مختصر البصائر ::: 166 ـ 180
(166)
حفرته ) (1) » (2).
    [ 141/41 ] وعنه ( عليه السلام ) : « إنّ منّا بعد القائم ( عليه السلام ) إثنا عشر مهديّاً من ولد الحسين ( عليه السلام ) » (3).
    [ 142/42 ] وعن جابر الجعفي قال : سمعت أبا جعفر ( عليه السلام ) يقول : « والله ليملكنّ منّا أهل البيت رجل بعد موته ثلاثمائة سنة ويزداد تسعاً » قلت : متى يكون ذلك ؟ قال : « بعد القائم ( عليه السلام ) » قلت : وكم يقوم القائم ( عليه السلام ) في عالمه ؟ قال : « تسع عشرة سنة ، ثمّ يخرج المنتصر إلى الدنيا ـ وهو الحسين ( عليه السلام ) ـ فيطلب بدمه ودم أصحابه ، فيقتل ويسبي حتى يخرج السفّاح (4) ـ وهو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ـ » (5).
    [ 143/43 ] ورويت عنه أيضاً بطريقه إلى أسد بن إسماعيل (6) ، عن
1 ـ في نسختي « ض و ق » : وإبلاغه حفرته ، وإبلاغه : إيصاله. لسان العرب 8 : 419 ـ بلغ.
2 ـ نقله المجلسي عن المختصر في البحار 53 : 103 / قطعة من حديث 130 ، والحر العاملي في الايقاظ من الهجعة : 368 / 124.
3 ـ الغيبة للطوسي : 478 / 504 ، وعنه في البحار 53 : 145 / 2 ، وفيهما : أحد عشر مهديّاً ، وعنه في الإيقاظ من الهجعة : 393 ـ 394 ـ الباب الحادي عشر ، ولفظه مطابق لما في المتن ، والرواية عن أبي حمزة ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ).
4 ـ السفّاح : المعطاء ، والفصيح ، ورجل سفّاح أي قادر على الكلام. لسان العرب 2 : 486 ـ سفح.
5 ـ الغيبة للطوسي : 478 / 505 ، وعنه في البحار 53 : 145 / 3 ، وأورده مفصّلاً العياشي في تفسيره 2 : 326 / 24 ، والمفيد في الاختصاص : 257 ، وعن المختصر في البحار 53 : 103 / قطعة من حديث 130.
6 ـ أسد بن إسماعيل : عدّه الشيخ والبرقي من أصحاب الإمام الصادق ( عليه السلام ).
رجال الشيخ : 154/251 ، رجال البرقي : 40.


(167)
أبي عبدالله ( عليه السلام ) أنّه قال حين سئل عن اليوم الذي ذكر الله تعالى مقداره في القرآن ( في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ) (1) « وهي كرّة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فيكون ملكه في كرّته خمسين ألف سنة ، ويملك أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في كرّته أربعاً وأربعين ألف سنة » (2).
    [ 144/44 ] وبإسنادي عن محمّد بن يعقوب الكليني ، عن علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن الوليد بن صبيح (3) ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) أنّه قال : دخلت عليه يوماً فألقى إليّ ثياباً وقال : « يا وليد رُدّها على مطاويها » فقمت بين يديه ، فقال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : « رحم الله المعلّى بن خنيس » فظننت أنّه شبّه قيامي بين يديه بقيام المعلّى بن خنيس بين يديه.
    ثمّ قال : « اُفّ للدنيا ، اُفّ للدنيا ، إنّما الدنيا دار بلاء ، سلّط الله فيها عدوّه على وليّه ، وإنّ بعدها داراً ليست هكذا » ، فقلت : جُعلت فداك وأين تلك الدار ؟ فقال : « هاهنا وأشار بيده إلى الأرض » (4).
    [ 145/45 ] وبإسنادي عن محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي جميلة ، عن أبان بن تغلب وغيره ،
1 ـ المعارج 70 : 4.
2 ـ نقله المجلسي عن المختصر في البحار 53 : 104 / ذيل حديث 130 ، والبحراني عن السيّد المعاصر في كتاب الرجعة في تفسير البرهان 5 : 487 / 19.
3 ـ الوليد بن صبيح لم يرد في نسخة « ق ».
وهو أبو العباس الأسدي ، مولاهم كوفي ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق ( عليه السلام ).
اُنظر رجال النجاشي 431 / 1161 ، رجال البرقي 41 ، رجال الشيخ : 326 / 1.
4 ـ الكافي 8 : 304 / 469.


(168)
عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) أنّه سئل هل كان عيسى بن مريم ( عليه السلام ) أحيا أحداً بعد موته حتى كان له أكل ورزق ومدّة وولد ؟ فقال : « نعم ، إنّه كان له صديق مؤاخ له في الله تبارك وتعالى ، وكان عيسى ( عليه السلام ) يمرّ به وينزل عليه ، وإنّ عيسى ( عليه السلام ) غاب عنه حيناً ثمّ مرّ به يسلّم عليه ، فخرجت إليه اُمّه فسألها عنه ، فقالت : مات يا رسول الله ، فقال : أفتحبّين أن ترينه ؟ قالت : نعم ، فقال لها : إذا كان غداً أتيتك حتى اُحييه لكِ بإذن الله.
    فلمّا كان من الغد أتاها ، فقال لها : انطلقي معي إلى قبره ، فانطلقا حتى أتيا قبره ، فوقف عليه عيسى (1) ( عليه السلام ) ، ثمّ دعا الله فانفرج القبر وخرج ابنها حيّاً ، فلمّا رأته اُمّه ورآها بكيا فرحمهما ، فقال له عيسى ( عليه السلام ) : اتُحبّ أن تبقى مع اُمّك في الدنيا ؟ فقال : يا نبيّ الله بأكل ورزق ومدّة ، أم بغير رزق ولا أكل ولا مدّة ؟ فقال له عيسى ( عليه السلام ) : بل بأكل ورزق ومدّة وتعمّر عشرين سنة ، وتتزوّج ويولد لك ، قال : نعم ، قال : فدفعه عيسى ( عليه السلام ) إلى اُمّه فعاش عشرين سنة وتزوّج وولد له » (2).
    [ 146/46 ] وممّا رواه لي ورويته عن السيّد الجليل السعيد بهاء الدين علي بن السيّد عبدالكريم بن عبدالحميد الحسيني بإسناده ، عن أبي سعيد سهل (3) يرفعه (4)
1 ـ في نسخة « ق » : النبي ، بدل عيسى.
2 ـ الكافي 8 : 337 / 532 ، وأورده العيّاشي في تفسيره 1 : 174 / 51 ، وعنه في تفسير البرهان 1 : 626 / 7 ، ونقله المجلسي عنهما في البحار 14 : 233 / 3.
3 ـ أبو سعيد سهل : هو سهل بن زياد الآدمي الرازي ، وقد عدّه الشيخ في رجاله من أصحاب الإمام الجواد والهادي والعسكري ( عليهم السلام ) قائلاً : أنّه ثقة ومن أهل ري ، واقتصر البرقي على الإمام الهادي والعسكري ( عليهما السلام ). انظر رجال الشيخ : 401 / 1 و 416 / 4 و 431 / 2 ، رجال البرقي : 58 و 60.
4 ـ والسند المرفوع هو : أبو سعيد سهل بن زياد ، قال : حدّثنا الحسن بن محبوب ، حدّثنا ابن فضيل ، حدّثنا سعد الجلاّب ، عن جابر.


(169)
إلى أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : « قال الحسين ( عليه السلام ) لأصحابه قبل أن يقتل : إنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال لي : يا بنيّ إنّك ستساق إلى العراق ، وهي أرض قد التقى فيها النبيّون وأوصياء النبيّين ، وهي أرض تدعى « عمورا » وإنّك تستشهد بها ، ويستشهد معك جماعة من أصحابك ، لا يجدون ألم مسّ الحديد وتلا ( يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم ) (1) تكون الحرب عليك وعليهم برداً وسلاماً ، فابشروا فوالله لئن قتلونا فإنّا نرد على نبيّنا ( صلى الله عليه وآله ).
    ثم أمكث ما شاء الله ، فأكون أوّل من تنشقّ الأرض عنه ، فأخرج خرجة توافق خرجة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، وقيام قائمنا ، وحياة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ثمّ لينزلنّ عليَّ وفد من السماء من عند الله ، لم ينزلوا إلى الأرض قط ، ولينزلنّ إليّ جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وجنود من الملائكة ، ولينزلنّ محمّد ( صلى الله عليه وآله ) وعلي صلوات الله عليه ، وأنا وأخي وجميع من منّ الله عليه في حمولات من حمولات الرب ، خيل بلق (2) من نور لم يركبها مخلوق.
    ثمّ ليهزّنّ محمّد ( صلى الله عليه وآله ) لواءه ، وليدفعنّه إلى قائمنا ( عليه السلام ) مع سيفه (3) ، ثمّ إنّ الله تعالى يُخرج من مسجد الكوفة عيناً من دهن ، وعيناً من لبن ، وعيناً من ماء.
    ثمّ إنّ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يدفع إليّ سيف رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فيبعثني إلى الشرق والغرب ، فلا آتي على عدوّ لله إلاّ أهرقت دمه ، ولا أدع صنماً إلاّ أحرقته ، حتى أقع إلى الهند فأفتحها.
    وإنّ دانيال ويوشع (4) يخرجان إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يقولان : صدق الله
1 ـ الأنبياء 21 : 69.
2 ـ البَلَقْ والبُلْقَة : سواد في بياض. مجمع البحرين 5 : 140 ـ بلق.
3 ـ في المصدر زيادة : ثمّ إنّا نمكث من بعد ذلك ما شاء الله.
4 ـ في نسختي « ض و ق » : ويوسف ، وفي الخرائج : ويونس ، بدل : يوشع.


(170)
ورسوله ، ويبعث معهما إلى البصرة (1) سبعين رجلاً فيقتلون مقاتلهم ، ويبعث بعثاً إلى الروم ويفتح الله لهم ، ثمّ لأقتلنّ كلّ دابّة حرّم الله لحمها حتى لا يكون على وجه الأرض إلاّ الطيّب.
    وأعرض على اليهـود والنصارى وسائر الملل ، ولاُخيّرنّهم دين (2) الإسلام أو السيف ، فمن أسلم مننت عليه ، ومن كره الإسلام أهرق الله دمه ، ولا يبقى رجل من شيعتنا إلاّ أنزل الله إليه مَلكاً يمسح عن وجهه التراب ، ويعرّفه أزواجه ومنازله في الجنّة ، ولا يبقى على وجه الأرض أعمى ولا مقعد ولا مبتلى إلاّ كشف الله عنه بلاءه بنا أهل البيت.
    ولتنزلنّ البركة من السماء إلى الأرض حتّى أنّ الشجرة لتنقصف ممّا يزيد الله فيها من الثمرة ، ولتؤكل (3) ثمرة الشتاء في الصيف ، وثمرة الصيف في الشتاء ، وذلك قول الله تعالى ( ولو أنّ أهل القرى آمنوا واتّقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذّبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون ) (4) » (5).
    قد تقدّم مثل هذا الحديث لكن في ذلك زيادة ليست في هذا (6).
1 ـ « إلى البصرة » لم ترد في نسختي « س و ض ».
2 ـ في المصدر والبحار : بين.
3 ـ في المصدر والبحار : ولتأكلنّ.
4 ـ الأعراف 7 : 96.
5 ـ الخرائج والجرائح 2 : 848 / 63 ، وعنه في البحار 45 : 80 / 6 ، وعنه وعن المختصر في البحار 53 : 63 / ذيل حديث 52 ، وفي الكل زيادة : « ثمّ إنّ الله ليهب لشيعتنا كرامة لا يخفى عليهم شيء في الأرض ، وما كان فيها حتى أنّ الرجل منهم يريد أن يعلم علم أهل بيته ، فيخبرهم بعلم ما يعملون ».
6 ـ تقدّم الحديث في رقم 107 عن الخرائج.


(171)
باب
في رجال الأعراف (1)
    [ 147/1 ] حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن عبدالرحمن بن أبي هاشم ، عن أبي سلمة بن مكرم الجمال (2) ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) في قول الله عزّ وجلّ ( وعلى الأعراف رجال يعرفون كلاًّ بسيماهم ) (3) قال : « نحن اُولئك الرجال ، الأئمة منّا يعرفون من يدخل النار ومن يدخل الجنّة ، كما تعرفون في قبائلكم الرجل منكم ، فيعرف مَن فيها مِن صالح أو طالح » (4).
1 ـ قال الشيخ الصدوق ( رحمه الله ) في اعتقاداته ص 70 / 25 : إعتقادنا في الأعراف أنّه سور بين الجنّة والنار ، عليه رجال يعرفون كلاًّ بسيماهم ، والرجال هم : النبيّ وأوصياؤه ( عليهم السلام ). لا يدخل الجنّة إلاّ من عرفهم وعرفوه ، ولا يدخل النار إلاّ من أنكرهم وأنكروه.
2 ـ في البصائر وتفسير العيّاشي زيادة : عن الهلقام ، والظاهر هو الصحيح ، لأنّ ابن مكرم الجمّال لم يذكر في الكتب إنّه يروي عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) ، بل هو من رواة وأصحاب الإمام الصادق والكاظم ( عليهما السلام ) ، والهلقام قد عدّه الشيخ الطوسي والبرقي من أصحاب الإمام الباقر والراوي عنه ( عليه السلام ).
اُنظر معجم رجال الحديث 9 : 24 / 4966 و 20 : 342 / 13400 ، رجال البرقي : 16 ، رجال الشيخ : 139 / 1 ، مستدركات النمازي 8 : 166 / 15966.
3 ـ الأعراف : 7 : 46.
4 ـ بصائر الدرجات : 495 / 1 ، وعنه وعن المختصر في البحار 24 : 250 / 5 ، وأورده العيّاشي في تفسيره 2 : 18 / 43 ، بزيادة في آخره وهي : قلت : بلى ، قال : « فنحن اُولئك الرجال الذين يعرفون كلاًّ بسيماهم ».


(172)
    [ 148/2 ] أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن محمّد بن الحسين (1) ، عن محمّد بن فضيل الصيرفي ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ).
    وإسحاق بن عمّار ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) في قول الله عزّ وجلّ ( وعلى الأعراف رجال يعرفون كلاًّ بسيماهم ) (2) قال : « هم الأئمّة ( عليهم السلام ) » (3).
    [ 149/3 ] حدّثني أبو الجوزاء (4) المنبّه بن عبدالله التميمي قال : حدّثني الحسين بن علوان الكلبي ، عن سعد بن طريف ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : سألته عن هذه الآية ( وعلى الأعراف رجال يعرفون كلاًّ بسيماهم ) (5) فقال : « يا سعد ، آل محمّد ( صلى الله عليه وآله ) الأعراف لا يدخل الجنّة إلاّ من يعرفهم ويعرفونه ، ولا يدخل النار إلاّ من أنكرهم وأنكروه ، وهم أعراف ، لا يُعرَف الله تعالى إلاّ بسبيل معرفتهم » (6).
1 ـ في البصائر والبحار : محمّد بن الحصين.
2 ـ الأعراف 7 : 46.
3 ـ بصائر الدرجات : 496 / 2 ، وعنهما في البحار 24 : 250 / 5 ، ونقله البحراني في تفسير البرهان 2 : 548 / 6 ، عن بصائر الأشعري.
4 ـ في نسختي « ض و س » : أبو الجود وكذا المختصر المطبوع ، وفي نسخة « ق » : أبو الجنود ، وما أثبتناه من كتب التراجم ، وهو صحيح الحديث.
انظر معجم رجال الحديث 19 : 352 ، رجال النجاشي : 421 / 1129 ، خلاصة الأقوال : 282 / 1033.
5 ـ الأعراف 7 : 46.
6 ـ بصائر الدرجات : 496 / 4 ، وعنهما في البحار 24 : 250 / 7 ، وأورده العياشي في تفسيره 2 : 18 / 45 ، إلى قوله : أنكرهم وأنكروه ، ونقله البحراني عن بصائر الدرجات لسعد بن عبدالله في البرهان 2 : 548 / 7 ، إلاّ أنّ فيه : ابو الجوزاء بن المنبّه بن عبدالله التميمي وهو اشتباه ، انظر سند الحديث وهامش رقم 4.


(173)
    [ 150/4 ] أحمد وعبدالله ابنا محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن أبي أيوب الخزّاز ، عن بريد بن معاوية العجلي قال : سألت أبا جعفر ( عليه السلام ) عن قول الله عزّ وجلّ ( وعلى الأعراف رجال يعرفون كلاًّ بسيماهم ) (1) قال : « اُنزلت في هذه الاُمّة ، والرجال هم الأئمّة من آل محمّد ( صلى الله عليه وآله ) ».
    قلت : فما الأعراف ؟ قال : « صراط بين الجنّة والنار ، فمن شفع له الإمام ـ من المؤمنين المذنبين ـ نجا ، ومن لم يشفع له هوى » (2).
    [ 151/5 ] أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن الحسين بن علوان ، عن سعد بن طريف (3) ، عن الأصبغ بن نباتة قال : كنت عند أمير المؤمنين صلوات الله عليه جالساً فجاء رجل (4) فقال له : يا أمير المؤمنين ( وعلى الأعراف
1 ـ الأعراف 7 : 46.
2 ـ بصائر الدرجات : 496 / 5 ، وعنه في البحار 8 : 335 / 3 ، ونقله البحراني عن بصائر الدرجات لسعد بن عبدالله في تفسير البرهان 2 : 549 / 8.
3 ـ سعد بن طريف : هو الحنظلي مولاهم ، الإسكاف ، كوفي ، كان قاضياً ، روى عن الإمامين الصادقين ( عليهما السلام ) ، عدّه البرقي من أصحاب الإمام الباقر ( عليه السلام ) ، وعدّه الشيخ من أصحاب الإمام السجّاد والباقر والصادق ( عليهم السلام ).
اُنظر رجال النجاشي : 178 / 468 ، رجال البرقي : 9 ، رجال الشيخ : 92 / 17 و 124 / 3 و203 / 3.
4 ـ الرجل : هو ابن الكوّا.


(174)
رجال يعرفون كلاًّ بسيماهم ) (1) فقال له علي ( عليه السلام ) : « نحن الأعراف نعرف أنصارنا بسيماهم ، ونحن الأعراف الذي لا يُعرف الله إلاّ بسبيل معرفتنا ، ونحن الأعراف نوقف يوم القيامة بين الجنّة والنار ، فلايدخل الجنّة إلاّ من عرفنا وعرفناه ، ولا يدخل النار إلاّ من أنكرنا وأنكرناه.
    وذلك لأنّ الله عزّ وجلّ لو شاء عرّف الناس نفسه حتّى يعرفوه ويوحّدوه (2) ويأتونه من بابه ، ولكنّه جعلنا أبوابه ، وصراطه ، وسبيله ، وبابه الذي يؤتى منه » (3).
    [ 152/6 ] علي بن محمّد بن علي بن سعد الأشعريّ (4) ، عن حمدان بن يحيى (5) ، عن بشر بن حبيب ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) أنّه سئل عن قول الله عزّ وجلّ ( وبينهما حجاب وعلى الأعراف رجال ) (6) قال : « سور بين الجنّة والنار ، قائم عليه محمّد ( صلى الله عليه وآله ) وعلي والحسن والحسين وفاطمة وخديجة ( عليهم السلام ) فينادون : أين محبّونا
1 ـ الأعراف 7 : 46.
2 ـ في نسختي « س وض » : يعرفوا حدّه.
3 ـ بصائر الدرجات : 496 / 6 ، وقد وقع خلط في سنده ، وأورده الطبرسي في الاحتجاج 1 : 540 / 129 ، والكليني في الكافي 1 : 184 / صدر حديث 9 ، إلى قوله : إلاّ من أنكرنا وأنكرناه ، وفي تفسير العياشي 2 : 19 / 48 ، عن الثمالي ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، باختلاف.
4 ـ علي بن محمّد بن علي بن سعد الأشعري : هو القمّي القزداني ، يكنّى أبا الحسن ، ويعرف بابن متّويه وهو ممّن روى عنه الكليني بواسطة واحدة ، عدّه الشيخ في رجاله في من لم يرو عنهم ( عليهم السلام ).
اُنظر رجال النجاشي : 257 / 673 ، رجال الطوسي : 484 / 47.
5 ـ في نسخة « ق » : حمدان بن عيسى.
6 ـ الأعراف 7 : 46.


(175)
أين شيعتنا ، فيقبلون إليهم فيعرفونهم بأسمائهم وأسماء آبائهم ، وذلك قوله تعالى ( يعرفون كلاًّ بسيماهم ) (1) فيأخذون بأيديهم ( فيجوزون بهم ) (2) الصراط ويدخلونهم الجنّة » (3).
    [ 153/7 ] المعلّى بن محمّد البصري (4) ، قال : حدّثني أبو الفضل المدني ، عن أبي مريم الأنصاري ، عن المنهال بن عمرو ، عن زرّ بن حُبيش (5) ، عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه قال : سمعته يقول : « إذا اُدخل الرجل حفرته أتاه ملكان اسمهما منكر ونكير ، فأوّل ما يسألانه عن ربّه ، ثمّ عن نبيّه ، ثمّ عن وليّه ، فإن أجاب نجا ، وإن تحيّر عذّباه ».
    فقال رجل : فما حال من عرف ربّه ونبيّه ولم يعرف وليّه ؟ فقال : ( مذبذب لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ومن يُضلل الله فلن تجد له سبيلاً ) (6) فذلك لا سبيل له.
1 ـ الأعراف 7 : 46.
2 ـ في نسخة « ق » : على ، بدل ما بين القوسين.
3 ـ نقله الاسترآبادي في تأويل الآيات 1 : 176 / 12 ، وعنه في البحار 24 : 255 / 19 ، عن أبي جعفر الطوسي.
4 ـ في البصائر : الحسين بن محمّد ، عن المعلّى بن محمّد.
5 ـ في نسخة « ق » : رزين بن حبيش ، وكذا البصائر ، وفي نسخة « س » والمختصر المطبوع ص 53 : ذر بن حُبيش ، وما في المتن هو الصواب.
وزرّ بن حُبيش هو ابن حباشة بن أوس الأسدي الكوفي ، يكنّى أبا مطرف وأبا مريم ، وقال ابن سعد : كان ثقة كثير الحديث ، مات وهو ابن اثنتين وعشرين ومائة سنة ، وقد عدّه الشيخ من أصحاب الإمام على ( عليه السلام ) قائلاً : وكان فاضلاً.
انظر سير أعلام النبلاء 4 : 166 ، طبقات ابن سعد 6 : 104 ـ 105 ، رجال الشيخ : 42 / 5.
6 ـ اقتباس من سورة النساء آية 143.


(176)
    وقد قيل للنبي ( صلى الله عليه وآله ) : من ولي الله (1) يا نبي الله ؟ فقال : وليّكم في هذا الزمان عليّ ( عليه السلام ) ، ومن بعده وصيّه ، ولكلّ زمان عالم يحتجّ الله به لئلاّ يكون كما قال الضُلاّل قبلهم حين فارقتهم أنبياؤهم ( ربّنا لولا أرسلت إلينا رسولاً فنتّبع آياتك من قبل أن نذلّ ونخزى ) (2) بما كان من ضلالتهم وهي جهالتهم بالآيات ، وهم الأوصياء فأجابهم الله عزّ وجلّ ( قل كلّ متربّص فتربّصوا فستعلمون من أصحاب الصراط السوي ومن اهتدى ) (3) وإنّما كان تربّصهم أن قالوا : نحن في سعة من معرفة الأوصياء حتّى نعرف إماماً فعيّرهم (4) الله بذلك.
    فالأوصياء هم أصحاب الصراط وقوفاً عليه ، لا يدخل الجنّة إلاّ من عرفهم وعرفوه ، ولا يدخل النار إلاّ من أنكرهم وأنكروه ، لأنّهم عرفاء الله عزّ وجلّ ، عرّفهم عليهم عند أخذ المواثيق عليهم ، ووصفهم في كتابه ، فقال عزّ وجلّ ( وعلى الأعراف رجال يعرفون كلاًّ بسيماهم ) (5) وهم الشهداء على أوليائهم ، والنبي ( صلى الله عليه وآله ) الشهيد عليهم ، أخذ لهم مواثيق العباد بالطاعة ، وأخذ النبي ( صلى الله عليه وآله ) عليهم الميثاق (6) بالطاعة ، فجرت نبوته عليهم ، وذلك قول الله عزّ وجلّ ( فكيف إذا جئنا من كلّ اُمّة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً * يومئذ يودّ الذين كفروا
1 ـ في البصائر : من الولي ، وفي نسخة « ق » : من وليّك ، وفي « ض » : من أولئك.
2 ـ طه 20 : 134.
3 ـ طه 20 : 135.
4 ـ في البصائر : فعرّفهم.
5 ـ الأعراف 7 : 46.
6 ـ في البصائر : المواثيق.

(177)
وعصوا الرسول لو تسوّى بهم الأرض ولايكتمون الله حديثاً ) (1) » (2).
    [ 154/8 ] حدّثنا أحمد بن الحسن بن علي بن فضّال (3) ، عن عليّ بن أسباط ، عن أحمد بن خباب (4) ، عن بعض أصحابه ، عمّن حدّثه عن الأصبغ بن نباتة ، عن سلمان الفارسي قال : قال أشهد ـ أو قال : اُقسم ـ بالله لسمعت رسول لله ( صلى الله عليه وآله ) يقول لعليّ ( عليه السلام ) : « يا علي إنّك والأوصياء من بعدي ـ أو قال : من بعدك ـ أعراف ، لا يُعرف الله إلاّ بسبيل معرفتكم ، وأعراف لا يدخل الجنّة إلاّ من عرفتموه وعرفكم ، ولا يدخل النار إلاّ من أنكركم وأنكرتموه » (5).
    [ 155/9 ] محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن موسى بن سعدان ، عن عبدالله بن القاسم الحضرمي ، عن بعض أصحابه ، عن سعد بن طريف ، قال : قلت لأبي جعفر ( عليه السلام ) : قول الله عزّ وجلّ ( وعلى الأعراف رجال يعرفون كلاًّ بسيماهم ) (6) فقال : « يا سعد إنّها أعراف لا يدخل الجنّة إلاّ من عرفهم وعرفوه ، وأعراف لا يدخل النار إلاّ من أنكرهم وأنكروه ، وأعراف لا يعرف الله إلاّ بسبيل معرفتهم ، فلا سواء من اعتصمت به المعتصمة ، ( ومن ذهب مذهب الناس ، ذهب الناس إلى عين كدرة يفرغ بعضها في بعض ) (7).
1 ـ النساء 4 : 41 ـ 42.
2 ـ بصائر الدرجات : 498 / 9 ، وعنهما في البحار 6 : 233 / 46.
3 ـ في البصائر : الحسن بن علي بن فضال.
4 ـ في البصائر : أحمد بن حنان.
5 ـ بصائر الدرجات : 497 / 7 ، وعنهما فى البحار 24 : 252 / 13.
6 ـ الأعراف 7 : 46.
7 ـ ما بين القوسين لم يرد في نسخة « ض وق وس ».


(178)
    ومن أتى آل محمّد ( صلى الله عليه وآله ) أتى عيناً صافية تجري بعلم الله ، ليس لها نفاد ولا انقطاع ، ذلك بأنّ الله لو شاء لأراهم شخصه حتّى يأتوه من بابه ، لكن جعل محمّداً ( صلى الله عليه وآله ) وآل محمّد ( عليهم السلام ) الأبواب التي يؤتى منها ، وذلك قول الله عزّ وجلّ ( ليس البرّ بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكنّ البرّ من اتّقى وأتوا البيوت من أبوابها ) (1) » (2).
    [ 156/10 ] محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن محمّد بن سنان ، عن عمّار بن مروان (3) ، عن المنخل بن جميل ، عن جابر بن يزيد ، قال : سألت أبا جعفر ( عليه السلام ) عن الأعراف ما هم ؟ فقال : « هم أكرم الخلق على الله تبارك وتعالى » (4).
    [ 157/11 ] محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن صفوان بن يحيى ، عن عبدالله ابن مسكان (5) ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) في قول الله عزّ وجلّ ( وعلى
1 ـ البقرة 2 : 189.
2 ـ بصائر الدرجات : 499 / 11 ، وعنه في البحار 8 : 336 / 5.
3 ـ في نسخة « ض وق وس » : عثمان بن مروان.
4 ـ بصائر الدرجات : 500 / 16 ، وعنه في البحار 24 : 251 / 12.
5 ـ عبدالله بن مسكان : هو أبو محمّد مولى عنزة ، ثقة ، عين ، روى عن أبي الحسن موسى ( عليه السلام ) ، وقيل : روى عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، وكان من الذين أجمعت العصابة على تصحيح ما يصح منهم ، وأقرّوا له بالفقه ، وقيل : إنّه كان لا يدخل على أبي عبدالله ( عليه السلام ) شفقة ألاّ يوفّيه حقّ إجلاله ، فكان يسمع من أصحابه ، مات ( رحمه الله ) في أيّام الإمام أبي الحسن ( عليه السلام ).
اُنظر رجال النجاشي : 214 / 559 ، رجال الكشي : 375 / 705 و383 / 716 ، رجال البرقي : 22 ، رجال الشيخ : 264 / 685 ، رجال العلاّمة : 194 / 607.


(179)
الأعراف رجال يعرفون كلاًّ بسيماهم ) (1) فقال : « هم الأئمّة منّا أهل البيت ( عليهم السلام ) في باب من ياقوت أحمر على سرب (2) الجنّة يعرف كل إمام منّا ما يليه » فقال رجل : ما معنى ما يليه ؟ فقال : « من القرن الذي هو فيه إلى القرن الذي كان » (3).
    [ 158/12 ] المعلّى بن محمّد البصري (4) ، عن محمّد بن جمهور ، عن عبدالله بن عبدالرحمن الأصم ، عن الهيثم بن واقد ، عن مقرن ، قال : سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول : « جاء ابن الكوّا إلى أمير المؤمنين صلوات الله عليه فقال : يا أمير المؤمنين ( وعلى الأعراف رجال يعرفون كلاًّ بسيماهم ) (5) فقال : نحن الأعراف ( نعرف أنصارنا بسيماهم ، ونحن الأعراف ) (6) الذين لا يعرف الله عزّ وجلّ (7) يوم القيامة على الصراط غيرنا ، ولا يدخل الجنّة إلاّ من عرفنا وعرفناه ، ولا يدخل النار إلاّ من أنكرنا وأنكرناه.
    إنّ الله تعالى لوشاء لعرّف العباد نفسه ، ولكن جعلنا أبوابه ، وصراطه ، وسبيله ، والوجه الذي يؤتى منه ، فمن عدل عن ولايتنا أو فضّل علينا غيرنا ، فإنّهم
1 و5 ـ الأعراف 7 : 46.
2 ـ في المختصر المطبوع والبصائر : سور. والسرب : المسلك والطريق. لسان العرب 1 : 464. سرب.
3 ـ بصائر الدرجات : 500 / 19 ، وعنه في البحار 8 : 335 / 4.
4 ـ في البصائر والكافي : الحسين بن محمّد ، عن ، المعلّى بن ...
6 ـ ما بين القوسين لم يرد في نسخة « س وض وق ».
7 ـ في الكافي وتفسير فرات والبحار عن المختصر والبصائر زيادة : إلاّ بسبيل معرفتنا ، ونحن الأعراف يعرّفنا الله عزّ وجلّ.


(180)
عن الصراط لناكبون ، ولا سواء من اعتصم الناس به ، ولا سواء من ذهب حيث ذهب الناس ، ذهب الناس إلى عيون كدرة يفرغ بعضها في بعض ، وذهب من ذهب الينا إلى عيون صافية تجري بأمر ربّها لا نفاد لها ولا انقطاع » (1).
    [ 159/13 ] أحمد بن الحسين الكناني ، قال : حدّثنا عاصم بن محمّد المحاربي ، قال : حدّثنا يزيد بن عبدالله الخيبري ، قال : حدّثنا محمّد بن الحسين بن مسلم العجلي (2) ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ( وعلى الأعراف رجال يعرفون كلاًّ بسيماهم ) (3) قال : « نحن أصحاب الأعراف ، من عرفنا فإلى الجنّة ، ومن أنكرنا فإلى النار » (4).
1 ـ بصائر الدرجات : 497 / 8 ، وعنهما في البحار 24 : 253 / 14 ، وأورده الكليني في الكافي 1 : 184 / 9 ، وفرات الكوفي في تفسيره : 142 / 174 ، بزيادة في صدره ، واختلاف في بعض ألفاظه.
2 ـ في نسخة « س و ق » : البجلي.
3 ـ الأعراف 7 : 46.
4 ـ نقله البحراني عن بصائر الدرجات للأشعري في تفسير البرهان 2 : 552 / 17 ، وفيه : مآله بدل : فإلى.
مختصر البصائر ::: فهرس