تنقيح المقال ـ الجزء الخامس عشر ::: 136 ـ 150
(136)
إلى ما في العنوان قوله : كوفي مولى.
    وأقول : سكوته عن الغمز في مذهبه ظاهر في كونه إماميّاً ، إلاّ أنّ حاله مجهول (1).
(*)
حصيلة البحث
    لم يتضح لي حال المعنون ، فهو غير معلوم الحال.

    جاء في المحاسن 2/325 حديث 71 بسنده : .. عن الحسين بن عثمان ، عن أبي ولاّد جعفر بن سالم ، قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام ..
    أقول : ولكن هذه الرواية في الكافي 3/449 حديث 29 : عن أبي ولاّد حفص بن سالم .. وهو الصحيح ، وكذلك في الاستبصار 1/348 حديث 1313 ، وهو : حفص بن سالم الحناط.
    وكذلك في بحار الأنوار 87/210 حديث 24 ، عن المحاسن : عن أبي ولاّد حفص بن سالم.

حصيلة البحث
    المعنون مصحّف في محاسن البرقي ، والصحيح : أبو ولاّد حفص بن سالم الثقة ، له ترجمة في المتن ، فراجع.

    كذا نسبة الكعبي في كتابه نسب معد واليمن الكبير 2/720 ، وقال بعده : الذي رثى الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام ..

حصيلة البحث
    المعنون مهمل.


(137)
    [ الترجمة : ]
    قال في التعليقة (1) : سيجيء في أبيه على وجه يومئ إلى معروفيّته. انتهى.
    قلت : لا يستفاد ممّا يأتي مدح يلحقه بالحسان (*).
1 ـ التعليقة المطبوعة على هامش منهج المقال : 82 [ المحقّقة 3/200 برقم ( 344 ) ].
(*) بعد مراجعة ترجمة أبيه لا يتضح للناظر ما يوجب الحكم على المعنون بشيء سوى جهالة الحال.

    جاء في الارشاد : 340 [ الطبعة المحقّقة 2/377 ] في ذكر علامات الإمام القائم عليه السلام : إبراهيم بن محمّد ، عن جعفر بن سعد ، عن أبيه ، عن أبي عبد الله عليه السلام ..
    ومثله في الغيبة للشيخ الطوسي : 451 حديث 456 علائم ظهور الحجة عليه السلام حديث 456 بسنده : .. عن إبراهيم بن محمّد ، عن جعفر بن سعيد الأسدي ، عن أبيه ، عن أبي عبد الله عليه السلام ..
    وفي إثبات الهداة 3/742 حديث 125 : وعن إبراهيم بن محمّد ، عن جعفر بن أسد [ كذا ، والظاهر أنّه غلط مطبعي ، والصحيح : سعد ] ، عن أبيه ، عن أبي عبد الله عليه السلام ..
    ويحتمل اتحاده مع جعفر بن سعد الأسدي السالف قريباً في المتن.

حصيلة البحث
    المعنون مهمل.

    جاء في الغيبة للشيخ الطوسي : 462 حديث 478 ( الطبعة المحقّقة ) ،


(138)
    [ الترجمة : ]
    قد وقع الرجل في سند الفقيه (1).
بسنده : .. قال حدّثنا محمّد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، قال : حدّثنا جعفر بن سعد الكاهلي ، عن الأعمش ، عن بشر بن غالب ، قال : ..
    وحكى عدّ ابن حبان له في الثقات.
    وعنه في بحار الأنوار 52/216 حديث 75.

حصيلة البحث
    المعنون ، سواء أكان إماميّاً أو عامياً ـ فهو مهمل.
1 ـ من لا يحضره الفقيه 4/302 حديث 916 بسنده : .. المعلى بن محمّد البصري ، عن جعفر بن سلمة ، عن عبد الله بن الحكم ، عن أبيه ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : .. ولكن في صفحة : 131 حديث 455 ذكر الحديث بلفظه ، وفي السند أبدل سلمة ، ب‍ : سليمان ، فقال : المعلى بن محمّد البصري ، عن جعفر بن سليمان .. وجعفر بن سليمان القمي هو الثقة أبو محمّد.
    وحيث لم يعثر المؤلف قدّس سرّه على هذه الرواية احتمل أن يكون جعفر بن سلمة مصحّف جعفر بن محمّد بن سلمة ، ومن المحتمل أنّ سلمة مصحّف سليمان.
    وفي الأمالي للشيخ الصدوق : 13 مجلس الرابع حديث 2 بسنده : .. قال : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، قال : حدّثنا جعفر بن سلمة الأهوازي ، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي .. وصفحة : 35 مجلس 9 حديث 8 بسنده : .. قال : حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن جعفر بن سلمة الأهوازي ، عن إبراهيم بن محمّد .. وصفحة : 215 مجلس 38 حديث 3 بسنده : .. قال : حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، قال : حدّثنا جعفر بن سلمة الأهوازي ، عن إبراهيم بن محمّد الثقفي .. وصفحة : 476 المجلس 72 حديث 18 ، وصفحة : 486 المجلس 73 حديث 18 ، وصفحة : 492 المجلس 74 حديث 13 وصفحة : 548 المجلس 81 حديث 18 .. ففي هذه الأسانيد جاء بعنوان : جعفر بن سلمة الأهوازي ، وهذا يبعّد اتحاده مع : جعفر بن سليمان.


(139)
    ولم أجده فيما عندي من كتب الرجال ، لكن لمّا كان محمّد بن سلمة أبو جعفر موجوداً في كتب الرجال فيحتمل أن يكون جعفر بن سلمة هو جعفر بن محمّد بن سلمة ، لكنّه أيضاً غير مذكور بمدح في كتب الرجال (*).
    وعلى كل حال ؛ المعنون لا يمكن الجزم بكونه ابن سليمان أو ابن سلمة ، وعلى فرض صحّة ابن سلمة هل الذي في الفقيه متّحد مع الأهوازي أم لا ؟!
(*)
حصيلة البحث
    المعنون لا ريب في إماميّته ، إلاّ أنّه غير معلوم الحال ، ويُعدّ اصطلاحاً مهمل.

    جاء بهذا العنوان في علل الشرائع 1/15 باب 13 حديث 1 ، بسنده : .. عن محمد بن إسماعيل البرمكي ، عن جعفر بن سليمان بن أيوب الخزّاز ، قال : حدّثنا عبد الله بن الفضل الهاشمي ..
    وكذلك في التوحيد : 402 حديث 9.
    وعنه في بحار الأنوار 61/133 حديث 6 ، بسنده : .. عن محمد بن إسماعيل البرمكي ، عن جعفر بن سليمان ، عن أبي أيوب الخزّاز ، عن عبد الله بن الفضل الهاشمي ..

حصيلة البحث
    بعد الفحص ظهر أنّ الصحيح : عن جعفر بن سليمان ، عن أبي أيوب الخزّاز .. كما في بحار الأنوار. وجعفر بن سليمان ممّن لم يبين حاله ، وأبو أيوب الخزّاز له ترجمة في المتن وهو ثقة لكن رواية البرمكي ، عن جعفر بن سليمان بعيدة ، ورواية جعفر بن سليمان ، عن عبد الله بن الفضل كثيرة ، فراجع.


(140)

    ورد في كتاب التوحيد : 241 باب 35 تفسير الهدى والضلالة حديث 1 ، بسنده : .. قال : حدّثنا تميم بن بهلول ، عن أبيه ، عن جعفر بن سليمان البصري ، عن عبد الله بن الفضل الهاشمي ، قال سألت أبا عبد الله جعفر بن محمّد عليهما السلام ..
    وجاء أيضاً في معاني الأخبار : 21 .. وعنهما في بحار الأنوار 5/199 حديث 21.
    ويحتمل اتحاده مع جعفر بن سليمان الجعفري الآتي.
    قال في مناقب أمير المؤمين عليه السلام لمحمد بن سليمان الكوفي 1/490 حديث 397 : جعفر بن سليمان الضبعي البصري ، وكذلك في دلائل الإمامة : 144.

حصيلة البحث
    المعنون على كل حل مهمل.

    جاء بهذا العنوان في معاني الأخبار : 303 حديث 2 ، بسنده : .. عن المنذر بن محمد ، عن جعفر بن سليمان التميمي ، عن إسماعيل بن مهران ..

حصيلة البحث
    المعنون ممّن لم يذكر في المعاجم الرجالية فهو مهمل إلاّ أنّ روايته سديدة جداً ومؤيّدة بروايات بعضها صحاح.


(141)

    جاء بهذا العنوان في سند روايات كثيرة ، وقد يعبرّ عنه ب‍ : الهاشمي ، روى عن أبيه سليمان بن جعفر الجعفري الثقة ، وروى عن أبي أيوب الخزّاز وغيره ، وروى عنه الفزاري ، والمنذر بن محمّد ، ومحمّد بن إسماعيل البرمكي .. وغيرهم ورواياته تدلّ على حسنه.

حصيلة البحث
    المعنون مهمل.

    جاء في كتاب التوحيد : 225 باب القرآن ما هو ؟ حديث 6 ، بسنده : .. قال : حدّثنا محمّد بن إسماعيل البرمكي ، قال : حدّثنا جعفر بن سليمان الجعفري ، قال : حدّثنا أبي ، عن عبد الله بن الفضل الهاشمي ، عن سعد الخفاف ، عن الأصبغ بن نباتة ، قال : لمّا وقف أمير المؤمنين عليه السلام على الخوارج ..
    وعنه في بحار الأنوار 33/381 حديث 610 ، مثله.
    ويحتمل اتحاده مع جعفر بن سليمان البصري المتقدم ، والله العالم.

حصيلة البحث
    المعنون على كل حال مهمل.


(142)
    [ الترجمة : ]
    عنونه ابن داود (1) وقال : بالضاد المعجمة والباء المفردة المفتوحتين ، والمهملة (2) ، البصري ( ق ) ( جخ ) [ أي من أصحاب الإمام الصادق عليه السلام في رجال الشيخ رحمه الله ] ثقة.
    وقال الميرزا (3) : لم أجد ابن سليمان في ( ق ) أصلاً.
    قلت : إنّ مجرّد عدم وجوده في نسخته ـ مع كثرة السقط في نسخ رجال الشيخ رحمه الله ـ لا يجوّز تكذيب ابن داود ، بعد كونه ثقة عدلاً خبيراً ، فتوثيقه نذعن به سيّما بعد وجوده في نسختنا ، حيث قال (4) ـ في عداد أصحاب
(o)
مصادر الترجمة
    رجال الشيخ رحمه الله : 162 برقم 19 ، منهج المقال : 82 [ المحقّقة 3/200 برقم ( 1047 ) ] ، منتهى المقال : 76 [ الطبعة المحقّقة 2/244 برقم ( 551 ) ] ، توضيح الاشتباه : 92 برقم 377 ، وسائل الشيعة 20/153 برقم 226 ، مجمع الرجال 2/28 ، روح الجوامع المخطوط : 283 من نسختنا ، الكاشف 1/185 برقم 801 ، طبقات الحفاظ : 105 برقم 223 ، المغني 1/132 برقم 144 ، تهذيب التهذيب 2/95 برقم 145 ، الجرح والتعديل 2/481 برقم 1957 ، تاريخ البخاري الكبير 2/192 برقم 2161 ، ميزان الاعتدال 1/408 برقم 1505 ، العبر 1/271 ، خلاصة تذهيب تهذيب الكمال : 63.
1 ـ ابن داود في رجاله : 85 برقم 304 طبعة طهران [ وفي الطبعة الحيدرية : 63 برقم ( 308 ) ].
2 ـ سيأتي من المصنف تفصيل ضبط الضبعي ، فانتظر.
3 ـ في منهج المقال : 82 [ المحقّقة 3/200 برقم ( 1047 ) ].
4 ـ رجال الشيخ رحمه الله تعالى : 162 برقم 19 ، وفي مجمع الرجال 2/28 ،


(143)
الصادق عليه السلام ـ : جعفر بن سليمان الضبعي البصري ، ثقة. انتهى.
    ونقل الحائري (1) ـ أيضاً ـ وجوده في نسخته من رجال الشيخ رحمه الله.
    ويؤيّد ذلك مدح المخالفين إيّاه ، مع اعترافهم بكونه شيعيّاً.
    فعن تقريب ابن حجر (2) : جعفر بن سليمان الضبعي ـ بضمّ الضاد المعجمة ،
ونقد الرجال : 69 [ المحقّقة 1/344 ضمن ترجمة رقم ( 965 ) ] نقلاً عن رجال الشيخ توثيق المترجم فقال : جعفر بن سليمان الضبعي البصري ثقة.
1 ـ في منتهى المقال : 76 [ الطبعة المحقّقة 2/244 برقم ( 551 ) ] ـ بعد أن عنون المترجم ، ونقل عبارة منهج المقال ، بأنّه لم يجد في نسخة من رجال الشيخ ذكراً للمترجم ـ قال : أقول : هو مذكور في أصحاب الصادق عليه السلام من رجال الشيخ موثّقاً ، كما نقله ابن داود ، ونقل التوثيق عن ( ق ) في المجمع أيضاً ، إلاّ أنّه لم يذكره في الحاوي والوجيزة أصلاً ، ولعلّ في بعض نسخه دون بعض ..
    وقال في توضيح الاشتباه : 92 ـ 93 برقم 377 : جعفر بن سليمان الضبعي ـ ، بضمّ الضاد المعجمة ، وفتح الباء الموحدة ـ ، منسوب إلى ضُبَيعة كجهينة ، محلّة بالبصرة ، ووهم ابن داود في فتح الضاد ، وهو ثقة.
    وفي رجال الشيخ الحرّ المخطوط : 14 من نسختنا ، قال : جعفر بن سليمان الضبعي ثقة ، ( د ) ، عن ( ق ) ، ووثقه العامّة ، ووصفوه بالزهد والتشيع.
    وفي خاتمة وسائل الشيعة 220/153 برقم 226 قال : جعفر بن سليمان الضبيعي ثقة ، من أصحاب الصادق [ عليه السلام ] قاله ابن داود نقلاً عن الشيخ.
    وقال في روح الجوامع المخطوط : 283 : جعفر بن سليمان الضبيعي البصري ، الثقة ( ق ) ، كما حكاه ابن داود أيضاً .. إلى أن قال : أقول : لعلّه المذكور في ( ظم ) أيضاً من رجال الشيخ من غير تقييد بالضبيعي البصري ، لمناسبة التاريخ ، ثم العجب الحكم بحسنه ممّن وجد توثيقه في ( ق ) من ( جخ ) كما نقله ابن داود أيضاً ، ووجد ما ذكره الجمهور فيه .. إلى أن قال : قلت : فالصحّة متعين ..
    وهذا كلام متين رصين ؛ لأنّ نسخة رجال الشيخ رحمه الله بخطّه كانت عند ابن داود رحمه الله ، وشهادته أنّ في رجال الشيخ توثيق المترجم ، ثم قرائن اُخرى المؤيّدة لتوثيق الشيخ رحمه الله وكلمات الأصحاب كل ذلك لا يدع مجالاً للتشكيك في وثاقة المترجم وجلالته.
2 ـ تقريب التهذيب 1/131 برقم 83.


(144)
وفتح الموحدة ـ أبو سليمان البصري ، صدوق زاهد ، لكنّه كان يتشيّع ، مات سنة ثمان وسبعين ومائة. انتهى.
    وعن مختصر الذهبي (1) : عنه ابن مهدي ومسدد وأمم ، ثقة ، فيه شيء مع كثرة علومه ، كان أميّاً ، وهو من زهاد الشيعة ، توفي في سنة ثمان وسبعين ومائة. انتهى.
    وعن مختصر تذكرة الذهبي (2) : جعفر بن سليمان الإمام العابد أبو سليمان

1 ـ قال في الكاشف 1/185 برقم 801 : جعفر بن سليمان الضبعي ، عن ثابت ، وأبي عمران الجوني ، وعنه ابن مهدي ، ومسدد ، واممٌ ، ثقة ، فيه شيء مع كثرة علومه ، قيل : كان أمّياً ، وهو من زهاد الشيعة توفي سنة 178.
    وقال في طبقات الحفاظ : 105 برقم 223 : جعفر بن سليمان الضبعي ، أبو سليمان البصري روى عن ثابت البناني .. إلى أن قال : وكان ثقة ، حسن الحديث ، يتشيّع مات سنة ثمان وسبعين ومائة.
2 ـ وذكر الذهبي في المغني 1/132 برقم 144 : جعفر بن سليمان الضبعي صدوق صالح ثقة مشهور ، ضعّفه يحيى القطّان وغيره ، فيه تشيّع ، وله ما ينكر ، وكان لا يكتب.
    وفي تهذيب التهذيب 2/95 ـ 98 برقم 145 قال : جعفر بن سليمان الضبعي أبو سليمان البصري ، مولى بني الحريش ، كان ينزل في بني ضبيعة ، فنسب اليهم .. ثم ذكر مشايخه في الرواية ومن روى عنه .. إلى أن قال : قال أبو طالب : عن أحمد لا بأس به ، قيل له : إنّ سليمان بن حرب يقول : لا يكتب حديثه ، فقال : إنّما كان يتشيّع ، وكان يحدث بأحاديث في فضل علي [ عليه أفضل الصلاة والسلام ] وأهل البصرة يغلون في علي [ عليه السلام ] ، قلت : عامّة حديثه رقاق ، قال : نعم كان قد جمعها ، وقد روى عنه عبد الرحمن وغيره ، إلاّ أنّي لم أسمع من يحيى عنه شيئاً ، فلا أدري سمع منه أم لا .. ؟! إلى أن قال : وقال ابن أبي خيثمة وغيره عن ابن معين : ثقة ، وقال عباس عنه : ثقة ، كان يحيى بن سعيد لا يكتب حديثه ، وقال في موضع آخر : كان يحيى بن سعيد لا يروي عنه ، وكان يستضعفه ، وقال ابن المديني : أكثر عن ثابت ، وكتب مراسيل ، وفيها أحاديث مناكير عن ثابت ، عن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم. وقال أحمد بن سنان : رأيت عبد الرحمن بن مهدي لا ينبسط لحديث جعفر بن سليمان ، قال أحمد بن سنان : استثقل


(145)

حديثه ، وقال البخاري يقال : كان اُميّاً ، وقال ابن سعد : كان ثقة ، وبه ضعف ، وكان يتشيّع ، وقال جعفر الطيالسي عن ابن معين : سمعت من عبد الرزاق كلاماً يوماً فاستدللت به على ما ذكر عنه من المذهب ، فقلت له : إنّ استاذيك الذين اخذت عنهم ثقات كلّهم أصحاب سنة فعمّن أخذت هذا المذهب ، فقال : قدم علينا جعفر بن سليمان فرأيته فاضلاً حسن الهدى فأخذت هذا عنه .. إلى أن قال : قيل لجعفر بن سليمان : بلغنا أنك تشتم أبا بكر وعمر ؟! فقال : أمّا الشتم فلا ، ولكن بغضاً يا لك .. إلى أن قال : وأمّا الحكاية التي حكيت عنه فإنّما عنى به جارين كانا له قد تأذّى بهما يكنّى أحدهما : أبا بكر ، ويسمى الآخر : عمر ، فسئل عنهما ، فقال : أمّا السبّ فلا ، ولكن بغضاً يا لك .. ولم يعن به الشيخين ، أو كما قال ، قال أبو أحمد : ولجعفر حديث صالح وروايات كثيرة ، وهو حسن الحديث ، معروف بالتشيّع ، وجمع الرقاق ، وأرجو أنّه لا بأس به .. إلى أن قال : قال أبو الأشعث أحمد بن المقدام : كنّا في مجلس يزيد بن زريع ، فقال : من أتى جعفر بن سليمان وعبدالوارث فلا يقربني .. ! وكان عبد الوارث ينسب إلى الاعتزال وجعفر ينسب إلى الرفض. وقال البخاري في الضعفاء : يخالف في بعض حديثه ، وقال ابن حبان في كتاب الثقات .. إلى أن قال : قال : بعثني أبي إلى جعفر فقلت : بلغنا إنّك تسبّ أبا بكر وعمر ؟! قال : أمّا السبّ فلا ، ولكن البغض ما شئت ، فإذا هو رافضي مثل الحمار ! قال ابن حبان : كان جعفر من الثقات في الروايات ، غير أنّه كان ينتحل الميل إلى أهل البيت [ عليهم السلام ] ، ولم يكن بداعية إلى مذهبه ، وليس بين أهل الحديث من ائمتنا خلاف أنّ الصدوق المتقن إذا كانت فيه بدعة ، ولم يكن يدعو إليها ، الاحتجاج بخبره جائز. وقال الأزدي : كان فيه تحامل على بعض السلف ، وكان لا يكذب في الحديث ويؤخذ عنه الزهد والرقائق ، وأما الحديث ؛ فعامّة حديثه عن ثابت وغيره فيها نظر ومنكر. وقال ابن المديني : هو ثقة عندنا ، وقال أيضاً : أكثر عن ثابت وبقية أحاديثه مناكير ، وقال الدوري : كان جعفر إذا ذكر معاوية شتمه ، وإذا ذكر عليّاً قعد يبكي ، وقال يزيد بن هارون : كان جعفر من الخائفين ، وكان يتشيّع ، وقال ابن شاهين في المختلف فيهم : إنّما تكلّم فيه لعلّة المذهب ، وما رأيت من طعن في حديثه إلاّ ابن عمار بقوله : جعفر بن سليمان ضعيف ، وقال البزّاز : لم نسمع أحداً يطعن عليه في الحديث ، ولا في خطأ فيه ، إنّما ذكرت عنه شيعيّته ، وأما حديثه فمستقيم.
    وقال في الجرح والتعديل 2/481 برقم 1957 : جعفر بن سليمان الضبعي الحرشي


(146)
الضبعي ، من ثقات الشيعة وزهّادهم. انتهى.
البصري أبو سليمان ، مولى بني حريش وكان ينزل في بني ضبيعة ، روى عن ثابت .. إلى أن قال : حماد بن يزيد لم يكن ينهى عنه ، إنّما كان يتشيع ، وكان يحدث بأحاديث ـ يعني في فضل علي [ عليه السلام ] كرم الله وجهه ـ ..
    وذكر في تاريخ البخاري 2/192 برقم 2161 بقوله : جعفر بن سليمان الحرشي البصري ..
    وفي خلاصة تذهيب تهذيب الكمال : 63 : جعفر بن سليمان الضبعي ـ بضمّ المعجمة ، وفتح الباء ـ نزل فيهم أبو سليمان البصري الزاهد .. إلى أن قال : وثّقه أحمد وابن معين ، قال ابن سعد : ثقة يتشيّع مات سنة ثمان وسبعين ومائة.
    وفي ميزان الاعتدال 1/408 برقم 1505 ، قال : جعفر بن سليمان الضبعي ، مولى بني الحارث ، وقيل : مولى لبني الحريش ، نزل في بني ضبيعة ، وكان من العلماء الزهّاد على تشيعّه .. إلى أن قال : كان يحيى بن سعيد لا يكتب حديثه ويستضعفه. قال ابن معين : وجعفر ثقة ، وقال أحمد : لا بأس به ، قدم صنعاء فحملوا عنه ، وقال البخاري : يقال كان أميّاً ، وقال ابن سعد : ثقة فيه ضعف ، وكان يتشيّع .. ثم ذكر كل ما ذكره ابن حجر في تهذيب التهذيب وزاد شيئاً يسيراً لا نطيل به المقام.
    وقال الذهبي في العبر 2/271 ـ في حوادث سنة ثمان وسبعين ومائة برقم 178 ـ : .. فيها توفي جعفر بن سليمان الضبعي بالبصرة ، روى عن أبي عمران الجوني وطائفة ، وكان أحد علماء البصرة ، وفيه تشيع ، أخذ ذلك عنه عبد الرزاق باليمن.
    .. هذا بعض ما ذكره أعلام الجرح والتعديل من الخاصة والعامة.
    أقول : ومن الغريب جداً التشكيك في وثاقة المترجم مع أنّ توثيق الشيخ رحمه الله في رجاله نقله ابن داود في رجاله ، والقهبائي في مجمع الرجال .. وغيرهما ، وفي النسخ المطبوعة من رجال الشيخ رحمه الله ، وسقوط التوثيق في نسخة الميرزا لا يسقط اعتبار النسخ المطبوعة منها ، ولا نسخة ابن داود التي كانت بخط الشيخ ، ونسخة المولى عناية الله القهبائي .. وغيرهم ، وهلاّ يشهد لوجود التوثيق من الشيخ توثيقات العامة له ، وعلى كل حال ، فما قاله بعض الأعلام بقوله : أقول : بعد عدم وجوده في نسختي الميرزا والتفريشي لا يبقى وثوق بوجوده في رجال الشيخ ، إذ لعله زيادة من بعضهم لما رأى ابن داود نقله ، وكتاب ابن داود كثير الاغلاط كما ذكروه ، وإن كان صاحبه ثقة ، والله اعلم .. ساقط عن الاعتبار.


(147)
    وعن المقدسي (1) أنّه قال : جعفر بن سليمان الحرشي الضبيعي ـ نزل بني ضبيعة ـ البصري ، كنيته أبو سليمان. انتهى.
    قلت : قد عرفت اختلافهم في النسبة :
    فضبطه ابن داود : بفتح أوّله وثانيه مكبراً.
    وضبطه ابن حجر : بضم أوّله ، وفتح ثانيه مكبرّاً أيضاً (2).
    وضبطه المقدسي : مصغّراً ، مصرّحاً بوجه النسبة.
    وقد مر (3) منا ضبط الضبعي مكبّراً ، في ترجمة : بشير بن يزيد.
    وضبط الضبيعي مصغراً في ترجمة : بشار بن يسار (4) ، فراجع.
    بقي هنا شيء ؛ وهو أنّ المقدسي زاد وصفه ب‍ : الحَرَشِي (5) ، وهو : بالحاء والراء المهملتين المفتوحتين ، والشين المعجمة ، والياء ؛ نسبة إلى حرش بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة. وعليه فيكون الضبعي نسبة إلى ضبيعة عامر بن صعصعة ، لا ضبيعة بكر بن وائل ولا غيره (*).
1 ـ الجمع بين رجال الصحيحين 1/71 برقم 273 ، قال : جعفر بن سليمان الحرشي الضبعي ينزل بني ضبيعة البصري ، كنيته : أبو سليمان ..
2 ـ لاحظ ضبط الضُبَعي مكبّراً في توضيح المشتبه 5/406 ، وقال في صفحة : 407 : منه : جعفر بن سليمان الضُبَعي نزيل بني ضُبَيْعَة مشهور ، عن ثابت البناني وأبي عمران الجوني وخلق ، وعنه زيد بن الحباب وطائفة ، ومع كثر علمه كان اُميّاً فيما قيل !
3 ـ في صفحة : 371 من المجلّد الثاني عشر.
4 ـ في صفحة : 223 من المجلّد الثاني عشر.
5 ـ ضبطه في توضيح المشتبه 2/271 ، وقد مرّ ضبطه من المصنّف قدّس سرّه في صفحة :.
(*)
حصيلة البحث
    التأمّل في كلمات أعلام الخاصة والعامة والنكات التي تضمنتها كلماتهم يوجب


(148)

الاطمئنان بجلالته ، وأنّه كان شيعياً إمامياً ، ومن العلماء الأتقياء والزهاد الثقات ، وكان في شهرته بتلك الصفات أوجب عدم إمكان إنكار علمه ووثاقته من أعدائه ، وكان داعية للمذهب ويدّل على ذلك روايتهم قول عبد الرزاق ـ بعد أن سئل عمّن أخذت هذا المذهب ـ : قدم علينا جعفر بن سليمان فرأيته فاضلاً حسن الهدى فأخذت هذا عنه ، ومن المعلوم أنّ مجرّد حسن الهدى والفضل لا يوجبان عدول عبد الرزاق عن مذهبه لولا دعوته واستدلاله على عقيدته ومذهبه مما أوجب هداية عبد الرزاق ، ومن هذا ونظائره يعلم أنّه كان متجاهراً بولائه لآل محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم وعدائه لاعدائهم ، فالمترجم له ـ بشهادة الشيخ وابن داود وغيرهما ، بضميمة القرائن الاُخرى ـ يعدّ ثقة جليلاً ، والرواية من جهته صحيحة ، فتدبر.

    جاء بهذا العنوان في المسترشد : 555 حديث 236 بسنده : .. عن جعفر بن سليمان الضبيع ، قال : سمعت أبا عمر بن الجون يقول : قال أبو بكر الصديق وددت أنّي شعرة في جنب عبد مؤمن. نقل ذلك في المنتظم لابن الجوزي 4/63 ، وفي الثقات لابن حيان 6/140 : جعفر بن سليمان الضبعي الجرشي من أهل البصرة كنيته : أبو سليمان ، كان ينزل في بني ضبيعة فنسب إليها .. إلى أن قال : مات سنة 178 كان يبغض الشيخين. إلى أن قال : بعثني أبي إلى جعفر بن سليمان الضبعي فقلت له : بلغنا أنك تسب أبا بكر وعمر ، قال : أما السب فلا لكن البغض ما شئت .. إلى أن قال : وكان جعفر بن سليمان من الثقات المتقنين في الروايات غير أنّه كان ينتحل الميل إلى أهل البيت [ عليهم السلام ] ولم يكن بداعية لمذهبه.

حصيلة البحث
    يظهر أنّ المعنون متحد مع الذي قبله وحكمه حكمه فتدبر.


(149)
    [ الترجمة : ]
    عدّه ـ من غير توصيف بكنية ولا لقب ـ في رجال الشيخ رحمه الله (1) من أصحاب الكاظم عليه السلام تارة ، ومن أصحاب الهادي عليه السلام اُخرى (2).
    وظاهره كونه إماميّاً ، إلاّ أنّ حاله مجهول.
    [ التمييز : ]
    ونقل في جامع الرواة (3) ، رواية علي بن نعمان ، عن القاسم بن محمّد ، عن جعفر بن سليمان عمّه ، عن أبي الحسن موسى عليه السلام في باب مسح الرأس والقدمين من الكافي (4) ، وباب صفة الوضوء من
(o)
مصادر الترجمة
    رجال الشيخ : 345 برقم 2 ، و 412 برقم 7 ، وجامع الرواة 1/152 ، وروح الجوامع المخطوط : 283 ، ومنهج المقال : 83 [ المحقّقة 3/201 برقم ( 1048 ) ].
1 ـ رجال الشيخ : 345 برقم 2.
2 ـ رجال الشيخ : 412 برقم 7.
3 ـ جامع الرواة 1/152.
4 ـ الكافي 3/31 حديث 10 ، بسنده : .. عن القاسم بن محمّد ، عن جعفر بن سليمان عمّه قال : سألت أبا الحسن موسى عليه السلام ..


(150)
التهذيب (1) (*).
1 ـ التهذيب 1/65 حديث 185 ، بسنده : .. عن القاسم بن محمّد ، عن جعفر بن سليمان عمّه ، قال : سألت أبا الحسن موسى عليه السلام ..
    ولم أجد رواية له عن الإمام الهادي عليه السلام.
    أقول : روى الصدوق في أماليه عدّة روايات في سندها ( جعفر بن سليمان ) من دون توصيفه بشيء يمكن تمييزه ، منها : في الأمالي : 57 المجلس الثالث عشر حديث 10 بسنده : .. عن المعلّى بن محمّد البصري ، عن جعفر بن سليمان ، عن عبد الله بن الحكم .. وصفحة : 246 المجلس الثالث والأربعون حديث 7 بسنده : .. قال : أخبرنا المنذر بن محمّد ، قال : حدثنا جعفر بن سليمان ، عن عبد الله بن الفضل .. وصفحة : 473 المجلس الثاني والسبعون حديث 6 بسنده : .. عن المعلى بن محمّد البصري ، عن جعفر بن سليمان ، عن عبد الله بن الحكم .. وصفحة : 543 ـ 544 المجلس الواحد والثمانون حديث 6 بسنده : .. قال : أخبرنا المنذر بن محمّد ، قال : حدّثنا جعفر بن سليمان ، عن أبيه ، عن عمرو بن خالد .. وصفحة : 587 المجلس السادس والثمانون حديث 11 بسنده : .. قال : حدّثنا المنذر بن محمّد ، عن جعفر بن سليمان ، عن عبد الله بن الفضل الهاشمي .. وصفحة : 605 المجلس الثامن والثمانون حديث 9 بسنده : .. قال : أخبرنا المنذر بن محمّد ، قال : حدّثنا جعفر بن سليمان ، عن عبد الله بن الفضل .. وفي المجاميع الحديثية الاُخرى ، ولا يبعد اتحاد جعفر بن سليمان هذا مع الراوي عن موسى بن جعفر عليهما السلام.
    ثم أنّ بعض أرباب الجرح والتعديل احتمل اتحاد الراوي عن الكاظم عليه السلام مع جعفر بن سليمان الضبعي ، فقال في روح الجوامع المخطوط : 283 ـ من نسختنا ـ : أقول : ولعلّه المذكور في ( ظم ) أيضاً من ( جخ ) من غير تقييد بالضبعي البصري ، لمناسبة التاريخ ، يشير بذلك أنّ جعفر بن سليمان الضبعي مات سنة 178 ، ويعني ذلك أنّه مات قبل وفاة الكاظم عليه السلام بما يقرب من احدى عشرة سنة ؛ لأنّ وفاة الإمام عليه السلام سنة 189 ، ولازمه أنّه أدرك من زمان إمامة الكاظم عليه السلام قريباً من ثلاثين سنة ، وبهذه المحاسبة يظهر قوة احتمال اتحاده مع الضبعي.
    وقال في منهج المقال : 83 [ المحقّقة 3/201 برقم ( 1048 ) ] : .. وفي ( ظم ) : ابن سليمان ، ثم في ( دي ) : ابن سليمان في ( د ) ، ابن سليمان القمي أبو محمّد ..
    ولكن في منتهى المقال : 76 [ الطبعة المحققة 2/246 برقم ( 552 ) ] في ترجمة
تنقيح المقال ـ الجزء الخامس عشر ::: فهرس