تنقيح المقال ـ الجزء العاشر ::: 46 ـ 60
(46)
أبو بصير وغيره من الشيعة أنّه وصّى لابنه * من بعده ، فلذلك قال الصادق عليه السلام بعد موته : « مابدا لله في شيء كما بدا له في إسماعيل ابني ». انتهى.
    وعن إعلام الورى (1) أنّ : إسماعيل كان أكبر إخوته ، وكان أبوه الصادق عليه السلام شديد المحبة له ، والبرّ به.
    وقد كان يظنّ قوم من الشيعة في حياة الصادق عليه السلام أنّه القائم بعده ، و الخليفة له من بعده ، إذ كان أكبر إخوته سناً ، ولميل أبيه إليه ، وإكرامه له ، فمات في حياة أبيه الصادق عليه السلام بالعريض ، وحمل على رقاب الرجال إلى أبيه بالمدينة ، حتى دفن بالبقيع. وروي أنّ أبا عبد الله عليه السلام جزع جزعاً شديداً ، وحزن عليه حزناً عظيماً ، وتقدّم سريره بغير حذاء ولا رداء ، فأمر بوضع سريره على الأرض قبل دفنه مراراً كثيرة وكان يكشف عن وجهه ، و ينظر إليه ، يريد بذلك تحقيق أمر وفاته عند الظانّين خلافته له من بعده ، وإزالة الشبهة عنهم في حياته. ولما مات إسماعيل انصرف عن القول بإمامته بعد أبيه من كان يظنّ ذلك ، ويعتقد من أصحاب أبيه عليه السلام ، وأقام على حياته طائفة لم تكن من خواص أبيه ، بل كانت من الأباعد. فلمّا مات الصادق عليه السلام انتقل جماعة إلى القول بإمامة موسى بن جعفر عليه السلام وافترق الباقون منهم فرقتين ، فرقة منهم رجعوا عن حياة إسماعيل ، وقالوا بإمامة ابنه محمد بن
أنّ الله تعالى رجع عن الحكم بإمامته بعد أبيه وبدا له بداء ندامة ، كيف وقد قال عليه السلام : « من زعم أنّ الله تعالى بدا له في شيء بداء ندامة فهو عندنا كافر بالله العظيم » بل معناه ما أشار إليه الصدوق رحمه الله .. وخلاصته أنّه أظهر ما كان مخفياً علينا.
* ـ الظاهر : لأبيه. [ منه ( قدّس سرّه ) ].
1 ـ إعلام الورى : 284 باختلاف مع تقديم وتأخير.


(47)
إسماعيل ، لظنّهم أنّ الإمامة كانت لأبيه * وأنّ الابن أحقّ بمقام الإمامة من الأخ ، و فريق منهم ثبتوا على حياة إسماعيل ، وهم اليوم شذاذ. وهذان الفريقان يسمّيان : الإسماعيلية. انتهى.
    ونحوه ذكر المفيد في الإرشاد (1) .. إلى قوله : وهم اليوم شذاذ ، وزاد قوله : لا يعرف منهم أحد يومى إليه ، ثمّ قال : وهذان الفريقان يسمّيان ب‍ : الإسماعيلية. انتهى.
    ولم يعنون الكشّي إسماعيل بن جعفر مستقلا ، بل ذكر في ترجمته جملة من الرواة الذين عنونهم ، كإبراهيم بن أبي سمال ، وبسّام ، وعبد الله بن شريك ، و عبد الرحمن بن سيابة ، والفيض بن المختار ، والمعلّى بن خنيس ، والمفضّل بن عمر ، أخباراً فيها ذكر إسماعيل ، ولا يهمّنا منها إلاّ ما زعم بعضهم دلالته على ذمّ إسماعيل ، وليس كما زعم. وهو ما رواه (2) عن محمّد بن مسعود ، قال : حدثني محمد بن نصير ، قال : حدثنا محمّد بن عيسى ، عن الحسين (3) بن سعيد ، عن عليّ ابن حديد ، قال : حدثني عنبسة بن مصعب العابد (4) ، قال : كنت مع جعفر بن محمد صلوات الله عليهما بباب الخليفة أبي جعفر بالحيرة ، حين أتي ب‍ : بسّام و إسماعيل بن جعفر (5) فادخلا على أبي جعفر ، قال : فاُخرج بسّام مقتولا ، و اُخرج إسماعيل بن جعفر عليه السلام ، قال : فرفع جعفر رأسه إليه قال : أفعلتها
* ـ نسخة بدل : في أبيه. [ منه ( قدّس سرّه ) ].
1 ـ الإرشاد : 267 دار الكتب الإسلامية [ والطبعة المحقّقة 2/210 ].
2 ـ الكشّي في رجاله : 244 حديث 449.
3 ـ في المصدر : الحسن.
4 ـ في المصدر بدون : ابن مصعب.
5 ـ في المصدر : جعفر بن محمد.


(48)
يا فاسق ! أبشر بالنار !
    حيث إنّ بعض من لا درية له زعم رجوع ضمير الفاعل في قوله : ( أفعلتها ) إلى إسماعيل ، وليس على ما زعم ، بل الضمير يرجع إلى ( أبي جعفر المنصور ) من باب إيّاك أعني واسمعي يا جارة. وخطاب البري بما صدر من غيره من الجرم لأدنى ملابسة ـ تقية من المجرم ـ باب واسع متعارف (1).
    وأمّا حديث البداء (2) الذي سمعته من الصالح ، فلا أستبعد كونه من الأخبار الموضوعة من وجوه :
    أحدها : صراحة ما رواه الكشّي (3) في ترجمة الفيض بن المختار ، من الخبر
1 ـ أقول : من غريب القول بأنّ الضمير في ( فعلتها ) يرجع إلى إسماعيل ، مع أنّه من الواضح أنّ إسماعيل لم يفعل شيئاً ، وإنّما الفعل كان من المنصور في اعتقال بسّام و إسماعيل وقتله لبسّام ، وإطلاق سراح إسماعيل ، ولم أهتد إلى احتمال وجه إرجاع الضمير إلى إسماعيل. وليس من خطاب البري بما صدر من غيره ، فالإمام عليه السلام لم يخاطب أحداً من الحاضرين ، وليس من باب التقية بل هو حديث النفس ، وحديث النفس كهذا كثير متعارف بين جميع الطبقات في جميع الأعصار.
2 ـ أقول : القول بالبداء بمعنى ظهور ما خفي هو من الكفر الصريح لاستلزامه الجهل عليه تعالى شأنه العزيز ، بل البداء الذي ورد في لسان بعض أخبار أهل البيت عليهم السلام هو إظهار ما خفي على العباد ، وهو أمر صحيح قام الدليل عليه والوقائع التاريخية شاهد صدق على صحّة ذلك ، قال ابن بابويه في إكمال الدين 1/70 : وإنّما البداء الذي ينسب إلى الإماميّة القول به ، هو ظهور أمره. يقول العرب : بدا لي شخص ، أي ظهر لي ، لا بدا ندامة ، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.
3 ـ الكشّي في رجاله : 354 حديث 663 ، وفيه : عن الفيض قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : جعلت فداك ! ما تقول في الأرض أتقبّلها من السلطان ثمّ أواجرها آخرين على أن ما أخرج الله منها من شيء كان ذلك النصف أو الثلث أو أقل من ذلك أو أكثر ؟ قال : « لا بأس به » ، فقال له إسماعيل ابنه : يا أبه ! لم تحفظ ! قال : فقال : « يا بنيّ ! أو ليس كذلك أعامل أكرتي ؟! إنّ كثيراً ما أقول لك ألزمني فلا تفعل » ، فقام إسماعيل


(49)
الطويل المتضمّن لتصريح الصادق عليه السلام في حياة إسماعيل ، بكون موسى هو الإمام بعده ، فإنّ البداء إنما كان يتصور إن كان احتمال إمامة إسماعيل بعد أبيه قائماً في حياة إسماعيل ، وتعيينه عليه السلام موسى عليه السلام في حياة إسماعيل ينفي الاحتمال إلاّ أن يريد بالبداء تكذيبه تعالى ظنّ من ظنّ أنّ إسماعيل هو الإمام بعده عليه السلام.
فخرج ، فقلت : جعلت فداك ! وما على إسماعيل ألاّ يلزمك إذا كنت أفضيت إليه أشياء من بعدك كما أُفضيت إليك بعد أبيك ، قال : فقال : « يا فيض ! إنّ إسماعيل ليس كأنا من أبي » ، قلت : جعلت فداك ! فقد كُنّا لا نشكّ أنّ الرحال ستحطّ إليه من بعدك ، وقد قلت فيه ما قلت ، فإن كان ما نخاف وأسأل الله العافية فإلى من ؟ قال : « فأمسك عني » ، فقبّلت ركبته و قلت : « ارحم سيدي فإنّما هي النار ، وإنّي والله لو طمعت أنّي أموت قبلك ما باليت ، و لكنّي أخاف البقاء بعدك » ، فقال لي : « مكانك » .. إلى أن قال : ثمّ صاح : « يا فيض ! أدخل » فدخلت فإذا هو في المسجد قد صلّى فيه ، وانحرف عن القبلة فجلست بين يديه و دخل إليه أبو الحسن عليه السلام وهو يومئذ خماسي .. إلى أن قال : فقال أبو عبد الله عليه السلام : « يا فيض ! إنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله اُفضيت إليه صحف إبراهيم و موسى عليهما السلام فائتمن عليها رسول الله صلّى الله عليه وآله علياً عليه السلام » .. إلى أن قال : « و كانت عندي ولقد ائتمنت عليها ابني هذا » .. إلى أن قال : قال : « هو صاحبك الذي سألت عنه ، فأقرّ له بحقّه » ، فقمت حتى قبّلت رأسه ، ودعوت الله له ..
    أقول : يتلخّص من الحديث أنّ تعيين الإمام الصادق عليه السلام ابنه موسى عليه السلام للإمامة وخلافة الله في الأرض كان في حياة إسماعيل ، وهذا ممّا لا نقاش فيه ، و أزيد هنا أنّ نصب أحد الأئمة عليهم السلام للإمامة ليس من الأئمّة ، أو من النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ، بل على ما نعتقده ، ومن ضروريات مذهبنا هو أنّه كما أنّ النبوّة مقام يعيّنه الله تعالى ويختاره لعبد من عباده فكذلك الإمامة ، وروايات أهل البيت عليهم السلام متواترة عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وعن بعضهم البعض عليهم السلام في تعيين أسماء الأئمّة وعددهم والتعريف بهم قبل ولادتهم وبعدها من طرق الفريقين ، و على هذا لا نحتاج في نفي الإمامة عن إسماعيل إلى هذه الرواية أو إلى نظائرها ، فتفطّن.


(50)
    وعن الشيخ المفيد (1) رحمه الله أنّه عليه السلام إنّما أراد بالبداء ، ما ظهر من الله فيه من دفاع القتل عنه ، وقد كان مخوفاً عليه من ذلك ، مظنوناً به ، فلطف له في دفعه عنه ، قال : وقد جاء بذلك الخبر عن الصادق عليه السلام ، فروي أنّه كان القتل قد كتب على إسماعيل مرّتين ، فسألت الله تعالى في رفعه عنه ، فرفعه.
    وكيف كان ؛ فالأخبار في مدح إسماعيل هذا كثيرة :
    فمنها : ما رواه الكشّي (2) في ترجمة عبد الله بن شريك العامري : عن عبد الله ابن محمد ، عن الحسن بن عليّ الوشّاء ، عن أحمد بن عائذ ، عن أبي خديجة الجمّال ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : « إنّي سألت الله في إسماعيل أن يبقيه بعدي ، فأبى ، ولكنّه قد أعطاني فيه منزلة اُخرى ، إنّه يكون أوّل منشور في عشرة من أصحابه ، ومنهم عبد الله بن شريك وهو صاحب لوائه ».
    وورد أيضاً في ذمّه أخبار ، مثل ما رواه الصدوق رحمه الله في إكمال الدين (3) ، عن الحسن بن راشد ، عن الصادق عليه السلام أنّه قال : « عاص عاص (4) ، لا يشبهني ولا يشبه أحداً من آبائي ».
1 ـ في رسالة شرح عقائد الصدوق للشيخ المفيد رحمه الله ، أو تصحيح الاعتقاد الملحقة بكتاب أوائل المقالات : 168.
2 ـ في رجال الكشّي : 217 حديث 391 : وعبد الله بن محمّد الذي في سند الرواية هو : عبد الله بن محمّد بن خالد الطيالسي الثقة ، والحسن بن عليّ الوشاء ثقة ، وأبو خديجة الجمال هو سالم بن مكّرم الثقة الثقة ، فالحديث صحيح سنداً بلا ريب.
3 ـ إكمال الدين 1/70 بسنده : .. عن محمّد بن أبي عمير ، عن الحسن بن راشد ، قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام عن إسماعيل ، فقال : عاص ، لا يشبهني ولا يشبه أحداً من آبائي.
    وبسنده : .. عن حمّاد ، عن عبيد بن زارة قال : ذكرت إسماعيل عند أبي عبد الله عليه السلام فقال : والله لا يشبهني ولا يشبه أحداً من آبائي.
4 ـ لا توجد ( عاص ) الثانية في المصدر.


(51)
    قال الوحيد (1) : وفيه أيضاً في الصحيح عنه عليه السلام : « و الله ما يشبهني .. » إلى آخره. وفي حديث (2) أنّه صلوات الله عليه نهاه عن إعطاء ماله شارب الخمر فلم ينتهِ ، فتلف.
    وفيه (3) أيضاً رواية متضمّنة لرؤيته مشغولا بالشرب ، ومتعلّقاً بأستار الكعبة ، فتعجبوا من ذلك ، فسألوا أباه عليه السلام فقال : « ابني مبتل بشيطان يتمثّل بصورته ». ثمّ قال : ومرّ في إبراهيم بن أبي سمال (4) ما يدلّ على ذمّه ،
1 ـ في تعليقته المطبوعة على هامش منهج المقال : 58.
2 ـ وهي ما أورده الكليني رحمه الله في الكافي 5/299 ـ 300 حديث 1 ، فراجعه فهو الفصل.
3 ـ روى الحديث ابن بابويه في إكمال الدين 1/70.
4 ـ أقول : الذمّ الذي ورد في المترجم في ترجمة إبراهيم بن أبي سمال هو ما رواه الكشّي في رجاله : 473 حديث 899 بسنده : .. قال : حدثنا صفوان ، عن أبي الحسن عليه السلام قال صفوان : أدخلت عليه إبراهيم وإسماعيل ابني أبي سمال فسلما عليه فأخبراه بحالهما وحال أهل بيتهما في هذا الأمر ، وسألا عن أبي الحسن [ الكاظم ] ، فخبرهما بأنّه قد توفى .. إلى أن قال : قال له إبراهيم : جعفر لم ندركه وقد مات والشيعة مجمعون عليه وعلى أبي الحسن عليهما السلام وهم اليوم مختلفون ، قال : ما كانوا مجتمعين عليه ، كيف يكونون مجتمعين عليه ، وكان مشيختكم وكبراؤكم يقولون في إسماعيل وهم يرونه يشرب كذا .. وكذا ، فيقولون هذا أجود ، قالوا : إسماعيل لم يكن أدخله في الوصية ..
    قال القهپائي في ذيل هذا الحديث في مجمع الرجال 1/35 : فيه إشكال فإنّ من المقرر أنّ إسماعيل بن جعفر عليه السلام توفّي قبل جعفر عليه السلام ، والذي ادّعى الإمامة بعد جعفر عليه السلام ولده عبد الله إمام الفطحية ، وكان ينازع فيها الكاظم عليه السلام ، وكأنّه من غلط قلم الكاتب ، ولا يخفى عند من له معرفة.
    أقول : الواو في ( و كان مشيختكم ) حالية ، والمعنى : كيف يكونون مجتمعين عليه حال كون مشيختكم ..


(52)
و سيجيء في الفيض بن المختار (1) أيضاً ، لكن في الكافي (2) في باب النص على الرضا عليه السلام : « لو كانت الإمامة بالمحبّة ، لكان إسماعيل أحبّ إلى أبيك منك ». وفيه (3) أيضاً : « لا تجفوا إسماعيل ». انتهى المهم ممّا في التعليقة.
    وأقول : قد سها قلمه الشريف في نقل ذمّه في الخبر الذي رواه الكشّي في ترجمة إبراهيم بن أبي سمال ، فإنّ المراد بإسماعيل في ذلك الخبر (4) هو إسماعيل بن الكاظم عليه السلام لا إسماعيل بن الصادق عليه السلام.
    وأمّا خبر الحسن بن راشد فقد أجاب عنه الحائري (5) رحمه الله بأنّه مع ضعفه ، لا دلالة فيه على أنّه المراد ، ولكن من تدبّره ظهر له بقرينة ذيله أنّه المراد ، فإنّ الخبر هكذا : قال الحسن : سألت أبا عبد الله عليه السلام عن إسماعيل فقال : « عاصٍ عاصٍ لا يشبهني ، ولا يشبه أحداً من آبائي ». فإنّ هذا الذيل
1 ـ عن رجال الكشّي : 354 حديث 663 بسنده : .. عن الفيض قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : ما تقول في الأرض أتقبلها من السلطان .. وقد سلفت الرواية منا.
2 ـ الكافي 1/313 حديث 14 ، والحديث طويل جداً ، وفيه قوله عليه السلام : لو كانت الإمامة بالمحبّة لكان إسماعيل أحبّ إلى أبيك منك ، ولكن ذلك من الله عزّ وجل ، ثمّ قال أبو إبراهيم ..
3 ـ في الكافي 1/309 حديث 8 بسنده : .. عن المفضل بن عمر قال : ذكر أبو عبد الله عليه السلام أبا الحسن عليه السلام ـ و هو يومئذ غلام ـ فقال : هذا المولود الذي لم يولد فينا مولود أعظم بركة على شيعتنا منه ، ثمّ قال لي : لا تجفوا إسماعيل.
4 ـ في سند الحديث : حدثنا صفوان ، عن أبي الحسن عليه السلام ، قال : ادخلت عليه إبراهيم وإسماعيل ابنا أبي سمّال .. ، ومن المعلوم أنّ صفوان لم يُدرك زمان الصادق عليه السلام ثمّ لا يطلق على الصادق عليه السلام وإنّما يطلق على موسى بن جعفر قليلاً والرضا كثيراً عليهما السلام ومن هنا قال المؤلّف قدّس سرّه : إنّ إسماعيل في الخبر هو بن موسى بن جعفر عليه السلام وإسماعيل بن الصادق عليه السلام مات في حياة أبيه عليه السلام.
5 ـ في منتهى المقال : 54 [ الطبعة المحقّقة 2/55 ].


(53)
ظاهر في أنّ المسؤول عنه رجل يمتّ لأبي عبد الله عليه السلام بنسب نحو نسبته عليه السلام لآبائه عليهم السلام.
    وأجاب الحائري أيضاً عن قوله عليه السلام ( لا يشبهني ) بأنّ المراد أنّه لا يشبهه ولا آباءه في استحقاق الإمامة ، وهذا متعيّن جداً ، ويشهد له ما رواه الفيض بن المختار في حديث طويل (1) وفيه : قال الفيض : قلت لأبي عبد الله
1 ـ في رجال الكشّي : 354 حديث 663 : وعنه ، عن عليّ بن إسماعيل ، عن أبي نجيح ، عن الفيض ، قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام .. ، والرواية ضعيفة بجهالة أبي نجيح ، فتفطّن.
    وفي الاختصاص للشيخ المفيد رضوان الله عليه : 290 ـ 291 رواية وهي صحيحة السند بسنده : .. عن مسمع بن عبد الملك ولقبه كردين ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : دخلت عليه وعنده إسماعيل ابنه ، ونحن إذ ذاك نأتم به بعد أبيه ، فذكر في حديث له طويل أنّه سمع أبا عبد الله عليه السلام يقول فيه خلاف ما ظننا فيه ، فأتيت رجلين من أهل الكوفة يقولان به ، فأخبرتهما ، فقال واحد منهما : سمعت وأطعت ورضيت ، وقال الآخر : وأهوى إلى جيبه بيده فشقه ، ثمّ قال : لا والله لا سمعت ولا رضيت ولا أطعت حتى أسمعه منه ، ثمّ خرج متوجهاً نحو أبي عبد الله عليه السلام فتبعته ، فلمّا كُنّا بالباب استأذنا فأذن لي فدخلت قبل ، ثمّ أذن له فلمّا دخل قال له أبو عبد الله عليه السلام : « يا فلان ! أيُريد كلّ امُرء منكم أن يؤتي صحفاً منشرة ؟ إنّ الذي أخبرك فلان الحقّ » ، فقال : جعلت فداك ! إنّي أحب أن أسمعه منك ، فقال : « إنّ فلاناً إمامك وصاحبك من بعدي ـ يعني أبا الحسن موسى عليه السلام ـ لا يدّعيها فيما بيني وبينه إلاّ كاذب مفتر » ، فالتفت إلى الكوفي ـ وكان يحسن كلام النبطية وكان صاحب قبالات ـ فقال : درقه ، فقال له أبو عبد الله عليه السلام : « إنّ درقه بالنبطية خذها .. أجل خذها ».
    والذي يتّضح من هذه الرواية أنّ إسماعيل لم يدّع مقاماً ، ولم يؤهل نفسه للإمامة ، غير أنّ جلالته وشدّة حُبّ أبيه إليه واهتمامه به ، ولكبر سنّه على إخوته ، ظنّ بعض الشيعة أنّه المؤهّل لمنصب الإمامة ، والمستحق للخلافة في الأرض ، والإمام الصادق عليه السلام خطّأ ظنّهم وأرشدهم إلى من يقوم مقامه ، والمستفاد من الرواية جلالة إسماعيل بحيث إنّه كان بمستوى من الفضل والعلم والتقوى حتّى ظنّ أنّه الإمام بعد


(54)
عليه السلام : ما على إسماعيل أن لا يلزمك إذا كنت متى مضيت أَفَضْتَ الأشياء كلّها إليه من بعدك ، كما أُفِضْتَ الأشياء كلّها إليك من بعد أبيك ؟ فقال عليه السلام : « يا فيض ! إنّ إسماعيل ليس مني كأنا من أبي .. » .. إلى أن قال : قلت : جعلت فداك ! فإن كان ما نخاف فإلى من ؟ .. الحديث.
    فإنّه ظاهر في أنّ المراد بكون إسماعيل لا يشبهه إنّه ليس إسماعيل منه بمنزلته عليه السلام من أبيه في كونه إماماً مثله ، وحجّة على الناس من بعده.
    وعلى هذا فلا يبعد أن يراد بقوله عليه السلام : ( عاص عاص ) أنّه ليس بمعصوم ، أو ليس بواجب العصمة كالإمام عليه السلام بل هو يقع في العصيان.
    ورُبّما يراد أنّه وقع في المعصية فلا يكون إماماً ، والإمام لا يكون عاصياً.
    ثم أقول تحقيقاً للحال : الظاهر أنّ كلّ ما ورد في ذمّ إسماعيل ـ بعد ما تحقق من شدّة محبته عليه السلام له ، وبرّه به ، وتنويهه عليه السلام في جملة من الأخبار بشأنه ـ قد صدر لبيان عدم استحقاقه الإمامة المظنون أو المقطوع لدى الكثير من الناس يومئذ استحقاقه لها ، ككونه لا يشبهه ، وأنّه عاص.
    هذا مع غضّ النظر عن التوجيه الذي قرّبناه ثمّة ، واستشهدنا عليه بالخبر.
أبيه ، لا أنّ الرواية تدلّ على قدحه ، حاشاه فهو أجل وأنبل وأشد خوفاً من الله من أن يدعي ما ليس فيه ، فتفطّن.
    وفي رجال الكشّي أيضاً : 390 حديث 734 قال : في عبد الرحمن بن سيابة ؛ أحمد ابن منصور ، عن أحمد بن الفضل الخزاعي ، عن محمّد بن زياد ، عن عليّ بن عطية صاحب الطعام ، قال : كتب عبد الرحمن بن سيابة إلى أبي عبد الله عليه السلام : قد كنت اُحذرك إسماعيل ، جانبك من يحني عليك وقد يعدى الصحاح مبارك الجرب ( خ. ل : حاينك من يحني عليك وقد بعد الصحاح منازل الحرب ). فكتب إليه أبو عبد الله عليه السلام : « قول الله أصدق : ( وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أَخْرى ) [ سورة الاسراء ( 17 ) : 15 ] ، والله ما علمت ، ولا أمرت ، ولا رضيت ».


(55)
و عسى أن يكون لبيان عدم استحقاقه ذلك ابتلي من دون إخوته ـ و هم عشرة (1) ـ بتمثّل الشيطان بصورته ، منتهكاً لبعض المحرّمات ، مع أنّ منهم : العباس (2) ، وعبد الله ، وهما ليسا بتلك المكانة من النسك والديانة ، وأولى أن يتمثّل الشيطان بهم لولا إرادة العلّة التي ذكرناها ، وأن لا يتمثّل بمن هو مؤهل للإمامة ، ورُبّما يومي إلى ذلك نفس الخبر المتضمن لتمثّل الشيطان بصورته ، وهو ما رواه في الخرائج (3) بسنده : .. عن الوليد بن صبيح ، قال : جاءني رجل فقال لي :
1 ـ لا يخفى أنّ أولاد الإمام الصادق عليه السلام من الذكور والإناث جميعاً عشرة ، لا أنّ أولاده الذكور عشرة ، صرّح بذلك الشيخ المفيد في الإرشاد : 266 [ الطبعة المحقّقة 2/209 ] ، و الطبرسي في إعلام الورى : 284 وغيرهما ، وعدّوا أولاده الذكور سبعة ، والإناث ثلاثة فالذكور :
    1 ـ إسماعيل ؛ المترجم وهو أكبر أولاده.
    2 ـ وعبد الله بن جعفر ؛ وكان متّهماً بالخلاف على أبيه في الاعتقاد ، وهو المعروف ب‍ : الأفطح ، وادّعى الإمامة بعد أبيه ، وإليه ينتسبون الفطحية ، فهو بادعائه المقام الذي ليس له يُعدّ فاسقاً ساقطاً عن الإعتبار.
    3 ـ وإسحاق بن جعفر ؛ وكان من أهل الفضل والصلاح ، والورع والاجتهاد ، وكان راوية للحديث ، ومقرّاً بإمامة أخيه موسى بن جعفر عليه السلام وروى النصّ على إمامة أخيه ؛ فهو مقبول الحديث ثقة في روايته.
    4 ـ ومحمد بن جعفر ؛ وكان سخياً شجاعاً إلاّ أنّه كان يرى رأي الزيدية في الخروج بالسيف ، فهو ضعيف مردود الحديث.
    5 ـ وعلي بن جعفر رضي الله تعالى عنه ؛ كان راوية للحديث شديد الورع كثير الفضل ، لازم أخاه موسى بن جعفر عليه السلام ، وروى عنه أخباراً كثيرة فهو ثقة عدل جليل القدر مقبول الحديث.
    6 ـ والعباس بن جعفر ؛ كان فاضلا نبيلا ولم يرد فيه ذمّ.
    7 ـ الإمام السابع من أئمة الهدى حجّة الله البالغة وخليفته في الأرض مولانا موسى ابن جعفر عليه وعلى آبائه وأبنائه المعصومين أفضل الصلاة والسلام.
2 ـ نسخة بدل : محمّد بن جعفر.
3 ـ الخرائج والجرائح ، أقول : ليس هذا الحديث في طبعة الهند ، ولكن في نسختنا


(56)

المخطوطة العتيقة : 334 وهي نسخة كاملة تزيد على طبعة الهند بأكثر من الثلث ذكر الحديث بكامله. وانظر الطبعة المحقّقة من الخرائج والجرائح 2/637 حديث 40 ، وهذا الحديث رواه ابن بابويه في إكمال الدين 1/70 ، وتجده في بحار الأنوار 47/247 حديث 6.
كلمات بعض المؤرخين والنسابة
    قال في أعلام الإسماعيلية : 162 ، قال المقريزي : إنّ إسماعيل هو الابن الأكبر للإمام جعفر الصادق [ عليه السلام ] ، وهو الذي نصّ عليه بالإمامة في حياة أبيه ، غير أنّ إسماعيل توفّي سنة 138 هجرية وجعفر الصادق والده لا يزال على قيد الحياة ، و خلف من الأولاد محمداً وعلياً وفاطمة ، وانتقلت الإمامة في عقبه لأنّ النصّ لا يرجع القهقرى.
    ويقول ابن خلدون : توفّي إسماعيل في حياة أبيه بالعريض ، في المدينة المنورة ، و دفن بالبقيع في سنة 145 هجرية ، وقد سبّب موته قبل وفاة أبيه اضطراباً كبيراً عند الشيعة أجمعين ..
    أقول : ليس بخفي أنّ هؤلاء الكتاب كالمقريزي وابن خلدون والشهرستاني يكتبون على ما يطابق معتقدهم من كون الإمامة والخلافة بنصب المسلمين عامة لشخص ، أو نصب جماعة من ذوي الحلّ والعقد للإمام ، أو نصب الخليفة والإمام المتقدّم المتأخر ، و هذا الاعتقاد باطل بلا ريب ، مخالف للدليل العقلي والنقلي ، ومضاد لمعتقد الإمامية ، بل الذي عليه الإمامية هو أنّ نصب الأئمّة الأطهار المعصومين من الله عزّ وجلّ على لسان نبيه ، بحيث يبلّغ كلّ إمام سابق الإمام اللاحق بما منح من الله على لسان رسوله صلّى الله عليه وآله وسلّم من الإمامة الإلهية ، وهذا من ضروريات مذهبنا.
    ثم إنّ النصّ الذي ادّعوه لإسماعيل لم ينقل عن أحد ، ولم يروه راو عن الصادق عليه السلام ، بل الذي ادّعاه محمّد بن إسماعيل ابن المترجم ليوطّد لنفسه دست الحكم و ليجمع الناس حوله بحجّة الوراثة ، فتفطّن.
    وفي عمدة الطالب : 233 : وأمّا إسماعيل بن جعفر الصادق عليه السلام ويكنّى : أبا محمد ، وأمه فاطمة بنت الحسين الأثرم ابن الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، ويعرف ب‍ : إسماعيل الأعرج ، وكان أكبر ولد أبيه وأحبّهم إليه ، كان يحبّه


(57)
    تعال حتى أريك ابن إلهك ، فذهبت معه ، فجاء بي إلى قوم يشربون فيهم إسماعيل ابن جعفر عليه السلام فخرجت مغموماً ، فجئت إلى الحجر فإذا إسماعيل بن جعفر متعلّق بالبيت يبكي ، قد بلّ أستار الكعبة بدموعه ، فرجعت أشتدّ فإذا إسماعيل جالس مع القوم ، فرجعت فإذا هو آخذ بأستار الكعبة قد بلّها بدموعه ، قال : فذكرت ذلك لأبي عبد الله عليه السلام فقال : « لقد ابتلي ابني بشيطان يتمثّل في صورته ».
    فإنّ تمثّل الشيطان بصورته مرتكباً لغاية المعصية في حال اشتغاله بغاية الطاعة ليس إلاّ لما ذكرنا. ولو أراد الله تعالى افتضاحه لما وفّقه لغاية الطاعة في حال تمثل الشيطان بصورته في غاية المعصية.
    وأمّا نهيه عليه السلام إيّاه عن أعطاء المال لشارب الخمر ، فهو للإرشاد إلى حفظ ماله من التلف ، ولا تكليف فيه ولا معصية في مخالفته ، ولعلّ ذلك الإعطاء و النهي عنه جار مجرى ما ذكرنا ، من أنّ صدوره منه لكونه أحد مظاهر عدم استحقاقه الإمامة ، ولا انتهاك فيه لنهي أبيه في واقع الأمر. والخبر مذكور في الكافي (1) ، من شاء فليراجعه ، فإنّه ظاهر في أنّه أعطى ماله لشارب الخمر ، لأنّه لم يعلم بشربه ولم يعتمد على قول الناس أنّه يشرب الخمر ، حملا للرجل على
حبّاً شديداً ، وتوفّي في حياة أبيه بالعريض ، فحمل على رقاب الرجال إلى البقيع ، فدفن به سنة ثلاث وثلاثين ومائة يكون وفاته قبل وفاة أبيه الصادق عليه السلام بعشرين سنة.
    أقول : إذا كان وفاة إسماعيل في سنة ثلاث وثلاثين ومائة يكون وفاته قبل وفاة أبيه الصادق عليه السلام بخمسة عشر سنة ، لا عشرين سنة ، لأنّ وفاته عليه السلام في سنة 148 بالاتّفاق ، فتفطّن.
1 ـ الكافي 5/299 ـ 300 حديث 1. وهي مفصّلة ، فراجعها.


(58)
الصحة ، فتدبّر (1).
    التمييز :
    نقل في جامع الرواة (2) رواية داود بن فرقد ، والفضل بن إسماعيل ـ هذا ـ عنه (*).
1 ـ أقول : ذكر المترجم في الوافي بالوفيات 9/101 برقم 4017 الذي تنسب إليه الإسماعيلية. إسماعيل بن جعفر الصادق رضي الله عنه ، وهو ابنه الأكبر ، وإليه تنسب الفرقة الإسماعيلية. ثمّ ذكر الفرق الإسماعيلية .. إلى أن قال : وهؤلاء الإسماعيلية متقدّمون ومتأخّرون ومتوسّطون. ثمّ ذكرهم إلى أن انتهى إلى الحسن بن محمّد الصباح .. ثمّ وعد بترجمته في محلّها.
    وفي روضات الجنات 1/102 برقم 27 في ترجمة إسماعيل بن موسى بن جعفر عليهما السلام قال : وهو غير عمّه السيّد إسماعيل بن جعفر المعروف المشهور الذي هو بالخير والكرامة أيضاً مذكور ، وكان أبوه الصادق عليه السلام يحبّه حبّاً شديداً ، بحيث شُبّه على خلق كثير من الإسماعيلية حتى أن قالوا بإمامته ، وأنّه حي عند الله مرزوق ، و كان أكبر سائر إخوته. ومات في حياة أبيه عليه السلام ، فحزن عليه حزناً كثيراً ، و كتب بخطه على كفنه : إسماعيل يشهد أن لا إله إلاّ الله .. إلى أن قال : وإنّما جعلنا العنوان الأوّل [ إسماعيل بن موسى بن جعفر عليه السلام ] مع أنّ الثاني أشهر وأكبر ، رعاية لوضع كتابنا هذا في ترجمة المعروفين بعلم أو كتاب.
    ولبعض المعاصرين في قاموسه 2/41 برقم 794 في المقام بعض الهفوات أعرضنا عنها خوف الإطالة.
2 ـ جامع الرواة 1/95.
(*)
حصيلة البحث
    إنّ التأمّل في الأحاديث التي نقلها المؤلّف قدّس سرّه ، وتضعيف الرواية الذامة ، و شدة حبّ الإمام عليه السلام للمترجم له ، وعدم ادّعائه لمقام الإمامة ، وشدّة تورعه ، و كثرة عبادته ، يلزمنا الحكم عليه بالوثاقة ، ومع التنزل فلا أقل من الحكم عليه بأعلى مراتب الحسن ، وعدّ رواياته حساناً كالصحيح ، والله العالم.


(59)

    جاء بهذا العنوان في المحاسن 1/27 حديث 8 بسنده : .. عن ابن محبوب ، عن إسماعيل الجعفري قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام ..
    وصفحة : 91 حديث 42 بسنده : .. عن المثنى ، عن إسماعيل الجعفري ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام .. ، ووسائل الشيعة 16/174 برقم 21276 بسنده : .. عن ابن محبوب ، عن إسماعيل الجعفي ، قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول .. ، والفقيه 4/62 ( المشيخة ) وما كان فيه عن إسماعيل الجعفي فقد رويته عن محمّد بن عليّ بن ماجيلويه .. إلى أن قال : عن إسماعيل بن عبد الرحمن الجعفي الكوفي.
    ولا يبعد أن يكون الصحيح في العنوان : الجعفي.
    أقول : وروى في عقاب الأعمال : 243 [ وفي الطبعة الأُولى : 197 ، والمحقّقة : 204 ] باب عقاب من أبغض أهل بيت النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم حديث 2 بإسناده عن ابن فضال ، عن المثنى ، عن إسماعيل الجعفي .. إلى آخره ، وعنه في بحار الأنوار 27/233 حديث 45 .. والظاهر أنّه هو الصحيح ، وما هنا عن المحاسن تصحيف لإسماعيل بن جابر الجعفي المعروف ، وفي مشيخة الشيخ الصدوق قال : إسماعيل الجعفي هو إسماعيل بن عبد الرحمن الجعفي ،
فراجـع.
حصيلة البحث
    إسماعيل الجعفري مهمل وإسماعيل بن عبد الرحمن الجعفري له ترجمة في المتن وهو حسن كالصحيح.


(60)
    قال الميرزا (1) : هو إمّا ابن عبد الرحمن ، أو ابن عبد الله ، ويأتيان (2).
(o)
مصادر الترجمة
    رجال الكشّي : 344 حديث 637 ، حاوي الأقوال 3/254 برقم 1213 [ المخطوط : 216 برقم ( 1127 ) ] ، نقد الرجال : 43 برقم 17 [ المحقّقة 1/213 برقم ( 483 ) ] ، جامع الرواة 1/95 ، منهج المقال : 56 ، الوسيط المخطوط : 40 من نسختنا.
1 ـ منهج المقال : 56.
2 ـ أقول : اختلفت العناوين التي عنونوا المترجم ففي الوسيط المخطوط باب إسماعيل : إسماعيل بن جفينة وهو إمّا ابن عبد الرحمن أو ابن عبد الله.
    وفي نقد الرجال ، وجامع الرواة : إسماعيل جفينة ـ بحذف الابن ـ.
    وفي المنهج : إسماعيل بن حقيبة.
    وفي رجال الكشّي : ما روي في إسماعيل بن حقيبة ، وقيل : جفينة ، ومثله في الحاوي.
    وقال بعض المعاصرين في قاموس الرجال 2/29 : أقول : إنّما عنونه الوسيط : إسماعيل بن جفينة ، وقال : ما قال وهو الصحيح ! .. ولم يذكر وجه صحّة ما قاله الوسيط مع تصريح جمع ممّن ذكرناهم بأنّ المترجم ورد جفينة وحقيبة ، فقوله بلا حجّة.

    جاء في رجال الكشّي : 370 برقم 304 طبعة النجف الأشرف في ترجمة عليّ بن يقطين رحمه الله بسنده : .. عن إسماعيل بن عبّاد القصري ـ قصر بن هبيرة ـ عن إسماعيل بن سلام وجميل بن سلام ، قالا : بعث إلينا علي بن يقطين .. ، ولكن في طبعة ايران : 436 حديث 821 ونسخة القهپائي في مجمع الرجال 4/239 وغيرها ( و فلان بن حميد ) ولم أجد ما يميّز الصحيح من العنوانين.
تنقيح المقال ـ الجزء العاشر ::: فهرس