مختصر البصائر ::: 226 ـ 240
(226)
    [ 223/16 ] أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ومحمّد بن خالد البرقي ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى بن عمران الحلبي ، عن أيّوب بن الحر (1) أخي اُديم ، قال : سمعت أبا جعفر ( عليه السلام ) يقول : « إنّ مولى عثمان كان سبّابة (2) لعليّ صلوات الله عليه ، فحدّثتني مولاة لهم ـ كانت تأتينا وتألفنا ـ : إنّه حين حضره الموت ، قال : مالي ولهم ، فقلت : جعلت فداك ما آمن هذا (3) ؟ فقال : أما تسمع قول الله عزّ وجلّ ( فلا وربّك لا يؤمنون حتّى يحكّموك فيما شجر بينهم ) (4) الآية ، ثمّ قال : هيهات هيهات حتّى يكون الثبات (5) في القلب وإن صام وصلّى » (6).
    [ 224/17 ] وعنه ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن عبدالله بن مسكان ، عن ضريس ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، قال : سمعته يقول : « قد أفلح المسلّمون ، إنّ المسلّمين هم النجباء » (7).
1 ـ أيوب بن الحرّ : هو الجعفي الكوفي ، مولى ، ثقة ، روى عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، ذكره أصحابنا في الرجال ، يعرف بأخي أديم ، عدّه الشيخ من أصحاب الإمامين الصادق والكاظم ( عليهما السلام ) ، واقتصر البرقي على الإمام الصادق ( عليه السلام ) فقط.
انظر رجال النجاشي : 103 / 256 ، رجال البرقي : 29 ، رجال الشيخ : 150 / 161 و 343 / 14.
2 ـ في البصائر : إنّ رجلاً من موالي عثمان كان شتّاماً.
3 ـ في نسخة « ض وس » : ما اُمروا بهذا.
4 ـ النساء 4 : 65.
5 ـ في البصائر : الشك.
6 ـ بصائر الدرجات : 523 / 18 ، وعنه في البحار 2 : 201 / 72 ، باختلاف يسير.
7 ـ بصائر الدرجات : 523 / 19 ، وعنه في البحار 2 : 202 / 73.


(227)
    [ 225/18 ] وعنه ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن عبدالله بن مسكان ، عن سدير (1) ، قال : قلت لأبي جعفر ( عليه السلام ) : إنّي تركت مواليك مختلفين يبرأ بعضهم من بعض ، فقال : « وما أنت وذاك ، إنّما كلّف الله الناس ثلاث : معرفة الأئمّة ( عليهم السلام ) ، والتسليم لهم فيما ورد عليهم ، والردّ إليهم فيما اختلفوا فيه » (2).
    [ 226/19 ] وعنه ، عن الحسين بن سعيد ، قال : أخبرني محمّد بن حمّاد السمندي (3) ، عن عبدالرحمن بن سالم الأشل ، عن أبيه قال : قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : « يا سالم إنّ الإمام هاد مهدي ، لايُدخله الله في عمىً ، ولايجهله عن سُنّة ، ليس للناس النظر في أمره ، ولا التجبّر عليه ، وإنّما اُمروا بالتسليم له » (4).
    [ 227/20 ] وعنه عن أيّوب بن نوح (5) ، عن صفوان بن يحيى ، عن موسى بن
1 ـ سدير : هو ابن حكيم بن صهيب الصيرفي ، يكنى أبا الفضل ، كوفي ، مولى ، عدّه الشيخ من أصحاب الأئمّة الطاهرين السجّاد والباقر والصادق ( عليهم السلام ) ، وعدّه البرقي من أصحاب الإمامين الباقرين ( عليهما السلام ).
انظر رجال الشيخ : 91 / 4 و 125 / 15 و 217 / 232 ، رجال البرقي : 15 و 18.
2 ـ بصائر الدرجات : 523 / 20 ، وعنه في البحار 2 : 202 / 74.
3 ـ في نسخة « ض وس » : السندي ، وفي البصائر : السمندلي.
4 ـ بصائر الدرجات : 523 / 21 ، وعنه في البحار 2 : 202 / 75.
5 ـ أيّوب بن نوح : هو ابن درّاج النخعي أبو الحسين ، كان وكيلاً لأبي الحسن وأبي محمّد ( عليهما السلام ) ، عظيم المنزلة عندهما ، مأموناً ، وكان شديد الورع ، كثير العبادة ، ثقة في رواياته ، كان من الصالحين ، وكان حين مات لم يخلّف إلاّ مقدار مائة وخمسين ديناراً ، وكان عند الناس أنّ عنده مالاً لأنّه كان وكيلاً لهم ( عليهم السلام ) ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الرضا والجواد والهادي ( عليهم السلام ).
انظر رجال النجاشي : 102 / 254 ، رجال الكشي : 572 / 1083 ، رجال البرقي : 54 و 57 ، رجال الطوسي : 368 / 20 و 398 / 11 و 410 / 13.


(228)
بكر ، عن زرارة ، عن أبي عبيدة الحذّاء قال : قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : « من سمع من رجل أمراً لم يُحط به علماً فكذّب به ، ومن أمرِه الرضا بنا والتسليم لنا ، فإنّ ذلك لا يكفّره » (1).
    [ 228/21 ] أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن سنان ، عن منصور (2) الصيقل ، قال : دخلت أنا والحارث بن المغيرة وغيره على أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، فقال له الحارث : إنّه ـ يعني منصور الصيقل ـ يسمع حديثنا فو الله ما يدري ما يقبل وما يردّ ، فقال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : « هذا رجل من المسلّمة ، إنّ المسلّمين هم النجباء ».
    ثمّ قال : « فما يقول ؟ » قال : يقول : قولي في هذا قول جعفر بن محمّد ( عليهما السلام ) ، فقال : « بهذا نزل جبرئيل ( عليه السلام ) » (3).
    [ 229/22 ] وعنه ، عن الحسين بن سعيد ، عن القاسم بن محمّد الجوهري ، عن سلمة بن حنّان ، عن أبي الصباح الكناني (4) ، قال : كنت عند أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، فقال :
1 ـ بصائر الدرجات : 524 / 23 ، وعنه في البحار 2 : 202 / 77. المراد من قوله ( عليه السلام ) « لا يكفّره » أي إذا كان جاهلاً بأمر الرضا والتسليم لما ورد عنهم ( عليهم السلام ).
2 ـ في البصائر : صفوان ، وعنه في البحار كما في المختصر.
3 ـ بصائر الدرجات : 524 / 24 ، وعنه في البحار 2 : 202 / 78 ، إلى قوله : هم النجباء ، وباختلاف يسير في ألفاظه.
4 ـ أبو الصباح الكناني : هوابراهيم بن نعيم العبدي ، كان أبو عبدالله ( عليه السلام ) يسمّيه الميزان ، لثقته ، كان كوفياً ومنزله في كنانة فعرف به ، وكان عبدياً ، رأى أبا جعفر ( عليه السلام ) ، وروى عن أبي ابراهيم موسى ( عليه السلام ) ، عدّه البرقي من أصحاب الإمامين الصادقين ( عليهما السلام ) ، واقتصر الشيخ على الإمام الصادق ( عليه السلام ).
انظر رجال النجاشي : 19 / 24 ، خلاصة الأقوال : 47 / 1 ، رجال البرقي : 11 و 18 ، رجال الطوسي : 144 / 33.


(229)
« يا أبا الصباح ( قد أفلح المؤمنون ) (1) ـ قالها ثلاثاً وقلتها ثلاثاً ـ فقال : « إنّ المسلّمين هم المنتجبون يوم القيامة ، وهم أصحاب النجائب » (2).
    [ 230/23 ] محمّد بن عيسى بن عبيد ، قال : أقرأني (3) داود بن فرقد كتابه إلى أبي الحسن الثالث ( عليه السلام ) أعرفه بخطّه ، يسأله عن العلم المنقول إلينا عن آبائك ( عليهم السلام ) وأحاديث (4) قد اختلفوا علينا فيها ، فكيف العمل بها على اختلافها ؟ والردّ إليك وقد اختلفوا فيه ؟ فكتب إليه ـ وقرأته ـ : « ما علمتم أنـّه قولنا فالزموه ، وما لم تعلموا به فردّوه إلينا » (5).
    [ 231/24 ] محمّد بن عبدالجبّار ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن ابراهيم بن الفضل (6) ، عن عمر بن يزيد ، قال : قلت لأبي عبدالله ( عليه السلام ) : يختلف أصحابنا في الشيء
1 ـ المؤمنون 23 : 1 ، وبعدها في البصائر زيادة : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : قد أفلح المسلّمون.
2 ـ بصائر الدرجات : 524 / 25 ، وعنه في البحار 2 : 203 / 79 باختلاف يسير ، ونقله البحراني في تفسير البرهان 4 : 11 / 3 ، عن سعد بن عبدالله.
3 ـ في نسخة « س » : أراني.
4 ـ في البصائر والسرائر : وأجدادك.
5 ـ بصائر الدرجات : 524 / 26 ، وعنه في البحار 2 : 241 / 33 ، باختلاف ، وأورده ابن ادريس في مستطرفات السرائر : 69 / 17 ، وعنه في الوسائل 27 : 119 / 36 ، وفيهما أنّ محمّد بن علي بن عيسى كتب إلى الإمام الهادي ( عليه السلام ) ، بدل : داود بن فرقد.
6 ـ في البصائر : ابراهيم بن الفضيل.


(230)
فأقول : قولي في هذا قول جعفر بن محمّد ( عليهما السلام ) ، فقال : « بهذا نزل جبرئيل ( عليه السلام ) » (1).
    [ 232/25 ] أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن حمّاد بن عيسى ، عن الحسين بن المختار ، عن أبي اُسامة زيد الشحّام ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : قلت له : إنّ عندنا رجلاً يسمّى كليباً (2) لا يخرج عنكم حديث ولا شيء إلاّ قال : أنا اُسلّم ، فسمّيناه : كليب يسلم (3).
    قال : فترحّم عليه وقال : « أتدرون ما التسليم ؟ » فسكتنا ، فقال : « هو والله الإخبات (4) ، قول الله عزّ وجلّ ( الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأخبتوا إلى ربّهم ) (5) » (6).
    [ 233/26 ] وعنه ، عن الحسين بن سعيد ، عن حمّاد بن عيسى ، عن منصور بن
1 ـ بصائر الدرجات : 525 / 27 ، وعنه في البحار 2 : 241 / 34.
2 ـ كليب : هو كليب بن معاوية بن جَبَلَةَ الصيداوي الأسدي ، روى عن أبي جعفر وأبي عبدالله ( عليهما السلام ) ، وعدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمامين الصادقين ( عليهما السلام ) ، وذكره الشيخ أيضاً في من لم يرو عنهم ( عليهم السلام ).
انظر رجال النجاشي : 318 / 871 ، رجال البرقي : 15 و 18 ، رجال الطوسي : 133 / 2 و 8 و278 / 15 و 491 / 1.
3 ـ في البصائر : التسليم ، وفي نسخة « س » : تسليم.
4 ـ الإخبات : الإطمئنان والخشوع. الصحاح 1 : 247 ـ خبت.
5 ـ هود 11 : 23.
6 ـ بصائر الدرجات : 525 / 28 ، وعنه في البحار 2 : 203 / 80 ، وأورده العيّاشي في تفسيره 2 : 143 / 15 ، والكليني في الكافي 1 : 390 / 3 ، والطوسي في اختيار معرفة الرجال : 339 / 627 ، وكلّها باختصار ما عدا البصائر ، ونقله البحراني في تفسير البرهان 3 : 98 / 3 ، عن سعد بن عبدالله.


(231)
يونس ، عن بشير الدهّان ، قال : سمعت كامل التـمّـار يقول (1) : قال أبو جعفر ( عليه السلام ) « قد أفلح المؤمنون » (2) أتدري من هم ؟ » قلت : أنت أعلم بهم ، قال : « قد أفلح المسلّمون ، إنّ المسلّمين هم النجباء » (3).
    [ 234/27 ] وعنه ، عن علي بن الحكم ، عن سيف بن عميرة ، عن أبي بكر بن محمّد الحضرمي ، عن أبي الصباح الكناني الخيبري قال : قلت لأبي جعفر ( عليه السلام ) : إنّا نتحدّث عنك بحديث فيقول بعضنا : قولنا قولهم (4) ، قال : « فما تريد ، أتريد أن تكون إماماً يقتدى بك ؟ من ردّ القول إلينا فقد سلّم » (5).
    [ 235/28 ] وعنه ، عن عمر بن عبدالعزيز ، عن جميل بن درّاج ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : « إنّ من قرّة العين التسليم إلينا ، وأن تقولوا بكلّ ما اختلف عنّا أو تردّوه إلينا » (6).
    [ 236/29 ] وعنه ، عن الحسين بن سعيد ، عن حمّاد بن عيسى ، عن ربعي بن عبدالله بن الجارود ، عن الفضيل بن يسار ، قال : دخلت على أبي عبدالله ( عليه السلام ) أنا ومحمّد بن مسلم (7) فقلنا : ما لنا وللناس ، بكم والله نأتمّ ، وعنكم نأخذ ، ولكم والله
1 ـ في البصائر : سمعت كليباً يقول ، وعنه في البحار كما في المختصر.
2 ـ المؤمنون 23 : 1.
3 ـ بصائر الدرجات : 525 / 29 ، وعنه في البحار 2 : 203 / 81.
4 ـ في نسخة « ض وس » : قولكم.
5 ـ بصائر الدرجات : 525 / 30 ، وفيه عن أبي بكر الحضرمي قال : قلت لأبي عبدالله ( عليه السلام ).
6 ـ بصائر الدرجات : 525 / 31 ، وعنه في البحار 2 : 204 / 82.
7 ـ محمّد بن مسلم : هو ابن رباح أبو جعفر الأوقص الطحّان ، مولى ثقيف ، وجه أصحابنا بالكوفة ، فقيه ، ورع ، روى عن أبي جعفر وأبي عبدالله ( عليهما السلام ) ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمامين الصادقَين ( عليهما السلام ) ، وكان من أوثق الناس ، قال في حقّه الإمام الصادق ( عليه السلام ) : « أحبّ الناس إليّ أحياءً وأمواتاً أربعة : منهم محمّد بن مسلم » مات ( رحمه الله ) سنة خمسين ومائة.
اُنظر رجال النجاشي : 323 / 882 ، رجال البرقي : 9 و17 ، رجال الطوسي : 135 / 1 و300/ 316 ، رجال الكشي : 135 / 215.


(232)
نسلّم ، ومن ولّيتم والله تولّينا ، ومن برئتم منه برئنا منه ، ومن كففتم عنه كففنا عنه.
    فرفع أبو عبدالله ( عليه السلام ) يده إلى السماء فقال : « والله هذا هو الحقّ المبين » (1).
    [ 237/30 ] وعنه ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن محمّد بن سنان ، عن منصور الصيقل (2) ، قال : قال بعض أصحابنا لأبي عبدالله ( عليه السلام ) ـ وأنا قاعد عنده ـ : ما ندري ما يقبل من هذا حديثنا ممّا يردّ ، فقال : « وما ذاك ؟ » قال : ليس بشيء يسمعه منّا إلاّ قال : القول قولهم.
    فقال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : « هذا من المسلّمين ، إنّ المسلّمين هم النجباء ، إنّما عليه إذا جاءه شيء لا يدري ما هو أن يردّه إلينا » (3).
    [ 238/31 ] وعنهما والهيثم بن أبي مسروق (4) ، عن اسماعيل بن مهران ، عمّن
1 ـ لم أعثر له على مصدر.
2 ـ منصور الصيقل : كوفي ، عدّه البرقي من أصحاب الإمام الصادق ( عليه السلام ). رجال البرقي : 39.
3 ـ لم أعثر له على مصدر.
4 ـ الهيثم بن أبي مسروق : هو النهدي ، كوفي ، قريب الأمر ، واسم أبيه عبدالله. عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الباقر ( عليه السلام ). وفي من لم يرو عنهم ( عليهم السلام ) ونقل الكشي عن حمدويه ، قال : لأبي مسروق ابن يقال له الهيثم ، سمعت أصحابي يذكرونهما بخير ، كلاهما فاضلان.
انظر النجاشي : 437 / 1175 ، رجال الشيخ : 140 / 6 و 516 / 2 ، رجال الكشي : 372 / 696.


(233)
حدّثه من (1) أصحابنا ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : قال : « ما على أحدكم إذا بلغه عنّا حديث لم يُعط معرفته أن يقول : القول قولهم ، فيكون قد آمن بسرّنا وعلانيّتنا » (2).
    [ 239/32 ] حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ومحمّد بن خالد البرقي ، عن عبدالله بن جندب ، عن سفيان بن السمط (3) ، قال : قلت لأبي عبدالله ( عليه السلام ) : جعلت فداك يأتينا الرجل من قبلكم يُعرف بالكذب فيحدّث بالحديث فنستبشعه.
    فقال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : « يقول لك : إنّي قلت الليل إنّه نهار ، والنهار إنّه ليل ؟ » قلت : لا ، قال : « فإن قال لك هذا إنّي قلته فلا تكذّب به ، فإنّك إنّما تكذّبني » (4).
    [ 240/33 ] وحدّثني علي بن اسماعيل بن عيسى ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ومحمّد بن عيسى بن عبيد ، عن محمّد بن عمرو بن سعيد الزيّات (5) ، عن عبدالله بن جندب ، عن سفيان بن السمط ، قال : قلت لأبي عبدالله ( عليه السلام ) : إنّ الرجل
1 ـ في نسخة « ض » : عن.
2 ـ لم أعثر له على مصدر.
3 ـ سفيان بن السمط : هو البجلي ، بزّاز ، كوفي ، عربي ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق ( عليه السلام ). انظر رجال البرقي : 41 ، رجال الطوسي : 213 / 164.
4 ـ نقله المجلسي عن بصائر الأشعري في البحار 2 : 211 / 110.
5 ـ في نسخة « س » والمختصر المطبوع ص 77 : محمّد بن عمرو ، عن سعد الزيات ، وما في المتن ظاهراً هو الصحيح ، وهو الزيّات المدائني ، ثقة عين ، روى عن الإمام الرضا ( عليه السلام ) ، عدّه الشيخ في رجاله في من لم يرو عنهم ( عليهم السلام ).
انظر رجال النجاشي : 369 / 1001 ، رجال الطوسي : 510 / 105 ، خلاصة الأقوال : 264 / 936 ، معجم رجال الحديث 18 : 81 ، مستدركات النمازي 7 : 256.


(234)
يأتينا من قبلكم فيخبرنا عنك بالعظيم من الأمر ، فتضيق لذلك صدورنا حتّى نكذّبه.
    فقال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : « أليس عنّي يحدّثكم ؟ » قلت : بلى ، قال : « فيقول للّيل إنّه نهار ، وللنهار إنّه ليل » فقلت : لا ، قال : « فردّوه إلينا ، فإنّك إذا كذّبته فإنّما تكذّبنا » (1).
    [ 241/34 ] أحمد بن محمّد بن عيسى ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن محمّد بن اسماعيل بن بزيع ، عن عمّه حمزة بن بزيع ، عن علي بن سويد السائي (2) ، عن أبي الحسن الأول ( عليه السلام ) أنّه كتب إليه في رسالته : « ولا تقل لما يبلغك عنّا اُو يُنسب إلينا هذا باطل ، وإن كنت تعرف خلافه ، فإنّك لا تدري لِمَ قلناه ، وعلى أيّ وجه وضعناه (3) » (4).
    [ 242/35 ] وعنهما ، عن محمّد بن اسماعيل بن بزيع ، عن جعفر بن بشير البجلي ،
1 ـ بصائر الدرجات : 537 / 3 ، وعنه في البحار 2 : 187 / 14.
2 ـ في المختصر المطبوع ص 77 : السائبي ، وفي نسخة « س وض » : التهامي ، وفي البصائر : السناني ، وما في المتن هو الصواب ، ولقّب بالسائي نسبة إلى قرية قريبة من المدينة يقال لها : الساية ، وهو ثقة روى عن أبي الحسن موسى ( عليه السلام ) والراوي رسالته إليه ، عدّه الشيخ والعلاّمة من أصحاب الإمام الرضا ( عليه السلام ) ، وقد وثّقاه.
اُنظر رجال النجاشي : 276 / 724 ، رجال الشيخ : 380 / 6 ، خلاصة الأقوال : 175 / 516.
3 ـ في نسختي « س وض » : وصفناه ، وفي « س » زيادة بعد وصفناه : آمن بما أخبرتك ولا تفش ما استكتمتك.
4 ـ بصائر الدرجات : 538 / 4 ، وعنه في البحار 2 : 186 / 11 ، وأورد الكليني الرسالة كاملة في الكافي 8 : 125 ـ 126 / 95 بثلاثة أسانيد ، وعنه في معادن الحكمة في مكاتيب الأئمّة ( عليهم السلام ) للفيض الكاشاني 2 : 137 / 130 ، وذكرها باختصار الشيخ الطوسي في اختيار معرفة الرجال : 454 / 859.


(235)
( قال محمّد بن الحسين : وقد حدّثني به جعفر بن بشير ) (1) ، عن حمّاد بن عثمان أو غيره ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، أو عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : سمعته يقول : « لا تكذّبوا الحديث أتاكم به مرجيءٌ (2) ولا قدريّ ولا خارجيّ نسبه إلينا ، فإنّكم لا تدرون لعلّه من الحقّ ، فتكذّبون الله عزّ وجلّ فوق عرشه » (3).
    [ 243/36 ] أحمد بن محمّد بن عيسى (4) ، عن الحسين بن سعيد ، عن صفوان بن
1 ـ ما بين القوسين لم يرد في نسخة « س ».
2 ـ الإرجاء على معنيين : الأول : بمعنى التأخير كما في قوله تعالى في سورة الأعراف آية : 111 ( قالوا أرجِهِ وأخاه ) أي أمهله وأخّره ، والثاني : إعطاء الرجاء ، وإطلاق اسم المرجئة على الجماعة بالمعنى الأول ، لأنّهم كانوا يؤخّرون العمل على النيّة والعقد ، وأمّا بالمعنى الثاني فظاهر لأنّهم يقولون : لاتضرّ مع الإيمان معصية ، كما لاتنفع مع الكفر طاعة.
والمرجئة أربعة أصناف : مرجئة الخوارج ، ومرجئة القدرية ، ومرجئة الجبرية ، والمرجئة الخالصة. انظر الملل والنحل للشهرستاني 1 : 139.
3 ـ بصائر الدرجات : 538 / 5 ، باختصار ، وعنه في البحار 2 : 186 / 10 ، وأورده البرقي في المحاسن 1 : 360 / 177 ، وفيه : حروريّ بدل خارجي ، والصدوق في علل الشرائع : 395 / 13 ، وفيه أبي حصين بدل : أو غيره ، ونقله المجلسي عن بصائر الدرجات للأشعري في البحار 2 : 212 / 111.
4 ـ أحمد بن محمّد بن عيسى : الأشعري ، أبو جعفر شيخ قم ووجهها وفقيهها ، ثقة ، أول من سكن قم من آبائه سعد بن مالك بن الأحوص ، لقى أبا الحسن الرضا وأبا جعفر الثاني وأبا الحسن العسكري ( عليهم السلام ) ، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الرضا والجواد والهادي ( عليهم السلام ) ، واقتصر البرقي على الإمام الهادي ( عليه السلام ) فقط.
اُنظر رجال النجاشي : 81 / 198 ، رجال البرقي : 59 ، رجال الطوسي : 366 / 3 و397/6 و409/ 3 ، رجال العلاّمة : 61 / 67 ، رجال ابن داود : 44 / 131.


(236)
يحيى ، عن اسحاق بن عمّار ، عن أبي بصير أو عمّن سمع أبا بصير يحدّث عن أحدهما ( عليهما السلام ) في قول الله عزّ وجلّ ( الذين يستمعون القول فيتّبعون أحسنه ) (1) قال : « هم المسلّمون لآل محمّد صلوات الله عليه وعليهم ، إذا سمعوا الحديث جاؤوا به كما سمعوه ، ولم يزيدوا فيه ، ولم ينقصوا منه » (2).
1 ـ الزمر 39 : 18.
2 ـ أورده الكليني في الكافي 1 : 391 / 8 ، بتقديم وتأخير وبسند آخر عن أبي بصير ، والمفيد في الاختصاص : 5 ، باختلاف يسير وبنفس السند ، ونقله البحراني في تفسير البرهان 4 : 703 / 6 ، عن سعد بن عبدالله القمّي.


(237)
باب
في نوادر مختلفة
وكتاب أبي عبدالله ( عليه السلام ) إلى المفضّل بن عمر ( رضي الله عنه )
    [ 244/1 ] حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن الحسن بن علي بن فضّال ، عن حفص المؤذّن ، قال : كتب أبو عبدالله ( عليه السلام ) إلى أبي الخطّاب : « بلغني أنّك تزعم أنّ الخمر رجل ، وأنّ الزنا رجل ، وأنّ الصلاة رجل ، وأنّ الصوم رجل ، وليس كما تقول ، نحن أصل الخير ، وفروعه (1) طاعة الله ، وعدوّنا أصل الشرّ ، وفروعه (2) معصية الله ـ ثمّ كتب ـ كيف يطاع من لا يُعرف ، وكيف يُعرف من لا يطاع » (3).
    [ 245/2 ] وعنه ، عن الحسين بن سعيد ، عن فضالة بن أيّوب ، عن داود بن فرقد ، قال : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : « لا تقولوا لكلّ آية : هذا رجل وهذا رجل ، من القرآن حلال ، ومنه حرام ، ومنه نبأ ما قبلكم ، وحكم ما بينكم ، وخبر ما بعدكم
1 و 2 ـ في نسخة « س » : فرعه.
3 ـ بصائر الدرجات : 536 / 2 ، وعنه في البحار 24 : 301 / 8 ، وأورده الطوسي في اختيار معرفة الرجال : 291 / 512 ، عن حمدويه ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس بن عبدالرحمن ، عن بشير الدهّان ، عنه ( عليه السلام ).


(238)
فهكذا هو » (1).
    [ 246/3 ] وعنه ، عن آدم بن اسحاق الأشعري ، عن هشيم (2) بن بشير ، عن الهيثم بن عروة التميمي (3) ، قال : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : « يا هيثم التميمي إنّ قوماً آمنوا بالظاهر وكفروا (4) بالباطن ، فلم ينفعهم ( شيء ، وجاء قوم من بعدهم فآمنوا بالباطن وكفروا بالظاهر فلم ينفعهم ) (5) ذلك شيئاً ، ولا إيمان ظاهر إلاّ بباطن ، ولا باطن إلاّ بظاهر » (6).
    [ 247/4 ] القاسم بن ربيع الورّاق ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن محمّد بن سنان ، عن صباح المدائني ، عن المفضّل بن عمر أنّه كتب إلى أبي عبدالله ( عليه السلام ) كتاباً فجاءه هذا الجواب من أبي عبدالله ( عليه السلام ).
    « أمّا بعد فإنّي اُوصيك ونفسي بتقوى الله وطاعته ، فإنّ من التقوى الطاعة ، والورع ، والتواضع لله والطمأنينة ، والإجتهاد له ، والأخذ بأمره ، والنصيحة لرسله ، والمسارعة في مرضاته ، واجتناب ما نهى عنه ، فإنّه من يتّق الله فقد أحرز نفسه من النار بإذن الله ، وأصاب الخير كلّه في الدنيا والآخرة ، ومن أمر بالتقوى فقد أبلغ في
1 ـ بصائر الدرجات : 536 / 3 ، وعنه في البحار 24 : 301 / 9.
2 ـ في البصائر : هشام.
3 ـ الهيثم بن عروة التميمي : كوفي ، ثقة ، روى عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق ( عليه السلام ).
انظر رجال النجاشي : 437 / 1174 ، رجال البرقي : 40 ، رجال الطوسي : 331 / 36.
4 ـ في نسختي « س وض » : وكذّبوا.
5 ـ ما بين القوسين لم يرد في نسختي « س وض ».
6 ـ بصائر الدرجات : 536 / 5 ، وعنه في البحار 24 : 302 / 110.


(239)
الموعظة ، جعلنا الله وإيّاكم من المتّقين برحمته.
    جاءني كتابك فقرأته وفهمت الذي فيه ، فحمدت الله على سلامتك وعافية الله إيّاك ، ألبسنا الله وإيّاك عافية في الدنيا والآخرة.
    كتبت تذكر أنّ قوماً أنا أعرفهم كان أعجبك نحوهم وشأنهم وأنّك اُبلغت عنهم اُموراً تروى عنهم (1) كرهتها لهم ، ولم تر منهم إلاّ هدياً حسناً ، وورعاً وتخشّعاً.
    وبلغك أنّهم يزعمون أنّ الدين إنّما هو معرفة الرجال ، ثمّ من بعد ذلك إذا عرفتهم فاعمل (2) ما شئت.
    وذكرت أنّك قد عرفت أنّ أصل الدين معرفة الرجال ، وفّقك الله.
    وذكرت أنّه بلغك أنّهم يزعمون أنّ الصلاة ، والزكاة ، وصوم شهر رمضان ، والحج ، والعمرة ، والمسجد الحرام ، والبيت الحرام ، والمشعر الحرام ، والشهر الحرام هم رجال ، وأنّ الطهر والاغتسال من الجنابة هو رجل ، وكلّ فريضة افترضها الله عزّ وجلّ على عباده فهي رجال.
    وأنّهم ذكروا ذلك بزعمهم أنّ من عرف ذلك الرجل فقد اكتفى بعلمه من غير عمل ، وقد صلّى وآتى الزكاة ، وصام ، وحج ، واعتمر ، واغتسل من الجنابة وتطهّر ، وعظّم حرمات الله ، والشهر الحرام ، والمسجد الحرام ، والبيت الحرام.
    وأنّهم ذكروا أنّ من عرف هذا بعينه وبحدّه وثبت في قلبه جاز له أن يتهاون بالعمل ، وليس عليه أن يجتهد في العمل ، وزعموا أنّهم إذا عرفوا ذلك الرجل فقد قبلت منهم هذه الحدود لوقتها ، وإن هم لم يعملوا بها.
1 ـ في نسخة « س وض » : يروونها عليهم ، بدل : تروى عنهم.
2 ـ في نسخة « س وض » : فافعل.


(240)
    وأنّه بلغك أنّهم يزعمون أنّ الفواحش التي نهى الله عنها من الخمر ، والميسر ، والميتة ، والدم ، ولحم الخنزير هم رجال.
    وذكروا أنّ ما حرّم الله عزّ وجلّ من نكاح الاُمّهات والبنات ، والأخوات ، والعمّات ، والخالات ، وبنات الأخ ، وبنات الاُخت ، وما حرّم الله على المؤمنين من النساء إنّما عنى بذلك نكاح نساء النبي ( صلى الله عليه وآله ) وما سوى ذلك فمباح كلّه.
    وذكرت أنّه بلغك أنّهم يترادفون المرأة الواحدة ، ويتشاهدون بعضهم لبعض بالزور ، ويزعمون أنّ لهذا ظهراً وبطناً يعرفونه ، فالظاهر ما يتناهون عنه يأخذون به مدافعة عنهم ، والباطن هو الذي يطلبون وبه اُمروا بزعمهم.
    وكتبت تذكر الذي عظم عليك من ذلك حين بلغك ، فكتبت تسألني ( عن قولهم في ذلك أحلال هو أم حرام ، وكتبت تسألني ) (1) عن تفسير ذلك وأنا اُبيّنه لك حتّى لا تكون من ذلك في عمىً ولا شبهة تدخل عليك.
    وقد كتبتُ إليك في كتابي هذا تفسير ما سألت عنه فاحفظه الحفاظ كلّه وعِهِ ، كما قال الله تعالى ( وتعيها اُذن واعية ) (2) وأنا أصفه لك بحلّه ، وأنفي عنك حرامه إن شاء الله تعالى كما وصفت لك ، واُعرّفكه حتّى تعرفه إن شاء الله تعالى فلا تنكره ، ولا قوة إلاّ بالله ، والقوّة والعزّة لله جميعاً.
    اُخبرك أنّه من كان يؤمن ويدين بهذه الصفة التي سألتني عنها فهو مشرك بالله ، بيّن الشرك لا يسع لأحد الشكّ فيه.
    واُخبرك أنّ هذا القول كان من قوم سمعوا ما لم يعقلوه عن أهله ، ولم يعطوا
1 ـ ما بين القوسين لم يرد في نسختي « س وض ».
2 ـ الحاقّة 69 : 12.
مختصر البصائر ::: فهرس