تنقيح المقال ـ الجزء الخامس ::: 241 ـ 255
(241)

إبراهيم بن هارون الفامي رحمه الله في مسجد الكوفة ، قال : حدّثنا محمّد بن عبد الله بن جعفر الحميري ..
    أقول : وفي غالب الروايات الوارد في أسانيدها قد نسب إلى جدّه فيهما ، كما في 281 باب 6 من العيون : حدّثنا عليّ بن الحسين بن شاذويه المؤدّب وأحمد بن هارون الفامي رضي الله عنهما ، قالا : حدّثنا محمّد بن عبدالله بن جعفر الحميري .. وفي صفحة : 138 باب 26 : حدّثنا أحمد بن هارون الفافي رضي الله عنه في مسجد الكوفة سنة 354 ، قال : حدّثنا محمّد بن عبدالله بن جعفر الحميري ، عن أبيه ..
    و في 2 / 337 باب 48 : حدّثنا أحمد بن هارون الفامي رحمه الله ، قال : حدّثنا محمّد بن جعفر بن بطّة ...
    وفي إكمال الدين 1 / 311 باب 28 حديث 2 : حدّثنا علي بن الحسين بن شاذويه المؤدّب وأحمد بن هارون القاضي رضي الله عنهما ، قالا : حدّثنا محمّد بن عبدالله بن جعفر الحميري عـن أبيه ..
    وصفحة : 325 باب 32 حديث 2 : حدّثنا أحمد بن هارون الفامي وعلي بن الحسين بن شاذويه المؤدّب وجعفر بن محمّد بن مسرور وجعفر ابن الحسين رضي الله عنهم ، قالوا : حدّثنا محمّد بن عبدالله بن جعفر الحميري ، عن أبيه.
    و في 2 / 510 باب 45 حديث 40 : حدّثنا أحمد بن هارون القاضي رضي الله عنه ، قـال : حدّثنا عبدالله بن جعفر الحميري ، عن أبيه.
    و صفحة : 656 باب 58 : حدّثنا أحمد بن هارون القاضي وجعفر بن مسرور وعلي بن الحسين بن شاذويه المؤدّب رضي الله عنهم ، قالوا : حدّثنا محمّد بن عبدالله بن جعفر بن جامع الحميري.


(242)

    وفي توحيد الشيخ الصدوق : 76 باب 2 حديث 31 : حدّثنا أحمد بن هارون الفامي رضي الله عنه ، قال : حدّثنا محمّد بن عبدالله بن جعفر بن جامع الحميري و صفحة : 80 حديث 36 : حدّثنا هارون الفامي رضي الله عنه قال : حدّثنا محمّد بن عبدالله بن جعفر الحميري. وفي صفحة : 363 باب 59 حديث 12 مثله.
    وفي رجال الشيخ الطوسي : 184 في ترجمة محمّد بن عبدالله بن جعفر الحميري برقم 707 : قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي جعفر ابن بابويه ، عن أحمد بن هارون الفامي وجعفر بن الحسين عنه.
    وأمالي الشيخ الطوسي والاختصاص.
حصيلة البحث
    يظهر من الأسانيد المذكورة أنـّه شيخ الصدوق قدّس سرّه ، ويترحّم الشيخ الصدوق عليه ويترضّى له ، وعليه إن قلنا بأنّ المشايخ ثقات سواء صرّح أرباب الجرح والتعديل بذلك أم لا ، فهو ثقة و إلاّ فلابد من عدّه في أعلى مراتب الحسن لترحّم وترضّي الصدوق عليه ، ولذلك تعدّ الرواية من جهته حسنة كالصحيح.

[ 723 ]
    جاء في نوادر الأثر : 320 بسنده : .. عن الحسين بن علي بن جعفر المحدّث ، قال : حدّثني أحمد بن إبراهيم بن يوسف ، عن عمر بن عبدالرحيم ..
    وكذلك جاء في اليقين : 523 بسنده : .. عن أحمد بن إبراهيم بن يوسف ، قال : حدّثنا عمران بن عبدالرحيم ..


(243)

    وفي صفحة : 524 بسنده : .. عن أحمد بن إبراهيم بن يوسف ، قال حدّثنا عمران بن عبدالرحيم ..
حصيلة البحث
    المعنون، مهمل.

[ 724 ]
437 ـ أحمد بن أبي أحمد
    جاء بهذا العنوان في كتاب الغيبة للنعمانى : 208 الباب 12 حديث 14 : أخبرنا علي بن أحمد ، قال : حدّثنا عبيدالله بن موسى ، قال : حدّثنا محمّد بن موسى ، عن أحمد بن أبي أحمد ، عن إبراهيم بن هلال ، قال : قلت لأبي الحسن عليه السلام .. وفيه : 267 الباب 14 حديث 38 بسنده : .. عن محمّد بن موسى ، عن أحمد بن أبي أحمد الورّاق الجرجاني ، عن محمّد بن علي ..
    وفيه : 270 حديث 42 ، وفيه : 197 حديث 8 ، وفيه : 303 حديث 11 ، وفيه : 305 حديث 16.
    وعنه في بحار الأنوار 52 / 104 و113 و240 و242 و251 و253.
    أقول : لم أجد للمعنون في المعاجم الرجاليّة ذكراً ، ويحتمل بعيداً أنـّه متّحد مع أحمد بن محمّد بن أحمد أبو علي الجرجاني الثقة الجليل المترجم في رجال النجاشي ، والذي يُبعّد هذا الإحتمال أنّ كنيتهما متعدّدة ، والمعنون لم يوصف بالورّاق ، فتفحّص.
حصيلة البحث
    إن اتّحد المعنون مع من ترجمه النجاشي حكم عليه بالوثاقة ، وإلاّ عدّ


(244)

مهملاً ، وإن اختار بعض الأفاضل حسنه لمضمون رواياته.

[ 725 ]
    جاء بهذا العنوان في فضل زيارة الحسين عليه السلام لمحمّد بن علي الشجري : 34 حديث 6 بسنده : .. عن أبي عبدالله الطبري ، عن أحمد بن أبي أحمد الصفّار ، عن محمّد بن إسحاق ..
حصيلة البحث
    المعنون مهمل.

[ 726 ]
    جاء في الغيبة للنعماني : 197 حديث 8 بسنده : .. عن محمّد بن موسى ، عن أحمد بن أبي أحمد ، عن محمّد بن علي ..
    وفي صفحة : 208 حديث 14 ، وفي صفحة : 267 حديث 38 ، وفي صفحة : 270 حديث 42 ، وفي صفحة : 303 حديث 11 ، وفي صفحة : 305 حديث 16.
    أقول : قال محقّق الغيبة للنعماني : لعلّه أحمد بن محمّد بن أحمد الجرجاني نزيل مصر ، وكان ثقة في حديثه ..
حصيلة البحث
    الرجل مهمل عندنا ، ولكن رواياته سديدة.


(245)
[ 727 ]
     [ الترجمة : ]
    عدّه الشيخ رحمه الله في رجاله (1) من رجال الصادق عليه السلام.
    وفي جامع الرواة (2) ، ومنتهى المقال (3) أنـّه : روى عن أحمد بن الحرث [ الحارث ] .. ولي فيه تأمّل ، فإنّ نسخ رجال الشيخ رحمه الله مختلفة ، ففي بعضها عنون أحمد بن أبي الأكراد في رجال الصادق عليه السلام مستقلاًّ. وفي بعضها عنون فيهم : أحمد بن الحرث [ الحارث ] ، وعقّبه بقوله : روى عنه المفضّل بن عمر ، وأحمد بن أبي الأكراد. انتهى.
    وعلى الأوّل ؛ فعدّه من رجال الصادق عليه السلام موجّه ، وكونه يروي عنه أحمد بن الحرث [ الحارث ] ، خال عن المستند.
مصادر الترجمة
    رجال الطوسي : 153 برقم 229 و230 ، رجال البرقي : 21 ، رجال ابن داوود : 418 برقم 17 جامع الرواة 1 / 40 ، منهج المقال : 31 ، منتهى المقال 1 / 241 برقم 124 ، مجمع الرجال 1 / 89.
    1 ـ رجال الشيخ الطوسي رحمه الله : 153 برقم 230 قال : أحمد بن أبي الأكراد ، وبرقم 229 قال : أحمد بن الحارث روى عنه المفضّل بن عمر ، وفي رجال البرقي عدّه في أصحاب الصادق عليه السلام : 21 فقال : أحمد بن أبي الأكراد ، وقبله باسم واحد قال : أحمد بن الحارث روى عنه المفضّل بن عمر ، وفي رجال ابن داود : 418 برقم 17 ، أحمد بن الحارث ، ( م ) ( جخ ) واقفي .. ولم يذكر أبا الأكراد أصلا.
2 ـ جامع الرواة 1 / 40.
3 ـ منهج المقال : 31 ، ولاحظ منتهى المقال 1 / 241 ـ 242 برقم ( 124 ) من الطبعة المحقّقة.


(246)
    وعلى الثاني ؛ وهو عطف أحمد على المفضّل ، فروايته عن ابن الحرث موجهة ، وعدّه من رجال الصادق عليه السلام خال عن المستند ؛ لأنّه لم يعدّه منهم ، بل ذكر أنـّه روى عن ابن الحرث الّذي هو من رجاله عليه السلام ، ومجرّد رواية شخص عمّن هو من رجاله عليه السلام لا يدلّ على كونه بنفسه من رجاله عليه السلام ، فتدبّر.
    وعلى كلّ حال ، فهو مجهول الحال *.

[ 728 ]
    الضبط :
    أبو بِشْر : بالبـاء المـوحّدة المكسـورة ، ثمّ الشين المثلّثة الساكنة ، ثمّ الـراء المهملة.
    وعن بعض النسخ بشير ـ بزيادة الياء المثنّاة من تحت ـ.
(*)
حصيلة البحث
    بعد الفحص الكثير لم أهتد إلى ما يوضّح حال المترجم ، فهو باق عندي على جهالة الحال.
مصادر الترجمة
    إيضاح الاشتباه : 4 ، نضد الإيضاح المطبوع في ذيل فهرست الشيخ طبعة الهند : 22 ، معالم العلماء : 11 برقم 54 ، رجال النجاشي : 58 برقم 177 ، فهرست الشيخ : 44 برقم 64 ، الخلاصة : 202 برقم 7 ، الغيبة للشيخ الطوسي : 44 ، حاوي الأقوال 3 / 172 برقم ( 1134 ) [ المخطوط : 197 برقم ( 1042 ) ] ، الوجيزة : 143 [ رجال المجلسي : 147 برقم ( 67 ) ] ، مجمع الرجال 1 / 89 ، منهج المقال : 31 ، تعليقة الوحيد المطبوعة على هامش منهج المقال : 31.


(247)
    والأوّل أصحّ. وهو الّذي ضبطه به في إيضاح الاشتباه (1) ، و .. غيره.
    والسرّاج : بالسين المهملة المفتوحة ، ثمّ الراء المهملة المشدّدة ، ثمّ الألف ، ثمّ الجيم المنقّطة ، مبالغة من السرج ، بمعنى صنعته (2).
    الترجمة :
    قال ابن شهرآشوب (3) : أحمد بن أبي بشر السرّاج الكوفي ، مولى ، ثقة ، إلاّ أنـّه واقفي. انتهى.
    وقال النجاشي (4) رحمه الله : أحمد بن أبي بشر السرّاج كوفيّ ، مولى يكنّى : أبا جعفر ، ثقة في الحديث ، واقف ، روى عن موسى بن جعفر عليهما السلام ، وله كتاب نوادر. انتهى.
    ومثله بعينه ما في الفهرست (5) ، مبدلاً واقف بـ : واقفي.
    ومثله ما في الخلاصة (6) ، إلاّ أنّ من العجيب إدراجه إيّاه في القسم الثاني المعدّ
1 ـ إيضاح الاشتباه : 96 برقم 45 ، وكذلك في نضد الايضاح المطبوع في ذيل فهرست الشيخ طبعة الهند : 22 ، وانظر ضبط بشر في : توضيح المشتبه 1 / 521 ، وبعض المسمّين به في : تلخيص المتشابه في الرسم للبغدادي 1 / 182 ـ 187 ، المؤتلف والمختلف للآمدي ص77 ـ 78 وغيرهما.
2 ـ انظر ضبط السرّاج في توضيح المشتبه 5 / 70 ، وفي تاج العروس 2 / 58 : السرّاج : متّخذه ـ أي السرج ـ وصانعه أو بائعه ، وحرفته : السِراجَة ..
3 ـ في معالم العلماء : 11 برقم 54 : أبو جعفر أحمد بن أبي السرّاج الكوفي ، مولى ثقة .. وقد سقط ( بشر ) بدليل وجوده في الطبعة الحجريّة.
4 ـ رجال النجاشي : 58 برقم 177.
5 ـ الفهرست : 44 برقم 64.
6 ـ الخلاصة : 202 برقم 7.
    أقول : وممّا يدلّ على وقفه ما ذكره الشيخ الطوسي رحمه الله في الغيبة : 44 ، [ و66 طبعة مؤسسة المعارف الإسلامية ] حيث قال : وروى عليّ بن الحبشي بن قوني ، عن الحسين بن أحمد بن الحسن بن عليّ بن فضّال ، قال : كنت أرى عند عمّي عليّ بن الحسن بن فضّال شيخاً من أهل بغداد ، وكان يهازل عمّي ، فقال له يوماً : ليس في الدنيا شرّ منكم يا معشر الشيعة ـ أو قال : الرافضة ـ فقال له عمّي : ولم ، لعنك الله ؟ قال : أنا زوج بنت أحمد بن أبي بشر السرّاج ، قال لي لمّا حضرته الوفاة : أنـّه كان عندي عشرة آلاف دينار وديعة لموسى بن جعفر عليهما السلام ، فدفعت ابنه عنها بعد موته ، وشهدت أنـّه لم يمت .. فالله الله خلّصوني من النار ، وسلّموها إلى الرضا عليه السلام. فوالله ما أخرجنا حبّة ، ولقد تركناه يصلى في نار جهنم.
    وفي روضة الكافي 8 / 348 حديث 546 في ذيل خبر طويل : قال : .. ثمّ ذكر ابن السرّاج فقال : إنّه قد أقرّ بموت أبي الحسن عليه السلام ، وذلك أنـّه أوصى عند موته فقال : كلّ ما خلّفت من شيء حتّى قميصي هذا الّذي في عنقي لورثة أبي الحسن عليه السلام ، ولم يقل هو لأبي الحسن عليه السلام .. وهذا إقرار ، ولكن أيّ شيء ينفعه من ذلك وممّا قال .. ثمّ أمسك.


(248)
لذكر الضعفاء ، مع أنـّه قد ذكر جملة كثيرة من الواقفيّة والفطحيّة و .. من شاكلهم في القسم الأوّل ، فما معنى إدراج هذا ـ مع اعترافه بوثاقته ـ في القسم الثاني ، فإن كان لاعتباره العدالة في الراوي ، لزمه إدراج هؤلاء أيضاً في القسم الثاني.
    ولقد أجاد في الحاوي (1) ، حيث عدّه في القسم الثالث المعدّ لعدّ الموثّقين ، وجعله موثّقاً في الوجيزة (2) ، والبلغة (3) أيضاً.
    ثمّ إنّ رواية الرجل عن الإمام موسى بن جعفر عليهما السلام ممّا صرّح به النجاشي ، والشيخ ، والعلاّمة ، و .. غيرهم. و إن كان لم يدرجه الشيخ رحمه الله في رجاله في أصحابه عليه السلام ؛ لكنّي عثرت على نطق الشيخ عناية الله بن
1 ـ حاوي الأقوال المخطوط : 197 برقم 1042 من نسختنا [ المطبوع 3 / 172 برقم ( 1134 ) ] .
2 ـ الوجيزة : 143 [ رجال المجلسي : 147 برقم ( 67 ) ] .
3 ـ بلغة المحدّثين : 326 قال : موثّق.


(249)
شرف الدين عليّ الصهبائي (1) الزكي النجفي قدّس سرّه في ترتيب رجال الكشّي رحمه الله (2) بأنّه : من أصحاب الرضا عليه السلام .. وأنـّه لغريب ، بعد تصريح الجماعة المذكورين بكونه واقفيّاً.
    وقال الميرزا : إنّ الكشّي أورد فيه ذموماً كثيرة (3).
    وأقول :
    أوّلاً : إنّ الذموم الّتي أوردها الكشّي ، تأتي في ترجمة الحسين بن أبي سعيد المكاري. وليس فيه ذمّ كثير لابن السرّاج ، و إنّما عمدة الذمّ لابن المكاري. ولم يذكر اسم ابن السرّاج ، إلاّ في رواية واحدة ضعيفة السند (4) ، على أنـّه لم يصدر من ابن السرّاج إلاّ مضيّه مع ابن المكاري ، وعليّ بن أبي حمزة إلى الرضا
1 ـ أقول : الشيخ عناية الله مؤلّف مجمع الرجال ، عرّف نفسه في أوّل مجمعه بقوله : زكي الدين المولى عناية الله علي القهپائي .. فالصهبائي غلط من النسّاخ.
2 ـ المسمّى بـ : مجمع الرجال 1 / 89 قال : أحمد بن أبي بشر المعروف بـ : ابن السراج من أصحاب الرضا عليه السلام.
3 ـ في منهج المقال : 31.
4 ـ أمّا السند فإليك نصّه من رجال الكشّي : 463 ـ 464 برقم 883 : حدّثني محمّد بن مسعود ، قال : حدّثنا جعفر بن أحمد ، عن حمدان بن سليمان ( خ.ل : أحمد بن سليمان ) ، عن منصور بن العبّاس البغدادي ، قال : حدّثنا إسماعيل بن سهل ، قال : حدّثني بعض أصحابنا ـ وسألني أن أكتم اسمه ـ قال : كنت عند الرضا عليه السلام ، فدخل عليه عليّ بن أبي حمزة وابن السرّاج وابن المكاري ..
     وليس شكّ في ضعف منصور بن العبّاس و إسماعيل بن سهل إن كان الدهقان ، وعلى كلّ حال يعدّ السند ضعيفاً ، ثمّ لم يصرّح فيه أنّ ابن السرّاج من هو؟ والمظنون قويّاً كونه : حيّان ، و إنّما لم أجزم بذلك ؛ لأنّ في سند الرواية ( ابن السرّاج ) وفي المعاجم الرجاليّة : حيّان السرّاج ، وعلى كلّ حال أمره مظلم.


(250)
عليه السلام للمحاججة (1) مع الرضا عليه السلام في إمامته ، وغاية ما يفيده ذلك وقفه ، الّذي اعترفنا به تبعاً للجماعة ، وليس في تلك الرواية ـ كما تسمعها إن شاء الله تعالى ـ من ابن السرّاج إلاّ المشاركة مع ابن أبي حمزة في ابتداء الاعتراض ، بل يمكن ان يستشمّ من إفراد الإمام عليه السلام ضمير : « ويلك ! » أنّ عمدة الاعتراض من أحدهما ، ولم يعلم أنـّه من ابن السرّاج.
    وثانياً : إنّه لم يعيّن في الرواية المذكورة اسم ابن السرّاج، ولم يعلم أنـّه أحمد ، فلعلّه حيّان السرّاج ، الّذي كان من وكلاء الكاظم عليه السلام في الكوفة فأنكر موته عليه السلام ، ووقف عليه عليه السلام لأموال كانت في يده عند الموت أوصى بها لورثته عليه السلام. فالذمّ لم يثبت وروده فيه.
    ومن هنا ربّما تأمّل المحقّق الوحيد رحمه الله في التعليقة (2) في كون أحمد ـ هذا ـ
1 ـ كذا ، والأولى ، الإدغام : للمحاجّة.
2 ـ تعليقة الوحيد المطبوعة على هامش منهج المقال : 31 ، قال ـ في ضمن الترجمة ـ : قوله : ذموماً كثيرة .. الذموم وردت في ابن السرّاج ولم يذكر أنّ اسمه أحمد ، وسيأتي حيّان السرّاج ونشير إلى حاله ، وأنـّه المراد من ابن السرّاج ، وان كان حكم ( جش ) و(ست ) بالوقف من توهمهما إيّاه ففيه ما فيه ، مع أنـّه سيجيء عن ( جش ) : أحمد بن محمّد أبو بشير السرّاج من دون تعرّض للوقف ومع تغيير السند .. هذا نصّ ما ذكره الوحيد قدّس سرّه.
    واعترض بعض المعاصرين في قاموسه 1 / 255 [ 1 / 380 تحت رقم 278 ] بقوله : وأمّا ما نقله عن الوحيد من أنّ ( ست ) و(جش ) إن كان حكمهما بوقفه من رواية الكشّي فعجيب ، وهل يواجه مثل ( ست ) و(جش ) بمثل ذلك ، و إنّما يواجه بمثله متأخّر مثله قاصر مداركه.
    أقول : إنّ المؤلّف قدّس سرّه والوحيد رفع الله درجته لم يدّعيا أنـّه لم يرد فيه ذمّ ، بل قال الوحيد : لم يرد فيه ذموم كثيرة .. أي روايات ذامّة كثيرة متعدّدة ، والّذي ورد فيه رواية واحدة ذامّة ، و إن كان الذمّ فيها عظيماً جداً ، إن ثبت ورود رواية ذامّة في المترجم ، حيث إنّ المتيقنّ أنّ ابن السرّاج المذموم هو حيّان. وأمّا ابن أبي بشر السرّاج فلم يثبت ذلك ، والروايات الكثيرة كلّها إمّا أحمد بن أبي بشر ، أو أحمد بن أبي بشير ، وليس عن كلمة السرّاج أثر أصلاً.
    أمّا قول هذا المعاصر : و إنّما يواجه بمثله متأخّر مثله قاصر مداركه .. فإنّي أترفع وأجلّ نفسي من مقابلة هذا الأدب الهائج والله سبحانه وتعالى يجزي العباد بما كسبوا « لِيَجزِيَ اللهُ كُلَّ نَفْس مَا كَسَبَتْ إنّ اللهَ سَرِيعُ الحِسَابِ » [ سورة إبراهيم ( 14 ) : 51 ] وكفى بالله حسيباً.
    وممّا يوجب اليقين بأنّ الّذي في رواية الكشّي ـ الّتي ذكرناها ـ ليس أحمد بن أبي بشر ، ولا أحمد بن محمّد بن أبي بشير السرّاج هو : أنّ في رواية الكشّي قال ابن السرّاج بمحضر من الإمام عليه السلام لابن البطائني : قد أمكنك من نفسه .. وهذه جرأة عظيمة توجب تفسيق قائلها لا توثيق القائل أو عدم ذمّه ، وأحمد بن أبي بشر لم يشيروا إلى ذمّ فيه ، مع أنّ رواية الكشّي بمرأى من الشيخ والنجاشي ، وأحمد بن محمّد بن أبي بشير وثّقوه ، وهذه آية أنّ المذموم في الرواية ليس هذان الراويان فيتعيّن كونه حيّان السرّاج.


(251)
واقفيّاً ، حيث قال : إن كان حكم النجاشي (1) والفهرست (2) بالوقف فيه ، من توهّمهما إيّاه من ابن السرّاج ، في الرواية الّتي رواها الكشّي ، ففيه ما فيه ، مع أنـّه سيجيء عن النجاشي أحمد بن محمّد أبو بشير (3) السرّاج من دون تعرّض للوقف. انتهى المهمّ ممّا في التعليقة ، فتأمّل جيّداً.
    وعلى أيّ حال ؛ فهو و إن كان واقفيّاً ، إلاّ أنـّه ثقة مقبول
1 ـ رجال النجاشي : 58 برقم 217 : أحمد بن أبي بشر السرّاج كوفي مولى يكنّى أبا جعفر ثقة في الحديث واقفى المذهب ..
2 ـ فهرست الشيخ : 44 برقم 64 : أحمد بن أبي بشر السرّاج كوفي مولى يكنّى أبا جعفر ثقة في الحديث واقفي المذهب ..
3 ـ رجال النجاشي : 69 برقم 215 : أحمد بن أبي بشير السرّاج..


(252)
الحديث.
    التمييز :
    قد ذكر النجاشي (1) بعد عبارته المزبورة أنـّه : يروي عن أبي عبد الله بن شاذان ، عن أحمد بن محمّد بن يحيى ، عن الحميري ، عن يعقوب بن يزيد ، عن أحمد بن الحسن ، عن أحمد هذا كتاب نوادره. ويرويه أيضاً عن الحسين بن عبد الله ، عن الحسين بن عليّ بن سفيان ، عن حميد بن زياد ، عن الحسن بن محمّد بن سماعة ، عن أحمد بن الحسن الميثمي ، عنه.
    وقال في الفهرست (2) ـ متصلاً بعبارته المزبورة ـ : أخبرنا به ـ يعني بكتابه ـ الحسين بن عبدالله (3) ، عن أحمد بن جعفر ، عن حميد بن زياد ، عن ابن سماعة ، عن أحمد بن أبي بشير. انتهى.
    وفي مشتركات الكاظمي (4) أنـّه : يعرف ابن بشير (5) الواقفي برواية الحسن بن محمّد بن سماعة عنه ، وبروايته عن الكاظم عليه السلام حيث
1 ـ رجال النجاشي : 58 برقم 177.
    أقول : هذا الطريق هو طريق أحمد بن الحسن بن إسماعيل ، وليس طريق رواية المعنون ، وأمّا طريقه إلى المعنون فهو : أخبرنا الحسين بن عبيدالله ، قال : حدّثنا أحمد بن جعفر ، قال : حدّثنا حميد بن زياد هوارا ، قال : حدّثنا ابن سماعة ، قال : حدّثنا أحمد بن بشر به .. وحيث إنّ الترجمتين في صحيفة واحدة زاغ بصر المؤلّف قدّس سرّه من هذه الترجمة إلى الترجمة السابقة ، فتفطّن.
2 ـ الفهرست : 44 برقم 64 الطبعة الحيدرية ـ النجف ، وصفحة : 22 برقم 38 طبعة جامعة مشهد ، وفيه : أحمد بن أبي بشر.
3 ـ كذا ، وفي المصدر : عبيدالله.
4 ـ هداية المحدّثين : 13.
5 ـ كذا ، وفي المصدر : أنـّه ابن أبي بشير..


(253)
لا مشارك. انتهى.
    وفي مشتركات الطريحي أنـّه يعرف ابن أبي بشير الثقة ، برواية ابن سماعة ، عنه. وروايته عن الكاظم عليه السلام حيث لا مشارك (1). انتهى.
    والظاهر سقوط كلمة ( الواقفي ) قبل : الثقة ، إذ لم يصفه بالثقة على الاطلاق أحد.
    ونقل في جامع الرواة (2) رواية صالح بن سعيد ، والحسن بن محمّد بن سماعة ، عنه *.
1 ـ جامع المقال : 53.
2 ـ جامع الرواة 1 / 40.
(*)
حصيلة البحث
    إنّ وقف المترجم له وامتناعه من دفع الأموال الّتي اجتمعت عنده للإمام موسى عليه السلام إلى شبله الإمام الرضا عليه السلام ممّا لا ينبغي التشكيك فيه ، إلاّ أنـّه مع ذلك فهو في رواية الحديث ثقة بالاتّفاق ، وحينئذ يلزم عدّه موثقاً ورواياته يجرى عليها حكم الموثّقات ، فتفطّن.

[ 729 ]
    قال في أمل الآمل 1 / 30 برقم 11 : كان عالماً ، فاضلاً ، ورعاً ، ثقة ، يروي عن الشيخ عليّ بن عبدالعالي الكركي إجازة صدرت له منه بالغريّ سنة 928 ، وقد أثنى عليه فيها كثيراً ، رأيت تلك الإجازة بخطّ بعض علمائنا.
    وفي رياض العلماء 1 / 30 نقل تمام عبارة أمل الآمل ، ثمّ قال : أقول :


(254)

ويروي عن الشيخ أحمد بن البيصاني ، ورأيت إجازته له في بلدة أردبيل ، وكان على ظهر قواعد العلاّمة.
حصيلة البحث
    يظهر أنّ المترجم من علمائنا الأبرار ، ومن رواة أحاديث الأئمّة الأطهار عليهم السلام ، وشهادة شيخنا الحرّ قدّس سرّه بوثاقته وورعه ، يلزمنا الحكم عليه بالوثاقة والجلالة ، وعدّ حديثه صحيحاً من جهته.

[ 730 ]
    جاء في عيون أخبار الرضا عليه السلام 2 / 8 حديث 21 بسنده : .. حدّثنا أبو علي أحمد بن أبي جعفر البيهقي ، قال : حدّثنا أبو علي أحمد بن علي بن جبرئيل الجرجاني البزّاز ..
    وفي 2 / 57 حديث 213 ، وعنه في بحار الأنوار 8 / 40 حديث 24 ، و68 / 98 حديث 1 مثله.
    وكذلك جاء في بشارة المصطفى : 154 ، والطبعة الجديدة : 245 حديث 33 ، وعنه في بحار الأنوار 39 / 284 ، وكذلك في بشارة المصطفى : 159 ، والطبعة الجديدة : 252 حديث 48.
حصيلة البحث
    المعنون مهمل ، ولكن رواياته سديدة.


(255)

[ 731 ]
    جاء في أمالي الصدوق : 500 حديث 686 بسنده : .. عن عيسى بن محمّد العلوي ، قال : حدّثنا أبو عمرو أحمد بن أبي حازم الغفاري ، قال : حدّثنا عبيدالله بن موسى ..
    وكذلك في إكمال الدين 1 / 236 حديث 52 مثله.
    وعنهما في بحار الأنوار 23 / 126 حديث 54.
    أقول : يأتي تحت عنوان : أحمد بن حازم الغفاري فقد جاء في المناقب للكوفي 1 / 118 و 253 و 301 و 398 و 515 وفي 2 / 307 و 361 .. والمسترشد : 560 .. وغيره من المصادر.
حصيلة البحث
    المعنون مهمل عندنا ، ولكن رواياته سديدة.

[ 732 ]
    اُنظر ما استدركه المصنّف قدّس سرّه وأوردناه في ترجمة : أحمد بن محمّد بن نصير النميري الآتي.
    واستفاد منها المصنّف قدّس سرّه أنّ حاله سّيء ، فراجع.

[ 733 ]
    جاء في بصائر الدرجات : 49 حديث 2 بسنده : .. عن الحسين ، عن أحمد بن أبي حمزة ، عن أبان بن عثمان ..
    وعنه في بحار الأنوار 35 / 402 حديث 15 مثله.
حصيلة البحث
    المعنون مهمل.
تنقيح المقال ـ الجزء الخامس ::: فهرس