تنقيح المقال ـ الجزء العاشر ::: 196 ـ 210
(196)
    ويحتمل أن يكون نسبة إلى المـَلا ـ بفتح الميم غير ممدود ـ ، قيل : موضع بين بقعاء (1) ، وهي قرية لبني مالك بن عمرو ، من ضواحي الرمل متّصلة والجبلة إلى (2) طرف اجأ وملتقى الرمل.
    وقيل : ترب أرض (3) ليس برمل ولا جلد (4) ليس فيها حجارة. أو إلى المَلا ـ بالفتح والقصر أيضاً ـ واد لطيّ (5).
    الترجمة :
    لم أقف فيه إلاّ على قول الشيخ رحمه الله إيّاه في رجاله (6) من أصحاب
1 ـ هذه نسخة في المراصد ، وفيه : نقعاء.
2 ـ في المراصد : هي والجلد إلى ..
3 ـ في المراصد : ترب أبيض.
4 ـ في المصدر : والأجلاد.
5 ـ مراصد الاطلاع 3/1304 ، وفيه : والملا : مدافع السبعان : واد لطيء. وفصله في معجم البلدان 5/188 ـ 189.
6 ـ رجال الشيخ : 147 برقم 103.
    وذكره البرقي في رجاله : 28 : إسماعيل بن عبد العزيز .. ولعلّه المترجم. ويحتمل الأموي.
    وذكره في مجمع الرجال 1/217 ، وجامع الرواة 1/99 ، ونقد الرجال : 45 برقم 43 [ المحقّقة 1/221 برقم ( 44 ) ] وغيرهم جميعاً عن رجال الشيخ من دون تعليق على كلام الشيخ رحمه الله.
    وذكره في ملخّص المقال في قسم المجاهيل ، لكن ذكره في الكاشف 1/122 برقم 373 فقال : إسماعيل بن خليفة أبو إسرائيل الملائي ، عن الحكم ، وطلحة بن مصرف ، وعنه أبو نعيم ، وأسيد الجمّال ، وعدّة ، ضعيف توفّي سنة 169.
    وفي الجرح والتعديل 2/166 برقم 559 : إسماعيل بن أبي إسحاق أبو إسرائيل العبسي وهو إسماعيل بن خليفة ، روى عن ميمون بن مهران ، والحكم بن عتيبة ، روى


(197)
الصادق عليه السلام.
    وظاهره كونه إماميّاً ، إلاّ أنّ حاله مجهول (*).
عنه الثوري ، وعبد الرحيم الرازي ، ووكيع ، وأبو نعيم .. ثم ذكر تضعيفه وتوثيقه وعن بعض أنّه : منكر الحديث ، وعن آخرين أنّه : صدوق.
    وفي تهذيب التهذيب 1/293 برقم 545 : إسماعيل بن خليفة العبسي أبو إسرائيل بن أبي إسحاق الملائي الكوفي ، وقيل : اسمه عبد العزيز ، روى عن الحكم بن عتيبة ، وفضيل ابن عمرو الفقيمي ، وإسماعيل السدّي ، وعطيّة العوفي ، وأبي عمر البهراني ، وغيرهم. وعنه الثوري ـ وهو من أقرانه ـ وأبو أحمد الزبيري ، ووكيع ، وأبو نعيم .. إلى أن قال : وقال عمرو بن علي : ليس من أهل الكذب ، قال : وسألت عبد الرحمن عن حديثه فأبى وقال : كان يشتم عثمان .. ثم ذكر تضعيفه عن جماعة وتوثيقه عن آخرين .. إلى أن قال : ولد بعد الجماجم بسنة ، وكانت الجماجم سنة 83 ومات وقد قارب الثمانين ، روى عنه أهل العراق وكان رافضيّاً شتّاماً وهو مع ذلك منكر الحديث .. إلى أن قال : وقال العقيلي : حديث « وجد قتيل بين قريتين » ليس له أصل.
    وفي تقريب التهذيب 1/69 برقم 505 : إسماعيل بن خليفة العبسي ـ بالموحّدة ـ أبو إسرائيل الملائي الكوفي معروف بكنيته ، وقيل : اسمه عبد العزيز ، صدوق سيّئ الحفظ ، نسب إلى الغلوّ في التشيّع ، من السابعة ، مات سنة تسع وستين [ ومائة ] وله أكثر من ثمانين سنة.
    وذكره في تهذيب الكمال 3/77 برقم 440 : إسماعيل بن خليفة العبسي أبوإسرائيل بن أبي إسحاق الملائي الكوفي مولى سعد بن حذيفة. قيل : اسمه عبد العزيز .. ثم ذكر جمعاً كبيراً ممّن يروي عنهم ويروون عنه .. ثم قال : كان يشتم عثمان .. وقال البخاري : تركه ابن مهدي وكان يشتم عثمان .. ثم ذكر تضعيف جمع وتوثيق آخرين.
    وذكره جمع آخر من أرباب الجرح والتعديل من العامّة.
(*)
حصيلة البحث
    أقول : ليس شتمه لعثمان دليلاً على إماميته ، والغلوّ في التشيّع غير واضح المعنى ، فعليه لا يسعنا إلاّ الحكم عليه بالجهالة ، فهو مجهول الحال عندي ، وعدّه من رواة العامة ليس بجزاف.


(198)
    [ الترجمة : ]
    عدّه الشيخ رحمه الله في رجاله (1) من أصحاب الصادق عليه السلام.
    وظاهره كونه إماميّاً ، إلاّ أنّ حاله مجهول.
    [ التمييز : ]
    ونقل في جامع الرواة (2) رواية الحسن بن علي ، وإبراهيم بن هاشم ، عنه.
    [ الضبط : ]
    والأَمَوي : بفتح الهمزة ، والميم ، نسبة إلى اُميّة بن نخالة (3) بن مازن.
    وبضمّ الهمزة وفتح الميم ، نسبة إلى اُميّة بن عبد شمس بن عبد مناف ، كذا
(o)
مصادر الترجمة
    رجال الشيخ : 148 برقم 104 ، نقد الرجال : 45 برقم 44 [ المحقّقة 1/221 برقم ( 45 ) ] ، الوسيط المخطوط : 41 من نسختنا ، ملخّص المقال في قسم المجاهيل ، منهج المقال : 57 ، جامع الرواة 1/99.
1 ـ رجال الشيخ : 148 برقم 104.
2 ـ جامع الرواة 1/99.
    أقول : رواية الحسن بن علي عن المترجم في الكافي 3/560 حديث 3 بسنده : .. عن بكر بن صالح ، عن الحسن بن علي ، عن إسماعيل بن عبد العزيز ، عن أبيه ، عن أبي بصير ، قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام ..
    ورواية علي بن إبراهيم في الكافي أيضاً 3/562 حديث 10 : علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن إسماعيل بن عبد العزيز ، عن أبيه ، قال : دخلت أنا وأبو بصير على أبي عبد الله عليه السلام ..
3 ـ في المصدر : بجالة.


(199)
حكي عن السمعاني (1).
    واقتصر الجوهري في صحاحه (2) على الفتح في النسبة إلى اُميّة العبشمي * ، محتجّاً بأنّه تصغير أمة ـ بفتح الهمزة ـ وكلام ابن حيّان في شرح التسهيل يميل إلى الضمّ فيه أيضاً جرياً على اللفظ (*).

    [ الترجمة : ]
    عدّه الشيخ رحمه الله في رجاله (3) ـ من دون توصيفه بوصف ـ من رجال
1 ـ قال السمعاني في أنسابه 1/348 برقم 241 : الأَمَوي : بفتح الهمزة والميم ، هذه النسبة إلى أمة بن بجالة بن مازن بن ثعلبة بن سعد بن ذبيان ..
    وبرقم 242 قال : الأمَوي ـ بضمّ الألف وفتح الميم كسر الواو ـ هذه النسبة إلى اُمية ، والمشهور بهذه النسبة جموع كثيرة ، منهم اُمية بن عبد شمس ..
2 ـ الصحاح 6/2272 : وتقول : ما كنت أَمَةً ، ولقد أَمَوْت أُمُوّةً والنسبة إليها أَمَويّ ـ بالفتح ـ وتصغيرها أُمَيَّة ، وأمية أيضاً : قبيلة من قريش ، والنسبة إليها أُمَوِيّ ـ بالضمّ ـ ، وربما فتحوا ..
    وفي تاج العروس 10/23 : وبنو اُمية ـ مصغّر أمة ـ قبيلة من قريش ، وهما أُميّتان الأكبر والأصغر ابنا عبد شمس بن عبد مناف .. إلى أن قال : والنسبة إليهم أُموي ـ بضمّ وفتح ـ ، وأَمَوي ـ بالتحريك على التخفيف ـ وهو الأشهر.
* ـ العبشمي نسبة إلى عبد شمس. [ منه ( قدّس سرّه ) ].
    أقول : صرّح بذلك ابن منظور في لسان العرب 6/115 مادة ( شمس ) ، والزبيدي في تاج العروس 4/173 ، وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه 6/122 ـ 123 وغيرهم.
(*)
حصيلة البحث
    لم أقف بعد الفحص والتنقيب على ما يوضّح حال المترجم ، فهو مجهول الحال.
3 ـ رجال الشيخ : 105 برقم 24.


(200)
الباقر عليه السلام.
    ونقل في التعليقة (1) عن بصائر الدرجات (2) عن الحسين بن سعيد ، عن الحسن بن أبي عبد الله ، عن جعفر بن الحسين الخزّاز ، عن إسماعيل ابن عبد العزيز ، قال : قال لي الصادق عليه السلام : ضع لي ماء في المتوضّى فوضعت [ قال : فقمت ] ، فدخل فقلت في نفسي : أنا أقول فيه كذا .. وكذا.
    فقال : « يا إسماعيل ! لا ترفعونا فوق طاقة فيتهدّم (3) ، اجعلونا عبيداً مخلوقين ، وقولوا فينا ما شئتم ». انتهى.
    وقال الوحيد رحمه الله ـ بعد نقله ـ : إنّه يظهر منه رجوعه وحسن عقيدته. انتهى.
1 ـ تعليقة الوحيد البهبهاني المطبوعة على هامش منهج المقال : 131.
2 ـ بصائر الدرجات : 236 باب أنّ الأئمّة يعرفون الضمائر وحديث النفس حديث 5 : حدثنا أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن الحسين بن بردة ، عن أبي عبد الله عليه السلام .. وعن جعفر بن بشير الخزّاز ، عن إسماعيل بن عبد العزيز ، قال : قال أبو عبد الله عليه السلام ..
    فالسند هنا يختلف كثيراً عمّا في السند المذكور في المتن ، ولعلّ هناك سنداً آخر لم أعثر عليه أو وقع تصحيف في نسختنا.
3 ـ في التعليقة : فتهدم. وفي بصائر الدرجات : 256 : طاقته فينهدم ، ولكن في صفحة : 261 : طاقتنا فينهدم.
    وانظر الطبعة الأُخرى من البصائر [ طبعة مؤسسة الأعلمي ] تحقيق كوجه باغي : 256 ، وصفحة : 261 ، وكذلك من بحار الأنوار 25/179 حديث 22 ، و 47/68 حديث 15 عن بصائر الدرجات : 63 باب 10 حديث 5 باختلاف في الإسناد ، فليراجع و 16 عن كشف الغمة 2/427 ، و74/146 ـ 147 حديث 2 عن البصائر : 236 مع اختلاف في الإسناد واختصار ، وفي البصائر : « لا ترفعوا البناء فوق طاقته فينهدم ، اجعلونا مخلوقين .. » إلى آخره.


(201)
    واحتمل الميرزا (1) كونه أحد المزبورين (*).
1 ـ في منهج المقال : 57 ـ 58 قال : إسماعيل بن عبد العزيز ( قر ) وكأنّه أحد الأوّلين.
(*)
حصيلة البحث
    إنّ الحديث المذكور دلّ على حسن عقيدة إسماعيل بالإمام وعن جلالته ، بحيث إنّ الإمام عليه السلام عطف عليه وأخرجه من الباطل .. إلاّ أنّ عدم توصيفه بوصف يميّزه عمن سواه يجعله مجهولاً موضوعاً ، فتفطّن.

    جاء بهذا العنوان في الكافي 3/560 باب ما يحلّ له أن يأخذ الزكاة ومن لا يحلّ له حديث 3 بسنده : .. عن الحسن بن علي ، عن إسماعيل بن عبد العزيز ، عن أبيه ، عن أبي بصير قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام ..
    وفي صفحة : 562 حديث 10 : علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن إسماعيل بن عبد العزيز ، عن أبيه قال : دخلت أنا وأبو بصير على أبي عبد الله عليه السلام ..
    وفي بحار الأنوار 17/9 باب 12 وجوب حبّه وطاعته حديث 16 ، بسنده : .. عن ابن مسكان ، عن إسماعيل بن عبد العزيز قال : قال لي جعفر ابن محمد عليه السلام ..
    وفي بحار الأنوار 25/279 باب نفي الغلوّ حديث 22 ، بسنده : .. وعن جعفر بن محمد بن بشير الخزّاز ، عن إسماعيل بن عبد العزيز قال : قال أبو عبد الله عليه السلام ..
    وفي بحار الأنوار 47/68 باب 27 معجزات الصادق عليه السلام حديث 15 ، بسنده : .. وعن جعفر بن بشير الخزّاز ، عن إسماعيل بن عبد العزيز قال : قال أبو عبد الله عليه السلام ..


(202)

    وفي بصائر الدرجات : 226 باب 10 حديث 5 بسنده : .. عن جعفر بن بشير الخزّاز ، عن إسماعيل بن عبد العزيز قال : قال أبو عبد الله عليه السلام ..
    وفي صفحة : 380 الجزء 8 حديث 9 بسنده : .. عن ابن مسكان ، عن إسماعيل بن عبد العزيز قال : قال لي جعفر بن محمد عليه السلام ..
حصيلة البحث
    المعنون في المتن موصوف ب‍ : الملائي ومكنّى ب‍ : أبي إسرائيل ، والمعنون هنا خال عن ذلك ، ومن المظنون تعدّدهما وإنـّي اُرجّح حسن المعنون لمضمون رواياته.

    جاء في سند رواية في التهذيب 1/126 برقم 342 بسنده : .. عن أحمد بن محمد ، عن أبيه ، عن محمد بن الحسن الصفّار ، وإسماعيل بن عبد الله ..
    وادّعى الأردبيلي في جامع الرواة 1/99 اتّحاده مع إسماعيل بن عبد الله بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام الآتي ، وأنّه من أصحاب الصادق عليه السلام ، ولا وجه له ، إذ هذا يروي عـن أبي عبد الله الصادق عليه السلام بخمس وسائط ، فتدبّر.
حصيلة البحث
    المعنون مهمل وما ذكره الثقة الأردبيلي في جامع الرواة تسرّع منه قدّس سرّه.


(203)
    [ الضبط : ]
    قد مرّ (1) ضبط الأعمش في : إسماعيل الأعمش.
    [ الترجمة : ]
    ولم أقف في حال الرجل إلاّ على عدّ الشيخ رحمه الله إيّاه في رجاله (2) من أصحاب الصادق عليه السلام ، واتباعه بقوله : روى عنه ابن أبي عمير. وظاهره كونه إماميّاً.
    وقال الوحيد رحمه الله (3) : إنّ في روايته عنه إشعاراً بوثاقته.
(o)
مصادر الترجمة
    رجال الشيخ : 147 برقم 101 ، رجال البرقي : 28 ، إتقان المقال : 165 ، الوسيط المخطوط : 41 من نسختنا ، نقد الرجال : 45 برقم 45 [ المحقّقة 1/221 برقم ( 46 ) ] ، منهج المقال : 58 ، منتهى المقال : 57 [ 2/73 برقم ( 367 ) ] ، تعليقة الوحيد المطبوعة على هامش منهج المقال ( نقلاً عن المنهج والمنتهى ) ، ملخّص المقال في قسم الحسان ، مجمع الرجال 1/214.
1 ـ في صفحة : 13 من هذا المجلد.
2 ـ رجال الشيخ : 147 برقم 101 ، والبرقي في رجاله عدّ من أصحاب الصادق عليه السلام : إسماعيل الأعمش. وفي إتقان المقال في قسم الحسان قال : إسماعيل بن عبد الله الأعمش الكوفي ، روى عنه ابن أبي عمير ( ق ) ( جخ ) ، قلت : ناهيك به أمارة في القوّة ، فإنّه واحد زمانه في الأشياء كلّها.
3 ـ لم أجد في تعليقة الوحيد المطبوعة على هامش منهج المقال ، ولكن في منهج المقال ومنتهى المقال قالا : وفي التعليقة : وهو يشعر بوثاقته.
    والمطبوعة من التعليقة على هامش المنهج ليست تامة.


(204)
    ثم لا يخفى أنّ رواية الكليني رحمه الله في روضة الكافي (1) عنه مرسلة قطعاً ، لبعد ما بينهما (*).

    [ الترجمة : ]
    عدّه الشيخ رحمه الله في رجاله (2) تارة : من أصحاب السجاد عليه السلام بقوله : إسماعيل بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ، تابعيّ سمع أباه.
    واُخرى (3) : من أصحاب الباقر عليه السلام بقوله : إسماعيل بن عبد الله بن
1 ـ الكافي 8/293 حديث 448 قال : إسماعيل بن عبد الله القرشي ، قال : أتى إلى أبي عبد الله عليه السلام رجل .. والظاهر أنّه غير المعنون ، ولم أظفر على رواية في سندها إسماعيل الأعمش ، فراجع لعلك تجدها.
(*)
حصيلة البحث
    عدّ المعنون في أوّل درجة الحسن لرواية ابن أبي عمير عنه ليس ببعيد ، ولكن لم أظفر على رواية له تصرّح بلفظ : الأعمش.
(o)
مصادر الترجمة
    رجال الشيخ : 83 برقم 17 ، وصفحة : 104 برقم 14 ، وصفحة : 147 برقم 83 ، نقد الرجال : 45 برقم 46 [ المحقّقة 1/222 برقم ( 47 ) ] ، ملخّص المقال في قسم المجاهيل ، منهج المقال : 58 ، جامع الرواة 1/99 ، تاريخ الطبري 7/560 ، المعارف لابن قتيبة : 207 ، تقريب التهذيب 1/70 برقم 521 ، تهذيب التهذيب 1/306 برقم 562 ، الجرح والتعديل 2/179 برقم 606 ، الثقات لابن حبّان 4/15 ، الكاشف 1/124 برقم 387 ، تهذيب الكمال 3/117 برقم 454 ، عمدة الطالب : 38 ، المحبر : 491 ، بحار الأنوار 101/271 ـ 339 ، مقاتل الطالبيين : 21 ، إبصار العين : 40 ، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال : 34.
2 ـ رجال الشيخ : 83 برقم 17.
3 ـ رجال الشيخ : 104 برقم 14.


(205)
جعفر بن أبي طالب المدني ، روى عنه عليه السلام وسمع أباه.
    وثالثة (1) : من أصحاب الصادق عليه السلام بقوله : إسماعيل بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ، سمع أباه عبد الله بن جعفر. انتهى.
    وفي الخبر الطويل (2) المتضمّن لحال جملة من أولاد الحسن المذكور في باب ما يفصل فيه بين دعوى المحقّ والمبطل في أمر الإمامة .. أنّ محمد بن عبد الله بن الحسن المثنّى حيث خرج اطّلع بإسماعيل بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ـ وهو شيخ كبير ضعيف ، قد ذهبت إحدى عينيه ، وذهبت رجلاه ، وهو يحمل حملا ـ ، فدعاه إلى البيعة ، فقال له : يابن أخي إنّي شيخ كبير ضعيف ، وأنا * إلى برّك وعونك أحوج ، فقال له : لابدّ [ من ] أن تبايع ، فقال له : وأيّ شيء تنتفع ببيعتي. والله إنّي لأضيّق عليك مكان اسم رجل إن كتبته ، قال : لابدّ لك أن تفعل .. ! وأغلظ له في القول ، فقال له إسماعيل : ادع لي جعفر بن محمد عليه السلام فلعلّنا نبايع جميعاً ، قال : فدعا جعفراً عليه السلام فقال له إسماعيل : جعلت فداك ، إن رأيت أن تبيّن له فافعل ، لعلّ الله يكفّه عنّا ، قال : « قد أجمعت ** ألاّ اُكلّمه ، فلْيَرَ فِيَّ برأيه » ، فقال إسماعيل لأبي عبد الله عليه السلام : اُنشدك الله ، هل تذكر يوماً أتيت أباك محمّد بن علي عليهما السلام وعليّ حلّتان صفراوان ، فأدام (3) النظر إليّ فبكى ، فقلت له : ما يبكيك ؟ ، فقال [ لي ] : « يبكيني أنّك تقتل عند كبر سنّك ضياعاً ، لا ينتطح في دمك عنزان » ، قال : فقلت : متى
1 ـ رجال الشيخ : 147 برقم 83.
2 ـ المروي في الكافي 1/358 حديث 17.
* ـ خ. ل : وإني. [ منه ( قدّس سرّه ) ].
** ـ أي : عزمت. [ منه ( قدّس سرّه ) ].
3 ـ في المصدر : فدام.


(206)
ذاك ؟ (1) قال : « إذا دُعيت إلى الباطل فأبيته ، وإذا نظرت إلى الأحول مشوم قومه يتمنّى * من آل الحسن ** على منبر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يدعو إلى نفسه ، قد تسمّى بغير اسمه ، فأحدث عهدك ، واكتب وصيّتك ، فإنّك مقتول في يومك أو من غد ؟ » فقال [ له ] أبو عبد الله عليه السلام : « نعم ، وهذا وربّ الكعبة لا يصوم من شهر رمضان إلاّ أقلّه. فأستودعك الله يا أبا الحسن ! وأعظم الله أجرنا فيك ، وأحسن الخلافة على من خلّفت ، وإنّا لله وإنّا إليه راجعون » ، ثم قال : ثم احتمل إسماعيل وردّ جعفر عليه السلام إلى الحبس ، قال : فوالله ما أمسينا حتى دخل عليه بنو أخيه [ بنو ] معاوية بن عبد الله بن جعفر ، فتوطّؤوه حتّى قتلوه ، وبعث محمّد بن عبد الله إلى جعفر عليه السلام فخلّى سبيله .. الخبر (2).
    وأقول : يظهر من بكاء مولانا الباقر عليه السلام على أنّه يقتل ، وتلهّفه عليه ، وتلهّف مولانا الصادق عليه السلام عليه ، حسن حاله. وامتناعه من
1 ـ في المصدر : قال : قلت : فمتى ذاك ؟
* ـ خ. ل : يتنمى. [ منه ( قدّس سرّه ) ].
    وقد جاء في المصدر : ينتمي.
** ـ خ. ل : يتنمى في آل الحسن. [ منه ( قدّس سرّه ) ].
2 ـ وفي تاريخ الطبري 7/560 : كان بنو معاوية [ ابن عبد الله بن جعفر ] أسرعوا إلى محمد [ قال : ] فأتت حمادة بنت معاوية فقالت : يا عمّ ! إنّ إخوتي قد أسرعوا إلى ابن خالهم وإنّك إن قلت هذه المقالة ثبطّت عنه الناس فيقتل ابن خالي وإخوتي ، فأبى الشيخ إلاّ النهي عنه ، فيقال : إنّ حمادة عدت عليه فقتلته ، فأراد محمد الصلاة عليه فوثب عليه عبد الله بن إسماعيل فقال : تأمر بقتل أبي ثم تصلّي عليه ، فنحّاه الحرس ، وصلّى عليه محمد.
    وفي معارف ابن قتيبة : 207 فيمن أعقب من ولد عبد الله بن جعفر حيث عدّ إسماعيل أحدهم.


(207)
البيعة ، والتماسه الصادق عليه السلام أن يكفّ عنه محمداً ، ويبيّن له أنّ الأمر لا يتمّ له ، دالّ عل كمال إيمانه. فالأظهر عدّ حديثه في الحسن ، والله العالم.
    تنبيهان :
    الأوّل : إنّ صاحب عمدة الطالب (1) عدّ إسماعيل هذا من أولاد عبد الله بن جعفر ملقّباً له ب‍ : الزاهد ، معقّباً إيّاه ب‍ : قتيل بني أميّة.
    وذلك من غرائب الكلام ، فإنّ ابن حجر قد أرّخ في تقريبه (2) قتل
1 ـ عمدة الطالب : 38.
2 ـ تقريب التهذيب 1/70 برقم 521.
    وذكره في تهذيب التهذيب 1/306 برقم 562 فقال : إسماعيل بن عبد الله بن جعفر ابن أبي طالب الهاشمي ، روى عن أبيه ، وأخيه إسحاق ، وعنه ابن أخيه صالح بن معاوية ، والحسين بن زيد بن علي بن الحسين ، وعبد الله بن مصعب الزبيري ، وغيرهم. قال الدارقطني : ثقة ، وقال ابن عيينة : رأيته بمكة روى له ابن ماجة حديثاً واحداً في الجنائز. قلت : وذكره ابن حبّان في الثقات ، وذكره ابن جرير وغيره أنّه مات سنة 145 عن سن عالية.
    وفي ثقات ابن حبّان 4/15 : إسماعيل بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب الهاشمي مدني أخو معاوية بن عبد الله بن جعفر ، يروي عن أبيه ، روى عنه عبد الله بن مصعب.
    وفي الكاشف 1/124 برقم 387 قال : إسماعيل بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ، عن أبيه ، وعنه الحسين بن زيد وجمع ، وثق.
    وتهذيب الكمال 3/112 برقم 454 قال : إسماعيل بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب القرشي الهاشمي المدني ، أخو إسحاق ومعاوية وعلي ، روى عن أخيه إسحاق ابن عبد الله بن جعفر ، وأبيه عبد الله بن جعفر ، روى عنه جهم بن عثمان المدني ، والحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب وابن أخيه صالح بن معاوية ابن عبد الله بن جعفر ..
    وقال في خلاصة تذهيب تهذيب الكمال : 34 : إسماعيل بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب الهاشمي المدني ، عن أبيه ، وعنه الحسين بن علي [ زيد ] ، وعبدالله بن مصعب. وثقه الدارقطني ، مات سنة 145 وقد قارب التسعين.


(208)
إسماعيل (1) هذا بسنة خمس وأربعين ومائة. ومن الواضح انقراض بني أميّة يومئذ. وظنّي أنّ ( بني أمية ) تصحيف ( بني أخيه ) إمّا من صاحب عمدة الطالب ، أو من صاحب الكتاب الّذي أخذ ذلك منه صاحب عمدة الطالب ، كما يكشف عن ذلك ما سمعته في الخبر المزبور من قوله : حتى دخل عليه بنو أخيه معاوية.
    الثاني : إنّ بعض الفضلاء زعم عدم وجود ابن لعبدالله بن جعفر مسمّى ب‍ : إسماعيل ، وإنّ إسماعيل هذا ابن محمد بن عبد الله بن جعفر ، وأنّ محمّداً قتل يوم الطفّ ، واُمّه زينب بنت علي أمير المؤمنين عليه السلام.
    وهذا كلام مختلّ النظام ، منهدم الدعائم ، إذا أصلح أوّله فسد آخره ، وإذا أصلح آخره فسد أوّله ، فإنّ إنكاره وجود ابن لعبدالله مسمّى ب‍ : إسماعيل يردّه :
    أولا : الرواية المزبورة.
    وثانياً : قول صاحب عمدة الطالب (2) ـ عند تعداد أولاد عبد الله ـ ، ومنهم : إسماعيل الزاهد ، قتيل بني أميّة ـ على النسخة ـ وبني أخيه ـ على التحقيق ـ.
    وأمّا جعله محمداً ـ قتيل الطفّ ـ ابن زينب ففيه : إنّ المقتول بالطفّ من أولاد
وتوجد رواية في الكافي 8/293 حديث 448 : إسماعيل بن عبد الله القرشي قال : أتى إلى أبي عبد الله رجل ..
    ويحتمل أن يكون متّحداً مع صاحب العنوان بل الراجح ذلك.
1 ـ ليس في تقريب التهذيب عن قتله ذكر. نعم قال : ثقة من الخامسة ، مات سنة 145 وقد قارب التسعين.
2 ـ عمدة الطالب : 38.
    وفي المعارف لابن قتيبة : 207 : والعقب من ولد عبد الله بن جعفر ، لعلي ومعاوية وإسحاق وإسماعيل. فجعل إسماعيل ممّن أعقب من ولد عبد الله بن جعفر.


(209)
جعفر ، محمّد الأصغر بن جعفر الطيّار ، نصّ على ذلك في عمدة الطالب (1) في عداد أولاد جعفر بن أبي طالب بقوله : وأمّا عون ومحمّد الأصغر ، فقتلا مع ابن عمّهما الحسين عليه السلام يوم الطّف .. ولم يعدّ من أولاد عبد الله محمداً.
    نعم ؛ لا يخفى عليك دلالة الزيارة الواردة قراءتها في أوّل رجب (2) ، وكذا زيارة الناحية المقدسة (3) على كون محمّد وعون ابني عبد الله بن جعفر من شهداء الطفّ ، لتضمّن الأولى ، قوله عليه السلام : « السلام على محمد بن عبد الله [ بن ] جعفر بن أبي طالب .. » إلى أن قال عليه السلام : « السلام على عون بن عبد الله ابن جعفر بن أبي طالب .. ».
    وتضمّن الثانية قوله عليه السلام : « السلام على عون بن عبد الله بن جعفر الطيّار في الجنان .. » إلى أن قال عليه السلام : « لعن الله قاتله عبد الله بن قطّة (4) النبهاني (5) ، السلام على محمّد بن عبد الله بن جعفر الشاهد مكان أبيه ، والتالي لأخيه ، وواقيه ببدنه ، لعن الله قاتله عامر بن نهشل التميمي .. إلى آخره » (6).
1 ـ عمدة الطالب : 36.
    وقال النسابة أبوجعفر محمد بن حبيب في المحبّر : 491 في ذكر من نصب رأسه من الأشراف : ومحمد وعون ابنا عبد الله بن جعفر رضي الله عنهم ، فحملت رؤوسهم إلى يزيد ابن معاوية فنصبها بالشام ، وبعث برأس الحسين رضي الله عنه [ عليه أفضل الصلاة والسلام ] فنصب بالمدينة.
2 ـ بحار الأنوار 101/339 عن إقبال الأعمال : 714.
3 ـ بحار الأنوار 101/271 عن إقبال الأعمال : 575.
4 ـ في بحار الأنوار : قطبة ، وفي إقبال الأعمال : خ. ل : قطية.
5 ـ في إبصار العين في أنصار الحسين عليه السلام : 39 قال : إنّ أمّه زينب بنت علي عليه السلام وأمها فاطمة عليها السلام. ثم قال : قتله عبد الله بن قطنة ( قطّة ) النبهاني ، وفي نسخة : التيمي.
6 ـ في إبصار العين : 40 قال : أمّه الخوصاء بنت حفصة بن ثقيف .. قتله عامر بن نهشل التميمي ..


(210)
    والذي ظهر لي أخيراً بعد إمعان النظر في كلمات أهل السير أنّ من الشهداء محمّداً وعوناً أخوين ابني عبد الله بن جعفر.
    وأنّ جعفراً ـ أيضاً ـ كان له ولدان : عون ومحمّد ، وقد قتلا ؛ عون بالطف ، ومحمّد بصفّين (1).
    وأنّ الشهيد بالطفّ محمدان أخوا عونين ، محمّد وعون ابنا جعفر ، ومحمّد وعون ابنا عبد الله بن جعفر.
    وعلى كلّ حال ، محمّد وإن كان ابن عبد الله ، إلاّ أنّه أخو إسماعيل هذا ، بحكم خبر الكافي المزبور ، وليس أباه كما زعم هذا الفاضل.
    وثانياً : إنّ جعله محمّداً ابن زينب العقيلة ممّا يأبى عنه التاريخ ، وإنّما ابنها عون ، كما نصّ على الأمرين أبو الفرج الإصبهاني (2) بقوله : عون بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب (3) ، واُمّه زينب العقيلة بنت علي بن أبي طالب عليه السلام ، واُمّها فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم. انتهى.
1 ـ أقول : محمد بن جعفر بن أبي طالب رضوان الله تعالى عليه ترجمه في مقاتل الطالبيين : 21 ـ 22 فقال : خرج عبيد الله بن عمر بن الخطاب في كتيبة يقال لها : الخضراء ، وكان بإزائه محمد بن جعفر بن أبي طالب معه راية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب [ عليه السلام ] التي تسمّى : الجموح ، وكانا في عشرة آلاف فاقتتلوا قتالاً شديداً ، قال : فلقد ألقى الله عزّ وجلّ عليهم الصبر ورفع عنهم النصر فصاح عبيد الله : حتى متى هذا الحذر ؟ أبرز حتى أناجزك .. فبرز محمد فتطاعنا حتى انكسرت رماحهما ثم تضاربا حتى انكسر سيف محمد ونشب سيف عبيدالله بن عمر في الدرقة فتعانقا وعضّ كلّ واحد أنف صاحبه فوقعا عن فرسيهما وحمل أصحابهما عليهما فقتل بعضهم بعضاً حتى صار عليهما مثل التل العظيم من القتلى ، وغلب علي عليه السلام على المعركة فأزال أهل الشام عنهما ووقف عليهما فقال : اكشفوا هؤلاء القتلى عن ابن أخي فجعلوا يجرّون القتلى عنهما حتى كشفوهما فإذا هما متعانقان ..
2 ـ في مقاتل الطالبيين : 91 [ وفي طبعة منشورات الشريف الرضي : 95 ].
3 ـ في المصدر زيادة : الأكبر.
تنقيح المقال ـ الجزء العاشر ::: فهرس