تنقيح المقال ـ الجزء العاشر ::: 166 ـ 180
(166)
    [ الترجمة : ]
    قد عدّه الشيخ رحمه الله في رجاله (1) من أصحاب الصادق عليه السلام.
    وقد مرّ (2) في عبارة النجاشي (3) المزبورة في ترجمة إبراهيم بن عبدالحميد الأسدي البزّاز قوله : وأخواه الصباح وإسماعيل .. إلى آخره.
    ولم أقف على ما يدرجه في الحسان ، ومجرّد عدم تعرّض الشيخ رحمه الله لمذهبه الكاشف عن تشيّعه ، لا يكفى في ذلك (*).
حصيلة البحث
    لم أجد للمعنون في المعاجم الرجالية للخاصة والعامة ذكراً فهو مهمل ، ولا أستبعد كونه من رواه العامة ، والله العالم.
1 ـ رجال الشيخ : 147 برقم 99 وكلّ من ذكره اكتفى بعبارة رجال الشيخ.
2 ـ رجال النجاشي طبعة مؤسسة النشر الإسلامي : 20 برقم 27 في ترجمة إبراهيم بن عبدالحميد الأسدي مولاهم كوفي أنماطي .. إلى أن قال : وأخواه الصباح وإسماعيل ابنا عبد الحميد.
3 ـ قال النجاشي في رجاله : 16 ـ 17 برقم 26 الطبعة المصطفوية ، [ وصفحة : 20 برقم ( 27 ) طبعة جماعة المدرسين ، وصفحة : 15 طبعة الهند ، و 1/98 ـ 99 برقم ( 26 ) طبعة بيروت ] : إبراهيم بن عبدالحميد الأسدي مولاهم كوفي أنماطي ، وهو أخو محمد بن عبد الله بن زرارة لأمّه ، روى عن أبي عبد الله عليه السلام وأخواه : الصباح وإسماعيل ابنا عبد الحميد ، أي أنّهما رويا عن أبي عبد الله عليه السلام.
(*)
حصيلة البحث
    المعنونون له لم يعربوا عن حاله ، واكتفوا بنقل عبارة رجال الشيخ رحمه الله ، فهو ممّن لم يبيّن حاله.


(167)
    الضبط :
    يَسَار : بالياء المثنّاة من تحت المفتوحة ، والسين المهملة المخفّفة ، والألف ، والراء المهملة ، من الأسماء المتعارفة (2).
    الترجمة :
    قال النجاشي (3) ـ بعد عنوانه بما عنوناه به ، ما لفظه ـ : مولى بني أسد ، وجه
(*) خ. ل : ميمون. [ منه ( قدّس سرّه ) ].
1 ـ في رجال النجاشي ، والخلاصة ، ورجال ابن داود ، وحاوي الأقوال ، ومعراج أهل الكمال ، ومجمع الرجال في هذه المعاجم وغيرها : ابن أبي ميمونة ، ولكن في جامع الرواة نقلا عن رجال النجاشي والخلاصة : ابن أبي ميمون ، ولا يبعد وقوع التصحيف.
(o)
مصادر الترجمة
    رجال النجاشي : 22 برقم 49 الطبعة المصطفوية ، [ طبعة الهند : 20 ، طبعة بيروت 1/112 برقم ( 49 ) ، طبعة جماعة المدرسين : 27 برقم ( 50 ) ] ، الخلاصة : 9 برقم 11 ، رجال ابن داود : 57 برقم 184 ، حاوي الأقوال 1/147 برقم 34 [ المخطوط : 15 برقم 34 من نسختنا ] ، معراج أهل الكمال : 234 برقم 96 [ المخطوط : 250 من نسختنا ] ، مجمع الرجال 1/216 ، رجال السيد بحر العلوم 1/352 ، وسائل الشيعة 20/140 برقم 154 ، رجال شيخنا الحرّ المخطوط : 5 برقم 34 من نسختنا ، التحرير الطاوسي : 36 برقم 17 [ المخطوط : 10 من نسختنا ] ، رجال الكشّي : 414 برقم 783 ، رجال الشيخ : 83 برقم 18 ، وصفحة : 105 برقم 22 ، وصفحة : 147 برقم 89 ، الوجيزة : 145 [ رجال المجلسي : 161 برقم ( 199 ) ] ، فهرست الشيخ : 37 برقم 39 الطبعة الحيدرية [ وطبعة جامعة مشهد : 57 برقم ( 107 ) ، والطبعة المرتضوية : 14 برقم ( 39 ) ] ، تعليقة الوحيد المطبوعة على هامش منهج المقال : 60 ، جامع المقال : 56 ، هداية المحدّثين : 20 ، جامع الرواة 1/97.
2 ـ انظر ضبطه في توضيح المشتبه 1/516.
3 ـ النجاشي في رجاله : 22 برقم 49 ، والفهرست : 37 برقم 39 الطبعة الحيدرية.


(168)
من وجوه أصحابنا ، وفقيه من فقهائنا ، وهو من بيت الشيعة ، عمومته : شهاب ، وعبدالرحيم ، ووهب ، وأبوه : عبدالخالق ، كلّهم ثقات ، روى * (1) عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام ، وإسماعيل ثقة (2) روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن عليهما السلام.
    له كتاب ، رواه عنه جماعة ، أخبرنا محمّد بن محمّد ، عن أبي غالب أحمد بن محمّد ، قال : حدّثنا عمّ أبي عليّ بن سليمان ، عن محمّد بن خالد ، عن إسماعيل بكتابه. انتهى.
    ومثله إلى قوله : ( وإسماعيل ) ما في الخلاصة (3) ، مع زيادة ضبط يسار ، وإبداله قوله : ( روى ) بقوله : ( رووا ) كما هو الظاهر ** ، وإبداله قوله : ( وإسماعيل .. إلى آخره ). بقوله : وأما إسماعيل فإنّه روى عن الصادق والكاظم عليهما السلام.
    وعليه فعبارة الخلاصة غير صريحة في توثيقه ، لعدم صراحتها في شمول ضمير كلّهم إيّاه.
    وأمّا عبارة النجاشي ، فصريحة في توثيقه على النسخة التي نقلناها ، وأمّا على
* ـ الظاهر : رووا. [ منه ( قدّس سرّه ) ].
1 ـ أقول : هذا كما في نسخة مؤسسة دار النشر وبعض النسخ المخطوطة ، بل لا تستقيم العبارة إلاّ ب‍ : ( رووا ) ، وبقرينة قوله : وإسماعيل نفسه ..
2 ـ الصحيح : وإسماعيل نفسه.
3 ـ الخلاصة : 9 برقم 11.
** ـ وجه الظهور أنّ قوله : ( و إسماعيل روى ) قرينة على أنّ الصحيح : رووا ، وأنّ الضمير يرجع إلى عمومته وأبيه ، فيكون قوله : ( ثقات ) أيضاً راجعاً إليهم. [ منه ( قدّس سرّه ) ].


(169)
النسخة المبدلة كلمة : ( الثقة ) بكلمة نفسه (1) ـ كما أنّ ما نقله عنه في الحاوي (2) أيضاً كذلك ـ فتكون كعبارة الخلاصة في عدم الصراحة في توثيقه.
    وحكى في رجال الوسائل (3) عن ابن طاوس توثيقه ، ولم أجد في التحرير الطاوسي (4) إلاّ قوله : إسماعيل بن عبد الخالق ، مشهود له بالخير والفضل ، وهو كوفي. الطريق : حمدويه بن نصير ، عن بعض المشايخ. انتهى.
1 ـ في الطبعات الأربعة ونسخة مخطوطة من رجال النجاشي ، وفي مجمع الرجال نقلا عن رجال النجاشي ( وإسماعيل نفسه ) ولكن في رجال السيّد بحر العلوم قدّس سرّه 1/352 تحت عنوان بنو عبدربّه ، قال : وفي بعض النسخ مكان ( إسماعيل نفسه ) ( وإسماعيل ثقة ) والتصحيف في مثله قريب ، وفي النفس من التأكيد بالنفس هنا شيء ، غير أنّ ذلك هو الموجود في أكثر النسخ ، والموافق لما عندنا من كتب الرجال كالكبير والمجمع والنقد وغيرها .. إلى أن قال : وقد ظهر ممّا قاله النجاشي توثيق بني عبدربّه الأربعة صريحاً في ترجمة إسماعيل ، وتوثيق وهب في ترجمته ، فعدّ حديثهم من الحسن ـ كما اتّفق لجماعة ـ ليس بحسن. وأما إسماعيل ، ففي استفادة توثيقه من كلامه على أشهر النسختين نظر ، فإنّ الضمير في قوله : ( كلّهم ثقات ) راجع إلى أبيه وعمومته ، وإدخال إسماعيل معهم بعيد ، يأباه قوله : ( رووا عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام ، وإسماعيل نفسه روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن ) ، لكن قوله فيه : ( وجه من وجوه أصحابنا ، وفقيه من فقهائنا ) ، مدح يقرب من التوثيق ، بل قد يعدّ ذلك توثيقاً ، بناء على أحد الوجهين في ـ الوجه ـ [ وهو أنّه لا يطلق إلاّ على العادل الثقة ] وظهور الفقاهة مع انتقاء القدح في الاعتماد ، ويعضده ثبوت الكتاب ورواية الجماعة ، وما رواه الكشّي فيه وفي غيره : إنّهم خيار فاضلون ، وما يظهر من الأخبار والرجال من جلالة إسماعيل ، بل كونه أجلّ أهل هذا البيت ، هذا مع ما عرفت من قرب التصحيف هنا ، وضعف التأكيد ، فإنّه يرجّح النسخة التي فيها التوثيق.
2 ـ حاوي الأقوال 1/147 برقم 34 [ المخطوط : 15 برقم ( 34 ) من نسختنا ] نقل عبارة النجاشي ، وفيها : أما إسماعيل ثقة روى عن أبي عبد الله ، وأبي الحسن عليهما السلام ..
3 ـ وسائل الشيعة 20/140 برقم 154 في الخاتمة الثانية عشرة.
4 ـ التحرير الطاوسي : 10 [ صفحة : 33 برقم ( 17 ) من طبعة مكتبة السيد المرعشي ].


(170)
    وهو أيضاً ليس نصّاً في التوثيق ، وإن كان ظاهراً فيه ، مثل ما أشار إليه في ذيل العبارة مريداً به ما رواه الكشّي (1) بقوله : حدثني أبو الحسن حمدويه بن نصير ، قال : سمعت بعض المشايخ يقول : وسألته عن وهب ، وشهاب ، وعبد الرحمن بن عبد الله (2) ، وإسماعيل بن عبد الخالق بن عبدربّه قال : كلّهم خيار فاضلون ، كوفيّون. انتهى.
    ولكنّ الإشكال في عدم تبيّن المسؤول عنه. وقد خلا رجال الشيخ رحمه الله في مواضع ، والفهرست من توثيقه ، وإن كان لا يقدح ذلك ، لعدم جريان عادته على التوثيق إلاّ نادراً.
    قال (3) في باب أصحاب السجاد عليه السلام : إسماعيل بن عبد الخالق ، وعمّر (4) إلى أيّام أبي عبد الله عليه السلام.
    وقال (5) في باب أصحاب الباقر عليه السلام : إسماعيل بن عبد الخالق الجعفي.
    وقال (6) في باب أصحاب الصادق عليه السلام : إسماعيل بن عبد الخالق
1 ـ في رجال الكشّي : 414 حديث 783.
2 ـ في المصدر : عبدربّه.
3 ـ رجال الشيخ رحمه الله : 83 في أصحاب السجاد عليه السلام برقم 18 قال : إسماعيل ابن عبد الخالق ، لحقه وعاش إلى أيام أبي عبد الله عليه السلام.
4 ـ في المصدر : إسماعيل بن عبد الخالق لحقه وعاش إلى ..
5 ـ الشيخ في رجاله : 105 في أصحاب الباقر عليه السلام ، وفيه : الجعفي.
6 ـ رجال الشيخ : 147 برقم 89 في أصحاب الصادق عليه السلام ، وفيه : الأسدي ، ولا يوجد : الكوفي في المطبوع. وفي رجال النجاشي : 22 برقم 49 قال : إسماعيل بن عبد الخالق بن عبدربّه بن أبي ميمونة بن يسار مولى بني أسد .. إلى أن قال : وإسماعيل


(171)
الأسدي الكوفي (1). انتهى.
    وقد بنوا على اتّحاد من في أصحاب الباقر عليه السلام مع من هو من أصحاب الصادق عليه السلام ، ويساعد عليه قول : عمّر إلى أيّام أبي عبد الله عليه السلام.
    لكن يشكل بعدم اجتماع الجعفي والأسدي (2) ؛ ضرورة أنّ الجعفي نسبته إلى جعفي بن سعد العشيرة بن مذحج ، على ما مرّ (3) ضبطه في : إبراهيم الجعفي.
    والأسدي نسبة إلى بني أسد ، وهم قبائل كثيرة عدنانيّة وقحطانيّة ، لكن ليس في بطون جعفي بطن يدعى ب‍ : أسد ، كما لا يخفى على المتتبّع. نعم ، أسد بطن من سعد العشيرة بن مذحج ، فيمكن الجمع (4) حينئذ ، بكونه جعفيّاً أصلا ، ومنتسباً إلى بني أسد بالولاء ، لكونه مولاهم ، كما يشهد بذلك عبارتا النجاشي
نفسه روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن عليهما السلام ..
    أقول : عدّ إسماعيل بن عبد الخالق الذي عدّه الشيخ من أصحاب السجاد عليه السلام متّحداً مع الراوي عن أبي الحسن موسى عليه السلام ، وأشكل على بعض بأنّه كيف يمكن أن يكون من أصحاب السجاد إلى الكاظم عليهم السلام مع أنّ أباه من أصحاب الباقر والصادق والكاظم عليهم السلام ، ويتّضح من عدّ سني أعمارهم عليهم السلام عدم الإشكال في ذلك أصلاً ؛ فإنّ السجاد عليه السلام ارتحل إلى الرفيق الأعلى سنة 95 ، وأوّل إمامة الكاظم عليه السلام سنة 148 ، ونفرض أنّ إسماعيل كان له في زمان السجاد عليه السلام من العمر عشرون سنة وأدرك الكاظم عليه السلام سنة واحدة من إمامته فيكون قد عمّر قريب الثمانين سنة ، وذلك عمر متعارف لا بُعد فيه.
1 ـ لا يوجد في المصدر : الكوفي.
2 ـ أقول : هذا الإشكال يأتي إذا نسب إلى جعفي وإلى بني أسد بالنسب وأمّا بعد التصريح بأنّ انتسابه إلى بني أسد بالولاء فلا مجال لهذا الإشكال أصلاً.
3 ـ في صفحة : 338 من المجلّد الثالث.
4 ـ التعبير ب‍ : يمكن ، مسامحة في التعبير ، والمتعيّن ذلك.


(172)
والخلاصة ، فإنّهما قالا : مولى بني أسد (1) ، ولم يقولا : الأسدي.
    وقال في الفهرست (2) : إسماعيل بن عبد الخالق ، له كتاب ، أخبرنا به ابن أبي جيّد ، عن محمّد بن الحسن ، عن الصّفار ، عن محمّد بن الوليد ، عنه (3) ، وأخبرنا أحمد بن عبدون ، عن أبي طالب الأنباري ، عن حميد بن زياد ، عن
1 ـ قال بعض المعاصرين في قاموسه 2/43 : ثم إنّ بين قول ( كش ) و ( جش ) وكذا ( جخ ) في ( ق ) الأسدي ، وقول ( جخ ) في ( قر ) ، والبرقي في ( ق ) : الجعفي تعارض ، وجمع المصنّف أنّه جعفي نسباً وأسدي ولاءً غلط ، لما عرفت في المقدّمة من تضاد المولى والعربي .. إلى أن قال : ولأنـّه في أبيه صرّح بأنّه مولى بني أسد ونسخة البرقي لا عبرة بها لعدم وصولها صحيحة.
    أقول : لمّا بنى في مقدّمة كتابه على أنّ العربي لا يكون مولىً ولا يصحّ إطلاق المولى عليه ، اضطرّ هنا إلى ترسيم هذه الجمل تثبيتاً لرأيه ، وقد ذكرنا هناك وفي طي تعاليقنا أنّ أهل اللغة صرّحوا بأنّ للمولى أكثر من ثلاثين معنى ، وكتب التاريخ والسير مليئة بولاء عربي لعربي آخر ، ودواوين الجاهلية والمخضرمين تحتوي على ذلك ، وأنّ العربي مثل غير العربي يصحّ إطلاق المولى عليه.
    ثم ما يقول هذا المعاصر فيما صرّح الشيخ في رجاله : 336 برقم 218 في أصحاب الصادق عليه السلام بأنّ أباه من الموالي ، فقال : عبد الخالق بن عبدربّه الصيرفي وأخواه شهاب ووهب موالي بني أسد .. ، وتصريح النجاشي في رجاله : 22 برقم 49 فقال بعد ذكر عنوان المترجم : مولى بني أسد .. ، والخلاصة : 9 برقم 11 بعد ذكر العنوان وضبط بعض الكلمات : مولى بني أسد .. ، ورجال ابن داود : 57 برقم 184 فقال : مولى بني أسد .. ومع هذه التصريحات الصريحة بأنّه مولى بني أسد ، فلا وجه للترديد في صحّة ذلك ، بل هو من قبيل الاجتهاد في قبال النصّ ؛ لأنّ وقوع الشيء أدّل دليل على صحته ، فما بنى عليه المعاصر من عدم صحّة إطلاق المولى على العربي لا دليل عليه ، بل الدليل على خلافه ، وحينئذ فالمعنون جعفي نسباً وأسدي ولاءً ، فتدبّر.
2 ـ الفهرست : 37 برقم 39 الطبعة الحيدرية ، [ وصفحة : 57 برقم ( 107 ) طبعة جامعة مشهد ، وصفحة : 14 برقم ( 39 ) من الطبعة المرتضوية ].
3 ـ في طبعة المكتبة المرتضوية : 14 برقم 39 هكذا : عن محمد بن الحسن بن الوليد ، عن محمد بن الحسن الصفّار ، عن محمد بن الوليد ، عن إسماعيل ..


(173)
أبي محمد القسم [ القاسم ] بن إسماعيل القرشي ، عنه. انتهى.
    وكيف كان ؛ فعدّ العلاّمة رحمه الله (1) وابن داود (2) إيّاه في القسم الأوّل ، وعدّ الجزائري في الحاوي (3) إيّاه في قسم الثقات ، يكشف عن فهمهم من كلام النجاشي شمول قوله : ثقات ، للرجل.
    فإذا تأيّد ذلك بما سمعت روايته من الكشّي ، أوجب الوثوق بوثاقته.
    ولذا قال في الوجيزة (4) : إسماعيل بن عبد الخالق ، ثقة على الأظهر ، وقيل : ممدوح.
    وقال في التعليقة (5) ـ بعد نقله ـ : والأظهر أنّه ثقة كما قال ، لقولهما : فقيه من فقهائنا ، كما مرّت في الفائدة الثالثة ، وقرّب رجوع ضمير ( كلّهم ) إليه للذكر في ترجمته ، وفي مقام ذكره ، ولإشارة السياق عليه ، ولأنّ قوله : وهو من بيت الشيعة .. إلى آخره. أتي به لمدح إسماعيل ، وتزييد عظمته وجلالته.
    وبالجملة ؛ نفع (6) إيراده في المقام وفائدته ظاهر (7) فكيف يناسب أن يكون هؤلاء الجماعة كلّهم ثقات دونه ، بل الظاهر من العبارة أنّه أعلى منهم ، حيث
1 ـ الخلاصة : 9 برقم 11.
2 ـ رجال ابن داود : 57 برقم 184.
3 ـ حاوي الأقوال 1/47 برقم 34.
4 ـ الوجيزة : 145 [ رجال المجلسي : 161 برقم ( 199 ) ] قال : وابن عبد الخالق ثقة على الأظهر ، وقيل : ممدوح.
5 ـ تعليقة الوحيد البهبهاني المطبوعة على هامش منهج المقال : 61.
6 ـ في التعليقة : تقع ، والصحيح : يقـع.
7 ـ في التعليقة : كما هو ظاهر ، منهج المقال : 61.


(174)
عدّه من فقهائنا ووجوه أصحابنا دونهم ، وأنّ الفقاهة مأخوذ فيها الوثاقة ، وأنّ هذا أمر معروف معهود ، فلذا قال : إنّه فقيه من فقهائنا ، عمومته وأبوه كلّهم ثقات. فتأمّل تجد ما ذكرناه من الظهور. وممّا ينبّه على ما ذكرنا أنّ إسماعيل أشهر منهم وأعرف ، والشيخ ذكره في الفهرست (1) في أصحاب السجاد والباقر والصادق عليهم السلام ، ولعلّه في الكاظم عليه السلام أيضاً ، مضافاً إلى النجاشي والكشّي والخلاصة. وأنّ العلاّمة والنجاشي ذكرا شهاب بن عبدربّه (2) ، ولم يذكرا في ترجمته شيئاً ممّا ذكراه هنا ، ولم يتعرّضا إلى توثيقه أصلا ، بل ذكرا أموراً أُخر ، فلاحظ وتدبّر.
    وأمّا عبدالخالق فذكره في الخلاصة ، ولم يتعرّض إلى توثيق كما قلنا ، والنجاشي لم يتعرّض له أصلا ، وكذا عبدالرحيم ، والشيخ لم يتعرّض لهم إلاّ في موضع أو موضعين. والنجاشي والخلاصة تعرّضا لوهب ، ووثّقاه في ترجمته ، لكن لم يذكرا ما ذكراه هنا ، والشيخ لم يتعرّض له إلاّ في الفهرست ، فتأمّل تجد ما ذكرناه من التنبيه ، والله يعلم. انتهى.
    قلت : لقد أجاد فيما أتى به من الشواهد على شمول ثقات لإسماعيل.
    والحائري (3) لمّا لم يقف على نسخة النجاشي المتضمّنة لقوله ( وإسماعيل نفسه )
1 ـ ذكره الشيخ رحمه الله في رجاله : 83 برقم 18 في أصحاب السجاد عليه السلام : إسماعيل بن عبد الخالق ، لحقه ، وعاش إلى أيام أبي عبد الله عليه السلام ..
    وفي صفحة : 105 برقم 22 في أصحاب الباقر عليه السلام قال : وإسماعيل بن عبد الخالق الجعفي ..
    وفي صفحة : 147 برقم 89 قال : إسماعيل بن عبد الخالق الأسدي ..
    وجملة ( في الفهرست ) جاءت خطأ من النسّاخ أو منه قدّس سرّه.
2 ـ في التعليقة : عبدويه.
3 ـ في منتهى المقال : 56 [ الطبعة المحقّقة 2/69 برقم ( 361 ) ].


(175)
وكانت نسخته ( وإسماعيل ثقة ) أظهر ابتناء ما صدر من الوحيد من إقامة الشواهد على شمول قول النجاشي : ( كلّهم ثقات ) لإسماعيل ، على سقوط كلمة ( ثقة ) من نسخته ، ثم أشار إلى جملة ممّا سمعته من الوحيد ، ثمّ قال : ولنا مندوحة عنها أجمع ، فإنّ كلمة ( ثقة ) موجودة في ( جش ) [ أي النجاشي ] كما ذكرناه ، ونقله أيضاً في الحاوي ، ولذا ذكره في الثقات .. إلى آخره.
    وأقول : إنّ نسخة الحاوي المصحّحة عندي أيضاً أبدلت ( ثقة ) في عبارة النجاشي بقوله ( نفسه ) (1) وليته تفحّص بحقّ حتّى يلتفت إلى إبدال نسخة الحاوي ونسخة النجاشي (2) كلمة ( ثقة ) بكلمة ( نفسه ) فلا مندوحة عن الإستشهادات التي صدرت من الوحيد.
    وبالجملة ؛ فقد وثق الرجل هذا في المشتركاتين ، من غير تردّد ، وهو الحقّ.
    التمييز :
    قد سمعت من النجاشي (3) رواية محمّد بن خالد ، عنه.
    وسمعت من الفهرست (4) رواية القاسم بن إسماعيل القرشي ، عنه.
    وميّزه في المشتركاتين (5) بروايتهما عنه.
    وكذا ميّزه الكاظمي (6) برواية إبراهيم بن عمر اليماني ، وحريز ، وعبدالله بن مسكان ، وعلي بن الحكم ، ومحمّد بن الوليد الخزّاز ، والحسن بن علي الوشاء ، عنه.
1 ـ حاوي الأقوال 1/147 برقم 34 [ المخطوط : 15 برقم ( 34 ) من نسختنا ] : ثقة.
2 ـ تقدّم في أوّل الترجمة تفصيل ذلك.
3 ـ رجال النجاشي : 22 برقم 49 الطبعة المصطفوية ، وتقدّم منّا باقي الطبعات.
4 ـ الفهرست : 37 برقم 39 الطبعة الحيدرية ، وسلف منّا باقي الطبعات.
5 ـ جامع المقال : 56 ، وهداية المحدّثين : 20.
6 ـ في هداية المحدّثين : 20.


(176)
    وزاد في جامع الرواة (1) على هؤلاء رواية ابن أبي عمير ، والحسن بن محمّد الصيرفي ، وأحمد بن عبد الرحيم ، وأحمد بن عبد الرحمن ، عنه. ورواية إسماعيل ابن مرار ، عن يونس ، عنه (*).

    الضبط :
    السُدِّي : بضمّ السين ، وتشديد الدال ، والياء ، نسبة إلى سدّة مسجد الكوفة لبيعه المقانع والخمر فيها ، سمّيت سدّة لبقائها من الطاق المسدود. ولولا تصريح
1 ـ جامع الرواة 1/97.
(*)
حصيلة البحث
    لا يخفى على المتأمّل أنّ النجاشي رحمه الله سواء وثّق المترجم صراحةً أم لا فإنّ الشواهد المتكثرة تدلّ دلالة واضحة على وثاقته وجلالته ، فهو عندي ثقة جليل ، ورواياته تعدّ من جهته صحاحاً.
(o)
مصادر الترجمة
    رجال الشيخ : 82 برقم 5 ، توضيح الاشتباه : 60 برقم 213 ، تقريب التهذيب 1/71 برقم 531 ، تاريخ أسماء الثقات لابن شاهين : 50 برقم 6 ، تهذيب الكمال 3/132 برقم 462 ، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال : 35 ، الوافي بالوفيات 9/142 برقم 4044 ، تاريخ الثقات للعجلي : 66 برقم 94 ، الثقات لابن حبّان 4/20 ، أخبار إصفهان لأبي نعيم 1/204 ، الجمع بين رجال الصحيحين للمقدسي : 28 برقم 102 ، تهذيب التهذيب 1/315 برقم 573 ، ميزان الاعتدال 1/236 برقم 907 ، المغني 1/83 برقم 682 ، الأعلام للزركلي 1/317 ، الكاشف 1/125 برقم 394 ، الجرح والتعديل 2/184 برقم 625 ، تاج العروس 2/374 ، نقد الرجال : 45 برقم 42 [ المحقّقة 1/221 برقم ( 509 ) ] ، جامع الرواة 1/98 ، الوسيط المخطوط : 41 من نسختنا ، ملخّص المقال في قسم الحسان ، منهج المقال : 57 ، منتهى المقال : 56 [ الطبعة المحقّقة 2/70 برقم ( 362 ) ] ، صحاح اللغة للجوهري 2/486 ، مجمع البحرين : 200 [ طبعة النجف 3/67 و68 ] ، مجمع الرجال 1/216.


(177)
الجوهري (1) بوجه النسبة في الرجل ـ على ما حكاه الطريحي (2) ـ ووصف الشيخ رحمه الله إيّاه ب‍ : الكوفي ، لأمكن كون السدّي نسبة إلى السدة قرية كبيرة جدّاً على فرسخين من الري ، أو إلى السدّ : حصن باليمن ، وقيل : قرية بها (3).
    الترجمة :
    لم أقف فيه إلاّ على قول الشيخ رحمه الله في رجاله (4) تارة : في باب أصحاب السجاد عليه السلام : إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة السدّي ، من الكوفة.
    واُخرى (5) : في باب أصحاب الباقر عليه السلام : إسماعيل بن عبد الرحمن السدّي الكوفي.
    وثالثة (6) : في باب أصحاب الصادق عليه السلام : إسماعيل بن عبد الرحمن السدّي ، أبو محمّد القرشي ، المفسّر الكوفي. انتهى.
    وعن تقريب ابن حجر (7) أنّه قال : ابن عبد الرحمن بن أبي كريمة السدّي
1 ـ في صحاح اللغة 2/486 قال : وسمي إسماعيل السُدّي لأنّه كان يبيع المقانع والخمر في سدّة مسجد الكوفة ، وهي ما يبقى من الطاق المسدود.
2 ـ في مجمع البحرين : 200 الطبعة الحجرية [ 3/67 و68 من طبعة النجف ].
3 ـ راجع : معجم البلدان 3/197 في مادة السدّ ، بضمّ أوّله ، وتاج العروس 2/374.
4 ـ رجال الشيخ : 82 برقم 5 ، وذكره في توضيح الإشتباه : 60 برقم 213 وضبط كلمة السدّي ، وبعد العنوان قال : أبو محمد القرشي المفسّر الكوفي ..
5 ـ رجال الشيخ أيضاً : 105 برقم 19 في أصحاب الإمام الباقر عليه السلام قال : إسماعيل بن عبد الرحمن السدّي أبو محمد القرشي المفسّر الكوفي.
6 ـ في رجاله أيضاً : 148 برقم 105 في أصحاب الإمام الصادق عليه السلام ، وعدّه في ملخّص المقال في قسم الحسان ، وقال في آخر الترجمة في منتهى المقال : 56 [ 2/70 برقم ( 362 ) ] : ويظهر من مجموع ما ذكر جلالته.
7 ـ تقريب التهذيب 1/71 برقم 531 ، وفي تاريخ أسماء الثقات لابن شاهين : 50 برقم 6 قال : إسماعيل بن عبد الرحمن السدّي ، قال : السدّي عندنا لا بأس به ، وقال في تهذيب


(178)

الكمال 3/132 برقم 462 : إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة السدّي ، أبو محمد القرشي الكوفي ، الأعور ، مولى زينب بنت قيس بن مخزمة ، وقيل : مولى بني هاشم ، أصله حجازي ، سكن الكوفة ، وكان يقعد في سدّة باب الجامع بالكوفة فسمّي : السدي ، وهو السدي الكبير .. إلى أن قال : عن يحيى بن سعيد : لا بأس به ، ما سمعت أحداً يذكره إلاّ بخير ، وما تركه أحد ، وقال أبوطالب ، عن أحمد بن حنبل : السدّي ثقة ، وقال عبد الله ابن أحمد بن حنبل : سألت يحيى بن معين ، عن السدّي ، وإبراهيم بن مهاجر ، فقال : متقاربان في الضعف .. إلى أن قال : وقال أبو أحمد بن عدي : سمعت ابن حمّاد يقول :قال السعدي : هو كذّاب شتام ـ يعني السدّي ـ .. إلى أن قال : حدثنا محمد بن صالح بن ذريح ، قال : حدثنا جبارة ، قال : حدثنا عبد الله بن بكير ، عن صالح بن مسلم ، قال : مررت مع الشعبي على السدي ، وحوله شباب يفسّر لهم القرآن ، فقام عليه الشعبي ، فقال : ويحك ! لو كنت نشوان يضرب على استك بالطبل كان خيراً لك ممّا أنت فيه.
    ثم نقل عن جمع توثيقه وعن آخرين تضعيفه .. إلى أن قال : قال خليفة بن خيّاط : مات سنة 127. وقال أبو محمد بن حيّان : كان أبوه عظيماً من عظماء إصفهان مات سنة 129 في ولاية بني مروان.
    وفي خلاصة تذهيب تهذيب الكمال : 35 قال : إسماعيل بن عبد الرحمن ابن أبي كريمة السدّي ، مولى قريش أبو محمد الكوفي ، رمي بالتشيّع ، عن أنس ، وابن عباس ، وباذان ، وعنه أسباط بن نصر ، وإسرائيل ، والحسن بن صالح ، قال ابن عدي : مستقيم الحديث صدوق ، قال خليفة : توفّي سنة 127.
    وفي الوافي بالوفيات 9/142 برقم 4044 قال : إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي ذؤيب السدّي الإمام أبو محمد السدي الكبير الحجازي ، ثم الكوفي ، الأعور المفسّر ، راوي قريش ، روى عن أنس .. إلى أن قال : ورأى أبا هريرة والحسن بن علي رضي الله عنه [ سلام الله عليهما ] ، وروى له مسلم ، وأبوداود ، والترمذي ، والنسائي ، وابن ماجه. قال النسائي : صالح الحديث ، وقال القطّان : لا بأس به ، وقال أحمد : مقارب الحديث ، وقال مرّة : ثقة ، وقال ابن معين : ضعيف ، وقال أبو زرعة : ليّن ، وقال أبو حاتم : يُكتب حديثه ، وقال ابن عدي : هو عندي صدوق ، قيل : إنّه كان عظيم اللحية جداً. قال إسماعيل بن أبي خالد السدّي : كان أعلم بالقرآن من الشعبي .. إلى أن قال : توفّي سنة 127.


(179)
ـ بضمّ المهملة ، وتشديد الدال ـ أبو محمّد الكوفي ، صدوق متّهم رمي بالتشيّع ، من الرابعة ، مات سنة سبع وعشرين ومائة. انتهى.
    وقال المقدسي (1) : إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة الهاشمي ، المعروف ب‍ : السدّي الأعور الكوفي ، أصله حجازي ، مولى زينب بنت قيس بن مخرمة من بني عبد المطلب ، يكنّى : أبا محمّد (2) ، مات سنة سبع وعشرين ومائة. انتهى.
    وفي التعليقة (3) : إنّ وصفه ب‍ : المفسّر مدح.
وقال العجلي في تاريخ الثقات : 66 برقم 94 : إسماعيل السدّي ثقة ، روى عنه سفيان وشعبة ، وزائدة ، عالم بتفسير القرآن ، راوية له.
    وقال ابن حبّان في الثقات 4/20 : إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة السدّي الأعور ، مولى زينب بنت قيس بن مخرمة ، من بني عبد مناف ، يروي عن أنس بن مالك ، وقد رأى ابن عمر ، روى عنه الثوري وشعبة ، وزائدة ، ومات سنة 127 في إمارة ابن هبيرة.
    وانظر : أخبار إصفهان لأبي نعيم 1/204.
1 ـ في الجمع بين رجال الصحيحين 1/28 برقم 102.
2 ـ في الجمع بين رجال الصحيحين للمقدسي مع زيادة : سمع أنس بن مالك والبهي عبد الله وسعد بن عبيدة ويحيى بن عباد ، روى عنه أبو عوانة والثوري والحسن بن صالح وزائدة وإسرائيل ، مات .. إلى آخر العبارة.
3 ـ تعليقة الوحيد البهبهاني المطبوعة على هامش منهج المقال : 61.
    أقول : إنّ ما تفضّل به سيّدي الوالد قدّس الله روحه الطاهرة من عدم دلالة كون الراوي مفسّراً على حسنه ، بل وصف رجل بأنّه مفسّر كوصفه بأنّه راو ، أو أديب ، أو شاعر ، وهذا قطعي لا مرية فيه ، فما أفاده الوحيد رحمه الله في تعليقته من أنّ المفسّر مدحٌ ، غريب. أمّا وصف المقدسي للمترجم بأنّه هاشمي فغلط على التحقيق فإنّه مولى ، وبنو هاشم لم يعهد منهم أحد وصف بالولاء ، والصحيح ما ذكر الشيخ رحمه الله وجمع من العامة بأنّه مولى قريش ، ويشهد لذلك ما في تهذيب التهذيب 1/315 برقم 573 في ضمن ترجمة السدّي : وقيل : مولى بني هاشم ، وقيس بن مخرمة مطلبي ، والمطلب وهاشم أخوان ، ولدا عبد مناف بن قصي ، رأس قريش ، فنسب السدّي قرشياً بالولاء. في قسم الحسان ، ومنتهى المقال : 56 [ 2/73 برقم ( 365 ) الطبعة المحقّقة ] ، ومنهج المقال : 57.


(180)
    قلت : كون المفسّر مدحاً ملحقاً له بالحسان غير ثابت. نعم وصف ابن حجر إيّاه بكونه صدوقاً ، مع اعترافه باتّهامه بالتشيّع كاف في ذلك ؛ لأنّ الفضل ما شهدت به الأعداء.
    وعن ميزان الإعتدال (1) : إسماعيل السدّي ، صدوق لا بأس به ، وكان يشتم
ونقل بعض المعاصرين في قاموسه 2/45 أنّ المفهوم من السمعاني أنّ المفسّر السدّي الصغير لا هذا الذي يقال له : السدّي الكبير.
    أقول : وهذه النسبة إن صحّت فهي مخالفة لتصريح جمع كبير من أعلامهم بأنّه السدّي الكبير ، كما في تهذيب الكمال 3/132 برقم 462 : إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة السدّي .. إلى أن قال : وهو السدّي الكبير .. إلى أن قال : السدّي صاحب التفسير اسمه إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة ..
    فما نقله المعاصر هو قول شاذ اختص به السمعاني على ما نسبه إليه ، وفي نقد الرجال : 45 برقم 42 [ المحقّقة 1/221 برقم ( 43 ) ] قال : إسماعيل بن عبد الرحمن السدّي أبو محمد القرشي المفسر الكوفي ( ين ) ( قر ) ( ق ) ( جخ ).
    ولاحظ : جامع الرواة 1/98 ، والوسيط المخطوط : 41 من نسختنا ، وملخّص المقال في قسم الحسان ، ومنتهى المقال : 56 [ 2/73 برقم ( 365 ) الطبعة المحقّقة ] ، ومنهج المقال : 57.
1 ـ ميزان الإعتدال 1/236 برقم 907 ـ بعد العنوان ـ قال : عن أنس ، وعبدالله البهي وجماعة ، وعنه الثوري ، وأبو بكر بن عياش وخلق ، قال : ورأى أباهريرة. قال يحيى القطّان : لا بأس به. وقال أحمد : ثقة. وقال ابن معين : في حديثه ضعف. وقال أبو حاتم : لا يحتجّ به. وقال ابن عدي : هو عندي صدوق .. إلى أن قال : وقال الفلاس ، عن ابن مهدي : ضعيف .. إلى أن قال : وقال ابن المدايني : سمعت يحيى بن سعيد يقول : ما رأيت أحداً يذكر السدّي إلاّ بخير ، وما تركه أحد. روى عنه شعبة والثوري. قيل : مات سنة سبع وعشرين ومئة. ورمي السدّي بالتشيع. وقال الجوزجاني : حدثت عن معتمر عن ليث قال : كان بالكوفة كذّابان ـ فمات أحدهما ـ : السدّي والكلبي. وقال حسين بن واقد المروزي : سمعت من السدّي فما قمت حتى سمعته يشتم أبابكر وعمر ، فلم أعد إليه. قلت : وهو السدّي الكبير ، فأمّا السدّي الصغير فهو محمد بن مروان يروي
تنقيح المقال ـ الجزء العاشر ::: فهرس