تنقيح المقال ـ الجزء الرابع عشر ::: 151 ـ 165
(151)
    [ الترجمة : ]
    لم أقف له في كتب قدماء الأصحاب على ذكر ، وإنّما حكي عن تقريب ابن حجر (1) أنّه قال : الجارود بن أبي سبرة ـ بفتح المهملة ، وسكون الموحّدة ـ
1 ـ تقريب التهذيب 1/124 برقم 20 ، والبخاري في تاريخه 2/237 برقم 2307 : جارود بن أبي سبرة الهذلي يعدّ في البصرييّن ، روى عنه قتادة وعمرو بن أبي الحجاج ، يروي عن أنس بن مالك.
    وقال في تهذيب التهذيب 2/52 ـ 53 برقم 79 : الجارود بن أبي سبرة سالم بن سلمة الهذلي أبو نوفل البصري ، ويقال : الجارود بن سبرة ، روى عن اُبيّ بن كعب ، وطلحة بن عبيد الله ، وأنس ، ومعاوية ، وعنه ابن ابنه ربعي بن عبد الله بن الجارود ، وعمرو بن أبي الحجاج ، وقتادة ، وثابت البناني ، قال أبو حاتم : صالح الحديث ، قلت : وقال الدارقطني : ثقة ، وذكره ابن حبان في الثقات ، وقال : مات سنة عشرين ومائة.
    وفي البيان والتبيين ذكر الجاحظ في : 174 : .. وكان الجارود بن أبي سبرة يكنى : أبا نوفل ، من أبين الناس وأحسنهم حديثاً ، وكان راوية ، علاّمة ، شاعراً ، مغلّقاً ، وكان من رجال الشيعة ، ولمّا استنطقه الحجاج قال : ما ظننت أنّ بالعراق مثل هذا ..
    وقال ابن أبي الحديد في شرح النهج 16/14 : قال أبو الحسن المدائني : وصل نعي الحسن عليه السلام إلى البصرة في يومين وليلتين ، فقال الجارود بن أبي سبرة :
إذا كان شرّ سار يوماً وليلة وإن كان خيرٌ أخّر السير أربعا إذا ما بريد الشّر أقبل نحونا بإحدى الدواهي الربد سارَ وأسرعا
    وذكره النجاشي في رجاله في ترجمة حفيده : 126 ـ 127 برقم 435 الطبعة المصطفوية [ وفي طبعة الهند : 119 ـ 120 ، وفي طبعة جماعة المدرسين : 167 برقم ( 441 ) ، وفي طبعة بيروت 1/381 ـ 382 برقم ( 439 ) ] ، فقال : ربعي بن عبد الله بن الجارود بن أبي سبرة الهذلي .. إلى أن قال قال : حدّثنا ربعي بن عبد الله بن الجارود ، قال : سمعت الجارود يحدّث قال : كان رجل من بني رياح يقال له سحيم بن أثيل نافر غالباً أبا الفرزدق بظهر الكوفة على أن يعقر هذا من إبله مائة ، وهذا من إبله مائة إذا وردت الماء ، فلمّا وردت الماء قاموا إليها بالسيوف فجعلوا يضربون عراقيبها ، فخرج الناس على الحميرات والبغال يريدون اللحم ، قال : وعليّ [ عليه السلام ] بالكوفة ، قال : فجاء على بغلة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم إلينا وهو ينادي : « يا أيّها النّاس ! لا تأكلوا من لحومها فإنّما أُهلّ بها لغير الله » ..


(152)
الهذلي أبو نوفل البصري ، صدوق من الثالثة ، مات سنه عشرين ومائة.
    وعن مختصر الذهبي (1) : الجارود بن أبي سبرة ، حفيده ربعي بن عبد الله ، وقتادة ، صدوق. انتهى.
    فهو لدينا مجهول (*).
1 ـ قال الذهبي في الكاشف 1/178 برقم 750 : الجارود بن أبي سبرة ، عن اُبيّ وغيره ، وعنه حفيده ربعي بن عبد الله ، وقتادة ، صدوق.
(*)
حصيلة البحث
    رغم الفحص والتنقيب عن المترجم لم أقف على ما يكشف عن وثاقته أو ضعفه ، فهو من رجال الشيعة النابهين ، إلاّ أنّه لم يتضح لي حاله كاملا.

    جاء بهذا العنوان في طبّ الأئمة : 52 بسنده : .. عن الجارود بن أحمد ، عن محمد بن جعفر الجعفري ، عن محمد بن سنان ، عن إسماعيل بن جابر ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام ..
    وعنه في بحار الأنوار 99/245 حديث 21 و 101/131 حديث 59 ، ومستدرك وسائل الشيعة 10/334 حديث 12127 مثله.
    وفي مستدرك وسائل الشيعة 9/348 حديث 11051 نقلاً عن مناقب ابن شهرآشوب مثله.

حصيلة البحث
    المعنون مهمل.

    جاء بهذا العنوان في لسان الميزان 2/89 برقم 367 ، وقال بعد العنوان :


(153)
    الضبط :
    قد مرّ (1) ضبط السري في ترجمة : أحمد بن السري.
    وضبط التميمي في ترجمة : أحنف بن قيس (2).
    وضبط (3) السعدي في ترجمة : أسود بن سريع (4).
ذكره الطوسي في رجال الشيعة ، وقال : روى عن أبي جعفر الباقر [ عليه السلام ] وحكى عن شريح القاضي .. إلى آخره.
    أقول : لم يرد بهذا العنوان في رجال الشيخ الطوسي أحد ، وإنما الذي ذكره الشيخ في رجاله : 112 برقم 7 في أصحاب الباقر عليه السلام هو : جارود يكنّى : أبا المنذر ، وبرقم 8 قال : جعفر بن إبراهيم الجعفي .. وقد لفق العنوانين بعنوان واحد ! فتفطّن.

حصيلة البحث
    لم يذكر المعنونون للعنوانين ما يعرب عن حالهما ، فهما ممّن لم يبيّن حالهما. نعم جارود بن المنذر الكندي النخّاس ثقة ثقة كما تجد تفصيل توثيقه في ترجمته.
(o)
مصادر الترجمة
    رجال الشيخ : 111 برقم 5 ، وصفحة : 162 برقم 25 ، وصفحة : 165 برقم 67 ، لسان الميزان 2/89 برقم 368.
1 ـ في صفحة : 159 من المجلّد السادس.
2 ـ في صفحة : 288 من المجلّد الثامن.
3 ـ في صفحة : 23 من المجلّد الحادي عشر ترجمة الأسود بن سريع بن حمير التميمي السعدي.
4 ـ في الأصل : ضريع .. وهو سهو.


(154)
    والحِمّاني : بالحاء المهملة المكسورة ، والميم المشدّدة ، والألف ، والنون ، والياء ، نسبة إلى حمّان محلّة بالبصرة (1) ، أو إلى بني حمّان بن سعد المنسوب إلى تلك المحلّة.
    ولا يبعد في هذا أن يكون منسوباً إلى بني حمان بطن من تميم. وقد مرّ (2) ذكرهم في ترجمة : جابر بن نوح التميمي ، كما أنّ بني سعد بطن منهم أيضاً (3) ، فتكون جميع نسبه تميميّة.
    الترجمة :
    لم أقف فيه إلاّ على عدّ الشيخ رحمه الله إيّاه (4) تارة : من أصحاب الباقر عليه السلام قائلا : الجارود بن السري التميمي السعدي الكوفي.
    واُخرى (5) : في أصحاب الصادق عليه السلام .. مثل ما ذكره في أصحاب الباقر عليه السلام.
    وثالثة (6) : في أصحاب الصادق عليه السلام أيضاً قائلا : الجارود بن السرّي
1 ـ قال في معجم البلدان 2/300 : حِمّان ـ بالكسر وتشديد الميم وألف ونون ـ : محلّة بالبصرة سميت بالقبيلة ، وهم بنو حمّان بن سعد بن زيد مناة بن تميم ، واسم حمّان عبد العزى ، وقد سكن هذه المحلّة من نسب إليها وإن لم يكن من القبيلة.
2 ـ في صفحة : 92 من هذا المجلّد.
3 ـ قال ابن ماكولا في الإكمال 2/552 : أما حِمّان ـ بكسر الحاء المهملة وتشديد الميم ـ فهو حمان ، واسمه عبد العزي بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم ، إليه ينسب الحمانيون.
    ولاحظ ضبط اللفظة في توضيح المشتبه 3/305.
4 ـ الشيخ في رجاله : 111 برقم 5.
5 ـ الشيخ في رجاله : 162 برقم 25.
6 ـ الشيخ في رجاله : 165 برقم 67 ، وفي لسان الميزان 2/89 برقم 368 : الجارود بن


(155)
التميمي الحمّاني الكوفي. انتهى.
    والظاهر الاتّحاد ، كما أنّ ظاهر الشيخ رحمه الله كونه إماميّاً ، إلاّ أنّ حاله مجهول (*).

    الضبط :
    الحَنَش : بفتح الحاء المهملة ، والنون ، ثمّ الشين المعجمة (2).
السري التميمي السعدي الحمّاني الكوفي ، ذكره الطوسي في رجال الشيعة ، وقال علي بن الحكم : كان ثقة ، روى عن الصادق [ عليه السلام ].
(*)
حصيلة البحث
    ليس في المعاجم الرجاليّة ما يستكشف منها حاله ، فهو غير مبين الحال.
(o) كذا ، وفي غالب المصادر : معلّى.
1 ـ
مصادر الترجمة
    رجال الشيخ : 15 برقم 36 ، مجمع الرجال 2/14 ، الوسيط المخطوط : 60 من نسختنا ، نقد الرجال : 66 برقم 3 [ المحقّقة 1/327 برقم ( 894 ) ] ، توضيح الاشتباه : 89 برقم 356 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 18/55 ، الإصابة 1/217 برقم 1042 ، الاستيعاب 1/96 برقم 351 ، أسد الغابة 1/260 ، الكاشف 1/178 برقم 752 ، القاموس المحيط 1/282 ، تاج العروس 2/318 ، طبقات ابن سعد 1/314 ، و5/559 ، و7/86 ، المعارف لابن قتيبة : 338 ، و : 339 ، مشكاة المصابيح 3/622 برقم 122 ، تهذيب التهذيب 2/53 برقم 81 ، تقريب التهذيب 1/124 ، تاريخ البخاري الكبير 2/236 برقم 2306 ، النجوم الزاهرة 1/76 ، الجرح والتعديل 525 برقم 2181 ، تاريخ الطبري 3/301 ، تهذيب الكمال 4/478 برقم 884.
2 ـ لاحظ ضبطه في توضيح المشتبه 3/359.


(156)
    قال في الصحاح (1) : قيل : الحنش الحيّة ، وقيل : الأفعى ، وبها سمّي الرجل حنشاً. انتهى.
    ويَعلى : بالياء المفتوحة ، والعين المهملة الساكنة ، واللام ، والألف المقصورة المكتوبة ياء من الأسماء الّتي هي بوزن الفعل ، كيَشْكُر ويَسَع (2).
    وقد مرّ (3) ضبط العبدي في ترجمة : إبراهيم بن خالد.
    الترجمة :
    لم أقف فيه إلاّ على قول الشيخ رحمه الله في باب أصحاب
الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم (4) : جارود بن عمرو بن
1 ـ الصحاح للجوهري 3/1002 : قال الحنش ـ بالتحريك ـ : كلّ ما يصاد من الطير والهوّام ، والجمع الأحناش ، والحنش أيضاً : الحيّة ، ويقال : الأفعى ، وبها سمّي الرجل حنشاً.
2 ـ ضبطه في توضيح المشتبه 9/242 ، وقال في لسان العرب 15/94 : ويَعْلى اسم.
3 ـ في صفحة : 386 من المجلّد الثالث.
4 ـ الشيخ في رجاله : 15 برقم 36 ، وذكره في مجمع الرجال 2/14 ، والوسيط المخطوط : 60 من نسختنا ، ونقد الرجال : 66 برقم 3 [ المحقّقة 1/327 برقم ( 894 ) ] ، وتوضيح الاشتباه : 89 برقم 356.
    وقال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة 18/55 في ذكر المنذر وأبيه الجارود : هو المنذر بن الجارود ، واسم الجارود بشر بن خنيس بن المعلّى ، وهو الحارث بن زيد بن حارثة بن معاوية بن ثعلبة بن جذيمة بن عوف .. إلى أن قال : وفد الجارود على النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم في سنة تسع ، وقيل : في سنة عشر .. إلى أن قال : وقد اختلف في نسبه اختلافاً كثيراً ، فقيل : بشر بن المعلى بن خنيس ، وقيل : بشر بن خنيس بن المعلّى ، وقيل : بشر بن عمرو بن العلاء ، وقيل : بشر بن عمرو بن المعلّى ، وكنيته : أبو عتاب ، ويكنّى أيضاً : أبا المنذر. وسكن الجارود البصرة ، وقتل بأرض فارس ، وقيل : بل قتل بنهاوند مع النعمان بن مقرّن ، وقيل : إنّ عثمان بن العاص بعث الجارود في بعث نحو ساحل فارس فقتل بموضع يعرف ب‍ : عقبة الجارود .. إلى أن قال


(157)

في صفحة : 56 : وذلك في سنة إحدى وعشرين .. إلى أن قال : وأبو عبيدة : وقال عمر ابن الخطاب : لولا إنّي سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول : إنّ هذا الأمر لا يكون إلاّ في قريش لما عدلت بالخلافة عن الجارود بن بشر بن المعلّي ، ولا تخالجني في ذلك الأمور.
    وفي نفس المجلد صفحة : 54 قال : ومن كتاب له عليه السلام إلى المنذر بن الجارود العبدي ، وقد كان استعمله على بعض النواحي فخان الأمانة في بعض ما ولاّه من أعماله ..
    أمّا بعد ؛ فإنّ صلاح أبيك غرّني منك ، وظننت أنّك تتّبع هديه ، وتسلك سبيله .. ».
    وهذا الكتاب من أمير المؤمنين عليه أفضل الصلاة والسلام فيه شهادة بصلاح المترجم ، وكفى في الحكم عليه بالحسن ، فتفطن.
    وفي الإصابة 1/217 ـ 218 برقم 1042 قال : الجارود بن المعلّى ، ويقال : ابن عمرو بن المعلي ، وقيل : الجارود بن العلاء حكاه الترمذي العبدي أبو المنذر ، ويقال : أبو غياث ـ بمعجمة ومثلثة على الأصحّ ، وقيل : بمهملة وموحّدة ، ويقال : اسمه : بشر بن حنش .. إلى أن قال : قدم الجارود بن عمرو بن حنش ـ وكان نصرانياً ـ على النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم .. إلى أن قال : ولقب الجارود ؛ لأنّه غزا بكر بن وائل فاستأصلهم ، قال الشاعر :
فدسناهم بالخيل من كل جانب كما جرّد الجارود بكر بن وائل
    .. إلى أن قال : وقتل بأرض فارس بعقبة الطين ، فصارت يقال لها : عقبة الجارود ، وذلك سنة إحدى وعشرين في خلافة عمر.
    وعنونه في الاستيعاب 1/96 برقم 351 وزاد : وروى عنه من الصحابة عبد الله بن عمرو بن العاص ، وروى عنه جماعة من كبار التابعين ، كان الجارود سيد عبد القيس.
    وفي اُسد الغابة 1/260 ، والكاشف 1/178 برقم 752 وقال : قتل سنة 21.
    وفي القاموس 1/282 : .. والجارود المشؤوم ، ولقب بشر بن عمرو العبدي الصحابي ؛ لأنّه فرّ بإبله الجرد إلى أخواله ، ففشا الداء في إبلهم فأهلكها.
    وفي تاج العروس 2/318 : والجارود : لقب بشر بن عمرو بن حنش بن المعلى ، من بني عبد القيس العبدي ، صحابي رضي الله عنه ، كنيته : أبو المنذر ، وقيل : أبو غياث ، وهو أصحّ ، وضبطه عبد الغني : أبو عتاب ، وذكرهما أبو أحمد الحاكم ، له حديث ، وقتل


(158)

بفارس في عقبة الطين سنة إحدى وعشرين ، وقيل : بنهاوند.
    وفي طبقات ابن سعد 7/86 ـ 87 ـ بعد أن عنونه وذكر نسبه ـ قال : .. ثم أسلم الجارود ، وحسن إسلامه .. إلى أن قال : ثم سكن الجارود بعد ذلك البصرة ، وولد له أولاد ، وكانوا أشرافاً ، ووجّه الحكم بن أبي العاص الجارود على القتال يوم سهرك ، فقتل في عقبة الطين شهيداً سنة عشرين .. إلى أن قال : كان المنذر بن الجارود سيداً ، جواداً ، ولاّه علي بن أبي طالب عيله السلام اصطخر فلم يأته أحدٌ إلاّ وصله ، ثم ولاّه عبيدالله بن زياد ثغر الهند فمات هناك سنة إحدى وستين ، أو أوّل سنة اثنتين وستين ، وهو يومئذ ابن ستين سنة.
    وذكره ابن سعد في طبقاته أيضاً في 1/314 و 5/559 وزاد على ما مرّ في 7/86 من قوله : .. وكان الجارود قد أدرك الردّة ، فلما رجع قومه مع المعرور بن المنذر بن النعمان ، قام الجارود فشهد شهادة الحق ، ودعا إلى الإسلام .. إلى أن قال : إنّ عمر بن الخطاب ولّى قدامة بن مظعون البحرين ، فخرج قدامة على عمله ، فأقام فيه لا يشتكي في مظلمة ولا فرج إلاّ أنّه لا يحضر الصلاة ، قال : فقدم الجارود ـ سيد عبد القيس ـ على عمر بن الخطاب ، فقال : يا أمير المؤمنين ! إنّ قدامة قد شرب وإنّي رأيت حدّاً من حدود الله كان حقّاً عليّ أن أرفعه إليك ، فقال عمر : من يشهد على ما تقول ؟ فقال الجارود : أبو هريرة يشهد ، فكتب عمر إلى قدامة بالقدوم عليه ، فقدم ، فأقبل الجارود يكلّم عمر ، ويقول : أقم على هذا كتاب الله ، فقال عمر : أشاهد أنت أم خصم ؟ فقال الجارود : بل أنا شاهد ، فقال عمر : قد كنت أدّيت شهادتك ، فسكت الجارود : ثم غدا عليه من الغد ، فقال : أقم الحدّ على هذا ، فقال عمر : ما أراك إلاّ خصماً ، وما يشهد عليه إلاّ رجل واحد ، أما والله لتملّكن لسانك أو لا سوءنّك. فقال الجارود : أما والله ما ذاك بالحقّ أن يشرب ابن عمك وتسوءني .. ! فوزعه عمر.
    وفي المعارف لابن قتيبة : 338 قال : الجارود العبدي ، هو بشر بن عمرو بن حنش ابن المعلّى من عبد القيس ويكنّى : أبا غياث .. إلى أن قال : وأسلم الجارود في زمن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ، ولقي العدوّ بعقبة الطين فقتل بها فسمّيت : عقبة الجارود.
    وقال في صفحة : 339 في ترجمة صحار بن العباس العبدي : وكان عثمانياً ، وكانت عبد القيس تتشيع ، فخالفها.


(159)
حنش (1) بن يعلى العبدي ، من الوافدين عليه صلوات الله عليه وآله. انتهى.
    وظاهره كونه إماميّاً ، إلاّ أنّ حاله مجهول (*).

[ من عبد القيس ]
    [ وفد على النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم فيهم ، ومسكنهم يومئذ بالبحرين ، فأكرمه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وإياهم ،
وذكره في مشكاة المصابيح 3/622 برقم 122 ، والنجوم الزاهرة 1/76 في حوادث سنة 21 ، والجرح والتعديل 2/525 برقم 2181 ، وتاريخ البخاري 2/236 برقم 2306 ، وتهذيب التهذيب 2/53 برقم 81 ، وتقريب التهذيب 1/124 برقم 22.
    وفي تاريخ الطبري 3/301 ذكر قدوم الجارود على النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وإسلامه ، وأنّه الذي أوجب ثبوت قومه على الإسلام عند ارتداد أهل البحرين.
1 ـ في المصدر : حنيش.
(*)
حصيلة البحث
    لم أقف في كلمات الأعلام على ما يستكشف منه حاله ، إلاّ أنّ تصريح أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه ـ في كتابه إلى ابن المترجم لمّا خانه في عمالته ـ بأنّ أباه كان صالحاً ، شهادة منه عليه أفضل الصلاة والسلام بصلاحه ، وأقلّ ما يمكن أن نصفه به ـ بعد هذا التصريح ـ هو الحسن ، إلاّ أنّ في النفس شي من ثبوت الكتاب المزبور عن أمير المؤمنين عليه السلام ، والله العالم.
2 ـ ما بين المعقوفين هو ما استدركه المصنف طاب ثراه في آخر الكتاب من الأسماء التي فاتته ترجمته تحت عنوان خاتمة الخاتمة 3/123 أثناء طبعه للكتاب ولم يتمها حيث لم يف عمره الشريف بذلك.


(160)
وأسلم الجارود وحسن إسلامه وروى عنه صلّى الله عليه وآله وسلّم أحاديث ، سكن البصرة وقتل بنهاوند مع النعمان بن مقرن ، وقيل : إنّ عثمان بن العاص بعثه في بعث إلى ساحل فارس فقتل في موضع منه فعرف ب‍ : عقبة الجارود سنة إحدى وعشرين ].
    وعلى كل حال فلا يبعد حسن حاله (1) (*).

    [ الضبط : ]
    قد مرّ ضبط (2) الطائي في ترجمة : أبان بن أرقم.
1 ـ راجع عنه : تاريخ البخاري الكبير 2/236 ، والصغير : 28 ، الجرح والتعديل لابن أبي حاتم 1/525 ، ثقات ابن حبّان 3/59 ، المعجم الكبير للطبراني 2/295 ، اُسد الغابة 1/260 ـ 261 ، تهذيب ابن حجر 2/53 ـ 54 ، الإصابة 1/216 ، تهذيب الكمال 4/478 .. وغيرها.
(*)
حصيلة البحث
    أقول الظاهر أنّ هذا العنوان سيتكر في ما بعده ، وحكمه حكمه وكررناه لاستدراك الشيخ رحمه الله له.
(o)
مصادر الترجمة
    رجال الشيخ : 162 برقم 26 ، مجمع الرجال 2/14 ، الوسيط المخطوط باب الجيم : 60 ، نقد الرجال : 66 برقم 4 [ المحقّقة 1/327 برقم ( 895 ) ] ، روح الجوامع المخطوط : 267 من نسختنا ، ملخّص المقال في قسم المجاهيل ، لسان الميزان 2/89 برقم 369 ، جامع الرواة 1/146.
2 ـ في صفحة : 74 من المجلّد الثالث.


(161)
    [ الترجمة : ]
    ولم أقف في الرجل إلاّ على عدّ الشيخ رحمه الله (1) إيّاه بالعنوان المذكور من أصحاب الصادق عليه السلام.
    وظاهر كونه إماميّاً ، إلاّ أنّ حاله مجهول (*).
1 ـ الشيخ في رجاله : 162 برقم 26 ، وعنه في ومجمع الرجال ، والوسيط المخطوط ، ونقد الرجال .. وغيرها.
    وقال في لسان الميزان 2/89 برقم 369 : الجارود بن عمرو الطائي الكوفيّ ذكره الطوسي في رجال الشيعة ، وقال علي بن الحكم : كان ورعاً ، ثقة ، له أحاديث جيّدة ، روى عنه صفوان بن يحيى ، مات سنة خمس وخمسين ومائة.
(*)
حصيلة البحث
    لم أقف على ما يستكشف منه حال المترجم ، فهو غير معلوم الحال ، ولو ثبتت رواية صفوان بن يحيى عنه لكان لنا مساغ في عدّه حسناً ، ولكن لم يثبت ذلك.

    جاء في طبّ الأئمة : 103 حديث 3 : الطب : .. عن الجارود بن محمد ، عن محمد بن عيسى ، عن كامل ، قال : سمعت موسى بن عبد الله بن الحسن يقول ..
    وعنه في بحار الأنوار 66/95 حديث 3 ، ووسائل الشيعة 25/114 حديث 31366 مثله.

حصيلة البحث
    لم أجد للمعنون رواية اُخرى ، ولم يذكره علماء الرجال فهو مهمل.


(162)
    [ الضبط : ]
    [ المعَلّى : ] بضم الميم ، وفتح العين المهملة ، وتشديد اللام ، والألف المقصورة المكتوبة ياء (1).
    [ الترجمة : ]
    عدّه الشيخ رحمه الله من أصحاب الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم قائلا : الجارود بن المعلّى ، سكن البصرة.
    وعدّه ابن عبد البرّ (2) ، وابن منده ، وأبو نعيم ، وابن الأثير (3) ـ أيضاً ـ من الصحابة.
    ووقع الخلاف في اسم أبيه وكنيته على أقوال : أدرجها في اُسد الغابة لا يهمّنا نقلها.
    وفي الاُسد أنّه : وفد على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم سنة عشر في وفد عبد القيس ، فأسلم وكان نصرانيّاً ففرح النّبي صلّى الله عليه وآله وسلّم بإسلامه وأكرمه وقرّبه .. إلى أن قال : وسكن البصرة ، وقتل بأرض فارس ، وقيل : إ نّه قتل بنهاوند مع النعمان بن مقرن ، وقيل : إنّ عثمان بن أبي العاص بعث الجارود في بعث إلى ساحل فارس فقتل بموضع يعرف ب‍ : عقبة الجارود ، وكان
1 ـ جاء ذكر مُعَلّى ـ بلا ألف ولام ـ في القاموس المحيط 4/366 وشرحه تاج العروس 10/251 : وذكر أن المُعَلّى : سابع سهام المسير ، واسم فرس الأشعر.
2 ـ الاستيعاب 1/95 ـ 96 ، الإصابة 1/216.
3 ـ اُسد الغابة 1/260 ـ 261.


(163)
سيّد عبد القيس أخرجه الثلاثة (1). انتهى.
    وأراد ب‍ : الثلاثة ابن عبد البرّ وصاحبيه.
    وأقول : إنّي لم أتحقّق حاله بل في النفس في مقتله شيء (*).

    الضبط :
    قد مرّ (2) ضبط المنذر في : اُبيّ بن ثابت بن المنذر بن خزام.
1 ـ اُسد الغابة 1/260 ـ 261 بنصّه.
(*)
حصيلة البحث
    تقدم في ترجمة الجارود بن عمرو بن حنش بن يعلى العبدي الاختلاف في اسمه ، ومن تلك الأقوال أنّه الجارود بن المعلّى ، والكثير ممّا ذكر هناك من كون ابنه المنذر سكن البصرة ، وأنّه أسلم سنة تسع أو عشر ، وأنه كان سيد عبد القيس .. إلى غير ذلك من الخصوصيّات ، توجب الحكم باتحاد المترجم مع من تقدّمه موضوعاً وحكماً ، فتفطن.
(o)
مصادر الترجمة
    رجال الشيخ : 67 برقم 3 ، رجال النجاشي : 101 برقم 329 ، الخلاصة 37 برقم 6 ، رجال البرقي : 15 ، وصفحة : 42 ، رجال ابن داود : 80 برقم 287 ، الوجيزة 147 [ رجال المجلسي : 173 برقم ( 327 ) ] ، الفهرست : 70 برقم 159 ، جامع المقال : 58 ، هداية المحدثين : 29 ، إتقان المقال : 32 ، نقد الرجال : 66 برقم 6 [ المحقّقة 1/328 برقم ( 897 ) ] ، مجمع الرجال 2/14 ، منهج المقال : 80 [ المحقّقة 3/172 برقم ( 973 ) ] ، منتهي المقال : 73 [ المحقّقة 2/220 برقم ( 517 ) ] ، معالم العلماء : 32 برقم 179 ، رجال الشيخ الحر المخطوط : 13 من نسختنا ، جامع الرواة 1/146 ، ملخص المقال في قسم الصحاح ، روضة المتقين 14/337 ، في شرح المشيخة ، رجال الكشي : 127 برقم 202 ، الأمالي للشيخ المفيد : 193 برقم 23 ، أمالي شيخ الطائفة الطوسي 2/293 ، حاوي الأقوال المخطوط : 43 برقم 141 من نسختنا [ الطبعة المحقّقة 1/254 برقم ( 141 ) ] ، لسان الميزان 2/90 برقم 370.
2 ـ في صفحة : 144 من المجلّد الخامس.


(164)
    وضبط (1) الكندي في ترجمة : إبراهيم بن مرثد.
    وضبط (2) النخاس في ترجمة : آدم بن الحسين.
    الترجمة :
    قد عدّه الشيخ رحمه الله (3) تارة من أصحاب الحسن عليه السلام قائلا : جارود بن المنذر.
    وأخرى (4) : في أصحاب الباقر عليه السلام قائلا : جارود ، يكنّى : أبا المنذر.
    وثالثة (5) : في أصحاب الصادق عليه السلام قائلا : جارود بن المنذر الكندي. انتهى.
    وقال النجاشي رحمه الله (6) : جارود بن المنذر أبو المنذر الكندي النخّاس [ كوفي ] ، روى عن أبي عبد الله عليه السلام ثقة ثقة.
    ذكره أبو العباس في رجاله ، له كتاب تختلف الروايات (7) عنه * ، أخبرنا الحسين بن عبيد الله ، قال : حدّثنا أحمد بن جعفر ، عن حميد ، عن الحسن بن سماعة ، قال : حدّثنا عليّ بن الحسن بن رباط ، عن الجارود ، به. انتهى.
1 ـ في صفحة : 381 من المجلد الرابع.
2 ـ في صفحة : 38 من المجلد الثالث.
3 ـ الشيخ في رجاله : 67 برقم 3.
4 ـ الشيخ في رجاله : 112 برقم 7 ، وذكره البرقي في رجاله : 15 من أصحاب الباقر عليه السلام.
5 ـ الشيخ في رجاله : 165 برقم 76 ، وذكره البرقي في رجاله : 42 في أصحاب الصادق عليه السلام.
6 ـ النجاشي في رجاله : 101 برقم 329 الطبعة المصطفوية [ وفي طبعة الهند : 94 ـ 95 ، وطبعة جماعة المدرسين : 130 برقم ( 334 ) ، وفي طبعة بيروت 1/317 برقم ( 332 ) ].
7 ـ في المصدر بطبعاته الأربعة : الرواة.
* ـ خ. ل : فيه.     [ منه ( قدّس سرّه ) ].


(165)
    ومثله في الخلاصة (1) .. إلى قوله : ثقة ثقة ، وكذا رجال ابن داود (2) ، نقلا عن النجاشي.
    ووثّقه في الوجيزة (3) ، والبلغة (4) أيضاً.
1 ـ الخلاصة 37 برقم 6.
2 ـ ابن داود في رجاله : 80 برقم 287.
3 ـ الوجيزة : 147 [ رجال المجلسي : 173 برقم ( 327 ) ] ، ووثقه في إتقان المقال : 32 ، ونقد الرجال : 66 برقم 6 [ المحقّقة 1/328 برقم ( 897 ) ] ، ومجمع الرجال 20/14 ، ومنهج المقال : 80 [ المحقّقة 3/173 برقم ( 973 ) ] ، ومنتهى المقال : 73 [ الطبعة المحقّقة 2/220 برقم ( 517 ) ] ، ومعالم العلماء : 32 برقم 179 ، ورجال الشيخ الحر المخطوط : 13 من نسختنا ، وجامع الرواة 1/146 ، وهداية المحدّثين : 29 ، وجامع المقال : 58 ، وملخّص المقال في قسم الصحاح ، وقال في روضة المتقين 14/337 من شرح مشيخة الفقيه : جارود بن منذر النحّاس ـ بالمهملة ، أو المعجمة ـ ثقة ، ثقة ، من أصحاب الصادق عليه السلام ( جش ) [ أي النجاشي ] ، ( صه ) [ أي الخلاصة ].
    ووثقه في حاوي الأقوال 1/254 برقم 141.
    وفي لسان الميزان 2/90 برقم 370 : الجارود بن المنذر الكندي ، ذكره الطوسي في رجال الشيعة المصّنفين ، وقال غيره : كان من رواة أبي جعفر الباقر رحمه الله تعالى [ صلوات الله عليه ].
    قال بعض المعاصرين في قاموس الرجال 2/338 ـ 339 : أقول : وعدّه البرقي في ( ق ) هذا واتحاد من عدّه في أصحاب الحسن عليه السلام ، مع هذا بعيد لبعد طبقته ولعدم ذكر كنية له ، كما في ( قر ) ولا وصف كما في ( ق ) بل مقتضى اقتصار ( جش ) على قوله روى عن أبي عبد الله عليه السلام ، واقتصار البرقي على عدّه في ( ق ) ، كونه غير من في ( قر ) أيضاً ، ولم نقف على روايته عن غيره عليه السلام.
    أقول : ولا يخفى ما في كلامه هذا ، فإنّ البرقي لم يقتصر على عدّه في أصحاب الصادق عليه السلام ، بل عدّه في أصحاب الباقر عليه السلام أيضاً كما أشرنا إليه ، هذا أولاً وثانياً : إنّ بُعد الطبقة أوضحها المؤلف قدس سره وأنكرها.
    وثالثاً : إنّ النجاشي رحمه الله اقتصر على ذكر من له كتاب من رواتنا ، كما صرح بذلك في أول كتابه لا مطلقاً فما ذكر هذا المعاصر لا وجه له ، فراجع وتدبّر.
4 ـ بلغة المحدّثين : 338 برقم 2.
تنقيح المقال ـ الجزء الرابع عشر ::: فهرس