؟ فقال : « نعم » قلت : فأكله وهو يعلم ؟ فقال : « أنسيه (5) لينفذ فيه الحكم » (6).
1 ـ في البصائر : ما اُطلق.
2 ـ بصائر الدرجات : 481 / 1 ـ باب 9 ، وعنه في البحار 42 : 192 / 15.
3 ـ إبراهيم بن أبي محمود : هو الخراساني ، ثقة روى عن الإمام الرضا ( عليه السلام ) ، وعدّه الشيخ من أصحاب الإمام الكاظم والرضا ( عليهما السلام ) قائلاً في الموضع الثاني : خراساني ثقة مولى. وقال الكشي : قال نصر بن الصباح : كان مكفوفاً ، وعاش بعد الإمام الرضا ( عليه السلام ).
وقال إبراهيم بن أبي محمود : دخلت على أبي جعفر ( عليه السلام ) ومعي كتب إليه من أبيه فجعل يقرؤها ويضع كتاباً كبيراً على عينيه ـ إلى أن قال ـ فقال ـ يعني الإمام الجواد ( عليه السلام ) ـ : وأنا أقول أدخلك الله الجنّة ! فقلت : جعلت فداك تضمن لي عن ربّك أن تدخلني الجنّة ، قال : نعم ، قال : فأخذت رجله فقبّلتها.
انظر رجال النجاشي : 25 / 43 ، رجال الشيخ : 343 / 20 و 367 / 10 ، رجال الكشي : 567 / 1072 و 1073.
4 ـ في البصائر زيادة : يعلم بالتعليم.
5 ـ في المختصر المطبوع : نسيه ، وفي البصائر : أنساه ، وما في المتن هو الأنسب للسياق ، حيث أنّ الامام لاينسى ، بل يلقي الله على قلبه فيمضي فيه حكمه. ويؤيّد هذا ما سيأتي في حديث 27.
6 ـ بصائر الدرجات : 481 / 3 ، وعنهما في البحار 27 : 285 / 1.


(59)
    [ 24/24 ] عبدالله بن محمّد بن عيسى ، عن علي بن مهزيار ، عن عبدالله بن مسافر (1) قال : قال أبو جعفر ( عليه السلام ) في العشيّة التي اعتلّ فيها من ليلتها ـ وهي الليلة التي توفي فيها ـ : « يا عبدالله ما أرسل الله نبيّاً من أنبيائه إلى أحد حتى أخذ عليه ثلاثة أشياء » ، قلت : أي شيء هي يا سيدي ؟ قال : « الإقرار له بالعبوديّة والوحدانيّة ، وإنّ الله يقدّم ما يشاء ويؤخّر ما يشاء ، ونحن قوم ـ أو نحن معشر ـ إذا لم يرض الله لأحدنا الدنيا نقلنا إليه » (2).
    [ 25/25 ] أيوب بن نوح (3) ، عن محمّد بن إسماعيل (4) ، عن حمزة بن حمران ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : ذكرت خروج الحسين بن علي ( عليهما السلام ) وتخلّف ابن الحنفيّة (5)
1 ـ في البصائر : أبو مسافر ، وعنه في البحار : ابن مسافر.
ولم أجد هذا الاسم في كتب التراجم ، بل وجدت في تنقيح المقال : أبو مساور ، وقد عدّه البرقي والشيخ الطوسي من أصحاب الإمام الجواد ( عليه السلام ) ، وذكر النمازي في مستدركاته : عبدالله ابن مساور وقال : لم يذكروه. وقد جعله ( عليه السلام ) قائماً على تركته من الضياع والنفقات والرقيق وغير ذلك. والظاهر مسافر مصحفة من مساور والله العالم.
اُنظر تنقيح المقال 3 : 34 ، رجال البرقي : 57 ، ورجال الشيخ : 408 / 3 ، ومستدركات علم رجال الحديث 5 : 106 / 8743 ، والكافي 1 : 325 / 3.
2 ـ بصائر الدرجات : 481 / 4 ، وعنه في البحار 4 : 113 / 34 و 27 : 286 / 3.
3 ـ في البصائر زيادة : عن صفوان بن يحيى.
4 ـ في البصائر : مروان بن إسماعيل.
5 ـ ابن الحنفيّة : هو محمّد بن الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، والحنفية لقب اُمّه خولة بنت جعفر بن قيس ، وهي من سبي اليمامة ، يعدّ من الطبقة الاُولى من التابعين ، ولد بعد وفاة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، كثير العلم والورع ، شديد القوّة ، وله في ذلك أخبار عجيبة.
شارك مع أبيه أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في حروبه الثلاثة ، فكان صاحب الراية في يوم الجمل ، وعلى ميسرة الجيش في يوم صفّين ، وحمل اللواء في يوم النهروان.
قال الزهري : كان محمّد من أعقل الناس وأشجعهم ، معتزلاً عن الفتن ، وما كان فيه الناس. توفّي رضوان الله عليه سنة 81 للهجرة ، واختُلف في مكان وفاته.
اُنظر أعيان الشيعة 9 : 435 ، مستدركات النمازي 7 : 77 ، وفيات الأعيان 4 : 170 ، تهذيب الكمال 26 : 47 / 5484 ، سير أعلام النبلاء 4 : 110 / 36.


(60)
عنه ، فقال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : « يا حمزة إنّي سأُحدّثك في هذا الحديث لا تسأل عنه بعد مجلسنا هذا : إنّ الحسين بن علي ( عليهما السلام ) لمّا مثل متوجّهاً دعا بقرطاس فكتب فيه :
    بسم الله الرحمن الرحيم من الحسين بن علي إلى بني هاشم أمّا بعد : فإنّه من لحق بي منكم استشهد ، ومن تخلّف لم يدرك الفتح والسلام » (1).
    [ 26/26 ] وعنه عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع ، عن سعدان بن مسلم ، عن أبي عمران ، عن رجل من أصحابنا ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : « لمّا كانت الليلة التي وُعد بها علي بن الحسين ( عليهما السلام ) قال لمحمّد بن علي إبنه : يا بني أبغني (2) وضوءاً ، قال أبي : فقمت فجئته بوضوء فقال : لا نبغ هذا فإنّ فيه شيئاً ميّتاً ، قال : فخرجت فجئت بالمصباح فإذا فيه فأرة ميّتة ، فجئته بوضوء غيره ، فقال : يا بني هذه الليلة التي وعدت بها ، فأوصى (3) بناقته أن يحضر لها عصام ، ويقام لها علف فحصّلت لها ذلك ،
1 ـ بصائر الدرجات : 481 / 5 ، وعنه في البحار 45 : 84 / 13 ، وأورده ابن قولويه في كامل الزيارة : 75 / 15 ، بسند آخر ، وفي البحار 44 : 330 ، عن كتاب الرسائل للكليني بنفس سند البصائر.
2 ـ في نسخة « س » والمطبوع : إئتني بوضوء.
3 ـ في نسخة « ق » : فأمر ، وفي « س » : فأوصاني.
مختصر البصائر ::: فهرس