مختصر البصائر ::: 481 ـ 495
(481)
بولده في دار الدنيا ، فيكون أمير المؤمنين ( عليه السلام ) كذلك في الدنيا ، يجمعون له في رجعته ( عليه السلام ) وولده الأئمّة ( عليهم السلام ) الأحد عشر ، وهم المنصوص على رجعتهم في أحاديثهم الصحيحة الصريحة ، والعاقبة للمتقين وهم المتقون.
    ومن كتاب تأويل ما نزل من القرآن في النبي وآله صلوات الله عليه وعليهم تأليف أبي عبدالله محمّد بن العباس بن مروان ، وعلى هذا الكتاب خطّ السيّد رضي الدين علي بن موسى بن طاووس ما صورته :
    قال النجاشي في كتاب الفهرست ما هذا لفظه : محمّد بن العباس ثقة ثقة في أصحابنا ، عين سديد ، له كتاب المقنع في الفقه ، وكتاب الدواجن ، كتاب ما نزل من القرآن في أهل البيت ( عليهم السلام ) ، وقال جماعة من أصحابنا : إنّه كتاب لم يصنّف في معناه مثله (1). رواية علي بن موسى بن طاووس ، عن فخار بن معد العلوي وغيره ، عن شاذان بن جبرئيل ، عن رجاله.
    ومنه قوله عزّ وجلّ ( إن نشأ ننزّل عليهم من السماء آية فظلّت أعناقهم لها خاضعين ) (2).
    [ 531/24 ] حدّثنا علي بن عبدالله بن أسد ، قال : حدّثني إبراهيم بن محمّد ، قال : حدّثنا أحمد بن معمّر الأسدي ، قال : حدّثنا محمّد بن فضل ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عبّاس في قوله جلّ وعزّ ( إنّ نشأ ننزّل عليهم من السماء آية فظلّت أعناقهم لها خاضعين ) قال : هذه نزلت فينا وفي بني اُميّة ، تكون لنا عليهم دولة ،
1 ـ رجال النجاشي : 379/1030.
2 ـ الشعراء 26 : 4.


(482)
فتذلّ أعناقهم لنا بعد صعوبة ، وهوان بعد عزّ (2).
    [ 532/25 ] حدّثنا أحمد بن سعيد ، قال : حدّثنا أحمد بن الحسن ، حدّثنا أبي ، حدّثنا حصين بن مخارق (3) ، عن أبي الورد ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) في قوله تعالى ( إن نشأ ننزّل عليهم من السماء آية ) (4) قال ( عليه السلام ) : « النداء من السماء باسم رجل واسم أبيه » (1).
    [ 533/26 ] حدّثنا الحسين بن أحمد ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : سألته عن قوله الله عزّ وجلّ ( إن نشأ ننزّل عليهم من السماء آية فظلّت أعناقهم لها خاضعين ) (2) قال : « تخضع لها رقاب بني اُميّة ، قال : ذلك بارز عند زوال الشمس ، قال : وذاك علي بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليه ، يبرز عند زوال الشمس على رؤوس الناس ساعة حتى يبرز وجهه ، ويعرف الناس حسبه ونسبه.
1 ـ تأويل الآيات 1 : 386/1 ، وعنهما في البحار 53 : 109/1 وعن الكنز في البحار 52 : 284/12 ، وتفسير البرهان 4 : 168/7.
2 ـ حصين بن المخارق : ابن عبدالرحمن بن ورقاء بن حبشي بن جنادة السلولي ، وحبشي له صحبة مع النبي ( صلى الله عليه وآله ). عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الصادق ( عليه السلام ) بهذا الاسم ، ومن أصحاب الإمام الكاظم ( عليه السلام ) باسم : الحسين بن مخارق.
رجال النجاشي : 145/376 ، رجال الشيخ : 178/223 و348/23.
3 و 4 ـ الشعراء 26 : 4.
5 ـ نقله البحراني عن كتاب الرجعة لبعض السادة المعاصرين في تفسير البرهان 4 : 169/11.


(483)
    ثمّ قال : أما إنّ بني اُميّة ليختبينّ الرجل منهم إلى جنب شجرة فتقول : هذا رجل من بني اُميّة فاقتلوه » (1).
    [ 534/27 ] حدّثنا محمّد بن جعفر بن محمّد بن الحسن ، قال : حدّثنا عبدالله بن محمّد الزيّات ، قال : حدّثنا محمّد ـ يعني ابن الجنيد ـ ، قال : حدّثنا مفضّل بن صالح ، عن جابر ، عن أبي عبدالله الجدلي ، قال : دخلت على علي ( عليه السلام ) يوماً ، فقال : « أنا دابة الأرض » (2).
    [ 535/28 ] حدّثنا علي بن أحمد بن حاتم ، حدّثنا إسماعيل بن إسحاق الراشدي (3) ، حدّثنا خالد بن مخلّد ، حدّثنا عبدالكريم بن يعقوب الجعفي ، عن جابر بن يزيد ، عن أبي عبدالله الجدلي ، قال : دخلت على علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، فقال : « ألا اُحدّثك ثلاثاً قبل أن يدخل عليّ وعليك داخل ؟ قلت : بلى ، قال : « أنا عبدالله ، وأنا دابّة الأرض ، صدقها وعدلها ، وأخو نبيّها ، أنا عبدالله ، ألا اُخبرك بأنف المهدي وعينيه ؟ » قال : قلت : نعم ، فضرب بيده إلى صدره فقال : « أنا » (4).
    [ 536/29 ] حدّثنا محمّد بن الحسن بن الصباح ، حدّثنا الحسين بن الحسن القاشي ، حدّثنا علي بن الحكم ، عن أبان بن عثمان ، عن عبدالرحمن بن سيابة ، عن أبي
1 ـ تأويل الآيات 1 : 386/3 ، وعنه في البحار 53 : 109/2 ، والبحراني في تفسير البرهان 4 : 169/12 ، عن كتاب الرجعة لبعض المعاصرين.
2 ـ تأويل الآيات 1 : 403/7 ، و عنه في الايقاظ من الهجعة : 381/149 ، وتفسير البرهان 4 : 229/6 ، والبحار 53 : 100/120.
3 ـ في نسخة « ض » : الرشيدي.
4 ـ تأويل الآيات 1 : 404/8 ، وعنه في تفسير البرهان 4 : 229/7 ، والإيقاظ من الهجعة : 383/152 ، والبحار 53 : 110/4.


(484)
داود ، عن أبي عبدالله الجدلي ، قال : دخلت على عليّ ( عليه السلام ) ، فقال : « اُحدّثك بسبعة أحاديث إلاّ أن يدخل علينا داخل » قال : قلت افعل جعلت فداك ، قال : « أتعرف أنف المهدي وعينه ؟ » قال : قلت : أنت يا أمير المؤمنين ، قال : « وحاجبا (1) الضلالة تبدو مخازيهما في آخر الزمان » قال : قلت : أظنّ والله يا أمير المؤمنين أنّهما فلان وفلان ، فقال : « الدابّة وما الدابة ، عدلها وصدقها ، وموقع بعثها ، والله مهلك من ظلمها » وذكر الحديث (2).
    [ 537/30 ] حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد ، قال : حدّثني علي بن الحسن السلمي (3) ، حدّثنا أيوب بن نوح ، عن صفوان ، عن يعقوب ـ يعني ابن شعيب ـ عن عمران بن ميثم ، عن عباية ، قال : أتى رجل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، فقال : حدّثني عن الدابّة ، قال : « وما تريد منها ؟ » قال : أحببت أن أعلم علمها ، قال : « هي دابّة مؤمنة ، تقرأ القرآن ، وتؤمن بالرحمن ، وتأكل الطعام ، وتمشي في الأسواق » (4).
    [ 538/31 ] حدّثنا الحسين بن أحمد ، حدّثنا محمّد بن عيسى ، حدّثنا صفوان بن يحيى ، عن يعقوب بن شعيب ، عن عمران بن ميثم ، عن عباية ، وذكر مثله ، وزاد في آخره : قال : من هو يا أمير المؤمنين ؟ قال : « هو عليّ ثكلتك اُمّك » (5).
    [ 539/32 ] حدّثنا إسحاق بن محمّد بن مروان ، حدّثنا أبي ، أخبرنا عبدالله بن
1 ـ في نسخة « س » : وصاحب.
2 ـ وعنه في البحار 53 : 110/5 ، وانظر تأويل الآيات 1 : 405/1 من هامش الصفحة.
3 ـ في المختصر المطبوع ص 207 : الحسن السلمي ، وما في المتن من نسختي « س وض » وهو الموافق لطبقات الرواة. انظر ما قبله وما بعده من الرواة في المعاجم الرجالية.
4 ـ وعنه في البحار 53 : 110/6 ، وانظر تأويل الآيات 1 : 405/2 من هامش الصفحة.
5 ـ وعنه في البحار 53 : 111/7 ، وانظر تأويل الآيات 1 : 406/3 ، من هامش الصفحة.


(485)
الزبير القرشي ، حدّثني يعقوب بن شعيب ، قال : حدّثني عمران بن ميثم أنّ عباية حدّثه أنّه كان عند أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ( خامس خمسة وهو أصغرهم يومئذ ، فسمع أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ) (1) يقول : « حدّثني أخي أنّه ختم ألف نبيّ ، وإنّي ختمت ألف وصي ، وإنّي كُلّفت ما لم يكلّفوا.
    وإنّي لأعلم ألف كلمة ، ما يعلمها غيري وغير محمّد ( صلى الله عليه وآله ) ، ما منها كلمة إلاّ مفتاح ألف باب بعد ، ما تعلمون منها كلمة واحدة ، غير أنّكم تقرؤن منها آية واحدة في القرآن ( وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابّة من الأرض تكلّمهم أنّ الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون ) (2) وما تدرونها من ! » (3).
    [ 540/33 ] حدّثنا أحمد بن ادريس ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن إسحاق الحضرمي ، قال : حدّثنا أحمد بن مستنير ، حدّثني جعفر بن عثمان ـ وهو عمّه ـ قال : حدّثني صباح المزني ومحمّد بن كثير بن بشير بن عميرة الأزدي قالا : حدّثنا عمران بن ميثم ، حدّثني عباية بن ربعي ، قال : كنت جالساً عند
1 ـ ما بين القوسين لم يرد في المختصر المطبوع والبحار 53 ونسخة « س ».
2 ـ النمل 27 : 82.
3 ـ وعنه في البحار 53 : 111/8 ، وانظر تأويل الآيات 1 : 406/4 من هامش الصفحة. والبحراني في تفسير البرهان 4 : 229/10 ، عن كتاب الرجعة للسيد المعاصر.
وأورده باختلاف يسير الصفّار في بصائر الدرجات : 310/7 ، والنعماني في الغيبة : 258/17 ، بزيادة في ذيل الحديث.
ونقله المجلسي في البحار 26 : 317/84 ، عن كتاب تفضيل الأئمة على الانبياء ( عليهم السلام ) للمصنّف.


(486)
أمير المؤمنين ( عليه السلام ) خامس خمسة وذكر نحوه (1).
    [ 541/34 ] حدّثنا الحسين بن إسماعيل القاضي ، حدّثنا عبدالله بن أيوب المخزومي ، حدّثنا يحيى بن أبي بكير ، حدّثنا أبو حريز ، عن علي بن زيد بن جذعان ، عن أوس بن خالد (2) ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « تخرج دابّة الأرض ومعها عصا موسى ( عليه السلام ) ، وخاتم سليمان ( عليه السلام ) ، تجلو وجه المؤمن بعصا موسى ( عليه السلام ) ، وتسم وجه الكافر بخاتم سليمان ( عليه السلام ) » (3).
    [ 542/35 ] حدّثنا أحمد بن محمّد بن الحسن الفقيه ، حدّثنا أحمد بن عبيد بن ناصح ، حدّثنا الحسين بن علوان ، عن سعد بن طريف ، عن الأصبغ بن نباتة ، قال : دخلت على أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وهو يأكل خبزاً وخلاًّ وزيتاً ، فقلت : يا أمير المؤمنين قال الله عزّ وجلّ ( وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابّة من الأرض تكلّمهم ) (4)
1 ـ وعنه في البحار 53 : 111/9 ، وانظر تأويل الآيات 1 : 406/5 من هامش الصفحة.
2 ـ في المختصر المطبوع ص 208 ونسخه الثلاثة والمصادر الشيعية التي نقلت عنه : خالد بن أوس ، وما أثبتناه من كتب التراجم ومصادر أهل العامّة المذكورة أدناه والتي أوردت الحديث.
اُنظر ميزان الاعتدال 1 : 277/1044 ، تهذيب التهذيب 1 : 334/699.
3 ـ وعنه في البحار 53 : 111/10 ، وانظر تأويل الآيات 1 : 406/6 من هامش الصفحة ، والبحراني في تفسير البرهان 4 : 230/11 ، عن كتاب الرجعة للسيد المعاصر. وأورده باختلاف وزيادة أبو داود الطيالسي في مسنده : 334/2564 ، وابن حنبل في المسند 2 : 572/7877 ، والحاكم في المستدرك 4 : 485 ، وابن كثير في تفسير القرآن العظيم 3 : 387.
4 ـ النمل 27 : 82.


(487)
فما هذه الدابّة ؟ قال : « هي دابّة تأكل خبزاً وخلاًّ وزيتاً » (1).
    [ 543/36 ] حدّثنا الحسين بن أحمد ، قال : حدّثنا محمّد بن عيسى ، حدّثنا يونس بن عبدالرحمن ، عن سماعة بن مهران ، عن الفضل بن الزبير ، عن الأصبغ بن نباتة ، قال : قال لي معاوية : يا معشر الشيعة تزعمون أنّ عليّاً دابّة الأرض ، فقلت : نحن نقول واليهود تقوله ، فأرسل إلى رأس الجالوت ، فقال : ويحك تجدون دابّة الأرض عندكم ، فقال : نعم ، فقال : ما هي ؟ فقال : رجل ، فقال : أتدري ما اسمه ؟ قال : نعم ، اسمه إليا ، قال : فالتفت إليّ ، فقال : ويحك ـ يا أصبغ ـ ما أقرب إليا من عليّا (2).
    [ 544/37 ] حدّثنا الحسين بن أحمد ، قال : حدّثنا محمّد بن عيسى ، حدّثنا يونس ، عن بعض أصحابه ، عن أبي بصير ، قال : قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : « أي شيء تقول الناس في هذه الآية ( وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابّة من الأرض تكلّمهم ) (3) فقال : « هو أمير المؤمنين ( عليه السلام ) » (4).
    [ 545/38 ] حدّثنا محمّد بن الحسن بن الصباح ، حدّثنا الحسين بن الحسن ، حدّثنا علي بن الحكم ، عن أبان بن عثمان ، عن عبدالرحمن بن سيّابة ويعقوب بن شعيب ، عن صالح بن ميثم ، قال : قلت لأبي جعفر ( عليه السلام ) : حدّثني ، قال : فقال لي : « أما سمعت الحديث من أبيك ؟ » قلت : لا ، كنت صغيراً ، قال : قلت فأقول : فإن أصبت ،
1 ـ وعنه في البحار 53 : 112/11 ، تأويل الآيات 1 : 404/9 ، وعنه في البحار 39 : 243/ قطعة من حديث 32.
2 ـ وعنه في البحار 53 : 112/12 ، وتأويل الآيات 1 : 404/10 ، وتفسير البرهان 4 : 229/9 و230/13 ، والإيقاظ من الهجعة : 384/157.
3 ـ النمل 27 : 82.
4 ـ وعنه في البحار 53 : 112/13.


(488)
قلت : نعم ، وإن أخطأت رددتني عن الخطأ ، قال : « ما أشدّ شرطك » قال : قلت : فأقول : فإن أصبت سكت ، وإن أخطأت رددتني ، قال : « هذا أهون عليّ » قلت : تزعم أنّ علياً ( عليه السلام ) دابّة الأرض ، قال : « هه » (1) وذكر الحديث (2).
    [ 546/39 ] حدّثنا أحمد بن إدريس ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى ، حدّثنا الحسين بن سعيد ، قال : حدّثنا الحسين بن بشّار ، قال : سألت أبا الحسن الرضا ( عليه السلام ) عن الدابّة ؟ قال : « أمير المؤمنين صلوات الله عليه الدابّة » (3).
    [ 547/40 ] حدّثنا أحمد بن ادريس ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى ، حدّثنا الحسين بن سعيد ، عن علي بن الحكم ، عن المفضّل بن صالح (4) ، عن جابر ، عن مالك بن حمزة الرواسي ، قال : سمعت أبا ذر يقول : علي ( عليه السلام ) دابّة الأرض (5).
    [ 548/41 ] حدّثنا حميد بن زياد ، حدّثنا عبيدالله بن أحمد بن نهيك ، حدّثنا عيسى بن هشام (6) ، عن أبان ، عن عبدالرحمن بن سيّابة ، عن صالح بن ميثم (7) ، عن
1 ـ في نسخة « س » : هي هو. وكلاهما لم يرد في البحار.
2 ـ وعنه في البحار 53 : 112/14 ، وتفسير البرهان 4 : 291/4.
3 ـ وعنه في تأويل الآيات 1 : 407/9 ـ هامش الصفحة.
4 ـ المفضّل بن صالح : يكنى أبا جميلة ، مولى بني أسد ، كان نخّاساً يبيع الرقيق ، وقيل كان حدّاداً ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق ( عليه السلام ). مات في حياة الإمام الرضا ( عليه السلام ). رجال البرقي : 34 ، رجال الطوسي : 315/565.
5 ـ وعنه في تأويل الآيات 1 : 407/10 ـ هامش الصفحة.
6 ـ في التأويل والبرهان : عبيس بن هشام.
7 ـ صالح بن ميثم : الكوفي الأسدي ، مولاهم تابعي ، عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الباقر والصادق ( عليه السلام ) وقد روى عنهما ( عليهما السلام ). رجال البرقي : 15 و16 ، رجال الطوسي : 126/2 و128/2.


(489)
أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : قلت له : حدّثني ، قال : « أليس قد سمعت من أبيك ؟ » قلت : هلك أبي وأنا صبيّ ، قال : قلت : فأقول فإن أصبت ، قلت : نعم ، وإن أخطأت رددتني عن الخطأ ، قال : « ما أشدّ شرطك » قال ، قلت : فأقول : فإن أصبت سكتّ ، وإن أخطأت رددتني عن الخطأ ، قال : « هذا أهون » قال : قلت : فإنّي أزعم أنّ عليّاً ( عليه السلام ) دابّة الأرض ، قال : فسكتّ.
    قال : فقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : « وأراك والله ستقول أنّ عليّاً راجع إلينا وقرأ ( إنّ الذي فرض عليك القرآن لرادّك إلى معاد ) (1) » قال : قلت : والله لقد جعلتها فيما اُريد أن أسألك عنها فنسيتها.
    فقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : « أفلا اُخبرك بما هو أعظم من هذا ( وما أرسلناك إلاّ كافّة للناس بشيراً ونذيراً ) (2) لا تبقى أرض إلاّ نودي فيها بشهادة أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمّداً رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) » وأشار بيده إلى آفاق الأرض (3).
    [ 549/42 ] حدّثنا الحسين بن أحمد ، حدّثنا محمّد بن عيسى ، عن يونس ، عن إبراهيم بن عبدالحميد (4) ، عن أبان الأحمر ، رفعه إلى أبي جعفر ( عليه السلام ) في قول الله
1 ـ القصص 28 : 85.
2 ـ سبأ 34 : 28.
3 ـ وعنه في البحار 53 : 113/15 ، وأورده الاسترآبادي في تأويل الآيات 1 : 423/20 ، وعنه في تفسير البرهان 4 : 292/7.
4 ـ إبراهيم بن عبدالحميد : الأسدي الكوفي ، مولاهم ، ثقة ، له أصل ، روى عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) ، وقد أدرك الإمام الرضا ( عليه السلام ) ولم يسمع منه.
عدّه البرقي والشيخ من أصحاب الإمام الصادق والكاظم والرضا ( عليهم السلام ).
انظر رجال النجاشي : 20/27 ، رجال البرقي : 27 و48 و53 ، رجال الطوسي : 146/78 و342/4 و366/1.


(490)
عزّ وجلّ ( إنّ الذي فرض عليك القرآن لرادّك إلى معاد ) (1).
    فقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : « ما أحسب نبيّكم ( صلى الله عليه وآله ) إلاّ سيطّلع عليكم اطّلاعة » (2).
    [ 550/43 ] حدّثنا جعفر بن محمّد بن مالك ، حدّثنا الحسن بن علي بن مروان ، حدّثنا سعيد بن عمّار (3) ، عن أبي مروان ، قال : سألت أبا عبدالله ( عليه السلام ) عن قول الله جلّ وعزّ ( إنّ الذي فرض عليك القرآن لرادّك إلى معاد ) (4) قال : فقال لي : « لا والله لا تنقضي الدنيا ولا تذهب حتى يجتمع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وعليّ ( عليه السلام ) بالثوية ، فيلتقيان ويبنيان بالثوية مسجداً له اثنا عشر ألف باب » يعني موضعاً بالكوفة (5).
    [ 551/44 ] حدّثنا أحمد بن هوذة الباهلي ، حدّثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي ، حدّثنا عبدالله بن حمّاد الأنصاري ، عن أبي مريم الأنصاري ، قال : سألت أبا عبدالله ( عليه السلام ) وذكر مثله (6).
1 و 4 ـ القصص 28 : 85.
2 ـ وعنه في البحار 53 : 113/16.
3 ـ في التأويل : سعيد بن عمر.
5 ـ وعنه في البحار 53 : 113/17 ، وأورده الاسترآبادي في تأويل الآيات 1 : 424/21 ، وعنه في تفسير البرهان 4 : 292/8 ، والايقاظ من الهجعة : 386/162.
6 ـ وعنه في البحار 53 : 114/ ذيل ح17 ، والايقاظ من الهجعة : 386/ ذيل حديث 162.


(491)
    قوله عزّ وجلّ ( ولنذيقنّهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر ) (1).
    [ 552/45 ] حدّثنا الحسين بن محمّد ، قال : حدّثنا محمّد بن عيسى ، حدّثنا يونس ، عن مفضّل بن صالح ، عن زيد الشحّام ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : م « ( العذاب الأدنى ) دابّة الأرض » (2).
    [ 553/46 ] حدّثنا هاشم بن خلف أبو محمّد الدوري ، حدّثنا إبراهيم بن اسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كهيل ، حدّثني أبي ، عن أبيه ، عن سلمة بن كهيل ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ، عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) أنّه قال في خطبة خطبها في حجّة الوداع : « لأقتلنّ العمالقة في كتيبة ، فقال له جبرئيل ( عليه السلام ) : أو علي ؟ قال : أو علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) » (3).
    [ 554/47 ] ومنه أيضاً حدّثنا جعفر بن محمّد بن مالك ، قال : حدّثنا محمّد بن القاسم بن إسماعيل (4) ، عن علي بن خالد العاقولي ، عن عبدالكريم بن عمرو
1 ـ السجدة 32 : 21.
2 ـ وعنه في البحار 53 : 114/ ذيل حديث 18 ، وأورده الاسترآبادي في تأويل الآيات 2 : 444/7 ، وعنه في تفسير البرهان 4 : 401/4.
وقد ورد في نسخة « ض » زيادة حديث لم ترد في المطبوع ولا في بقية النسخ ، ولم أعثر عليه في المصادر.
حدّثنا الحسين ، حدّثنا محمّد ، حدّثنا يونس ، عن رجل ، عن الحلبي ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال : « ( العذاب الأدنى ) دابّة الأرض ».
3 ـ وعنه في البحار 53 : 114/19 ، وأورده الحاكم في المستدرك 3 : 126 ، والطبراني في المعجم الكبير 11 : 74/11088 ، والهيثمي في مجمع الزوائد 6 : 232 ، باختلاف يسير.
4 ـ في المصادر : القاسم بن إسماعيل.


(492)
الخثعمي ، عن سليمان بن خالد ، قال : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) في قوله تعالى ( يوم ترجف الراجفة * تتبعها الرادفة ) (1) قال : « ( الراجفة ) الحسين بن علي ( عليه السلام ) ، و ( الرادفة ) علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، وأول من ينفض عن رأسه التراب الحسين بن علي ( عليه السلام ) في خمسة وسبعين ألفاً وهو قوله جلّ وعزّ ( إنّا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد * يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار ) (2) » (3).
    [ 555/48 ] محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن يحيى ، عمّن ذكره ، عن الحسن بن موسى الخشّاب ، عن جعفر بن محمّد ، عن كرام ، قال : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : « لو كان الناس رجلين لكان أحدهما الإمام ( عليه السلام ) ».
    وقال : « إنّ آخر من يموت الإمام ( عليه السلام ) ، لئلاّ يحتجّ أحد على الله عزّ وجلّ أنّه تركه بغير حجّة عليه » (4).
    المراد بالإمام هنا ـ الذي هو آخر من يموت ـ الجنس ، لأنّ الحجّة تقوم على الخلق بمنذر أو هاد في الجملة دون المشار إليه ( صلى الله عليه وآله ) ، على ما ورد عنهم صلوات الله عليهم فيما تقدّم : من أنّ الحسين بن علي ( عليه السلام ) هو الذي يغسّل المهدي ( عليه السلام ) ، ويحكم بعده في الدنيا ما شاء الله.
    ويجب على من يقرّ لآل محمّد ( صلى الله عليه وآله ) بالإمامة وفرض الطاعة ، أن يسلّم إليهم
1 ـ النازعات 79 : 6 ـ 7.
2 ـ المؤمن 40 : 51 ـ 52.
3 ـ أورده الاسترآبادي في تأويل الآيات 2 : 762/1 ، وفرات الكوفي في تفسيره : 537/689 ، وعن التأويل في تفسير البرهان 5 : 575/3 ، والبحار 53 : 106/134.
4 ـ الكافي 1 : 180/3 ، وأورده الصدوق في علل الشرائع : 196/6.


(493)
فيما يقولون ، ولا يردّ شيئاً من حديثهم المروي عنهم ، إذا لم يخالف الكتاب والسنّة المتفق عليهما ، ورجعتهم صلوات الله عليهم جاءت في الكتاب والسنة لا ريب فيها ، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم ، والحمد لله ربّ العالمين وصلّى الله على محمّد وآله أجمعين.
    [ 556/49 ] محمّد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه ، عن علي بن أحمد بن موسى الدقّاق ، عن محمّد بن أبي عبدالله الكوفي ، عن موسى بن عمران النخعي ، عن عمّه الحسين بن يزيد النوفلي ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبيه (2) ، عن أبي بصير ، قال : قلت للصادق ( عليه السلام ) : يابن رسول الله سمعت من أبيك ( عليه السلام ) أنّه قال « يكون بعد القائم ( عليه السلام ) اثنا عشر اماماً » فقال : « قد قال : إثنا عشر مهدياً ، ولم يقل : اثنا عشر إماماً ، ولكنّهم قوم من شيعتنا يدعون الناس إلى موالاتنا ومعرفة حقّنا » (3).
    إعلم هداك الله بهداه أنّ علم آل محمّد صلوات الله عليهم ليس فيه اختلاف ، بل بعضه يصدّق (1) بعضاً ، وقد روينا أحاديثاً عنهم صلوات الله عليهم جمّة في رجعة الأئمّة الاثني عشر ، فكأنّه ( عليه السلام ) عرف من السائل الضعف عن احتمال هذا العلم الخاص ، الذي خصّ الله سبحانه من شاء من خاصّته ، وتكرّم به على من أراد من بريّته ، كما قال سبحانه ( ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم ) (2) فأوّله بتأويل حسن بحيث لا يصعب عليه فينكر قلبه فيكفر.
1 ـ عن أبيه ، لم يرد في كمال الدين.
2 ـ كمال الدين : 358/56 ، وعنه في البحار 53 : 115/21 ، وعن الكمال في ص 145/1.
3 ـ في نسخة « س » : يفسّر ويصدّق.
4 ـ الجمعة 62 : 4.


(494)
    فقد روي في الحديث عنهم ( عليهم السلام ) : « ما كلّ ما يعلم يقال ، ولا كلّ ما يقال حان وقته ، ولا كلّ ما حان وقته حضر أهله » (1).
    وروي أيضاً : « لا تقولوا الجبت والطاغوت ولا تقولوا الرجعة ، فإن قالوا قد كنتم تقولون ، قولوا : الآن لا نقول » (2).
    وهذا من باب التقية التي تعبّد الله بها عباده في زمن الأوصياء.
    [ 557/50 ] من كتاب البشارة للسيّد رضي الدين علي بن طاووس ( قدس سره ) وجدت في كتاب تاليف جعفر بن محمّد بن مالك الكوفي باسناده إلى حمران بن أعين قال : عمر الدنيا مائة ألف سنة ، لسائر الناس عشرون ألف سنة ، وثمانون ألف سنة لآل محمّد عليه وعليهم السلام (3).
    ( قال السيّد رضي الدين ( رحمه الله ) : واعتقد أنني وجدت في كتاب طاهر (4) بن عبدالله أبسط من هذه الرواية ) (5).
    [ 558/51 ] ومن كتاب الغيبة لمحمّد بن إبراهيم النعماني ، أخبرنا أحمد بن محمّد بن سعيد ، قال : حدّثنا يحيى بن زكريا بن شيبان (6) ، قال : حدّثنا يوسف بن
1 ـ وعنه في البحار 53 : 115.
2 ـ وعنه في البحار 53 : 115.
3 ـ لم أعثر له على مصدر.
4 ـ في نسخة « ض » : ظهير.
5 ـ ما بين القوسين لم يرد في نسخة « ق ».
6 ـ يحيى بن زكريا بن شيبان : أبو عبدالله الكندي العلاّف الشيخ الثقة الصدوق ، لا يطعن عليه ، وذكره ابن داود في القسم الأول من كتابه وهو قسم الممدوحين.
رجال النجاشي : 442/119 ، رجال ابن داود : 203/1702.


(495)
كليب ، قال : حدّثنا الحسن بن علي بن أبي حمزة ، عن عاصم بن حميد الحنّاط ، عن أبي حمزة الثمالي ، قال : سمعت أبا جعفر محمّد بن علي ( عليه السلام ) يقول : « لو قد خرج قائم آل محمّد عليه وعليهم السلام لنصره الله بالملائكة المسوّمين والمردفين ، والمنزلين والكرّوبين ، يكون جبرئيل ( عليه السلام ) أمامه ، وميكائيل ( عليه السلام ) عن يمينه ، واسرافيل ( عليه السلام ) عن يساره ، والرعب ـ مسيرة شهر ـ أمامه وخلفه وعن يمينه وعن شماله ، والملائكة المقرّبون حذاءه (1) ، أول من يبايعه (2) محمّد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وعلي صلوات الله عليه الثاني ، معه سيف مخترط (3) يفتح الله له الروم والصين والترك والديلم والسند والهند وكابل شاه (4) والخزر.
    يا أبا حمزة لا يقوم القائم ( عليه السلام ) إلاّ على خوف شديد ، وزلازل ، وفتنة ، وبلاء يصيب الناس ، وطاعون قبل ذلك ، وسيف قاطع بين العرب ، واختلاف شديد بين الناس ، وتشتّت في دينهم ، وتغيّر في حالهم ، حتى يتمنّى المتمنّي الموت صباحاً ومساءً من عظم ما يرى ؛ من كَلَب الناس وأكل بعضهم بعضاً.
    وخروجه إذا خرج عند الإياس والقنوط ، فياطوبى لمن أدركه وكان من أنصاره ، والويل كلّ الويل لمن ناواه وخالف أمره وكان من أعدائه.
    ثمّ قال : يقوم بأمر جديد (5) ، وسنّة جديدة ، وقضاء (6) جديد ، على العرب
1 ـ في نسخة « س » : حدّاثه.
وحذاء الشي : إزاؤه. الصحاح 6 : 2311 ـ حذا.
2 ـ في نسخة « ض » : يشايعه ، وفي المصدر يتبعه.
3 ـ في نسخة « ض » : مخضرة.
4 ـ في نسخة « ق » : وكابل وساوه.
5 ـ في نسختي « س وض » زيادة : وكتاب جديد.
6 ـ في نسختي « س وض » : وقتال.
مختصر البصائر ::: فهرس