|
||||||
(181)
باب
[ 160/1 ] (1) حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى (2) ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن هشام بن سالم ، عن سعد بن طريف ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : كنّا عنده ثمانية رجال فذكرنا رمضان ، فقال : « لا تقولوا هذا رمضان ، ولا جاء رمضان ، ولا ذهب رمضان ( فإنّ رمضان اسم من أسماء الله لا يجيء ولايذهب ، وإنّما يجيء ويذهب الزائل ، ولكن قولوا : شهر رمضان ) (3) ، فالشهر المضاف إلى الاسم ، والإسم إسم الله وهو الشهر الذي اُنزل فيه القرآن ، جعله الله عزّ وجلّ مثلاً (4) وعيداً.
في فضل الأئمّة صلوات الله عليهم وما جاء فيهم من القرآن العزيز ألا ومن خرج في شهر رمضان من بيته في سبيل الله ـ ونحن سبيل الله الذي من دخل فيه يطاف بالحصن ، والحصن هو الإمام ، فليكبّر عند رؤيته ـ كانت له يوم القيامة صخرة في ميزانه أثقل من السماوات السبع والأرضين السبع وما فيهنّ وما 1 ـ من حديث 160 إلى حديث 203 سقط من نسخة « ق ». 2 ـ في البصائر : محمّد بن يحيى العطّار ، عن أحمد بن محمد بن عيسى. 3 ـ ما بين القوسين لم يرد في نسختي « س و ض ». 4 ـ في المختصر المطبوع ص 56 ونسخة « س » : بياض في مكان كلمة : مثلاً. (182)
بينهنّ وما تحتهنّ ».
فقلت : يا أبا جعفر وما الميزان ؟ فقال : « إنّك قد ازددت قوة ونظراً ، يا سعد : رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الصخرة ونحن الميزان ، وذلك قول الله عزّ وجلّ في الإمام ( ليقوم الناسُ بالقسط ) (1). قال : ومن كبّر بين يدي الإمام وقال : لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له ، كتب الله له رضوانه الأكبر ، ومن يكتب الله له رضوانه الأكبر يجمع بينه وبين ابراهيم ومحمّد ( عليهما السلام ) والمرسلين في دار الجلال » ، فقلت : وما دار الجلال ؟ فقال : « نحن الدار وذلك قول الله عزّ وجلّ ( تلك الدارُ الآخرةُ نجعلها للذين لايريدون علوّاً في الأرض ولا فساداً والعاقبة للمتّقين ) (2) ( فنحن العاقبة يا سعد ، وأمّا مودّتنا للمتّقين ، ) (3) فيقول الله عزّ وجلّ ( تبارك اسمُ ربّك ذي الجلال والإكرام ) (4) فنحن جلال الله وكرامته التي أكرم الله تبارك وتعالى العباد بطاعتنا » (5). [ 161/2 ] وعنه ، عن العبّاس بن معروف ، عن حمّاد بن عيسى (6) ، عن 1 ـ الحديد 57 : 25. 2 ـ القصص 28 : 83. 3 ـ ما بين القوسين لم يرد في نسختي « س وض ». 4 ـ الرحمن 55 : 78. 5 ـ بصائر الدرجات : 311 / 12 ، وعنهما في البحار 24 : 396 / 116 ، وأورده الكليني في الكافي 4 : 69 / 2 والصدوق في معاني الأخبار : 315 / 1 و في من لايحضره الفقيه 2 : 172 / 2050 ، إلى قوله : مثلاً وعيداً. 6 ـ حمّاد بن عيسى : وهو أبو محمّد الجهني مولى ، وقيل : عربى أصله الكوفة وسكن البصرة ، وقيل : إنّه روى عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) عشرين حديثاً ، وأبي الحسن والرضا ( عليهما السلام ) ، وكان ثقة في حديثه صدوقاً ، عدّه البرقي من أصحاب الإمام الصادق والكاظم والرضا ( عليهم السلام ) ، واقتصر الشيخ على الإمام الصادق والكاظم ( عليهما السلام ) قائلاً : بقي إلى زمان الإمام الرضا ( عليه السلام ). قال العلاّمة : كان متحرّزاً في الحديث ، وكان يقول : سمعت من أبي عبدالله ( عليه السلام ) سبعين حديثاً ، فلم ازل اُدخل الشك على نفسي حتّى اقتصرت على هذه العشرين. مات ( رحمه الله ) في حياة الإمام أبي جعفر الثاني ( عليه السلام ) غريقاً بوادي قناة ـ وهو واد يسيل من الشجرة إلى المدينة ـ في سنة تسع ومأتين ، وقيل سنة ثمان ومائتين ، وله من العمر نيف وتسعون سنة. اُنظر رجال النجاشي : 142 / 370 ، رجال البرقي : 21 و 48 و 53 ، رجال الشيخ : 174 / 152 و 346 / 1 ، رجال العلاّمة : 124 / 323. (183)
حريز بن عبدالله ، عن الفضيل بن يسار ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : « إنّ علي بن الحسين ( عليهما السلام ) اُتي بعسل فشربه ، فقال : والله لأعلم من أين هذا العسل ، وأين أرضه ، وإنّه ليمار (1) من قرية كذا وكذا » (2).
[ 162/3 ] محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن بعض رجاله يرفعه قال : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : « أبى الله أن يجري الأشياء إلاّ بالأسباب ، فجعل لكلّ شيء سبباً ، وجعل لكل سبب ( شرحاً ، وجعل لكلّ شرح مفتاحاً ) (3) ، وجعل لكلّ مفتاح علماً ، وجعل لكل علم باباً ناطقاً ، من عرفه عرف الله ، ومن أنكره أنكر الله ، وذلك رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ونحن » (4). 1 ـ في البصائر والبحار : ليمتار : أي يُجلب. انظر مجمع البحرين 3 : 486 ـ مير. 2 ـ بصائر الدرجات : 505 / 1 ، وعنه في البحار 46 : 71 / 49. 3 ـ في نسخة « س » : سوراً ومفتاحاً. بدل ما بين القوسين. 4 ـ بصائر الدرجات : 505 / 2 ، وعنه في البحار 2 : 90 / 15 و 168 / 1 ، والسند فيه هكذا : حدّثنا علي بن محمّد ، عن محمّد بن عيسى ، عن عبدي يرفعه. (184)
[ 163/4 ] علي بن اسماعيل بن عيسى ، عن محمّد بن عمرو بن سعيد الزيات ، عن بعض أصحابه ، عن نصر بن قابوس (1) قال : سألت أبا عبدالله ( عليه السلام ) عن قول الله عزّ وجلّ ( وظلّ ممدود * وماء مسكوب * وفاكهة كثيرة * لا مقطوعة ولا ممنوعة ) (2) قال : « يا نصر إنّه والله ليس حيث ذهب الناس ، إنّما هو العالم وما يخرج منه ».
وسألته عن قول الله عزّ وجلّ ( وبئر معطّلة وقصر مشيد ) (3) قال : « ( البئر المعطّلة ) الإمام الصامت ( وقصر مشيد ) الإمام الناطق » (4). [ 164/5 ] ابراهيم بن هاشم (5) ، عن علي بن معبد ، عن الحسين بن خالد ، عن 1 ـ نصر بن قابوس : هو اللخمي القابوسي ، روى عن أبي عبدالله وأبي ابراهيم وأبي الحسن الرضا ( عليهم السلام ) ، وكان ذا منزلة عندهم. وقال الشيخ في الغيبة : فروي أنّه كان وكيلاً لأبي عبدالله ( عليه السلام ) عشرين سنة ولم يُعلم أنّه وكيل ، وكان خيّراً فاضلاً. عدّه البرقي من أصحاب الامام الصاق ( عليه السلام ) وزاد الشيخ عليه الإمام الكاظم ( عليه السلام ). انظر رجال النجاشي : 427 / 1146 ، الغيبة للطوسي : 347 / 302 ، رجال البرقي : 39 ، رجال الطوسي : 324 / 7 و 362 / 5. 2 ـ الواقعة 56 : 30 ـ 33. 3 ـ الحج 22 : 45. 4 ـ بصائر الدرجات : 505 / 3 و 4 ، وعنهما في البحار 24 : 104 / 11 و 102 / 7 ، وأورد القطعة الثانية من الحديث الكليني في الكافي 1 : 427 / 75 ، عن علي بن جعفر ، عن أخيه موسى ( عليه السلام ) ، والصدوق في معاني الأخبار : 111 / 1 ، عن ابراهيم بن زياد و 111 / 2. 5 ـ ابراهيم بن هاشم : هو أبو اسحاق القمّي أصله كوفي انتقل إلى قم ، وهو أول من نشر حديث الكوفيّين بقم ، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الرضا ( عليه السلام ) ، وقد بلغت رواياته ستّة آلاف وأربعمائة وأربعة عشر مورداً ، ولايوجد في الرواة مثله في كثرة الرواية. اُنظر رجال النجاشي : 16 / 18 ، رجال الشيخ : 369 / 30 ، معجم رجال الحديث 1 : 291. (185)
أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) قال : سألته عن قول الله عزّ وجلّ ( الرحمن * علّم القرآن ) (1) فقال : « إنّ الله علّم محمّداً القرآن » قلت : ( خلق الإنسان * علّمه البيان ) (2) قال : « ذاك علي بن أبي طالب أمير المؤمنين صلوات الله عليه علّمه بيان كلّ شيء ممّا يحتاج الناس إليه » (3).
[ 165/6 ] أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن القاسم بن يحيى (4) ، عن جدّه الحسن بن راشد ، قال : سمعت أبا ابراهيم ( عليه السلام ) يقول : « إنّ الله تبارك وتعالى أوحى إلى محمّد ( صلى الله عليه وآله ) : أنّه قد فنيت أيّامك ، وذهبت دنياك ، واحتجت إلى لقاء ربّك ، فرفع النبيّ ( صلى الله عليه وآله ) يديه إلى السماء باسطاً كفيّه وهو يقول : عِدَتك التي وعدتني إنّك لاتخلف الميعاد ، فأوحى الله عزّ وجلّ إليه : أن ائت اُحُداً أنت ومن تثق به ، فأعاد الدعاء ، فأوحى الله عزّ وجلّ إليه : امض أنت وابن عمّك حتّى تأتي اُحُداً ، ثمّ تصعد على 1 و 2 ـ الرحمن 55 : 1 ـ 4. 3 ـ بصائر الدرجات : 505 / 5 ، وأورده القمّي في تفسيره 2 : 343 ، ونقله المجلسي في البحار 40 : 142 / 45 ، عن بصائر الدرجات والاختصاص. والظاهر أنّه قد وقع خلط بين رمز المختصر ورمز الاختصاص لتقاربهما ، ولذا لم اعثر عليه في الاختصاص ، وعلى هذا يكون الرمز ( خص ) وليس ( ختص ). 4 ـ القاسم بن يحيى : هو ابن الحسن بن راشد ، عدّه الشيخ في رجاله تارة من أصحاب الإمام الرضا ( عليه السلام ) واُخرى في من لم يرو عنهم ( عليهم السلام ) ، وهو الراوي عن جدّه الحسن بن راشد. انظر رجال النجاشي : 316 / 866 ، رجال الشيخ : 385 / 2 و 490 / 6. (186)
ظهره واجعل القبلة في ظهرك ، ثمّ ادع وحش الجبل تجبك ، فإذا أجابتك فاعمد إلى جفرة (1) منهنّ اُنثى ـ وهي التي تدعى الجفرة حين ناهد (2) قرناها الطلوع ـ تشخب أوداجها دماً ، وهي التي لك ، فمر ابن عمّك فليقم إليها فليذبحها وليسلخها من قبل الرقبة ويقلب داخلها ، فإنّه سيجدها مدبوغة.
وساُنزل عليك الروح الأمين وجبرئيل معه دواة وقلم ومداد ، ليس هو من مداد الأرض ، يبقى المداد ويبقى الجلد ، لا تأكله الأرض ولايبليه التراب ، لايزداد كلّما نُشر إلاّ جدة ، غير أنّه محفوظ مستور ، يأتيك علم وحي بعلم ما كان وما يكون اليك ، وتمليه على ابن عمّك ، وليكتب وليستمدّ من تلك الدواة. فمضى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حتّى انتهى إلى الجبل ، ففعل ما أمره الله تعالى به وصادف ما وصف له ربّه ، فلمّا ابتدأ عليٌّ ( عليه السلام ) في سلخ الجفرة نزل جبرئيل والروح الأمين وعدّة من الملائكة ـ لايحصي عددهم إلاّ الله ، ومن حضر ذلك المجلس ـ بين يديه ، وجاءته الدواة والمداد خضر كهيئة البقل وأشدّ خضرة وأنور. ثمّ نزل الوحي على محمّد ( صلى الله عليه وآله ) ، وكتب علي ( عليه السلام ) ، إلاّ أنـّه يصف كلّ زمان وما فيه ، ويخبره بالظهر والبطن ، وأخبره بما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة ، وفسّر له أشياء لايعلم تأويلها إلاّ الله والراسخون في العلم ، ثمّ أخبره بكلّ عدوّ يكون لهم في كلّ زمان من الأزمنة حتّى فهم ذلك كلّه وكتبه. ثمّ أخبره بأمر ما يحدث عليه وعليهم من بعده ، فسأله عنها ، فقال : الصبر 1 ـ الجفر : إذا بلغ ولد المعزى أربعة أشهر وجَفَرَ جنباه وفُصل عن اُمّه وأخذ في الرعي ، فهو جفر ، والجمع أجفار وجِفَار وجَفَرة ، والاُنثى جَفْرَةٌ. لسان العرب 4 : 142 ـ جفر. 2 ـ ناهد : أشرف. الصحاح 2 : 545 ـ نهد. (187)
الصبر ، وأوصى الينا بالصبر ، وأوصى أشياعهم بالصبر والتسليم حتّى يخرج الفرج ، وأخبره بأشراط أوانه وأشراط تولّده ، وعلامات تكون في ملك بني هاشم ، فمن هذا الكتـاب استُخرِجَت أحاديث الملاحم كلّها ، وصار الوليّ إذا اُفضي (1) إليه الأمر تكلّم بالعجب » (2).
[ 166/7 ] وعنه ، عن محمّد بن سنان ، عن مرازم بن حكيم (3) وموسى بن بكر (4) قالا : سمعنا أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول : « إنّا أهل البيت لم يزل الله يبعث منّا من يعلم كتابه من أوّله إلى آخره ، وإنّ عندنا من حلال الله وحرامه ما يسعنا كتمانه ، ما نستطيع أن نحدّث به أحداً » (5). [ 167/8 ] الحسن بن موسى الخشّاب ، عن اسماعيل بن مهران (6) ، عن عثمان بن 1 ـ أفضى. انتهى. لسان العرب 15 : 157 ـ فضا : وفي نسختي « س وض » : قضي. 2 ـ بصائر الدرجات : 506 / 6 ، باختلاف يسير ، ونقله المجلسي عن المختصر في البحار 40 : 197 / 82. 3 ـ مرازم بن حكيم : هو أبو محمّد الأزدي المدائني ، مولى ، ثقة ، روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن ( عليهما السلام ) ، وهو أحد من بُلي باستدعاء الرشيد له وأخوه ، وعدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمامين الهمامين الصادق والكاظم ( عليهما السلام ). مات رحمه الله في أيام الإمام الرضا ( عليه السلام ). انظر رجال النجاشي : 424 / 1138 ، رجال الشيخ : 319 / 638 و 359 / 6 ، رجال البرقي : 45 و 48 ، خلاصة الأقوال : 278 / 1018. 4 ـ في نسخة « س » والمختصر المطبوع : موسى بن بكير. 5 ـ بصائر الدرجات : 507 / 7 ، وعنه في البحار 2 : 178 / 23. 6 ـ اسماعيل بن مهران : هو ابن أبي نصر السكوني ، مولى كوفي ، يكنّى أبا يعقوب ، ثقة معتمد ، عدّه البرقي من أصحاب الإمام الرضا ( عليه السلام ) ، وعدّه الشيخ من أصحاب الإمام الصادق والرضا ( عليهما السلام ). انظر رجال النجاشي : 26 / 49 ، رجال الشيخ : 148 / 115 و 368 / 14 ، رجال البرقي : 55. (188)
جبلة ، عن كامل التمّار ، قال : كنت عند أبي عبدالله ( عليه السلام ) ذات يوم ، فقال لي : « يا كامل اجعلوا لنا ربّاً نؤوب إليه ، وقولوا فينا ما شئتم ».
قال : فقلت : نجعل لكم ربّاً تؤوبون إليه ونقول فيكم ما شئنا ؟ قال : فاستوى جالساً ، فقال : « ما عسى أن تقولوا ، والله ما خرج اليكم من علمنا إلاّ ألفاً غير معطوفة » (1). [ 168/9 ] محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن عبدالكريم بن عمرو ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، قال : جاء أعرابي حتّى قام على باب مسجد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يتوسّم (2) الناس فرأى أبا جعفر ( عليه السلام ) ، فعقل ناقته ودخل وجثا على ركبتيه وعليه شملة ، فقال له أبو جعفر ( عليه السلام ) : « من أين جئت يا أعرابي ؟ » قال : جئت من أقصى البلدان ، قال أبو جعفر : « البلدان أوسع من ذلك ، فمن أين جئت ؟ » قال : من الأحقاف (3) ، قال : « أحقاف عاد ؟ » قال : نعم. 1 ـ بصائر الدرجات : 507 / 8 ، باختلاف ، وعنه في البحار 25 : 283 / 30 ولفظه أقرب للمختصر من البصائر. قال المجلسي في بيان الحديث : قوله ( عليه السلام ) : « غير معطوفة » أي نصف حرف ، كناية عن نهاية القلّة. 2 ـ التوسّم : طلب الكلأ. وقال الشاعر :
3 ـ الأحقاف : إنّها رمال بأرض اليمن كانت عاد تنزلها. معجم البلدان 1 : 115. (189)
قال : « أفرأيت ثمّ (1) سدرة إذا مرّ التجّار بها استظلّوا بفيئها ؟ » قال : وما علمك بذلك ؟ قال : « هو عندنا في كتاب ، وأي شيء رأيت أيضاً ؟ » قال : رأيت وادياً مظلماً فيه الهام والبوم (2) لايبصر قعره ، قال : « أو تدري ما ذاك الوادي ؟ » قال : لا والله ما أدري ، قال : « ذاك برهوت (3) فيه نسمة كلّ كافر. وأين بلغت ؟ » فقطع الأعرابي ، فقال : بلغت قوماً جلوساً في منازلهم ، ليس لهم طعام ولا شراب ، إلاّ ألبان أغنامهم فهي طعامهم وشرابهم.
ثمّ نظر إلى السماء فقال « اللهم العنه » فقال له جلساؤه من هو جعلنا الله فداك ؟ قال : « هو قابيل ، يعذّب بحرّ الشمس وزمهرير البرد » (4). ثمّ جاءه رجل آخر ، فقال : « رأيت لي جعفراً » فقال الأعرابي : ومن جعفر 1 ـ ثَمَّ : بمعنى هناك وهو للتبعيد. الصحاح 5 : 1882 ـ ثمم. 2 ـ الهام : طائر صغير يألف المقابر ، والبوم : ذكر الهام واحدته بومة. لسان العرب 12 : 652 ـ هوم و 61 ـ بهم. وقال الدميري في حياة الحيوان : البوم : بضم الباء طائر يقع على الذكر والاُنثى وأنواعها : الهامة والصدى والضوع والخفاش وغريب الليل والبومة وهذه الأسماء مشتركة تقع على كلّ طائر من طير الليل يخرج من بيته ليلاً. وقال ذو الرمّة :
3 ـ برهوت : واد باليمن يوضع فيه أرواح الكفّار وهو يقرب حضرموت ، وقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّ فيه أرواح الكفار والمنافقين » ، وروي عن الامام علي ( عليه السلام ) أنّه قال : « أبغض بقعة في الأرض إلى الله عزّ وجلّ ، وادي برهوت بحضرموت فيه أرواح الكفار ». معجم البلدان 1 : 405. 4 ـ الزمهرير : البرد الشديد. لسان العرب 4 : 330 ـ زمهر. (190)
الذي يسأل عنه ؟ فقالوا : ابنه ، فقال : سبحان الله ما أعجب هذا الرجل يخبرنا عن أهل السماء ولا يدري أين ابنه (1) !؟.
[ 169/10 ] وبهذا الإسناد عن محمّد بن مسلم قال : دخلت أنا وأبو جعفر ( عليه السلام ) مسجد الرسول ( صلى الله عليه وآله ) فإذا طاووس اليماني (2) يقول لأصحابه : أتدرون متى قتل نصف الناس ، فسمع أبو جعفر ( عليه السلام ) قوله : نصف الناس ، فقال : « إنّما هو ربع الناس ، إنّما هو ولد آدم ، آدم وحواء وقابيل وهابيل » قال : صدقت يا ابن رسول الله (3). قال محمّد : فقلت في نفسي : هذه والله مسألة فغدوت عليه في منزله وقد لبس 1 ـ بصائر الدرجات : 508 / 9 ، ونقله المجلسي في البحار 46 : 242 / 30 ، عن البصائر والاختصاص ، ولم أعثر عليه في الاختصاص والظاهر أنّه وقع خلط بين رمز الاختصاص والمختصر كما تقدّم في حديث 164. 2 ـ طاووس اليماني : هو طاووس بن كيسان اليماني ، مولى بحير بن ريسان ، من أبناء فارس ، كان ينزل الجند ، وروي عنه أنّه أدرك خمسين من الصحابة. وقال ابن حبّان : كان من عبّاد أهل اليمن ومن فقهائهم ، ومن سادات التابعين ، وقد حجّ أربعين حجّة ، وكان مستجاب الدعوة. عدّه الشيخ الطوسي في رجاله من أصحاب الإمام السجّاد ( عليه السلام ). مات رحمه الله سنة ست ومائة بمكّة قبل يوم التروية بيوم ، وكان له يوم مات بضع وتسعون سنة ، وقال المزي : بضع وسبعون ، وقال ابو نعيم : توفى طاووس بالمزدلفة أو بمنى ، فلما حُمل أخذ عبدالله بن الحسن بن علي بن أبي طالب بقائمة السرير فما زايله حتّى بلغ القبر. انظر تهذيب التهذيب 5 : 8 / 14 ، تهذيب الكمال 13 : 359 و 373 ، الثقات 4 : 391 ، طبقات ابن سعد 5 : 341 ، حلية الأولياء 4 : 4 / 255 ، رجال الطوسي : 94 / 3. 3 ـ في البحار عن البصائر زيادة : قال : أتدري ما صنع بالقاتل ؟ قال لا. وقد سقطت هذه العبارة من البصائر المطبوع. (191)
ثيابه واُسرج له فبدأني بالحديث قبل أن أسأله ، فقال : « يا محمّد بن مسلم إنّ في الهند أو ببلقاء الهند (1) رجلاً يلبس المسوح (2) ، مغلولة يده إلى عنقه ، موكّل به عشرة رهط ، يفنى الناس ولايفنون ، كلّما ذهب واحد جعل مكانه واحد ، يدور مع الشمس حيث ما دارت ، يعذّب بحرّ الشمس وزمهرير البرد حتّى تقوم الساعة » قلت : ومن ذاك جعلت فداك ؟ قال : « ذاك قابيل » (3).
[ 170/11 ] أحمد بن محمّد بن عيسى ومحمّد بن عبدالجبّار ، عن محمّد بن خالد البرقي ، عن ( فضالة بن أيوب ، عن فضيل بن عثمان ، عن أبي عبيدة الحذاء ) (4) ، قال : قلت لأبي جعفر ( عليه السلام ) : إنّ سالم بن أبي حفصة (5) قال لي : أما بلغك أنّه من مات وليس 1 ـ في البصائر : بتلقاء الهند. 2 ـ المِسح : الكساء من الشعر ، والجمع القليل أمساح والكثير مسوح. لسان العرب 2 : 569 ـ مسح. 3 ـ بصائر الدرجات : 508 / 10 ، وعنه في البحار 10 : 151 / 2 ، باختلاف يسير ، وأورده الطبرسي في الاحتجاج 2 : 180 ، وفيه : قال : كان آدم وحوّاء وقابيل وهابيل ، فقتل قابيل هابيل فذلك ربع الناس. 4 ـ في البصائر : فضالة بن أيوب ، عن عبيدة. 5 ـ سالم بن أبي حفصة : مولى بني عجل ، كوفي ، قد صحب وروى عن الأئمّة الأطهار السجّاد والباقر والصادق ( عليهما السلام ). وكان من البترية الذين دعوا إلى ولاية الإمام علي ( عليه السلام ) ثمّ خلطوها بولاية أبي بكر وعمر ، ويثبتون لهما إمامتهما ، ويبغضون عثمان وطلحة والزبير وعائشة ، وعلّة تسميتهم بالبترية لأنّهم بتروا حقّ آل محمّد ( عليهم السلام ). وقد وردت روايات في ذمّه تأمّلها في رجال الكشي. مات في سنة سبع وثلاثين ومائة في حياة الإمام الصادق ( عليه السلام ). انظر رجال النجاشي : 188 / 500 ، رجال الشيخ : 92 / 15 و 124 / 5 و 209 / 115 ، رجال الكشي : 233 / 423 ـ 428 ، فرق الشيعة للنوبختي : 20. (192)
له إمام مات ميتة جاهلية ؟ فأقول له : بلى ، فيقول : من إمامك ؟ فأقول : أئمّتي آل محمّد عليه وعليهم السلام ، قال : ما أحسبك عرفت إماماً.
فقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : « ويح سالم ، ما يدري سالم ما منزلة الإمام ؟ الإمام أعظم وأفضل ممّا يذهب إليه سالم والناس أجمعون ، وإنّه لم يمت منّا ميّت قط إلاّ وجعل الله مكانه من يعمل مثل عمله ، ويسير مثل سيرته ، ويدعو إلى مثل ما دعا إليه ، وإنّه لم يمنع الله ما أعطى داود ( عليه السلام ) أن يعطي سليمان ( عليه السلام ) أفضل ممّا أعطى داود ( عليه السلام ) » (1). [ 171/12 ] وبهذا الإسناد عن فضالة بن أيّوب ، عن عبدالحميد بن نصر (2) ، قال : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : « ينكرون الإمام المفروض الطاعة ويجحدونه ، والله ما في الأرض منزلة أعظم عند الله من منزلة إمام مفترض الطاعة. لقد كان إبراهيم ( عليه السلام ) دهراً ينزل عليه الوحي والأمر من الله وما كان مفترض الطاعة ؛ حتّى بدا للّه أن يكرمه ويعظّمه ، فقال ( إنّي جاعلك للناس إماماً ) فعرف إبراهيم ( عليه السلام ) ما فيها من الفضل فقال ( ومن ذرّيّتي ) ( أي واجعل ذلك في ذرّيّتي ) (3) ، فقال الله عزّ وجلّ ( لاينال عهدي الظالمين ) (4) قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : 1 ـ بصائر الدرجات : 509 / 11 ، وعنه في البحار 23 : 53 / 111 ، وأورده الصدوق في كمال الدين : 229 / 27 ، باختلاف في صدره ، والطوسي في اختيار معرفة الرجال : 235 / 427 ، إلى قوله : والناس أجمعون. 2 ـ عبدالحميد بن نصر : لم يذكروه ، ولكن قال المامقاني : لم أقف فيه إلاّ على قول المولى الوحيد ( رحمه الله ) : يروي عنه أحمد بن محمّد بن عيسى وفضالة ، وهو إمامي. انظر تنقيح المقال 2 : 136 ـ باب عبدالحميد. إلاّ أنّ فيه : عبدالحميد بن نضر. 3 ـ ما بين القوسين لم يرد في البصائر. 4 ـ البقرة 2 : 124. (193)
إنّما هو في ذريّتك لا يكون في غيرهم » (1).
[ 172/13 ] وعنه ، عن الحسين بن سعيد وعبدالله بن القاسم جميعاً عن حمّاد بن عيسى ، عن الحسين بـن المختار القلانسي (2) ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، في قول الله عزّ وجلّ ( وآتيناهم مّلكاً عظيماً ) (3) قال : « الطاعة المفروضة » (4). وحدّثني به يعقوب بن يزيد وعلي بن اسماعيل بن عيسى ، عن حمّاد بن عيسى ، الإسناد (5). [ 173/14 ] يعقوب بن يزيد ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن منصور بن يونس ، عن فضيل الأعور ، عن أبي عبيدة الحذّاء ، قال : كنّا زمان أبي جعفر ( عليه السلام ) حين 1 ـ بصائر الدرجات : 509 / 12 ، وعنه في البحار 25 : 141 / 15. 2 ـ الحسين بن المختار القلانسي : كوفي مولى أحمس من بجيلة ، روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن ( عليهما السلام ) ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الامامين الهمامين الصادق والكاظم ( عليهما السلام ) إلاّ أنّه قال في الموضع الثاني : إنّه واقفي ، وعدّه الشيخ المفيد في الارشاد في فصل ممّن روى النصّ على الإمام الرضا ( عليه السلام ) بالإمامة من أبيه : إنّه من خاصّة الإمام الكاظم ( عليه السلام ) وثقاته ، وأهل الورع والعلم والفقه من شيعته ، ونقل العلاّمة قول ابن عقدة ، عن علي بن الحسين : أنّه كوفي ثقة. وقال السيد الخوئي : وكيف كان فالرجل من الثقات بلا إشكال. انظر رجال النجاشي : 54 / 123 ، رجال البرقي : 48 ، رجال الشيخ : 169 / 68 و 346 / 3 ، ارشاد المفيد 2 : 248 ، رجال العلاّمة : 338 / 1332 ، معجم رجال الحديث 7 : 95. 3 ـ النساء 4 : 54. 4 ـ بصائر الدرجات : 509 / 13 ، وعنه في البحار 23 : 287 / 8 ، وأورده العياشي في تفسيره 1 : 248 / 159 ، عن أبي خالد الكابلي ، والقمّي في تفسيره 1 : 140 ، عن حنان ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، والكليني في الكافي 1 : 186 : 4. 5 ـ لم أعثر له على مصدر. (194)
قبض ( عليه السلام ) (1) نتردّد كالأغنام لا راعي لها ، فلقينا سالم بن أبي حفصة فقال : يا أبا عبيدة من إمامك ؟ فقلت : أئمّتي آل محمّد صلّى الله عليه وعليهم ، فقال : هلكت وأهلكت ، أما سمعت (2) أبا جعفر ( عليه السلام ) يقول : « من مات وليس عليه إمام مات ميتة جاهلية ؟ » فقلت : بلى لعمري.
وقد كنّا قبل ذلك بثلاث أو نحوها دخلنا على أبي عبدالله ( عليه السلام ) فرزقني الله جلّ وعزّ المعرفة فدخلت عليه ، فقلت له : سالم بن أبي حفصة ، قال لي : كذاوكذا ، فقلت له : كذا وكذا. فقال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : « يا ويل سالم يا ويل سالم ، وما يدري سالم ما منزلة الإمام ؟ الإمام أعظم ممّا يذهب إليه سالم والناس أجمعون ، يا أبا عبيدة : إنّه لم يمت منّا ميّت حتّى يخلّف من بعده من يعمل مثل عمله ، ويسير مثل سيرته ، ويدعو إلى مثل الذي دعا إليه ، يا أبا عبيدة : إنّه لم يمنع الله ما أعطى داود ( عليه السلام ) أن يعطي سليمان ( عليه السلام ) أفضل ممّا أعطى داود ( عليه السلام ). ثمّ قال ( هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب ) (3) فقلت : ما أعطاه الله جعلت فداك ؟ فقال : « نعم يا أبا عبيدة إنّه إذا قام قائم آل محمّد صلّى الله عليه وعليهم حكم بحكم سليمان ( عليه السلام ) (4) لا يسأل الناس بيّنة » (5). 1 ـ في البصائر : حين مضى ( عليه السلام ). 2 ـ في نسخة « ض » زيادة : أما رأيت. 3 ـ سورة ص 38 : 39. 4 ـ في البصائر داود وسليمان. 5 ـ بصائر الدرجات : 510 / 15 ، وعنه في البحار 26 : 176 / 55. (195)
[ 174/15 ] الحسن بن علي بن عبدالله بن المغيرة ، عن عبيس (1) بن هشام الأسدي ، عن عبدالله بن الوليد ، عن الحارث بن المغيرة البصري (2) قال : سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول : « لا تكون الأرض إلاّ وفيها عالم يعلم مثل (3) الأول ، وراثة من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ومن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، علماً يحتاج الناس إليه ولا يحتاج إلى أحد » (4).
[ 175/16 ] محمّد بن عبدالحميد العطّار ، عن منصور بن يونس (5) ، عن 1 ـ في نسختي « س وض » : عنبسة ، وما في المتن هو الصواب. وقال النجاشي : هو العباس بن هشام أبو الفضل الناشري الأسدي ، عربي ثقة ، جَليل في أصحابنا ، كثير الرواية ، كسر اسمه فقيل : عُبيس ، عدّه الشيخ تارة من أصحاب الإمام الرضا ( عليه السلام ) واُخرى في من لم يرو عنهم ( عليهم السلام ) قائلاً في الموضعين : عُبيس بن هشام الناشري ، مات رحمه الله في سنة عشرين ومائتين أو قبلها بسنة. انظر رجال النجاشي : 280 / 741 ، رجال الطوسي : 384 / 57 و 487 / 68. 2 ـ في البصائر : النضري ، وما في المتن هو الصواب ، وهو من بني نصر بن معاوية ، ثقة ثقة ، بصري عربي ، روى عن أبي جعفر وجعفر وموسى بن جعفر وزيد بن علي ( عليهم السلام ) ، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الباقر والصادق ( عليهما السلام ) ، وقال : ويكنّى أبا علي من بني نصر ، واقتصر البرقي على الامام الصادق ( عليه السلام ). انظر رجال النجاشي : 139 / 361 ، رجال البرقي : 39 ، رجال الطوسي : 117 / 42 و 179 / 233 ، رجال العلاّمة 123 / 318. 3 ـ في البصائر زيادة : علم. 4 ـ بصائر الدرجات : 510 / 16 ، وعنه في البحار 23 : 52 / 112. 5 ـ منصور بن يونس بزرج : كوفي ثقّة ، روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن ( عليهما السلام ) ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمامين الطاهرين الصادق والكاظم ( عليهما السلام ). انظر رجال النجاشي : 413 / 1100 ، رجال البرقي : 39 و 49 ، رجال الشيخ 313 / 534 و360. |
||||||
|