تنقيح المقال ـ الجزء العاشر ::: 181 ـ 195
(181)

عن الأعمش واه.
    وترجمه في المغني 1/83 ـ 84 برقم 682 : إسماعيل بن عبد الرحمن السدّي ، من التابعين ، وثّقه أحمد وغيره ، وضعّفه ابن معين. قال أبوحاتم : لا يحتجّ به ، ورمي بالتشيّع. قال الجوزجاني : حدّثت عن معتمر ، عن ليث ، قال : كان بالكوفة كذّابان ـ فمات أحدهما ـ : السدّي والكلبي. وقال حسين بن واقد المروزي : سمعت منه فما قمت حتى سمعته يشتم أبا بكر وعمر فلم أعد إليه.
    وفي الأعلام للزركلي 1/313 : إسماعيل بن عبد الرحمن السدّي تابعي حجازي الأصل سكن الكوفة ، قال فيه ابن تغري بردي : صاحب التفسير والمغازي والسير ، وكان إماماً عارفاً بالوقائع وأيام الناس.
    وفي الكاشف 1/125 برقم 394 : إسماعيل بن عبد الرحمن السدي الكوفي عن ابن عباس وأنس وطائفة .. وعنه زائدة وإسرائيل وأبوبكر بن عياش وخلق .. رأى أبا هريرة .. حسن الحديث .. قال أبوحاتم : لا يحتجّ به ، توفي سنة 127.
    وفي الجرح والتعديل 2/184 برقم 625 : إسماعيل بن عبد الرحمن السدّي الأعور مولى زينب بنت قيس بن مخرمة ، أصله حجازي ، يعدّ في الكوفيين ، روى عن أنس بن مالك وعبد خير ، سمعت أبي وأبا زرعة يقولان ذلك. سمعت أبي يقول : روى عن السدّي سماك بن حرب ، وإسماعيل بن أبي خالد ، وعيسى بن عمر الهمداني وسليمان التيمي ، وعثمان بن ثابت ، ومالك بن مغول ، وسفيان الثوري ، وشعبة ، وزائدة ، وزيد بن أبي أنيسة ، وزياد بن خيثمة .. ثم ذكر جمعاً آخر ، ثم ذكر كلمات في توثيقه ومدحه ثم قال في صفحة : 185 : وإنّما سمّي السدّي لأنّه كان يجلس بالمدينة في موضع يقال له : السدّ ، يكنّى أبا محمد.
    وفي تاج العروس 2/374 : وسدّة المسجد الأعظم ما حوله من الرواق ، وسمّي أبو محمد إسماعيل بن عبد الرحمن الأعور الكوفي التابعي المشهور : السدّي ، روى عن أنس وابن عباس وغيرهم لبيعه المقانع والخمر على باب مسجد الكوفة .. إلى أن قال : قال الذهبي : لقعوده في باب جامع الكوفة. وقال الليث : السدّي رجل منسوب إلى قبيلة من اليمن. قال الأزهري : إن أراد إسماعيل السدّي فقد غلط لا يعرف في قبائل اليمن سدّ ولا سدّة ، وأغرب أبو الفتح اليعمري فقال : كان يجلس في المدينة في مكان له السدّ فنسب إليه ، والسدّي ضعفه ابن معين ، ووثقه الإمام أحمد ، واحتجّ به مسلم ، وفي التقريب


(182)
أبابكر وعمر ، وهو السدّي الكبير ، والصغير : محمّد بن مروان.
    والمتحصّل من ذلك كلّه كون الرجل من الحسان (*).

    الضبط :
    الجَرْمي : بالجيم المعجمة المفتوحة ، ثم الراء الساكنة ، ثم الميم ، ثم الياء ،
أنّه : صدوق مات سنة سبع وعشرين ومائة ..
    وفي تذكرة سبط ابن الجوزي : 38 : سمع السدّي من أنس بن مالك ورأى الحسن بن علي [ عليهما السلام ] ، ووثّقه سفيان الثوري وشعبة ويحيى بن سعيد القطّان وغيرهم. قلت : إنّما ذكر الترمذي هذا في تعديل السدّي ؛ لأنّ جماعة تعصّبوا عليه ليبطلوا حديث الطائر الذي رواه.
    أقول : ويظهر من كلام ابن الجوزي سبب رميه بالتشيّع والضعف ، لإبطال فضيلة لأمير المؤمنين عليه السلام ، ويظهر أيضاً أنّه كان من رواة العامة إلاّ أنّه لم يكن من النواصب ، وكان يروي فضائل خليفة الله في الأرض ، والمنصوب لدست إمامة الأمة عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم عن الله عزّ وجلّ.
(*)
حصيلة البحث
    أقول : إنّ التأمّل في كلمات الأعلام من الخاصة والعامة يوضّح أنّ المترجم كان من رواة العامّة البارزين ، وكان يروي بعض فضائل أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه ، وكان يقضّ بذلك مضاجعهم ، فرموه بما يحطّ من مقامه عندهم ، من مثل أنّه كان يشتم الشيخين ونظائرهم ، وعندي أنّه من رواة العامة ، إلاّ أنّه ليس فيه نصب لأهل البيت عليهم السلام ، ولذلك أنا فيه من المتوقفين.
(o)
مصادر الترجمة
    رجال الشيخ : 147 ، جامع الرواة 1/98 ، مجمع الرجال 1/216 ، نقد الرجال : 44 [ المحقّقة 1/220 برقم ( 40 ) ] ، توضيح الاشتباه : 60 ، منهج المقال : 57 ، منتهى المقال : 56.


(183)
نسبة إلى جرم بن زبان بن حلوان بن عمران بن الحافي بطن من قضاعة. أو إلى جرم : بطن من طيّ ، أو إلى جرم : بطن من عاملة ، أو إلى جرم : بطن من بجيلة (1).
    أو إلى جِرْم ـ بالكسر فالسكون (2) ـ مدينة بنواحي بدخشان وراء ولوالج ، منها : سعيد بن حيدر الجرمي العامي (3).
    الترجمة :
    لم أقف فيه إلاّ على عدّ الشيخ رحمه الله إيّاه في رجاله (4) من أصحاب الصادق عليه السلام.
    وظاهره كونه إماميّاً ، إلاّ أنّ حاله مجهول (*).
1 ـ ذكر ذلك كلّه في تاج العروس 8/226 ، ولاحظ : لسان العرب 12/95 وغيره.
2 ـ قال الجزري في اللباب 1/273 : الجَرْمي : بفتح الجيم وسكون الراء وفي آخرها الميم ، هذه النسبة إلى جرم ، وهي قبيلة ، وهو جرم بن ريان بن عمران بن إلحاف بن قضاعة ، وفي بجيلة جرم بن علقة بن أنمار ، وفي عاملة جرم بن شعل بن معاوية بن عاملة ، وفي طيء جرم وهو ثعلبة بن عمرو بن الغوث ..
3 ـ قال الجزري في اللباب 1/274 : الجِرْمي : بكسر الجيم وسكون الراء المهملة ، هذه النسبة إلى بلدة من بلاد بدخشان وراء ولوالج ، يقال لها : جرم ، منها الفقيه أبو عبد الله سعيد بن حيدر الجرمي ، سمع من أبي يعقوب يوسف بن أيوب الهمداني .. وانظر تاج العروس 8/226 ، معجم البلدان 2/129 ، توضيح المشتبه 2/333.
4 ـ رجال الشيخ : 147 برقم 102.
    وعدّه في ملخّص المقال في قسم المجاهيل ، وعدّه جمع من أصحاب الصادق عليه السلام نقلاً عن رجال الشيخ قدّس الله سرّه ولم يزيدوا على ما ذكره الشيخ شيئاً.
(*)
حصيلة البحث
    لم أهتدِ إلى ما يرفع جهالة المترجم ، فهو مجهول الحال.


(184)
    [ الضبط : ]
    قد مرّ (1) ضبط الجعفي في : إبراهيم الجعفي.
    [ الترجمة : ]
    وقد عدّه الشيخ رحمه الله (2) تارة : في أصحاب الباقر عليه السلام بقوله : إسماعيل بن عبد الرحمن الجعفي الكوفي ، تابعي ، سمع أبا الطفيل عامر بن واثلة ، روى عنه عليه السلام وعن أبي عبد الله عليه السلام.
    واُخرى (3) : في أصحاب الصادق عليه السلام بقوله : إسماعيل بن عبد الرحمن
(o)
مصادر الترجمة
    رجال الشيخ : 104 برقم 15 ، رجال البرقي : 12 ، رجال ابن داود : 57 برقم 185 ، رجال النجاشي : 86 برقم 277 الطبعة المصطفوية ، [ طبعة الهند : 80 ، وطبعة بيروت 1/276 برقم ( 279 ) ، وطبعة جماعة المدرسين : 110 برقم ( 281 ) ] ، الخلاصة : 8 برقم 3 ، منتهى المقال : 57 [ 2/71 برقم ( 363 ) ] ، بحار الأنوار 47/340 ، تفسير البرهان 2/470 ، الإختصاص : 85 ، معجم رجال الحديث 3/196 ، الكافي 6/79 حديث 1 ، الفقيه 3/334 حديث 1615 ، الوجيزة : 145 [ رجال المجلسي : 161 برقم ( 200 ) ] ، حاوي الأقوال 3/256 برقم 1216 [ المخطوط : 217 برقم ( 1130 ) ] ، ملخّص المقال في قسم الحسان ، إتقان المقال : 26 ، نقد الرجال : 44 برقم 41 [ المحقّقة 1/220 برقم ( 41 ) ] ، مجمع الرجال 1/216 ، منهج المقال : 57 ، رجال السيّد بحر العلوم 1/364 ، جامع الرواة 1/98.
1 ـ في صفحة : 338 من المجلّد الثالث.
2 ـ رجال الشيخ : 104 برقم 15.
    وعدّه البرقي في رجاله : 12 من أصحاب الباقر عليه السلام ، وابن داود في رجاله : 57 برقم 185 من أصحاب الباقر والصادق عليهما السلام.
3 ـ رجال الشيخ : 147 برقم 84.


(185)
الجعفي الكوفي ، تابعيّ ، سمع من أبي الطفيل ، مات في حياة أبي عبد الله عليه السلام وكان فقيهاً. وروى عن أبي جعفر عليه السلام أيضاً. انتهى.
    وقال النجاشي (1) في ترجمة بسطام بن الحصين بن عبد الرحمن الجعفي ابن أخي خيثمة : وإسماعيل أنّه (2) كان وجهاً في أصحابنا ، وأبوه وعمومته ، وكان أوجههم إسماعيل وهم بيت بالكوفة من جعفي ، يقال لهم : بنو أبي سبرة (3) .. إلى آخره.
    وفي القسم الأوّل من الخلاصة (4) مثل عبارة الشيخ رحمه الله الثانية ، ثم قال : ونقل عن ابن عقدة أنّ الصادق عليه السلام ترحّم عليه ، وحكى عن ابن نمير أنّه قال : إنّه ثقة.
    وبالجملة ؛ فإنّ حديثه أعتمد عليه. انتهى.
    وعدّه ابن داود (5) في القسم الأول وقال : تابعي مات في حياة الصادق عليه السلام ، وترحّم عليه ، وكان فقيهاً. انتهى.
    وقال في منتهى المقال (6) : وجدت في بعض مصنّفات أصحابنا ـ وليس ببالي
1 ـ رجال النجاشي : 86 برقم 277 الطبعة المصطفوية ، [ طبعة الهند : 80 ، وطبعة بيروت 1/276 برقم ( 279 ) ، وطبعة جماعة المدرسين : 110 برقم ( 281 ) ].
2 ـ ليس في طبعته مركز نشر كتاب ، كلمة : أنّه.
3 ـ في طبعتي المصطفوي والهند : سيرة.
4 ـ الخلاصة : 8 برقم 3.
5 ـ رجال ابن داود : 57 برقم 185.
6 ـ منتهى المقال : 56 ـ 57 [ الطبعة المحقّقة 2/71 برقم ( 363 ) ].


(186)
خصوص الموضع (1) ـ عن محمّد بن إسماعيل بن عبد الرحمن الجعفي ، قال : دخلت أنا وعمّي الحصين بن عبد الرحمن على أبي عبد الله عليه السلام فسلّم عليه فأدناه وقال : « من ابن هذا معك ؟ » (2) قال : ابن أخي إسماعيل ، قال : « رحم الله إسماعيل ، وتجاوز الله عن سيّئ عمله. كيف تخلّفوه ؟ » ، قال : نحن جميعاً بخير ما بقي لنا مودّتكم ، قال : « يا حصين ! لا تستصغرنّ مودّتنا ، فإنّها من الباقيات الصالحات » ، فقال : يابن رسول الله (ص) ! ما استصغرها ، ولكن أحمد الله عليها (3) الحديث.
    وأقول : كون الرجل إمامياً لا شبهة فيه ، وإذا انضمّ كونه فقيهاً ووجهاً من أصحابنا ، مع ترحّم الصادق عليه السلام عليه ، إلى توثيق ابن نمير (4) ، كان الرجل من الصحاح.
    فإن لم يكن ، فمن الحسن كالصحيح ، كما بنى على ذلك في الوجيزة (5).
    فما في الحاوي (6) ـ من عدّ الرجل في الضعفاء ، وقوله ـ بعد نقل عبارة
1 ـ روى الحديث في بحار الأنوار 47/340 ، وتفسير البرهان 2/470 ، والشيخ المفيد رحمه الله في الإختصاص : 85.
2 ـ كذا والصحيح : ابن من هذا معك.
3 ـ هنا تمام الحديث.
4 ـ أقول : إنّ ابن نمير من أرباب الجرح والتعديل من العامة ، وتوثيقه لا يجدينا لاختلافنا معهم في موجبات التوثيق.
5 ـ الوجيزة : 145 الطبعة الحجرية [ رجال المجلسي : 161 برقم ( 200 ) ] قال : وابن عبد الرحمن الجعفي حسن كالصحيح.
6 ـ حاوي الأقوال 3/256 برقم 1216 [ المخطوط : 217 برقم ( 1130 ) من نسختنا ] ، ولكن عدّه في ملخّص المقال في قسم الحسان ، وفي إتقان المقال : 26 في الثقات ، وفي


(187)
الخلاصة ، ورجال الشيخ رحمه الله ـ من قوله : لا يخفى عدم ثبوت الترحّم (1) ، وكذا حكاية التوثيق. انتهى ـ من الغرائب التي أمثاله في هذا الكتاب كثيرة (2).
نقد الرجال : 44 برقم 41 [ المحقّقة 1/220 برقم ( 41 ) ] نقل عبارة الخلاصة ورجال الشيخ ثم قال : وروى عنه جميل بن درّاج كثيراً ، وسيجيء بعض أحواله عند ترجمة بسطام بن الحصين.
    وقال في صفحة : 55 : بسطام بن الحصين بن عبد الرحمن الجعفي ، ابن أخي خيثمة وإسماعيل ، كان وجهاً في أصحابنا ، وأبوه وعمومته ، وكان أوجههم إسماعيل ، وهم بيت بالكوفة من جعفي ..
    وفي مجمع الرجال 1/216 بعد أن ذكر عبارة رجال الشيخ رحمه الله وقال : وسيذكر إن شاء الله تعالى عن ( جش ) في بسطام بن الحصين .. علّق عليه بقوله : فيه أنّه وجه في أصحابنا وأوجه من الوجيه فيفيد التوثيق.
    وذكره في منهج المقال ، وفي منتهى المقال ، بعد أن ذكر عبارة الخلاصة في إسماعيل هذا وفي بسطام ، ونقل عبارة التعليقة ونقل الرواية التي نقلناها عن البحار وغيره قال : وذكره في الحاوي في الضعاف .. وهو غريب غايته.
1 ـ ذكر الحديث في البحار والإختصاص وتفسير البرهان كما أشرنا إليه فكيف يكون الثبوت الذي يطلبه صاحب الحاوي رحمه الله ؟!
2 ـ
فائــدة
    أفاد بعض أعلام المعاصرين فائدة لا بأس بالإشارة إليها ملخّصاً :
    قال في معجم رجال الحديث 3/196 : ثم إنّ إسماعيل الجعفي قد يطلق على إسماعيل بن جابر الجعفي كما في حديث الأذان الذي رواه الكليني بإسناده : عن إسماعيل الجعفي قال : سمعت أباجعفر عليه السلام. وقد ذكر النجاشي أنّ راوي الخبر هو إسماعيل بن جابر ، وكذلك روى الكليني بإسناده : عن جميل بن درّاج ، عن إسماعيل الجعفي.
    وفي الكافي 6/79 حديث 1 بسنده : .. عن جميل بن درّاج ، عن إسماعيل الجعفي ، عن أبي جعفر عليه السلام .. والحديث نفسه رواه في الفقيه 3/334 حديث 1615 بسنده : .. روى جميل بن درّاج ، عن إسماعيل بن جابر الجعفي ، عن أبي جعفر عليه السلام ..


(188)
    التمييز :
    نقل في جامع الرواة (1) رواية جميل بن درّاج ، وحمّاد بن عثمان ، وابن سماعة ،
وقد يطلق على إسماعيل بن عبد الرحمن الجعفي كما في الكافي 7/109 حديث 3 بسنده : .. عن حمّاد بن عثمان ، عن إسماعيل الجعفي قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام ..
    وفي صفحة : 110 حديث 10 روى الخبر بعينه فقال بسنده : .. عن حمّاد بن عثمان وجميل بن دراج ، عن إسماعيل بن عبد الرحمن الجعفي ، عن أبي جعفر عليه السلام ..
    فعلى هذا فقد يقال بأنّه : لا يمكن الجزم بأنّ ما روى في الكافي والتهذيبين عن إسماعيل الجعفي ـ وهي كثيرة ـ عن أي الرجلين. نعم ؛ إذا علم أنّ الراوي عنه لم يدرك الصادق عليه السلام تعيّن أنّه : ليس ابن عبد الرحمن ، لأنّ إسماعيل بن عبد الرحمن مات في حياة الصادق عليه السلام على ما عرفت ، وقد تقدّم في إسماعيل بن جابر أنّه أكثر رواية من إسماعيل بن عبد الرحمن بمراتب ، وأنّه أشهر وأعرف فإنّه ذوكتاب ، وأمّا إسماعيل بن عبد الرحمن فرواياته قليلة ، ولم يذكر له كتاب ، فتعيّن أنّ إسماعيل الجعفي ينصرف إلى إسماعيل بن جابر إذا لم تكن قرينة على الخلاف.
    ثم إنّ إسماعيل بن عبد الخالق وإن كان جعفياً أيضاً إلاّ أنّه لم نجد مورداً أطلق عليه إسماعيل الجعفي ، بل لم نجد له إلاّ رواية واحدة ، إذن لا ينبغي الإشكال في أنّ إسماعيل الجعفي متى ما أطلق ينصرف عنه ، بل إنّ إرادته لا تحتمل فيما إذا كان الراوي عنه لم يدرك الصادق عليه السلام ؛ فإنّ إسماعيل بن عبد الخالق لم يبق إلى ما بعد الصادق عليه السلام على ما صرّح به الشيخ.
    ثم إنّ الميرزا الإسترآبادي ذكر عند بيان مشيخة الفقيه أنّ إسماعيل الجعفي هو إسماعيل بن عبد الرحمن الجعفي ، فيقوى الاعتماد ، ولكن الأردبيلي حكى عن الميرزا ما نصّه : ثم إنّ الظاهر أنّ هذا هو إسماعيل بن جابر كما قيل ، فيقوي الاعتماد.
    وهذا غريب منه قدّس سرّه جزماً لما تقدّم شرحه فراجع تعليقاتنا.
1 ـ جامع الرواة 1/98.


(189)
ومحمّد بن سنان ، وصفوان (1) ، عنه (*).
1 ـ مشيخة من لا يحضره الفقيه 4/62 : .. وما كان فيه عن إسماعيل الجعفي ؛ فقد رويته عن محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه ، عن عمّه محمد بن أبي القاسم ، عن أحمد ابن محمد بن خالد ، عن أبيه ، عن محمد بن سنان ، وصفوان بن يحيى ، عن إسماعيل بن عبد الرحمن الجعفي الكوفي ..
    أقول : من المعلوم أنّ صفوان بن يحيى من أصحاب الأئمّة الكاظم والرضا والجواد عليهم السلام ، ولم يدرك الصادق عليه السلام ، بل روى عنه عليه السلام بواسطة أصحابه ، وإسماعيل بن عبد الرحمن مات في حياة الإمام الصادق عليه السلام ، فكيف يروي عنه ، فرواية صفوان بن يحيى عن المترجم ممتنعة ظاهراً ، والراجح أنّ الذي يروي عنه صفوان بن مهران الجمال الذي يُعدّ من أصحاب الإمام الصادق عليه السلام ، فافحص وتدبّر.
    وقال السيّد بحر العلوم في رجاله 1/364 تحت عنوان بنو سبرة ونقل عبارة النجاشي ورجال الشيخ والعلامة .. ثم قال : قلت : وما قاله النجاشي يقرب من التوثيق.
(*)
حصيلة البحث
    إنّ توصيف المترجم بالوجاهة والفقاهة ، ورواية أعلام الطائفة عنه ، وأهمّ من الكلّ ترحّم الإمام الصادق عليه السلام عليه يلزمنا عدّه في أعلى مراتب الحسن أقلاًّ ، وعدّ الحديث من قبله حسناً كالصحيح ، والله العالم.

    جاء هذا العنوان في فضائل الأشهر الثلاثة للصدوق : 32 بسنده : .. وعن أبي محمد الحسن بن حمزة العلوي رحمه الله ، عن أبي غانم إسماعيل بن عبد الرحمن الحارثي بمكة ، عن أبي محمد عبد الله بن محمد العلوي ..
    وعنه في بحار الأنوار 97/47 ذيل حديث 29.
حصيلة البحث
    المعنون لم يذكر في المعاجم الرجالية ، فهو مهمل.


(190)
    الضبط :
    هذا الترديد موجود في أغلب كتب الرجال ، حتّى كتب الأوائل كالكشّي (1).
    قال في الخلاصة (2) : إسماعيل بن حقيبة (3) ـ بالحاء غير المعجمة المفتوحة ، والقاف ، والياء المنقطة تحتها نقطتين ، والباء المنقطة تحتها نقطة ـ.
    وقيل : جفينة ـ بالجيم المضمومة ، والفاء المفتوحة ، والنون بعد الياء ـ. انتهى.
    قلت : لم أقف على ما يعيّن أحد الوجهين ، وكلّ منهما محتمل ، فإنّ الحقيبة هي وعاء يشبه الخرج ، يسمّى : رفادة ومزادة ، يعلّق في مؤخّر الرحل
(o)
مصادر الترجمة
    رجال الكشّي : 344 حديث 637 ، الخلاصة 10 برقم 20 ، توضيح الإشتباه : 58 برقم 204 ، مجمع الرجال 1/217 ، رجال الشيخ : 148 برقم 106 ، رجال ابن داود : 57 برقم 186 ، حاوي الأقوال 3/254 برقم 1213 [ المخطوط : 216 برقم ( 1127 ) من نسختنا ] ، الوجيزة : 145 [ رجال المجلسي : 161 برقم ( 201 ) ] ، ملخّص المقال في قسم الحسان ، إتقان المقال : 26.
1 ـ رجال الكشّي : 344 برقم 637 قال : ما روي في إسماعيل بن حقيبة ، وقيل : جفينة .. إلى أن قال : عن إسماعيل بن حقيبة.
2 ـ الخلاصة : 10 برقم 20.
3 ـ في المصدر : إسماعيل حقيبة.


(191)
أو القتب (1).
    وجفنة ـ ومصغّرها : جفينة ـ من الألقاب المتعارفة ، والألقاب المشهورة عند العرب ، وهي في الأصل القصعة ، إناء كبير يوضع فيه الطعام ، وبه سمّي : جفنة ، أبو قبيلة من خزاعة من الأزد : وهم : بنو جفنة بن عوف ، وأبو قبيلة من مزيقيا من غسان من الأزد ، وهم : بنو جفنة بن مزيقيا ، ومنهم ملوك الشام على العرب ، وفيهم يقول حسان :
أَبْنَاءِ جَفْنَةَ حَوْلَ قَبْرِ أَبَيِهمُ قَبْر ابن مارِيَةَ الْكَرِيمِ المِفْضَل (2)
    وجاء في أمثال العرب : وعند جفينة الخبر اليقين ، على أحد النقلين اللّذين رجّحه جمع منهم صاحب القاموس (3) حتّى نفى النقل الآخر بقوله : ولا تقل
1 ـ انظر : تاج العروس 1/219 ، لسان العرب 1/325 وغيرهما.
    والخُرْج : من الأوعية هو الجُوَالِق ذو أَوْنَيْن كما فى اللسان 2/252 ، والرِّفادة : دِعامَة السرج والرحل وغيرهما ، كما في لسان العرب 3/181 ، وقال في صفحة : 199 : المَزَادَة : الراوية ، قال أبو عبيد : لا تكون إلاّ من جلدين تُفأَم بجلد ثالث بينهما لتتّسع .. إلى آخر ما فصّل في اللفظة ، فراجع.
2 ـ قال في لسان العرب 13/91 : جَفْنَة : قبيلة من الأزد ، وفي الصحاح : قبيلة من اليمن. وآل جَفْنَة : ملوكٌ من أهل اليمن كانوا استوطنوا الشام ، وفيهم يقول حسّان بن ثابت .. ثم ذكر الشعر ، وفيه : أولاد بدلاً من : أبناء.
3 ـ القاموس 4/209. وقال في لسان العرب 13/91 : وجُفَيْنَة : اسم خمّار ، وفي المثل : عند جُفَيْنَة الخبر اليقين ؛ كذا رواه أبو عبيد وابن السكيت. قال ابن السكيت : ولا تقل جُهَيْنَة ، وقال أبو عبيد في كتاب الأمثال : هذا قول الأصمعي ، وأما هشام بن محمد الكلبي فإنّه أخبر أنّه جُهينة .. إلى أن نقل عن ابن خالويه أنّ الأكثر على جُفَيْنَة.
    ونقله الزمخشري في المستقصى 2/169 وقال : جُفَيْنَة .. ويروي : جُهَيْنَة.
    ونقله الطرابلسي في فرائد اللآل في مجمع الأمثال 2/3 الباب الثامن عشر بنحو آخر وهو : عند جُهَيْنَة يقين الخبر وقال في آخره : وقيل : هو جُفَيْنَة بالفاء .. ثم ذكر قول الشاعر : وعند جفينة الخبر اليقين.


(192)
جهينة. انتهى.
    ثم إنّ الساروي قال في توضيح الإشتباه (1) : إنّ اللقب للابن لا للأب. انتهى.
    ويساعده عبارة ابن مسعود الآتية في طيّ كلام الكشّي (2) رحمه الله ، لكن يردّه أنّ جمعاً منهم العلاّمة في الخلاصة (3) قالوا : إسماعيل بن حقيبة. وذلك صريح في أنّ اللقب للأب لا للابن.
    وظاهر الشيخ رحمه الله في رجاله (4) : إن حقيبة لقب جدّ إسماعيل حيث قال في باب أصحاب الصادق عليه السلام : إسماعيل بن عبد الرحمن بن حقيبة الكوفي. انتهى.
    لكن نسخة اُخرى منه خالية عن كلمة ( الابن ) قبل ( حقيبة ) ، فيوافق حينئذ عبارة الخلاصة.
    الترجمة :
    قد سمعت عدّ الشيخ رحمه الله في رجاله (5) إيّاه من أصحاب الصادق
1 ـ توضيح الإشتباه : 58 برقم 204 في نسختنا هكذا : واللقب للابن لا للأب.
2 ـ رجال الكشّي : 344 برقم 637 : قال محمد بن مسعود : وسألت علي بن الحسن بن علي بن فضّال ، عن إسماعيل بن حقيبة ؟ ..
3 ـ الخلاصة : 10 برقم 20 قال : إسماعيل بن حقيبة .. وذكر ضبط الكلمة ، ثم قال : وقيل : جفينة ـ بالجيم المضمومة ـ ..
    وفي توضيح الإشتباه : 58 برقم 204 قال : إسماعيل بن عبد الرحمن جُفينة ـ بضمّ الجيم ـ .. إلى أن قال : وقيل : حَقيبة ـ بفتح الحاء ـ .. إلى أن قال : كما اختاره العلاّمة.
4 ـ رجال الشيخ : 148 برقم 106 قال : إسماعيل بن عبد الرحمن حقيبة الكوفي. وفي مجمع الرجال 1/217 نقلاً عن رجال الشيخ مثله.
    ومنه يظهر أنّ نسخة المؤلّف قدّس سرّه من رجال الشيخ والخلاصة كانت مغلوطة ، زيد بين الاسم واللقب ( بن ) فصار اللقب اسماً لجدّ المترجم وأنّ الزيادة من النسّاخ.
5 ـ رجال الشيخ : 148 برقم 106.


(193)
عليه السلام.
    وقال الكشّي (1) : إسماعيل بن حقيبة ، وقيل : جفينة قال محمّد بن مسعود : سألت أبا الحسن عليّ بن الحسن بن علي بن فضّال ، عن إسماعيل بن حقيبة ، قال : صالح ، وهو قليل الرواية. انتهى.
    واقتصر في الخلاصة (2) ـ بعد الضبط المزبور منه ـ على نقل رواية ابن مسعود المذكورة ، ولكن عدّه إياه في القسم الأوّل يقضى ببنائه على وثاقة الرجل.
    وقد وثّقه صريحاً ابن داود (3) ، بعد ذكره له في الباب الأوّل.
    وما أبعد ما بينهما وبين عدّ الجزائري في الحاوي (4) إيّاه في باب الضعفاء !
    والقول الفصل ما في الوجيزة (5) من عدّه من الحسان ، ولعلّه لعدم توثيق
1 ـ رجال الكشّي : 344 برقم 637.
2 ـ الخلاصة : 10 برقم 20 ، وفيها : إسماعيل بن حقيبة .. بخلاف رجال الكشّي فإنّ فيه : إسماعيل بن حقيبة.
3 ـ رجال ابن داود : 57 برقم 186 ، وبعد العنوان وضبطه قال : ( ق ) ( جخ ) ( كش ) ثقة.
4 ـ حاوي الأقوال 3/254 ـ 255 برقم 1213 [ المخطوط : 216 برقم ( 1127 ) من نسختنا ].
5 ـ الوجيزة : 145 [ رجال المجلسي : 161 برقم ( 201 ) ] قال : وابن عبد الرحمن حقيبة حسن.
    وعدّه في ملخّص المقال في قسم الحسان ، كما وعدّه في إتقان المقال : 26 في قسم الثقات.
    وقال بعض المعاصرين في قاموسه 2/49 : ثم قول علي بن فضال إنّه : صالح يكفي في اعتبار خبره ؛ فإنّه في معنى توثيقه وردّ المصنف على ابن داود توثيقه في غير محلّه. انتهى.
    اقرأ واعجب ؛ فإنّه جعل هنا الصلاح كاشفاً عن الوثاقة ، ولم يلتزم به هو وغيره.


(194)
صريح فيه من غير ابن داود ، وهو لكثرة اشتباهاته لا يوثق بتوثيقه ، فتأمّل (*).

    [ الترجمة : ]
    لقد أجاد المولى الوحيد رحمه الله (1) في استظهار كونه ابن أبي كريمة المتقدّم.
    وقد أسبقنا (2) نقل عبائر الشيخ رحمه الله في رجاله ، وزعم بعضهم كونه رجلا آخر ، حيث عنونه بمثل ما سمعته من الشيخ رحمه الله في باب أصحاب الصادق عليه السلام.
(*)
حصيلة البحث
    إنّ عدّ العلاّمة للمترجم في القسم الأوّل من الخلاصة وابن داود في رجاله في القسم الأوّل ، وقول علي بن الحسن بن فضّال إنّه : صالح ، يقضي بحسنه أقلاًّ ، فهو حسن ، ورواياته تُعدّ حساناً.
1 ـ في تعليقته المطبوعة على هامش منهج المقال : 61 و131.
    وقد عبّر عن المترجم الشيخ في رجاله : 82 برقم 5 في أصحاب السجاد عليه السلام بقوله : إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة السدّي من الكوفة ، وفي أصحاب الباقر والصادق عليهما السلام بقوله : إسماعيل بن عبد الرحمن السدّي .. بحذف اسم الجدّ ، وحينئذ فالاتّحاد قطعي ، والعنوان هنا مكرّر ، فتفطّن.
    أقول : جاء في معرفة علوم الحديث للحافظ النيسابوري : 136 ـ 137 بسنده : .. قال : سمعت علي بن الحسين بن واقد يحدّث عن أبيه ، قال : قدمت الكوفة ، فأتيت السدّي ، فسألته عن تفسير سبعين آية من كتاب الله عزّوجلّ ، فحدثني فلم أرِم مجلسي حتى سمعته يسبّ أبا بكر وعمر ..
2 ـ في صفحة : 177 من هذا المجلد.


(195)
    الضبط :
    [ الملائي : ] يحتمل قريباً كون الملائي نسبة إلى المُلاء ـ بضمّ الميم ، وفتح اللام ، بعدها ألف ، وهمزة ممدوداً ـ جمع مُلاءة ـ بضمّ الميم أيضاً ـ وهي الريطة (1) ، باعتبار كونه بايع الرياط أو صانعها.
    والريطة : هي كلّ ملاءة غير ذات لفقين كلّها نسج واحد وقطعة واحدة (2) ، وهي من أنواع الستور ، تلبسها النساء فوق ثيابهنّ ، وهي لهن بمنزلة الرداء للرجال.
(o)
مصادر الترجمة
    رجال الشيخ : 147 برقم 103 ، رجال البرقي : 28 ، مجمع الرجال 1/217 ، جامع الرواة 1/99 ، نقد الرجال : 45 برقم 43 [ المحقّقة 1/221 برقم ( 44 ) ] ، منهج المقال : 57 ، منتهى المقال : 56 [ لم يذكر في المحقّقة ] ، الكاشف 1/122 برقم 373 ، الجرح والتعديل 2/166 برقم 559 ، تهذيب التهذيب 1/293 برقم 545 و 3/77 برقم 440 ، تقريب التهذيب 1/69 برقم 505 و .. وغيره من المصادر العامّة.
1 ـ كما نصّ عليه أعلام أهل اللغة. انظر : تاج العروس 1/130 ، والنهاية 4/357 وغيرهما.
2 ـ قاله في القاموس المحيط 2/362 ثم قال : .. أو كلّ ثوب ليّن رقيق كالرائط. وانظر : الصحاح 3/1128 ، والنهاية 2/289.
تنقيح المقال ـ الجزء العاشر ::: فهرس