مختصر البصائر ::: 91 ـ 105
(91)
وإيماناً ونوراً » ، قلت : يا رسول الله : أي العمرين أطول ؟ قال : « الآخر بالضعف » (1).
    [ 58/4 ] وعنه ، عن عمر بن عبدالعزيز ، عن رجل ، عن جميل بن دراج ، عن المعلّى بن خُنيس وزيد الشحّام (2) ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قالا : سمعناه يقول : « إنّ أوّل من يكرّ في الرجعة الحسين بن علي ( عليهما السلام ) ، ويمكث في الأرض أربعين سنة ، حتى يسقط حاجباه على عينيه » (3).
    [ 59/5 ] وعنه ، عن عمر بن عبدالعزيز ، عن رجل ، عن إبراهيم بن المستنير ، عن معاوية بن عمار ، قال : قلت لأبي عبدالله ( عليه السلام ) يقول الله عزّ وجلّ ( فإنّ له معيشة ضنكاً ) (4) فقال : « هي والله للنصّاب » (5) قلت : فقد رأيناهم في دهرهم الأطول ، في كفاية حتى ماتوا ، فقال : « والله ذاك في الرجعة يأكلون العذرة » (6).
    [ 60/6 ] وعنه ، عن عمر بن عبد العزيز ، عن جميل بن درّاج (7) ، عن
1 ـ نقله المجلسي عن المختصر في البحار 53 : 65 / 56.
2 ـ « زيد الشحّام » لم يرد في نسخة « ض ».
3 ـ نقله المجلسي عن المختصر في البحار 53 : 63 / 54.
4 ـ طه 20 : 124.
5 ـ النصّاب : النواصب والناصبية وأهل النصب : المتديّنون ببغض الإمام علي ( عليه السلام ) لأنّهم نصبوا له أي عادوه. القاموس المحيط 1 : 133 ـ نصب.
وله معنى آخر في حديث الإمام الصادق ( عليه السلام ) يقول : « ليس الناصب من نصب لنا أهل البيت لأنّك لا تجد رجلاً يقول : أنا أبغض محمّداً وآل محمّد ، ولكنّ الناصب من نصب لكم وهو يعلم أنّكم تتولّونا وأنّكم من شيعتنا » علل الشرائع : 601 / 60.
6 ـ أورده القمي في تفسيره 2 : 65 ، وعنهما في البحار 53 : 51 / 28.
7 ـ جميل بن درّاج : هو ابن عبدالله النخعي ، مولى النخع ، كوفي ، شيخنا ووجه الطائفة ، ثقة ، روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن ( عليهما السلام ) ، عدّه البرقي من أصحاب الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، وزاد الشيخ عليه الإمام الكاظم ( عليه السلام ).
وقال له الإمام الصادق ( عليه السلام ) : « يا جميل لا تحدّث أصحابنا بما لم يجمعوا عليه فيكذّبوك ». وكان من الفقهاء الذين أجمعت العصابة على تصحيح ما يصحّ ، وأقرّوا لهم بالفقه.
اُنظر رجال النجاشي : 126 / 328 ، رجال البرقي : 41 ، رجال الشيخ : 163 / 39 و346 / 4 ، رجال الكشي : 251 / 468 و 375 / 705 ، رجال العلاّمة : 92 / 209.


(92)
أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : قلت له قول الله عزّ وجلّ ( إنّا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد ) (1) قال : « ذلك والله في الرجعة ، أما علمت (2) أنّ أنبياء الله كثيراً لم ينصروا في الدنيا وقتلوا ، والأئمّة قد قتلوا ولم ينصروا ، فذلك في الرجعة ».
    قلت : ( واستمع يوم ينادِ المنادِ من مكان قريب * يوم يسمعون الصيحة بالحق ذلك يوم الخروج ) (3) قال : « هي الرجعة » (4).
    [ 61/7 ] وعنه ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب وعبدالله بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن علي بن رئاب (5) ، عن زرارة قال : كرهت أن
1 ـ غافر 40 : 51.
2 ـ في نسخة « ق » : أما سمعت.
3 ـ ق 50 : 41 ـ 42.
4 ـ نقله المجلسي عن المختصر في البحار 53 : 65 / 57 ، وذكر القمّي صدر الحديث في تفسيره 2 : 258 ـ 259 ، وذيله في 2 : 327.
5 ـ علي بن رئاب : هو أبو الحسن الكوفي السعدي الطحّان ، ثقة جليل القدر ، روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن ( عليهما السلام ) ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق ( عليه السلام ).
انظر رجال النجاشي : 250 / 657 ، رجال البرقي : 25 ، رجال الطوسي : 243 / 316 ، رجال العلاّمة : 176 / 524 ، رجال ابن داود : 138/ 1049 ، فهرست الشيخ : 87 / 65.


(93)
أسأل أبا جعفر ( عليه السلام ) فاحتلت مسألة لطيفة لأبلغ بها حاجتي منها ، فقلت : أخبرني عمّن قتل مات ؟ قال : « لا ، الموت موت ، والقتل قتل » فقلت له : ما أحد [ يقتل إلاّ مات ، قال : فقال : « يا زرارة قول الله أصدق من ] (1) قولك قد فرّق بين القتل والموت في القرآن ، فقال ( أفإن مات أو قتل ) (2) وقال ( ولئن متّم أو قتلتم لإلى الله تحشرون ) (3) فليس كما قلت يا زرارة ، فالموت موت والقتل قتل ».
    وقد قال الله عزّ وجلّ ( إنّ الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأنّ لهم الجنّة يقاتلون في سبيل الله فيَقتلون ويُقتلون وعداً عليه حقّاً ) (4) قال : فقلت : إنّ الله عزّ وجلّ يقول ( كلّ نفس ذائقة الموت ) (5) أفرأيت من قتل لم يذق الموت ، فقال : « ليس من قتل بالسيف كمن مات على فراشه ، إنّ من قتل لابدّ أن يرجع إلى الدنيا حتى يذوق الموت » (6).
    [ 62/8 ] محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن صفوان بن يحيى (7) ، عن أبي
1 ـ ما بين المعقوفين أثبتناه من تفسير العياشي ليستقيم السياق ، وفي المختصر المطبوع : ما أجد ، بدل : ما أحد.
2 و 3 ـ آل عمران 3 : 144 ، 158.
4 ـ التوبة 9 : 111.
5 ـ آل عمران 3 : 185 والأنبياء 21 : 35 والعنكبوت 29 : 57.
6 ـ أورده العياشي في تفسيره 2 : 112 / 139 ، وعنهما في البحار 53 : 65 / 58.
7 ـ صفوان بن يحيى : هو أبو محمّد البجلي بيّاع السابُري الكوفي ، ثقة ثقة ، عين روى عن الإمام الرضا ( عليه السلام ) ، وكانت له عنده منزلة شريفة ، وقد توكّل للإمام الرضا وأبي جعفر الجواد ( عليهما السلام ) ، وسلم مذهبه من الوقف ، وكان من الورع والعبادة على ما لم يكن أحد من طبقته ، وكان أوثق أهل زمانه عند أصحاب الحديث ، حيث أجمع أصحابنا على تصحيح ما يصحّ عنه ، والإقرار له بالفقه.
عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الكاظم والرضا والجواد ( عليهم السلام ) ، واقتصر البرقي على الإمام الرضا والجواد ( عليهما السلام ) ، مات ( رحمه الله ) سنة عشر ومائتين.
اُنظر رجال النجاشي : 197 / 524 ، رجال البرقي : 55 ، فهرست الشيخ : 83 / 346 ، رجال الشيخ : 352 / 3 و 378 / 4 و402 / 1 ، رجال الكشي : 502 / 963 ، رجال ابن داود : 111 / 782 ، رجال العلامة : 170 / 500.


(94)
الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال : سمعته يقول في الرجعة : « من مات من المؤمنين قُتل ، ومن قُتل منهم مات » (1).
    [ 63/9 ] أحمد وعبدالله ابنا محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي جميلة المفضّل بن صالح ، عن أبان بن تغلب (2) ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : « إنّه بلغ
1 ـ نقله المجلسي عن المختصر في البحار 53 : 66 / 59.
2 ـ أبان بن تغلب : هو ابن رباح أبو سعيد البكري الجريري ، مولى بني جرير بن عبادة ... ، ولقّبه البرقي بالكندي ، عظيم المنزلة في أصحابنا ، لقي الأئمّة علي بن الحسين وأبا جعفر وأبا عبدالله ( عليهم السلام ) ، روى عنهم وكانت له عندهم منزلة وقدم. وكان قارئاً فقيهاً لغوياً نبيلاً ، سمع من العرب وحكى عنهم ، وصنّف كتاب الغريب في القرآن وذكر شواهده من الشعر. عدّه الشيخ من أصحاب الأئمّة علي بن الحسين والباقر والصادق ( عليهم السلام ) ، واقتصر البرقي على الإمام الباقر والصادق ( عليهما السلام ). مات ( رحمه الله ) في حياة الإمام الصادق ( عليه السلام ) سنة إحدى وأربعين ومائة للهجرة وقد ترحّم عليه الإمام.
اُنظر رجال النجاشي : 10 / 7 ، رجال البرقي : 9 و16 ، رجال الشيخ : 82 / 9 و106/ 37 و151 / 176 ، رجال ابن داود : 29 / 4 ، رجال الكشي : 330 / 601.


(95)
رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عن بطنين (1) من قريش كلام تكلّموا به ، فقال : يرى محمد أن لو قد قضى أنّ هذا الأمر يعود في أهل بيته من بعده ، فاُعلم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ذلك ، فباح في مجمع من قريش بما كان يكتمه ، فقال : كيف أنتم معاشر قريش وقد كفرتم بعدي ، ثمّ رأيتموني في كتيبة من أصحابي أضرب وجوهكم ورقابكم بالسيف.
    قال : فنزل جبرئيل ( عليه السلام ) ، فقال : يا محمّد قل : إن شاء الله ، أو يكون ذلك علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) إن شاء الله ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أو يكون ذلك علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) إن شاء الله تعالى ، فقال جبرئيل ( عليه السلام ) : واحدة لك واثنتان لعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) وموعدكم السلام » (2).
    قال أبان : جعلت فداك وأين السلام ؟ فقال ( عليه السلام ) : « يا أبان السلام من ظهر الكوفة » (3).
    [ 64/10 ] أحمـد بن محمّـد وعبدالله بن عامـر بن سعد ، عن محمّـد بن خالد البرقي (4) ، عن أبي حمزة الثمالي ، قال : قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : « كان أمير المؤمنين صلوات
1 ـ البطن : دون القبيلة وفوق الفخذ. لسان العرب 3 : 54 ـ بطن.
2 ـ في المختصر المطبوع : السلم ، وكذا الموارد التي بعدها.
3 ـ نقله المجلسي عن المختصر في البحار 53 : 66 / 60.
4 ـ محمّد بن خالد البرقي : وهو محمّد بن خالد بن عبدالرحمن بن محمد بن علي البرقي القمّي أبو عبدالله ، مولى أبي موسى الأشعري ، ينسب إلى « برقة رود » قرية من سواد قم على واد هناك ، وكان أديباً حسن المعرفة بالأخبار وعلوم العرب ، وقال العلاّمة : من أصحاب الإمام الرضا ( عليه السلام ) ، ثقة ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الكاظم والرضا والجواد ( عليهم السلام ).
انظر رجال النجاشي : 335 / 898 ، رجال البرقي : 50 و54 و55 ، رجال الشيخ : 386 / 4 و404/ 1 ، خلاصة العلاّمة : 237 / 813 ، تنقيح المقال 3 : 113.


(96)
الله عليه يقول : من أراد أن يقاتل شيعة الدجّال فليقاتل الباكي على دم عثمان ، ( والباكي على أهل النهروان ) (1) ، إنّ من لقى الله عزّ وجلّ مؤمناً بأنّ عثمان قتل مظلوماً لقى الله ساخطاً عليه ويدرك (2) الدجّال ، فقال رجل : يا أمير المؤمنين فإن مات قبل ذلك ؟ قال : فيبعث من قبره حتى يؤمن به وإن رغم أنفه » (3).
    [ 65/11 ] أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن علي بن الحكم ، عن المثنّى بن الوليد الحنّاط ، عن أبي بصير ، عن أحدهما ( عليهما السلام ) : في قول الله عزّ وجلّ ( ومن كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضلّ سبيلاً ) (4) قال : « في الرجعة » (5).
    [ 66/12 ] وعنه و (6) محمّد بن إسماعيل بن عيسى ، عن علي بن الحكم ، عن رفاعة بن موسى (7) ، عن عبدالله بن عطا ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : « كنت مريضاً بمنى
1 ـ في نسخة « ق » : وعلى دم أهل النهروان ، بدل ما بين القوسين.
2 ـ في نسختي « ض و ق » : ولا يدرك.
3 ـ نقله المجلسي عن المختصر في البحار 53 : 90 / 92.
4 ـ الإسراء 17 : 72.
5 ـ أورده العياشي في تفسيره 2 : 306 / 131 ، وعنهما في البحار 53 : 67 / 61 وتفسير البرهان 3 : 559 / 6 و 560 / 10.
6 ـ في نسختي « س و ق » : وعنه عن.
7 ـ رفاعة بن موسى : هو رفاعة بن موسى الأسدي النخّاس الكوفي ، روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن ( عليهما السلام ) ، كان ثقة في حديثه ، مسكوناً إلى روايته ، لا يعترض عليه بشيء من الغمز ، حسن الطريقة ، وقال ابن داود : ثقة مرضي لا غمز فيه ، وعدّه الشيخ من أصحاب الإمام الصادق ( عليه السلام ).
اُنظر رجال النجاشي : 166 / 438 ، رجال البرقي : 44 ، رجال الطوسي : 194 / 37 ، رجال العلاّمة : 146 / 408 ، رجال ابن داود : 95 / 617.


(97)
وأبي ( عليه السلام ) عندي فجاءه الغلام ، فقال : هاهنا رهط من العراقيين يسألون الإذن عليك ، فقال أبي ( عليه السلام ) : أدخلهم الفسطاط ، وقام إليهم فدخل عليهم فما لبث أن سمعت ضحك أبي ( عليه السلام ) قد ارتفع ، فأنكرت ووجدت (1) في نفسي من ضحكه وأنا في تلك الحال.
    ثمّ عاد إليّ فقال : يا أبا جعفر عساك وجدت في نفسك من ضحكي ؟ فقلت : وما الذي غلبك منه الضحك جعلت فداك ؟ فقال : إنّ هؤلاء العراقيّين سألوني عن أمر كان مضى من آبائك وسلفك يؤمنون به ويقرّون فغلبني الضحك سروراً ، أنّ في الخلق من يؤمن به ويقرّ ، فقلت : وما هو جعلت فداك ؟ قال : سألوني عن الأموات متى يبعثون فيقاتلون الأحياء على الدين » (2).
    [ 67/13 ] وعنهما ، عن علي بن الحكم ، عن حنّان بن سدير (3) ، عن أبيه ، قال :
1 ـ وَجَدْتُ : حزنت أو غضبت. لسان العرب 3 : 446 وتاج العروس 2 : 523 ـ وجد.
2 ـ نقله المجلسي عن المختصر في البحار 53 : 67 / 62.
3 ـ حنّان بن سدير : هو حنان بن سدير بن حكيم بن صهيب الصيرفي الكوفي ، ثقة ، روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن ( عليهما السلام ) ، وكان له دكان في سدّة الجامع على بابه في موضع البزازين ، وعمّر عمراً طويلاً. عدّه البرقي من أصحاب الإمام الصادق والكاظم ( عليهما السلام ) ، واقتصر الشيخ على الإمام الكاظم ( عليه السلام ).
اُنظر رجال النجاشي : 146 / 378 ، رجال البرقي : 46 و 48 ، رجال الشيخ : 346 / 5 ، فهرست الشيخ : 64 / 244 ، رجال العلاّمة : 342 / 1354 ، رجال ابن داود : 243 / 168.


(98)
سألت أبا جعفر ( عليه السلام ) (1) عن الرجعة ؟ فقال : « القدريّة (2) تنكرها ـ ثلاثاً ـ » (3).
    [ 68/14 ] محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن وهيب بن حفص النخّاس (4) ، عن أبي بصير قال : دخلت على أبي عبدالله ( عليه السلام ) فقلت : إنّا نتحدّث أنّ
1 ـ في نسخة « ق » : سألت أبا عبدالله ( عليه السلام ).
2 ـ القدرية : هم قوم ينسبون إلى التكذيب بما قدّر الله من الأشياء ، وذكر الصدوق في كتاب التوحيد رواية عن رجل سأل الإمام الصادق ( عليه السلام ) وقال : إنّ لي أهل بيت قدرية يقولون : نستطيع أن نعمل كذا وكذا ، ونستطيع أن لا نعمل ؛ قال : فقال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : « قل له : هل تستطيع أن لا تذكر ما تكره وأن لا تنسى ما تحب ؟ فإن قال : لا ، فقد ترك قوله ، وإن قال : نعم فلا تكلّمه أبداً فقد ادّعى الربوبية ».
وقال العالم ( عليه السلام ) : « مساكين القدرية أرادوا أن يصفوا الله عزّ وجلّ بعدله فأخرجوه من قدرته وسلطانه ».
وقال المجلسي في البحار : إعلم أنّ لفظ القدري يطلق في أخبارنا على الجبري وعلى التفوضي ، وقد ورد في صحاح الأحاديث : « لعن الله القدرية على لسان سبعين نبيّاً » والمراد بهم القائلون بنفي كون الخير والشر كلّه بتقدير الله ومشيئته ، سمّوا بذلك لمبالغتهم في نفيه ، وقيل : لاثباتهم للعبد قدرة الإيجاد وليس بشيء.
اُنظر لسان العرب 5 : 75 ـ قدر ، التوحيد : 352 / 22 ، بحار الأنوار : 5 ـ بيان.
3 ـ نقله المجلسي عن المختصر في البحار 53 : 67 / 63.
4 ـ في المطبوع : وهب بن حفص النخاس ، والظاهر ما في المتن هو الصحيح ، كما قال السيّد الخوئي ( رحمه الله ) : لم يثبت وجود لعنوان وهب بن حفص مطلقاً أو مقيداً في الكتب الأربعة ، والصحيح في جميع ذلك وهيب بن حفص ، وقال النجاشي : وهيب بن حفص النخاس ، له كتاب ذكره سعد ، وتابعه على ذلك ابن داود والقهبائي.
اُنظر معجم رجال الحديث 20 : 227 و 16 : 313 ، رجال النجاشي : 431 / 1160 ، رجال ابن داود : 198 / 1654 ، تنقيح المقال 3 : 272 / 12733 ، مجمع الرجال 7 : 199.


(99)
عمر بن ( ذر لا يموت حتى يقاتل قائم آل محمّد ( عليه السلام ) فقال : « إنّ مثل ابن ) (1) ذرّ مثل رجل كان في بني إسرائيل يقال له : عبد ربّه ، وكان يدعو أصحابه إلى ضلالة فمات ، فكانوا يلوذون بقبره ويتحدّثون عنده ، إذ خرج عليهم من قبره ينفض التراب من رأسه ويقول لهم : كيت وكيت » (2).
    [ 69/15 ] وعنه بهذا الإسناد قال : سألت أبا جعفر ( عليه السلام ) عن قول الله جلّ وعزّ ( إنّ الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأنّ لهم الجنّة يقاتلون في سبيل الله فيَقتلون ويُقتلون ) (3) إلى آخر الآية ، فقال ( عليه السلام ) : « ذلك في الميثاق ».
    ثمّ قرأت ( التائبون العابدون ) (4) إلى آخر الآية فقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : « لا تقرأ هكذا ولكن اقرأ : التائبين العابدين » (5) إلى آخر الآية.
    ثمّ قال : « إذا رأيت هؤلاء فعند ذلك هم الذين يشترى منهم أنفسهم وأموالهم يعني في الرجعة ».
    ثمّ قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : « ما من مؤمن إلاّ وله ميتة وقتلة ، من مات بعث حتى يُقتل ، ومن قُتل بعث حتى يموت » (6).
1 ـ ما بين القوسين لم يرد في نسخة « ق ». وابن ذر هو أحد القصّاصين.
2 ـ نقله المجلسي عن المختصر في البحار 53 : 67 / 64.
3 و 4 ـ التوبة 9 : 111 ـ 112.
5 ـ قال الطبرسى في المجمع ج 3 ص 74 : وأمّا الرفع في قوله ( التائبون العابدون ) فعلى القطع والاستئناف أي : هم التائبون العابدون ، ويكون على المدح ، وأمّا التائبين العابدين فيحتمل أن يكون جرّاً وأن يكون نصباً ، أمّا الجر فعلى أن يكون وصفاً للمؤمنين أي : من المؤمنين التائبين ، وأمّا النصب فعلى إضمار فعل بمعنى المدح كأنّه قال : أعني وأمدح التائبين.
6 ـ أورده العياشي في تفسيره 2 : 112 / 140 و 141 ، ونقله المجلسي عنهما في البحار 53 : 71 / 70.


(100)
    [ 70/16 ] أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن العبّاس بن معروف (1) ، عن عبدالرحمن بن سالم ، قال : حدّثنا نوح بن درّاج ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن جابر بن عبدالله ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وقد خطبنا يوم الفتح : « أيّها الناس لأعرفنّكم ترجعون بعدي كفّاراً ، يضرب بعضكم رقاب بعض ، ولئن فعلتم لتعرفنّي أضربكم بالسيف » ثم التفت عن يمينه ، فقال الناس : غمزه جبرئيل ( عليه السلام ) فقال له : أو علي ( عليه السلام ) ، فقال : « أو علي ( عليه السلام ) » (2).
    [ 71/17 ] وعنه ومحمد بن عبد الجبّار ، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع ، عن منصور بن يونس ، عن أبي بكر الحضرمي ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : « لا يسأل في القبر إلاّ من محض (3) الإيمان محضاً ، أو محض الكفر محضاً (4) ، قلت له : فسائر الناس ؟ فقال :
1 ـ العباس بن معروف : هو أبو الفضل مولى جعفر بن عمران الأشعري ، قمّي ، ثقة ، صحيح ، عدّة الشيخ من أصحاب الإمام الرضا ( عليه السلام ).
اُنظر رجال النجاشي : 281 / 743 ، رجال الطوسي : 382 / 34 ، رجال العلاّمة : 210 / 679.
2 ـ أورده الشيخ الطوسي في أماليه : 502 / 8 ، باختلاف يسير ، وعنه في البحار 32 : 293 / 250. وجملة : فقال : « أو علي ( عليه السلام ) » الثانية لم ترد في المختصر المطبوع.
وذكر في البحار 32 : 293 / 251 رمز « ختص » وهو رمز للاختصاص والظاهر هو سهو لأنّي لم أجد الحديث فيه ، ولعلّ المراد « خص » وهو رمز لمختصر البصائر.
3 ـ محض : خلص ، وكل شيء خلص حتى لا يشوبه شيء يخالطه ، فهو محض. لسان العرب 7 : 227 ـ محض.
4 ـ ما بين القوسين لم يرد في نسخة « س » والمختصر المطبوع ، والكافي والبحار.


(101)
« يُلهى عنهم » (1).
    [ 72/18 ] وعنه ومحمّد بن عبدالجبّار وأحمد بن الحسن بن علي بن فضال ، عن الحسن بن علي بن فضال ، عن حميد بن المثنّى العجلي ، عن شعيب الحذّاء ، عن أبي الصباح الكناني ، قال سألت أبا جعفر ( عليه السلام ) فقلت : جعلت فداك مسألة أكره أن اُسمّيها لك ، فقال لي هو : « اَعَنِ الكرّات تسألني » ؟ فقلت : نعم ، فقال : « تلك القدرة ولا ينكرها إلاّ القدرية ، لا تنكرها تلك القدرة لا تنكرها ، إنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) اُتي بقناع (2) من الجنّة عليه عذق (3) يقال له : سُنّة ، فتناولها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) سُنّة من كان قبلكم » (4).
    [ 73/19 ] وعنهم ، عن الحسن بن علي بن فضال ، عن أبي المعزى حميد بن المثنّى (5) ، عن داود بن راشد ، عن حمران بن أعين قال : قال أبو جعفر ( عليه السلام ) لنا :
1 ـ أورده الكليني في الكافي 3 : 235 / 1 و 236 / 4 ، باختلاف يسير ، ونقله المجلسي عن المختصر في البحار 6 : 235 / 52.
2 ـ القِناع : طبق الرطب خاصة. لسان العرب 8 : 301 ـ قنع.
3 ـ العِذق : كلّ غصن له شُعب ، وهو العرجون بما فيه من الشماريخ. لسان العرب 10 : 238 ـ 239 ـ عذق.
4 ـ نقله المجلسي عن المختصر في البحار 53 : 72 / 71.
5 ـ حميد بن المثنى العجلي : هو أبو المعزى مولاهم كوفي ثقة ، ثقة ، روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن ( عليهما السلام ) ، روى عنه الأجلّة أمثال فضالة وابن أبي عمير وغيرهما. عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق ( عليه السلام ).
وقد وقع اختلاف بين من ترجم له في كنيته ، فمنهم من يقول : أبو المغرا أو أبو المعزا أو أبو المعزى ، وقد رجّح العلاّمة المامقاني بالياء المقصورة وهي بمعنى المعز خلاف الضأن.
اُنظر رجال النجاشي : 133 / 340 ، رجال البرقي : 21 ، خلاصة الأقوال : 128 / 340 ، رجال ابن داود : 86 / 538 ، فهرست الشيخ : 60 / 226 ، رجال الشيخ : 179 / 248 ، مستدركات النمازي 3 : 388 / 5116 ، تنقيح المقال 1 : 379 / 3421.


(102)

« ولسوف يرجع جاركم الحسين بن علي ( عليه السلام ) ألفاً فيملك حتّى تقع حاجباه على عينيه من الكبر » (1).
    [ 74/20 ] أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب (2) ، عن الحسين بن علوان (3) ، عن محمّد بن داود العبدي ، عن الأصبغ بن نباتة : أنّ عبدالله بن أبي بكر اليشكري قام إلى أمير المؤمنين صلوات الله عليه ، فقال : يا أمير المؤمنين إنّ أبا المعتمر تكلّم آنفاً بكلام لا يحتمله قلبي ، فقال : « وما ذاك » ؟
    قال : يزعم أنّك حدّثته أنّك سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : « إنّا قد رأينا أو سمعنا برجل أكبر سنّاً من أبيه » فقال : أمير المؤمنين صلوات الله عليه : « فهذا الذي كبر عليك » ؟ قال : نعم ، فهل تؤمن أنت بهذا وتعرفه ؟ فقال : « نعم ، ويلك يابن الكوا ،


1 ـ نقله المجلسي عن المختصر في البحار 53 : 44 / ذيل حديث 14.
2 ـ في المختصر المطبوع : الحسن بن فضال.
3 ـ الحسين بن علوان : هو الكلبي ، مولاهم كوفي عامّي ، وأخوه الحسن يكنّى أبا محمّد ، ثقة ، رويا عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، وليس للحسن كتاب ، والحسن أخصّ بنا وأولى ، هذا ما قاله النجاشي وتبعه العلاّمة ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، وقد عدّه الكشي من رجال العامّة. وقال : إلاّ أنّ لهم ميلاً ومحبّة شديدة ، وأثبت البعض أنّه إمامي اثنى عشري.
اُنظر رجال النجاشي : 52 / 116 ، خلاصة الأقوال : 338 / 1337 ، رجال ابن داود : 240 / 144 ، رجال البرقي : 26 ، رجال الطوسي : 171 / 101 ، رجال الكشي : 390 / 733 ، مستدركات النمازي 3 : 154.


(103)

أفقِه (1) عنّي اُخبرك عن ذلك ، إنّ عُزيراً خرج من أهله وامرأته في شهرها وله يومئذ خمسون سنة ، فلمّا ابتلاه الله عزّ وجلّ بذنبه أماته مائة عام ثمّ بعثه ، فرجع إلى أهله وهو ابن خمسين سنة ، فاستقبله ابنه وهو ابن مائة سنة ، وردّ الله عزيراً في السنّ الذي كان به ».
    فقال : أسألك (2) ، فقال له أمير المؤمنين صلوات الله عليه : « سل عمّا بدا لك » ، فقال : نعم ، إنّ اُناساً من أصحابك يزعمون أنّهم يُردّون بعد الموت ، فقال أمير المؤمنين صلوات الله عليه : « نعم تكلّم بما سمعت ، ولا تزد في الكلام فما قلت لهم » ؟ قال : قلت : لا اُؤمن بشيء ممّا قلتم ، فقال له أمير المؤمنين صلوات الله عليه : « ويلك إنّ الله عزّ وجلّ ابتلى قوماً بما كان من ذنوبهم فأماتهم قبل آجالهم التي سمّيت لهم ، ثمّ ردّهم إلى الدنيا ليستوفوا أرزاقهم ثم أماتهم بعد ذلك ».
    قال : فكبر على ابن الكوّا ولم يهتد له ، فقال له أمير المؤمنين صلوات الله عليه : « ويلك ، تعلم أنّ الله عزّ وجلّ قال في كتابه ( واختار موسى قومه سبعين رجلاً لميقاتنا ) (3) فانطلق بهم معه ليشهدوا له إذا رجعوا عند الملأ من بني إسرائيل أنّ ربّي قد كلّمني فلو أنّهم سلّموا ذلك له ، وصدّقوا به ، لكان خيراً لهم ولكنّهم قالوا لموسى ( عليه السلام ) ( لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة ) (4) قال الله عزّ وجلّ ( فأخذتكم الصاعقة ـ يعني الموت ـ وأنتم تنظرون * ثمّ بعثناكم من بعد موتكم لعلّكم


1 ـ أفقِه : إفهم. الصحاح 6 : 2243 ـ فقه.
2 ـ في نسخة « ق و س » : ما تريد ، والمختصر المطبوع : فقال له : ما يريد ، وفي البحار : ما تزيد.
3 ـ الأعراف 7 : 155.
4 ـ البقرة 2 : 55.


(104)
تشكرون ) (1).
    أفترى يا ابن الكوّا أنّ هؤلاء قد رجعوا إلى منازلهم بعد ما ماتوا » ؟ فقال ابن الكوّا : وما ذاك ثم أماتهم مكانهم ؟ فقال له أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : « ويلك أوليس قد أخبرك الله في كتابه حيث يقول ( وظلّلنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم المنّ والسلوى ) (2) فهذا بعد الموت إذ بعثهم.
    وأيضاً مثلهم يا ابن الكوّا الملأ من بني إسرائيل حيث يقول الله عزّ وجلّ ( ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم اُلوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم ) (3).
    وقوله أيضاً في عزير حيث أخبر الله عزّ وجلّ فقال ( أو كالذي مرّ على قرية وهي خاوية على عروشها قال أنّى يحيي هذه الله بعد موتها فأماته الله ) (4) وأخذه بذلك الذنب مائة عام ، ثم بعثه وردّه إلى الدنيا ( فقال كم لبثت فقال لبثت يوماً أو بعض يوم فقال بل لبثت مائة عام ) (5) فلا تشكّنّ يا ابن الكوّا في قدرة الله عزّ وجلّ » (6).
    [ 75/21 ] محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن صفوان بن يحيى ، عن
1 ـ البقرة 2 : 55 ـ 56.
2 ـ البقرة 2 : 57.
3 ـ البقرة 2 : 243.
4 و 5 ـ البقرة 2 : 259.
6 ـ نقله المجلسي عن المختصر في البحار 14 : 374 / 17 ، إلى قوله : وردّ الله عزيراً في السنّ الذي كان فيه ، وفيه : أن عبدالله بن الكوّا اليشكري. وفي ج 53 : 72 / 72 ، الرواية كاملة.


(105)
أبي خالد القمّاط ، عن عبدالرحمن بن القصير (1) ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : قرأ هذه الآية ( إنّ الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم ) (2) فقال : « هل تدري من يعني » ؟ فقلت : يقاتل المؤمنون فيَقتلون ويُقتلون ؟ فقال : « لا ، ولكن من قتل من المؤمنين رُدّ حتى يموت ، ومن مات رُدّ حتى يُقتل ، وتلك القدرة فلا تنكرها » (3).
    [ 76/22 ] وعنه عن صفوان بن يحيى ، عن أبي خالد القمّاط ، عن حمران بن أعين (4) ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : قلت له : كان في بني إسرائيل شيء لا يكون هاهنا مثله ؟ فقال : « لا » فقلت : فحدّثني عن قول الله عزّ وجلّ ( ألم تَرَ إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم اُلوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثمّ أحياهم ) (5) [ قلت :
1 ـ في تفسير العياشي : عبدالرحيم القصير. وقال السيد الخوئي ( رحمه الله ) : كذا في الطبعة الحديثة ، ولكن في القديمة من تفسير القمي وتفسير البرهان عبدالرحيم القصير ، والظاهر هو الصحيح بقرينة سائر الروايات ، انظر معجم رجال الحديث 10 : 387 / 6484.
2 ـ التوبة 9 : 111.
3 ـ ذكره العياشي في تفسيره 2 : 113 / 144 ، وعنهما في البحار 53 : 74 / 73.
4 ـ حمران بن أعين : الشيباني الكوفي مولى ، تابعي مشكور ، من أكابر مشايخ الشيعة المفضّلين الذين لا يشكّ فيهم ، وكان أحد حملة القرآن ، ومن يعدّ ويذكر اسمه في كتب القرّاء ، وعدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمامين الهمامين الباقر والصادق ( عليهما السلام ) ، وهو ممّن يعدّ من حواري الإمامين الصادقين ( عليهما السلام ) ، وقال أبو عبدالله ( عليه السلام ) في حمران : إنّه رجل من أهل الجنّة ، وكان يقول ( عليه السلام ) : « حمران بن أعين مؤمن لا يرتدّ والله أبداً ».
اُنظر رجال العلاّمة : 134 / 361 ، رجال بحر العلوم 1 : 227 ، رجال البرقي : 14 و16 ، رجال الشيخ : 117/ 41 و181 / 274 ، رجال الكشى : 10 / 20 و176 / 304.
5 ـ البقرة 2 : 243.
مختصر البصائر ::: فهرس