تنقيح المقال ـ الجزء العاشر ::: 31 ـ 45
(31)
    أحدهما : يكشف عن لطف الصادق عليه السلام وعنايته به ، وهو : ما رواه عن محمّد بن مسعود ، عن عليّ بن الحسن ، عن ابن أورمة ، عن عثمان بن عيسى ، عن إسماعيل بن جابر ، قال : أصابني لقوة * في وجهي ، فلمّا قدمنا المدينة ، دخلت على أبي عبد الله عليه السلام قال : « ما الذي أرى بوجهك ؟ » ، قال : قلت : فاسدة ريح ** قال : فقال لي : « أئت قبر النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ، فصّل عنده ركعتين ، ثمّ ضع يدك على وجهك ، ثمّ قُلّ : بسم الله وبالله يا (1) هذا اُخرج ، أقسمت (2) عليك من عين إنس أو من عين جنّ أو وجع اُخرج (3) ، عليك بالذي اتّخذ إبراهيم خليلا ، وكلّم موسى تكليماً ، وخلق عيسى من روح القدس لما هدئت ، وطفيت كما أطفئت نار إبراهيم إطفاء بإذن الله ».
    قال : ما عاودت إلاّ مرّتين ، حتى رجع وجهي فما عاد إلى الساعة. انتهى.
    فإنّه لولا عنايته عليه السلام به لما علّمه هذا العمل حتّى برئ ممّا بوجهه.
* ـ اللقوة : داء في الوجه ينحرف به أحد الفكين إلى جانب الفك الآخر. [ منه ( قدّس سرّه ) ].
    أقول : قال في الصحاح 6/2485 ، والقاموس المحيط 4/386 : اللَقْوَة : داء في الوجه ، وفي تاج العروس 10/331 : اللَقوة ـ بالفتح ـ : داء في الوجه. وزاد الأزهري : يعوج منه الشدق. وقالت الأطباء : اللقوة : مرض ينجذب له شقّ الوجه إلى جهة غير طبيعية ولا يحسن التقاء الشفتين ولا تنطبق إحدى العينين. وفي لسان العرب 15/252 : اللَقْوَة : داء يكون في الوجه يَعْوَجّ منه الشّدْق .. هو مرض يَعرِض للوجه فيُميله إلى أحد جانبيه.
** ـ نسخة بدل : ريح فاسدة. [ منه ( قدّس سرّه ) ].
1 ـ في المصدر لم ترد : يا.
2 ـ في رجال الكشّي : هذا أحرج عليك ، ولكن في مجمع الرجال 1/207 نقلا عن رجال الكشّي : بهذا اخرج أقسمت عليك.
3 ـ في رجال الكشّي : أحرج عليك.


(32)
    والآخر : ما رواه (1) عن محمّد بن مسعود ، عن جبرئيل بن أحمد ، عن محمّد ابن عيسى (2) ، عن يونس ، عن أبي الصباح ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول (3) : « هلك المستريبون (4) في أديانهم ، منهم : زرارة ، وبريد ، ومحمد بن مسلم ، وإسماعيل الجعفي » ، وذكر آخر لم أحفظه.
    والظاهر أنّه إلى هذا الخبر أشار العلاّمة رحمه الله في عبارة الخلاصة المزبورة. و الضعف الذي نبّه عليه لعلّه لجهالة جبرئيل بن أحمد في السند ، أو لأنّ اقترانه بزرارة ومحمد بن مسلم المحرز عدالتهما وجلالتهما ، يكشف عن كون الذمّ الوارد في الرواية للتقيّة حفظاً لهما.
    قال الميرزا في المنهج (5) أنّه : ليس صريحاً في القدح فيه ، بل لا يبعد أن يكون الكلام ناشئاً منه عليه السلام عن شفقته عليهم ، وترغيباً لهم في إخفاء أمرهم عن المخالفين ، أو الاحتياط في الفتوى ، أو تخوّفاً عن خلاف ذلك ، على أنّه معارض بأصحّ منه وأصرح في حقّ زرارة ومحمد بن مسلم وبريد ، كما هو مذكور في موضعه. بل اقترانه بهؤلاء ينبئ عن علوّ قدره ، وعظم منزلته. انتهى.
    وتلخيص المقال ؛ إنّ إسماعيل بن جابر له روايات كثيرة ، فإن كان الخثعمي و الجعفي * متحداً فلا إشكال ، وإن تعددا أخذنا في الجعفي بتوثيق العلاّمة ، و الطريحي ، والكاظمي ، والمجلسي ، والبحراني و .. غيرهم. وفي الخثعمي بتوثيق
1 ـ الكشّي في رجاله : 169 حديث 283 ، ومثله في صفحة : 199 حديث 350.
2 ـ في المصدر : محمّد بن عيسى بن عبيد.
3 ـ في المصدر زيادة : يا أبا الصباح.
4 ـ نسخة بدل : المتريّسون.
5 ـ منهج المقال : 56.
* ـ بمعنى كون المنسوب واحداً وإن اختلفت النسبة ، وإلاّ فالجعفي لا يكون خثعمياً ، والخثعمي لا يكون جعفياً. [ منه ( قدّس سرّه ) ].


(33)
الشيخ رحمه الله. ونحكم بصحّة ما صحّ سائر رجاله من تلك الروايات بأجمعها.
    وقد بنى على اتّحادهما جمع من الأواخر (1) ، بل ظاهر الميرزا في المنهج (2) أنّ اتّحادهما مسلّم ، حيث قال : الجعفي أصحّ ، وأبوه جابر مشهور به معروف. انتهى.
    فإنّ جعله الجعفي أصحّ النسخ ظاهر في أنّ الاتّحاد محرز ، كما استفاد ذلك منه الوحيد رحمه الله حيث قال في التعليقة (3) : والمستفاد من كلام المصنّف رحمه الله أنّ الخثعمي وهم ، وأنّ الأصحّ الجعفي .. إلى أن قال : وهذا منه ينبئ بعدم تأمّل منه في الاتّحاد أصلا كما هو عند الخلاصة أيضاً كذلك ، وكذا عند أكثر المحقّقين المطلّعين على الأمر ، والأمر كذلك .. إلى أن قال : وممّا يشير إلى الاتّحاد رواية صفوان ، وأنّه يبعد عدم اطلاع الشيخ رحمه الله على الجعفي ، مع اشتهاره غاية الإشتهار ، وكثرة وروده في الأخبار ، مع أنّ الراوي حديث الأذان المشتهر اشتهار الشمس في رابعة النهار ، الذي هو مستند الشيخ رحمه الله (4) في الأذان. و كذا باقي المشايخ الكبار ، ويومي إليه كلام النجاشي ، ومع ذلك لا يتوجّه إليه أصلا ، ويتوجّه إلى غير معروف ولا معهود ، بل ويتكرّر توجهه إليه ، سيما وأن
1 ـ منهم الشيخ محمّد طه نجف رحمه الله في إتقان المقال : 25 ، والتفريشي في نقد الرجال : 43 برقم 14 [ المحقّقة 1/212 برقم ( 480 ) ] ، والسيد الخوئي في معجم رجال الحديث 3/112 برقم 1303.
2 ـ في منهج المقال : 56.
3 ـ التعليقة المطبوعة على هامش منهج المقال : 57 ، وجاء في سند رواية في كامل الزيارات : 78 باب 25 حديث 3 بسنده : .. عن محمّد بن سنان ، عن إسماعيل بن جابر ، عن أبي عبد الله عليه السلام ..
4 ـ والرواية في الكافي 3/302 باب بدء الأذان والإقامة حديث 3 بسنده : .. عن أبان بن عثمان ، عن إسماعيل الجعفي ، قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام ..


(34)
يكون ثقة ممدوحاً صاحب اُصول ، بل وغير خفيّ على المطلع أنّها تناسب الجعفي. هذا ، مضافاً إلى أنّه لا يتوجّه أصلا غيره من الكشّي والنجاشي و الخلاصة إلى من تكرر توجّهه إليه.
    وبالجملة ؛ التأمّل في الاتّحاد ليس في موضعه ولا وجه له أصلا. هذا ، ويحتمل أن يكون قول النجاشي : وهو الذي روى حديث الأذان ، إشارة إلى مقبولية روايته ، واشتهارها بالقبول. ورواية صفوان عنه تشير إلى وثاقته. انتهى ما في التعليقة.
    وما ذكره موجّه متين ، وأشار بقوله : مع أنّ الراوي حديث الأذان .. إلى آخره. إلى ما في الحاوي (1) من الإستشهاد للاتّحاد ، وكون الخثعمي تصحيف الجعفي ، بأنّ حديث الأذان الذي اعتمد عليه الشيخ و .. غيره وأشار إليه النجاشي ، قد رواه الشيخ رحمه الله في التهذيب (2) و .. غيره عن غيره ، عن إسماعيل الجعفي ، فيكشف عن أنّ الجعفي هو الصحيح. انتهى موضّحاً.
    وقد عرفت أنّ تحقيق ذلك لا نتيجة له ، بعد ثبوت وثاقة كليهما (3).
1 ـ حاوي الأقوال 1/144 برقم 29 [ المخطوطة : 15 برقم ( 29 ) من نسختنا ].
2 ـ التهذيب 2/59 حديث 208 بسنده : .. عن أبان بن عثمان ، عن إسماعيل الجعفي ، قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام ..
3 ـ أقول : حقق بعض أعلام المعاصرين في موسوعته معجم رجال الحديث 3/115 ـ 117 للاتّحاد بما لا مزيد عليه ، وإن شئت فراجعها ، ونزيد هنا : إنّ منشأ تعدد الجعفي و الخثعمي هو رجال الشيخ رحمه الله ، فإنّه ذكر في أصحاب الباقر وأصحاب الصادق عليهما السلام ( الخثعمي ) ويدلّنا على خطأ النسخة أنّ في مجمع الرجال نقلا عن رجال الشيخ ذكره في أصحابهما عليهما السلام بعنوان : إسماعيل بن جابر الجعفي ، فيتّضح أنّ ما في نسخنا من رجال الشيخ وقع فيها التصحيف ، والصحيح الجعفي ، نعم وردت رواية في الكافي 4/545 حديث 26 : عن ابن أبي عمير ، عن إسماعيل الخثعمي .. ونقلها


(35)
    التمييز :
    قد ميّزه الطريحي (1) برواية صفوان بن يحيى ، والقاسم بن إسماعيل القرشي ، و عثمان بن عيسى ، وأحمد بن أبي نصر ، عنه. وروايته عن أبي جعفر و أبي عبد الله عليهما السلام.
    وزاد الكاظمي (2) التمييز برواية أبان بن عثمان ، وحماد بن عثمان ، وعبد الله بن المغيرة ، وعبد الله بن مسكان ، وأبي عبد الله البرقي ، وإسحاق بن عمّار ، وعمر بن اُذينة ، وحريز ، وأبي أيوب إبراهيم بن عثمان ، وفضالة بن أيوب ، عنه.
    وزاد في جامع الرواة (3) رواية محمّد بن سنان ، وهشام بن سالم ، وعبيد بن
بعينها في الوافي 2/193 باب النوادر ، ومن المطمأن به أنّ التصحيف سرى إلى السند و الصحيح هو الجعفي ، فراجع وتدبّر.
1 ـ في جامع المقال : 55.
2 ـ في هداية المحدّثين : 19.
تنبيه
    جاء بعض المعاصرين في قاموسه 2/18 ـ 23 وذكر في المقام تفصيلا كثيراً يتلخّص في أنّ الصحيح : إسماعيل بن جابر الخثعمي ، وليس لنا إسماعيل بن جابر الجعفي ، والجعفي هو إسماعيل بن عبد الرحمن الجعفي ، معتمداً في دعواه على رجال الشيخ في أصحاب الباقر والصادق عليهما السلام ، وقد ذكرنا أنّ في رجال الشيخ طبعة النجف الأشرف صحّف الجعفي إلى : الخثعمي ، بدليل أنّ نسخة رجال الشيخ التي عند القهپائي ـ التي نقل عنها في مجمع الرجال وغيرها ـ صرّحوا بأنّه : إسماعيل بن جابر الجعفي ، والتزم بتغليط الكشّي والنجاشي وحمل كلّ ما ورد في سند الأحاديث بعنوان : إسماعيل الجعفي على إسماعيل بن عبد الرحمن ، وأنّ ليس لدينا إسماعيل بن جابر غيره كلّ ذلك دعاوي نشأت من التصحيف الواقع في رجال الشيخ ، فما ذكره وهم و دعاوي بلا برهان ، فتأمّل في المقام لتجد الواقع والصحيح ، وقد كفانا بعض أعلام المعاصرين في معجم رجال الحديث طاب ثراه مؤونة تفنيد مزاعمه بما لا مزيد عليه ، فمن شاء فليراجعه.
3 ـ جامع الرواة 1/93 ـ 94.


(36)
حفص ، وعلي بن النعمان ، وعبد الله بن الوليد الكندي ، ومرازم ، والحسين بن عثمان ، وعلي بن الحسن بن رباط ، ورفاعة بن موسى ، وموسى بن القاسم ، و عبد الملك القمي ، والحسين بن المختار ، والمثنّى ، وإسحاق بن عمّار ، ومعاوية بن وهب ، والحسين بن عطية (1) ، وأبان بن عبد الملك ، وجعفر بن بشير (2) ، وعمر ابن أبان ، والقاسم بن محمد (*).

    [ الترجمة : ]
    نقل في جامع الرواة (3) رواية أبان بن عثمان ، عنه ، عن أبي جعفر عليه السلام في باب : كيفية التكبيرات في صلاة العيدين ، من نسخة من الاستبصار (4). ونقل عن نسخة اُخرى ( البجلي ) بدل ( الجبلي ) واستصوب ذلك ، لعدم ذكر للجبلي ، في كتب الرجال ، ولرواية التهذيب (5) الخبرين بعينهما عن البجلي ، ولأنّ أبان بن
1 ـ في المصدر : الحسن بن عطية.
2 ـ لم يوجد في المصدر : جعفر بن بشير.
(*)
حصيلة البحث
    الظاهر أنّ الصحيح ( الجعفي ) لا الخثعمي فهو الثقة المعنون في أوّل الترجمة ، وإلاّ فإسماعيل بن جابر الخثعمي مجهول كما في المعجم إن كان له وجود ولم يكن متّحداً مع الجعفي.
3 ـ جامع الرواة 1/94.
4 ـ الاستبصار 1/449 حديث 1738 بسنده : .. عن أبان بن عثمان ، عن إسماعيل الجبلي ، عن أبي جعفر عليه السلام ..
5 ـ التهذيب 3/132 حديث 288 بسنده : .. عن أبان بن عثمان ، عن إسماعيل الجعفي ، عن أبي جعفر عليه السلام ، والسند والمتن في الكتابين واحد سوى الاختلاف في الجبلي والجعفي.


(37)
عثمان يروي عن إسماعيل بن عبد الرحمن البجلي (1).
    قلت : عندي من الاستبصار نسخة مصحّحة ، عليها إجازة السيّد نور الدين ابن عمّ صاحب المدارك ، كتب على الجبلي نسخة بدل ، وهو الجعفي ، وكتب عليه أنّه الصواب (*).
1 ـ إنّ إقحام إسماعيل بن عبد الرحمن هنا ليس إلاّ لأنّه أحد فردي الجعفيين المشار إليهما في الترجمة المتقدمة.
(*)
حصيلة البحث
    بعد الإطمئنان بأنّ المعنون تصحيف وهو الجعفي المتقدّم يكون ثقة ، ورواياته صحاح ، ولا وجود للمعنون المذكور.

    جاء بهذا العنوان في مشكاة الأنوار للطبرسي : 510 ، [ والطبعة الحيدرية : 296 ] هكذا : عن إسماعيل بن جرير ، قال : لمّا صرعت تلك الصرعة ـ وكان سقط عن بعيره ـ .. ولكن هذه الرواية جاءت في الاُصول الستّة عشر : 163 ، وفيه : إسماعيل بن جابر.
حصيلة البحث
    على التقديرين فهو مهمل.

    جاء في وسائل الشيعة 3/214 حديث 3438 بسنده : .. عن عليّ بن منصور ، عن إسماعيل الجزري ، عن أبي عبد الله عليه السلام .. ، وعن الكافي 3/227 حديث 2 ، ولكن فيه : عن إسماعيل الجوزي.
حصيلة البحث
    إذا كان الصحيح الجزري فهو مهمل أو الجوزي فهو مذكور في المتن ومحكوم عليه بالجهالة.


(38)
    الضبط :
    كُثَيْر : بالكاف ، والثاء المثلّثة ، والياء المثنّاة من تحت ، والراء المهملة ، وزان رحيل ـ مصغّراً ـ (1).
    الترجمة :
    لم أقف فيه إلاّ على عدّ الشيخ رحمه الله (2) إيّاه بالعنوان المذكور من أصحاب
(o)
مصادر الترجمة
    رجال الشيخ : 148 برقم 109 ، مجمع الرجال 1/208 ، منهج المقال : 56 ، ملخّص المقال في قسم المجاهيل ، الوسيط المخطوط : 39 من نسختنا ، نقد الرجال : 43 برقم 15 [ المحقّقة 1/213 برقم ( 481 ) ] ، جامع الرواة 1/94 ، تاريخ بغداد 6/218 برقم 3274 ، الجرح والتعديل 2/162 برقم 546 ، الكاشف 1/121 برقم 366 ، تهذيب التهذيب 1/287 برقم 533 ، العبر 1/275 ، المغني 1/100 ، الوافي بالوفيات 9/104 برقم 4020 ، تهذيب الكمال 3/56 برقم 433.
1 ـ عبارة المصنّف قدّس سرّه مجملة ؛ فإنّه إذا كان رُحَيْل تصغير رَحْل كما هو الظاهر وبه سمّي الرجل ، فيلزم أن يكون كُثَيْر أيضاً ـ بسكون الياء ـ ، ولكنه لم نجد مَنْ سُمّي به.
    أمّا إذا كان رُحَيل تصغير رَحِيل فهو تشديد الياء ( رُحَيِّل ) فيناسب معه كُثَيِّر تصغير ( كَثِير ) ، وقد جاء استعماله علماً لجماعة كما صرّح به في لسان العرب 5/134 ، وتوضيح المشتبه 7/295 ، فراجع.
2 ـ رجال الشيخ الطوسي رحمه الله : 148 برقم 109 قال : إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير المدني ، وفي مجمع الرجال 1/208 ، ومنهج المقال : 56 ، وملخّص المقال في قسم المجاهيل ، والوسيط المخطوط : 39 من نسختنا ، ونقد الرجال : 43 برقم 15 [ المحقّقة 1/213 برقم ( 481 ) ] الكلّ نقلا عن رجال الشيخ رحمه الله : إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير المدني ، ولكن في جامع الرواة 1/94 نقلا عن رجال الشيخ : إسماعيل بن جعفر أبا كثير المدني.


(39)
الصادق عليه السلام.
    إلاّ أنّه أسقط في بعض النسخ كلمة ( أبي ) وهي موجودة في نسخة معتمدة منه ، وكذا في كلام جمع.
    وعلى كلّ حال ؛ فظاهره كونه إماميّاً ، إلاّ أنّ حاله مجهول.
    نعم ، عن تقريب ابن حجر (1) : إسماعيل بن جعفر بن (2) كثير الأنصاري
1 ـ تقريب التهذيب 1/68 برقم 495 ، وذكره الخطيب في تاريخ بغداد 6/218 ـ 219 برقم 3274 فقال : إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير أبو إبراهيم الأنصاري مولى بني زريق ، قارئ أهل مدينة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وهو أخو محمد وكثير و يحيى ويعقوب بني جعفر. سمع عبد الله بن دينار مولى ابن عمر ، والعلاء بن عبد الرحمن مولى الحرقة ، وشريك بن عبد الله بن أبي نمر ، وربيعة بن أبي عبد الرحمن ، و عمرو بن أبي عمرو ، وأبا سهيل نافع بن مالك. ثمّ عدّ آخرين .. إلى أن قال : وكان قد أقام ببغداد يؤدّب عليّ بن المهدي المعروف ب‍ : ابن زرة ، ولم يزل بها إلى حين وفاته .. إلى أن قال : سمعت مصعباً يقول : إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير من رقيق عبد الله بن الزبير .. إلى أن قال في صفحة : 220 : يحيى بن معين يقول : إسماعيل بن جعفر ثقة مأمون قليل الخطأ صدوق .. ثمّ نقل توثيقه عن ابن المديني وعبد الرحمن بن يوسف بن خراش ومحمد بن سعد .. إلى أن قال : مات سنة ثمانين ومائة.
    وترجمه في تهذيب التهذيب 1/287 برقم 533 بعنوان : إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير الأنصاري الزرقي مولاهم أبو إسحاق القاري .. ثمّ وثّقه وأرّخ موته بسنة 180. و ترجمه في الجرح والتعديل 2/162 برقم 546.
    وفي العبر 1/275 في حوادث سنة 180 : وفيها توفّي إسماعيل بن جعفر الأنصاري ، مولاهم المدني ، قاري المدينة بعد نافع ، ومحدّثها بعد مالك ، روى عن عبد الله بن دينار ، والعلاء بن عبد الرحمن وطائفة.
    وفي المغني 1/100 في حوادث سنة 180 أرّخ وفاته بتلك السنة ، وفي الوافي بالوفيات 9/104 برقم 4028 وأرخ وفاته سنة 180 ، وتهذيب الكمال 3/56 برقم 433.
2 ـ في تقريب التهذيب ـ كما في العنوان ـ ابن أبي كثير.


(40)
الزرقي أبو إسحاق القاري ، ثقة ثبت ، من الثامنة ، مات سنة ثمانين ـ أي بعد المائة ـ.
    وعن المختصر الذهبي (1) أنّه : توفّي في التاريخ المذكور ، من ثقات العلماء. انتهى.
    بيان :
    الزُرَقي : بالزاي المعجمة المضمومة ، ثمّ الراء المهملة المفتوحة ، ثمّ القاف ، ثمّ الياء ، نسبة إلى زُرَيْق. قال في التاج (2) مازجاً : وبنو زُرَيْق ، خلق من الأنصار و النسبة إليهم زُرَقي كجُهَني ، وهم بنو زريق بن عامر بن زريق بن عبد [ بن ] (3) حارثة بن مالك بن غصب * الخزرجي ، إليه يرجع كلّ زرقي ما خلا زريق ثعلبة طيء. انتهى المهم ممّا في التاج (*).
1 ـ في الكاشف للذهبي 1/121 برقم 366 قال : إسماعيل بن جعفر المدني .. إلى أن قال : توفّي سنة 180 من ثقات العلماء.
2 ـ تاج العروس 6/369. وانظر : الإكمال لابن ماكولا 3/363 ، الأنساب للسمعاني 6/292 برقم 1921 ، توضيح المشتبه 4/291.
3 ـ الزيادة من الإكمال.
* ـ غصب هو ابن جشم بن الخزرج. [ منه ( قدّس سرّه ) ].
    أقول : كما في الإكمال 3/363 ، وفيه : غضب ، بالضاد المعجمة.
(*)
حصيلة البحث
    من وقف على كلمات أعلام العامة واطلّع على من روى المعنون عنهم ورووا عنه لا يشكّ في كونه من محدّثي العامّة وقرّائهم ، فهو مع دركه لزمان الإمام الصادق والكاظم عليهما السلام وتشرّفه بالمثول بين يديهم لم يُذكر له أنّه روى عنهم ،
فمن هنا يستشم كونه معانداً لهما عليهما السلام ، وبذلك يعدّ ضعيفاً لا مجهولا ، والله العالم.


(41)
    [ الترجمة : ]
    لم أقف فيه إلاّ على عدّ الشيخ رحمه الله (1) إيّاه ـ من غير توصيف ـ من أصحاب الصادق عليه السلام.
    وظاهره كونه إماميّاً ، إلاّ أنّ حاله مجهول (*).
(o)
مصادر الترجمة
    رجال الشيخ : 148 برقم 120 ، مجمع الرجال 1/209 ، نقد الرجال : 43 برقم 16 [ المحقّقة 1/213 برقم ( 482 ) ] ، جامع الرواة 1/94.
1 ـ رجال الشيخ : 148 برقم 120 ، وجاء في مجمع الرجال 1/209 ، ونقد الرجال : 43 برقم 16 [ المحقّقة 1/213 برقم ( 482 ) ] ذكرا عن رجال الشيخ ـ إسماعيل بن جعفر بن محمّد عليهما السلام ـ فقط وكأنّهما يشيران إلى الاتّحاد ، ونقل في جامع الرواة 1/94 التعدّد.
(*)
حصيلة البحث
    لا يبعد كون المعنون شبل الإمام الصادق عليه السلام ، وسوف تأتي ترجمته ، وعلى فرض التعدّد يعدّ مجهولاً موضوعاً وحكماً.

    جاء في كامل الزيارات : 22 الباب الرابع حديث 8 ، [ وفي الطبعة الجديدة : 61 حديث 44 ] : وعنه ، عن سلمة ، عن إسماعيل بن جعفر ، عن بعض أصحابه ، عن مرازم ، عن أبي عبد الله عليه السلام .. ، وعنه في وسائل الشيعة 5/282 حديث 6555 ، وبحار الأنوار 99/382 حديث 15 مثله.
    أقول : سلمة في هذه الرواية هو سلمة بن الخطّاب بقرينة الرواية


(42)

السادسة ، وفيه : حدثني حكيم بن داود بن حكيم ، عن سلمة بن الخطاب .. ، و سلمة بن الخطاب ممّن لم يرو عنهم عليهم السلام ، وحكيم ابن داود بن حكيم لم يذكره علماء الرجال ، ولذلك يستبعد أن يكون إسماعيل بن جعفر نجل الإمام الصادق عليه السلام ، للفصل الزمني بين زمان إسماعيل ابن الإمام وبين من لم يرو عنهم عليهم السلام ، حيث إنّ إسماعيل توفّي في زمان أبيه الصادق عليه السلام.
    ولك أن تقول : إنّ الشيخ يعدّ من أصحاب الإمام ـ من لم ترد عنه رواية ـ فيمن لم يرو عنهم ، وهذا صحيح إذا كانت له رواية عن الإمام و اُخرى بالواسطة ، ولذلك يعدّه الشيخ في البابين ، أمّا إذا لم تكن له رواية عن الإمام بلا واسطة فليس كذلك.
حصيلة البحث
    إنّ عدّ المعنون نجل الإمام الصادق عليه السلام بعيد جداً ، وعليه فالمعنون غير متّضح الموضوع والحال.

    جاء في حلية الأولياء 3/198 برقم 236 في ترجمة الإمام الصادق جعفر بن محمّد عليهما السلام : وروى عن جعفر عدّة من التابعين ، منهم : يحيى بن سعيد الأنصاري .. إلى أن قال : وإسماعيل بن جعفر.
    ومثله في بحار الأنوار 47/27.
حصيلة البحث
    المعنون من رواة العامة الذين أخذوا الحديث الصحيح من الإمام الصادق ، وهو غير إسماعيل بن جعفر المذكور في المتن والاستدراك.

    جاء في رجال النجاشي : 7 برقم 5 في ترجمة عبد الله بن الحرّ الجعفي ،


(43)
    [ الضبط : ]
    قد مرّ (1) ضبط العامري في : أبان بن كثير.
    [ الترجمة : ]
    ولم أقف في حال الرجل إلاّ على ما حكي عن كتاب البرقي (2) من عدّه من
وقد ذكر ذلك البخاري فقال : إسماعيل بن جعفر بن أبي خصفة ، عن سليمان بن يسار ..
حصيلة البحث
    لم أجد للمعنون ذكراً في المعاجم الرجالية ، فهو مهمل.
(o)
مصادر الترجمة
    رجال البرقي : 28 ، جامع الرواة 1/95 ، منهج المقال : 56 ، وغيرها.
1 ـ في صفحة : 159 من المجلّد الثالث.
2 ـ رجال البرقي : 28 : إسماعيل بن جعفر ، روى عنه عثمان بن عيسى العامري.
    أقول : أخذ المؤلّف قدّس سرّه العنوان من الوسيط المخطوط ، ومنهج المقال : 56 ، وجامع الرواة 1/95 ناقلين عن رجال البرقي ، والظاهر أنّ ( عن ) في نسختهم من رجال البرقي صحف إلى ( بن ) ، و الصحيح ـ كما في رجال البرقي ـ ما ذكرناه ، فعليه إسماعيل ابن جعفر هذا متّحد مع المتقدّم.


(44)
أصحاب الصادق عليه السلام.
    وحاله مجهول (*).
(*)
حصيلة البحث
    يجري على المعنون حكم المتقدّم لاتّحاده معه.

    لاحظ ما ذكره المصنّف قدّس سرّه في ترجمة إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير تحت رقم ( 836 ) حيث هو نسخة فيه.

    جاء بهذا العنوان في سند رواية في التهذيب 10/295 باب ديات الشجاج حديث 1148 بسنده : .. عن محمّد بن حسان الرازي ، عن إسماعيل بن جعفر الكندي ، عن ظريف بن ناصح ، قال : حدثني رجل يقال له عبد الله بن أيوب ..
    وعنه في وسائل الشيعة 29 / 290 ذيل حديث 35643 مثله.
حصيلة البحث
    لم أجد للمعنون في المعاجم الرجالية والحديثية ذكراً ، فهو مهمل.


(45)
    [ الترجمة : ]
    قد عدّه الشيخ رحمه الله في رجاله (1) من أصحاب الصادق عليه السلام.
    وحكى في التكملة (2) عن الصالح (3) أنّ : إسماعيل هذا كان رجلا صالحاً ، فظنّ
(o)
مصادر الترجمة
    رجال الشيخ : 146 برقم 81 ، تكملة الرجال 1/191 ، شرح اُصول الكافي للمولى صالح المازندراني 6/78 ، إعلام الورى : 284 ، الإرشاد للشيخ المفيد : 267 [ الطبعة المحقّقة 2/210 ] ، رجال الكشّي تراجع الفهارس ، إكمال الدين 1/70 ، رسالة شرح عقائد الصدوق للشيخ المفيد : 168 ، تعليقة الوحيد المطبوعة على هامش منهج المقال : 58 ، مجمع الرجال 1/35 ، الكافي تراجع الفهارس ، منتهى المقال : 54 [ 2/51 برقم ( 338 ) طبعة مؤسسة آل البيت عليهم السلام ] ، الإختصاص : 290 ، الخرائج والجرائح 2/637 حديث 40 [ النسخة الكاملة المخطوطة : 334 من نسختنا ] ، أعلام الإسماعيلية : 162 ، عمدة الطالب : 233 ، الوافي بالوفيات 9/101 برقم 4017 ، روضات الجنّات 1/102 برقم 27 ، جامع الرواة 1/95.
1 ـ رجال الشيخ : 146 برقم 81.
2 ـ تكملة الرجال 1/191 : قال الصالح : هو إسماعيل بن جعفر .. فالألف واللام الداخلان على صالح من صاحب التكملة وليس من المؤلّف قدّس سرّه ، فاعتراض بعض المعاصرين في قاموسه 2/27 في غير محلّه وناش عن التسرّع في النقد.
3 ـ وهو المولى محمّد صالح المازندراني في شرحه على اُصول الكافي 6/78 قوله : و ذكرت إسماعيل ، هو إسماعيل بن جعفر بن محمّد الباقر عليهما السلام ، وكان رجلا صالحاً فظنّ أبو بصير وغيره من الشيعة أنّه وصيّ لأبيه بعده فلذلك قال الصادق عليه السلام بعد موته : « ما بدا لله في شيء كما بدا له في إسماعيل ابني » وليس معناه
تنقيح المقال ـ الجزء العاشر ::: فهرس