تنقيح المقال ـ الجزء الخامس عشر ::: 256 ـ 270
(256)
حمدويه وإبراهيم ، قالا : حدّثنا أبو جعفر محمد بن عيسى العبيدي ، عن هشام بن إبراهيم الختلي المشرقي ـ وهو أحد من أثنى عليه في الحديث ـ أنّ أبا الحسن عليه السلام قال فيه خيراً. انتهى.
    وأقول : ينبغي أن ننقل أولا ما في ترتيب الاختيار للكشي في المقام ، ونتبعه بما ينبغي أن يقال ، فنقول :
    قال رحمه الله (1) : جعفر بن عيسى بن يقطين ، من أصحاب الرضا عليه السلام ؛ حمدويه ، وإبراهيم ، قالا : حدّثنا أبو جعفر محمد بن عيسى العبيدي ، قال : سمعت هشام بن إبراهيم الختلي ـ وهو المشرقي ـ ، يقول : استأذنت لجماعة على أبي الحسن عليه السلام في سنة تسع وتسعين ومائة ، فحضروا وحضرنا ستة عشر رجلا على باب أبي الحسن الثاني عليه السلام ، فخرج مسافر * فقال : يدخل ** آل يقطين ويونس بن عبد الرحمن. ويدخل الباقون رجلا رجلا. فلما دخلوا ، وخرجوا ، خرج مسافر ، ودعاني ، وموسى *** ، وجعفر بن عيسى ، ويونس ، فأدخلَنا جميعاً عليه ، والعباس **** قائم ناحية بلا حذاء ولا رداء ، وذلك في سنة أبي السرايا ،
1 ـ مجمع الرجال 2/33 ـ 34 ، وجاءت الرواية في رجال الكشي : 498 ـ 500 حديث 956.
* ـ [ مسافر ] هو مولى أبي الحسن عليه السلام.     [ منه ( قدّس سرّه ) ].
** ـ أقول : سوق العبارة تدل على سقوط ( لا ) ، والصحيح : لا يدخل آل يقطين ، وذلك أن قوله : فلمّا دخلوا وخرجوا خرج مسافر فدعاني وموسى وجعفر بن عيسى ويونس .. يقتضي ذلك.     [ منه ( قدّس سرّه ) ].
*** ـ هو ابن صالح كما في رجال الكشي [ 496 برقم 956 ].     [ منه ( قدّس سرّه ) ].
    انظر : رجال الكشي : 498 برقم 956.
**** ـ كأنّه ابن هلال الشامي ، ويحتمل أن يكون هو أخاه العباس بن موسى عليه السلام.     [منه ( قدّس سرّه ) ].


(257)
فسلّمنا .. ثمّ أمرنا بالجلوس ، فلمّا جلسنا قال له جعفر بن عيسى : يا سيدي ! نشكو إلى الله وإليك ممّا (1) نحن فيه من أصحابنا. فقال : « وما أنتم فيه منهم ؟ » ! قال جعفر : هم [ والله ] يا سيدي ! يزندقونا ويكفّرونا ويبرأون منّا ! فقال : « هكذا كان أصحاب عليّ بن الحسين ومحمد بن علي ، وأصحاب جعفر وموسى صلوات الله عليهم ، ولقد كان أصحاب زرارة يكفّرون غيرهم ، وكذلك غيرهم كانوا يكفّرونهم ».
    فقلت له : يا سيدي ! نستعين بك على هذين الشيخين يونس وهشام ـ وهما حاضران ـ فهما أدّبانا وعلّمانا الكلام ، فإن كنّا يا سيّدي ! على هدى فقرّنا (2) ، وإن كنّا على ضلال فهذان أضلاّنا ، فمرنا بتركه. ونتوب إلى الله منه يا سيدي ! ، فادعنا إلى دين الله نتّبعك. فقال عليه السلام : « ما أعلمكم إلاّ على (3) هدى ، زاكم الله عن الصحبة القديمة والحديثة خيراً ».
    فتأوّلوا القديمة ، علي بن يقطين رحمه الله ، والحديثة خدمتنا [ له ] ، والله أعلم.
    فقال جعفر : جعلت فداك ، إنّ صالحاً (4) وأبا الأسد ، ختن * علي بن يقطين
1 ـ في المصدر : ما.
2 ـ في رجال الكشي ومجمع الرجال : ففزنا.
3 ـ وضع على ( على ) رمز الاستظهار ( ظ ).
4 ـ ذكر الكشي في رجاله العنوان هكذا : ما روي في يونس بن عبد الرحمن ، وهشام بن إبراهيم المشرقي ، وجعفر بن عيسى بن يقطين ، وموسى بن صالح ، وأبي الأسد خصّي علي بن يقطين .. ومن هذا العنوان يظهر أنّ ( موسى ) سقط من العبارة ، والصحيح : أنّ موسى بن صالح.
* ـ قد مرّ معنى ختن في ترجمة : أبان بن عمر ، وفي نسخة : أبا الأسيد.     [ منه ( قدّس سرّه ) ].
    انظر : تنقيح المقال 3/154 رقم ( 52 ) من الطبعة المحقّقة.


(258)
حكيا [ عنك أنهما حكيا ] لك شيئاً من كلامنا. فقلت لهما : ما لكما والكلام بينكما ينسلخ إلى الزندقة * ، فقال عليه السلام : « قلت لهما ذلك .. ؟! أنا قلت ذلك .. ؟! والله ما قلت لهما ».
    وقال يونس : جعلت فداك ! إنّهم يزعمون أنّا زنادقة ـ وكان جالساً إلى جنب رجل وهو متربّع ـ رجلا على رجل ، وهو ساعة بعد ساعة يمرّغ وجهه وخدّيه على بطن قدمه اليسرى ـ فقال له : أرأيتك لو كنت زنديقاً ، فقال لك (1) : هو مؤمن ، ما كان ينفعك من ذلك ، ولو كنت مؤمناً ، فقال (2) هو زنديق ، ما كان يضرّك منه !
    وقال هشام المشرقي له : والله ما نقول إلاّ بقول آبائك عليهم السلام عندنا كتاب سمّيناه كتاب الجامع ، فيه جميع ما يتكلم الناس عليه عن آبائك صلوات الله عليهم ، وإنّما نتكلم عليه ، فقال له جعفر : شهاً ** (3) بهذا الكلام ، فأقبل على جعفر فقال : « فإذا كنتم لا تتكلّمون بكلام آبائي عليهم السلام فبكلام أبي بكر وعمر تريدون أن تتكلّموا (4) ؟! ».
    قال حمدويه : هشام المشرقي هو ابن إبراهيم البغدادي ، فسألته عنه ، وقلت
    أقول : في نسختنا من رجال الكشي ( خصّى ) ، وفي مجمع الرجال 2/34 نقلا عن رجال الكشي ( ختن ).
* ـ خ. ل : والكلام يثنيكم إلى الزندقة.     [ منه ( قدّس سرّه ) ].
1 ـ يظهر من سياق العبارة أنّ العبارة الصحيحة : فقال لك الناس : أنت مؤمن.
2 ـ في رجال الكشي : فقالوا.
** ـ الظاهر أنّه : تصحيف : شه ، كلمة زجر.     [ منه ( قدّس سرّه ) ].
    أقول : في لسان العرب 13/508 مادة ( شهه ) قال : شَهْ : حكاية كلام شبه الانتهار.
3 ـ في مجمع الرجال نقلا عن رجال الكشي : ( شبيهاً ) وهو الصحيح.
4 ـ إلى هنا كلام القهپائي في مجمع الرجال مع اختلاف أشرنا إليه أو أدرجناه بين معقوفتين.


(259)
له : ثقة هو ؟ فقال : ثقة (1). قال : ورأيت ابنه ببغداد. انتهى ما في الكشي بطوله.
    وقد عنون في التحرير الطاوسي (2) أيضاً جعفر بن عيسى بن يقطين ، وقال : روي أنّ أبا الحسن عليه السلام قال فيه خيراً. وأنكر ما حكاه جعفر * من أنّ شيئاً من كلامنا حكى لك ، فقلت : ما لكم بما يثنيكم (3) إلى الزندقة.
    الطريق : حمدويه وإبراهيم ، قالا : حدّثنا أبو جعفر محمد بن عيسى العبيدي ، عن هشام بن إبراهيم الختلي ـ وهو المشرقي ـ وهو أحد من اُثني عليه في
    الحديث. انتهى.
    قلت : فيه تغيير في جواب الإمام عليه السلام لما رواه الكشي ، والظاهر أنّه اختصار للفظ الحديث وقع لابن طاوس ، يوهم غير المقصود.
    ولذا قال صاحب المعالم في حاشية التحرير : الصواب ما في الكشي ، وهو هكذا ، قال جعفر : جعلت فداك .. إلى قوله : والله ما قلت لهما .. ممّا سمعته في عبارة الكشي. انتهي.
    وقد تحصّل من ذلك كلّه أنّ جعفر بن عيسى بن يقطين من أجلاّء الأصحاب على وجه ينبغي ترتيب آثار الوثاقة عليه ، لكن الفاضل المجلسي في الوجيزة (4)
1 ـ في رجال الكشي : 500 في ذيل حديث 956 : ثقة ثقة ، وفي مجمع الرجال 6/215 في ترجمة هشام بن إبراهيم : ثقة ثقة.
2 ـ التحرير الطاوسي : 65 برقم 71 طبعة بيروت [ وطبعة مكتبة السيد النجفي المرعشي : 107 برقم ( 74 ) ].
* ـ المراد حكاه جعفر لأبي الحسن عليه السلام ، عن صالح وأبي الأسيد ، وهما فاعل حكى لك في كلامه.     [ منه ( قدّس سرّه ) ].
3 ـ خ. ل : ينبئكم.
4 ـ الوجيزة : 147 الطبعة الحجرية [ رجال المجلسي : 176 برقم ( 365 ) ] ، قال : وجعفر بن عيسى بن يقطين ( ح ). وعدّه في ملخّص المقال في قسم الحسان ، وذكره في


(260)
جعله ممدوحاً. وعدّه في الحاوي (1) في قسم الحسان.
    وقال الوحيد رحمه الله في التعليقة (2) : عدّ ممدوحاً لما ذكر ، والظاهر أنّه من متكلّمي أصحابهم وأجلاّئهم ، وأخوه الجليل محمد بن عيسى كثيراً ما يروي عنه ، ولهما أخ آخر اسمه موسى ، وموسى المذكور في رواية المشرقي في التحرير الطاوسي ، أنّه موسى بن صالح ، وسيجيء عن المصنّف رحمه الله أيضاً ، ولعله أيضاً ملقّب ب‍ : المشرقي ، كما سيجيء في هشام بن الحكم.
    التمييز :
    يعرف الرجل برواية أخيه محمد بن عيسى بن عبيد ، ومحمد بن إسماعيل ، وأحمد بن محمد ، والحسين بن سعيد ، عنه (3).
نقد الرجال : 71 برقم 55 [ الطبعة المحقّقة 1/352 برقم ( 991 ) ] ، والشيخ الحرّ في رجاله المخطوط : 14 من نسختنا ، قال : جعفر بن عيسى ، ( ضا ) ، ممدوح ، ( كش ) ، والوسيط المخطوط : 65 من نسختنا ، ومنهج المقال : 84 [ المحقّقة 3/213 برقم ( 1072 ) ] ، وعدّه ابن داود في رجاله : 87 برقم 316 في القسم الأول ، فقال : جعفر بن عيسى بن يقطين ، ( دى ) ، ( كش ) ، ممدوح ، ومنتهى المقال : 78 الطبعة الحجرية [ والطبعة المحقّقة 2/257 برقم ( 568 ) ].
    وقال في لسان الميزان 2/121 برقم 502 : جعفر بن عيسى بن يقطين ، وجعفر بن قعنب بن أعين الكوفي ، ذكرهما الطوسي في رجال الشيعة.
1 ـ حاوي الأقوال 3/98 برقم 1062 [ المخطوط : 182 برقم ( 912 ) من نسختنا ].
2 ـ التعليقة المطبوعة على هامش منهج المقال : 83 ـ 84 [ الطبعة المحقّقة 3/213 برقم ( 356 ) ].
3 ـ وجاء في سند رواية كامل الزيارات : 68 باب 22 حديث 1 [ طبعة نشر الفقاهة : 143 ـ 144 حديث 169 ] بسنده : .. عن محمد بن عيسى بن عبيد ، عن صفوان بن يحيى ، وجعفر بن عيسى بن عبيد الله ، قالا : حدّثنا أبو عبد الله الحسين بن أبي غندر ، عمّن حدّثه ، عن أبي عبد الله عليه السلام .. ، ولا يخفى أنّ مع مقارنة هذا السند


(261)

مع أسانيد الروايات الاُخر يتضح زيادة كلمة ( الله ) في عبيد الله فعليه متّحد مع المعنون هنا.
    أقول : نسب بعض المعاصرين في قاموسه 2/402 إلى المؤلف قدّس سرّه كلاماً لم نجده في كلامه ، وهو أنّه قال : قال المصنّف : نقل الجامع رواية أحمد بن محمد ، عنه.
    قلت : نقله عن بيّنات ( يب ) وغلّطه ، وهو الصحيح لأنّه هكذا : أحمد بن محمد ، عن أخيه جعفر بن عيسى. فيعلم أنّه سقط بينهما محمد بن عيسى. فالمؤلف قدّس سرّه لم يذكر سوى أنّه نقل رواية أحمد بن محمد عنه ، وقد أخذ ذلك من جامع الرواة ، والرواية في التهذيب 6/5 حديث 665 وهي ـ أحمد بن محمد ـ ، عن أخيه جعفر بن عيسى ، عن ابن يقطين ، عن أبي الحسن الأول عليه السلام. وقوله : عن أخيه جعفر بن عيسى شاهد صدق على سقوط ـ محمد بن عيسى ـ من سند الرواية ، وعليه عدّ أحمد بن محمد عن المترجم سهو من جامع الرواة ، فتقطن.

من روى عن المترجم ومشايخه في الرواية :
    روى عن الإمام الصادق والإمام موسى الكاظم والإمام الرضا عليهم السلام ، وعن جعفر بن عامر بن عبد الله بن جذاعة الأسدي ، وخالد بن سدير. وروى عنه أحمد بن أبي عبد الله ، والحسين بن موسى ، ومحمد بن إسماعيل ، ومحمد بن عيسى بن عبيد.

أمّا رواياته في الكتب الأربعة :
    ففي التهذيب 3/202 حديث 472 بسنده : .. عن الحسين بن موسى ، عن جعفر بن عيسى ، قال : قدم أبو عبد الله عليه السلام ..
    وفيه 4/301 حديث 911 بسنده : .. عن محمد بن عيسى بن عبيد ، قال : حدّثنا جعفر بن عيسى أخي قال : سألت الرضا عليه السلام ..
    وكذا في 5/184 حديث 613 بسنده : .. عن محمد بن عيسى ، عن أخيه جعفر بن عيسى ، ويونس بن عبد الرحمن جميعاً ، عن جعفر بن عامر بن عبد الله بن جذاعة الأزدي ، عن أبيه ، قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام ..
    و 6/289 حديث 800 بسنده : .. عن محمد بن إسماعيل ، عن جعفر بن عيسى ، قال : كتبت إلى أبي الحسن عليه السلام ..
    و 7/66 حديث 285 : الصفار ، عن محمد بن عيسى ، عن جعفر بن عيسى ، قال : كتبت إلى أبي الحسن عليه السلام ..


(262)
    ثمّ إنّ الوحيد رحمه الله أفاد أمراً آخر مرّ نقلنا له في الفائدة الحادية والعشرين
    وصفحة 116 حديث 506 : محمد بن الحسن الصفّار ، عن محمد بن عيسى ، عن جعفر بن عيسى ، قال : كتبت إلى أبي الحسن عليه السلام ..
    و 8/325 حديث 1207 : محمد بن عيسى ، عن أخيه جعفر بن عيسى ، عن خالد بن سدير أخي حنان بن سدير ، قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام ..
    و 9/184 حديث 743 : أحمد بن محمد ، عن محمد بن عيسى بن عبيد ، عن أخيه جعفر بن عيسى ، عن علي بن يقطين ، قال : سألت أبا الحسن عليه السلام ..
    وصفحة : 233 حديث 914 : عنه ، عن محمد بن عيسى بن عبيد ، عن جعفر بن عيسى ، قال : كتبت إلى أبي الحسن عليه السلام ..
    وفي الكافي 4/146 حديث 5 بسنده : .. عن محمد بن عيسى بن عبيد ، قال : حدثني جعفر بن عيسى أخوه قال : سألت الرضا عليه السلام ..
    و 6/452 حديث 8 : عنه ، عن جعفر بن عيسى ، قال : كتبت إلى أبي الحسن الرضا عليه السلام ..
    و 7/59 حديث 9 بسنده : .. عن محمد بن عيسى بن عبيد ، عن جعفر بن عيسى ، قال : كتبت إلى أبي الحسن عليه السلام ..
    وصفحة : 46 حديث 1 بسنده : .. عن محمد بن عيسى بن عبيد ، عن أخيه جعفر بن عيسى ، عن علي بن يقطين ، قال : سألت أبا الحسن عليه السلام ..
    وصفحة : 431 حديث 18 : محمد بن جعفر الكوفي ، عن محمد بن إسماعيل ، عن جعفر بن عيسى ، قال : كتبت إلى أبي الحسن عليه السلام ..
    والاستبصار 1/483 حديث 1872 بسنده : .. عن الحسين بن موسى ، عن جعفر بن عيسى قال : قدم أبو عبد الله عليه السلام مكة ..
    و 2/135 حديث 442 بسنده : .. عن محمد بن عيسى بن عبيد ، قال : حدّثنا جعفر بن عيسى أخي ، قال : سألت الرضا عليه السلام ..
    وكذا في 4/140 حديث 522 بسنده : .. عن محمد بن عيسى بن عبيد ، عن أخيه جعفر بن عيسى ، عن علي بن يقطين ، قال : سألت أبا الحسن عليه السلام ..
    والفقيه 3/64 حديث 214 : وروى محمد بن عيسى بن عبيد ، عن أخيه جعفر بن عيسى ، قال : كتبت إلى أبي الحسن عليه السلام ..
    وفيه 4/155 حديث 538 : روى محمد بن عيسى بن عبيد ، عن أخيه جعفر بن عيسى بن عبيد ، عن علي بن يقطين ، قال : سألت أبا الحسن عليه السلام ..


(263)
من مقدمات الكتاب (1) ، فلاحظ ، وتدبّر (*).
1 ـ تنقيح المقال 1/208 من الطبعة الحجرية.
(*)
حصيلة البحث
    إنّ إمامية المترجم وجلالته ممّا لا يخفى ، وما يظهر من رواية الكشي إن لم تدل على وثاقته ، فأقلّ ما تدلّ عليه كونه من الحسان ، فهو عندي في أعلى مراتب الحسن ، والرواية من جهته حسنة قريبة من الصحّة ، والله العالم.

    جاء في الأمالي للشيخ الطوسي قدّس سرّه 2/103 الجزء 17 طبعة النجف [ وطبعة مؤسسة البعثة : 488 حديث 1070 ] ، قال أبو المفضل : حدّثنا جعفر بن عيسى بن مدرك التمّار بحلوان ، قال : حدّثنا محمد بن مسلم بن دارة [ وارة ] الرازي ، قال : حدّثنا هشام بن عبد الله السني ، عن كباية [ كنانة ] بن جبلة ، عن عاصم بن رجاء بن حبوة [ حيوة ] ، عن أبيه ، عن عبد الرحمن بن غنم ، عن معاذ بن جبل ، قال : ..
    وعنه في بحار الأنوار 1/171 حديث 24 مثله.

حصيلة البحث
    المظنون أنّ الراوي من رواة العامة .. وإن كان إمامياً فهو مهمل.

    جاء بهذا العنوان في أمالي الشيخ : 666 حديث 1395 ( طبعة مؤسسة البعثة ) بسنده : .. عن صفوان بن يحيى وجعفر بن عيسى بن يقطين ، قالا :


(264)

حدّثنا الحسين بن أبي غندر ، عن أبيه ..
    وعنه في بحار الأنوار 97/124 حديث 6 ، وفيه : عن جعفر بن عيسى بن يقطين 76/139 حديث 52 ، ومستدرك وسائل الشيعة 1/363 حديث 861 و صفحة : 427 حديث 1074.
    وجاء في رجال الكشي 2/789 برقم 955 ، والخلاصة : 90 برقم 10 ، وقال : هو أحد من أثنى عليه في الحديث أنّ أبا الحسن عليه السلام ، قال فيه خيراً ، وكذلك في رجال ابن داود : 64 برقم 320 : ممدوح ، والتحرير الطاوسي : 107 برقم 74 طبعة مطبعة سيد الشهداء [ وفي طبعة الأعلمي : 65 برقم ( 71 ) ] ، والظاهر هذا هو جعفر بن عيسى بن عبيد بن يقطين المتقدم.

حصيلة البحث
    التأمل في ما في المصادر المشار إليها يوحي إلى أنّ المعنون هو المتقدّم : جعفر بن عيسى بن عبيد ، الثقة على الأرجح ، فتدبر.

    جاء في بحار الأنوار 39/230 حديث 7 بسنده : .. عن أحمد بن محمد مولى بني هاشم ، عن جعفر بن عيينة ، عن جعفر بن محمد ، عن الحسين بن بكر ، عن عبد الله بن محمد بن عقيل ، عن جابر بن عبد الله ، قال : قام فينا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم ..
    ولكن في تأويل الآيات 2/777 حديث 9 : جعفر بن عنبسة ..
    أقول : يعدّ عيينة تصحيف : عنبسة ، هذا ، ولم تكن قرينة ترشد إلى اتحاد عيينة مع عقبة ، فتدبر.

حصيلة البحث
    المعنون مهمل.


(265)
    [ الضبط : ]
    قد مرّ (1) ضبط الأسدي في ترجمة : أبان بن أرقم.
    [ الترجمة : ]
    وقد وقع الرجل في طريق الصدوق رحمه الله في الفقيه (2) في باب الحيل في الأحكام.
    وفي بعض النسخ بدله : حفص بن غالب ، وكلاهما غير مذكورين في كتب الرجال (*).
1 ـ في صفحة : 73 من المجلّد الثالث.
2 ـ من لا يحضره الفقيه 3/9 حديث 31 : .. وفي رواية عمرو بن شمر ، عن حفص بن غالب الأسدي .. رفع الحديث .. هكذا في طبعة دار الكتب الإسلامية ، وفي طبعة جماعة المدرسين 3/17 حديث 3246 ، وروضة المتقين 6/63 ، قالا : .. وفي رواية عمرو بن شمر ، عن جعفر بن غالب الأسدي .. رفع الحديث ..
(*)
حصيلة البحث
    لم يذكر أعلام الجرح والتعديل المعنون فهو يعدّ مهملا.

    جاء في رجال الكشي : 9 حديث 19 في ترجمة سلمان الفارسي : ..


(266)

وروى جعفر غلام عبد الله بن بكير ، عن عبد الله بن محمد بن نهيك ، عن النصيبي ، عن أبي عبد الله عليه السلام ..
    وعنه في بحار الأنوار 22/352 حديث 81 مثله.

حصيلة البحث
    المعنون مهمل.

    جاء في تفسير القمي 1/29 في ذيل قوله تعالى : ( إهْدِنَا الصِّراطَ المُسْتَقيمَ ) بسنده : .. عن سليمان بن داود المنقري ، عن جعفر بن غياث ، قال : وصف أبو عبد الله عليه السلام الصراط .. إلى آخره.
    أقول : هو خطأ ، والصحيح : حفص بن غياث.

حصيلة البحث
    العنوان ساقط لا وجود له.

    ذكره النجاشي في رجاله : 239 برقم 844 الطبعة المصطفوية [ وفي اُوفست الهند : 220 ، وطبعة جماعة المدرسين : 311 برقم ( 851 ) ، وطبعة بيروت 2/176 برقم ( 849 ) ] في ترجمة أبيه ، قال : الفيض بن المختار الجعفي كوفي ، روى عن أبي جعفر وأبي عبد الله وأبي الحسن عليهم السلام ، ثقة ، عين ، له كتاب يرويه ابنه جعفر ..


(267)
    [ الترجمة : ]
    لم أقف فيه إلاّ على قول الوحيد رحمه الله : إنّ للصدوق رحمه الله (1) طريقاً إليه ، وعدّه خالي ممدوحاً لذلك. انتهى.
    والظاهر أنّ ما نقله عن خاله في غير الوجيزة (2) ، فإنّه فيها لم يتعرّض للرجل (*).
حصيلة البحث
    لم أجد للمعنون ذكراً في كتب الرجال والحديث ، فهو مهمل ، ولا يبعد عدّ حديثه في أول درجة الحسن.
1 ـ في تعليقته المطبوعة على هامش منهج المقال : 84 [ الطبعة المحقّقة 3/217 برقم ( 357 ) ].
2 ـ الوجيزة : 174 [ رجال المجلسي : 377 برقم ( 91 ) ] ، قال : .. وإلى جعفر بن القاسم ( صح ، م ، ر ، ح ) ذكره في طريق الصدوق رضوان الله تعالى عليه ، ولم يذكره في فصل الرواة.
    وفي الكافي 1/340 باب الغيبة حديث 21 : أحمد بن إدريس ، عن محمد بن أحمد ، عن جعفر بن القاسم ، عن محمد بن الوليد الخزّاز ، عن الوليد بن عقبة ، عن الحارث بن زياد ، عن شعيب ، عن أبي حمزة ، قال : دخلت على أبي عبد الله عليه السلام ..
    وفي من لا يحضره الفقيه 2/197 حديث 897 : وروى جعفر بن القاسم ، عن الصادق عليه السلام ..
(*)
حصيلة البحث
    لم يذكر المعنون أعلام الجرح والتعديل ، فهو مهمل.


(268)

    عنونه بعض المعاصرين في قاموسه 2/403 وهو في غير محلّه ؛ لأنّه ليس من الرواة! ولا من الإماميّة ، وقال : قال الحموي : أنّه وأباه من المخمّسة.
    أقول : الّذي ذكره الحموي في معجم البلدان 5/447 هو هذا : .. وصرّح بأنّ هو وأباه من المخمّسة ، وكان من وزراء الراضي والمتّقي .. وعليه لا مجال لتوهّم أنّه متّحد مع المذكور في المتن ؛ لأنّ المخمّسة لا يعدّون أئمّة أهل البيت عليهم السلام سوى أمير المؤمنين عليه السلام من مصادر بيان الأحكام ، والمخمسة ليس لهم من الإسلام والإيمان نصيب ، فكيف من يكون بهذه العقيدة يروي عن محمّد بن الوليد الخزّاز المعدود ممّن لم يرو عنهم عليهم السلام ، والمعنون هنا ليس أصلا من الرواة ، بل هو من الوزراء في القرن الرابع ، ومات سنة 329 ، وجعفر بن القاسم المتقدّم ذكره روى عن الصادق عليه السّلام بلا واسطة ـ كما في الفقيه ـ أو مع وسائط ـ كما في الكافي ـ.
    وعلى كلّ حال ؛ فالمعنون ليس ممّن يذكر في الرواة ، بل هو من الظلمة الطغاة.

حصيلة البحث
    المعنون لمّا لم يكن من أصحاب الأئمة الأطهار عليهم السلام ولا من الرواة ، بل من أعداء أهل البيت عليهم السلام كان ساقط العنوان.


(269)
    الضبط :
    قُرْط : بضم القاف ، وسكون الراء المهملة ، بعدها طاء مهملة ، نبات كالرطبة ويعلّق في شحمة الأذن (1) ، وبكسر القاف ، نوع من الكراث. وقد وقع التسمية به لكثير من الرجال والنساء.
    وقد مرّ (2) ضبط المزني في ترجمة : إبراهيم بن [ سليمان بن ] أبي داحة.
    الترجمة :
    لم أقف فيه إلاّ على عدّ الشيخ رحمه الله (3) إيّاه من أصحاب الصادق
(o)
مصادر الترجمة
    رجال الشيخ : 162 برقم 24 ، مجمع الرجال 2/35 ، جامع الرواة 1/155 ، مجمع الرجال 2/35 ، منهج المقال : 84 [ المحقّقة 3/218 برقم ( 1073 ) ] ، وملخص المقال في قسم المجاهيل.
1 ـ قال في لسان العرب 7/374 : القُرْط : الشَنْف ، وقيل : الشَنْف في أعلى الأذن والقرط في أَسْفلها ، وقيل : القُرط الذي يعلَّق في شحمة الأذن. وذكر له معاني اُخر .. إلى أن قال في صفحة : 376 : والقُرط : الذي تُعلْفَه الدواب وهو شبيه بالرُطْبة وهو أجلّ منها وأعظم ورقاً .. ثم ذكر أن القُرْط : بطون من بني كلاب وقبيلة من مهرة بن حَيْدان. وانظر : تاج العروس 5/202 ـ 204.
    وذكر في توضيح المشتبه 7/191 بعض المسمين ب‍ : قُرْط ـ بضم القاف ـ.
    أقول : ولم أجد من صرّح بأن القِرط ـ بالكسر ـ وقع التسمية به ، فتفحص.
2 ـ في صفحة : 38 من المجلّد الرابع.
3 ـ رجال الشيخ : 162 برقم 24 ، وذكره في مجمع الرجال ، ومنهج المقال ، ملخص


(270)
عليه السلام ، مزيداً على ما في العنوان قوله : كوفي.
    قلت : ظاهره كونه إمامياً ، إلاّ أنّ حاله مجهول (*).
المقال في قسم المجاهيل ، جامع الرواة ، والجميع اكتفوا بنقل عبارة رجال الشيخ من دون زيادة.
(*)
حصيلة البحث
    لم يذكر المعنونون له ما يوضح حاله ، فهو غير مبيّن الحال.

    جاء في رجال الشيخ رحمه الله : 162 برقم 9 ، في أصحاب الصادق عليه السلام : جعفر بن قعنب بن أعين الكوفي ، وفي دلائل الإمامة : 248 [ وفي الطبعة الجديدة : 465 حديث 450 ] معرفة وجوب أصحاب القائم عليه السلام ، بسنده : .. قال : .. حدّثنا إبراهيم بن عبد الرحمن ، عن جعفر بن قرم ، عن هارون بن حماد ، عن مقاتل ، عن أمير المؤمنين عليه السلام ..

حصيلة البحث
    المعنون مجهول الحال.

    جاء في دلائل الإمامة : 236 [ وفي الطبعة الجديدة : 447 حديث 423 ] بسنده : .. قال : حدّثني أبو الطيب الصابوني ، عن جعفر القصيري ، عن علي بن هارون ، عن عبد الله بن خلف الحلبي ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن محمد الباقر ، عن أبيه علي ، عن الحسين بن علي عليهم السلام ..
    أقول : جاءت هذه الرواية سنداً ومتناً في الهداية الكبرى : 374 هكذا : عن علي بن الطيب الصابوني ، عن علي بن مهزيار ، عن محمد بن
تنقيح المقال ـ الجزء الخامس عشر ::: فهرس