مختصر البصائر ::: 136 ـ 150
(136)
    اللهمّ وكما أكرمتنا بمعرفته فأكرمنا بزلفته وارزقنا مرافقته ومتابعته (1) واجعلنا ممّن يسلّم لأمره ، ويُكثر الصلاة عليه عند ذكره ، وعلى جميع أوصيائه وأهل أصفيائه ، الممدودين منك بالعدد الإثني عشر ، النجوم الزهر ، والحجج على جميع البشر.
    اللهمّ وهب لنا في هذا اليوم خير موهبة ، وأنجح لنا فيه كل طلبة ، كما وهبت الحسين ( عليه السلام ) لمحمّد ( صلى الله عليه وآله ) جدّه ، وعاذ فطرس بمهده ، فنحن عائذون بقبره من بعده ، نشهد تربته ، وننتظر أوبته آمين ربّ العالمين » (2).
    [ 104/4 ] ورويت بإسنادي المتّصل عن الصدوق أبي جعفر محمّد بن علي بن بابويه قال : روى محمّد بن إسماعيل البرمكي ، قال : حدّثنا موسى بن عبدالله النخعي (3) ، قال : قلت لعلي بن محمّد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : علّمني يابن رسول الله قولاً أقول به ، بليغاً كاملاً إذا زرت واحداً منكم ، فقال : قل ، وذكر الزيارة بتمامها ، وذكر في أثنائها ما يدلّ على رجعتهم ( عليهم السلام ).
    فمنها : « فأنا مقرّ بفضلكم ، محتمل لعلمكم ، محتجب بذمّتكم ، معترف بكم ،
1 ـ في المصباح والإقبال : وسابقته.
2 ـ مصباح المتهجّد : 758 ، وأورده ابن طاووس في إقبال الأعمال : 689 ـ 690 ، وعنهما في البحار 53 : 94 / 107.
3 ـ في عيون الأخبار : موسى بن عمران النخعي ، والظاهر ما في المتن هو الصحيح وهو الموافق للفقيه ، وقال السيّد الخوئي : هو الراوي لزيارة الجامعة.
انظر معجم رجال الحديث 20 : 57 / 12824 و 16 : 100.


(137)
مؤمن بإيابكم ، مصدّق برجعتكم ، منتظر لأمركم ، مرتقب لدولتكم ».
    ومنها : « ونصرتي لكم معدّة حتى يحيي الله بكم دينه ، ويردّكم في أيّامه ، ويظهركم لعدله ، ويمكّنكم في أرضه ».
    ومنها : « ويُحشر في زمرتكم ، ويكرّ في رجعتكم ، ويملّك في دولتكم ، ويشرّف في عافيتكم ، ويمكّن في أيّامكم ، وتقرّ عينه غداً برؤيتكم ».
    ومنها : « ومكّنني في دولتكم ، وأحياني في رجعتكم ، وملّكني في أيّامكم » (1).
    [ 105/5 ] ومن ذلك ما ذكره الشيخ أبو جعفر الطوسي ( رحمه الله ) في كتاب مصباح المتهجّد في زيارة العبّاس ( عليه السلام ) : « أشهد أنّك قتلت مظلوماً ، وأنّ الله منجز لكم ما وعدكم ، جئتك يابن أمير المؤمنين وافداً إليكم وقلبي مسلّم لكم ، وأنا لكم تابع ، ونصرتي لكم معدّة حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين ، فمعكم معكم لا مع عدوّكم ، إنّي بكم وبإيابكم من المؤمنين » (2) ..
    [ 106/6 ] وبإسنادي إلى سعد بن عبدالله ، عن إبراهيم بن هاشم (3) ، عن محمّد بن خالد البرقي ، عن محمّد بن سنان (4) أو غيره ، عن عبدالله بن سنان قال : قال
1 ـ من لا يحضره الفقيه 2 : 370 / 1625 ، عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) 2 : 272 / 1 ، وأورده المصنّف في المحتضر : 119. والفقرة الأخيرة منها مذكورة في الوداع : 375 من الفقيه.
2 ـ مصباح المتهجّد : 668 ، وأورده الشيخ أيضاً في التهذيب 6 : 66 ، وابن قولويه في كامل الزيارة : 270 ، والمفيد في المزار : 180.
3 ـ في البحار : عن ابن هشام.
4 ـ محمد بن سنان ، هو أبو جعفر الزاهري الكوفي ، من ولد زاهر مولى عمرو بن حمق الخزاعي ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الكاظم والرضا والجواد ( عليهم السلام ). مات سنة عشرين ومائتين.
اُنظر رجال النجاشي : 328 / 888 ، رجال البرقي : 48 و 54 و57 ، رجال الطوسي : 361/ 39 و386 / 7 و405 / 3.


(138)
أبو عبدالله ( عليه السلام ) : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : لقد أسرى بي ربّي عزّ وجلّ فأوحى إليّ من وراء حجاب ما أوحى ، وكلّمني بما كلّم به ، وكان ممّا كلّمني به أن قال : يا محمّد إنّي أنا الله لا إله إلاّ أنا عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم ، إنّي أنا الله لا إله إلاّ أنا الملك القدّوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبّار المتكبّر سبحان الله عمّا يشركون.
    إنّي أنا الله لا إله إلاّ أنا الخالق البارئ المصوّر لي الأسماء الحسنى ، يسبِّح لي من في السماوات والأرض ، وأنا العزيز الحكيم.
    يا محمّد : إنّي أنا الله لا إله إلاّ أنا الأوّل فلا شيء قبلي ، وأنا الآخر فلا شيء بعدي ، وأنا الظاهر فلا شيء فوقي ، وأنا الباطن فلا شيء دوني ، وأنا الله لا إله إلاّ أنا بكلّ شيء عليم.
    يا محمّد : عليّ أوّل ما آخذ ميثاقه من الأئمّة.
    يا محمّد : عليّ آخر من أقبض روحه من الأئمّة ، وهو الدابّة التي تكلّمهم.
    يا محمّد : عليّ أظهره على جميع ما اُوحيه إليك ، ليس لك أن تكتم منه شيئاً.
    يا محمّد : أبطنه الذي أسررته (1) اليك ، فليس فيما بيني وبينك سرّ دونه.
    يا محمّد : عليّ على ما خلقت من حلال وحرام عليّ عليم به » (2).
1 ـ في نسخة « ض و س » : أمرته.
2 ـ بصائر الدرجات : 514 / 36 ، باختلاف ، وعنه في البحار 40 : 38 / 73 ، وعن المختصر في البحار 53 : 68 / 65.


(139)
    [ 107/7 ] ومن كتاب الخرائج والجرائح : تأليف سعيد بن هبة الله بن الحسن الراوندي ( رحمه الله ) ، عن أبي سعيد سهل بن زياد ، أخبرنا الحسن بن محبوب ، أخبرنا ابن فضيل ، أخبرنا سعد الجلاّب (1) ، عن جابر ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : « قال الحسين بن علي ( عليهما السلام ) لأصحابه قبل أن يُقتل : إنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال لي : يا بُنيّ إنّك ستُساق إلى العراق ، وهي أرض قد التقى فيها النبيّون ، وأوصياء النبيّين ، وهي أرض تدعى « عمورا » ، وإنّك لتستشهد بها ويستشهد جماعة معك من أصحابك لا يجدون ألم مسّ الحديد ، وتلا ( يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم ) (2) ( تكون الحرب برداً وسلاماً عليك وعليهم ) (3) فابشروا ، فوالله لئن قتلونا فإنّا نرد على نبيّنا ( صلى الله عليه وآله ).
    ثم أمكث ما شاء الله ، فأكون أوّل من تنشقّ الأرض عنه ، فأخرج خرجة توافق ذلك خرجة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وقيام قائمنا ( عليه السلام ) ، وحياة رسول لله ( صلى الله عليه وآله ) ثمّ لينزلنّ عليّ وفد من السماء من عند الله عزّ وجلّ ، لم ينزلوا إلى الأرض قطّ ، ولينزلنّ إليّ جبرئيل وميكائيل وإسرافيل ، وجنود من الملائكة ، ولينزلنّ محمّد وعلي وأنا وأخي وجميع من منّ الله عليه في حمولات من حمولات الربّ ، خيل بلق من نور ، لم يركبها مخلوق.
    ثمّ ليهزّنّ محمّد ( صلى الله عليه وآله ) لواءه وليدفعنّه إلى قائمنا ( عليه السلام ) مع سيفه ، ثمّ إنّا نمكث بعد ذلك ما شاء الله.
1 ـ هو سعد بن أبي عمرو الجلاّب الذي عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الباقر ( عليه السلام ).
رجال الشيخ : 125 / 19.
2 ـ الأنبياء 21 : 69.
3 ـ ما بين القوسين لم يرد في نسخة « س و ض ».


(140)
    ثمّ إنّ الله تعالى يُخرج من مسجد الكوفة عيناً من دهن وعيناً من لبن وعيناً من ماء.
    ثمّ إنّ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يدفع إليّ سيف رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فيبعثني إلى الشرق والغرب ، فلا آتي على عدوّ لله إلاّ أهرقت دمه ، ولا أدع صنماً إلاّ أحرقته ، حتى أقع إلى الهند فأفتحها.
    وإنّ دانيال ويوشع (1) يخرجان مع (2) أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يقولان : صدق الله ورسوله ، ويبعث معهما (3) سبعين رجلاً فيقتلون مقاتليهم ، ويبعث بعثاً إلى الروم فيفتح الله لهم.
    ثمّ لأقتلنّ كلّ دابّة حرّم الله لحمها حتى لا يكون على وجه الأرض إلاّ الطيّب ، وأعرض على اليهود والنصارى وسائر الملل ولاُخيرنّهم بين الإسلام والسيف ، فمن أسلم مننت عليه ، ومن كره الإسلام أهرق الله دمه.
    ولا يبقى رجل من شيعتنا إلاّ أنزل الله إليه ملكاً يمسح عن وجهه التراب ، ويعرّفه أزواجه ومنازله في الجنّة ، ولا يبقى على وجه الأرض أعمى ولا مقعد ولا مبتلى إلاّ كشف الله عنه بلاءه بنا أهل البيت.
    ولتنزلنّ البركة من السماء إلى الأرض حتى أنّ الشجرة لتنقصف (4) بما يزيد
1 ـ في الخرائج : ويونس ، بدل ويوشع.
2 ـ في الخرائج : إلى.
3 ـ في الخرائج زيادة : [ إلى البصرة ].
4 ـ تنقصف : بمعنى تنكسر.    اُنظر الصحاح 4 : 1416 ـ قصف.


(141)
الله فيها من الثمرة ، ولتأكلنّ ثمرة الشتاء في الصيف ، وثمرة الصيف في الشتاء وذلك قوله تعالى ( ولو أنّ أهل القرى آمنوا واتّقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذّبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون ) (1). ثمّ إنّ الله ليهب لشيعتنا كرامة لا يخفى عليهم شيء من الأرض وما كان فيها ، حتى أنّ الرجل منهم يريد أن يعلم عِلمَ أهل بيته فيخبرهم بعلم ما يعلمون (2) » (3).
    [ 108/8 ] ومن الكتاب : قال الرضا ( عليه السلام ) : « لابدّ من فتنة صمّاء (4) صيلم (5) يسقط فيها كلّ بطانة ووليجة ، وذلك عند فقد الشيعة الرابع (6) من ولدي تبكي عليه أهل السماء وأهل الأرض ، وكم من مؤمن متأسّف (7) حيران حزين عند فقدان الماء المعين ، كأنّي بهم شرّ ما يكونون ، وقد نودوا نداءً يُسمع من بُعد كما يُسمع من قرب ، يكون رحمة للمؤمنين وعذاباً على الكافرين ».
    فقال له الحسن بن محبوب : وأيّ نداء هو ؟ قال : « ينادون في رجب ثلاثة أصوات من السماء : صوتاً : ألا لعنة الله على الظالمين.
    والصوت الثاني : أزفت الآزفة يا معشر المؤمنين.
1 ـ الأعراف 7 : 96.
2 ـ في نسخة « ض » : ما يعملون.
3 ـ الخرائج والجرائح 2 : 848 / 63 ، وعنهما في البحار 53 : 61 / 52 ، وعن الخرائج في البحار 45 : 80 / 6.
4 ـ صمّاء : شديدة. الصحاح 5 : 1967 ـ صمم.
5 ـ صيلم : الأمر المستأصل. لسان العرب 12 : 340 ـ صلم.
6 ـ في المختصر المطبوع : الثالث.
7 ـ في الخرائج زيادة : حرّان.


(142)
    والصوت الثالث : يرون بدناً بارزاً نحو عين الشمس يقول : هذا أمير المؤمنين قد كرّ في هلاك الظالمين ».
    وفي رواية الحميري : « والصوت الثالث : بدن يُرى في قرن الشمس يقول : إنّ الله بعث فلاناً فاسمعوا له وأطيعوا ».
    وقالا جميعاً : « فعند ذلك يأتي الناس الفرج ، ويودّ الأموات أن لو كانوا أحياءً ، ويشفي الله صدور قوم مؤمنين (1) » (2).
    [ 109/9 ] ومن كتاب الغيبة : للشيخ أبي جعفر محمّد بن الحسن ( رضي الله عنه ). رويت بإسنادي إليه عن محمّد بن عبدالله بن جعفر الحميري ، عن أبيه ، عن محمّد بن عبد الحميد ومحمّد بن عيسى ، عن محمّد بن الفضيل ، عن أبي حمزة ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) في حديث طويل أنّه قال : « يا أبا حمزة إنّ منّا بعد القائم أحد عشر مهديّاً من ولد الحسين ( عليه السلام ) » (3).
    [ 110/10 ] الفضل بن شاذان ، عن الحسن بن محبوب ، عن عمرو بن أبي
1 ـ اقتباس من سورة التوبة آية : 14.
2 ـ الخرائج والجرائح 3 : 1168 /65 ، وأوردها كاملة الشيخ الطوسي في الغيبة : 439 / 431 ، والنعماني في الغيبة : 180 / 28 ، والطبري في دلائل الإمامة : 245 ، وأوردها الصدوق في عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) 2 : 6 / 14 ، وكمال الدين : 370 / 3 ، إلى قوله : « وعذاباً على الكافرين » وفي العيون والكمال زيادة في صدر الحديث : ثم قال : « بأبي واُمّي سمّي جدّي ، شبيهي وشبيه موسى بن عمران ( عليه السلام ) ، عليه جيوب النور تتوقّد بشعاع ضياء القدس ». وأورده باختصار المسعودي في اثبات الوصيّة : 227.
3 ـ الغيبة للطوسي : 478 / 504 ، وعنه في البحار 53 : 145 / 2 ، وفي البحار 53 : 148 / 7 ، عن المختصر ، عن السيد علي بن عبدالحميد بإسناده عن الإمام الصادق ( عليه السلام ).


(143)
المقدام ، عن جابر الجعفي قال : سمعت أبا جعفر ( عليه السلام ) يقول : « والله ليملكنّ منّا أهل البيت رجل بعد موته ثلاثمائة سنة يزداد تسعاً » ، قلت : متى يكون ذلك ؟ قال : « بعد القائم ( عليه السلام ) » قلت : وكم يقوم القائم في عالمه ؟ قال : « تسع عشرة سنة ، ثمّ يخرج المنتصر فيطلب بدم الحسين ( عليه السلام ) ودم أصحابه ، فيقتل ويسبي (1) حتى يخرج السفّاح » (2).
    [ 111/11 ] أخبرنا جماعة ، عن أبي عبدالله الحسين بن علي بن سفيان البزوفري ، عن علي بن سنان الموصلي العدل ، عن علي بن الحسين ، عن أحمد بن محمّد بن الخليل ، عن جعفر بن محمّد المصري (3) ، عن عمّه الحسن بن علي ، عن أبيه ، عن أبي عبدالله جعفر بن محمّد ، عن الباقر ، عن أبيه ذي الثفنات سيّد العابدين ، عن أبيه الحسين الزكي الشهيد ، عن أبيه أمير المؤمنين ( عليهم السلام ) قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في الليلة التي كانت فيها وفاته لعلي ( عليه السلام ) : يا أبا الحسن أحضر صحيفة ودواة » فأملى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وصيّته حتى انتهى إلى هذا الموضع.
    فقال : « يا علي إنّه سيكون بعدي إثنا عشر إماماً ، ومن بعدهم اثنا عشر مهديّاً ، فأنت يا علي أوّل الإثني عشر الامام ، سمّاك الله في سمائه عليّاً المرتضى ، وأمير
1 ـ في نسخة « س و ض و ق » : ويسير.
2 ـ الغيبة للطوسي : 478 / 505 ، وعنه في البحار 53 : 100 / 121 و 145 / 3 ، وعن المختصر في ص 103 / قطعة من ح130.
والمراد بالمنتصر هو الإمام الحسين ( عليه السلام ) والسفّاح هو الإمام علي أمير المؤمنين ( عليه السلام ) كما ورد عن أبي جعفر ( عليه السلام ). وسيأتي في رقم 142.
3 ـ في المصدر : جعفر بن أحمد المصري.


(144)
المؤمنين ، والصدّيق الأكبر ، والفاروق الأعظم ، والمأمون ، والمهديّ ، فلا تصلح هذه الأسماء لأحد غيرك.
    يا علي : أنت وصيّي على أهل بيتي حيّهم وميّتهم ، وعلى نسائي فمن ثبّتّها لقيتني غداً ، ومن طلّقتها فأنا بريء منها ، لم ترني ولم أرها في عرصات (1) القيامة ، وأنت خليفتي على اُمّتي من بعدي.
    فإذا حضرتك الوفاة فسلّمها إلى ابني الحسن البرّ الوصول.
    فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابني الحسين الشهيد (2) المقتول.
    فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه سيّد العابدين ذي الثفنات علي.
    فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه محمّد الباقر (3).
    فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه جعفر الصادق.
    فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه موسى الكاظم.
    فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه علي الرضا.
    فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه محمّد الثقة التقي.
    فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه علي الناصح.
    فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه الحسن الفاضل.
    فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه محمّد المستحفظ من آل محمّد ـ صلّى الله عليه وعليهم وسلّم ـ فذلك إثنا عشر إماماً.
1 ـ في نسخة « ض وق » : عرصة.
2 ـ في المصدر زيادة : الزكي.
3 ـ في نسختي « ض و ق » : محمد باقر العلم.


(145)
    ثمّ يكون من بعده إثنا عشر مهديّاً فإذا حضرته الوفاة فليسلّمها إلى ابنه أوّل المهديّين (1) ، له ثلاثة أسامي ، إسم كاسمي ، وإسم أبي وهو عبدالله وأحمد ، والاسم الثالث المهدي وهو أوّل المؤمنين » (2).
    [ 112/12 ] ومن كتاب سليم بن قيس الهلالي رحمة الله عليه ، الذي رواه عنه أبان بن أبي عيّاش (3) وقرأه جميعه على سيّدنا علي بن الحسين ( عليهما السلام ) بحضور جماعة من أعيان الصحابة منهم أبو الطفيل فأقرّه عليه مولانا زين العابدين ( عليه السلام ) ، وقال « هذه أحاديثنا (4) صحيحة ».
    قال أبان : لقيت أبا الطفيل (5) بعد ذلك في منزله فحدّثني في الرجعة عن اُناس
1 ـ في المصدر : المقرّبين.
2 ـ الغيبة للطوسي : 150 / 111 ، وعنه في البحار 36 : 260 / 81 و 53 : 147 / 6 ، وأوردها الحر العاملي في الإيقاظ من الهجعة : 393 ، باختصار ، وفي اثبات الهداة 1 : 549 / 376.
3 ـ ابان بن أبي عيّاش : هو أبو إسماعيل بصري تابعي ، مولى عبد القيس البصري ، واسم أبي عيّاش فيروز.
عدّه البرقي من أصحاب الإمام السجّاد والباقر ( عليهما السلام ) ، وزاد الشيخ عليه الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، وهو الذي آوى سليم بن قيس الهلالي في منزله عندما هرب من الحجّاج الاُموي ، وهو الراوي لأحاديث سليم.
اُنظر رجال البرقي : 9 ، رجال الطوسي : 83 / 10 و106 / 36 و152 / 190 ، رجال العلاّمة : 325/ 1280.
4 ـ في نسخة « ض » : أحاديث.
5 ـ أبو الطفيل : هو عامر بن واثلة الكناني ، ولد عام اُحد ، وقد أدرك ثماني سنين من حياة النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وهو خاتم من رأى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في الدنيا ، كان ثقة فيما ينقله ، صادقاً ، عالماً ، شهد مع الإمام علي ( عليه السلام ) حروبه ، وقد عدّه البرقي من أصحاب الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وعدّه الشيخ من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وأمير المؤمنين والحسن والسجّاد ( عليهم السلام ) ، ويعدّ أيضاً من خواصّ الإمام علي ( عليه السلام ) ، وكان من جملة الذين أراد الحجّاج قتلهم لولائهم لأمير المؤمنين ( عليه السلام ).
اُنظر سير أعلام النبلاء 3 : 467 / 97 ، رجال البرقي : 4 ، رجال الشيخ : 25 / 50 و47 / 8 و69 / 3 و 98 / 24 ، معجم رجال الحديث 10 : 220 / 6118.


(146)
من أهل بدر ، وعن سلمان (1) والمقداد ، واُبي بن كعب.
    وقال أبو الطفيل : فعرضت هذا الذي سمعته منهم على علي بن أبي طالب صلوات الله عليه بالكوفة ، فقال : « هذا علم خاص لا يسع الاُمّة جهله ، وردّ علمه إلى الله ». ثمّ صدّقني بكل ما حدّثوني ، وقرأ عليّ بذلك قراءة كثيرة وفسّره تفسيراً شافياً ، حتى صرت ما أنا بيوم القيامة أشدّ يقيناً مني بالرجعة.
    وكان ممّا قلت : يا أمير المؤمنين أخبرني عن حوض (2) النبي ( صلى الله عليه وآله ) في الدنيا أم في الآخرة ؟ فقال « بل في الدنيا » قلت : فمن الذائد عنه ؟ فقال : « أنا بيدي ، فليرِدَنّه أوليائي وليُصرفنّ عنه أعدائي ».
    وفي رواية اُخرى « لاُوردنّه أوليائي ، ولأصرفنّ عنه أعدائي ».
    فقلت : يا أمير المؤمنين قول الله ( وإذا وقع القولُ عَليهمْ أخرجنا لهم دابّةً مِنَ
1 ـ في المصدر زيادة : وأبي ذر.
2 ـ قال الشيخ الصدوق في الاعتقادات ص 65 / 20 : اعتقادنا في الحوض أنّه حقّ ، وهو حوض النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وأنّ فيه من الأباريق عدد نجوم السماء ، وأنّ الوالي عليه يوم القيامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، يسقي منه أولياءه ، ويذود عنه أعداءه ، ومن شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبداً.


(147)
الأرضِ تُكلّمُهُم أنّ الناسَ كانوا بآياتِنا لا يُوقِنُون ) (1) ما الدابّة ؟
    قال : « يا أبا الطفيل اُلْهُ عن هذا » فقلت : يا أمير المؤمنين أخبرني به جعلت فداك ، قال : « هي دابّة تأكل الطعام ، وتمشي في الأسواق ، وتنكح النساء » فقلت : يا أمير المؤمنين من هو ؟ قال : « هو دَبّ (2) الأرض الذي تسكن الأرض به » قلت : يا أميـرالمؤمنين من هـو ؟ قال : « صدّيـق هـذه الاُمّـة ، وفاروقها ، ورُبّـيّها (3) ، وذوقرنيها (4) » قلت : يا أمير المؤمنين من هو ؟ قال : « الّذي قال الله تعالى ( ويتلوه شاهد منه ) (5) و ( الذي عنده علم من الكتاب ) (6) و ( الذي جاء بالصدق ) (7) والذي صدّق به أنا ، والناس كلّهم كافرون غيري وغيره ».
    قلت : يا أمير المؤمنين فسمّه لي ، قال : « قد سمّيته لك يا أبا الطفيل ، والله لو أدخلت عليّ (8) عامّة شيعتي الّذين بهم اُقاتل ، الذين أقرّوا بطاعتي ، وسمّوني أمير المؤمنين ، واستحلّوا جهاد من خالفني ، فحدّثتهم (9) ببعض ما أعلم من الحقّ في
1 ـ النمل 27 : 82.
2 ـ في نسخة « س و ق » والمختصر المطبوع : ربّ ، وفي المصدر : زرّ.
3 ـ في نسخة « ق » : ورئيسها ، وكذلك المصدر.
4 ـ قال ابن الأثير : ومنه حديث علي ( عليه السلام ) وذكر قصّة ذي القرنين ، ثمّ قال : « وفيكم مثله » فيرى أنّه إنّما عنى نفسه ؛ لأنّه ضرب على رأسه ضربتين : إحداهما يوم الخندق ، والاُخرى ضربة ابن ملجم ( لعنه الله ). النهاية 4 : 52 ـ قرن.
5 ـ هود 11 : 17.
6 ـ النمل 27 : 40.
7 ـ الزمر 39 : 33.
8 ـ في المصدر : لو دخلت عليّ.
9 ـ في المصدر زيادة : شهراً ، وفي نسخة منه : شطراً.


(148)
الكتاب الذي نزل به جبرئيل ( عليه السلام ) على محمّد ( صلى الله عليه وآله ) لتفرّقوا عنّي حتى أبقى في عصابة حقّ قليلة ، أنت وأشباهك من شيعتي » ففزعت وقلت : يا أمير المؤمنين أنا وأشباهي نتفرّق عنك أو نثبت معك ؟ قال : « بل تثبتون ».
    ثمّ أقبل عليّ فقال : « إنّ أمرنا صعب مستصعب لا يعرفه ولا يقرّ به إلاّ ثلاثة : ملك مقرّب ، أو نبيّ مرسل ، أو عبد مؤمن نجيب امتحن الله قلبه للإيمان.
    يا أبا الطفيل إنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قبض فارتدّ الناس ضُلاّلاً وجُهـّالاً إلاّ من عصمه الله بنا أهل البيت » (1).
    [ 113/13 ] وبإسنادي إلى الصدوق محمّد بن علي بن بابويه ( رحمه الله ) قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى العطّار ( رضي الله عنه ) قال : حدّثنا سعد بن عبدالله قال : حدّثني يعقوب ابن يزيد ، عن محمّد بن الحسن الميثمي ، عن مثنّى الحنّاط قال : سمعت أبا جعفر ( عليه السلام ) يقول : « أيّام الله ثلاثة : يوم قيام (2) القائم ، ويوم الكرّة ، ويوم القيامة (3) » (4).
    [ 114/14 ] وبإسنادي إلى محمّد بن الحسن الصفّار ، عن علي بن حسّان ، قال : حدّثنا أبو عبدالله الرياحي ، عن أبي الصامت الحلواني (5) ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال :
1 ـ سليم بن قيس الهلالي 2 : 561 ـ 564 ، ونقله المجلسي في البحار 53 : 68 / 66 ، عن المختصر عن كتاب سليم.
2 ـ « قيام » لم يرد في نسخة « ق » ، وفي الخصال والمعاني : يقوم.
3 ـ في المختصر المطبوع : ويوم الرجعة.
4 ـ الخصال 108 / 75 ، معاني الأخبار : 365 / 1 ـ باب معنى أيام الله عزّ وجلّ ، وعنهم في البحار 7 : 61 / 13 و51 : 50 / 23 و 53 : 63 / 53 تقدم برقم 56.
5 ـ في البصائر : الحلوائي ، والظاهر هو من سهو النسّاخ ، فما في المتن والكافي هو الصحيح.
وقد عدّه البرقي من أصحاب الإمام الباقر ( عليه السلام ) ، وزاد الشيخ عليه الإمام الصادق ( عليه السلام ).
اُنظر رجال البرقي : 15 ، رجال الشيخ : 141 / 7 و 339 / 24. اُنظر معجم رجال الحديث 22 : 205 / 14403.


(149)
« قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : أنا قسيم الجنّة والنار ، لا يدخلها داخل إلاّ على أحد قسمين ، وأنا الفاروق الأكبر ، وأنا الإمام ( لمن بعدي ) (1) ، والمؤدّي عمّن كان قبلي ، لا يتقدّمني أحد إلاّ أحمد ( صلى الله عليه وآله ) وإنّي وإيّاه لعلى سبيل واحد ، إلاّ أنّه هو المدعو بإسمه ، ولقد اُعطيت الست : علم المنايا والبلايا ، والوصايا (2) ، وفصل الخطاب ، وإنّي لصاحب الكرّات ودولة الدول ، وإنّي لصاحب العصا والميسم ، والدابّة التي تكلّم الناس » (3).
    حدّثني الشيخ أبو عبدالله محمّد بن مكي بإسناده ، عن علي بن إبراهيم بن هاشم من تفسير القرآن العزيز ، قال :
    وأمّا الردّ على من أنكر الرجعة فقوله عزّ وجلّ ( ويوم نحشر من كلّ اُمّة فوجاً ) (4) (5).
1 ـ ما بين القوسين لم يرد في نسخة « ق ».
2 ـ في البصائر زيادة : والأنصاب ، وعنه في البحار : والأنساب وهو الأصح.
3 ـ بصائر الدرجات : 199 / ذيل ح1 ، وأورده الكليني في الكافي 1 : 198 / ذيل ح3 ، ونقله المجلسي في البحار 25 : 354 / ذيل ح3 ، عن البصائر ، وأورده المصنّف في المحتضر : 160 ، والمراد من قوله ( عليه السلام ) : « والدابّة التي تكلّم الناس » هو إشارة إلى قوله تعالى في سورة النمل 27 آية 82 ( وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابّةً من الأرض تكلّمهم أنّ الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون ).
4 ـ النمل 27 : 83.
5 ـ تفسير القمّي 1 : 24 ـ مقدّمة الكتاب.


(150)
    [ 115/15 ] قال علي بن إبراهيم : وحدّثني أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن حمّاد (1) ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : « ما يقول الناس في هذه الآية ( ويوم نحشر من كلّ اُمّة فوجاً ) (2) ؟ قلت : يقولون : إنّها (3) في القيامة ، قال : « ليس كما يقولون ، إنّ ذلك في الرجعة ، أيحشر الله في القيامة من كل اُمّة فوجاً ويدع الباقين ، إنّما آية القيامة قوله تعالى ( وحشرناهم فلم نغادر منهم أحداً ) (4) وقوله ( وحرام على قرية أهلكناها أنّهم لايرجعون ) (5) ».
    فقال الصادق ( عليه السلام ) : « كلّ قرية أهلك الله أهلها بالعذاب (6) لا يرجعون في الرجعة ، وأمّا يوم القيامة فيرجعون الذين محضوا الإيمان محضاً ، وغيرهم ممّن لم يهلكوا بالعذاب ومحضوا الكفر محضاً يرجعون » (7).
    [ 116/16 ] قال علي بن إبراهيم : وحدّثني أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن عبدالله بن مسكان ، عن أبي عبدالله صلوات الله عليه في قوله تعالى ( وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما اتيتكم من كتاب وحكمة ثمّ جاءكم رسول مصدّق لما معكم لتؤمننّ به ولتنصرنّه ) (8) قال : « ما بعث الله نبيّاً من لدن آدم ( عليه السلام ) (9) إلاّ ويرجع إلى
1 ـ في نسخة « ق » : حمّاد بن عثمان.
2 ـ النمل 27 : 83.
3 ـ في نسخة « ق » : ذلك ، بدل إنّها.
4 ـ الكهف 18 : 47.
5 ـ الأنبياء 21 : 95.
6 ـ في المصدر زيادة : ومحضوا الكفر محضاً.
7 ـ تفسير القمّي 1 : 24 ـ 25 ـ مقدّمة الكتاب.
8 ـ آل عمران 3 : 81.
9 ـ في المصدر زيادة : فهلمّ جرّا.
مختصر البصائر ::: فهرس