|
||||||
(181)
الترجمة :
لم أقف فيه إلاّ على عدّ الشيخ رحمه الله (1) إيّاه من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ، قائلا : جارية بن ظفر ، سكن الكوفة ، وأصله اليمامة. انتهى. وعن تقريب ابن حجر (2) : جارية بن ظفر الحنفي ، والد ثمران (3) صحابيّ مقلّ. انتهى. وعلى كلّ حال ، فهو مجهول الحال (*). [ الترجمة : ] عدّه ابن منده ، وأبو نعيم ، وابن الأثير (4) ، من الصحابة. 1 ـ الشيخ في رجاله : 14 برقم 28 ، ومجمع الرجال 2/14 ، ونقد الرجال : 66 برقم 1 [ المحقّقة 1/328 برقم ( 897 ) ] ، والوسيط المخطوط : 60 من نسختنا ، وجامع الروّاة 1/146 ، ومنهج المقال : 80 ، وروح الجوامع المخطوط : 268 من نسختنا ، ورسالة الشيخ الحر في تحقيق الصحابة : 39 برقم 138 ، وملخّص المقال في قسم المجاهيل. 2 ـ تقريب التهذيب 1/124 برقم 23 ، والجرح والتعديل 2/520 برقم 2157 ، وتذهيب تهذيب الكمال : 60 ، والكاشف 1/178 برقم 753 ، والبخاري في تاريخه 2/237 برقم 2310 ، وتهذيب التهذيب 2/54 برقم 82. 3 ـ حصيلة البحث
لم أجد في المصادر التي بين يديّ من الخاصة والعامة ما يستفاد منه الحكم عليه بالوثاقة أو الضعف ، فهو غير مبيّن الحال ، وإن كان إلى الضعف أقرب.
(*) في اُسد الغابة 1/262 ، وجاء فيه : جارية بن عبد المنذر .. وفي الإصابة 1/400 برقم (182)
ولم استثبت حاله (*).
الضبط : قُدَامَة : بالقاف المضمومة ، والدال المفتوحة ، والألف ، والميم ، والهاء. 2137 قال : خارجة بن عبد المنذر .. والصحيح : جارية ـ بالجيم المنقطة بنقطة واحدة من تحت ـ. 1 ـ حصيلة البحث
لم أقف على ما يستوضح حال المترجم ، فهو مجهول الحال.
2 ـ مصادر الترجمة
رجال الشيخ : 37 برقم 13 ، رسالة الشيخ الحر في معرفة أحوال الصحابة : 39 برقم 139 ، نقد الرجال : 66 برقم 2 [ المحقّقة 1/328 برقم ( 899 ) ] ، ملخّص المقال في قسم الحسان ، إتقان المقال : 32 ، الوسيط المخطوط : 60 ، مجمع الرجال 2/15 ، رجال ابن داود : 80 برقم 288 ، منهج المقال : 80 [ المحقّقة 3/173 برقم ( 975 ) ] ، منتهى المقال : 74 [ المحقّقة 2/221 برقم ( 518 ) ] ، روح الجوامع المخطوط : 268 من نسختنا ، جامع الرواة 1/146 ، الكشي : 105 ، برقم 168 ، الاستيعاب 1/94 برقم 344 ، اُسد الغابة 1/363 ، الإصابة 1/219 برقم 1050 ، تهذيب التهذيب 2/54 برقم 83 ، الجرح والتعديل 2/520 برقم 2156 ، التايخ الكبير 2/237 برقم 2309 ، المحبر : 290 ، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال : 60 ، طبقات ابن سعد 7/56 ، تقريب التهذيب 1/124 برقم 24 ، الغارات للثقفي : 632 ، الكامل لابن الاثير 3/384 ، تاريخ الطبري 4/465 ، صفين لنصر بن مزاحم : 24 ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 2/16 و187 و20/78 و222 و4/27 و48 و49 و50 ، العقد الفريد 4/27 ، الكامل للمبرد 1/40 ، الوافي بالوفيات 11/37 برقم 67 ، تهذيب الكمال 4/480 برقم 886 ، الإكمال لابن ماكولا 2/1 برقم 222 ، المشتبه 1/126 ، الثقات لابن حبان 3/60 ، تاج العروس في مادة جرى.
(183)
وقد مرّ ضبط (1) التميميّ في : أحنف بن قيس.
وضبط (2) السعدي في : الأسود بن ضريع (3). الترجمة : عدّه الشيخ رحمه الله في رجاله (4) تارة من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم قائلا : جارية بن قدامة السعديّ ، عمّ الأحنف. وقيل : ابن عمّه ، نزل البصرة. انتهى. واُخرى (5) من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام قائلا : جارية بن قدامة 1 ـ في صفحة : 288 من المجلّد الثامن. 2 ـ في صفحة : 22 من المجلّد الحادي عشر في ترجمة الأسود بن سريع بن حمير التميمي السعدي. 3 ـ في الأصل : ضريع ، وهو غلط مطبعي. 4 ـ رجال الشيخ : 14 برقم 27. 5 ـ الشيخ في رجاله أيضاً : 37 برقم 13 ، وقال في رسالة الشيخ الحرّ في معرفة أحوال الصحابة : 39 برقم 139 : جارية بن قدامة السعدي عمّ الأحنف بن قيس ، وقيل : ابن عمّه ، نزل البصرة ، ( ل ) ، ( ى ). وفي نقد الرجال : 66 برقم 2 [ المحقّقة 1/328 برقم ( 899 ) ] قال : جارية بن قدامة السعدي عمّ الأحنف ، ( ل ) ، ( ى ) ، ( جخ ) ، وروى الكشي بطريق ضعيف أنّ أمير المؤمنين عليه السلام وجّهه إلى أهل نجران عند ارتدادهم عن الإسلام. وقال في ملخص المقال في قسم الحسان باب الجيم : جارية بن قدامة السعدي التميمي أحد خواصّ علي عليه السلام هكذا ضبطه ابن داود .. وذكره أيضاً في قسم غير البالغين مرتبة المدح أو القدح. وفي إتقان المقال : 32 في قسم الثقات ، وقال : جارية بن قدامة السعدي يأتي في الحسان ما قد يفيد توثيقه. ثم في صفحة : 169 في قسم الحسان وقال : جارية بن قدامة السعدي عمّ الأحنف ( ل ) ، ( ى ) ، ( جخ ) ، وفي باب الحاء في أصحاب عليّ عيله السلام : حارثة بن قدامة ، فيحتمل التعدّد وإن كان بعيداً ، وفي ( هج ) في باب الحاء ، وقد وجد على كتاب الشيخ هكذا ، قال محمد بن إدريس : هذا إغفال واقع في التصنيف ، وإنّما هو جارية بالجيم ، وهو جارية بن قدامة السعدي (184)
التميمي أحد خواص عليّ [ عليه السلام ] ، صاحب السرايا والألوية والماء يوم صفين ، وكان ينبغي أن يكون في باب الجيم بغير شكّ .. وفي الوسيط المخطوط : 60 من نسختنا : جارية بن قدامة السعدي عمّ الأحنف ، ( ى ) ، وقيل : ابن عمّه ، نزل البصرة ، ( ل ). وفي مجمع الرجال 2/15 : جارية بن قدامة السعدي عمّ الأحنف ، وقيل : ابن عمّه نزل البصرة ( ل ). عن رجال الشيخ .. ثم ذكر ما ذكره الكشي ، وما ذكره المؤلف قدس سره. وفي رجال ابن داود : 80 برقم 288 قال : جارية بن قدامة ، ( ي ) ( كش ) ممدوح. وانظر : جامع الرواة 1/146 ، ومنهج المقال : 80 [ المحقّقة 3/173 برقم ( 975 ) ] ، ومنتهى المقال : 74 [ الطبعة المحقّقة 2/220 برقم ( 518 ) ] ، وروح الجوامع المخطوط : 268 من نسختنا. وفي الاستيعاب 1/94 ـ 95 برقم 344 قال : جارية بن قدامة التميمي السعدي يكنّى : أبا عمرو ، وقيل : أبا أيوب ، وقيل : أبا يزيد ، نسبه بعضهم فقال : جارية بن قدامة بن مالك بن زهير ، ويقال : جارية بن قدامة بن زهير ، ويقال : جارية بن قدامة بن زهير بن حصن .. إلى أن قال : التميمي السعدي من تميم ، يعدّ في البصرييّن ، روى عنه أهل المدينة وأهل البصرة ، وكان من أصحاب عليّ [ عليه السلام ] في حروبه ، وهو الّذي حاصر عبد الله بن الحضرمي في دار شبيل ، ثم حرق عليه ، وكان معاوية بعث ابن الحضرمي ليأخذ البصرة .. إلى أن قال : روى عنه الأحنف بن قيس ، ويقال : إنّ جارية بن قدامة عمّ الأحنف ، وعسى أن يكون عمّه لأمّه وإلاّ فما يجتمعان إلاّ في سعد بن زيد مناة ، روى هشام بن عروة ، عن الأحنف بن قيس أنّه أخبره ابن عمّ له ـ وهو جارية بن قدامة ـ أنّه قال : يا رسول الله ! قل لي قولا ينفعني ، وأَقْلِل ، لعلّي أعقله ، قال : « لا تغضب .. ». وفي اُسد الغابة 1/263 [ وفي طبعة اُخرى 1/314 برقم ( 664 ) ] ، والإصابة 1/219 ـ 220 برقم 1050 مثل ما في الاستيعاب ، وأضاف في الإصابة : .. ولجارية ـ هذا ـ قصة مع معاوية يقول فيها ، فقال له : سل حاجتك يا أبا قندس ، قال : تقرّ الناس في بيوتهم فلا توفدهم إليك فإنّما يوفدون إليك الأغنياء ويذرون الفقراء. وقال في تهذيب التهذيب 2/54 برقم 83 : جارية بن قدامة بن زهير ، ويقال : ابن مالك بن زهير بن الحصين بن رزاح التميمي السعدي أبو أيوب ، وقيل : أبو قدامة ، (185)
وقيل : أبو يزيد البصري ، مختلف في صحبته ، قيل : إنّه عم الأحنف ، روى عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلم حديث : « لا تغضب » ، وعن علي بن أبي طالب [ عليه السلام ] ، وشهد معه صفين ، روى عنه الأحنف بن قيس ، والحسن البصري ، قال العسكري : تميمي شريف ، لحق النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وروى عنه ، ثم صحب عليّاً [ عليه السلام ] وكان يقال له : محّرق ؛ لأنّه أحرق ابن الحضرمي بالبصرة وكان معاوية ، وجّه ابن الحضرمي إلى البصرة يستنفر أهلها على قتال عليّ [ عليه السلام ] ، فوجّه علي [ عليه السلام ] جارية إليه فتحصّن منه ابن الحضرمي بالبصرة في دار ، فأحرقها جارية عليه ، وكان شجاعاً فاتكاً .. إلى أن قال : قلت : قد بيّنت في معرفة الصحابة أنّه صحابيّ ثابت الصحبة. وذكره في الجرح والتعديل 2/520 برقم 2156 ، والتاريخ الكبير للبخاري 2/237 برقم 2309 ، والمحبّر : 290 ، وتذهيب تهذيب الكمال : 60. وفي تهذيب الكمال 4/480 ـ 483 برقم 886 ، قال : جارية بن قدامة .. إلى أن قال : مختلف في صحبته ، قيل : إنّه عمّ الأحنف بن قيس ، روى عن النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم حديث « لا تغضب .. » ، وقيل : عن عمّ له ، عن النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم ، وعن علي بن أبي طالب [ عليه السلام ] ( عس ) ، وشهد معه صفين أميراً على بني تميم ، روى عنه الأحنف بن قيس التميمي ، والحسن البصري ( عس ) ، قال أحمد بن عبد الله العجلي : بصريّ تابعيّ ثقة ، وقال أبو أحمد العسكري : تميمي شريف ، لحق النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم وروى عنه ، ثم صحب أمير المؤمنين علياً [ عليه السلام ] ، وكان يقال له : محرق ، لأنّه أحرق ابن الحضرمي بالبصرة ، وكان ابن الحضرمي وجّه به معاوية إلى البصرة ينعى قتل عثمان ، واستنفر أهل البصرة على قتال عليّ [ عليه السلام ] ، فوجّه عليّ [ عليه السلام ] جارية بن قدامة إليه فتحصّن منه ابن الحضرمي بدار يعرف ب : دار سينيل [ خ. ل : شبيل ] ، فأضرم جارية الدار عليه ، فأحترقت بمن فيها .. وكان جارية شجاعاً مقداماً فاتكاً. وقال محمد بن سعد في تسمية من نزل البصرة من الصحابة : جارية بن قدامة السعدي ، وله أخبار ومشاهد ، كان مع علي بن أبي طالب [ عليه السلام ] بعثه إلى البصرة وبها عبد الله بن عامر الحضرمي ـ خليفة عبد الله بن عامر بن كريز ـ فحاصروه في دار سينيل ـ رجل من بني تميم ـ وكان معاوية بعثه إلى البصرة يبايع له. (186)
السعديّ ، عمّ الأحنف.
وقال أبو بكر بن أبي الدنيا : حدثني أبو عثمان القرشي ـ وهو سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي ـ قال : حدّثنا محمد بن سعيد ، قال : حدّثنا عبد الملك بن عمير ، قال : قدم جارية بن قدامة السعدي على معاوية ، ومع معاوية على سريره الأحنف بن قيس ، والحباب المجاشعي ، فقال له معاوية : من أنت ؟ قال : جارية بن قدامة ، قال : وكان قليلا .. ! قال : وما عسيت أن تكون ، هل أنت إلاّ نحلة ؟ قال : لا تفعل يا أمير المؤمنين ، فقد شبهتني بها حامية اللسعة ، حلوة البساق ، والله ما معاوية إلاّ كلبة تعاوي الكلاب ، وما أميّة إلاّ تصغير أمة ، قال معاوية : لا تفعل ، قال : إنّك فعلت ، قال : أدن فاجلس معي على السرير ، قال : لا ، قال : لم ؟ قال : رأيت هذين قد أحاطني عن مجلسك ، فلم أكن لأشركهما ، قال : أدن أسارك .. فدنا .. إلى أن قال : قال : وأخبرني محمد بن صالح القرشي ، عن علي بن محمد القرشي ، عن مسلمة ـ وهو ابن محارب ـ عن الفضل بن سويد ، قال : وفد الأحنف بن قيس ، وجارية بن قدامة ، والحباب بن يزيد المجاشعي على معاوية ، فقال لجارية : يا جارية ! أنت الساعي مع علي بن أبي طالب [ ع ] والمواقد النار في شعلك تجوس قرى عربية تسفك دمائهم ؟! قال جارية : يا معاوية ! دع عنك عليّاً [ عليه السلام ] فما أبغضنا عليّاً منذ أحببناه ، ولا غششناه منذ نصحناه ، قال : ويحك يا جارية ! ما كان أهونك على أهلك إذ سمّوك جارية ، قال : أنت يا معاوية كنت أهون على أهلك إذ سمّوك معاوية ، قال : لا أمّ لك ، قال : أمّ ما ولدتني ، إنّ قوأئم السيوف التي لقيناك بها بصفين في أيدينا ، قال : إنك لتهدّدني ، قال : إنّك لم تملكنا قسرة ، ولم تفتحنا عنوة ، ولكن أعطيتنا عهوداً ومواثيق ، فإن وفيت لنا وفينا لك ، وإن نزعت إلى غير ذلك ، فقد تركنا ورائنا رجالا مداداً ، وأذرعاً شداداً ، وأسنّة حداداً ، فإن بسطت إلينا فتراً من غدر .. إلى أن قال : بينا الأحنف بن قيس في الجامع بالبصرة إذا رجل قد لطمه ، فأمسك الأحنف يده على عينيه ، وقال : ما شأنك ؟ فقال : اجتعلت جعلا على أن ألطم سيد بني تميم ، فقال : لست سيّدهم ، إنّما سيدهم جارية بن قدامة ، وكان جارية في المسجد ، فذهب الرجل فلطمه ، قال : فأخرج جارية من خفّه سكيناً فقطع يده وناوله ، فقال له الرجل : ما أنت قطعت يدي ، إنّما قطعها الأحنف بن قيس .. وفي طبقات ابن سعد 7/56 : جارية بن قدامة .. إلى أن قال : عن الأحنف بن قيس ، عن ابن عمّ له يقال له : جارية بن قدامة أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .. إلى آخره. (187)
وعن تقريب ابن حجر (1) : إنّه صحابي على الصحيح ، مات في ولاية يزيد.
وروى في البحار (2) عن كتاب الغارات للثقفي (3) ، بإسناده عن الكلبي (4) ، ولوط بن يحيى ، أنّ ابن قيس قدم على عليّ عليه السلام فأخبره بخروج بسر بن أرطاة من قبل معاوية ، فندب عليه السلام الناس فتثاقلوا عنه .. إلى أن قال : فقام جارية بن قدامة السعدي ، فقال : أنا أكفيكهم يا أمير المؤمنين (ع) ! فقال : « أنت لعمري ميمون النقيبة ، حسن النيّة ، صالح العشيرة » ، وندب معه ألفين ، وأمره أن يأتي البصرة ، ويضمّ إليه مثلهم. فشخص جارية وخرج عليه السلام معه [ يشيّعه ] ، فلمّا ودّعه أوصاه .. إلى أن قال : فقدم [ جارية ] البصرة ، وضمّ إليه مثل الّذي معه ، ثمّ أخذ طريق الحجاز حتّى قدم اليمن ، لم يغضب أحداً ، ولم يقتل أحداً ، إلاّ قوماً ارتدّوا باليمن فقتلهم وحرقهم (5). انتهى. 1 ـ تقريب التهذيب 1/124 برقم 24. 2 ـ بحار الأنوار 8/671 من طبعة الكمپاني [ 34/13 باختلاف يسير ]. 3 ـ الغارات 2/622. 4 ـ في الأصل الكليني وهو غلط من الناسخ ، والصحيح ما أثبتناه ، كما في الغارات وبحار الأنوار. 5 ـ قال الثقفي في الغارات 2/638 ـ 639 ، وابن الأثير في الكامل 3/384 ـ والنصّ للغارات ـ : .. ولمّا قدم جارية أقام بجرش شهراً ، فاستراح وأراح أصحابه ، وسأل عن بسر بن أبي أرطاة ، فقيل : إنّه بمكّة فسار نحوه ، ووثب الناس ببسر في طريقه حين انصرف لسوء سيرته ، واجتنبه الناس بمياه الطريق ، وفرّ الناس عنه لغشمه وظلمه ، وأقبل جارية حتى دخل مكّة ، وخرج بسر منها يمضي قبل اليمامة ، فقام جارية على منبر مكّة ، فقال : يا أهل مكة ! ما رأيكم ومع من أنتم ؟ قالوا : كان رأينا معكم وكانت بيعتنا لكم ، فجاء هؤلاء القوم فدخلوا علينا فلم نستطع منهم ولم نقم لهم ، وكانت بيعتكم قبلهم ولكنّهم قهرونا ، قال : إنّما مثلكم مثل الذين إذا لقوا الذين آمنوا ، قالوا : آمنّا ، وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا : إنّا معكم إنّما نحن مستهزؤن .. قوموا فبايعوا ، قالوا : لمن نبايع (188)
وفي خبر أنّه لما بلغ بسراً خبره ، فرّ من بين يديه من جهة إلى أخرى ، حتّى خرج من أعمال عليّ عليه السلام كلّها.
وروى (1) آخر أنّه : لمّا رجع من سيره بعد قتل عليّ عليه السلام ، دخل على رحمك الله وقد هلك أمير المؤمنين عليّ رحمه الله [ عليه أفضل الصلاة والسلام ] ، ولا ندري ما صنع الناس بعد ؟! قال : وما عسى أن يصنعوا إلاّ أن يبايعوا الحسن بن علي [ عليهما السلام ] ، قوموا فبايعوا ، ثم اجتمعت عليه شيعة علي عليه السلام فبايعوا. وخرج منها فجاء ودخل المدينة ، وقد اصطلحوا على أبي هريرة يصليّ بالناس ، فلمّا بلغهم مجي جارية توارى أبو هريرة ، وجاء جارية حتى دخل المدينة ، فصعد منبرها فحمد الله وأثنى عليه وذكر رسول الله فصلي عليه ، ثم قال : أيها الناس ! إنّ عليّاً ـ رحمه الله ـ [ عليه أفضل الصلاة والسلام ] يوم ولد ، ويوم توفّاه الله ، ويوم يبعث حيّاً كان عبداً من عباد الله الصالحين ، عاش بقدر ، ومات بأجل ، فلا يهنأ الشامتين ، هلك سيّد المسلمين ، وأفضل المهاجرين ، وابن عمّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، أما والذي لا إله إلاّ هو لو أعلم الشامت منكم لتقرّبت إلى الله عزّ وجلّ بسفك دمه ، وتعجيله إلى النار ، قوموا فبايعوا الحسن بن علي [ عليهما السلام ] .. فقام الناس فبايعوا ، وأقام يومه ذلك ، ثم غدا منها منصرفاً إلى الكوفة. 1 ـ قال في الغارات 2/643 : وأقبل جارية حتى دخل على الحسن بن علي عليهما السلام ، فضرب على يده فبايعه وعزّاه ، وقال : ما يجلسك ؟ سِرْ يرحمك الله ، سر بنا إلى عدّوك قبل أن يسار إليك. فقال : « لو كان الناس كلّهم مثلك سرت بهم .. » إلى آخره. وفي صفحة : 793 في ترجمة شريك الأعور الحارثي الهمداني قال : .. من خواص أمير المؤمنين عليه السلام شهد معه الجمل وصفين ، وكان ردءاً لجارية بن قدامة السعدي في محاربة ابن الحضرمي بالبصرة .. وفي 1/400 ـ 401 من الغارات قال : لمّا حدثت فتنة ابن الحضرمي في البصرة ، قال الثقفي : فكتب زياد إلى علي عليه السلام : بسم الله الرحمن الرحيم ، أما بعد ؛ يا أمير المؤمنين ! فإنّ أعين بن ضبيعة قدم علينا .. إلى أن قال : وقد رأيت إنّ رأى أمير المؤمنين أن يبعث إليهم جارية بن قدامة ، فإنّه نافذ البصيرة ، مطاع في العشيرة ، شديد على عدوّ أمير المؤمنين ، فإن يقدم يفرّق بينهم (189)
بإذن الله ، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته. فلما جاء الكتاب وقرأه علي عليه السلام دعا جارية بن قدامة .. وفي تاريخ الطبري 4/465 في وقعة الجمل بسنده قال : .. وأقبل جارية بن قدامة السعدي ، وقال : يا أمّ المؤمنين ! والله لقتل عثمان أهون من خروجك من بيتك على هذا الجمل الملعون ، عرضة للسلاح ! إنّه قد كان لك من الله ستر وحرمة ، فهتكت سترك ، وأبحت حرمتك ، إنّه مَنْ رأى قتالك يرى قتلك ، لئن كنت أتيتنا طائعة فارجعي إلى منزلك ، وإن كنت أتيتنا مكرهة فاستعيني بالناس .. وقريب منه في تاريخ الكامل لابن الأثير 3/213. وفي تاريخ الطبري 5/112 ، وشرح النهج لابن أبي الحديد 4/48 ، وتاريخ الكامل 3/362 ـ والنص للطبري ـ في قضية ابن الحضرمي وكتاب عامل أمير المؤمنين عليه السلام زياد بشهادة أعين بن ضبيعة ، قال : فلمّا قرأ عليّ [ عليه السلام ] كتابه ، دعا جارية بن قدامة السعدي ، فوجّهه في خمسين رجلا من بني تميم ، وبعث معه شريك بن الأعور .. إلى أن قال : فقدم جارية البصرة ، فأتى زياداً فقال له : احتفز ، واحذر أن يصيبك ما أصاب صاحبك ، ولا تثقنّ بأحد من القوم ، فسار جارية إلى قومه فقرأ عليهم كتاب عليّ [ عليه السلام ] ووعدهم ، فأجابه أكثرهم ، فسار إلى ابن الحضرمي ، فحصره في دار سُنبيل ، ثم أحرق عليه الدار وعلى من معه .. وقال في صفحة : 137 بسنده : .. إنّ عليّاً [ عليه السلام ] استشار الناس في رجل يولّيه فارس حين امتنعوا من أداء الخراج ، فقال له جارية بن قدامة : ألا أدلّك يا أمير المؤمنين على رجل صليب الرأي ، عالم بالسياسة ، كاف لما ولي ؟ قال : مَنْ هو ؟ قال : زياد .. وقريب منه في الكامل لابن الاثير 3/381 و382. وفي صفحة : 78 ـ 79 من تاريخ الطبري في قصّة الخوارج وخروج أمير المؤمنين عليه السلام إلى النخيلة ، قال : .. وأمر بالشخوص مع الأحنف بن قيس وشخص معه ألف وخمسمائة رجل فاستقلّهم ، قام عبيد الله بن العباس .. إلى أن قال : ألا انفروا مع جارية ابن قدامة السعدي .. إلى أن قال : فخرج جارية فعسكر ، وخرج أبو الأسود فحشر الناس ، فاجتمع إلى جارية ألف وسبعمائة ، ثم أقبل حتى وافاه عليّ [ عليه السلام ] بالنخيلة. (190)
وقال نصر ين مزاحم في صفينه 24 : وأنّه قدم على عليّ بن أبي طالب عليه السلام بعد قدومه الكوفة ، الأحنف بن قيس ، وجارية بن قدامة ، وحارثة بن بدر ، وزيد بن جبلة ، وأعين بن ضبيعة ، وعظيم الناس بنو تميم ، وكان فيهم أشراف ، ولم يقدم هؤلاء على عشيرة من أهل الكوفة ، فقام الأحنف بن قيس ، وجارية ابن قدامة ، وحارثة بن بدر فتكلم الأحنف .. إلى أن قال في صفحة : 25 : قال عليّ [ عليه السلام ] لجارية بن قدامة ـ وكان رجل تميم بعد الأحنف ـ : « ما تقول يا جارية ؟ » قال : أقول : هذا جمع حشره الله لك بالتقوى ، ولم تستكره فيه شاخصاً ، ولم تشخص فيه مقيماً ، والله لو لا ما حضرك فيه من الله لغمّك سياسته ، وليس كل من كان معك نافعك ، وربّ مقيم خير من شاخص ، ومصراك خير لك وأنت أعلم. وأيضاً في كتاب وقعة صفين : 205 ، وشرح النهج لابن أبي الحديد 4/27 ـ واللفظ للأول ـ : إنّ عليّاً عليه السلام ومعاوية عقدا الالوية ، وأمّرا الأمراء ، وكتّبا الكتائب ، واستعمل عليّ [ عليه السلام ] على الخيل عمار بن ياسر .. إلى أن قال : وعلى سعد ورباب البصرة جارية بن قدامة السعدي. وفي صفين ـ أيضاً ـ : 395 ، ( وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 20/222 و8/55 ) : .. وأقبل عبد الرحمن بن خالد بن الوليد ومعه لواء معاوية الأعظم وهو يقول .. ثم ذكر له أبياتاً من الشعر ، ثم قال : فاستقبله جارية بن قدامة السعدي وهو يقول :
وفي شرح نهج البلاغة 2/16 : .. وبلغ بُسر مسير جارية ، فانحدر إلى اليمامة ، وأخذ جارية بن قدامة السير ، ما يلتفت إلى مدينة مرّ بها ولا أهل حصن ، ولا يعرّج على شيء إلاّ أن يرمل بعض أصحابه من الزاد .. إلى أن قال : وصمد نحو بسر ، وبسر بين يديه ، يفرّ من جهة إلى جهة أخرى ، حتّى أخرجه من أعمال عليّ عليه السلام (191)
الحسن عليه السلام فضرب على يده ، فبايعه وعزّاه. وقال : ما يجلسك ؟
كلّها. وفي تاريخ الكامل 3/340 قال : فخرج جارية فاجتمع إليه ألف وسبعمائة ، فوافوا عليّاً [ عليه السلام ] وهم ثلاثة آلاف ومائتان .. وفي قصة الخوارج في كامل ابن الأثير 3/372 قال : لما قتل أهل النهروان .. إلى أن قال : ثم خرج الأشهب بن بشر ، وقيل الأشعث .. إلى أن قال : فوجّه إليهم عليّ [ عليه السلام ] جارية بن قدامة السعدي ، وقيل : حجر بن عديّ ، فأقبل إليهم الأشهب .. وقال في صفحة : 468 من الكامل : .. ثم وفد الأحنف بن قيس وجارية بن قدامة السعديان ، والجون بن قتادة العبشمي ، والحتات بن يزيد أبو المنازل المجاشعي إلى معاوية بن أبي سفيان ، فأعطى كل رجل منهم جائزة مائة ألف .. إلى أن قال : وكان الأحنف وجارية يريدان عليّاً [ عليه السلام ] ، وإن كان الأحنف والجون اعتزلا القتال مع علي [ عليه السلام ] ، لكنهما كانا يريدانه. وفي شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 15/133 بسنده : .. أنّ معاوية قال للأحنف بن قيس وجارية بن قدامة ورجال من بني سعد معهما كلاماً أحفظهم ، فردّوا عليه جواباً مقذعاً. ومثله في الكامل للمبرد 1/40. وفي العقد الفريد 4/27 ـ 28 : قال معاوية لجارية بن قدامة : ما كان أهونك على أهلك إذ سمّوك : جارية ! قال : ما كان أهونك على أهلك إذ سمّوك : معاوية ، وهي الأنثى من الكلاب ، قال : لا أمّ لك ، قال : أمّي ولدتني للسيوف الّتي لقيناك بها في أيدينا ، قال : إنك لتهدّدني ، قال : إنك لم تفتحنا قسراً ، ولم تملكنا عنوة ، ولكنّك أعطيتنا عهداً وميثاقاً ، وأعطيناك سمعاً وطاعة ، فإن وفيت لنا وفينا لك ، وإن فزعت إلى غير ذلك ، فإنّا تركنا ورائنا رجالا شداداً ، وألسنة حداداً ، قال له معاوية : لا كثّر الله في الناس أمثالك ، قال جارية : قل معروفاً وراعنا ، فإنّ شرّ الدعاء المحتطب. وفي الوافي بالوفيات 11/37 برقم 67 ـ بعد أن عنونه ـ قال : وكان صاحب عليّ بن أبي طالب [ عليه السلام ] في حُروبه ، روى عن الأحنف بن قيس .. إلى أن قال : وتوفّي في حدود الخمسين للهجرة وله صحبة. وانظر : الإكمال 2/1 برقم 222 ، والمشتبه 1/126 ، والمحبّر : 290 ، والثقات لابن حبّان 3/60 ، وتاج العروس في مادة ( جرى ). (192)
سر ـ يرحمك الله ـ إلى عدوّك قبل أن يسار إليك ، فقال عليه السلام : « لو كان الناس كلّهم مثلك ، سرت بهم ».
وفيه دلالة على قوّة إيمانه وجلالته ، بل وثاقته ، حيث أمّره أمير المؤمنين عليه السلام على أربعة آلاف ، ولا يعقل تأميره وتسليطه عليه السلام على رقاب المسلمين من ليس بعدل ، كما هو ظاهر. ومثله في الدلالة على تأمير أمير المؤمنين عليه السلام إيّاه الكاشف عن عدالته ، ما رواه الكشّي (1) ، عن طاهر بن عيسى الورّاق .. وغيره ، قال : حدّثنا أبو سعيد جعفر بن أحمد بن أيّوب بن التاجر السمرقندي ، ونسخت من خطّ جعفر قال : حدّثني أبو جعفر محمّد بن يحيى بن الحسن ، قال جعفر : ورأيته خيّراً فاضلا ، قال : أخبرني أبوبكر محمّد بن علي بن وهب ، قال : حدّثني عديّ بن حجر ، قال : قال الجون ـ وقيل الحراث بن قتادة العبسي ـ في جارية بن قدامة السعدي حين وجّهه أمير المؤمنين عليه السلام إلى أهل نجران عند ارتدادهم عن الإسلام :
1 ـ رجال الكشي : 105 حديث 168. (193)
ومثالها : ما نقله إبراهيم بن أحمد بن سعد بن هلال الثقفي في كتاب الغارات (1) ، من اختياره إياه لإخماد فتنة ابن الحضرمي بالبصرة ، في خمسين رجلا من تميم ، ليس فيهم يمانّي سوى كعب بن قعين لشدّة تشيّعه ، قال كعب : قلت لجارية : إن شئتَ كنتُ معك ، وإن شئتَ ملتُ إلى قومي ، فقال : بلى معي ؛ فو الله لوددت أنّ الطير والبهائم تنصرني عليهم ، فضلا عن الإنس.
وأقبل إليه شريك بن الأعور ، وكان من شيعة عليّ عليه السلام ، وكان صديقاً لجارية ، فقال : ألا أقاتل معك عدوك ؟ فقال : بلى. فلم يبرح جارية حتى قتل ابن الحضرمي في سبعين رجلا ، وفلّ جنده. فسرّ ذلك عليّاً عليه السلام وأثنى على جارية. ولا ينافي ما ذكرنا وفودُه مع الأحنف بن قيس إلى معاوية ، إذ لا علاج له في حفظ نفسه إلاّ ذاك ، بعد صلح إمامه الحسن عليه السلام ، مع أنّ في بعض النسخ أنّ الوافد مع الأحنف : حارثة بن قدامة ـ بالحاء المهملة ، والألف ، والراء المهملة ، والثاء المثلثة ، والهاء (2) ـ دون جارية ـ بالجيم ـ وما بعدها ، و إن كان الصواب الأوّل ، ومكالمته مع معاوية ، تكشف عن تثبّته في ولائه. فقد أخرج ابن عساكر (3) عن الفضل بن سويد ، قال : وفد جارية بن قدامة 1 ـ الغارات 1/404. 2 ـ كذا ، والظاهر : والتاء. 3 ـ تاريخ مدينة دمشق 72/20. (194)
على معاوية ، فقال له معاوية : أنت الساعي مع عليّ بن أبي طالب ، والموقد النار في شيعتك (1) ، تجوس (2) قوساً عربية تسفك دماءهم ، فقال له جارية : يا معاوية ! دع عنك عليّاً (ع) فما أبغضناه منذ أحببناه ، ولا غششناه منذ نصحناه ، فقال له (3) : ويحك ! ما كان أهونك على أهلك إذ سمّوك جارية ، فقال : أنت أهون على أهلك إذ سمّوك معاوية ، ثم قال : إنّ قوائم سيوفنا الّتي لقيناك بها بصفّين في أيدينا ! قال : إنّك تهدّدني ؟ قال : أجل ، إنّك لم تملكنا قسراً ، ولم تفتحنا عنوة ، ولكن أعطيناك (4) عهوداً ومواثيق ، فإن وفيت لنا وفينا. وإن ترغب إلى غير ذلك فقد تركنا وراءنا رجالا مداداً ، وأذرعاً شداداً ، وألسنة حداداً ، فإن بسطت إلينا فتراً من غدر ، دلفنا إليك بباع من ختر ، فقال معاوية : لا كثّر الله في الناس أمثالك.
1 ـ كذا ، وفي المصدر : شعلك ، كذا ، والظاهر : شيعتي. قال بعض المعاصرين 2/341 : حرّف المصنف على الثقفي في قوله : عن الكليني ، وإنما هو عن الكلبي .. إلى أن قال : كما حرف على ابن عساكر في قوله : شيعتك وإنما هو شيعتي. لا ينقضي عجبي من هذا المعاصر وكم له من أمثالها؟! أفلا مسائل يسأله لماذا يحرّف المصنف قدّس سرّه هاتين الكلمتين ، هل بهذا التحريف ينال تأييداً لرأيه ، وحجة على اختياره ، ثم هلا احتمل أن التصحيف وقع من الناسخ ، أو من الطابع ، ونسب التحريف إلى المصنف ، ثم بعد هذا كلّه أين عفة القلم وحفظ الحدود .. ؟! ولكن كل إناء بالذي فيه ينضح. 2 ـ في المصدر : تجوس قرى عربية بسفك دمائهم. 3 ـ لقد ذكروا هذه المقابلة بصور مختلفة بسطاً واختصاراً ، فمنهم ابن عبدالبرّ في عقد الفريد 4/27 ـ 28 ، وابن أبي الحديد في شرح النهج 15/133 .. وغيرهما. 4 ـ كذا ، وفي المصدر : اعطيتنا ، وهو الظاهر. (195)
بيان :
قوله : إذ سمتك معاوية .. أشار بذلك إلى أن معاوية هي الكلبة الّتي تستعوي الكلاب (1).
قوله : فِتراً من غَدْر .. الفتر : ـ بالكسر ـ ما بين السبّابة والإبهام إذا فتحها (2) بالتفريج المعتاد. والغَدْر : الخديعة. قوله : دلفنا إليك بباع من ختر .. الدَلْف : المشي (3). والختر : الخديعة والغدر ، أو أقبح الغدر (4) (*). 1 ـ انظر : تاج العروس 10/259 ، والصحاح 6/2442 ، والقاموس المحيط 4/368. 2 ـ كذا، والظاهر : فتحهما أو فتحتهما. قال في الصحاح 2/777: الفِتْر : ما بين طرف السبابة والابهام إذا فتحتَهما. وفي تاج العروس 3/462: والفِتر ـ بالكسر ـ ما بين طرف الإبهام وطرف المشيرة، والجمع أفتار. وذكر كلا القولين في لسان العرب 5/44، ولم يقيّدوا الفِتر بأنّه بالتفريج المعتّاد ، إلاّ أن ظاهر إطلاقهم ذلك، فافهم. 3 ـ قال في لسان العرب 9/106 الدَليْف : المشي الرُوَيْد. دَلَف يَدْلِفُ دَلْفاً ودَلَفاناً ودَلِيْفاً إذا مشى وقارَبَ الخَطْو. 4 ـ قال في لسان العرب 4/229 : الخت : شبيه بالغدر والخديعة ، وقيل : هو الخديعة بعينها ، وقيل : هو أسوأ الغدر وأقبحه .. إلى أن قال : وفي الخبر : لن تمدّ لنا شبراً من غدر إلاّ مددناك باعاً من خَتْر. (*) حصيلة البحث
لقد ذكرنا بعض ما قيل في المترجم ، وأشرنا إلى بعض مواقفه المشرفّة ، والّذي يمكن الجزم به أنّه رضوان الله تعالى عليه ممّن سار في ركاب أمير المؤمنين عليه السلام من
|
||||||
|