تنقيح المقال ـ الجزء الثاني عشر ::: 76 ـ 90
(76)

ابن عازب يوماً : « يا براء ! أيقتل الحسين وأنت حيّ فلا تنصره ! » فقال البراء : لا كان ذلك يا أمير المؤمنين ! فلما قتل الحسين عليه السلام كان البراء يذكر ذلك ويقول : أَعْظِمْ بها حسرة ، إذ لم أشهده واُقتل دونه.
    ويتّضح من رواية إعلام الورى وشرح النهج أنّه كان في فاجعة الطفّ في الكوفة .. أو بحيث يسمع واعيت الحسين عليه السلام.
المترجم وحديث الغدير
    قال في الاستيعاب 2/460 تحت رقم 201 في ترجمة أمير المؤمنين عليه أفضل الصلاة والسلام : وروى بريدة ، وأبوهريرة ، وجابر ، والبراء بن عازب ، وزيد بن أرقم كلّ واحد منهم عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم أنّه قال يوم غدير خم : « من كنت مولاه فعليّ مولاه الّلهم وال من والاه وعاد من عاداه ».
    وقال في الفصول المهمّة : 40 ـ 41 : وروى الإمام أحمد بن حنبل في مسنده عن البراء بن عازب قال : كُنّا مع النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة ، وكسح لرسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم تحت شجرتين ، فصلّى الظهر وأخذ بيد عليّ [ عليه السلام ] فقال : « ألستم تعلمون أنّي أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ » قالوا : بلى. فقال : « الّلهم من كنت مولاه فعليّ مولاه الّلهم وال من والاه وعاد من عاداه » ..
    ومثله في المناقب للخوارزمي : 94 ، وروى حديث الغدير عن البراء بن عازب في مشكاة المصابيح 3/246 برقم 6094 ، والبداية والنهاية 5/209 و7/350 ، وخطط المقريزي 2/220 ، وذخائر العقبى : 67 ، ومسند أحمد بن حنبل 4/281 ، وتفسير المنار 6/464 ، والجامع الصغير 2/181 ، وتاريخ مدينة دمشق لابن عساكر ترجمة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام 2/47 برقم 548 ، وفرائد السمطين 1/71 برقم 38 ، وأنساب الأشراف 1/108 برقم 46 .. وغيرها كثير.
تاريخ وفاة البراء
    أرّخ وفاة المترجم في الاستيعاب 1/59 برقم 165 بقوله : مات أيّام مصعب بن الزبير ، ومثله في اُسد الغابة 1/171 ، والنجوم الزاهرة 1/187 في حوادث سنة 72 ،


(77)
والنهروان ، ثمّ مات بالكوفة بعد نزوله بها.
    قلت : هذا ينافي كلاًّ من الدعويين عليه ؛ لأنّه إن كان دعا عليه بالعمى فكيف شهد الحروب الثلاثة ؟ وإن كان دعا عليه بالموت حيثما هاجر منه فكيف مات بالكوفة ؟ ومثل هذا الإشكال يجري فيما ورد من أنّه روى عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ثلاثمائة وخمسة أحاديث ، نزل الكوفة وتوفّي بها في أيّام مصعب بن الزبير ، وشهد مع عليّ مشاهده. انتهى.
    ثمّ إنّ هنا إشكالاً في قول ابن طاوس والعلاّمة أنّه : مشكور ، وهو أنّه روى الصدوق رحمه الله في المجلس السادس والعشرين من الأمالي (1) حديثاً قريباً من حديث الخصال المتقدّم تضمّن قول جابر في آخره : وأمّا البراء بن عازب
وفي الإصابة 1/147 برقم 218 قال : وشهد البراء مع عليّ الجمل وصفّين وقتال الخوارج ونزل الكوفة وابتنى بها داراً ، ومات في إمارة مصعب بن الزبير .. وأرخّه ابن حبّان سنة اثنتين وسبعين .. وفي الجمع بين رجال الصحيحين للمقدسي القيسرانيّ 1/61 برقم 232 قال : توفّي زمن مصعب بن الزبير ، وقيل : توفّي في أوّل إمارة يزيد بن معاوية ، وفي طبقات ابن سعد 4/367 : ونزل البراء الكوفة وتوفّي أيّام مصعب بن الزبير ، وفي تهذيب التهذيب 1/426 برقم 785 قال : مات سنة 72 ، وفي تقريب التهذيب 1/94 برقم 16 ، والعبر 1/79 في حوادث سنة 72 ، ومرآة الجنان 1/145 في حوادث سنة 72 ، وتهذيب الكمال 4/34 برقم 650 ، والكاشف 1/151 برقم 553 .. وغيرهم ، قالوا : مات بعد السبعين ، وفي تاريخ خليفة بن خياط 1/341 قال : وفي ولاية مصعب بن الزبير مات البراء بن عازب ، وفي تهذيب الأسماء واللغات 1/132 برقم 80 ، وقريب منه في مشكاة المصابيح 3/613 برقم 74 قال : ومات بالكوفة أيّام مصعب بن الزبير .. وقال في رجال صحيح البخاري 1/121 برقم 148 للكلاباذي : قال الواقدي : توفّي زمن مصعب بن الزبير ، وكذا في رجال صحيح مسلم لابن منجويه 1/94 برقم 158 ، وشذرات الذهب 1/77 في حوادث سنة 72 قال : فيها توفّي أبوعمارة البراء بن عازب الأنصاري الحارثي نزيل الكوفة.
1 ـ الأمالي للشيخ الصدوق : 122 ـ 123 حديث 1 من المجلس السادس والعشرين.


(78)
فإنّه ولاّه معاوية اليمن فمات بها ومنها كان هاجر. انتهى.
    فإنّه كيف يكون مشكوراً من تولّى من قبل الجائر على اليمن ؟! ، فإنّ الولاية المذكورة محرّمة حتّى بعد وفاة أمير المؤمنين وصلح الحسن عليهما السلام ، وكيف يتبرّأ في الدنيا والآخرة ممّن تقدّم على علي عليه السلام ، ويتولّى من قبل معاوية ؟!
    ولذا قال في الوجيزة (1) : فيه مدح وذمّ ، ولم يرجّح شيئاً منهما.
    وعدّه في الحاوي (2) في الحسان ، ولكن ذكر بعد نقل ما سمعته من العلاّمة رحمه الله في الخلاصة والكشّي ما يكشف عن توقّفه في حسنه ، لأنّه قال : إن كان مستند الشكر الذي ذكره العلاّمة هو ما ذكره الكشّي فهو غير صالح لإدخاله في قسم الحسن ، والله أعلم بحقائق الأمور. انتهى.
    وأقول : درجه في الحسان لا مانع منه (3) بعد مجموع ما مرّ في مدحه ، إلاّ قبوله ولاية اليمن من قبل معاوية ، وحيث إنّ احتمال التقيّة والخوف قائم في ذلك ، أمكن عدم قدحه في حسنه (4) ، والله العالم.
    وقد أرّخ بحر العلوم رحمه الله (5) موته بسنة اثنتين وسبعين.
1 ـ الوجيزة : 146 [ رجال المجلسي : 166 برقم ( 264 ) ].
    أقول : الذمّ الّذي أشار إليه المجلسي قدّس الله روحه ناشئ من رواية الأمالي والخصال ، وإلاّ فلم يذكر أحد من الخاصّة والعامّة ما يوجب ذمّه ، وحيث تحقّق ضعف الرواية بأبي الجارود ينتفي الذمّ المزعوم.
2 ـ حاوي الأقوال 3/96 برقم 1060 [ 181 برقم ( 910 ) من نسختنا المخطوطة ] ، وعدّه في ملخّص المقال في قسم الضعاف ، ومثله في إتقان المقال : 264 ، وتضعيف هذين العلمين للمترجم غريب ، والظاهر أنّ رواية الخصال والأمالي أوقعتهما في هذا الخطأ.
3 ـ أقول : أقلّ ما يمكن أن يقال في المترجم : إنّه في أعلى مراتب الحسن بل ثقة ، وأحاديثه من جهته إن لم تعدّ صحاحاً ، فلا أقلّ من عدّها حساناً كالصحاح.
4 ـ تقدّم بيان أنّ تولّيه من قبل معاوية وموته في اليمن أسطورة واضحة كأسطورة إنكاره لحديث الغدير.
5 ـ رجال السيد بحر العلوم 2/128 ، ولاحظ : الدرجات الرفيعة : 452.


(79)
[ براء بن عازب ] (1)
    [ قد بنينا في ترجمته على حسنه ، ولكنّا بعد ذلك تردّدنا في ذلك لكون كتمانه الشهادة بما سمعه من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في حقّ عليّ عليه السلام (2) من الكبائر ، وقبوله الولاية من قبل معاوية على اليمن (3) كبيرة اُخرى ، وأسوأ منهما حرمانه من نصرة سيّد الشهداء عليه السلام ، فقد روى في الإرشاد (4) عن إسماعيل بن صبيح ، عن يحيى بن المسافر العابديّ (5) ، عن إسماعيل بن زياد ، قال : إنّ عليّاً عليه السلام قال للبراء بن عازب ذات يوم : « يا براء ! يقتل ابني الحسين (ع) وأنت حيّ لا تنصره » ، فلمّا قتل الحسين عليه السلام كان البراء بن عازب يقول : صدق والله عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، قتل الحسين ولم أنصره .. ثمّ يظهر على ذلك الحسرة والندامة.
    فإنه دالّ على أنّه كان مطّلعاً متمكّناً من نصرته وتركها مع ذلك ، وذلك فوق كلّ كبيرة ، بل لعلّه يوجب الكفر ، والله العالم بالحقائق ] (*).
1 ـ ما بين المعقوفين إلى آخر الترجمة هو ممّا استدركه المصنّف طاب ثراه في آخر الكتاب من الأسماء الّتي فاتته ترجمته تحت عنوان خاتمة الخاتمة 3/123 ( من الطبعة الحجرية ) أثناء طبعه للكتاب ، ولم يتمّها حيث لم يف بذلك عمره الشريف.
2 ـ رجال الكشّي : 45 برقم 95 ، وقد فصّل الحديث عنه العلاّمة الأميني في الغدير 1/190 ـ 192.
3 ـ جاء بهذه القضية في أمالي الشيخ الصدوق : 122 ـ 123 حديث 1 ، والخصال : 219 ـ 220 حديث 44 .. وغيرهما.
4 ـ الإرشاد 1/331.
5 ـ كذا ، وفي المصدر : المساور العابد.
(*)
حصيلة البحث
    إنّ عدّ البرقي والعلاّمة للمترجم من أصفياء أمير المؤمنين عليه السلام ، وعدّ ابن أبي الحديد له من رؤساء الأنصار الّذين كانوا تحت راية أمير المؤمنين عليه السلام ،


(80)
    [ الترجمة : ]
    عدّه الشيخ رحمه الله (1) من أصحاب النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم وقال : إنّه شهد اُحداً والخندق ، وقتل يوم تستر. انتهى.
    ومثله بعينه في الخلاصة (2).
واتّفاق الخبراء من أرباب الرجال بنضاله تحت راية أمير المؤمنين عليه السلام في حروبه الثلاثة ، وتصريحه لأمير المؤمنين عليه السلام بأنّه هو وأصحابه كانوا قبل اتّباعهم لأمير المؤمنين عليه السلام بمنزلة اليهود تخف عليهم العبادة ، وإنّ بعد اتّباعهم له عليه السلام وقع حقائق الإيمان في قلوبهم ، ومناداته بحديث الغدير ، وشهادته عند استشهاده عليه السلام منه ومن آخرين بحديث الغدير ، وإعلانه الولاء لأمير المؤمنين عليه السلام وإرسال أمير المؤمنين له إلى أهل النهروان وموقفه يوم السقيفة .. إلى غير ذلك ممّا يشهد على جلالته ووثاقته ، لأدلّ دليل على قربه منه عليه السلام ومنزلته واعتماده عليه.
    ومن ملاحظة مجموع ما ذكرناه ينبغي عدّه من الثقات الأجلاّء ، وأنّ عدّه من الحسان هضم لحقّه ، وتنقيص لرتبته ، والله العالم.
(o)
مصادر الترجمة
    رجال الشيخ : 8 برقم 1 ، رجال الكشيّ : 38 برقم 78 ، الوجيزة : 146 ، حاوي الأقوال 3/327 برقم 1937 [ المخطوط : 232 برقم ( 1346 ) من نسختنا ] ، مجمع الرجال 1/252 ، نقد الرجال : 53 [ الطبعة المحقّقة 1/265 برقم ( 671 ) ] ، جامع الرواة 1/116 ، الوسيط المخطوط : 49 من نسختنا ، وسائل الشيعة 20/145 برقم 178 ، الاستيعاب 1/57 ـ 58 برقم 164 ، الإصابة 1/147 برقم 620 ، اُسد الغابة 1/173 ، تاج العروس 3/67 ، النجوم الزاهرة 1/75 ، تجريد أسماء الصحابة 1/46 برقم 420 ، الثقات لابن حبّان 3/26 ، إتقان المقال : 166 ، الجرح والتعديل 2/399 برقم 1567.
1 ـ رجال الشيخ : 8 برقم 1.
2 ـ الخلاصة : 24 برقم 1.


(81)
    وفي اُسد الغابة (1) أنّه : شهد اُحداً والمشاهد كلّها مع رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم إلاّ بدراً ، وكان شجاعاً مقداماً .. إلى أن ذكر : إنّه قتل يوم تستر سنة عشرين ، أو ثلاث وعشرين ، أو تسع عشرة ، بعد أن قتل ـ مبارزةً ـ مائة رجل ، سوى من شرك في قتله.
    بيان :
    قال في تاج العروس مازجاً (2) : تُسْتَر ـ كجَنْدَب ـ أهمله الجماعة ، وهو بلد ، وحكى ضمّ الفوقيّة الثانية أيضاً.
    وشُشْتَر : بمعجمتين بالضبط السابق لحن ، وقيل : هو الأصل ، وتستر تعريبه ، وقيل : هما موضعان مختلفان ـ قاله شيخنا ـ وهو من كور الأهواز بخوزستان (3) .. إلى أن قال : وسورها أوّل سور وضع بعد الطوفان. انتهى المهم ممّا في التاج.
    وعن تهذيب الأسماء (4) : تُسْتَر : بتاءين مثناتين من فوق الأولى مضمومة ،
1 ـ اُسد الغابة 1/172 ، وقال في الاستيعاب 57 ـ 58 : البراء بن مالك بن النضر الأنصاري أخو أنس بن مالك لأبيه وأمّه ، وقد تقدّم نسبه في ذكر نسب عمّه أنس بن النضر ، وكان قد شهد اُحداً وما بعدها من المشاهد مع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وكان البراء بن مالك أحد الفضلاء ، ومن الأبطال الأشدّاء ، قتل من المشركين مائة رجل مبارزة سوى من شارك فيه .. إلى أن قال ـ بسنده ـ : .. عن ابن شهاب ، عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : « كم من ضعيف مستضعف ذي طمرين لا يؤبه له لو أقسم على الله لأبرّه ، منهم البراء بن مالك » .. إلى أن قال : قال أبو عمر : وذلك سنة عشرين في ما ذكره الواقديّ ، وقيل : إنّ البراء إنّما قتل يوم تستر ، وافتتحت السوس والزابلس وتستر سنة عشرين.
2 ـ تاج العروس 3/67 ، وانظر ضبط تُسْتَر وبعض المسمّين به في : توضيح المشتبه 1/509 ـ 513.
3 ـ قاله ابن الأثير ، بها قبر البراء بن مالك .. هذا تمام كلام تاج العروس.
4 ـ تهذيب الأسماء 3/43 في فصل أسماء المواضع ، وفي المراصد 1/262 : تستر :


(82)
والثانية مفتوحة ، بينهما سين مهملة ساكنة ، وهي مدينة مشهورة بخوزستان.
    [ الترجمة : ]
    ثمّ إنّ الكشّي (1) نقل عن الفضل بن شاذان أنّه قال : من السابقين الّذين رجعوا إلى أمير المؤمنين عليه السلام ، البراء بن مالك. انتهى.
    ولعلّه لذا جعله في الوجيزة (2) ممدوحاً ، فإنّ الرجوع إلى أمير المؤمنين عليه السلام في مثل ذلك الزمان ـ المبني على التقيّة والمداهنة في الدين ـ من أعظم المدائح ، فما في الحاوي (3) من عدّه في قسم الضعفاء ممّا لم أفهم وجهه.
    لا يقال : إذا كان رجع إلى أمير المؤمنين عليه السلام فما الّذي أوجب قتله يوم تستر ؟
    لأنّا نقول : إنّ الحروب كانت بإمضاء من أمير المؤمنين عليه السلام (4) ،
بالضمّ ، ثمّ السكون ، وفتح التاء الأخرى ، وراء ، أعظم مدينة بخوزستان اليوم ، وهو تعريب ششتر ، ومعناه التفضيل في الطيب والنزهة.
1 ـ رجال الكشّي : 38 برقم 78 ، وقال : وسئل [ أي الفضل بن شاذان ] عن ابن مسعود وحذيفة ، فقال : لم يكن حذيفة مثل ابن مسعود ؛ لأنّ حذيفة كان ركناً ( خ. ل : زكيّاً ) وابن مسعود خلط ووالى القوم ، ومال معهم ، وقال بهم ..
    وقال أيضاً : إنّ من السابقين الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين عليه السلام أبو الهيثم ابن التيهان ، وأبو أيّوب ، وخزيمة بن ثابت ، وجابر بن عبد الله ، وزيد بن أرقم ، وأبو سعيد الخدريّ ، وسهل بن حنيف ، والبراء بن مالك ، وعثمان بن حنيف .. إلى أن قال : وبشر كثير ، أي : جماعة كثيرة.
    وعلّق المصحّح بأنّ في بعض النسخ المطبوعة : بشر بن كثير ، وهو خطأ قطعاً ، و ( بن ) من زيادة النسّاخ.
2 ـ الوجيزة : 146 [ رجال المجلسي : 166 برقم ( 265 ) ].
    وعدّه في إتقان المقال : 166 من الحسان.
3 ـ حاوي الأقوال 3/327 برقم 1937 [ المخطوط : 232 برقم ( 1346 ) من نسختنا ].
4 ـ حيث لم يتّضح لي ذلك ولذا لا يسعني الحكم بذلك ، ولا ريب أنّ المقتول في عرصة القتال كان شهيداً في سبيل الله لو كان بأمرهم عليهم السلام.


(83)
فالمقتول فيها شهيد في سبيل الله تعالى.
    ثمّ إنّ قتل الرجل يوم تستر خال عن الشبهة (1) ، وإلى الآن قبره معروف بها ، والمسلمون قد فتحوا الأهواز وتستر سنة سبع عشرة من الهجرة ، وقيل : سنة تسع عشرة ، وقيل : سنة العشرين ، وقيل : سنة الثلاث والعشرين [ كذا ]. وكان المتولّي عليها الهرمزان عظيم الفرس ، ونزل من قلعته على حكم عمر ، فأرسل به مع أنس بن مالك والأحنف بن قيس وجماعة ، فلمّا وصلوا إلى المدينة ألبسوه كسوته الديباج المذهّب وتاجه المكلّل باليواقيت ، فلمّا رأى عمر الهرمزان قال : الحمد لله الّذي أذلّ بالإسلام هذا وأشباهه.
    ونزع ما عليه ، وألبسه قميصاً ثخيناً ، وجرى بينهما الكلام (*).
1 ـ لا ريب في أنّ المترجم قتل في تستر ، فقد صرح بذلك في الاستيعاب 1/58 برقم 164 فقال : وقتل البراء بن مالك بتستر.
    وفي الإصابة 1/147 برقم 620 قال : واستشهد يوم حصن تستر في خلافة عمر سنة عشرين ، وقيل : قبلها ، وقيل : سنة ثلاث وعشرين.
    وقال في اُسد الغابة 1/173 : وقتل البراء سنة عشرين في قول الواقديّ ، وقيل : سنة تسعة عشر ، وقيل : سنة ثلاث وعشرين.
    وفي تاج العروس 3/67 بعد ضبط الكلمة قال : بها قبر البراء بن مالك.
    وفي النجوم الزاهرة 1/75 في حوادث سنة عشرين من الهجرة قال : وفيها توفي البراء بن مالك الأنصاريّ أخو أنس بن مالك الأنصاريّ النجاري ..
    وأشكل بعضهم : بأنّه إذا كان من السابقين في الرجوع إلى الحقّ والانضمام تحت راية وليّ الله عليه السلام فما باله ينضم تحت راية جيش عمر ويقتل في فتح تستر ؟! ولكن غفل هذا المستشكل بأنّ بعض الحروب التي وقعت في أيّام عمر ومن قبله ، ولعل بعضها كان عن إذن وترخيص أمير المؤمنين عليه السلام حرصاً منه عليه السلام في نشر الدين الحنيف وهداية الضالين ، أو لأسباب اُخر ، والعمدة في المقام ما نشير إليه في الحصيلة.
(*)
حصيلة البحث
    بعد البحث والتنقيب في طيّات المعاجم الرجاليّة والتاريخيّة والحديثيّة ، لم أظفر على


(84)
    [ الترجمة : ]
    قال النجاشيّ (1) : البراء بن محمّد كوفيّ ، ثقة ، له كتاب يرويه أيّوب بن نوح ،
موقف مشرّف واحد للمترجم يؤيّد الخلافة الإلهيّة ، وينصر أمير المؤمنين خليفة رسول الله صلّى الله عليه وآله ويدافع عنه ، وليست مواقفه إلاّ مقصورة على تقوية جيوش المسلمين بتستر ، ورواية أخيه أنس المتّهم الضعيف ، فليس في المقام سوى ما نقله الكشّي رحمه الله من أنّه من السابقين الّذين رجعوا إلى أمير المؤمنين عليه السلام ، وحيث إنّه لم يسند هذه الرواية شيء من أقواله أو أفعاله ، وأنّ نسخة رجال الكشّي كثيرة الأغلاط ، لذلك أظنّ أنّ نسخة رجال الكشّي مصحّفة في المقام ، وأنّ الصحيح : البراء بن عازب ، وعازب صحّف إلى مالك ، وابن عازب ومواقفه المشرّفة وكلماته وولاؤه ليعسوب الدين وأمير المؤمنين عليه أفضل الصلاة والسلام ممّا ثبت واشتهر ، وليس لابن مالك موقف واحد ولا كلمة واحدة ينصر بها الحقّ ، فأنا في الرجل من المتوقّفين ، والله سبحانه العالم بحقائق عباده.
(o)
مصادر الترجمة
    رجال النجاشي : 88 برقم 289 الطبعة المصطفوية [ وطبعة الهند : 82 ، وطبعة جماعة المدرسين : 114 برقم ( 293 ) ، وطبعة بيروت 1/284 برقم ( 291 ) ] ، وسائل الشيعة 20/145 برقم 179 ، الخلاصة : 24 برقم 4 ، رجال ابن داود : 65 برقم 226 طبعة جامعة طهران [ وفي الطبعة الحيدرية : 54 برقم ( 229 ) ] ، حاوي الأقوال 1/224 برقم 110 [ المخطوط : 35 برقم ( 110 ) من نسختنا ] ، الوجيزة : 146 [ رجال المجلسي : 167 برقم ( 266 ) ] ، منهج المقال : 66 [ الطبعة المحقّقة 3/13 برقم ( 735 ) ] ، منتهى المقال : 63 [ و 2/130 برقم ( 430 ) من الطبعة المحقّقة ] ، نقد الرجال : 54 برقم 3 [ الطبعة المحقّقة 1/266 برقم ( 672 ) ] ، مجمع الرجال 1/252 ، رجال الشيخ الحرّ المخطوط : 12 من نسختنا ، ملخّص المقال : 40 في قسم الصحاح ، إتقان المقال : 29.
1 ـ رجال النجاشي : 88 برقم 289 الطبعة المصطفوية.


(85)
أخبرناه محمّد بن عليّ ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن يحيى ، قال : الحميري ، قال : حدّثنا أيّوب بن نوح ، عن البراء ، به. انتهى.
    وقال في القسم الأوّل من الخلاصة (1) : البراء بن محمّد ، كوفي ، ثقة. انتهى.
    وقد وثّقه في رجال ابن داود (2) ، والحاويّ (3) ، والوجيزة (4) ، والبلغة (5) وغيرها (6) أيضاً.
    [ التمييز : ]
    ويميّز برواية أيّوب بن نوح عنه (*).
    وفي وسائل الشيعة 20/145 برقم 179 قال : البراء بن محمّد الكوفي ثقة ، قاله النجاشي والعلاّمة.
1 ـ الخلاصة : 24 برقم 4.
2 ـ رجال ابن داود : 65 برقم 226 طبعة جامعة طهران [ وفي الطبعة الحيدريّة : 54 برقم ( 229 ) ].
3 ـ حاوي الأقوال 1/224 برقم 110 [ المخطوط : 35 برقم ( 110 ) من نسختنا ].
4 ـ الوجيزة : 146 [ رجال المجلسي : 167 برقم ( 266 ) ].
5 ـ بلغة المحدّثين، ولم نجد هذا العنوان في المطبوع منها، وتكرر ما وجدناه فيها من سقط.
6 ـ فقد وثّق المعنون في منهج المقال : 66 ، ومنتهى المقال : 63 [ المحقّقة 2/130 برقم ( 430 ) ] ، ونقد الرجال : 54 برقم 3 [ الطبعة المحقّقة 1/266 برقم ( 672 ) ] ، ومجمع الرجال 1/252 ، ورجال الشيخ الحرّ المخطوط : 12 من نسختنا ، وملخّص المقال : 40 باب الصحاح ، وإتقان المقال : 29.
(*)
حصيلة البحث
    اتّفقت كلمة أرباب الجرح والتعديل على وثاقة المترجم ، فهو ثقة من دون غمز فيه ، ورواياته تعدّ صحاحاً من جهته.


(86)
    الضبط :
    مَعْرُور : بفتح الميم ، وسكون العين المهملة ، وضمّ الراء المهملة ، وسكون الواو ، والراء المهملة أيضاً.
    وفي بعض النسخ : ( معروف ) بإبدال الراء الأخيرة فاءً.
    وغلّط ذلك ابن داود (1) قال : ومنهم من اشتبه عليه اسم أبيه ، فقال : ابن معروف ، وهو غلط. انتهى.
(o)
مصادر الترجمة
    رجال الشيخ رحمه الله : 8 برقم 2 ، الخلاصة : 24 برقم 2 ، رجال ابن داود : 65 برقم 227 طبعة جامعة طهران [ وفي الطبعة الحيدرية : 54 برقم ( 230 ) ] ، الوجيزة : 146 [ رجال المجلسي : 167 برقم ( 267 ) ] ، حاوي الأقوال 3/328 برقم 1938 [ المخطوط : 232 برقم ( 1347 ) من نسختنا ] ، الخصال 1/192 حديث 267 ، وصفحة : 491 حديث 70 ، تفسير الصافي 1/232 في تفسير آية 222 من سورة البقرة ، توضيح الاشتباه : 74 برقم 272 ، تكملة الرجال 1/220 ، إتقان المقال : 166 ، الكافي 7/10 حديث 1 ، الفقيه 4/137 حديث 4 ، التهذيب 9/192 حديث 771 ، وسائل الشيعة 1/251 باب 34 حديث 6 ، الاستيعاب 1/57 برقم 162 ، الإصابة 1/148 برقم 622 ، اُسد الغابة 1/173 ، المستدرك للحاكم 3/181 ، الثقات لابن حبّان 3/26 ، الجرح والتعديل 2/399 برقم 1568 ، طبقات ابن سعد 3/618 ، سير أعلام النبلاء 2671 برقم 53 ، العبر 1/3 ، شذرات الذهب 1/9.
1 ـ رجال ابن داود : 65 برقم 227 طبعة جامعة طهران [ وفي الطبعة الحيدريّة : 54 برقم ( 230 ) ]. وذكر ابن ناصر الدين في توضيح المشتبه 8/212 : البراء بن مَعرُور عند ضبطه كلمة مَعْرُور ، فراجع.


(87)
    كما أنّ ما في بعض نسخ رجال ابن داود (1) من إبدال العين المهملة ب‍ : الغين المعجمة غلط.
    وقد مرّ (2) ضبط الخزرجي آنفاً.
    وضبط السلمي في : أدرع أبي الجعد (3).
    وضبط الأنصاري واضح.
    الترجمة :
    عدّه الشيخ رحمه الله في رجاله (4) من أصحاب النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ، قائلاً : البراء بن معرور الأنصاري الخزرجي ، توفّي على عهد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وهو من النقباء ليلة العقبة. انتهى.
    ومثله بعينه في القسم الأوّل من الخلاصة (5).
    وفي إثبات العلاّمة ، وابن داود (6) إيّاه في القسم الأوّل دلالة على كون حديثه صحيحاً.
    وجعله في الوجيزة (7) ، والبلغة (8) ممدوحاً ، فيكون حديثه من الحسان.
1 ـ لدينا نسخة مخطوطة من رجال ابن داود : 19 ، كذلك ، وهو تصحيف.
2 ـ في صفحة : 68 من هذا المجلّد.
3 ـ في صفحة : 309 من المجلّد الثامن.
4 ـ رجال الشيخ : 8 برقم 2 قال : البراء بن معروف [ خ. ل : مغرور ، معرور ] الأنصاريّ.
5 ـ الخلاصة : 24 برقم 2 قال : البراء بن معرور الخزرجي توفّي على عهد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وهو من النقباء ليلة العقبة ..
6 ـ رجال ابن داود : 65 برقم 227 طبعة جامعة طهران [ وفي الطبعة الحيدريّة : 54 برقم ( 230 ) ].
7 ـ الوجيزة : 146 [ رجال المجلسي : 167 برقم ( 267 ) ].
8 ـ بلغة المحدّثين : 335 برقم 2.


(88)
    وعدّه في الحاوي (1) في قسم الضعفاء.
    وهو كما ترى ، فإنّ الرجل من النقباء ، بل روى ورود آية التوبة والطهارة في حقّه (2) ، وفعل ثلاثة أفعال له جرت بها السنّة (3) ، ومات في عهد النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ، ولم يحضر البلاء المبرم بعد وفاة النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ، ومثل هذا كان ينبغي أن يعدّه في خاتمة الثقات التي وضعها لمن لم ينصّ على توثيقه ، وإنّما استفيد توثيقه من قرائن أخر ، ولا أقلّ من عدّه في الحسان ، كما فعل الفاضل المجلسي رحمه الله (4) لا أن يعدّه في الضعفاء ، وكم له من أمثاله !
    وعلى أيّ حال ؛ فتوضيح ما أجملناه من شؤونه ، أنّه روي بطرق متعدّدة ـ منها : تفسير الإمام عليه السلام على ما حكي (5) ـ أنّه ورد في شأنه * آية : « إنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَّهِّرِينَ » (6).
    وورد أنّه فعل ثلاثة أفعال ؛ فجرت بها السنّة ، أوصى بثلث ماله ، وأوصى أن يدفن تجاه الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم حيث كان بمكّة ، واستعمل الماء في الاستنجاء.
1 ـ حاوي الأقوال 3/328 برقم 1938 [ المخطوط : 232 برقم ( 1347 ) ].
2 ـ تفسير الصافي : 66 [ 1/232 طبعة بيروت في تفسير سورة البقرة : « إِنَّ اللهَ يُحِبّ التّوابِينَ ويُحِبّ المُتَطَهَرِينَ » ] قال بعد نقل رواية العلل وتفسير العياشي : وفي رواية كان الرجل البراء بن معرور الأنصاري وأوردهما في الفقيه مرسلاً.
3 ـ كما صرحت الرواية المروية في الكافي والفقيه والتهذيب ، وسوف نذكرها إن شاء الله تعالى.
4 ـ في الوجيزة : 146 [ رجال المجلسي : 167 برقم ( 267 ) ].
5 ـ الحاكي هو الشيخ عبدالنبي الكاظمي في تكملة الرجال 1/220. وانظر : الخصال 1/192 ـ 193 حديث 267.
* ـ لكن الشأن في صحة انتساب التفسير للإمام عليه السلام.     [ منه ( قدّس سرّه ) ].
6 ـ سورة البقرة ( 2 ) : 222.


(89)
    والأوّلان رواهما المشايخ في كتاب الوصيّة (1) في باب ما يجب من ردّ الوصيّة إلى المعروف في الصحيح عن الصادق عليه السلام أنّه قال : « كان البراء بن معرور الأنصاري بالمدينة ، وكان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بمكّة ، فحضره الموت ـ والمسلمون يصلّون إلى بيت المقدس ـ ، فأوصى أن يجعل وجهه تلقاء رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى القبلة ، وأوصى بثلث ماله فجرت السنّة ».
    وردت الأمور المذكورة جميعاً فيما رواه في الوسائل (2) ، عن الخصال (3) ، عن أحمد بن زياد [ بن جعفر ] الهمداني ، عن عليّ بن إبراهيم (4) ، عن أبيه ، عن عمرو ابن عثمان ، عن الحسين بن مصعب ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : « جرت في البراء بن معرور الأنصاريّ ثلاث من السنن : أمّا أولهنّ (5) فإنّ الناس كانوا يستنجون بالأحجار فأكل [ البراء بن معرور ] الدباء فلان بطنه فاستنجى بالماء ،
1 ـ المشايخ هم الشيخ الكليني أعلى الله مقامه في الكافي 7/10 حديث 1 ، والشيخ الصدوق قدّس الله سرّه في الفقيه 4/137 حديث 479 ، وشيخ الطائفة رضوان الله عليه في التهذيب 9/192 حديث 771 بأسانيدهم ـ واللفظ للفقيه ـ : .. عن أبي عبد الله عليه السلام قال : « كان البراء بن معرور الأنصاري بالمدينة ، وكان رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بمكّة ، وأنّه حضره الموت ، وكان رسول الله صلّى الله عليه وآله والمسلمون يصلّون إلى بيت المقدس ، فأوصى البراء بن معرور أن يجعل وجهه إلى تلقاء النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى القبلة ، وأوصى بثلث ماله فجرت به السنّة ».
2 ـ وسائل الشيعة 1/251 باب 34 حديث 6.
3 ـ الخصال 1/192 حديث 267 وفي صفحة : 491 حديث 70 عدّ فيها المترجم له من النقباء.
4 ـ في المصدر زيادة : بن هاشم.
5 ـ في الخصال: أولاهنّ.


(90)
فأنزل الله [ فيه ] : « إنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَّهِّرِينَ » (1) ، فجرت السنّة بالاستنجاء بالماء ، فلمّا حضرته الوفاة كان غائباً عن المدينة فأمر أن يحوّل وجهه إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وأوصى بالثلث من ماله ، فنزل الكتاب بالقبلة ، وجرت السنّة بالثلث.
    وبعض من لم يقف على هذه الرواية زعم أنّه أمر بتحويل وجهه من المدينة إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وهو صلّى الله عليه وآله وسلّم في مكّة ، فقال : إنّه يستفاد من وصيّته بدفنه إلى جهة رسول الله صلّى الله عليه وآله أنّه كان آمن بالنبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم قبل الهجرة ؛ لأنّه صلّى الله عليه وآله وسلّم لم يدخل مكّة بعد الهجرة إلاّ بعد الفتح ، الّذي هو بعد تحويل القبلة بكثير ، فتوصيفه ب‍ : الأنصاريّ باعتبار أنّه من طائفة صاروا أنصار رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، ولمّا كان من نقباء ليلة العقبة عدّ علماء الرجال إيّاه من أصحاب الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم.
    ولو رأى هذا البعض الرواية المذكورة لَعَلِم أنّ تحويل وجهه كان من خارج المدينة إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في المدينة ، لكن لا يخفى عليك أنّ المستفاد من روايات العامّة أنّه توفّي قبل هجرة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم إلى المدينة بشهر ، وأنّ توجّهه إلى القبلة في الصلاة كان في سفر حجّه أوّلاً ، ثمّ أوصى بتوجّهه (2) عند الدفن إلى القبلة.
    قال في اُسد الغابة (3) ـ بعد عنوانه ـ : إنّه كان أحد النقباء ، كان نقيب بني
1 ـ سورة البقرة ( 2 ) : 222.
2 ـ كذا ، والظاهر : بتوجيهه.
3 ـ اُسد الغابة 1/173.
تنقيح المقال ـ الجزء الثاني عشر ::: فهرس