مختصر البصائر ::: 211 ـ 225
(211)
ونحن اُولوا العلم ، وعندنا الحلال والحرام » (1).
    [ 201/42 ] وحدّثني بعض أصحابنا ، عن بكر بن صالح الضبّي ، عن اسماعيل بن عبّاد القصري (2) ، عن تميم بن بهلول ، عن عبدالمؤمن الأنصاري ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : قلت له : لِمَ سُمّي أمير المؤمنين صلوات الله عليه أمير المؤمنين ؟ فقال : « لأنّ ميرة (3) المؤمنين منه ، وهو كان يميرهم العلم » (4).
    [ 202/43 ] ابراهيم بن هاشم ، عن عثمان بن عيسى ، عن حمّاد الطنافسي (5) ، عن الكلبي ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : قال لي : « يا كلبي كم لمحمّد ( صلى الله عليه وآله ) من اسم في القرآن ؟ » فقلت : إسمان أو ثلاثة ، فقال : « يا كلبي له عشرة أسماء : ( وما محمّد إلاّ رسول قدْ خَلت من قبله الرسل ) (6) وقوله ( ومبشّراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد ) (7) و ( لمّا قام عبدالله يدعوه كادوا يكونون عليه لِبَداً ) (8) و ( طه * ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى ) (9) و ( يس * والقرآن الحكيم * إنّك لمن المرسلين *
1 ـ بصائر الدرجات : 511 / 23 ، وعنه في البحار 23 : 182 / 42.
2 ـ في البصائر : النضري وفي نسختي « س وض » : الضبّي ، والظاهر ما في المتن هو الصحيح ، وهو من قصر بني هبيرة ، ومن أصحاب الإمام الرضا ( عليه السلام ).
انظر معجم رجال الحديث 4 : 60 / 1370 ، رجال الشيخ : 368 / 13.
3 ـ الميرة : الطعام يمتاره الانسان. لسان العرب 5 : 1885 ـ مير.
4 ـ بصائر الدرجات : 512 / 24 ، وعنه في البحار 37 : 295 / 11.
5 ـ في البصائر : أعمش بن عيسى ، عن حمّاد الطيّافي.
6 ـ آل عمران 3 : 144.
7 ـ الصف 61 : 6.
8 ـ الجن 72 : 19.
9 ـ طه 20 : 1 ـ 2.


(212)
على صراط مّستقيم ) (1) و ( ن والقلم وما يسطرون * ما أنت بنعمة ربّك بمجنون ) (2) و ( يا أيّها المدّثّر ) (3) و ( يا أيّها المزّمّل ) (4) وقوله ( فاتّقوا الله يا اُولي الألباب الذين آمنوا قد أنزل الله إليكم ذِكراً * رسولاً ) (5) فالذكر إسم من أسماء محمّد ( صلى الله عليه وآله ) ، ونحن أهل الذكر ، فاسأل يا كلبي عمّا بدا لك » قال : نسيت والله القرآن كلّه ، فما حفظت منه ولا حرفاً أسأله عنه (6).
    [ 203/44 ] حدّثنا موسى بن جعفر بن وهب البغدادي (7) ، عن علي بن أسباط ، عن محمّد بن الفضيل ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : سألته عن قول الله عزّ وجلّ ( وأنّ هذا صراطي مستقيماً ) (8) قال : « هو والله علي ( عليه السلام ) ، هو والله الميزان والصراط المستقيم » (9).
    [ 204/45 ] محمّد بن عيسى بن عبيد (10) ، عن داود بن محمّد النهدي ، عن علي
1 ـ يس 36 : 1 ـ 4.
2 ـ القلم 68 : 1 ـ 2.
3 ـ المدّثّر 74 : 1.
4 ـ المزّمّل 73 : 1.
5 ـ الطلاق 65 : 10 ـ 11.
6 ـ بصائر الدرجات : 512 / 26 ، وعنه في البحار 16 : 101 / 39.
7 ـ في البصائر : أبو محمّد ، عن عمران بن موسى بن جعفر البغدادي ، وعنه في البحار : أبو محمّد ، عن عمران بن موسى ، عن موسى بن جعفر.
8 ـ الأنعام 6 : 153.
9 ـ بصائر الدرجات : 79 / 9 وباختلاف يسير ، في : 512 / 25 ، وعن المورد الثاني في البحار : 35 : 363 / 2.
10 ـ في البصائر : عبدالله بن جعفر بن محمّد بن عيسى ، وعنه في البحار : عبدالله بن جعفر ، عن محمّد بن عيسى.


(213)
ابن جعفر (1) ، عن أبي الحسن الرضا ( عليه السلام ) أنّه سمعه يقول : « لو اذن لنا لأخبرنا بفضلنا » فقلت له : العلم منه ؟ قال : فقال لي : « العلم أيسر من ذلك » (2).
    [ 205/46 ] وعنه ، عن أبي محمد عبدالله بن حمّاد الأنصاري ، عن صباح المزني ، عن الحارث بن حصيرة (3) ، عن الأصبغ بن نباتة قال : دخلت على أمير المؤمنين ( عليه السلام ) والحسن والحسين ( عليهما السلام ) عنده وهو ينظر إليهما نظراً شديداً ، فقلت له : بارك الله لك فيهما وبلّغهما آمالهما في أنفسهما ، والله إنّي لأراك تنظر اليهما نظراً شديداً ، فتطيل النظر إليهما : فقال : « نعم يا أصبغ ذكرت لهما حديثاً » فقلت : حدّثني به جعلت فداك ، فقال : « كنت في ضيعة لي فأقبلت نصف النهار في شدّة الحر وأنا جائع ، فقلت لابنة محمّد ( صلى الله عليه وآله ) أعندكِ شيء تطعمينيه ؟ فقامت لتهيّء لي شيئاً ، ( حتّى إذا أنفلت من الصلاة ، قد أحضرت ) (4) ، أقبل الحسن والحسين ( عليهما السلام ) حتّى جلسا في حجرها ،
1 ـ علي بن جعفر : هو علي بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين ( عليهم السلام ) ، أبو الحسن ، سكن العريض من نواحي المدينة فنسب إليها ، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الصادق والكاظم والرضا ( عليهم السلام ) ، واقتصر البرقي على الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، وقال العلاّمة : هو أخو الإمام موسى بن جعفر ( عليه السلام ) ، من أصحاب الإمام الرضا ( عليه السلام ) ، ثقة.
انظر رجال النجاشي : 251 / 662 ، رجال الشيخ : 241 / 289 و 353 / 5 و379 / 3 ، رجال البرقي : 25 ، رجال العلاّمة : 175 / 515.
2 ـ بصائر الدرجات : 512 / 27 ، وعنه في البحار 25 : 371 / 21 ، وكذلك في مستدركات مسائل علي بن جعفر : 323 / 807.
3 ـ في نسخة « س » : الحارث بن الحصين.
4 ـ في نسخة « ق » بدل ما بين القوسين : حتّى زالت الشمس وقد حضرت الصلاة. والمراد من عبارة المتن أنّه ( عليه السلام ) لمّا أتمّ نوافله ، أحضرت الزهراء ( عليها السلام ) له الطعام.


(214)
فقالت لهما : ما حبسكما وأبطأكما عنّي ؟ قالا : حبسنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وجبرئيل ( عليه السلام ).
    فقال الحسن ( عليه السلام ) : أنا كنت في حجر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، والحسين ( عليه السلام ) في حجر جبرئيل ( عليه السلام ) ، فكنت أنا أثب من حجر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إلى حجر جبرئيل ( عليه السلام ) ، وكان الحسين ( عليه السلام ) يثب من حجر جبرئيل ( عليه السلام ) إلى حجر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، حتّى إذا زالت الشمس ، قال جبرئيل ( عليه السلام ) : قم فصلّي ، إنّ الشمس قد زالت ، فعرج جبرئيل ( عليه السلام ) إلى السماء ، وقام رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يصلّي ، فجئنا ».
    فقلت : يا أمير المؤمنين في أيّ صورة نظر إليه الحسن والحسين ( عليهما السلام ) ؟ فقال : « في الصورة التي كان ينزل فيها على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ).
    فلمّا حضرت الصلاة خرجت فصلّيت مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فلمّا انصرف من صلاته ، قلت : يا رسول الله إنّي كنت في ضيعة لي فجئت نصف النهار وأنا جائع ، فسألت ابنة محمّد صلّى الله عليه وعليها وآلهما هل عندكِ شيء تطعمينيه ؟ فقامت لتهيّء لي شيئاً ، حتّى أقبل ابناك الحسن والحسين ( عليهما السلام ) حتّى جلسا في حجر اُمّهما فسألتهما : ما أبطأكما وما حبسكما عنّي ؟ فسمعتهما يقولان : حبسنا جبرئيل ورسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فقلت : كيف حبسكما جبرئيل ورسول الله صلوات الله عليه ؟ فقال الحسن ( عليه السلام ) : كنت أنا في حجر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) والحسين ( عليه السلام ) في حجر جبرئيل ( عليه السلام ) فكنت أنا أثب من حجر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إلى حجر جبرئيل ( عليه السلام ) ، وكان الحسين ( عليه السلام ) يثب من حجر جبرئيل ( عليه السلام ) إلى حجر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ).
    فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : صدق ابناي ما زلت أنا وجبرئيل ( عليه السلام ) نزهوا بهما منذ أصبحنا إلى أن زالت الشمس ، قلت : يا رسول الله بأيّ صورة كانا يريان


(215)
جبرئيل ( عليه السلام ) ؟ فقال : بالصورة التي كان ينزل فيها عليَّ » (1)
    [ 206/47 ] محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن أبي عبدالله زكريا بن محمّد المؤمن ، قال : حدّثني أبو علي حسّان بن مهران الجمّال (2) ، عن أبي داود السبيعي ، عن بريدة الأسلمي ، عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « يا علي إنّ الله عزّ وجلّ أشهدك معي في سبعة مواطن :
    أمّا أوّلهنّ : فليلة اُسري بي إلى السماء ، فقال لي جبرئيل ( عليه السلام ) : أين أخوك ؟ فقلت : ودّعته خلفي ، قال : فادع الله تعالى فليأتك به ، فدعوت الله فإذا أنت معي ، وإذا الملائكة صفوف وقوف ، فقلت : ما هؤلاء يا جبرئيل ؟ فقال : هؤلاء يباهيهم الله بك ، قال : فأذن لي فنطقت بمنطق لم ينطق الخلائق بمثله ، نطقت بما خلق الله وما هو خالق إلى يوم القيامة.
    الموطن الثاني : أتاني جبرئيل ( عليه السلام ) فأسرى بي إلى السماء ، فقال لي : أين أخوك ؟ فقلت : ودّعته خلفي ، قال : فادع الله فليأتك به ، فدعوت الله فإذا أنت معي فكشط (3) لي عن السماوات السبع والأرضين السبع ، حتّى رأيت سكّانها وعمّارها ، وموضع كلّ ملك منها ، فلم أرَ من ذلك شيئاً إلاّ رأيته.
    الموطن الثالث : ذهبت إلى الجنّ وما معي غيرك ، فقال لي جبرئيل ( عليه السلام ) : أين أخوك ؟ فقلت : ودّعته خلفي ، قال : فادع الله فليأتك به ، فدعوت الله عزّ وجلّ فإذا أنت معي ، فلم أقل لهم شيئاً ، ولم يردّوا عليّ شيئاً إلاّ سمعته وعلمته كما علمته.
1 ـ لم أعثر له على مصدر.
2 ـ في البصائر : علي بن حسّان.
3 ـ كشط : كشف. الصحاح 3 : 1155 ـ كشط.


(216)
    الموطن الرابع : إنّي ما سألت الله عزّ وجلّ شيئاً إلاّ اُعطيته فيك إلاّ النبوّة ، فإنّه قال : يا محمّد خصصتك بها.
    الموطن الخامس : خُصّصنا بليلة القدر ، وليست لأحد غيرنا.
    الموطن السادس : أتاني جبرئيل ( عليه السلام ) فأسرى بي إلى السماء ، فقال : أين أخوك ؟ فقلت : ودّعته خلفي ، قال : فادع الله فليأتك به ، فدعوت الله فإذا أنت معي ، ( فأذّن جبرئيل ( عليه السلام ) فصلّيت بأهل السماوات جميعاً وأنت معي ) (1).
    الموطن السابع : نبقى حتّى لايبقى أحد ، وهلاك الأحزاب بأيدينا » (2).
    [ 207/48 ] أحمد بن الحسن بن علي بن فضّال (3) ، عن الحسن بن الجهم ، عن حبيب بن علي (4) ، قال : كنت في المسجد الحرام ونحن مجاورون ، وكان هشام بن الأحمر يجلس معنا في المجلس ، فنحن يوماً في ذلك المجلس فأتانا سعيد الأزرق وابن أبي الأصبغ ، فقال لهشام : إنّي قد جئتك في حاجة وهي يد تتخذها (5) عندي وعظم
1 ـ ما بين القوسين لم يرد في نسخة « ق ».
2 ـ أورده الصفّار باختصار في بصائر الدرجات : 107 / 3 ، والقمّي باختلاف في تفسيره 2 : 335 ، والطوسي بتفصيل في أماليه : 641 / 21 ، ونقله المجلسي عن البصائر في البحار 18 : 406 / 113 و 26 : 115 / 16.
3 ـ في نسخة « ض » : أحمد بن الحسين بن علي بن فضال ، وفي نسخة « ق » : أحمد بن علي بن فضال ، وفي المختصر المطبوع ص 70 : محمّد بن الحسن بن علي بن فضال ، وما أثبتناه من نسخة « س » ظاهراً هو الصحيح لأنّه من مشايخ الأشعري. انظر معجم رجال الحديث : 9 : 83 و 16 : 272.
4 ـ في مدينة المعاجز : حبيب بن المعلّى.
5 ـ في مدينة المعاجز : تتحذرها.


(217)
الأمر ، وقال : ما هو ؟ قال : معروف أشكرك عليه ما بقيت ، فقال هشام : هاتها ، قال : تستأذن لي على أبي الحسن ( عليه السلام ) ، وتسأله أن يأذن لي في الوصول إليه ، قال له : نعم ، أنا أضمن لك ذلك.
    فلمّا دخل علينا سعيد وهو شبه الواله ، فقلت له : مالك ؟ فقال : ابغ لي هشاماً ، فقلت له : اجلس فإنّه يأتي ، فقال : إنّي لاُحبّ أن ألقاه ، فلم يلبث أن جاء هشام ، فقال له سعيد : يا أبا الحسن إنّي قد سألتك ما قد علمت ، فقال له : نعم ، قد كلّمت صاحبك فأذن لك.
    فقال له سعيد : فإنّي لمّا انصرفت جاءني جماعة من الجنّ ، فقالوا : ما أردت بطلبتك إلى هشام يكلّم لك إمامك ، أردت القربة إلى الله بأن تدخل عليه ما يكره ، وتكلّفه ما لايحب ، إنّما عليك أن تجيب إذا دعيت ، واذا فتح بابه تستأذن ، وإلاّ جرمك في تركه أعظم من أن تكلّفه ما لايحب ، فأنا أرجع فيما كلّفتك فيه ، ولا حاجة لي في الرجوع إليه ثمّ انصرف ، فقال لنا هشام : أما علمت يا أبا الحسن بها ، قال : فإن كان الحائط كلّمني فقد كلّمني ، أو رأيت في الحائط شيئاً فقد رأيته في وجهه (1).
1 ـ نقله البحراني في مدينة المعاجز : 458 ، عن سعد بن عبدالله.

(218)

(219)
باب
ما جاء في التسليم لما جاء عنهم وما قالوه ( عليهم السلام ) (1)
    [ 208/1 ] حدّثنا الحسن بن علي بن النعمان ، عن أبيه (2) ، عن عبدالله بن مسكان ، عن كامل التمـّار ، قال : قال لي أبو جعفر ( عليه السلام ) : « يا كامل أتدري ما قول الله عزّ وجلّ ( قد أفلح المؤمنون ) (3) ؟ ».
    قلت : أفلحوا : فازوا ، واُدخلوا الجنة ، قال : « قد أفلح المسلّمون ، إنّ المسلّمين هم النجباء » (4) وزاد فيه غيره.
    قال : وقال أبو عبدالله ( عليه السلام ) في قول الله عزّ وجلّ « رُّبَما يَودُّ الذين كفروا لو كانوا مسلمين ) (5) » بفتح السين مثقلة ، هكذا قرأها (6).
1 ـ من هنا سقط من نسخة « ق » إلى صفحة 297.
2 ـ « عن أبيه » لم يرد في البصائر.
3 ـ المؤمنون 23 : 1.
4 ـ أورده الصفّار في بصائر الدرجات : 520 / 1 ، ونقله عنه المجلسي في البحار 2 : 199 / 60 ، وذكره البرقي في المحاسن 1 : 423 / 373 ، والكليني في الكافي 1 : 391 / 5 ، بزيادة : « فالمؤمن غريب فطوبى للغرباء ».
5 ـ الحجر 15 : 2.
6 ـ نقل الرواية كاملة البحراني في تفسير البرهان 4 : 11 / 2 ، عن سعد بن عبدالله.


(220)
    [ 209/2 ] أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن عمر بن اُذينة ، عن عبدالله بن النجاشي (1) ، قال سألت أبا عبدالله ( عليه السلام ) عن قول الله عزّ وجلّ ( فلا وربّك لا يؤمنون حتّى يُحكّموك فيما شجر بَينهم ثمّ لا يجدوا في أنفسهم حرجاً ممّا قضيت ويُسلّموا تسليماً ) (2) قال : « عنى بها عليّاً ( عليه السلام ) ، وتصديق ذلك [ في قوله تعالى ] (3) ( ولو أنّهم إذ ظَّلموا أنفسهم جاءوك ـ يعني علياً ( عليه السلام ) ـ فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسولُ ) (4) يعني النبي ( صلى الله عليه وآله ) » (5).
    [ 210/3 ] وعنه ، عن الحسين بن سعيد ، عن صفوان بن يحيى ، عن عبدالله بن يحيى الكاهلي ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) أنّه تلا هذه الآية ( فلا وربّك لا يؤمنون حتّى يحكّموك فيما شجر بينهم ثمّ لا يجدوا في أنفسهم حرجاً ممّا قضيت ويسلّموا تسليماً ) (6) فقال ( عليه السلام ) : « لو أنّ قوماً عبدوا الله وحده ، ثمّ قالوا لشيء صنعه الله : لِمَ صنع كذا وكذا ، ولو صنع كذا وكذا خلاف الذي صنع ، لكانوا بذلك مشركين ».
    ثمّ قال : « لو أنّ قوماً عبدوا الله وحده ، ثمّ قالوا لشيء صنعه رسول
1 ـ عبدالله بن النجاشي : هو ابن عثيم بن سمعان ، أبو بُجير الأسدي النصري ، يروي عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) رسالة منه إليه ، وقد ولّي الأهواز من قبل المنصور العبّاسي ، عدّه البرقي من أصحاب الإمام الصادق عليه السلام. رجال النجاشي : 213 / 555 ، رجال البرقي : 22.
2 ـ النساء 4 : 65.
3 ـ ما بين المعقوفين أثبتناه من تفسير البرهان.
4 ـ النساء 4 : 64.
5 ـ أورده الصفّار في بصائر الدرجات : 520 / 2 ، وعنه في البحار 36 : 95 / 31 ، إلى قوله : عنى بها علياً ( عليه السلام ) ، وأورد نحوه العيّاشي في تفسيره 1 : 255 / 182 ، والكليني في الكافي 8 : 334 / 526 ، ونقله كاملاً البحراني في تفسير البرهان 2 : 120 / 7 ، عن سعد بن عبدالله.
6 ـ النساء 4 : 65.


(221)
الله ( صلى الله عليه وآله ) : لو صنع كذا وكذا ، ووجدوا ذلك في أنفسهم ، لكانوا بذلك مشركين ، ثمّ قرأ ( فلا وربّك لا يؤمنون حتّى يحكّموك فيما شجر بينهم ثمّ لا يجدوا في أنفسهم حرجاً ممّا قضيت ويسلّموا تسليماً ) (1) » (2).
    [ 211/4 ] وعنه ، عن الحسين بن سعيد ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن أبي العباس الفضل بن عبدالملك (3) ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) في قول الله عزّ وجلّ ( ثمّ لا يجدوا في أنفسهم حرجاً ممّا قضيت ويسلّموا تسليماً ) (4) قال : « هو التسليم له في الاُمور » (5).
    [ 212/5 ] علي بن اسماعيل بن عيسى ويعقوب بن يزيد ومحمّد بن عيسى بن عبيد ، عن حمّاد بن عيسى ، عن الحسين بن المختار القلانسي ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام )
1 ـ النساء 4 : 65.
2 ـ تفسير العيّاشي 1 : 255 / 184 ، وأورده باختصار البرقي في المحاسن 1 : 423 / 371 ، والصفّار في بصائر الدرجات : 520 / 3 ، والكليني في الكافي 1 : 390 / 2 ، ونقله المجلسي في البحار 2 : 211 / 108 ، قائلاً : ووجدت بخط الشيخ محمّد بن علي الجباعي ( قدس سره ) نقلاً من كتاب البصائر لسعد بن عبدالله بن أبي خلف القمّي.
3 ـ ابو العبّاس الفضل بن عبدالملك : هو البقباق ، مولى ، كوفي ، ثقة ، عين ، روى عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، وقال الشيخ المفيد في رسالته العددية : هو من الفقهاء الأعلام ، والرؤساء المأخوذ منهم الحلال والحرام ... انظر رجال النجاشي : 308 / 843 ، رجال البرقي : 34 ، رجال الشيخ : 270 / 5 ، معجم رجال الحديث 14 : 324 / 9385.
4 ـ النساء 4 : 65.
5 ـ أورده الصفّار في بصائر الدرجات : 521 / 9 ، وعنه في البحار 2 : 200 / 64 ، وفيه : عن ابن اُذينة ، عن أبي بصير ، ونقله البحراني في تفسير البرهان 2 : 121 / 9 ، عن سعد بن عبدالله.


(222)
قال : « يهلك أصحاب الكلام ، وينجو المسلّمون ، إنّ المسلّمين هم النجباء » (1).
    [ 213/6 ] محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن العبّاس بن معروف ، عن عبدالله بن يحيى ، عن عمر بن اُذينة ، عن أبي بكر بن محمّد الحضرمي قال : سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول : « يهلك أصحاب الكلام ، وينجو المسلّمون ، إنّ المسلّمين هم النجباء ، يقولون : هذا ينقاد وهذا لاينقاد ، أما والله لوعلموا كيف كان أصل الخلق ما اختلف اثنان » (2).
    [ 214/7 ] وعنه ، عن فضالة بن أيّوب ، عن أبان بن عثمان ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) في قول الله عزّ وجلّ ( ومن يقترف حسنةً نّزد له فيها حسناً ) (3) فقال : « الإقتراف للحسنة : هو التسليم لنا ، والصدق علينا ، وأن لايكذب علينا » (4).
    يعقوب بن يزيد ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن حمّاد بن عيسى ، عن حريز بن عبدالله ، عن الفضيل بن يسار ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) مثله (5).
    [ 215/8 ] يعقوب بن يزيد ومحمّد بن عيسى بن عبيد ، عن ( محمّد بن أبي عمير وحمّاد بن عيسى ) (6) ، عن سعيد بن غزوان (7) ، قال : سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول :
1 ـ بصائر الدرجات : 521 / 4 ، ونقله عنه المجلسي في بحار الأنوار 2 : 132 / 22.
2 ـ بصائر الدرجات : 521 / 5 ، وعنه في البحار 2 : 132 / 23.
3 ـ الشورى 42 : 23.
4 ـ بصائر الدرجات : 521 / 6 ، وعنه في البحار 2 : 160 / 6 ، وأورده الكليني في الكافي 1 : 391 / 4 ، ونقله البحراني في تفسير البرهان 4 : 817 / 6 ، عن سعد بن عبدالله.
5 ـ بصائر الدرجات : 521 / 7 ، وعنه في البحار 2 : 200 / 62 ، وقد سقط الفضيل بن يسار من طبعة البصائر وموجود عنه في البحار.
6 ـ في البصائر : عن أبي أحمد وجمال ، بدل ما بين القوسين.
7 ـ سعيد بن غزوان : هو الأسدي ، مولاهم ، كوفي ، أخو فضيل ، روى عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، ثقة ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق ( عليه السلام ).
انظر رجال النجاشي : 181 / 479 ، رجال البرقي : 38 ، رجال الطوسي : 205 / 47.


(223)
« والله لو آمنوا بالله وحده ، وأقاموا الصلاة ، وآتوا الزكاة ، ولم يسلّموا لكانوا بذلك مشركين ، ثمّ تلا هذه الآية ( فلا وربّك لا يؤمنون حتّى يحكّموك فيما شجر بينهم ثمّ لا يجدوا في أنفسهم حرجاً ممّا قضيت ويسلّموا تسليماً ) (1) » (2).
    [ 216/9 ] محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن صفوان بن يحيى ، عن داود بن فرقد (3) ، عن زيد الشحّام ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : قال لي : « أتدري بما اُمروا ؟ اُمروا بمعرفتنا ، والردّ إلينا ، والتسليم لنا » (4).
    [ 217/10 ] أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن صفوان بن يحيى ، عن عاصم بن حميد ، عن كامل التمّـار ، قال : قال لي أبو جعفر ( عليه السلام ) : « ( يا كامل قد أفلح المؤمنون المسلّمون ، يا كامل إنّ المسلّمين هم النجباء ) (5) يا كامل الناس أشباه الغنم إلاّ قليلاً من المؤمنين ، والمؤمنون (6) قليل » (7).
1 ـ النساء 4 : 65.
2 ـ بصائر الدرجات : 521 / 8 ، وعنه في البحار 2 : 200 / 63.
3 ـ داود بن فرقد : مولى آل أبي السمال الأسدي النصري ، كوفي ، ثقة ، روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن ( عليهما السلام ) ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمامين الصادق والكاظم ( عليهما السلام ).
اُنظر رجال النجاشي : 158 / 418 ، رجال البرقي : 32 و 47 ، رجال الطوسي : 189 / 4 و 349 / 2.
4 ـ بصائر الدرجات : 525 / 32 ، وعنه في البحار 2 : 204 / 83.
5 ـ ما بين القوسين لم يرد في نسختي « س وض ».
6 ـ في البصائر والمختصر المطبوع : والمؤمن.
7 ـ بصائر الدرجات : 522 / 12 ، وعنه في البحار 2 : 200 / 66.


(224)
    [ 218/11 ] محمّد بن عيسى بن عُبيد ، عن الحسين بن سعيد ، عن جعفر بن بشير البجلي (1) ، عن المعلّى بن عثمان الأحول ، عن كامل التمّار ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : كنت عنده وهو يحدّثني إذ نكّس رأسه إلى الأرض ، فقال : « قد أفلح المسلّمون ، إنّ المسلّمين هم النجباء ، يا كامل الناس كلّهم بهائم إلاّ قليلاً من المؤمنين ، والمؤمن غريب » (2).
    [ 219/12 ] وعنه ، عن حمّاد بن عيسى ، عن حريز بن عبدالله ، عن جميل بن درّاج ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) في قول الله عزّ وجلّ ( ويسلّموا تسليماً ) (3) قال : « التسليم في الأمر » (4).
    [ 220/13 ] وعنه ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن محمّد بن سنان ، عن المفضّل بن عمر قال : قلت لأبي عبدالله ( عليه السلام ) : بأي شيء علمت الرسل أنّها رسل ؟ قال : « قد (5) كشف لها عن الغطاء » قلت : فبأي شيء عرف المؤمن أنّه مؤمن ؟ قال :
1 ـ جعفر بن بشير البجلي : أبو محمّد الوشّاء ، من زهّاد أصحابنا وعبّادهم ونسّاكهم ، وكان ثقة ، وله مسجد بالكوفة باق في بجيلة إلى اليوم ـ يعني إلى زمن النجاشي ـ ، جليل القدر ، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الرضا ( عليه السلام ) ، وقال العلاّمة : وكان يعرف بفقحة العلم ، لأنّه كان كثير العلم ، روى عن الثقات ورووا عنه ، مات ( رحمه الله ) بالأبواء سنة ثمان ومائتين.
انظر رجال النجاشي : 119 / 304 ، فهرست الشيخ : 92 / 142 ، رجال الطوسي : 370 / 3 ، رجال العلاّمة : 89 / 19.
2 ـ بصائر الدرجات : 522 / 13 ، وعنه في البحار 2 : 200 / 68.
3 ـ النساء 4 : 65.
4 ـ بصائر الدرجات : 522 / 14 ، وعنه في البحار 2 : 200 / 67 ، ونقله البحراني في تفسير البرهان 2 : 121 / 11 ، عن سعد بن عبدالله.
5 ـ في نسختي « س و ض » : إذا ، بدل : قد.


(225)
« بالتسليم لله فيما ورد عليه » (1).
    [ 221/14 ] وعنهما ، عن محمّد بن سنان ، عن عمّار بن مروان ، عن ضريس ، قال : قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : « أرأيت إن لم يكن الصوت الذي قلناه لكم إنّه يكون ما أنت صانع ؟ » قلت : أنتهي فيه والله إلى أمرك ، فقال : « هو والله التسليم وإلاّ فالذبح » وأومى بيده إلى حلقه (2).
    [ 222/15 ] وروى بعض أصحابنا عمّن روى عن ثعلبة بن ميمون (3) ، عن زرارة وحمران ، قالا : كان يجالسنا رجل من أصحابنا فلم يكن يسمع بحديث إلاّ قال : سلّموا ، حى لقّب ( سلّم ) (4) فكان كلّما جاء ، قال أصحابنا : قد جاء سلّم ، فدخل حمران وزرارة على أبي جعفر ( عليه السلام ) فقالا : إنّ رجلاً من أصحابنا إذا سمع شيئاً من أحاديثكم قال : سلّموا حتّى لقّب بذلك سلّم ، فكان إذا جاء قالوا : قد جاء سلّم ، فقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : « قد أفلح المسلّمون ، إنّ المسلّمين هم النجباء » (5).
1 ـ بصائر الدرجات : 522 / 15 ، وعنه في البحار 2 : 201 / 69.
2 ـ بصائر الدرجات : 522 / 16 ، وعنه في البحار 2 : 201 / 70.
3 ـ ثعلبة بن ميمون : هو ابو اسحاق النحوي ، مولى بني أسد ، كوفي ، كان وجهاً في أصحابنا ، قارئاً فقيهاً ، نحوياً ، لغوياً ، راوية ، وكان حسن العمل ، كثير العبادة والزهد ، روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن ( عليهما السلام ) ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمامين الصادق والكاظم ( عليهما السلام ) ، وقال العلاّمة : وكان فاضلاً متقدّماً ، معدوداً من العلماء والفقهاء الأجلّة.
انظر رجال النجاشي : 117 / 302 ، رجال البرقي : 48 و 49 ، رجال الطوسي : 161 / 13 و 345 / 2 ، خلاصة الأقوال : 87 / 181.
4 ـ في نسخة « س » : مسلّم ، وكذا بقية الموارد في الحديث.
5 ـ بصائر الدرجات : 523 / 17 ، وعنه في البحار 2 : 201 / 71.
مختصر البصائر ::: فهرس