تنقيح المقال ـ الجزء الثاني عشر ::: 61 ـ 75
(61)
مهملة ـ ، وفي نسخة ثالثة : برير ، براءين مهملتين بينهما ياء ، وقبلهما باء موحّدة ، والصحيح الأوّل.
    وقد مرّ (1) ضبط ورقاء في : إسماعيل بن علي بن رزين.
    وضبط الخزاعيّ في الموضع المشار إليه آنفاً.
    وفي بعض النسخ وصف الرجل ب‍ : أبي هند الداريّ (2) ، والظاهر أنّه كنية برّ بن عبد الله الآتي.
    والدَاريّ : بالدال المهملة المفتوحة ، والألف ، والراء المهملة ، والياء ، لعلّه نسبة إلى الدار ، اسم مدينة النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ، أو إلى الدار : كلّ أرض واسعة بين جبال ، أو إلى إحدى دارات العرب ، وهي ـ بإحصاء القاموس (3) ـ تنيف على مائة وعشر ، بعضها من مساكن خزاعة.
    ثم لعلّ بديل ـ هذا ـ كان عطّاراً ، والعطّار يسمّى : داري ، منسوب
1 ـ في صفحة : 240 من المجلّد العاشر.
2 ـ لم أجد من كنّى المعنون ب‍ : أبي هند الداريّ سوى القهبائي في مجمع الرجال 1/250 ، فقال : بديل بن ورقاء الخزاعيّ أبو عبد الله ـ أبوهند كذا ـ الداريّ.
    ولم تذكر هذه الكنية لبديل عند ترجمة أولاده محمّد وعبد الله وعبد الرحمن بل الكنية لبريدة بن ورقاء الخزاعيّ أبو عبد الله أبو هند الداريّ كما في رجال الشيخ : 10 برقم 20 ، أو الكنية ل‍ : بر بن عبد الله أبو هند الداريّ ، كما في اُسد الغابة 1/271 ، وتجريد أسماء الصحابة 1/46 برقم 414 ، والإصابة 1/146 برقم 615.
    واعترض بعض المعاصرين في قاموسه 2/149 على المؤلّف رضوان الله تعالى عليه بقوله : خلَط المصنّف فلم يقل ابن عبدالبرّ : أبوهند الداريّ.
    أقول : ينبغي أن ينبّه هذا المعاصر بأنّ المؤلّف قدّس سرّه لم يذكر الكنية في العنوان ، وإنّما قال : وفي بعض النسخ وصف الرجل ب‍ : أبي هند الداريّ ، فأين الخلط الذي زعمه هذا المعاصر ؟!
3 ـ القاموس المحيط 2/31 ، وانظر : تاج العروس 3/213.


(62)
إلى دارِين بالبحرين (1) ، وأيضاً الملازم لداره يسمّى داريّ ، وكذا ربّ النعم (2). ولا يمكن أن يكون هذا الرجل منسوباً إلى الدار بن هانئ بن حبيب ابن نمارة بن لخم (3) ، أبي بطن من لخم ، ضرورة عدم مناسبة اللخميّ للخزاعيّ.
    الترجمة :
    عدّه ابن عبد البرّ (4) وابن مندة وابن نعيم (5) وابن الأثير (6) ـ من العامّة ـ والشيخ ـ من الخاصّة ـ في رجاله (7) من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم.
    وحاله مجهول.
1 ـ في مراصد الاطلاع 2/509 : دارين : فُرْضة بالبحرين يجلب إليها المسك من الهند فينسب إليها ، وانظر : توضيح المشتبه 4/11 ، الصحاح للجوهري 2/660.
2 ـ قال في صحاح اللغة 2/660 : الداريّ : العطّار .. والداريّ أيضاً : رَبّ النَعَم ، سُمّي بذلك ؛ لأنّه مقيم في داره فنسب إليها.
3 ـ ذكر بعض المنسوبين إليه في توضيح المشتبه 4/10.
4 ـ في الاستيعاب 1/68 برقم 209 : بديل بن ورقاء بن عبدالعزّى بن ربيعة الخزاعيّ أسلم هو وابنه عبد الله بن بديل .. ، ولاحظ : الإصابة 1/145 برقم 614 ، واُسد الغابة 1/170.
5 ـ كذا ، والظاهر : أبو نعيم.
6 ـ الكامل لابن الأثير 2/201 و 240.
7 ـ رجال الشيخ : 10 برقم 20 طبعة النجف الأشرف ، عنونه بقوله : بريدة بن ورقاء الخزاعيّ أبو عبد الله أبو هند الداري ، وفي بعض نسخ رجال الشيخ : بديل. والظاهر وقوع تصحيف في رجال الشيخ وأن الصحيح هكذا : بديل بن ورقاء الخزاعيّ ، برّ بن عبد الله أبو هند الداريّ ، فالعبارة مركبة من ترجمتين وسقوط الألف من ( برّ ) وقلب الراء المهملة واواً ، وعلى كلّ حال ؛ فالذي يوجب القطع هو تعدّد الترجمتين لا أنّها ترجمة واحدة ، فتدّبر.


(63)
    فإن قلت : قد ذكر المؤرّخون ـ ومنهم : ابن الأثير في تاريخه (1) ـ أنّ النبيّ صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم لمّا جمع غنائم حنين بالجعرانة ، جعل عليها بديل بن ورقاء الخزاعيّ ، وصار إلى حصار الطائف ، ثمّ رجع إلى الجعرانة لقسمة الغنائم ، وهي أعظم وأكثر غنيمة غنمها المسلمون.
    وناهيك ما ذكروه من أنّه صلّى الله عليه وآله وسلّم أعطى منها لأحد عشر رجلاً من المؤلفّة قلوبهم مائة بعير لكلّ واحد منهم ، وأعطى (2) آخرين دون المائة ، وهم من المؤلفّة قلوبهم أيضاً ـ يتألفّهم على الإسلام ـ.
    ومن البيّن أنّ استئمان النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم بديلاً على تلك الغنائم العظيمة ممّا يكشف من شدّة وثوقه به وعدالته ، لعدم تعقّل استئمانه صلّى الله عليه وآله وسلّم الفاسق.
    قلت : ما ذكرته إنّما كان ينفع في العلم بحاله لو كان مات في زمان النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وعدالته في زمانه صلّى الله عليه وآله وسلّم لا تجدي ، بعد قلب زمان الامتحان بعده جملة من العدول في زمانه إلى الفسق ، أو الكفر بعده. نعم ، ما رواه الرجل في زمان النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم يقبل.
    فإن قلت : ألستم في كلّ متيقّن سابقاً مشكوك لاحقاً تعتبرون استصحاب المتيقن ؟ فما معنى رفع اليد هنا عن استصحاب العدالة الثابتة في زمان النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم بما ذكر ؟
    قلت : إنّ الاستصحاب إنّما يجري فيما لم يكن هناك علم تفصيليّ ، ولا إجماليّ منجّز ، وهو هنا موجود ؛ فإنّ علمنا بارتداد جمع كثير من الصحابة وفسق
1 ـ المسمّى ب‍ : الكامل 2/266.
2 ـ في الطبعة الحجريّة : أعطوا ، والظاهر ما أثبتناه.


(64)
آخرين منهم ، بعد رحلته صلّى الله عليه وآله وسلّم ، يثبّطنا عن استصحاب عدالة من ثبتت عدالته في زمانه صلّى الله عليه وآله وسلّم.
    فإن قلت : إنّ الشبهة هنا غير محصورة ، وفي مثل ذلك لا ينجّز العلم الإجماليّ.
    قلت : نعم ؛ ولكن المقام من قبيل الاشتباه الكثير في الكثير الذي استثنوه من غير المحصور وأجروا عليه حكم المحصور ، كما لا يخفى على من أحاط خبراً بالمباحث الاُصوليّة ، فالحقّ : التفصيل بين الصحابيّ وغيره ؛ بإجراء استصحاب العدالة في الثاني إلى أن يثبت الفسق ، وعدم إجراء استصحاب العدالة وعدم ترتيب آثارها ما لم تحرز عدالته بعد رحلة النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم في الأوّل.
    نعم ؛ من استشهد في زمانه في غزواته نعتبر حسن حاله ، كما أنّ من تثبت وثاقته في زمانه صلّى الله عليه وآله وسلّم ، ومات قبل رحلته تجري عليه آثار العدالة ، فتدبّر جيّداً ، فإنّه دقيق نافع (*).
(*)
حصيلة البحث
    لم أقف في المعاجم التاريخيّة والرجاليّة على ما يوضّح حال المترجم ، فهو من حيث الوثاقة والضعف غير متضّح الحال.

    جاء بهذا العنوان في بحار الأنوار 50/272 حديث 39 بسنده : .. عن إسحاق بن يعقوب ، عن بذل مولى أبي محمّد عليه السلام ..


(65)
    جعله بعضهم (1) اسماً آخر ، وعدّه من الصحابة.
    وحاله مجهول (*).
ولكن في الخرائج والجرائح 1/443 حديث 25 ، وفيه : بدل مولاة
أبي محمد عليه السلام قالت : ..
حصيلة البحث
    كان الصحيح بذل مولى أبي محمّد عليه السلام أو بدل مولاة أبي محمّد عليه السلام فإنّ صاحب العنوان الصحيح مهمل ولم أجد قرينة على الترجيح.
1 ـ عدّ المترجم من الصحابة في اُسد الغابة 1/171 ، وقال في الاستيعاب 1/70 برقم 220 : بر بن عبد الله ، ويقال : برير بن عبد الله أبو هند الداريّ ، وفي الإصابة 1/146 برقم 615 : برّ بن عبد الله أبو هند الدارمي مشهور بكنيته ، سمّاه هكذا ابن ماكولا ، وقيل : اسمه بربر .. ، وفي الإصابة 1/151 برقم 637 : برير مثله ، ويقال : برّ ـ بمثقلّة واحدة ـ هو اسم أبي هند الداريّ ، جزم بالأوّل ابن إسحاق وبالثاني ابن حبّان ، وقيل .. غير ذلك.
    ومن هذه التصريحات يطمأن بأنّ الشيخ رحمه الله في رجاله ذكر عنوانين : بديل بن ورقاء ، ثم برّ بن عبد الله أبو هند الداريّ ، والتصحيف حدث من النسّاخ فأبدلوا ( برّ ) ب‍ : ( أبو ) بإضافة الألف فظنّ أنّهما عنوان واحد لصحابيّ واحد ، وفي تجريد أسماء الصحابة 1/46 برقم 414.
(*)
حصيلة البحث
    لم أقف على ما يوضّح حال المترجم من الوثاقة والضعف ، فهو غير متّضح الحال.


(66)
    [ الترجمة : ]
    عدّه جماعة ـ منهم ابن الأثير في اُسد الغابة (1) ـ من الصحابة ، وقال : شهد مع النبي صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم إحدى غزواته ، وقاد معه فرسين ، فضرب له النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلم سهمين (2). انتهى.
    ولم أستثبت حاله (*).
1 ـ اُسد الغابة 1/171 ، وذكره في الإصابة 1/146 برقم 616 .. وقال : شهد اُحداً وما بعدها ، قال : وهو زوج مرضعة إبراهيم بن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم. واسمها : خولة بنت المنذر بن زيد ..
2 ـ قال في اُسد الغابة : خمسة أسهم!
(*)
حصيلة البحث
    لم أظفر على ما يمكن استفادة وثاقته أو ضعفه ، فهو من هذه الناحية غير متّضح الحال.

    جاء في المناقب لابن شهر آشوب 2/56 بسنده : .. عن الحارث الأعور وزيد وصعصعة ابنا صوحان والبراء بن سبرة ، وبحار الأنوار 41/312 باب 114: وروى زيد وصعصعة ابنا صوحان والبراء بن سبرة ..
حصيلة البحث
    المعنون ممّن لم يذكر في المعاجم الرجاليّة ، فهو مهمل.


(67)
    الضبط :
    قد مرّ (1) ضبط البراء في : أحمد أبي عبد الله بن أبي رافع الصيمريّ.
(o)
مصادر الترجمة
    رجال الشيخ رحمه الله : 8 برقم 3 ، الخلاصة : 24 برقم 3 ، رجال البرقي : 3 ، التحرير الطاوسي : 60 برقم 64 وصفحة : 95 برقم 65 في طبعة مكتبة السيد المرعشي [ المخطوط : 21 من نسختنا ] ، تعليقة الوحيد المطبوعة على هامش منهج المقال : 65 ، رجال الكشّي : 44 برقم 94 ، رجال بحر العلوم 1/127 ، حاوي الأقوال 3/96 برقم 1060 [ المخطوط : 181 برقم ( 910 ) من نسختنا ] ، الأمالي للشيخ الصدوق : 122 حديث 1 ، الخصال : 219 حديث 42 ، الدرجات الرفيعة : 454 ، إعلام الورى : 177 ، توضيح الاشتباه : 74 برقم 281 ، تكملة الرجال 1/218 ، الاستيعاب 1/58 برقم 165 ، الإصابة 1/146 برقم 618 ، اُسد الغابة 1/171 ، مشكاة المصابيح 3/613 برقم 74 ، تاريخ الخطيب 1/177 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 8/86 و10/15 ، تهذيب التهذيب 1/425 برقم 785 ، تقريب التهذيب 1/94 برقم 16 ، العبر 1/79 ، شذرات الذهب 1/77 ، النجوم الزاهرة 1/187 ، مرآة الجنان 1/145 ، تهذيب الكمال 4/34 برقم 650 ، الكاشف 1/151 برقم 553 ، تاريخ خليفة بن خياط 1/341 ، تهذيب الأسماء واللغات 1/132 ، مسند أحمد 4/281 ، سنن ابن ماجه 1/28 و29 ، الخصائص للنسائي : 16 ، تفسير الطبري 3/428 ، الرياض النضرة لمحبّ الدين الطبري 2/169 ، مناقب الخوارزمي : 94 ، الفصول المهمة لابن صبّاغ : 25 ، ذخائر العقبى : 67 ، كفاية الطالب : 14 ، تفسير فخر الرازي 3/632 ، تفسير نيسابوري 6/194 ، الجامع الصغير 2/555 ، كنز العمال 6/153 و397 ، البداية والنهاية لابن كثير 5/209 و8/328 ، خطط المقريزي 2/220 ، روح المعاني 2/250 ، تفسير المنار 6/464 ، أسنى المطالب : 3 ، شرح ديوان أمير المؤمنين عليه السلام للميبدي ، فرائد السمطين 1/312 ، ثقات ابن حبّان 3/26 ، الجمع بين رجال الصحيحين 1/61 برقم 232.
1 ـ في صفحة : 197 من المجلّد الخامس.


(68)
    وعَازِب : بالعين المهملة المفتوحة ، والألف ، والزاي المعجمة المكسورة ، والباء الموحّدة (1).
    والخَزْرَجي : بالخاء المعجمة المفتوحة ، والزاي المعجمة الساكنة ، والراء المهملة المفتوحة ، والجيم والياء ، نسبة إلى الخزرج ، أخي الأوس ، والأنصار كلّهم من أولادهما (2) ، ولدا توأمين ملتصقين ظهراهما ، ففصلوهما بالسيف ، ولا تزال سيوف الحرب قائمة بين هاتين القبيلتين .. كما عن ملحقات كتاب الصراح (3) بخطّ مصنّفه.
    الترجمة :
    عدّه الشيخ رحمه الله (4) من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قائلاً : البراء بن عازب الأنصاري الخزرجي ، كنيته : أبوعامر. انتهى.
    وينافيه ما في اُسد الغابة (5) من جعله أوسيّاً ، وجعل كنيته : أبا عمرو في قول ، وأبا عمارة في قول آخر ، وجعل الثاني أصحّ ، ثمّ ذكر في ترجمته أنّ رسول الله
1 ـ قال في الصحاح 1/181 : العازب : الكلأ البعيد ، وفي لسان العرب 1/597 : العازب من الكلأ : البعيد المَطْلَب ، وكلأٌ عازبٌ : لم يُرْعَ قطّ ولا وُطِئ.
2 ـ قال في لسان العرب 2/255 : قبيلة الأنصار هي من الأوس والخزرج ، ابنا قَيْلَة ، وهي أمهما نُسبا إليها ، وهما حارثة بن ثعلبة من اليمن. قال ابن الأعرابي : الخَزْرَج ريح الجنوب ، وبه سمّيت القبيلة الخزرج ، وهي أنفع من الشمال.
    وانظر تفصيل نسب الأنصار وبطون الخزرج في جمهرة ابن حزم : 332 ، 471 ـ 472.
3 ـ الظاهر أنّه : كتاب الصراح في الأحاديث الحسان والصحاح للسيد أبي تراب الخوانساري المتوفى سنة 1346 في مجلّدين ، قاله شيخنا في الذريعة 15/32 برقم 185.
4 ـ رجال الشيخ رحمه الله : 8 برقم 3.
5 ـ اُسد الغابة 1/171.


(69)
صلّى الله عليه وآله وسلّم ردّه عن غزوة بدر لاستصغاره إيّاه ، وأوّل مشاهده اُحد ، وقيل : الخندق ، وغزا مع رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم أربع عشرة غزوة ، وهو الّذي افتتح الريّ سنة أربع وعشرين صلحاً ، أو عنوة في قول أبي عمرو الشيبانيّ .. ثمّ نقل أقوالاً أخر في فاتح الريّ ، ثمّ قال : نزل الكوفة وابتنى بها داراً ومات أيّام مصعب. انتهى ما أهمّنا منه.
    وقال في التحرير الطاوسيّ (1) : البراء بن عازب مشكور بعد أن أصابته دعوة أمير المؤمنين عليه السلام في كتمان حديث غدير خمّ فعمي. انتهى.
    ومثله بعينه في القسم الأوّل من الخلاصة (2).
    وأقول : ما نقلاه من عمي البراء بن عازب هو مقتضى الحديث الذي أسلفنا نقله (3) في ترجمة أنس بن مالك ، ويخالفه ما حكاه في التعليقة (4) عن المجلس السادس والعشرين من أمالي الصدوق رحمه الله (5) من الرواية الّتي رواها هو
1 ـ التحرير الطاوسي : 60 [ وفي طبعة مكتبة السيد المرعشي النجفي : 94 برقم ( 65 ) ] أضاف في التحرير على ما نقله المؤلّف قدّس سرّه عنه ، وقال : قال أبو عمر : في سند الحديث شكره ، روى جماعة منهم أبوبكر الحضرميّ ، وأبان بن تغلب ، والحسين بن أبي العلاء ، وصباح المزنيّ ، عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام.
2 ـ الخلاصة : 24 برقم 3 قال : البراء بن عازب مشكور بعد إصابته دعوة أمير المؤمنين عليه السلام في كتمان حديث غدير خمّ ! فعمي.
    وعدّه العلاّمة في الخلاصة : 192 ، والبرقيّ في رجاله : 3 من أصفيائه عليه السلام.
3 ـ تنقيح المقال 1/154 ـ 155 تحت رقم ( 1072 ) من الطبعة الحجرية.
4 ـ تعليقة الوحيد المطبوعة على هامش منهج المقال : 65 [ المحقّقة 3/11 ـ 12 برقم ( 275 ) ].
5 ـ أمالي الشيخ الصدوق : 122 ـ 123 حديث 1 ، وقد ذكر المصنّف قدّس سرّه الرواية ببعض الاختصار غير المخلّ ، فراجع.
    أقول : الرواية ضعيفة السند بأبي الجارود ، وقبول البراء الولاية من قبل معاوية على


(70)
رحمه الله بطريقنا ، عن جابر بن عبد الله ، أنّ الّذي أصابته دعوته عليه السلام بالعمى هو الأشعث بن قيس ، وأمّا البراء فقد دعا عليه بالموت من حيث هاجر منه فولاّه معاوية اليمن ، فمات بها ، ومنها كان هاجر.
    وأقول : يوافق هذه الرواية ما رواه الصدوق رحمه الله أيضاً في الخصال (1) ، عن محمّد بن [ موسى بن ] المتوكّل ، عن عليّ بن الحسين السعد آباديّ ، عن أحمد ابن أبي عبد الله ، عن أبيه البرقي ، عن محمّد بن سنان ، عن المفضّل بن عمر ، عن أبي الجارود (2) ، عن جابر الأنصاري ، قال : خطبنا عليّ عليه السلام (3) ، فقال :
اليمن غير ثابت لأنّهم لم يعدّوه في زمرة من ولاّه ، وعلى كلّ حال ممّا يطمأن به ـ بعد التأمّل في جميع ما قيل في البراء وروى فيه ـ أنّ هذا الحديث إن لم يكن مجعولاً فلا أقلّ من وقوع التصحيف المخلّ فيه ، فراجع وتدبّر.
1 ـ الخصال : 219 ـ 220 باب خصال الأربعة حديث 44 ، ويناقض هذه الرواية المرويّة في الخصال والأمالي للشيخ الصدوق الضعيفة السند بأبي الجارود وغيره ما رواه شيخ الإسلام الحمويني ـ من أعلام القرن السابع المولود سنة 644 والمتوفّى سنة 730 ـ في فرائد السمطين 1/312 في الباب الثامن والخمسين ـ في مناشدة أمير المؤمنين عليه السلام للأنصار وشهادة جمع بسماعهم من النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ فذكر في صفحة : 315 ـ 316 : فقام زيد بن أرقم ، والبراء بن عازب ، وسلمان ، وأبوذر ، والمقداد ، وعمّار ، فقالوا : نشهد لقد حفظنا قول النبيّ صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم ، وهو قائم على المنبر وأنت إلى جنبه وهو يقول : « يأيّها الناس ! إنّ الله عزّ وجلّ أمرني أن أنصّب لكم إمامكم والقائم فيكم بعدي ووصيّي وخليفتي ، والذي فرض الله عزّ وجلّ على المؤمنين في كتابه طاعته ، فقرنه بطاعته وطاعتي ، وأمركم بولايته ، وإنّي راجعت ربّي خشية طعن أهل النفاق وتكذيبهم فأوعدني لأبلّغها أو ليعذّبني.
    وهذه الرواية رواها سليم بن قيس في كتاب السقيفة : 113 [ الطبعة المحقّقة 2/645 ـ 646 ذيل الحديث الحادي عشر باختلاف يسير ].
2 ـ في المصدر : عن أبي الجارود ـ زياد بن المنذر ـ عن جابر بن زيد الجعفي ، عن جابر ابن عبد الله الأنصاري.
3 ـ في المصدر زيادة : فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال ..


(71)
« أيّها الناس ! إنّ قدّام منبركم هذا أربعة رهط من أصحاب محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ منهم ـ أنس بن مالك ، والبراء (1) بن عازب ، والأشعث بن قيس الكندي ، وخالد بن يزيد البجليّ ». ثم أقبل على أنس ، فقال : « يا أنس ! إن كنت سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول : من كنت مولاه (2) فعليّ مولاه .. ، ثمّ لم تشهد لي اليوم (3) فلا أماتك الله حتّى يبتليك ببرص لا تغطّيه العمامة.
    وأمّا أنت يا أشعث! فإن كنت سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول : من كنت مولاه فهذا عليّ * مولاه .. ، ثمّ لم تشهد لي اليوم بالولاية ، فلا أماتك الله حتّى يذهب بكريمتك (4).
    وأمّا أنت يا خالد ! فإن كنت سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول : من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه ، الّلهم وال من والاه وعاد من عاداه .. ، ثمّ لم تشهد لي اليوم بالولاية ، فلا أماتك الله إلاّ ميتة جاهلية.
    وأمّا أنت يا براء ! إن كنت سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول : من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه .. ، ثمّ لم تشهد لي اليوم بالولاية فلا أماتك الله إلاّ حيث هاجرت منه ».
1 ـ التأمّل في المصادر الآتية والتي سوف تذكر أن البراء بن عازب في هذه الرواية مصحّفة عن اسم رجل آخر ؛ لأنّ البراء بن عازب لم يخرج من الكوفة بعد واقعة النهروان ، وهو ممّن روى حديث الغدير بتصريح أعلام الخاصّة والعامّة ، فتفطّن.
2 ـ في المصدر زيادة : فهذا عليّ مولاه.
3 ـ في المصدر زيادة : بالولاية.
* ـ خ. ل : فعلي.     [ منه ( قدّس سرّه ) ].
4 ـ في المصدر : بكريمتيك.


(72)
    قال جابر : فكانوا كما دعا عليّ عليه السلام.
    وأما ما ذكراه * من كون البراء مشكوراً ، فلعلّ الوجه في ذلك أمور :
    فمنها : ما رواه في محكيّ المحاسن (1) ، عن الأعمش : إنّ رجلين من خيار التابعين شهدا عندي أنّ البراء كان يقول : أتبرّأ في الدنيا والآخرة ممّن تقدّم على عليّ عليه السلام.
    ومنها : عدّ البرقي (2) إيّاه من الأصفياء من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام ، على ما حكاه العلاّمة رحمه الله عنه في آخر الباب الأوّل من الخلاصة (3).
    ومنها : ما رواه الكشّي (4) ، عن جماعة من أصحابنا ـ منهم : أبوبكر
* ـ يعني ابن طاوس والعلاّمة.     [ منه ( قدّس سرّه ) ].
1 ـ حكى عنه السيد بحر العلوم في رجاله 2/127 قال : وروى عن الأعمش ، قال : شهد عندي عشرة من الأخيار التابعين أنّ البراء بن عازب كان يبرأ ممّن تقدّم على علي عليه السلام ، ويقول : إنّي بريء منهم في الدنيا والآخرة. ومثله في الدرجات الرفيعة : 454.
2 ـ رجال البرقي : 3.
3 ـ الخلاصة : 192.
4 ـ رجال الكشي : 44 برقم 94 ، وذكر ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة 1/219 ما نصّه : وقال البراء بن عازب : لم أزل لبني هاشم محبّاً ، فلمّا قبض رسول الله صلّى الله عليه وآله خفت أن تتمالأ قريش على إخراج هذا الأمر عنهم ، فأخذني ما يأخذ الوالهة العجول ، مع ما في نفسي من الحزن لوفاة رسول الله صلّى الله عليه وآله ، فكنت أتردّد إلى بني هاشم ـ وهم عند النبيّ صلّى الله عليه وآله في الحجرة ـ وأتفقّد وجوه قريش ، فإنّي كذلك إذ فقد ت أبابكر وعمر ، وإذا قائل يقول : القوم في سقيفة بني ساعدة ، وإذا قائل آخر يقول : قد بويع أبوبكر .. فلم ألبث وإذا أنا بأبي بكر قد أقبل ومعه عمر وأبوعبيدة وجماعة من أصحاب السقيفة وهم محتجزون بالأزر الصنعانيّة لا يمرّون


(73)
الحضرمي ، وأبان بن تغلب ، والحسين بن أبي العلاء ، وصباح المزني ، ـ عن أبي جعفر ، وأبي عبد الله عليهما السلام أنّ أمير المؤمنين عليه السلام قال للبراء ابن عازب : « كيف وجدت هذا الدين ؟ ». قال : كنّا بمنزلة اليهود قبل أن نتّبعك ، تخفّ علينا العبادة ، فلمّا اتّبعناك ووقع حقائق الإيمان في قلوبنا وجدنا العبادة قد تثاقلت في أجسادنا. قال أمير المؤمنين عليه السلام : « فمن ثَمّ يحشر الناس يوم القيامة في صور الحمير وتحشرون فرادى فرادى يؤخذ بكم إلى الجنّة ».
    ثم قال أبو عبد الله عليه السلام : « ما بدا لكم ما من أحد يوم القيامة إلاّ وهو يعوي عوي البهائم : أن اشهدوا لنا * واستغفروا لنا .. فنعرض عنهم ، فما هم بعدها بمفلحين ».
    قال أبو عمرو الكشّي : هذا بعد أن أصابته دعوة [ أمير المؤمنين عليه السلام ] ، فما روى من جهة العامّة (1). انتهى.
بأحد إلاّ خبطوه وقدّموه فمّدوا يده فمسحوها على يد أبي بكر يبايعه شاء ذلك أو أبى! ، فأنكرت عقلي ، وخرجت أشتدّ حتّى انتهيت إلى بني هاشم والباب مغلق فضربت عليهم الباب ضرباً عنيفاً ، وقلت : قد بايع الناس لأبي بكر بن أبي قحافة ، فقال العباس : تَرِبَتْ أيديكم إلى آخر الدهر ، أمّا إنّي قد أمرتكم فعصيتموني ، فمكثت أكابد ما في نفسي ، ورأيت في الليل المقداد ، وسلمان ، وأباذر ، وعبادة بن الصلت ، وأبا الهيثم بن التيهان ، وحذيفة ، وعمّاراً ، وهم يريدون أن يعيدوا الأمر شورى بين المهاجرين ، وبلغ ذلك أبابكر وعمر ، فأرسلا إلى أبي عبيدة وإلى المغيرة بن شعبة فسألاهما عن الرأي ، فقال المغيرة : الرأي أن تلقوا العباس فتجعلوا له ولولده في هذه الأمرة نصيباً ، ليقطعوا بذلك ناحية عليّ بن أبي طالب .. وذكر هذه الرواية سليم بن قيس الهلالي في كتابه السقيفة : 74 ـ 76 بتفاوت يسير.
* ـ خ. ل : النار.     [ منه ( قدّس سرّه ) ].
1 ـ أشار المؤلّف قدّس سرّه إلى ما رواه الكشّي في رجاله : 45 برقم 95 : فيما روي من


(74)
    وأقول : الظاهر وقوع تحريف في آخر العبارة ، وأنّ الصحيح فيما روي من جهة العمى ـ يعني بالدعوة ـ [ أي ] دعائه عليه السلام عليه بالعمى ، والله العالم.
    ومنها : ما عن الاستيعاب (1) من أنّه شهد البراء بن عازب الجمل وصفّين
جهة العامّة ، وهو : روى عبد الله بن إبراهيم ، قال : أخبرنا أبو مريم الأنصاري ، عن المنهال بن عمرو ، عن زرّ بن حبيش ، قال : خرج علي بن أبي طالب عليه السلام من القصر فاستقبله ركبان متقلّدون بالسيوف عليهم العمائم ، فقالوا : السلام عليك يا أمير المؤمنين ! ورحمة الله وبركاته. السلام عليك يا مولانا ! فقال عليّ عليه السلام : « مَنْ هيهنا من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ؟ ». فقام خالد بن زيد أبو أيّوب ، وخزيمة ابن ثابت ذو الشهادتين ، وقيس بن سعد بن عبادة ، وعبد الله بن بديل بن ورقاء ، فشهدوا جميعاً أنّهم سمعوا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم يقول يوم غدير خم : « من كنت مولاه فعليّ مولاه ». فقال عليّ عليه السلام لأنس بن مالك ، والبراء بن عازب : « ما منعكما أن تقوما فتشهدا فقد سمعتما كما سمع القوم ؟ ». ثمَّ قال : « الّلهم إن كانا كتماها معاندةً فابتلهما ، فعمى البراء بن عازب ، وبرص قدما أنس بن مالك ، فحلف أنس بن مالك أن لا يكتم منقبة لعليّ بن أبي طالب ولا فضلاً أبداً ، وأما البراء بن عازب فكان يسأل عن منزله ، فيقال : هو في موضع .. كذا وكذا ، فيقول : كيف يرشد من أصابته الدعوة ؟
    أقول : أبو مريم الأنصاريّ ، وزرّ بن حبيش من رواة العامّة فالحديث يعدّ من أحاديث العامّة ، وسقوطه عن الاعتبار ممّا لا شكّ فيه ، ويتّضح ذلك بملاحظة تعاليقنا هنا ، فراجع.
1 ـ الاستيعاب 1/58 ـ 59 برقم 165 ، ذكر العنوان كما هنا ثم قال : يكنّى : أبا عمارة ، وقيل : أبا الطفيل ، وقيل : يكنّى أبا عمرو ، وقيل : أبو عمر ، والأشهر أبو عمارة ، وهو أصحّ إن شاء الله تعالى. روى شعبة ، وزهير بن معاوية ، عن أبي إسحاق ، عن البراء سمعَه يقول : استصغرت أنا وابن عمر يوم بدر .. إلى أن قال : وشهد البراء بن عازب مع عليّ كرّم الله وجهه الجمل وصفّين والنهروان ، ثم نزل الكوفة ، ومات بها أيّام مصعب بن الزبير.
    وفي الإصابة 1/146 ـ 147 برقم 618 ـ بعد أن عنونه وذكر نسبه ـ قال : وشهد البراء مع عليّ [ عليه السلام ] الجمل وصفين وقتال الخوارج ونزل الكوفة ، وابتنى بها


(75)

داراً ، ومات في إمارة مصعب بن الزبير ..
    وفي اُسد الغابة 1/171 ـ بعد ذكر العنوان ونسبه ـ قال : وهو الّذي افتتح الريّ سنة أربع وعشرين صلحاً أو عنوة في قول أبي عمرو الشيباني ، وقال أبو عبيدة افتتحها حذيفة سنة اثنتين وعشرين ، وقال المدائني : افتتح بعضها أبو موسى وبعضها قرظة بن كعب ، وشهد غزوة تستر مع أبي موسى ، وشهد البراء مع عليّ بن أبي طالب [ عليه السلام ] الجمل وصفّين والنهروان ، هو وأخوه عبيد بن عازب ونزل الكوفة وابتنى بها داراً ومات أيّام مصعب بن الزبير ..
    وفي مشكاة المصابيح 3/613 ـ 614 برقم 74 قال : البراء بن عازب أبو عمارة الأنصاري الحارثي نزل الكوفة ، وفتح الري سنة أربع وعشرين ، وشهد مع علي بن أبي طالب [ عليه السلام ] الجمل وصفين والنهروان ، ومات بالكوفة أيام مصعب بن الزبير ، روى عنه خلق كثير.
    وقال الخطيب في تاريخ بغداد 1/177 برقم 16 : البراء بن عازب .. إلى أن قال : يكنّى : أبا عمارة ، وقيل : أبا عمرو ، وقيل : أبا الطفيل ، غزا مع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم خمس عشرة غزوة ، ونزل الكوفة بعده وكان رسول عليّ بن أبي طالب [ عليه السلام ] إلى الخوارج بالنهروان يدعوهم إلى الطاعة ، وترك المشاقّة .. إلى أن قال ـ بسنده ـ : .. عن أبي الجهم ، قال : بعث عليّ [ عليه السلام ] البراء بن عازب إلى أهل النهروان يدعوهم ثلاثة أيّام ، فلّما أبوا سار إليهم .. إلى أن قال بسنده : .. ومات في ولاية مصعب بن الزبير بن العوّام.
    وفي إعلام الورى : 177 ـ في أخبار أمير المؤمنين عليه السلام بالملاحم ـ قال : ومن ذلك ما رواه إسماعيل بن زياد قال : إنّ عليّاً عليه السلام قال للبراء بن عازب : « يا براء ! يقتل ابني الحسين عليه السلام وأنت حيٌّ لا تنصره » فلمّا قتل الحسين عليه السلام كان البراء يقول : صدق والله عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، قتل الحسين ابن عليّ وأنا لم أنصره ..! ويظهر الندم على ذلك والحسرة.
    وقال ابن أبي الحديد في شرح النهج 8/86 ـ 87 : وأرسل إلى رؤوس الأنصار [ أي : معاوية ] مع عليّ ، فعاتبهم وأمرهم أن يعاتبوه ، فأرسل معاوية إلى أبي مسعود ، والبراء بن عازب ، وخزيمة بن ثابت ، والحجّاج بن غزيّة ، وأبي أيّوب .. فعاتبهم.
    وفي شرح النهج لابن أبي الحديد 10/15 قال : ومن ذلك قوله عليه السلام للبراء
تنقيح المقال ـ الجزء الثاني عشر ::: فهرس