تنقيح المقال ـ الجزء العاشر ::: 391 ـ 405
(391)
موسى عليه السلام فضلاً ومنقبة مشهورة ، وبأنّ تقديم (1) أبيه عليه السلام إيّاه
عليه السلام فضل ومنقبة مشهورة ، وكان الرضا عليه السلام المقدّم عليهم في الفضل على حسب ما ذكرناه.
1 ـ في عيون أخبار الرضا عليه السلام : 23 بسنده : .. عن عبد الرحمن بن الحجّاج ، قال : بعث إليّ أبو الحسن عليه السلام بوصيّة أمير المؤمنين عليه السلام وبعث إليّ بصدقة أبيه .. إلى أن قال : وصدقة نفسه : بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما تصدّق به موسى بن جعفر عليه السلام تصدّق بأرضه .. إلى أن قال : وجعل صدقته هذه إلى عليّ وإبراهيم ، فإن انقرض أحدهما دخل القاسم مع الباقي منهما مكانه ، فإن انقرض أحدهما دخل إسماعيل مع الباقي مكانه ، فإن انقرض أحدهما دخل العباس مع الباقي منهما مكانه ، فإن انقرض أحدهما فالأكبر من ولدي يقوم مقامه ، فإن لم يبق من ولدي إلاّ واحد ، فهو الّذي يقوم به ، قال : وقال أبو الحسن عليه السلام : إنّ أباه قدم إسماعيل في صدقته على العباس وهو أصغر منه.
    ولبعض المعاصرين في قاموس الرجال 2/76 في المقام كلام ، وهو أنّه قال : لكنّه كماترى ، فترجيحه على العبّاس مسلّم إلاّ أنّ بعد كون العباس مخاصماً للرضا عليه السلام ، ومورد لعن أبيه بفضّه لوصيّته ، أيّ أثر لذلك الترجيح ؟! وإنّما قال الرضا عليه السلام ما قال تنقيصاً للعباس.
    أقول : كأنّه غفل هذا المعاصر عن أنّ العبّاس وإن كان مخاصماً للإمام الرضا عليه السلام ، لكن مخاصمته وشمول اللّعنة عليه لفضّه الوصيّة ، كانت بعد وفاة أبيه الإمام الكاظم عليه السلام ، وترجيح الكاظم عليه السلام لإسماعيل على أخيه العباس كان في حياة أبيهم عليه السلام قبل ظهور الخلاف من العبّاس لأخيه الرضا عليه السلام. فالمؤلّف قدّس سرّه يرى أنّ تقديم الإمام الكاظم عليه السلام في الوصيّة ، وتولّي الوقف على أخيه ، كان لمزيّة تُفضّل إسماعيل على العبّاس ، وتؤهله للتقديم في حياة أبيه ، والمعاصر يرى أنّ العباس بعد وفاة أبيه انحرف عن الحقّ ، وخالف أخاه الرضا عليه السلام وشملته اللعنة ، وأيّ منافاة بين الكلامين ؟!.
    ويشير إلى ما رآه المؤلّف قول عبد الرحمن بن الحجّاج في آخر الحديث : قال أبو الحسن عليه السلام: « إنّ أباه قدّم إسماعيل في صدقته على العباس وهو أصغر منه » ، وكان الإمام أبو الحسن الرضا عليه السلام يشير إلى أنّ أباه كان يرى مزيّة وفضلاً لإسماعيل على أخيه العباس ولذلك قدّمه في الوصيّة ، وعليه هذه المزيّة لابدّ وأن تكون


(392)
على العباس مع كونه أصغر منه كما نصّ عليه الرضا عليه السلام يدلّ على جهة رجحان فيه ، وما يأتي (1) في ترجمة صفوان بن يحيى ـ من أنّه مات بالمدينة سنة عشر ومائتين وبعث إليه أبو جعفر عليه السلام بحنوطه وكفنه ، وأمر إسماعيل بن موسى بالصلاة عليه ـ دالّ على حسن عقيدته ، بل جلالته ، بل وثاقته.
    وبالجملة ؛ فلا ينبغي الشبهة في كون الرجل صحيح العقيدة ، فإن لم نعدّ رواياته في الصحاح فلا أقلّ من كونها من أعلى الحسان.
    ومن الغريب غاية الغرابة عدّ الجزائري (2) إيّاه في فصل الضعفاء ! وكم له من أمثاله ، ولقد كان ينبغي أن يعدّه في خاتمة الثقات التي أعدّها لمن لم ينصّ على توثيقه وإنّما أحرز وثاقته من القرائن ، ولا أقلّ من عدّه إيّاه في الحسان ، لصحّة عقيدة الرجل بلا شبهة ، وإلاّ لما أمره الإمام عليه السلام بالصلاة على مثل صفوان ، وكفاية المدائح المذكورة في إندراجه في الحسان.
مزيّة دينيّة لأنّها التي تناسب المقام ، ولازم ذلك كلّه أنّ المترجم كان يتمتّع بملكة دينية ، وقداسة نفسيّة ، تستوجب عدّه ثقة ، ولا أقلّ كونه حسناً ، فتفطّن وتدبّر.
1 ـ ذكر ذلك الكشّي في رجاله : 502 حديث 962 بسنده : .. قال : أخبرني معمّر بن خلاّد ، قال : رفعت ما خرج من غلّة إسماعيل بن الخطّاب .. إلى أن قال : صفوان بن يحيى مات في سنة عشر ومائتين بالمدينة ، وبعث إليه أبو جعفر عليه السلام بحنوطه وكفنه ، وأمر إسماعيل بن موسى بالصلاة عليه.
    وصرّح في مجمع الرجال 3/218 في ترجمة صفوان بن يحيى نقلاً عن الكشيّ في رجاله أنّ أبا جعفر الجواد عليه السلام أمر إسماعيل بن موسى عليه السلام بالصلاة على صفوان.
    وقد عدّ المترجم في ملخّص المقال في قسم الحسان ، كما وعدّه ابن داود في رجاله في القسم الأوّل.
2 ـ في حاوي الأقوال 3/260 برقم 1222 [ والمخطوط : 217 برقم ( 1135 ) من نسختنا ].


(393)
    التمييز :
    قد سمعت من النجاشي (1) والفهرست (2) نقل رواية محمد بن محمد بن الأشعث ، عن موسى بن إسماعيل هذا ، عنه ، وبه ، وبروايته عن أبيه الكاظم عليه السلام ميّزه في المشتركاتين (3) (*).
1 ـ رجال النجاشي : 26 برقم 47.
2 ـ الفهرست للشيخ الطوسي : 33 برقم 31.
3 ـ في جامع المقال : 56 ، وهداية المحدّثين : 20.
(*)
حصيلة البحث
    لا ينبغي التأمّل لمن تأمّل فيما ذكره المؤلّف قدّس سرّه وعلقت عليه أنّ المترجم في قمّة الجلالة والنزاهة ، وعدّه ثقة جليل القدر ليس ببعيد ، وعدّه حسناً أقلّ ما يمكن تعريفه به ، فهو حسن ، والحديث من جهته حسن كالصحيح.

    قد ورد في الأمالي للشيخ الطوسي قدّس سرّه 1/213 الجزء الثامن بسنده : .. قال : حدّثنا زكريا بن يحيى الساجي ، قال : حدّثنا إسماعيل بن موسى السندي ، قال : حدّثنا محمد بن سعيد ، عن فضيل بن مرزوق ، عن أبي سخيلة ، عن أبي ذر وسلمان رضي الله عنهما ..
    ولكن في الطبعة الجديدة : 210 حديث 361 : إسماعيل بن موسى السدّي ، وبشارة المصطفى : 172 حديث 142 ، وكذلك في بحار الأنوار 38/212 حديث 15 ، والظاهر هو الصحيح ، راجع العمدة لابن البطريق: 374.     والظاهر هذا من شيوخ محمد بن يزيد القزويني ، راجع : سنن ابن ماجة ، ويروي أحاديث جيّدة ، انظر : تهذيب الكمال 33/306.
حصيلة البحث
    المعنون مهمل.


(394)

    جاء في ميزان الإعتدال 1/251 برقم 958 وبعد العنوان قال : عن عمر ابن شاكر صاحب أنس ، عن مالك وشريك وطائفة ، وعنه أبو داود ، والترمذي ، وابن ماجة ، وأبو عروبة .. إلى أن قال : قال أبو حاتم : صدوق ، وقال النسائي : ليس به بأس ، وقال ابن عدي : أنكروا منه غلوّاً في التشيّع ، وقال عبدان : أنكر علينا هنّاد وابن أبي شيبة ذهابنا إليه ، وقال : أيش عملتم عند ذاك الفاسق الّذي يشتمّ السلف .. إلى أن قال : مات سنة 245.
    وفي سير أعلام النبلاء 11/176 برقم 77 قال : ابن بنت السدّي الشيخ الإمام محدّث الكوفة .. إلى أن قال : وكان من شيعة الكوفة ، وقيل : كان غالياً ..
    وفي تهذيب الكمال 3/210 برقم 491 ـ وبعد العنوان وذكر مشايخه في الرواية ومن روى عنه ـ قال : وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم : سألت أبي عنه ، فقال : صدوق ، وقال محمّد بن عبد الله الحضرمي : كان صدوقاً ، وقال النسائي : ليس به بأس .. إلى أن قال : قال ابن عدي : وإسماعيل هذا يحدّث عن مالك وشريك وشيوخ الكوفة ، وقد أوصل عن مالك حديثين ، وقد تفرّد عن شريك بأحاديث ، وإنّما أنكروا عليه الغلوّ في التشيّع ، فأمّا في الرواية فقد احتمله الناس .. ، وترجم له جمع غفير من أعلام العامّة.
    وجاءت رواياته في كتبنا فمنها : ما في الأمالي للشيخ الطوسي 2/99 : أخبرنا جماعة عن أبي المفضّل ، قال : حدّثنا محمّد بن الحسين بن الحفص الخثعمي أبو جعفر ، قال : حدّثنا إسماعيل بن موسى ابن بنت الأسدي [ كذا ، والصحيح : السدّي ] الفزاري ، قال : أخبرنا عمر بن شاكر .. ، وفي صفحة : 107 بسنده : .. أخبرنا أبو عرزبة الحسين بن محمّد بن أبي معشر الحرّاني إجازة ، قال : حدّثنا إسماعيل بن موسى ابن بنت الأسدي [ كذا ] الفزاري ، قال : حدّثنا عاصم بن حميد الخيّاط ..
    وفي الخصال للصدوق 2/253 حديث 126 بسنده : .. حدّثنا عبيد الله


(395)

ابن عبد الرحمن بن واقد ببغداد ، قال : حدّثنا إسماعيل بن موسى ، قال : حدّثنا شريك ، عن أبي ربيعة الأيادي ..
حصيلة البحث
    المعنون من رواة العامة بلا ريب ، وإنّما أتّهم بالغلوّ في التشيّع ؛ لأنّه كان يسبّ معاوية ، ورواياته الّتي وقفت عليها سديدة ، فهو ممّن نحتجّ به عليهم.
مصادر الترجمة
    ميزان الإعتدال 1/251 برقم 958 ، سير أعلام النبلاء 11/176 برقم 77 ، تهذيب الكمال 3/210 برقم 491 ، الكاشف 1/129 برقم 414 ، الجرح والتعديل 2/196 برقم 666 ، تهذيب التهذيب 1/335 برقم 606 ، البداية والنهاية 10/346 ، شذرات الذهب 2/107 ، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال : 36.

    جاء في جمال الأسبوع : 507 دعاء لصاحب الأمر ، بسنده : .. عن إبراهيم بن هاشم ، عن إسماعيل بن مولد ، وصالح بن السندي ، عن يونس ابن عبد الرحمن .. إلى أن قال : يروي عن يونس بن عبد الرحمن : أنّ الرضا عليه السلام كان يأمر بالدعاء لصاحب الأمر عليه السلام ..
    وعنه في بحار الأنوار 95/330 حديث 4 مثله.     أقول : الظاهر هذا تصحيف إسماعيل بن مرّار ، انظر : عيون أخبار الرضا عليه السلام 2/37 حديث 18 ، والاستبصار 4/337 ، والتهذيب 10/83 ، ووسائل الشيعة 30/110 وصفحة : 140 ، وخاتمة المستدرك 5/386 و6/361 وصفحة : 363 ، ونقد الرجال : 47 برقم 74 [ المحقّقة 1/232 برقم ( 542 ) ].
حصيلة البحث
    المعنون مهمل.


(396)
    الضبط :
    قد مرّ (1) ضبط السكوني في : أحمد بن رياح.
    ومِهران : بكسر الميم ، وسكون الهاء ، وفتح الراء المهملة ، بعدها ألف ، ونون ، من الأسماء المتعارفة (2).
(o)
مصادر الترجمة
    رجال النجاشي : 21 برقم 48 الطبعة المصطفوية ، [ طبعة بيروت 1/111 ـ 112 برقم ( 48 ) ، طبعة جماعة المدرسين : 26 ـ 27 برقم ( 49 ) ، طبعة الهند : 19 ـ 20 ] ، ورسالة أبي غالب الزراري في آل أعين : 38 ، ورجال الشيخ : 368 برقم 14 ، ورجال البرقي : 55 ، والفهرست : 34 برقم 32 وصفحة : 37 برقم 41 ، ومعالم العلماء : 8 برقم 32 ، والوجيزة : 146 [ رجال المجلسي : 162 برقم ( 214 ) ] ، وبلغة المحدثين : 333 ، وحاوي الأقوال 1/154 برقم 41 [ المخطوط : 17 برقم ( 41 ) من نسختنا ] ، وملخّص المقال في قسم الثقات ، ورجال ابن داود : 59 برقم 195 وصفحة : 428 برقم 61 ، وتعليقة السيد الداماد على اصول الكافي : 44 برقم 10 ، ورجال ابن الغضائري بحكاية مجمع الرجال 1/225 ، ورجال الكشّي : 589 برقم 1102 ، والتحرير الطاوسي : 35 برقم 19 طبعة مكتبة السيد المرعشي ، وصفحة : 37 برقم 19 من طبعة بيروت [ المخطوط : 11 برقم ( 16 ) من نسختنا ] ، والخلاصة : 8 برقم 6 ، ومنتهى المقال : 59 [ الطبعة المحقّقة 2/97 برقم ( 391 ) ] ، ومنهج المقال : 31 ، وتعليقة الوحيد المطبوعة على هامش منهج المقال : 131 ، وتوضيح الاشتباه : 62 برقم 224 ، وروضة المتقين 14/60 ، وجامع المقال : 56 ، وهداية المحدّثين : 20 ، وجامع الرواة 1/103.
1 ـ في صفحة : 126 من المجلّد السادس.
2 ـ قال في تاج العروس 3/551 مادة ( مهر ) : ونهر مِهران ـ بالكسر ـ نهر عظيم بالسند وبخراسان يعرف بجيحون .. قال ابن دريد : وليس بعربي. ومهران : بلدة بإصفهان ، ومهران : جدّ أبي بكر أحمد بن الحسين الزاهد المقرئ المهراني .. إلى آخر ما قال.


(397)
    الترجمة :
    قال النجاشي (1) : إسماعيل بن مهران بن أبي نصر السكوني ، واسم أبي نصر: زيد مولى ، كوفي يكنّى : أبا يعقوب ، ثقة معتمد عليه ، روى عن جماعة من أصحابنا عن أبي عبد الله عليه السلام ، ذكره أبو عمرو الكشّي (2) في أصحاب الرضا عليه السلام.
    صنّف كتباً منها : الملاحم ؛ أخبرنا به محمد بن محمد ، قال : حدّثنا أبو غالب أحمد بن محمد (3) ، قال : حدثني عمّ أبي : علي بن سليمان ، عن جدّ أبي (4) : محمد بن سليمان ، عن أبي جعفر أحمد بن الحسن * ، عن إسماعيل ، به.
    وكتاب ثواب القرآن ، أخبرنا الحسين بن عبيد الله ، عن أحمد بن جعفر بن سفين ** ، قال : حدّثنا أحمد بن إدريس ، عن سلمة بن الخطاب ، عنه.
    وله كتاب الإهليلجة : أخبرنا (5) الحسين بن عبيد الله قال : حدّثنا علي بن محمد ، قال : حدّثنا حمزة ، قال : حدّثنا محمد بن أبي القاسم ، عن أبي سمينة ، عن إسماعيل ، كتاب صفة المؤمن والفاجر ، كتاب خطب أمير المؤمنين عليه السلام ،
1 ـ رجال النجاشي : 21 برقم 48 الطبعة المصطفوية.
2 ـ لا توجد كلمة : ( الكشّي ) في طبعة قم وبيروت واُوفست الهند.
3 ـ عنونه النجاشي في رجاله : 65 برقم 197 ، وأبو غالب الزراري نفسه في رسالته : 38 قال ـ واللفظ للرسالة ـ : ومات أبي محمد بن محمد بن سليمان ، ثم قال : ومات جدّي محمد بن سليمان ..
4 ـ قال أبو غالب في رسالته : 70 ما نصه : كتاب الملاحم لإسماعيل بن مهران ، حدّثني به عمّ أبي أبو الحسن علي بن سليمان ، عن جدّه محمد بن سليمان .. فيظهر منه أنّ كلمة ( أبي ) من زيادة النسّاخ.
* ـ خ. ل : الحسين. [ منه ( قدّس سرّه ) ].
** ـ خ. ل : سفيان. [ منه ( قدّس سرّه ) ].
5 ـ في طبعة بيروت : أخبرنا به ، وفي طبعة جماعة المدرسين : أخبرناه.


(398)
كتاب نوادر ، كتاب النوادر (1) أخبرنا بجميعها أحمد بن عبد الواحد ، قال : حدّثنا علي بن محمد القرشي ، قال : حدّثنا علي بن الحسن بن فضّال ، عنه ، بها. انتهى.
    وقد عدّه الشيخ رحمه الله في رجاله (2) من أصحاب الرضا عليه السلام.
    وقال في الفهرست (3) : إسماعيل بن مهران بن محمد بن أبي نصر السكوني واسم أبي نصر: زيد ، مولى كوفي يكنّى : أبا يعقوب ، ثقة معتمد عليه ، روى عن جماعة من أصحابنا عن أبي عبد الله عليه السلام ، ولقي الرضا عليه السلام وروى عنه وصنّف مصنفات كثيرة .. ثم عدّد كتبه وطرقه إليها على النحو الذي سمعته من النجاشي ، وأهمل ذكر كتاب الإهليلجة ، وكتاب صفة المؤمن والفاجر ، وعدّ كتاب العلل .. وطرقه كطرق النجاشي.
    وقال أخيراً : وله أصل أخبرنا به عدّة من أصحابنا ، عن محمد بن علي بن الحسين ، عن محمد بن الحسن ، عن الصفّار ، عن محمد بن الحسين عنه. انتهى.
    وقال (4) بعد عدّة أسماء : إسماعيل بن مهران ؛ له كتاب الملاحم ، وله أصل ،
1 ـ الأوّل كتاب النوادر من خطب أمير المؤمنين عليه السلام والآخر كتاب يسمّى ب‍ : النوادر.
2 ـ رجال الشيخ : 368 برقم 14 ، وذكره البرقي في رجاله : 55 في أصحاب الرضا عليه السلام.
3 ـ الفهرست : 34 برقم 32 الطبعة الحيدرية [ وفي الطبعة المرتضوية : 11 برقم ( 32 ) وطبعة جامعة مشهد : 61 برقم ( 117 ) ].
    وقول المصنّف قدّس سرّه ( وطرقه كطرق النجاشي ) يريد أنّ طرق كتاب الملاحم في الفهرست كطريق النجاشي ، وإلاّ فإنّ الطرق التي ذكرها النجاشي والشيخ رحمه الله تعالى مختلفة.
4 ـ الفهرست : 37 برقم 41 الطبعة الحيدرية النجف [ وصفحة : 14 برقم ( 41 ) الطبعة المرتضوية النجف ، وصفحة : 62 برقم ( 118 ) طبعة جامعة مشهد ].


(399)
أخبرنا بهما عدّة من أصحابنا ، عن أبي الفضل (1) ، عن أبي جعفر محمد بن جعفر ابن بطّة ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن إسماعيل [ بن مهران ]. انتهى.
    وقال ابن شهرآشوب في المعالم (2) : إسماعيل بن مهران بن محمد بن أبي نصر [ السكوني ] : ثقة كوفي مولى لقي الرضا عليه السلام ، من مصنفّاته [ كتاب ] النوادر ، العلل ، الملاحم ، خطب أمير المؤمنين عليه السلام ، ثواب القرآن ، وله أصل. انتهى.
    وقد وثّقه في الوجيزة (3) ، والبلغة (4) ، والمشتركاتين (5) ، وهو مقتضى ذكر الحاوي (6) إيّاه في قسم الثقات ، وذكره ابن داود (7) في البابين ووثّقه فيهما.
    وقال السيد الداماد في محكي حواشي اُصول الكافي (8) في حقّ إسماعيل بن مهران : هو ثقة خيّر فاضل جليل ، وما يروى فيه من الغميزة متروك. انتهى.
    وأقول : الغميزة قد صدرت من اثنين :
    أحدهما : ابن الغضائري (9) ؛ حيث قال : إسماعيل بن مهران بن محمد بن
1 ـ في المصدر : أبي المفضّل ، وهو الظاهر.
2 ـ معالم العلماء : 8 برقم 32.
3 ـ الوجيزة : 146 الطبعة الحجرية [ رجال المجلسي : 162 برقم ( 214 ) ] : وابن مهران ثقة.
4 ـ بلغة المحدّثين : 333.
5 ـ في هداية المحدّثين : 20 قال : وأنّه ابن مهران الثقة .. وبنصّه في جامع المقال : 56.
6 ـ حاوي الأقوال 1/154 برقم 41 [ المخطوط : 17 برقم ( 41 ) من نسختنا ] ، وعدّه في ملخّص المقال في قسم الصحاح.
7 ـ رجال ابن داود : 59 برقم 195 من الباب الأوّل ، وصفحة : 428 برقم 61 من الباب الثاني.
8 ـ تعليقة السيد الداماد على اُصول الكافي : 144 باب الردّ إلى الكتاب والسنة حديث 10 قال : والطريق موثّق من جهة سماعة لا من جهة إسماعيل بن مهران ، فإنّه ثقة خيّر فاضل جليل ، لا يشينه ما يروى فيه من الغميزة.
9 ـ حكى عبارة رجال ابن الغضائري في مجمع الرجال 1/225.


(400)
أبي نصر السكوني يكنّى : أبا محمد (1) ، ليس حديثه بالنقي ، يضطرب تارة ويصلح اُخرى ، ويروي عن الضعفاء كثيراً ، ويجوز أن يخرج شاهداً. انتهى.
    والآخر : علي بن فضّال ؛ حيث حكى الكشّي عن ابن مسعود حكايته عن علي بن فضّال رميه بالغلوّ وردّه لذلك ، قال في ترتيب اختيار الكشّي (2) : إسماعيل بن مهران من أصحاب الرضا عليه السلام ، حدّثني محمد بن مسعود ، قال : سألت علي بن الحسن عن إسماعيل بن مهران ، قال : رُمي بالغلوّ. قال محمد ابن مسعود : يكذبون عليه ، كان تقيّاً ثقة خيّراً فاضلاً. انتهى.
    ومثله بعينه في التحرير الطاوسي (3).
    وقال في الخلاصة (4) مثل قول النجاشي رحمه الله .. إلى قوله ( في أصحاب الرضا عليه السلام ) بزيادة ضبط مهران ، ثم نقل ما سمعته من ابن الغضائري
1 ـ تكنية المترجم ب‍ : أبي محمد سهو ظاهراً ، والصحيح أنّ كنيته : أبو يعقوب ؛ لتصريح النجاشي والشيخ رحمهما الله تعالى بذلك.
2 ـ رجال الكشّي : 589 حديث 1102 قال : حدثني محمد بن مسعود ، قال : سألت علي ابن الحسن ، عن إسماعيل بن مهران ، قال : رمي بالغلوّ ، قال محمد بن مسعود : يكذبون عليه ، كان تقيّاً ، ثقة ، خيّراً ، فاضلاً. إسماعيل بن مهران بن محمد بن أبي نصر ، وأحمد ابن محمد بن عمرو بن أبي نصر كانا من ولد السكون.
    ويظهر أنّ الكشّي رحمه الله أو نسّاخ رجاله أبدلوا خطأً ( مولى ) ب‍ : ( الولد ) ، فإنّ المترجم ليس من أولاد السكون ، بل هو مولى ، فقد صرّح النجاشي في ترجمته والشيخ في الفهرست والعلاّمة في الخلاصة بأنّه : مولى كوفي.
3 ـ التحرير الطاوسي المخطوط : 11 برقم 16 من نسختنا [ وفي طبعة بيروت: 37 ـ 38 برقم ( 19) ، وطبعة مكتبة السيّد المرعشي : 35 ـ 36 برقم ( 19 ) ]. ونقل عبارة الكشّي من غير زيادة.
4 ـ الخلاصة : 8 برقم 6.
    وفي لسان الميزان 1/439 برقم 1362 : إسماعيل بن مهران بن محمد بن أبي نصر الكوفي ذكره الطوسي في مصنّفي الشيعة ، وقال الكشّي ..


(401)
مسميّاً إيّاه بالشيخ أبي الحسين أحمد بن الحسين بن عبيد الله الغضائري رحمه الله ، ثم قال : والأقوى عندي الاعتماد على روايته لشهادة الشيخ أبي جعفر الطوسي والنجاشي له بالثقة .. ثم نقل عبارة الكشّي المذكورة.
    ولقد أجاد الوحيد رحمه الله حيث قال في التعليقة (1) : الظاهر أنّه ـ يعني إسماعيل بن مهران ـ ثقة جليل ، وقول ابن الغضائري على تقدير الاعتبار به حتى في مقابلة النجاشي لا دلالة فيه على قدحه في نفسه ، وقول الحسن * على تقدير القبول كذلك ، ومجرّد الرمي بالغلوّ لعلّه ليس بمقبول ، سيّما بملاحظة ما ذكرناه في الفوائد ، ومشاهدة ما ذكره المشايخ الأجلّة الثقات الأعاظم ، وابن الغضائري ـ مع إكثاره في القدح وزيادة مبالغته فيه ـ ما قدح بالغلوّ ، ولعلّ هذا ينادي بعدم غلوّه ، فتدبّر. انتهى.
    فتلخّص من ذلك كلّه : أنّ الرجل من الثقات الأجلاّء ، فما صدر من ابن داود ـ من إثباته تارة في الباب الأوّل ، واُخرى في الباب الثاني ـ لا وجه له ، سيّما وقد نقل في البابين توثيق الفهرست وغمز ابن الغضائري ، وعقّبهما في الأوّل
1 ـ التعليقة المطبوعة على هامش منهج المقال : 131.
    وقال أبو علي في منتهى المقال : 59 ـ 60 [ الطبعة المحقّقة 2/97 برقم ( 391 ) ] بعد نقل كلام النجاشي وغيره : أقول : يظهر من الخلاصة عدم تقدّم الجرح على التعديل مطلقاً كما اشتهر على الألسن ، وإلاّ لوجب التوقّف في روايته لا محالة لجلالة ( غض ) وعدالته عنده كما هو في الواقع ، فتدبّر.
    ووثقّه أيضاً في إتقان المقال : 27 ، والشيخ الحرّ في رجاله المخطوط : 11 من نسختنا ، والساروي في توضيح الإشتباه : 62 برقم 224 ، والمجلس الأوّل في روضة المتّقين 14/60.
* ـ الظاهر علي بن الحسن. [ منه ( قدّس سرّه ) ].
    أقول : وهو ابن فضّال الثقة.


(402)
بتقوية الأعتماد عليه ، فإنّ هذه التقوية أوجبت وهن ذكره له ثانياً في الباب الثاني ، فلاحظ وتدبّر.
    التمييز :
    ميّزه الطريحي (1) برواية : أبي جعفر أحمد بن الحسن ، وسلمة بن الخطّاب ، وأبي سمينة ، وعلي بن الحسن بن فضّال ، عنه.
    وزاد الكاظمي (2) رواية : سهل بن زياد ، وأحمد بن محمد بن عيسى ، وأحمد ابن محمد بن خالد ، ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، وأحمد بن أبي عبد الله ، والحسين بن سعيد ، عنه.
    وروايته هو عن محمد بن أبي حمزة الثمالي.
    وزاد في جامع الرواة (3) رواية محمد بن حسّان ، وإبراهيم بن هاشم ، وأبي عبد الله الرازي ، والقاسم النهدي ، وابن مسعدة ، وحريز بن صالح ، ومحمد بن خالد ، وعلي بن الحسن التميمي * ومحمد بن علي الصيرفي ، ومحمد بن علي الكوفي ومنصور بن العباس ، ومحمد بن أحمد النهدي ، وصالح بن أبي حمّاد ، وعلي بن العباس وغيرهم.
    وروايته عن الحسن بن علي بن أبي حمزة البطائني (*).
1 ـ في جامع المقال : 56.
2 ـ في هداية المحدّثين : 20.
3 ـ جامع الرواة 1/103.
* ـ خ. ل : الميثمي. [ منه ( قدّس سرّه ) ].
(*)
حصيلة البحث
    اتفّق خبراء علم الرجال على وثاقة المترجم وعدّ الرواية من جهته من الصحاح ، كما واتّفق الفقهاء على الأخذ برواياته والإفتاء بها.


(403)

    جاء بهذا العنوان في بصائر الدرجات: 42 حديث 10 بسنده : .. عن أحمد بن إبراهيم ، عن إسماعيل بن مهزيار ، عن عثمان بن جبلّة ، عن..     وعنه في بحار الانوار 2/192 حديث 34 مثله.     ولكن في مختصر بصائر الدرجات: 125 ، وفيه : إسماعيل بن مهران ، عن عثمان بن جميلة..
حصيلة البحث
    المعنون إن كان إسماعيل بن مهزيار أو إسماعيل بن مهران فهو ثقة لم يذكر أعلام الجرح والتعديل إسماعيل بن مهزيار.     

    قال النجاشي في رجاله : 85 برقم 275 في ترجمة بكر بن محمّد بن حبيب أبو عثمان المازني بسنده : .. ومن علماء الإماميّة أبو عثمان بكر بن محمّد ، وكان من غلمان إسماعيل بن ميثم ..
    واحتمل بعض الأعلام في معجم رجال الحديث 3/190 برقم 1439 أنّه هو : إسماعيل بن شعيب بن ميثم ، وملاحظة الطبقة يسمح بذلك ؛ لأنّ إسماعيل بن شعيب بن ميثم من أصحاب الصادق عليه السلام ، وإسماعيل ابن ميثم المعنون من غلمان أبي عثمان المتوفّى سنة 248 ، كما نصّ عليه في لسان الميزان 2/57 ترجمة بكر بن محمد بن عدي ، وغيره تاريخ بغداد 7/93 ـ 94 ، وفيات الأعيان 1/283 برقم 118 ، سير أعلام النبلاء 12/270 برقم 103 ، شذرات الذهب 2/113 ، والإمام الصادق صلوات الله وسلامه عليه ارتحل إلى الرفيق الأعلى سنة 148هـ فكانت قبل وفاته بزمان غير قليل ، فيكون إسماعيل بن شعيب بن ميثم قبل المعنون بأكثر من مائة سنة.


(404)
    الضبط :
    نُجَيح : بالنون المضمومة ، والجيم المفتوحة ، والياء المثنّاة الساكنة ، والحاء (1).
    والرُّمَاحِي : نسبة إلى الرماح ، بالراء المهملة المضمومة ، والميم المفتوحة ، والألف ، والحاء ـ وزان غُرَاب ـ موضع قريب من تَبالة * ، وموضع ببلاد اليمن ، وقيل : رماح هو جبل نجدي ، أو أنّها نسبة إلى الرَمّاح ـ بفتح الراء ، وتشديد الميم ـ بطن من كلب (2) ، أو أنّها نسبة إلى الرماح ـ بكسر الراء ـ باعتبار بيعه أو صنعه لها (3).
    الترجمة :
    لم أقف فيه إلاّ على رواية معاوية بن وهب ، عنه ، عن أبي عبد الله عليه السلام
حصيلة البحث
    المعنون غير مذكور في كلمات أرباب الجرح والتعديل ، فهو مهمل.
1 ـ أقول : إذا كانت اللفظة نجيحاً بضمّ النون كما ضبطه المصنّف قدّس سرّه فهي تصغير النُجْح بمعنى الظفر بالحوائج ، أمّا إذا كانت بفتح النون وكسر الجيم كما ضبطها في توضيح المشتبه 1/369 فهي بمعنى الصواب أو الوشيك. قال في الصحاح 1/409: سار فلانٌ سيراً نَجيحاً أي وشيكاً ، ورأي نَجيح ، أي صواب.
* ـ بفتح التاء ، موضع ببلاد اليمن ، وتبالة الحجّاج بلد مشهور بتهامة في طريق اليمن. [ منه ( قدّس سرّه ) ].
2 ـ وهو : الرَمّاح بن عامر المُذَمَّم بن عوف بن بكر بن عوف بن عُذْرة ، كان طويل الرِّجْلَين ، فسمّي الرّمّاح. قاله في توضيح المشتبه 4/225 ، وانظر : الإكمال 4/100 ـ 101.
3 ـ انظر ضبط الرماح بمختلف حركاتها في الإكمال 4/100 ـ 101 ، توضيح المشتبه 4/225 وغيرهما.


(405)
في باب النفر من منى من الكافي (1) (*).
1 ـ الكافي 4/523 حديث 12 بسنده : .. عن معاوية بن وهب ، عن إسماعيل بن نجيح الرماحي ، قال : كنّا عند أبي عبد الله عليه السلام .. ، ولم نعثر على رواية اُخرى له.
(*)
حصيلة البحث
    لم يعنون المترجم أحد من علماء الرجال ، فهو مهمل.

    جاء في بصائر الدرجات الجزء الثاني : 84 حديث 13 بسنده : .. عن أحمد بن الحسن الكوفي ، عن إسماعيل بن نصر وعلي بن عبد الله الهاشمي ، عن عبد المزاحم بن كثير ، عن أبي عبد الله عليه السلام ..
    وعنه في بحار الانوار 24/198 حديث 26 مثله.
حصيلة البحث
    لم أجد في الكتب الرجاليّة ذكراً للمعنون فهو مهمل.
    

    في تفسير القمي 2/244 بسنده : .. قال : حدّثنا القاسم بن محمد ، عن إسماعيل الهاشمي ، عن محمد بن يسار ( سيّار ظ ) ، عن الحسن بن المختار ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : لو أنّ الله خلق الخلق كلّهم بيده.     وتفسير نور الثقلين 4/472 حديث 92 بسنده : .. حدّثنا القاسم بن إسماعيل الهاشمي ، عن محمد بن سنان ، عن الحسين بن مختار ، عن أبي نصير ، عن أبي عبد الله عليه السلام .. ومتن الحديث في الموضعين واحد.
    وفي بحار الانوار 4/1 حديث 1 بسنده : .. عن القاسم بن إسماعيل الهاشمي ، عن محمد بن سيار ، عن الحسين بن المختار ، عن أبي بصير ،
تنقيح المقال ـ الجزء العاشر ::: فهرس