مختصر البصائر ::: 256 ـ 270
(256)

(257)
باب
في صفاتهم ( عليهم السلام ) وما فضّلهم الله عزّ وجلّ به
    [ 249/1 ] حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى وابراهيم بن هاشم ، عن الحسن بن علي بن فضّال ، عن أبي جميلة (1) المفضّل بن صالح الأسدي ، عن شعيب الحدّاد (2) ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أنا أوّل قادم على الله تبارك وتعالى ، ثمّ يقدم عليّ كتاب الله ، ثـمّ يقدم عليّ أهل بيتي ، ثمّ يقدم عليّ اُمّتي ، فيقفون فيسألهم : ما فعلتم في ( كتاب الله عزّ وجلّ ) (3) وأهل بيت نبيّكم » (4).
1 ـ في البصائر : ابن جميلة ، وعنه في البحار : عن أبي جميلة ، وما في المتن والبحار هو الصحيح ، وما وقع في البصائر ظاهراً هو من سهو النسّاخ. انظر معجم رجال الحديث 19 : 311 ، رجال العلاّمة : 407 / 1648 ، مستدركات النمازي 7 : 474.
2 ـ شعيب الحدّاد : هو شعيب بن أعين الحدّاد ، كوفي ، ثقة ، روى عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، عدّه البرقي من أصحاب الإمامين الباقرين ( عليهما السلام ) ، وعدّه الشيخ من أصحاب الإمام الصادق ( عليه السلام ) وفي من لم يرو عنهم ( عليهم السلام ).
اُنظر رجال النجاشي : 195 / 521 ، رجال البرقي : 15 و 29 ، رجال الطوسي : 217 / 2 و 376 / 2 ، خلاصة الأقوال : 167 / 489.
3 ـ في البصائر : كتابي.
4 ـ بصائر الدرجات : 412 / 1 ، وعنه في البحار 7 : 265 / 22.


(258)
    [ 250/2 ] أحمد وعبدالله ابنا محمّد بن عيسى ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ويعقوب بن يزيد ومحمّد بن عيسى بن عبيد ، عن الحسن بن محبوب ، عن إسحاق بن غالب (1) ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) أنّه قال في خطبة طويلة له : « مضى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وخلّف في اُمّته كتاب الله ووصيّه علي بن أبي طالب صلوات الله عليه أمير المؤمنين ، وإمام المتّقين ، وحبل الله المتين ، وعروته الوثقى التي لا انفصام لها ، وعهده المؤكّد.
    صاحبان مؤتلفان يشهد كلّ واحد منهما لصاحبه بالتصديق ، ينطق الإمام ( عليه السلام ) عن الله عزّ وجلّ في الكتاب بما أوجب الله فيه على العباد ، من
طاعة الله عزّ وجلّ وطاعة الإمام ( عليه السلام ) وولايته ، وأوجب حقّه الذي أراد الله من استكمال دينه ، وإظهار أمره ، والإحتجاج بحجّته (2) ، والإستيضاء بنوره في
معادن أهل صفوته ، ومصطفى أهل خيرته (3) ، فأوضح الله بأئمّة الهدى من أهل بيت نبيّنا ( صلى الله عليه وآله ) عن دينه ، وأبلج بهم عن منهاج سبيله ، وفتح بهم عن باطن ينابيع علمه.
    فمن عرف من اُمّة محمّد ( صلى الله عليه وآله ) واجب حقّ إمامه وجد طعم حلاوة إيمانه ،
1 ـ اسحاق بن غالب : هو الأسدي الوالبي عربي ، ثقة ، وكان شاعراً ، روى عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، وعدّه الشيخ من أصحاب الإمام الصادق ( عليه السلام ) قائلاً : كوفي.
انظر رجال النجاشي : 72 / 173 ، رجال الطوسي : 149 / 144 ، خلاصة الأقوال :
59 / 55.
2 ـ في نسخة « س وض » : بحججه.
3 ـ في نسخة « ض » : وحزبه ، وفي نسخة « س » : ومطفى أهل حربه.


(259)
وعلم فضل طُلاَوة (1) إسلامه ؛ لأنّ الله عزّ وجلّ ورسوله نصب الإمام علماً لخلقه ، وحجّة على أهل عالمه ، ألبسه تاج الوقار ، وغشّاه نور الجبّار (2) ، يمدّ بسبب إلى السماء ، لا ينقطع عنه موادّه (3) ، ولا ينال ما عند الله إلاّ بجهة أسبابه ، ولا يقبل الله عمل العباد إلاّ بمعرفته.
    فهو عالم بما يرد عليه من ملتبسات الوحي (4) ، ومعمّيات السنن ، ومشتبهات الفِتن ، ولم يكن الله ليـضلّ قوماً بعد إذ هداهم حتّى يبيّن لهم ما يتّقون ، وتكون الحجّة من الله على العباد بالغة » (5).
    [ 251/3 ] القـاسم بن محمّد الأصفهاني ، عن سليمان بن داود المنقري المعروف بالشاذكوني ، عن يحيى بن آدم ، عن شريك بن عبدالله ، عن جابر بن يزيد الجعفي ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : « دعا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الناس بمنى فقال : أيّها الناس إنّي تارك فيكم الثقلين ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض.
    ثمّ قال : أيّها الناس إنّي تارك فيكم حُرُمات ثلاث : كتاب الله ، وعترتي ، والكعبة البيت الحرام.
1 ـ في المختصر المطبوع ص 90 : طراوة ، وفي البصائر : طلاقة. والطلاوة : الحسن والقبول. الصحاح 6 : 2414 ـ طلا.
2 ـ في نسخة « ض » : الجنان.
3 ـ في البصائر : موارده.
4 ـ في نسخة « س وض » : الدجى ، بدل : الوحي.
5 ـ بصائر الدرجات : 412/2 ، وعنه في البحار 25 : 146/19.


(260)
    ثمّ قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : أمّا كتاب الله فحرّفوا (1) ، وأمّا الكعبة
1 ـ يطلق لفظ التحريف ويراد منه عدّة معان على سبيل الإشتراك :
الأول : نقل الشيء عن موضعه وتحويله إلى غيره ، ومنه قوله تعالى ( من الذين هادوا يحرّفون الكلم عن مواضعه ) ولا خلاف بين المسلمين في وقوع مثل هذا التحريف في كتاب الله ، فإنّ كلّ من فسّر القرآن بغير حقيقته ، وحمله على غير معناه فقد حرّفه.
الثاني : النقص أو الزيادة في الحروف أو في الحركات ، مع حفظ القرآن وعدم ضياعه ، وإن لم يكن متميزاً في الخارج عن غيره. والتحريف بهذا المعنى واقع في القرآن قطعاً ، فقد أثبتنا عدم تواتر القراءات ، ومعنى هذا أنّ المنزل إنّما هو مطابق لإحدى القراءات ، وأمّا غيرها فهو إمّا بزيادة وإمّا بنقيصة فيه.
الثالث : النقص أو الزيادة بكلمة أو كلمتين مع التحفظ على نفس القرآن المنزل. والتحريف بهذا المعنى قد وقع في صدر الاسلام ، وفي زمن الصحابة قطعاً ، ويدلّنا على ذلك إجماع المسلمين على أنّ عثمان أحرق جملة من المصاحف ، وأمر ولاته بحرق كلّ مصحف غير ما جمعه ، وهذا يدلّ على أنّ هذه المصاحف كانت مخالفة لما جمعه ، وإلاّ لم يكن هناك سبب موجب لإحراقها.
الرابع : التحريف بالزيادة والنقيصة في الآية والسورة مع التحفظ على القرآن المنزل ، والمتسالم على قراءة النبي ( صلى الله عليه وآله ) إيّاها. والتحريف بهذا المعنى أيضاً واقع في القران قطعاً. فالبسملة ـ مثلاً ـ ممّا تسالم المسلمون على أنّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) قرأها قبل كلّ سورة غير سورة التوبة ، وقد وقع الخلاف في كونها من القرآن بين علماء السنّة ، وأمّا الشيعة فهم متسالمون على جزئية البسملة من كلّ سورة غير سورة التوبة.
الخامس : التحريف بالزيادة ، بمعنى أنّ بعض المصحف الذي بأيدينا ليس من الكلام المنزل. والتحريف بهذا المعنى باطل باجماع المسلمين ، بل هو ممّا علم بطلانه بالضرورة.
السادس : التحريف بالنقيصة ، بمعنى أن المصحف الذي بأيدينا لا يشتمل على جميع القرآن الذي نزل من السماء ، فقد ضاع بعضه على الناس. والتحريف بهذا المعنى هو الذي وقع فيه الخلاف فأثبته قوم ونفاه آخرون. انظر صيانة القرآن من التحريف للسيد الخوئي ( قدس سره ) ص 3ـ6.


(261)
فهدموا (1) ، وأمّا العترة فقتلوا (2) ، وكلّ ودائع الله قد نبذوا ، ومنها قد تبرّأوا » (3).
    [ 252/4 ] محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن جعفر بن بشير البجلي ، عن ذريح بن محمّد بن يزيد المحاربي ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : « قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إنّي قد تركت فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي. فنحن أهل بيته » (4).
1 ـ تعرّضت الكعبة المشرّفة لحملتين من الهدم :
الاُولى : في سنة ثلاث وستين في وقعة الحرّة عندما هرب عبدالله بن الزبير والتجأ بالمسجد الحرام ، فلاحقه جيش الشام وحاصره فرموه بالمنجنيق ، ودامت الحرب بينهم إلى أن فرّج الله عن ابن الزبير وأصحابه بوصول نعي يزيد بن معاوية فعاد الجيش إلى الشام.
الثانية : في زمن عبدالملك بن مروان عندما وجّه الحجّاج إلى قتل ابن الزبير ، فالتجأ ثانية إلى المسجد الحرام فحاصره الحجّاج ونصب المنجنيق على أبي قبيس ورمى به الكعبة ، وكان عبدالملك ينكر ذلك في أيام يزيد بن معاوية ، وأول ما رُمي بالمنجنيق إلى الكعبة رعدت السماء وبرقت وعلاصوت الرعد على الحجارة ، فأعظم ذلك أهل الشام وأمسكوا أيديهم ، فأخذ الحجّاج حجر المنجنيق فوضعه فيه ورمى به معهم.
انظر الكامل في التاريخ 4 : 350 ـ 351 ، تاريخ الاسلام حوادث سنة ثلاث وسبعين.
2 ـ ذكر الخزّاز القمّي في كفاية الأثر : أنّ الإمام الحسن المجتبى ( عليه السلام ) رقى المنبر ـ بعد شهادة أبيه أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ـ فخطب بالناس ـ إلى أن قال ـ : ولقد حدّثني جدّي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أنّ الأمر يملكه إثنا عشر إماماً من أهل بيته وصفوته ، ما منّا إلاّ مقتول أو مسموم. إلى آخر الحديث. ص 162.
3 ـ بصائر الدرجات : 413/3 ، وعنه في البحار 23 : 140/91 ، باختلاف يسير.
4 ـ بصائر الدرجات : 414/4 ، وعنه في البحار 23 : 140/88 ، من دون ذكر عترتي.


(262)
    [ 253/5 ] وعنه ، عن النضر بن سويد (1) ، عن خالد بن زياد القلانسي ، عن رجل ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، عن جابر بن عبدالله ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « يا أّيها الناس إنّي تارك فيكم الثقلين ، الثقل الأكبر والثقل الأصغر ، إن تمسكتم بهما لن تضلّوا ، ولن تزلّوا ، ولن تبدّلوا ، فإنّي سألت اللطيف الخبير ألاّ يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، فاُعطيت ذلك ».
    فقيل له : فما الثقل الأكبر ، وما الثقل الأصغر ؟ فقال : « الثقل الأكبر كتاب الله ، سبب طرفه بيد الله عزّ وجلّ ، وطرف بأيديكم ، والثقل الأصغر عترتي أهل بيتي » (2).
    [ 254/6 ] ابراهيم بن هاشم ، عن يحيى بن أبي عمران الهمداني ، عن يونس بن عبدالرحمن ، عن هشام بن الحكم (3) ، عن سعـد بن طريف الأسكاف ، قال : سألت أبا جعفر ( عليه السلام ) عن قول النبي ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين فتمسّكوا بهما فإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ». فقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : « لا يزال كتاب الله والدليل منّا عليه حتّى نرد على الحوض » (4).
1 ـ في نسخة « ض » : نضر بن سعيد ، وفي البصائر : نضر بن شعيب.
2 ـ بصائر الدرجات : 414/5 ، وعنه في البحار 23 : 140/89 ، باختلاف يسير.
3 ـ هشام بن الحكم : هو أبو محمّد ، مولى كندة ، كان ينزل بني شيبان ، وكان مولده الكوفة ، ومنشأه واسط ، وتجارته بغداد ، روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن موسى ( عليهما السلام ) ، وكان ثقة في الروايات ، حسن التحقيق بهذا الأمر. عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق والكاظم ( عليهما السلام ). وقال العلاّمة : كان ممّن فتق الكلام في الإمامة ، وهذّب المذهب بالنظر ، وكان حاذقاً بصناعة الكلام حاضرالجواب ، مات رحمه الله في أيام الرشيد وترحّم عليه الإمام الرضا ( عليه السلام ).
انظر رجال النجاشي : 433/1164 ، رجال البرقي : 35 و 48 ، رجال الطوسي : 329/18 و 362/1 ، خلاصة الأقوال : 288/1061.
4 ـ بصائر الدرجات : 414/6 ، وعنه في البحار 23 : 140/190 ، باختلاف يسير.


(263)
باب
ما جاء في التسليم لما جاء عنهم ( عليهم السلام ) وفي من ردّه وأنكره
    [ 255/1 ] حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن علي بن عبدالله الحنّاط ، عن عمر بن ختن (1) ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر بن يزيد ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، قال : « قال علي بن الحسين ( عليهما السلام ) : موت الفجأة تخفيف على المؤمن ، وأسف على الكافر ، وإنّ المؤمن ليعرف غاسله وحامله ، فإن كان له عند ربّه خيراً ناشد حملته بتعجيله ، وإن كان غير ذلك ناشدهم أن يقصّروا به ».
    فقال ضمرة بن سمرة (2) : يا علي إن كان كما تقول لقفز من السرير ـ فضحك وأضحك ـ فقال علي بن الحسين ( عليه السلام ) : « اللهم إن كان ضمرة بن سمرة ضحك وأضحك من حديث رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فخذه أخذ أسف (3) » فعاش بعد ذلك أربعين يوماً ومات فجأة.
    فأتى عليّ بن الحسين ( عليهما السلام ) مولى لضمرة ، فقال : أصلحـك الله إنّ ضمرة عاش ذلك الكلام الذي بينك وبينه أربعين يوماً ومات فجأة ، وإنّي اُقسم بالله لسمعت
1 ـ في نسخة « ض » : عمر بن جيش ، وفي « س » : عمر بن خنيس ، وفي مدينة المعاجز عن المختصر : عمر بن حفص.
2 ـ ضمرة بن سمرة : هو من المخالفين المعاندين : تنقيح المقال 2 : 116 ـ باب ضرار.
3 ـ أسف : غضب. الصحاح 4 : 1330 ـ أسف.


(264)
صوته ، وأنا أعرفه كما كنت أعرفه في الدنيا وهو يقول : الويل لضمرة بن سمرة ، تخلّى منه كلّ حميم ، وحلّ بدار الجحيم وبها مبيته والمقيل.
    فقال علي بن الحسين ( عليهما السلام ) : « الله أكبر هذا جزاء من ضحك وأضحك من حديث رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) » (1).
    [ 256/2 ] أحمد بن محمّد بن عيسى وعليّ بن إسماعيل بن عيسى ( ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن عثمان بن عيسى ) (2) ، عن المفضّل بن عمر ، قال : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : « ما جاءكم منّا ممّا يجوز أن يكون في المخلوقين ، ولم تعلموه ، ولم تفهموه ، فلا تجحدوه ، وردّوه إلينا ، وما جاءكم عنّا ممّا لا يجوز أن يكون في المخلوقين فاجحدوه ولا تردّوه إلينا » (3).
    [ 257/3 ] أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن علي بن الحكم ، عن أبي بكر بن محمّد الحضرمي أو عمّن حدّثه عنه ، عن حجّاج بن الصباح الخيبري ، قال : قلت لأبي جعفر ( عليه السلام ) : إنّا نتحدّث عنك بالحديث فيقول بعضنا : قولنا فيه قولهم ، قال : « فما تريد ؟ أتريد أن تكون إماماً يقتدى بك ؟ من ردّ القول إلينا فقد سلّم » (4).
    [ 258/4 ] وعنه ، عن عبدالرحمن بن حمّاد الكوفي ، عن حنّان بن سدير ، عن
1 ـ الخرائج والجرائح 2 : 586/8 ، وعنه في البحار 46 : 27/14 ، ونقله البحراني عن المختصر في مدينة المعاجز : 310/ باب 50 ، وأورد نحوه الكليني في الكافي 3 : 234/4.
2 ـ ما بين القوسين لم يرد في المختصر المطبوع ص 91 ، والظاهر أنّه سقط من الناسخ أو الطبّاع ، وما في المتن ظاهراً هو الصحيح لأنّ أحمد بن محمّد وعلي بن إسماعيل ومحمّد بن الحسين لم يرووا عن المفضل بن عمر.
انظر معجم رجال الحديث 3 : 91 و12 : 133 و16 : 313 و19 : 316.
3 ـ نقله المجلسي عن المختصر في البحار 25 : 364/1.
4 ـ تقدّم الحديث تحت رقم 234 ، مع اختلاف بالسند.


(265)
أبي خالد ذي الشامة النحّاس (1) ، قال : دخلت على أبي عبدالله ( عليه السلام ) فقلت له : إنّ عمّي وابن عمّي اُصيبا مع أبي الخطّاب (2) فما قولك فيهما ؟ فقال : « أمّا من قتل معه مسلّم لنا دونه فرحمه الله ، وأمّا من قتل معه مسلّم له دوننا فقد عطب » (3).
    [ 259/5 ] أحمد بن محمّد بن خالد ، عن علي بن الصـلت ، عن زرعة بن محمّد الحضرمي (4) ، عن عبدالله بن يحيى الكاهلي ، عن موسى بن أشيم ، قال : قلت لأبي عبدالله ( عليه السلام ) : إنّي اُريد أن تجعل لي مجلساً ، فواعَدَني يوماً فأتيته للميعاد ، فدخلت عليه فسألته عمّا أردت أن أسأله عنه ، فبينا نحن كذلك إذ قرع علينا رجل الباب ، فقال : « ما ترى ، هذا رجل بالباب » فقلت : جعلت فداك أمّا أنا فقد فرغت من حاجتي فرأيك ، فأذن له ، فدخل الرجل فتحدّث ساعة ، ثمّ سأله عن مسائلي بعينها لم يُخرم (5) منها شيئاً ، فأجابه بغير ما أجابني ، فدخلني من ذلك ما لا يعلمه إلاّ الله ثمّ خرج.
    فلم نلبث إلاّ يسيراً حتّى استأذن عليه آخر فأذن له فتحدّث ساعة ، ثمّ سأله عن تلك المسائل بعينها ، فأجابه بغير ما أجابني وأجاب الأول قبله ، فازددت غمّاً
1 ـ في نسخة « س وض » : النخّاس.
2 ـ تقدّمت ترجمته في حديث رقم 77.
3 ـ لم أعثر له على مصدر. والعطب : الهلاك. الصحاح 1 : 184 ـ عطب.
4 ـ زرعة بن محمّد الحضرمي : أبو محمّد ثقة ، روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن ( عليهما السلام ) ، عدّه البرقي من أصحاب الإمام الكاظم ( عليهما السلام ) وعدّه الشيخ من أصحاب الإمام الصادق والكاظم ( عليهما السلام ) وفي من لم يرو عنهم ( عليهم السلام ).
انظر رجال النجاشي : 176/466 ، رجال البرقي : 48 ، رجال الشيخ 1 : 201/98 و350/2 و474/5 ، خلاصة الأقوال : 350/1385.
5 ـ يخرم : يُنقص. الصحاح 5 : 2910 ـ خرم.


(266)
حتّى كدت أن أكفر ، ثمّ خرج.
    فلم نلبث إلاّ يسيراً حتّى جاء آخر ثالث فسأله عن تلك المسائل بعينها ، فأجابه بخلاف ما أجابنا أجمعين ، فاظلمّ عليّ البيت ودخلني غمّ شديد ، فلمّا نظر إليّ ورأى ما بي ممّا تداخلني ، ضرب بيده على منكبي.
    ثمّ قال : « يا ابن أشيم إنّ الله عزّ وجلّ فوّض إلى سليمان بن داود ( عليه السلام ) ملكه ، فقال ( هذاعطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب ) (1) وإنّ الله عزّ وجلّ فوّض إلى محمد ( صلى الله عليه وآله ) أمر دينه ، فقال : احكم بين الناس بما أراك الله ، وإنّ الله فوّض إلينا ذلك كما فوّض إلى محمد ( صلى الله عليه وآله ) » (2).
    [ 260/6 ] أيّوب بن نوح ، عن جميل بن درّاج والحسن بن علي بن عبدالله بن المغيرة الخزّاز ، عن العبّاس بن عامر القصباني (3) ، عن الربيع بن محمّد المكّي (4) ، عن يحيى بن زكريا الأنصاري ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، قال : سمعـته يقول : « من سرّه أن يستكمل الإيمان فليقل : القول منّي في جميع الأشياء قول آل محمّد عليه وعليهم
1 ـ سورة ص 38 : 39.
2 ـ أورد نحوه الصفّار في بصائر الدرجات : 383/2 و 385/8.
3 ـ العبّاس بن عامر القصباني : هو ابن رباح أبو الفضل الثقفي ، الشيخ الصدوق الثقة ، كثير الحديث ، عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الكاظم ( عليه السلام ) وفي من لم يرو عنهم ( عليهم السلام ) ..
انظر رجال النجاشي : 281/744 ، رجال الشيخ : 356/38 و 487/65.
4 ـ وهو ربيع بن محمّد بن عمر بن حسان الاصم المسلّي ، ومسيلة قبيلة من مذحج وهي مسيلة بن عامر بن عمرو بن عُلَة بن خالد بن مالك بن اُدد ، روى عن أبي عبدالله ( عليه السلام ).
انظر رجال النجاشي : 164/433 ، رجال الطوسي : 192/5 ، فهرست الشيخ : 127/290 ، معجم رجال الحديث 8 : 179 و 10 : 248.


(267)
السلام فيما أسرّوا ، وفيما أعلنوا ، وفيما بلغني ، وفيما لم يبلغني » (1).
    [ 261/7 ] حدّثني أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد وغيره عمّن حدّثه عن الحسين بن أحمد المنقري ، عن يونس بن ظبيان ، قال : سمعت أبا عبدالله ( عليه السلام ) يقول : « لم ينزل من السماء شيء أقلّ ولا أعزّ من ثلاثة أشياء :
    أمّا أوّلها : فالتسليم.
    والثانية : البر.
    والثالثة : اليقين.
    إنّ الله عزّ وجلّ يقول في كتابه ( فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين ) » (2) ثمّ قال : كيف يقرؤون هذه الآية ( ومن يبتغ غير الإسلام ديناً ) (3) ؟ فقلت : هكذا يقرؤونها ، فقال : « ليس هكذا اُنزلت ، إنّما اُنزلت : ومن يبتغ غير التسليم ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ».
    ثمّ كان يقول لي كثيراً : « يا يونس سلّم تسلم » فقلت له : ما تفسير هذه الآية ( قد أفلح المؤمنون ) (4) قال : « تفسيرها قد أفلح المسلّمون ، إنّ المسلّمين هم النجباء يوم القيامة » (5).
1 ـ أورده الكليني في الكافي 1 : 391/6 ، ونقله المجلسي عن المختصر في البحار 25 : 364/2.
2 ـ الذاريات 51 : 36.
3 ـ آل عمران 3 : 85.
4 ـ المؤمنون 23 : 1.
5 ـ أورده الطبرسي في مشكاة الأنوار : 27 والديلمي في أعلام الدين : 119 ، باختصار إلى قوله واليقين ، وعنه في البحار 69 : 408/119 ، ونقله البحراني في تفسير البرهان 5 : 166/6 ، عن سعد بن عبدالله ، إلى قوله تعالى ( غير بيت من المسلمين ).


(268)
    [ 262/8 ] أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن علي بن حديد (1) ومحمّد بن خالد البرقي ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن جميل بن درّاج ، قال : كنّا عند أبي عبدالله ( عليه السلام ) فتلاعنا (2) رجلان عنده ، حتّى بريء كلّ واحد منهما من صاحبه ، فقال لهما أبو عبدالله ( عليه السلام ) : « أليس من دينكما الـردّ إليّ ؟ » فقال : بلى ، قال : « فإنّكما منّي في ولاية » (3).
    [ 263/9 ] وعنه ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب وغيرهما عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن هشام بن سالم ، عن سعد بن طريف الخفّاف ، قال : قلت لأبي جعفر ( عليه السلام ) : ما تقول فيمن أخذ عنكم علماً فنسيه ؟ قال : « لا حجّة عليه ، إنّما الحجّة على من سمع منّا حديثاً فأنكره ، أو بلغه فلم يؤمن به وكفر ، فأمّا النسيان موضوع عنكم.
    إنّ أوّل سورة نزلت على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ( سبّح اسم ربّك الأعلى ) فنسيها ، فلم يلزمه حجّة في نسيانه ، ولكنّ الله تبارك وتعالى أمضى له ذلك ، ثمّ قال
1 ـ علي بن حديد : هو ابن حكيم المدائني الأزدي الساباطي ، روى عن أبي الحسن موسى ( عليه السلام ) ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمامين الرضا والجواد ( عليهما السلام ) ، وقال الشيخ : كوفي ، مولى الأزد ، وكان منزله ومنشأه بالمدائن.
اُنظر رجال النجاشي : 274/717 ، رجال البرقي : 55 و56 ، رجال الشيخ : 382/24 و403/11.
2 ـ في نسخة « س وض » : فتلاحّا.
3 ـ لم أعثر له على مصدر.


(269)
( سنقرئك فلا تنسى ) (1) » (2).
    [ 264/10 ] محمّد بن الحسين بن الخطّاب والحسن (3) بن موسى بن الخشّاب ومحمّد بن عيسى بن عبيد ، عن علي بن أسباط ، عن سيف بن عميرة ، عن أبي بكر بن محمّد الحضرمي ، عن الحجّاج الخيبري ، قال : قلت لأبي عبدالله ( عليه السلام ) : إنّا نكون في موضع فيروى عنكم الحديث العظيم ، فيقول بعضنا لبعض : القول قولهم ، فيشقّ (4) ذلك على بعضنا ، فقال : « كأنّك تريد أن تكون إماماً يقتدى بك ، من ردّ إلينا فقد سلّم » (5).
    [ 265/11 ] حدّثني جعفر بن أحمد بن سعيد الرازي (6) ، عن بكر بن صالح الضبّي ، عن عبدالعظيم بن عبدالله الحسني (7) ، عن علي بن أسباط ، عن داود بن فرقد ،
1 ـ الأعلى 87 : 6.
2 ـ نقله البحراني في تفسير البرهان 5 : 636/5 ، كاملاً عن سعد بن عبدالله ، والمجلسي في البحار 25 : 364/3 ، إلى قوله : فهو موضوع عنكم.
3 ـ في نسخة « ض » والمختصر المطبوع : الحسين.
وقد ذكر السيد الخوئي ( قدس سره ) في معجم رجال الحديث ج 7 ص 110 رقم 3686 : الحسين بن موسى الخشاب واستشهد بروايتين عن التهذيب والاستبصار فقال : إلاّ أنّ في كلا الموضعين من الاستبصار : الحسن بن موسى الخشاب ، وهو الصحيح بقرينة سائر الروايات.
4 ـ شقّ : صعُب. انظر القاموس المحيط 3 : 250.
5 ـ نقله المجلسي عن المختصر في البحار 25 : 365/4 ، وتقدّم نظيره في حديث : 234 و257.
6 ـ في نسخة « ض » : الدرابي ، وفي نسخة « س » : الدراي.
7 ـ عبدالعظيم بن عبدالله الحسني : ابن علي بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) وكان عبدالعظيم ورد الري هارباً من السلطان ، وسكن سَرَباً في دار رجل من الشيعة في سكّة الموالي ، فكان يعبدالله في ذلك السرب ، ويصوم نهاره ، ويقوم ليله ، وله كتاب خطب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، عدّه الشيخ من أصحاب الإمامين الهمامين العسكريين ( عليهما السلام ).
اُنظر رجال النجاشي : 247/653 ، رجال الشيخ : 417/1 و433/20.


(270)
عن عبدالأعلى مولى آل سام ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، قال قلت له : إذا جاء حديث عن أوّلكم وحديث عن آخركم فبأيّهمـا نأخذ؟ فقال : « بحديث الأخير » (1).
    [ 266/12 ] وبهذا الإسناد عن علي بن أسباط ، عن يونس بن عبدالرحمن ، عن داود بن فرقد ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، قال : « إذا حدّثوكم بحديث عن الأئمّة ( عليهم السلام ) فخذوا به حتّى يبلغكم عن الحي ، فإن بلغكم عنه شيء فخذوا به ، ثمّ قال : إنّا والله لا ندخلكم فيما لا يسعكم » (2).
    [ 267/13 ] وبهذا الإسناد ، عن يونس بن عبدالرحمن ، عن عبدالصمد بن بشير ، عن عثمان بن زياد أنّه دخل على أبي عبدالله ( عليه السلام ) ومعه شيخ من
الشيعة ، فقال الشيخ لأبي عبدالله ( عليه السلام ) : إنّي سألت أبا جعفر ( عليه السلام ) عن الوضوء فقال : « مرّة مرّة » (3) فما تقول أنت ؟ فقال : « إنّك لم تسألني عن هذه
المسألة إلاّ وأنت ترى أنّي اُخالف أبي صلوات الله عليه ، توضّأ ثلاثاً (4) ، وخلّل
1 و 2 ـ أورد الكليني الروايتين في رواية واحدة في الكافي 1 : 67/9 ، باختلاف يسير ، عن علي بن ابراهيم ، عن أبيه ، عن اسماعيل بن مرار ، عن يونس ، عن داود بن فرقد ، عن المعلّى بن خنيس ، وعنه في البحار 2 : 227/8.
3 ـ هذا ما صرّح به أهل البيت ( عليهم السلام ) في أحاديثهم. اُنظر الكافي 3 : 26/6 ، والتهذيب 1 : 80/206 ، والاستبصار 1 : 69/211 ، وانظر الوسائل 1 : 435 ـ باب إجزاء الغرفة الواحدة في الوضوء ، وحكم الثانية والثالثة.
4 ـ وبه قال الشافعي وأحمد وأصحاب الرأي : المستحب ثلاثاً ثلاثاً ( أ ) ، لأنّ اُبي بن كعب روى أنّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) توضّأ مرّة مرّة وقال : « هذا وضوء لا يقبل الله الصلاة إلاّ به » وتوضّأ مرتين مرّتين وقال : « من توضأ مرتين مرتين آتاه الله أجره مرتين » وتوضأ ثلاثاً ثلاثاً وقال : « هذا وضوئي ووضوء الأنبياء قبلي ، ووضوء خليل الله ابراهيم » ( ب ).
أ ـ كفاية الأخيار 1 : 16 ، مغني المحتاج 1 : 59 ، بداية المجتهد 1 : 13 ، مسائل أحمد بن حنبل : 6 ، بدائع الصنائع 1 : 22 ، المغني 1 : 159 ، فتح الباري 1 : 209 ، المجموع 1 : 431.
ب ـ مسند أبي يعلى الموصلي 9 : 448/5598.
مختصر البصائر ::: فهرس