تنقيح المقال ـ الجزء السادس ::: 31 ـ 45
(31)
الأنبياء ، وكتاب المثالب ، أخبرنا بهما أبو الحسين عليّ بن أحمد بن محمّد بن أبي جيّد ، عن محمّد بن الحسن بن الوليد ، عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عنه. ومات أحمد بن الحسين بقم. انتهى.
    وعدّه الشيخ رحمه الله في رجاله (1) فيمن لم يرو عنهم عليهم السلام مرّتين ، وقال مرةً : أحمد بن الحسين بن سعيد ، وأحمد بن بشير البرقي ، روى عنهما أحمد ابن محمّد بن يحيى ، وهما ضعيفان. ذكر ذلك ابن بابويه. انتهى.
    وقال أخرى (2) : أحمد بن الحسين بن سعيد ، روى عن جميع شيوخ أبيه ، إلا حمّاد بن عيسى ، يرمى بالغلّو ، مات بقم. انتهى.
    وعدّه ابن داود في القسم الثاني (3) والفاضل الجزائري (4) في الفصل الرابع
ضعيفان ذكر ذلك ابن بابويه ، ( لم ) قاله الشيخ الطوسي. ( صه ) ، روى عنهما محمّد بن أحمد بن يحيى ، (د) ، وكذا في نسخة من ( لم ) ، وهو الصواب .. وفي الوسيط المخطوط باب الألف في ترجمة أحمد بن الحسين بن سعيد قال : والظاهر أنّه ابن حمّاد ، والصواب أنـّه روى عنه محمّد بن أحمد بن يحيى كما تقدّم مع ابن بشير. وعن أحمد ابن بشير ذكر أنّه روى عنه أحمد بن محمّد بن يحيى .. إلى أن قال : قال الشيخ الطوسي روى عنهما محمّد بن أحمد بن يحيى ، (د) ، وكذا نسخة ( لم ) ، وهو الصواب. ففي جامع الرواة والوسيط جعلا الصواب محمّد بن أحمد بن يحيى ، وابن داود ذكر محمّد بن أحمد ابن يحيى ، ولكن في المصادر المتقدّمة كلّها : أحمد بن محمّد بن يحيى .. فراجع المصادر المشار إليها. ثمّ اعترض هذا المعاصر بأنّ المؤلّف ذكر جدّه الرابع : ( مهرام ) ، مع أنّه ( مهران ) ، لأنّ في بعض نسخ رجال النجاشي والفهرست : ( مهران ) كما أشار إلى ذلك في ذيل ترجمة أحمد بن الحسين هذا في الفهرست .. إلى غير ذلك من موارد انتقاده الّذي لا ينبغي نقله لعدم جدواه.
1 ـ رجال الشيخ الطوسي : 453 برقم 87 [ مؤسسة النشر : 412 برقم (5973) ].
2 ـ رجال الشيخ الطوسي : 447 برقم 55 [ مؤسسة النشر : 415 برقم (6006) ].
3 ـ رجال ابن داود : 418 برقم 22 [ الطبعة الحيدريّة : 227 برقم (22) ].
4 ـ في حاوي الأقوال المخطوط : 222 برقم 1157 من نسختنا [ الطبعة المحقّقة 34/275 برقم (1243) ].


(32)
، المعدّ لعدّ الضعفاء ، وضعّفه في الوجيزة (1) أيضاً.
    وذكره في الخلاصة (2) ـ أيضاً ـ في القسم الثاني وذكر نحو ما في الفهرست بزيادة قوله : قال ابن الغضائري : وحديثه فيما رأيته سالم. والّذي أعتمد عليه التوقّف فيما يرويه. انتهى.
    وأقول : قوله : والّذي اعتمده ، ليس جزء قول ابن الغضائري ، بل هو من العلاّمة رحمه الله ، ولذا اعترضه البحراني في المعراج (3) : بأنّ التوقّف لا وجه له ، لأنـّه يكفي في عدم الاعتماد عليه عدم تزكيته ولا مدحه ، وحينئذ فيبقى قدح القميّين بالغلوّ فيه مؤكّداً. انتهى.
    وأنت خبير بما في هذا الاعتراض من الغرابة : ضرورة أنّ العلاّمة رحمه الله عارض بين رمي القميّين له بالغلوّ ـ المقتضي لضعفه ـ وبين قول ابن الغضائري (4) : إنّ حديثه فيما رأيته سالم ـ المقتضي لحسنه ـ بعد وضوح كونه شيعيّاً ، فتوقّف.
    ولعلّ من التفت إلى ما في رمي القميّين بالغلوّ من النظر ، حتّى أنّهم عدّوا نفي السهو عن النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم والأئمّة عليهم السلام غلوّاً ..
    والتفت إلى أنّ اقتصار النجاشي رحمه الله والشيخ على نقل الرمي بالغلوّ من القميّين يستشمّ منه توقّفهما فيه.
1 ـ الوجيزة : 144 الطبعة الحجريّة [ رجال المجلسي : 149 برقم (80) ] قال : وابن الحسين بن سعيد ضعيف.
2 ـ الخلاصة : 202 برقم 8.
3 ـ معراج أهل الكمال مخطوط : 113 من نسختنا [ الطبعة المحقّقة : 110 برقم (46) ].
4 ـ في رجاله المخطوط : أحمد بن الحسين بن سعيد بن حمّاد بن سعيد بن مهران يكنّى : أبا جعفر ، روى عن أكثر رجال أبيه وقالوا عن سائرهم إلا حمّاد بن عيسى ، وقال القميّون : كان غالياً وحديثه في ما رأيته سالم ، والله أعلم ، وهو الملّقب : دندان.


(33)
    ولاحظ أخبار الرجل وأحاديثه المرويّة في كتب الأخبار ، الصريحة في خلاف الغلوّ.
    ولاحظ إنّ مثل ابن الغضائري ـ الّذي يغمز في الرجال بأدنى شيء ـ لم يغمز فيه ، بل شهد بسلامة ما رأى من أحاديثه.
    ولاحظ ذكر الشيخ رحمه الله و .. غيره كتبه ، وعدم تعرّض لقدح فيها أصلاً ، بنى ـ بعد وضوح كونه إماميّاً ـ على كون حديثه من قسم الحسن ، الّذي هو حجّة على الأظهر. فلا معنى لمضايقة المحقّق البحراني من توقّف العلاّمة رحمه الله من تضعيفه.
    التمييز :
    قد عرفت رواية الشيخ رحمه الله (1) كتب الرجل مسنداً عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عنه.
    وروى النجاشي رحمه الله (2) ـ أيضاً ـ كتبه الّتي سمعت تسميتها من الشيخ رحمه الله بأسانيده ، عن محمّد بن الحسن الصفّار ، عنه.
    وسمعت من الفهرست (3) نقل رواية أحمد بن محمّد بن يحيى ، عنه.
    وقد ميّزه بـ : ابن الصفّار في مشتركات الطريحي (4) ، والكاظمي (5) .
    وزاد في جامع الرواة (6) ، نقل رواية محمّد بن يزيد النخعي ، وسعد
1 ـ في الفهرست : 46 برقم 67.
2 ـ رجال النجاشي : 60 برقم 179.
3 ـ الفهرست : 46 برقم 67.
4 ـ في جامع المقال : 97.
5 ـ في هداية المحدّثين : 171.
6 ـ جامع الرواة 1/47 ، وجاء في سند كامل الزيارات : 275 باب 91 حديث 4 بسنده : ..


(34)
ابن عبد الله ، عنه. وروايته كثيراً عن فضالة ، وكذا نقل روايته عن أبي الجارود.

[ 922 ]
    هذا هو الّذي اختلفت النسخ فيه ، ففي بعضها : أحمد بن الحسن ، كما مرّ. وفي بعضها : أحمد بن الحسين (1) . وحيث إنّهما مشتركان في الجهالة ، لا يضرّنا
عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن الحسين بن سعيد ، عن أبيه ، عن محمّد بن سليمان البصري ، عن أبيه ، عن أبي عبد الله عليه السلام ..

حصيلة البحث
    إنّ قول النجاشي : فيما زعم أصحابنا القميّون وضعّفوه ، وقالوا : هو غال وحديثه يعرف وينكر ، ومثله عبارة الشيخ رحمه الله في الفهرست ، وقريب منه عبارة الخلاصة .. يتّضح منه أنّ النجاشي والشيخ رحمهما الله لم يجزما بهذه النسبة ، وأسندا التضعيف بالغلو إلى القمّيين ، بل لم يثبت عندهما ذلك ، وهناك أمارات على خلاف هذه النسبة :
    منها : وقوع المترجم في سند رواية كامل الزيارات.
    ومنها : رواية سعد بن عبد الله الثقة الثبت عنه.
    ومنها : قول ابن الغضائري : وحديثه فيما رأيته سالم ، ورواية محمّد بن الحسن الصفّار ، وأحمد بن محمّد بن يحيى العطّار الثقتان عنه ، بالإضافة إلى أنّ رمي القمّيين لراو بالغلوّ لا يعتدّ به ، لما ذكرناه فيما تقدّم بأنّه كان لدفع مفسدة الغلاة ، وتحطيم عقائدهم الضالة الفاسدة ممّا كانوا يتّهمون الراوي بأدنى شائبة بـ : الغلو ! ويتحصّل ممّا ذكر أنّ القول بحسنه ليس ببعيد ، بل هو الصواب ، فتفطّن.
1 ـ في الفهرست : 46 برقم 67 قال : أحمد بن الحسين بن سعيد .. إلى آخره ، وفي رجال الشيخ : 453 برقم 87 ، قال : أحمد بن الحسين بن سعيد روى عن جميع شيوخ أبيه إلا حمّاد بن عيسى يرمى بالغلو ، مات بقم.


(35)
الاشتباه بينهما ، سيّما بعد وضوح الاتّحاد ، وكون الاختلاف من النسّاخ.
حصيلة البحث
    رجّحنا في عنوان : أحمد بن الحسن ، أنّه حسن ، فإن اتّحد مع هذا اتّحد حكمه ، و إلا كان هذا مجهولاً ، والله العالم.

[ 923 ]
    جاء هذا العنوان في فلاح السائل : 157 بسنده : .. عن محمّد بن جمهور ، عن أحمد بن الحسين السكري ، عن عباد بن محمّد المدايني ، قال : دخلت على أبي عبدالله عليه السلام ..
    وعنه في بحار الأنوار 86/62 باب 39 حديث 1 ، ومستدرك الوسائل 5/93 حديث 5422 مثله.

حصيلة البحث
    ليس للمعنون ذكر في معاجمنا الرجاليّة ، فهو مهمل.

[ 924 ]
    جاء بهذا العنوان في سند رواية في التهذيب 4/63 حديث 172 : سعد ، عن أحمد بن الحسين بن الصقر ، عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي ، عن محمّد بن سنان ، عن إسحاق بن عمار ، قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام .. وعنه في وسائل الشيعة 9/260 حديث 11976.
    وفي ثواب الأعمال : 83 ، [ وفي طبعة اُخرى : 58 ] ثواب صوم رجب حديث 5 : أبي رحمه الله ، قال : حدّثني سعد بن عبدالله ، قال : حدّثني أحمد بن الحسين الصقر [ خ ، ل : بن أحمد بن الحسن بن الصقر ] عن أبي طاهر محمّد بن حمزة بن اليسع .. إلى آخره.


(36)
[ 925 ]
    الضبط :
    هكذا في جملة من النسخ.
    وقد مرّ (1) ضبط الأودي في : أحمد بن الحسن. ولكن في كلام النجاشي ، والخلاصة ، ومشيخة التهذيب : الأزدي ـ بالزاي المعجمة : بدل الواو ـ.
    وعنه في وسائل الشيعة 10/447 حديث 13809 ، وبحار الأنوار 94/37 حديث 21.
    وقال في الجامع لرواة أصحاب الرضا عليه السلام 1/172 حديث 159 في ترجمة الحسن بن بكار الصيقل : قال الشيخ الصدوق : حدّثنا أبي ، قال : حدّثني سعد بن عبد الله ، قال : حدّثني أحمد بن الحسين بن الصقر ، عن أبي طاهر محمّد بن حمزة بن اليسع ، عن الحسن بن بكار ، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام ..

حصيلة البحث
    المعنون مهمل سواء أكان الصحيح : ابن الحسن بن الصقر أم ابن الحسين الصقر ، لعدم ذكر أرباب الجرح والتعديل له ، ولعلّه مع أحمد بن الحسين الصقر واحد كما يلاحظ ذلك من الطبقة ، فتدبّر.

مصادر الترجمة
    رجال النجاشي : 62 برقم 189 ، الفهرست : 47 برقم 71 ، الخلاصة : 15 برقم 11 ، رجال ابن داود : 26 برقم 69 ، حاوي الأقوال 1/172 برقم 61 [ المخطوط : 21 برقم (60) ] ، الوجيزة : 144 [ رجال المجلسي : 149 برقم (81) ] ، جامع المقال : 97 ، هداية المحدّثين : 171 ، جامع الرواة 1/47 ، منهج المقال : 33 ، مجمع الرجال 1/106 ، معالم العلماء : 13 برقم 61.
1 ـ في صفحة : 425 من المجلّد الخامس.


(37)
    وقد مرّ (1) ضبط الأزدي في : إبراهيم بن إسحاق.
    وفي رجال ابن داود (2) أنّه : الأودي ـ بالواو ـ وأنّ منهم من يقول : الأزدي ـ بالزاي ـ وليس بشيء. انتهى.
    وعن حواشي الشيخ حسن صاحب المعالم رحمه الله على الخلاصة (3) ـ ما لفظه ـ : قد تتبّعت الكتب لتحقيق ضبط هذه الكلمة فرأيتها مضطربة ، فالتصحيف واقع قطعاً. ولكن الموجود في مظانّ الصحّة والمتكرّر كثيراً ، هو : الأودي. انتهى (4) .
    قلت : لا ينبغي التأمّل في كون الصحيح : الأودي (5) ، وكون : الأزدي من اشتباه النسّاخ.
1 ـ في صفحة : 292 من المجلّد الثالث.
2 ـ رجال ابن داود : 26 برقم 69 [ صفحة : 37 الطبعة الحيدريّة ].
3 ـ لم نحصل على نسخة من حواشي الشيخ حسن حفيد الشهيد على الخلاصة ، ولوالده الشيخ محمّد وجدّه قدّس أسرارهم حواش عليها ، راجع الذريعة 6/82 ـ 83 ، ولم يذكر حاشية شيخ حسن هناك ، فراجع.
4 ـ نظر المؤلّف قدّس سرّه في جزمه هذا إلى أنّ جميع الروايات الّتي وقع المترجم في طريقها صريحة بكونه : أوديّاً ، فمنها : ما في التهذيب 6/25 حديث 53 بسنده : .. عن أحمد بن محمّد بن سعيد ، قال : أخبرنا أحمد بن الحسين بن عبدالملك الأودي ..
    والتهذيب 1/168 حديث 482 بسنده : .. عن ابن عقدة ، عن أحمد بن الحسين بن عبدالملك الأودي .. والتهذيب 1/122 حديث 324 بسنده : .. عن أحمد بن محمّد بن سعيد ، عن أحمد بن الحسين بن عبدالكريم الأودي ..
    والاستبصار 1/106 حديث 347 بسنده : .. عن أحمد بن الحسين بن عبدالملك الأودي ، عن الحسن بن محبوب .. وغيرها من أسانيد رواياته ، ومن أحاط بها وبكلمات علماء الرجال ، لا يبعد حصول القطع له بأنّ الصحيح : الأودي ، مع أنّ الخطأ في الكتابة في مثل الأودي والأزدي ليس بعزيز ، لتقارب الحروف في الخط.
5 ـ قد ذكرنا في ترجمة : أحمد بن الحسن بن عبدالملك كلمات أعلام الرجاليين ، فراجع.


(38)
    الترجمة :
    قال النجاشي (1) : أحمد بن الحسين بن عبدالملك أبو جعفر الأزدي ، كوفي ، ثقة ، مرجوع إليه ، ما يعرف له مصنّف ، غير أنّه جمع كتاب المشيخة ، وبوّبه على أسماء الشيوخ. انتهى.
    وقال في الفهرست (2) : أحمد بن الحسين بن عبدالملك أبو جعفر الأزدي ، كوفي ، ثقة ، مرجوع إليه ، بوّب كتاب المشيخة ، بعد أن كان منشوراً (3) ، فجعله على أسماء الرجال ، ولم يعرف له شيء ينسب إليه غيره ، سمعنا هذه النسخة عن أحمد بن عبدون ، قال : سمعتها من عليّ بن محمّد بن الزبير ، عن أحمد بن الحسين بن عبدالملك. انتهى.
    وفي القسم الأوّل من الخلاصة (4) ، نحو ما في الفهرست إلى قوله : مرجوع عليه ، بإضافة قوله : أعتمد على روايته. انتهى.
1 ـ رجال النجاشي : 62 برقم 189.
2 ـ الفهرست : 47 برقم 71 : وفيه : الأودي.
    وجاء بعض المعاصرين في قاموسه 1/289 ـ 290 [ طبعة جماعة المدرسين 1/439 برقم (349) ] معترضاً على كلام المؤلّف قدّس سرّه : قلت : لا ينبغي التأمّل في كون الصحيح : الأودي ، وكون الأزدي من اشتباه النسّاخ ، قال : قلت : هل رفع أحد نسبه إلى أود حتّى يحكم بما حكم. أو رأى اتفاق الأخيار على : الأودي حتّى يكون قرينة ، فلو لم نقل بصحّة الأزدي: لأنّ الشيخ في مشيخته قال به مثل ( جش ) فيحصل الاتفاق ، و إن عبّر ( ست ) هنا وفي طريق ابن محبوب وكذا ( جخ ) مع عنوانه ابن الحسن ، على ما في نسختنا كما تقدّم بالأودي لما نحكم بصحّة الأودي.
    أقول : تقدّم منّا أنّ فحص أسانيد روايات المترجم تكشف الاتفاق على كونه أودياً ، ثمّ إنّ نسخ مشيخة التهذيب والفقيه ليست متفقة على كونه : أزديّاً .. ولذا قلنا بأنّ الفاحص لأسانيد الروايات ونسخ رجال النجاشي وغيره قد يحصل له القطع بصحّة : الأودي ، فراجع.
3 ـ في الفهرست : منثوراً.
4 ـ الخلاصة : 15 برقم 11.


(39)
    وعدّه في رجال ابن داود (1) ، والحاوي (2) أيضاً في القسم الأوّل ، ووثّقاه ، ووثّقه في الوجيزة (3) والبلغة (4) أيضاً.
    التمييز :
    ميّزه الطريحي (5) والكاظمي (6) برواية عليّ بن محمّد بن الزبير ، عنه. وبروايته عن ابن محبوب.
    وزاد في الثاني التمييز برواية أحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة عنه.
    ونقل في جامع الرواة (7) رواية أحمد بن محمّد بن سعيد ، عنه.
1 ـ رجال ابن داود : 26 برقم 69.
2 ـ حاوي الأقوال 1/172 برقم 61 [ المخطوط : 21 برقم (60) من نسختنا ].
3 ـ الوجيزة : 144 الطبعة الحجريّة [ رجال المجلسي : 149 برقم (81) ] قال : وابن الحسين ابن عبدالملك الأودي ، ثقة.
4 ـ بلغة المحدّثين : 327.
5 ـ في جامع المقال : 97 قال : وأنّه ابن الحسين بن عبدالملك برواية ابن الزبير عنه ، وروايته عن الحسن بن محبوب .. وقد سبق أحمد بن الحسن بن عبدالملك ، فلا تغفل عن احتمال الاتّحاد ، بل هو الظاهر.
6 ـ في هداية المحدّثين : 171 : وأنّه ابن الحسين بن عبدالملك الأودي برواية عليّ بن محمّد بن الزبير عنه ، وأحمد بن محمّد بن سعيد بن عقدة الحافظ ، وبروايته هو عن الحسن بن محبوب.
7 ـ جامع الرواة 1/47 وفيه : الظاهر أنّ عبدالكريم اشتباه ، لعدم وجوده ، والصواب ابن عبد الملك لوجوده ، ولقرينة اتّحاد الخبر ..
    أقول : يشير بكلامه هذا إلى رواية في التهذيب 1/122 باب حكم الجنابة حديث 324 بسنده : .. عن أبي العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد ، عن أحمد بن الحسين بن عبدالكريم الأودي ، عن الحسن بن محبوب ، عن معاوية بن حكيم ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : « إذا أمْنَت المرأة والأمة من شهوة ، جامعها الرجل أو لم يجامعها ، في نوم كان ذلك أو في يقظة ، فإنّ عليها الغسل » ، وفي الطبعة الحجريّة من


(40)
تذييل
    يتضمّن أمرين :
    الأوّل : أنّه استظهر الطريحي والكاظمي (1) اتّحاد الرجل مع أحمد بن الحسن (2) بن عبدالملك الأودي ـ المتقدّم ـ وليس ببعيد.
    الثاني : أنّه حكى في جامع الرواة (3) ، عن باب حكم الجنابة من التهذيب (4) رواية عن أحمد بن محمّد بن سعيد ، عن أحمد بن الحسين بن عبدالكريم الأودي ، عن الحسن بن محبوب .. ثمّ نقل رواية الخبر بعينه ، عن أحمد بن الحسين بن عبدالملك ، ثمّ قال : والظاهر أنّ عبدالكريم اشتباه ، لعدم وجوده ، والصواب : ابن عبدالملك ، لوجوده ، وبقرينة اتّحاد الخبر ـ أيضاً ـ.
التهذيب 1/34 : عن أحمد بن الحسين بن عبدالكريم الأودي ، وفي الهامش : عبدالملك الأزدي.
    وقد روى في الاستبصار 1/106 حديث 347 بسنده : .. عن عليّ بن الحسن بن فضّال ، عن أحمد بن الحسين بن عبدالملك الأودي ، عن الحسن بن محبوب ، عن معاوية بن عمّار ، قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام .. والمتن متّحد مع ما في التهذيب.
    وفي بحار الأنوار 52/237 باب علامات الظهور حديث 105 : ابن عقدة ، عن محمّد بن المفضل وسعدان بن إسحاق وأحمد بن الحسين بن عبدالملك ومحمّد بن أحمد جميعاً ، عن ابن محبوب ، ومثله في صفحة : 293 باب يوم خروجه ذيل حديث 40 ، وصفحة : 296 حديث 53 ، وصفحة : 298 حديث 61 مثله ..
    والتأمّل في أسانيد الروايات المشار إليها هنا وفي أحمد بن الحسن بن عبدالملك الأودي يقضي باتّحادهما ، لاتّحاد الراوي والمروي عنه ، فالحسن والحسين أحدهما مصحّف الآخر ، ورجّح جمع أنّ الحسين هو الصحيح ، والله العالم.
1 ـ في جامع المقال : 97 ، وهداية المحدّثين : 171 ، وقد مرّ نصّ كلامهما.
2 ـ في هداية المحدّثين : الحسين.
3 ـ جامع الرواة 1/47.
4 ـ التهذيب 1/122 باب حكم الجنابة حديث 324 ، وقد سلف.


(41)
    وقد غَلّط في الحاوي (1) ـ أيضاً ـ ما تضمّن عبدالكريم.
    وفي النسخة الّتي عندي من التهذيب (2) ، قد كتب فوق عبدالكريم ( عبدالملك ) ، وعلّمه بعلامة النسخة (3) .

[ 926 ]
    الضبط :
    الغَضَائِري : بالغين والضاد المعجمتين المفتوحتين ، ثمّ الألف ، ثمّ الهمزة المكسورة ، ثمّ الراء المهملة ، والياء ، نسبة إلى الغضائر جمع الغضارة ، وهي : الخزف المصنوع من الطين الحرّ الأخضر ، فكأنّ صنعة جدّهم صنع الخزف المذكور.
1 ـ حاوي الأقوال 1/172 ـ 173 برقم 61.
2 ـ وهي الطبعة الحجريّة من التهذيب 1/34 ، فراجع.

حصيلة البحث
    إنّ تصريح النجاشي ، والشيخ في الفهرست ، والعلاّمة في الخلاصة ، وابن داود في رجاله ، وحاوي الأقوال ، والوجيزة ، وغيرهم بوثاقة المترجم من دون غمز فيه ، تجعل وثاقته مسلّمة لا ريب فيها ، فهو ثقة جليل ، ورواياته صحاح ، فتفطّن.

مصادر الترجمة
    رجال النجاشي : 146 برقم 511 وموارد اُخرى ، فهرست الشيخ : 24 في المقدّمة ، الخلاصة : 8 برقم 6 ، التحرير الطاوسي : 25 و : 5 من طبعة مكتبة السيّد المرعشي ، [ المخطوط : 4 و 87 برقم (270) ] ، منهج المقال : 398 ، الرواشح السماوية : 112 ، مجمع الرجال 1/108 ، نقد الرجال : 20 برقم 44 [ المحقّقة 1/119 برقم (219) ] ، بحار الأنوار 1/16 طبعة الكمپاني ، [ وفي الطبعة الحروفية 1/41 ] ، حاوي الأقوال 1/113 ـ 114 [ المخطوط : 8 من نسختنا ] ، تعليقة الوحيد المطبوعة على هامش منهج المقال : 35 ، تكملة الرجال 1/127 ، الشيخ عبدالله التستري المحكي في التكملة 1/127.


(42)
    أو الغضائر جمع : الغضيرة ، وهي الأرض السهلة طيّبة التربة ، عذبة الماء (1) ، وكأنّ مسكنهم كان كذلك فنسبوا إليه.
    الترجمة :
    كنيته أوّلاً : أبو الحسين (2) ، وفي كتب الرجال ابن الغضائري ، ولذا أهمله الميرزا رحمه الله هنا ، وذكره في باب الكنى ، في عداد ما صدّر بـ : الابن (3) .
    وقد كان هذا الشيخ من المعاصرين للشيخ الطوسي والنجاشي. بل عن الرواشح (4) : أنّه كان شريك النجاشي في القراءة على أبيه أبي عبدالله الحسين بن
1 ـ انظر معنى الغضيرة وكذا الغضارة مع إضافات في تاج العروس 3/449.
    وفي توضيح المشتبه 6/287 : والغضائري : إلى عمل الغَضَائر ، ثمّ ضبط اللفظة فقال : جمع غَضَارة ، وهي الإناء المتّخذ من الغَضَار ، وهو الطين الحرّ ، وقدرها في عرف أهل القرى كالصحفة الّتي تشبع الخمسة.
2 ـ أقول : كنّاه بـ : أبي الحسين الشيخ رحمه الله في مقدّمة الفهرست : 24 ، والعلاّمة في الخلاصة : 8 برقم 6 ، وابن طاوس في التحرير الطاوسي المخطوط : 4 [ صفحة : 25 من طبعة مؤسسة الأعلمي ، وصفحة : 5 من طبعة مكتبة السيّد النجفي المرعشي .. وموارد اُخر في الكتاب ] ، و : 87 برقم 270 ، وموارد اُخرى من نسختنا ، ومصادر اُخرى ، إلا أنّ في ترجمة أبان بن تغلب من رجال النجاشي : 9 برقم 6 قال : أبو الحسن أحمد بن الحسين رحمه الله ، والظاهر صحّة تكنيته بـ : أبي الحسين ، وما وقع في رجال النجاشي من تصحيف النسّاخ ، فما رجّحه بعض المعاصرين من تكنيته بـ : أبي الحسن بلا مرجّح ، فتفطّن.
3 ـ راجع منهج المقال : 398 باب الكنى ، قال : ابن الغضائري : هو : أحمد بن الحسين بن عبيد الله الغضائري ، لم أجد تصريحاً من الأصحاب بتوثيق ولا ضدّه.
4 ـ الرواشح السماوية للمحقّق الداماد قدّس سرّه : 112 : في الراشحة الخامسة والثلاثين. قال : هو سليل هذا الشيخ المعظم ـ أعني أبا الحسين أحمد بن الحسين بن عبيدالله بن إبراهيم الغضائري ـ ، وكان شريك النجاشي في القراءة على أبيه أبي عبد الله الحسين ابن عبيد الله على ما ذكره النجاشي في ترجمة أحمد بن الحسين بن عمر بن يزيد الصيقل.


(43)
عبيدالله.
    لكن عن مجمع الرجال (1) للمولى عناية الله أنّه : شيخ الشيخ والنجاشي ، عارف جليل ، كبير في الطائفة. انتهى.
    وقال الشيخ رحمه الله في أوّل الفهرست (2) : إنّي لمّا رأيت جماعة من أصحابنا من شيوخ طائفتنا ، من أصحاب التصانيف (3) ، عملوا فهرست كتب أصحابنا ، وما صنّفوه من التصانيف ، ورووه من الاُصول ، ولم أجد أحداً منهم استوفى ذلك ، ولا ذكر أكثره ، بل كلّ منهم كان غرضه أن يذكر ما اختصّ بروايته ، وأحاطت به خزانته من الكتب ، ولم يتعرّض أحد منهم لاستيفاء جميعه ، إلا ما كان قصده أبو الحسين أحمد بن الحسين بن عبيد الله الغضائري رحمه الله فإنّه عمل كتابين : أحدهما ذكر فيه المصنّفات ، والآخر [ ذكر ] فيه الأصول ، واستوفاهما [ على ] مبلغ ما وجده وقدر عليه ، غير أنّ هذين الكتابين لم ينسخهما أحد من أصحابنا. وانخرم (4) هو رحمه الله ، وعمد بعض ورثته إلى إهلاك هذين الكتابين وغيرهما من الكتب ، على ما حكى بعضهم عنهم. انتهى المهمّ ممّا في الفهرست.
عبارة النجاشي رحمه الله الآتية في أحمد بن الحسين بن عمر بن يزيد الصيقل صريحة في ذلك. وقد ترحّم عليه فيها أيضاً. [ منه ( قدّس سرّه ) ].
1 ـ مجمع الرجال 1/6 هامش رقم 6 ، وصفحة : 108 هامش رقم 1.
2 ـ الفهرست : 23 ـ 24 الطبعة الحيدريّة ، وفي الطبعة المرتضوية : 1 ـ 2 ، وفي طبعة جامعة مشهد : 1 ـ 2 قال : فإنّي لمّا رأيت جماعة من شيوخ طائفتنا من أصحاب الحديث عملوا فهرست كتب أصحابنا ..
3 ـ في المصدر : الحديث.
4 ـ في المصدر : واخترم.


(44)
    ومقتضى ما نقله من تلف الكتابـين ، إرادة غير هذيـن في قول المـولى عناية الله (1) ، إنّ كتابيه في ذكر الرجال الممدوحين ، والرجال المذمومين المجروحين ، و إنّ الأخير مذكور بتمامه في كتاب السيّد ابن طاوس. انتهى.
    وقد اعترف جمع ـ منهم : الشيخ محمّد نجل الشهيد الثاني رحمه الله ، وصاحب
1 ـ في مجمع الرجال 1/6 مع اختلاف يسير.
    أقول : إنّ للمترجم كتباً متعدّدة أحدهما في الثقات ويظهر ذلك من ترجمة سماعة بن مهران حيث قال النجاشي في رجاله : 146 برقم 511 بعد أن وثّقه : وذكر أحمد بن الحسين رحمه الله ، وفي صفحة : 52 برقم 150 : الحسين بن محمّد بن عليّ الأزدي أبو عبدالله ، ثقة من أصحابنا ، كوفي .. إلى أن قال : ذكر ذلك أحمد بن الحسين .. وفي صفحة : 93 برقم 305 : جعفر بن أحمد بن أيّوب السمرقندي أبو سعيد بن العاجز كان صحيح الحديث والمذهب ، روى عنه محمّد بن مسعود ، ذكر ذلك أحمد بن الحسين رحمه الله .. إلى آخره. وغير هؤلاء ممّن وثّقهم ابن الغضائري ، والّذي يناسب أن يكون نقل النجاشي عن ابن الغضائري من كتاب ثقاته بالإضافة إلى ما قاله ابن داود في رجاله : 383.
    أقول : وقد ذكر ابن الغضائري في كتابه خمسة رجال زيادة على ما قاله النجاشي كلّ منهم ثقة ثقة مرّتين وهم .. إلى آخره. فيظهر أنّ النجاشي وابن داود كان لديهم كتاب ابن الغضائري الّذي في الثقات.
    وله كتاب في الضعفاء كما يظهر من مجمع الرجال 2/275 نقلاً عن رجال المترجم حيث قال : ( غض ) [ أي رجال ابن الغضائري ] خيبري بن عليّ الطحان كوفي ، ضعيف الحديث ، غالِ المذهب .. إلى آخره.
    ومثله في رجال النجاشي : 118 برقم 402 نقلاً عن رجال ابن الغضائري ، وموارد اُخرى نقلها عن رجال ابن الغضائري الّذي أ لّفه في الضعفاء خاصّة.
    وقال الشيخ في الفهرست : 24 : ولم يتعرّض أحد منهم لاستيفاء جميعه .. إلى آخر كلامه السالف قريباً .. وممّا نقلنا يظهر أنّ المترجم له أربعة كتب : أحدهما في الممدوحين من الرجال ، والآخر في المذمومين ، والثالث في مصنّفات الشيعة ، والرابع في اُصول الشيعة ، وربّما يكون له كتب اُخرى ، فراجع.


(45)
النقد (1) ، والميرزا (2) ، والمجلسي في البحار (3) ، وصاحب الحاوي (4) و .. غيرهم ـ بعدم الوقوف على جرح فيه ولا تعديل.
    بل في البحار (5) أنّ صاحب رجال ابن الغضائري إن كان الحسين ، فهو من أجلّة الثقات ، و إن كان أحمد ـ كما هو الظاهر ـ فلا أعتمد عليه كثيراً ، وعلى أيّ حال : الاعتماد على هذا الكتاب يوجب ردّ أكثر أخبار الكتب المشهورة. انتهى.
    وقال المولى الوحيد رحمه الله في التعليقة (6) في ترجمة إبراهيم بن عمر الصنعاني إنّ : أحمد هذا (7) غير مصرّح بتوثيقه ، ومع ذلك قلّ أن يسلم أحد من جرحه ، أو ينجو ثقة (8) من قدحه ، وجرح أعاظم الثقات ، وأجلاّء الرواة ، الّذين لا يناسبهم ذلك ، وهذا يشير إلى عدم تحقيقه حال الرجال كما هو حقّه ، أو
1 ـ نقد الرجال للتفرشي : 20 برقم 44 [ المحقّقة 1/119 برقم (219) ] قال : أحمد بن الحسين بن عبيد الله بن إبراهيم الغضائري أبو الحسين مصنّف كتاب الرجال المقصور على ذكر الضعفاء ، والظاهر أنّ ابن الغضائري الّذي نقل العلاّمة قدّس سرّه عنه في الخلاصة كثيراً هو هذا كما صرّح باسمه في إسماعيل بن مهران وأبي شداخ وسيجيء بعض أحواله عند ذكر أبيه. ولم أجد في كتب الرجال في شأنه شيئاً من جرح ولا تعديل.
2 ـ في منهج المقال : 398 في باب المصدرين بـ : ابن قال : ابن الغضائري ، هو أحمد بن الحسين بن عبيدالله الغضائري ، لم أجد تصريحاً من الأصحاب بتوثيق ولا ضدّه.
3 ـ بحار الأنوار 1/16 الحجريّة ، و [ 1/41 الطبعة الحروفية ].
4 ـ في حاوي الأقوال 1/113 ـ 114 [ المخطوط : 8 من نسختنا ].
5 ـ بحار الأنوار 1/16 الحجريّة ، [ والطبعة الحروفية 1/41 ].
    وفي منتهى المقال بحث قيّم ونقل للأقوال ينبغي مراجعته : 33 [ الطبعة المحقّقة 1/251 ـ 256 برقم (136) ].
6 ـ التعليقة المطبوعة على هامش منهج المقال : 24 في ترجمة إبراهيم بن عمر اليماني.
7 ـ في المصدر : إنّ ( غض ) .. بدلاً من : إنّ أحمد هذا ..
8 ـ لا يوجد في التعليقة المطبوعة كلمة : ثقة.
تنقيح المقال ـ الجزء السادس ::: فهرس