تنقيح المقال ـ الجزء السادس ::: 196 ـ 210
(196)
إبراهيم ، حدّثنا أبي ، قال : حدّثنا عبد الله ، قال : ولد أبي سنة سبع وخمسين ومائة ، ولقي الرضا عليه السلام سنة أربع وتسعين ومائة (1) ، ومات الرضا عليه السلام بطوس سنة اثنتين ومائتين يوم الثلاثاء ، لثماني عشر خلون من جمادى الاُولى ، وشاهدت أبا الحسن وأبا محمّد عليهما السلام وكان أبي مؤذّنهما (2) ، ومات عليّ بن محمّد سنة أربع وأربعين ومائتين ، ومات الحسن سنة ستين ومائتين ، يوم الجمعة لثلاث عشر خلت من المحرّم (3) ، وصلّى عليه المعتمد أبو عيسى بن المتوكّل.
    دَفَعَ إليّ هذه النسخة ـ نسخة (4) عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي ـ أبو الحسن أحمد بن محمّد بن موسى الجندي شيخنا رحمه الله قرأتها عليه : حدّثكم أبو الفضل (5) عبد الله بن أحمد بن عامر ، قال : حدّثنا أبي ،
الحسن بن أحمد بن إبراهيم ، كما في رجال النجاشي طبعة الهند ، وجماعة المدرسين ، وطبعة بيروت ، ونسخة القهپائي.
1 ـ ما في بعض النسخ من إبدال تسعين بـ : سبعين غلط ، لأنّ ابتداء زمان الرضا عليه السلام سنة تسع وثمانين ومائة فلابدّ من كون لقائه إيّاه عليه السلام بعد ذلك. [ منه ( قدّس سرّه ) ].
2 ـ الظاهر : مؤدّبها ، كما في مجمع الرجال 1/119.
3 ـ المشهور في وفاته عليه السلام يوم الجمعة ثامن ربيع الأوّل.
4 ـ يظهر من هذه العبارة أنّ النسخة لعبدالله ابن المترجم ، ولكن عبارته في ترجمة ابنه عبد الله هكذا : يكنّى أبا القاسم ، روى عن أبيه عن الرضا عليه السلام نسخة ، قرأت هذه النسخة على أبي الحسن أحمد بن محمّد بن موسى ، أخبرني أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر ، عن أبيه ، عن الرضا عليه السلام. ويظهر من هذه العبارة أنّ الراوي أبو المترجم لا عبدالله ، والنسخة له ويرويها ابنه عبدالله ، فراجع.
5 ـ أقول ذكر النجاشي هنا كنية عبد الله : أبا الفضل ، وفي ترجمة عبد الله كناه


(197)
قال : حدّثنا الرضا عليّ بن موسى عليهما السلام والنسخة حسنة. انتهى كلام النجاشي.
    وفي باب 31 من العيون (1) في سند : حدّثنا أبو القاسم عبدالله بن أحمد بن عامر بن سليمان الطائي بالبصرة ، قال : حدّثنا أبي في سنة ستّين ومائتين ، قال : حدّثني عليّ بن موسى الرضا عليه السلام سنة أربع وتسعين ومائة. انتهى.
    ومقتضى الجمع بين تاريخ ولادة أحمد ـ الّذي سمعت من النجاشي نقله عن ابنه
بـ : أبي القاسم ، كما وأنّ الخطيب في تاريخ بغداد 9/385 ـ 386 برقم 4971 كنّاه بـ : أبي القاسم : فقال : عبد الله بن أحمد بن عامر بن سليمان بن صالح أبو القاسم الطائي ، روى عن أبيه ، عن عليّ بن موسى الرضا ، عن أبائه [ عليهم السلام ] نسخة ، حدّث عنه أبو بكر بن الجعابي [ الحسن كالصحيح عندنا ] وأبو بكر بن شاذان ، وابن شاهين ، و إسماعيل بن محمّد بن زنجي ، وأبو الحسن ابن الجنيد .. إلى أن قال : حدّثنا عبد الله بن أحمد بن عامر بن سليمان الطائي ، حدّثني أبي في سنة ستين ومائتين حدّثنا عليّ بن موسى سنة أربع وتسعين ومائة ..
    وقال في تاريخ بغداد 4/336 برقم 2159 : أحمد بن عامر بن سليمان الطائي سكن سرّ من رأى وحدّث بها عن عليّ بن موسى الرضا [ عليه السلام ] روى عن ابنه عبدالله ..
    وفي لسان الميزان 1/190 برقم 602 : أحمد بن عامر الطائي ، له ذكر في الأصل في ترجمة ابنه عبد الله ، وقال ابن الجوزي في الموضوعات : هو محلّ التهمة ، وتكلم فيه البيهقي في الشعب. وفي 3/252 برقم 1097 : عبد الله بن أحمد بن عامر ، عن أبيه ، عن عليّ الرضا [ عليه السلام ] ، عن آبائه [ عليهم السلام ] بتلك النسخة الموضوعة الباطلة ، ما تنفك عن وضعه أو وضع أبيه قال الحسن بن عليّ الزهري : وكان اُمياً [ كذا ، والصحيح إماميّاً ] لم يكن بالمرضيّ ، روى عنه الجعابي وابن شاهين وجماعة ، مات سنة أربع وعشرين وثلاثمائة.
1 ـ عيون أخبار الرضا عليه السلام : 194 باب 31 ويظهر من الرواية تشيّعه.


(198)
عبد الله ـ وبين تاريخ روايته عن أبيه وهي : سنة ستّين ومائتين ، كون ما بين ولادته ووفاته مائة وثلاث سنين ، فعمر أحمد فوق مائة سنة ، فيكون من المعمّرين.
    وعلى أيّ حال : فالرجل إماميّ مجهول الحال.
حصيلة البحث
    من ذكر ابن داود له في رجاله في القسم الأوّل ، ورواية الثقة عنه ، ومضمون رواياته ، وعدّ إتقان المقال له في الحسان ، وكونه مؤذّناً للإمامين عليهما السلام يقتضي الجزم بحسنه.

[ 1050 ]
    جاء في مشيخة من لا يحضره الفقيه 4/53 : وما كان فيه من خبر بلال وثواب المؤذنين بطوله فقد رويته عن أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه ، عن عليّ بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن أحمد بن العبّاس ، والعبّاس بن عامر الفقيمي ، قالا : حدّثنا هشام بن الحكم ، عن ثابت بن هرمز ..
    وفي 4/457 طبعة ايران فيه : .. عن أحمد بن العباس والعباس بن عمرو الفقيمي ، وكذلك في أمالي الصدوق : 279 حديث 310 ، وعن الأمالي في مستدرك الوسائل 2/429 حديث 2370.
    فالمعنون يروي عن هشام بن الحكم الذي لـم يدرك زمان إمامة الجواد عليه السلام ، فيكون المعنون غير النجاشي قطعاً : لأنّ النجاشي صاحب الرجال توفّي سنة 450 وهذا يروي عن هشام بن الحكم المتوفّى سنة 199 ، وأوّل إمامة الجواد عليه السلام سنة 202 ، فالمظنون أنّه ممّن أهمل ذكره.


(199)

حصيلة البحث
    لم أجد للمعنون في المعاجم الرجاليّة والحديثية ذكر ، فهو مهمل.

[ 1051 ]
    جاء في علل الشرائع 1/139 حديث 1 : قال : حدّثنا أبي سعيد محمّد بن الفضل بن محمّد بن إسحاق المذكّر النيسابوري ، قال : حدّثنا أحمد بن العباس بن حمزة ، قال : حدّثنا أحمد بن يحيى الصوفي الكوفي ، قال حدّثنا يحيى بن معين ..

حصيلة البحث
    لم نعثر عليه في كتب الرجال فهو مهمل ، لا يبعد كونه من رواة العامّة ، والله العالم.

[ 1052 ]
    جاء في لسان الميزان 1/191 برقم 604 : أحمد بن العبّاس الصنعاني ، عن محمّد بن يوسف الفريابي ، فيه شيء أورده ابن عدي ، حكاه ابن الجوزي ، وأنا فما أذكر أنني رأيته في كتاب ابن عدي. انتهى. قلت : وهو في كتاب ابن عدي هكذا : أحمد بن العبّاس بن مليح بن إبراهيم بن غفيرة بن سهيل بن عبدالرحمن بن عوف من أهل صنعاء نسبه محمّد بن محمّد الجهني. ( ثنا ) عنه بأحاديث عن الفرياني ، وعن عليّ بن موسى الرضا [ عليه السلام ] ..
    وترجمه في ميزان الاعتدال 1/106 برقم 418.


(200)

حصيلة البحث
    عنونه بعض الأفاضل في جامعه 1/123 مع أنّه من رواة العامّة ، وضعّفه في لسان الميزان وميزان الاعتدال ، ولا يوجد ما يشير إلى حاله ، فهو عامّي لم يتّضح حاله.

[ 1053 ]
    هكذا جاء في الجزء الثاني من رجال النجاشي ، فيكون المعنون جدّ أحمد صاحب الرجال.

حصيلة البحث
    بعد حصول الاطمئنان بأنّ المعنون جدّ صاحب الرجال ، فيلحقه حكمه.

[ 1054 ]
    جاء بهذا العنوان في طب الأئمّة : 88 بسنده : .. عن أحمد بن العباس ابن المفضّل ، قال : حدّثني أخي عبدالله بن العباس بن الفضل ، قال : لدغتني عقرب ..     وعنه في مستدرك الوسائل 16/462 حديث 20551 مثله.

حصيلة البحث
    لم يذكر في المصادر الرجاليّة ، فهو مهمل.


(201)
[ 1055 ]
    الضبط :
    النَجاشي : بالنون المفتوحة ، والجيم المشدّدة المفتوحة ، ثمّ الألف ، ثمّ الشين
1 ـ عنون جمع : أحمد بن العباس النجاشي بهذا العنوان ، فمنهم : في أمل الآمل 2/15 برقم 30 : أحمد بن العبّاس النجاشي الأسدي مصنّف هذا الكتاب .. وفي ملخّص المقال في قسم الصحاح : أحمد بن العبّاس النجاشي الأسدي ( جش ) فيما وصل الينا منه ، ثمّ فيه مصنّف هذا الكتاب أطال الله بقائه .. ثمّ عدّ له كتباً. وفي الوسيط ، والظاهر أنّ هذا ملحق وهماً وأنّ هذا جدّ المصنّف أو الكلّ ملحق وهماً. إنّ المصنّف لم يذكر نفسه وقد ذكره وهو أحمد بن عليّ بن أحمد بن العبّاس كما يأتيـ هكذا في نسخة من الوسيط التي في مكتبتي ، وفي نسخة اُخرى عندي صفحة : 16 : أحمد بن العباس النجاشي الأسدي مصنّف هذا الكتاب ، وكأنّه وهم : بل هو جدّه كما تقدّم ـ ، ومثله في جامع الرواة 1/51 ، ومنهج المقال : 39 ، ومنتهى المقال : 35 [ المحقّقة 1/272 برقم (161) ] والكلّ نبّهوا على أنّ هذا هو أحمد بن عليّ بن العبّاس.
    قال بعض المعاصرين في قاموسه 1/322 : ومنشأ غلط المصنّف أنّ ( جش ) عنون نفسه في آخر باب أحمد بعنوان : أحمد بن عليّ بن أحمد بن العبّاس .. إلى أن قال : ثمّ في النسخ الواصلة الّتي عرفت في المقدّمة عدم وصولها صحيحة ـ أحمد بن العبّاس النجاشي الأسدي مصنّف هذا الكتاب ـ وهو من تحريفها.
    أقول : أفلا سائل يسأل من هذا المعاصر أنّه إذا كان غلطاً فلم نسبه إلى المؤلّف قدّس سرّه ، ولم ينسبه إلى من قبله من أعلام الطائفة ، ثمّ أفلا يصّح عنده نسبة الانسان نفسه إلى جدّه ، ثمّ إنّ المؤلّف صرّح بأنّ صاحب هذا العنوان هو : أحمد بن عليّ بن العبّاس الّتي تأتي ترجمته ، ثمّ إذا كان عنده ابن محرّف أبي العبّاس ، فلم أنكر تكرار المترجم عنوانه ثانياً ، وعندي أنّ العبارة الصحيحة : أحمد أبو العبّاس النجاشي كما ذكر ذلك في أصل الترجمة.

مصادر الترجمة
    أمل الامل 2/15 برقم 30 ، منتهى المقال : 35 [ الطبعة المحقّقة 1/271 برقم


(202)
المثلّثة ، ثمّ الياء. هو الّذي يثير الصيد ليمرّ على الصائد ، فالياء ليست ياء نسبة ، كما في النجاشي مخفّفاً ، ملك الحبشة (1) : فإنّ الياء فيه أيضاً جزء الاسم.
    الترجمة :
    هو : أحمد بن عليّ بن العبّاس النجاشي (2) ، المكنّى بـ : أبي العبّاس (3) ، صاحب
(160) ] ، منهج المقال : 37 ، ملخّص المقال في قسم الصحاح ، جامع الرواة 1/51 ، الخلاصة : 20 برقم 53 ، بحار الأنوار 107/136 ، و 108/385 ، روضات الجنات 1/60 برقم 13.
1 ـ تجد كلّ ما ذكره المؤلّف قدّس سرّه في المقام في تاج العروس 4/354 وقد ذكر النجاشي محقّقاً في توضيح المشتبه 9/36 وقال : وقيل : ياؤه تُشبه ياء النسبة كما في كرسي ونحوه.
2 ـ أعلم أنّ نسبه ـ على ما ذكره ـ هو : أحمد بن عليّ بن أحمد بن العبّاس بن محمّد بن عبدالله بن إبراهيم بن محمّد بن عبد الله الأسدي النضري بن النجاشي بن غنيم بن أبي السمال سمعان بن هبيرة الشاعر ابن مساحق بن بجير بن اُسامة بن نصر بن قعين بن الحرث بن تغلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن نصر بن نزار بن معد بن عدنان .. هذا ما يستفاد من ترجمته وترجمة جدّه.
3 ـ ذكروا كنيتين للمترجم.
    إحداها : أبو العبّاس ، وهو المعروف بها كما في الخلاصة : 20 برقم 53 ، وبحار الأنوار 108/385 مجلّد الإجازات في أواخر إجازة الشهيد الثاني للشيخ عبدالصمد أبي الشيخ البهائي ، حيث قال : وعن السيّد أبي الصمصام الحسني مصنّفات الشيخ أبي العبّاس أحمد بن عليّ بن أحمد بن العبّاس النجاشي الّتي من جملتها كتاب الرجال .. ومواضع اُخرى من كلمات الأعلام.
    والثانية : أبي الحسين ، كما في رجال النجاشي في التعريف بالجزء : 157 من طبعة المصطفوي ، وصفحة : 147 من طبعة الهند ، ونسخة مخطوطة تاريخ كتابتها : 951 ، ونسخة اُخرى مخطوطة كتبت سنة 1024 : تمّ الجزء الأوّل من كتاب الرجال ويتلوه في الجزء الثاني باب العين .. إلى أن قال : ممّا جمعه الشيخ الجليل أبو الحسين أحمد بن


(203)
كتاب الرجال ـ المعروف ـ وهو شيخ جليل ثقة ، مسلّم الكلّ ، غير مخدوش فيما كتب بوجه ، مطمئنّ إليه (1) ، سيّما في الرجال ، يقدّم قوله عند التعارض على قول غيره حتّى الشيخ الطوسي رحمه الله (2) .
    وله في ترجمة نفسه كلام ، يأتي في أحمد بن عليّ بن العبّاس.
    وقد اشتبه الأمر على بعض الأصحاب ، فزعم كون أحمد بن عليّ بن العبّاس ، غير أحمد بن العبّاس ، والصواب الاتّحاد. ويشهد بما ذكرنا من اتّحاد أحمد بن
علي بن أحمد بن العبّاس النجاشي الأسدي أطال الله بقاءه ، وأدام علوّه ونعماه .. ويظهر من الدعاء أنّ هذه النسخ كتبت عن نسخة كتبت في زمن المؤلّف رحمه الله. كما وأنّ في بحار الأنوار 107/136 في إجازة العلاّمة قدّس سره لبني زهرة المعروفة بـ : الإجازة الكبيرة قوله : ومن رجال الخاصّة .. إلى أن قال : أبو الحسين ( خ.ل : أبو الحسن ) أحمد بن علي النجاشي. ولا مانع من تعدّد الكنيتين ، ولا سبيل للنقاش فيه.
    وتكنية المترجم بـ : أبي الخير لم أجد من ذكرها سوى الخوانساري في روضات الجنات 1/60 برقم 13.
1 ـ قال السيّد بحر العلوم قدّس سرّه في الفوائد الرجاليّة 2/35 في ترجمة النجاشي : هو أحد المشايخ الثقات والعدول الأثبات ، من أعظم أركان الجرح والتعديل ، وأعلم علماء هذا السبيل ، أجمع علماؤنا على الاعتماد عليه ، وأطبقوا على الاستناد في أحوال الرجال إليه.
    أقول : أجمع أصحابنا قديماً وحديثاً على وثاقة المترجم ، والاعتماد عليه ، والإعتراف بضبطه وجلالته ، فهو ممّن لا يناقش في شيء من مكانته السامية ، فقوله حجّة ، وروايته من جهته صحيحة بلا ريب.
2 ـ أعلم أنّ تقديم قول النجاشي على قول غيره حتّى الشيخ رحمه الله مختار جلّ المحقّقين من علماء الرجال ، لقدم عصره ، وتضلّعه في أحوال الرواة وانقطاعه في أحوالهم ، وكثرة فحصه وتثبته في النقل وضبطه ، وما ذكره بعض المعاصرين في قاموسه 1/324 من عدم تقديم قول النجاشي على قول الشيخ إلا بواسطة القرائن فهو كلام متسرّع غير متثبّت ، ولو كلّف نفسه عناء الفحص عن أراء خبراء الفنّ لم يَقدم على هذا الكلام ، فتفطّن.


(204)
العبّاس النجاشي ، مع أحمد بن عليّ بن أحمد بن العبّاس ـ الآتي بعد عدّة أسماء ـ أنّه سمّى نفسه في كتابه تارة : أحمد بن عليّ ، واُخرى : أحمد بن العبّاس ، وكلامه الآتي صريح في أنّ مصنّف الكتاب المعروف هو : أحمد بن العبّاس ، مع تصريحه في تراجم متعدّدة ، كترجمة محمّد بن أبي القاسم ماجيلويه ، وعثمان بن عيسى العامري ، بأنّ اسم أبيه : عليّ (1) ، قال فيهما : أخبرني أبي عليّ بن أحمد .. وقال في ترجمة محمّد بن عليّ بن بابويه (2) بعد ذكر كتبه : قرأت بعضها على والدي عليّ بن أحمد بن العبّاس النجاشي .. إلى غير ذلك من الموارد الّتي يقف عليها المتتبّع في كتابه ، ويأتي تتمّة ترجمته في أحمد بن عليّ بن أحمد إن شاء الله تعالى.
1 ـ أقول : صرّح النجاشي بأنّ أباه مسمّى بـ : علّي في عدّة موارد من رجاله ، منها في صفحة : 230 برقم 810 من طبعة المصطفوية في ترجمة عثمان بن عيسى أبو عمرو العامري قال : وأخبرني والدي : عليّ بن أحمد رحمه الله.
    ومنها في صفحة : 273 برقم 941 في ترجمة محمّد بن أبي القاسم ماجيلويه : أخبرنا أبي عليّ بن أحمد رحمه الله ..
2 ـ رجال النجاشي : 302 برقم 1044 من طبعة المصطفوي ، وفي طبعة الهند : 279 ، وطبعة بيروت 2/316 برقم 105 ، وطبعة جماعة المدرسين : 392 برقم 1049 في ترجمة محمّد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه : أخبرنا بجميع كتبه ، وقرأت عليه بعضها على والدي عليّ بن أحمد بن العبّاس النجاشي رحمه الله. ومع هذه التصريحات الصريحة بأنّ أباه مسمّى بـ : علّي كيف يمكن التشكيك في ذلك ، أو احتمال أنّ اسم أبيه العبّاس فتفطّن ، ولبعض المعاصرين تهجمات على المؤلّف قدّس سرّه أجبنا عنها في ضمن التعليق ، وبقى التهريج الّذي نترفّع عنه.

حصيلة البحث
    إنّ وثاقته وجلالته وسموّ مكانته عند الطائفة لا نقاش فيها ، فهو ثقة ضابط خبير ، قوله حجّة.


(205)
[ 1056 ]
    الضبط :
    الصيرفيّ : صرّاف الدراهم ونقّادها ، كالصيرف والصرّاف ، والجمع : صيارف وصيارفة ، والهاء للنسبة (1) .
    وقد مرّ (2) ضبطه في : أبان بن عبده.
    والطَيالِسي : بالطاء المهملة المفتوحة ، ثمّ الياء المثنّاة كذلك ، ثمّ الألف ، ثمّ اللام المكسورة ، والسين المهملة كذلك ، ثمّ الياء ، نسبة إلى الطيالسة ، جمع الطيلسان (*) ، ووجه النسبة كونه بيّاع الطيالسة قسم من الثياب.
    ويحتمل بعيداً أن يكون نسبته إلى الطيلسان ، إقليم واسع كثير البلدان والسكان من نواحي الديلم والخزر (3) ، على غير القياس ، إذ القياس :
مصادر الترجمة
    رجال الشيخ : 446 برقم 45 ، منهج المقال : 37 ، لسان الميزان 1/192 برقم 609 ، الوافي بالوافيات 7/187 برقم 3129.
1 ـ قال في الصحاح 4/1386 : الصَّيرَفي : الصرّاف ، من المصارفة ، وقوم صَيارفة ، والهاء للنسبة ، وقد جاء في الشعر : الصَيَاريف. وفي الصحاح 6/164 : الصيرفي والصيرف والصراف : صراف الدراهم ونقادها .. إلى آخر ما قال.
2 ـ في صفحة : 123 من المجلّد الثالث.
* ـ قال في القاموس : الطيلس والطيلسان ـ مثلثّة اللام ـ معرّب ، أصله : تالشان ، ويقال في الشتم : يابن الطيلسان أي أنك أعجمي ، جمعه طيالسة ، والهاء في الجمع للعجمة [ منه ( قدّس سرّه ) ].
    انظر : القاموس المحيط 2/226 وقس ذلك مع ما في الصحاح 3/944.
3 ـ قاله في المراصد 2/901 ، ومعجم البلدان 4/56.


(206)
الطيلساني.
    الترجمة :
    لم أقف فيه إلا على قول الشيخ رحمه الله في باب من لم يرو عنهم عليهم السلام من رجاله (1) : أحمد بن العبّاس النجاشي الصيرفيّ المعروف بـ : ابن الطيالسي ، يكنّى : أبا يعقوب ، سمع منه التلعكبري سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة ، وله منه إجازة. وكان يروي دعاء الكامل ، ومنزله كان في درب البقر. انتهى.
    وقد أهمل ذكره في رجال النجاشي ، والخلاصة ، ورجال ابن داود ، والوجيزة ، بل أغلب كتب الرجال.
    نعم : في التعليقة (2) إنّ استجازة التلعكبري ، منه ، تشعر بوثاقته.
1 ـ رجال الشيخ : 446 برقم 45.
2 ـ التعليقة المطبوعة على هامش منهج المقال : 37.
    أقول : عنونه شيخنا الطهراني في طبقات أعلام الشيعة للقرن الرابع : 28 وجزم بأنـّه جدّ النجاشي مؤلّف الرجال ، فقال : أحمد بن العبّاس أبو يعقوب النجاشي الصيرفي المعروف بـ : ابن الطيالسي ، سمع منه التلعكبري سنة 335 ، وله منه إجازة ، وكان يروي دعاء الكامل ، وكان منزله في درب البقر ، ذكره الطوسي في رجاله.
    أقول : هو جدّ أبي العبّاس أحمد بن عليّ بن أحمد بن العبّاس النجاشي المعروف صاحب الرجال ، ولم يترجم له حفيده في رجاله ، كما لم يترجم لوالده عليّ بن أحمد ترجمة مستقلّة ، و إنّما ذكر والده في ذيل ترجمته للصدوق ابن بابويه ، وذكر أنّه روى عن والده عن الصدوق تصانيفه.
    وقال سيدنا بحر العلوم في رجاله 2/40 : وممّن نصّ على توثيق النجاشي ومدحه ، وأثنى عليه بما هو أهله من القدماء العظماء : أبو الحسن سليمان بن الحسن بن سليمان الصهرشتي ، الفقيه المذكور ، قال في كتاب قبس المصباح : أخبرنا الشيخ الصدوق أبو الحسين أحمد بن عليّ بن أحمد بن النجاشي الصيرفي المعروف بـ : ابن الكوفي


(207)
    قلت : ولا أقلّ من حسنه.
    التمييز :
    يعرف الرجل برواية التلعكبري ، و إبراهيم بن هاشم (1) ، عنه. وبروايته عن هشام بن الحكم (2) .
ببغداد .. إلى أن قال في : 42 : وقول الصهرشتي ، ابن النجاشي الصيرفي المعروف بـ : ابن الكوفي لا يقتضي المغايرة للنجاشي المعروف ، إذ ليس في كلام غيره ما ينافيه ، وهو لمعاصرته له أعرف بما كان يعرف به في ذلك الوقت ..
    وقال الصفدي في الوافي بالوفيات 7/187 برقم 3129 : ابن النجاشي أحمد بن عليّ بن أحمد بن العبّاس أبو الحسين الصيرفي الأسدي الكوفي المعروف جدّه بـ : النجاشي ، حدّث عن القاضي أبي الحسين محمّد بن عثمان بن النصيبي ، وأحمد بن محمّد بن عمران بن الجندي ، والحسن بن محمّد بن يحيى بن الفحّام ، وروى عنه ولده عليّ توفّى سنة 450 بمطير آباد.
    وفي لسان الميزان 1/192 ـ 193 برقم 609 قال : أحمد بن العبّاس بن محمّد ابن عبد الله الأسدي أبو يعقوب الطيالسي يعرف بـ : ابن الصيرفي. قال ابن النجار : كان من شيوخ الشيعة ، قلت : وقال أيضاً : كان يدّعى الكامل [ أي دعاء الكامل ] ، ويقال له : النجاشي ، حدّث عن عليّ بن إبراهيم بن عليّ العلوي ، روى عنه هارون بن موسى التلعكبري في مشيخته ، وذكر أنّه سمع منه في سنة تسع وتلاثين وثلاثمائة.
    يظهر من جميع ما نقلناه أنّ صاحب الرجال لا يلقب بـ : الصيرفي والطيالسي ولا ينسب إلى الكوفة: لأنّ جدّه كان يلقّب بذلك ، و إنّي مطمئن بحسنه وجلالته.
1 ـ أقول : رعاية الطبقة لا تساعد على رواية إبراهيم بن هاشم عن النجاشي صاحب كتاب الرجال ، وذلك أنّ إبراهيم بن هاشم من أصحاب الرضا عليه السلام المتوفّى سنة 202 ، والجواد عليه السلام المتوفّى سنة 220 ، والنجاشي الصيرفي من طبقة هارون بن موسى التلعكبري الّذي مات سنة 385 ، فالنجاشي الصيرفي المترجم يكون متأخراً عن إبراهيم بن هاشم بأكثر من قرن.
2 ـ لا ينبغي التأمّل في خطأ رواية المترجم عن هشام بن الحكم حيث إنّه مات سنة 199 في حياة هارون الرشيد العبّاسي ، والمترجم له في طبقة التلعكبري المتوفّى سنة 385 ،


(208)

فهشام مات قبل ولادة المترجم بأكثر من قرن ، والمترجم جدّ صاحب الرجال وهو الّذي يروي عنه التلعكبري و إبراهيم بن هاشم وهشام بن الحكم.

حصيلة البحث
    احتمال اتّحاده مع النجاشي صاحب كتاب الرجال المتوفّى سنة 450 خطأ ، فالحقّ تعددهما ، و إنّ ذاك من أوثق الثقات ، وهذا غاية ما يقال فيه : أنّه حسن لشيخوخته في الرواية.

[ 1057 ]
    جاء في كفاية الأثر : 185 : أخبرنا أحمد بن محمّد بن عبد الله ( خ.ل : عبيد الله ) بن الحسن العياشي ( خ.ل : العبّاسي ) ، قال : حدّثني جدي عبيد الله بن الحسن ، عن أحمد بن عبدالجبّار ، قال : حدّثنا أحمد بن عبدالرحمن المخزومي ، قال : حدّثنا عمر بن حمّاد قال : حدّثنا عليّ بن هاشم البريد ، عن أبيه ، قال : حدّثني أبو سعيد التميمي ، عن أبي ثابت مولى أبي ذرّ ، عن أمّ سلمة ، قالت : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم : « لما اُسري بي إلى السماء نظرت فإذا مكتوب على العرش : لا إله إلا الله ، محمّد رسول الله ، أيّدته بعليّ ونصرته بعليّ ، ورأيت أنوار عليّ وفاطمة والحسن والحسين وأنوار عليّ بن الحسين ومحمّد بن عليّ وجعفر بن محمّد وموسى بن جعفر وعليّ بن موسى ومحمّد بن عليّ وعليّ بن محمّد والحسن بن عليّ ، ورأيت نور الحجّة يتلألأ من بينهم كأنّه كوكب درّي ، فقلت : يا رب من هذا؟ ومن هؤلاء ؟ فنوديت : يا محمّد ! هذا نور علىّ وفاطمة ، وهذا نور سبطيك الحسن والحسين ، وهذه أنوار الأئمّة بعدك من ولد الحسين مطهرّون معصومون وهذا الحجّة يملأ الدنيا قسطاً وعدلاً .. ».

حصيلة البحث
    ليس في معاجمنا الرجاليّة عن المعنون ذكراً ، والرواة عنه ومن روى


(209)

عنهم ، فهم من رواة العامّة ، فالمظنون أنـّه عامي ، ولكن ليس بناصبي ، ومضمون الحديث صحيح بلا ريب ، وهو يدلّ على عدم نصبه ، ومن روى عنهم قد ضعّفوهم العامّة لمكان هذا الحديث !!.

[ 1058 ]
    جاء في الخصال : 89 حديث 26 بسنده : .. عن عليّ بن أسباط ، عن أحمد بن عبدالجبّار ، عن جدّه ، عن أبي عبدالله عليه السلام ..
    وعنه في وسائل الشيعة 17/286 ذيل حديث 22535.
    وكذلك جاء بسند آخر في قصص الأنبياء للراوندي : 313 .. ، وعنه في بحار الأنوار 22/362 ، ومستدرك الوسائل 16/23 حديث 19010 ، والإيضاح لابن شاذان : 372 ، وأمالي الطوسي : 13 حديث 16 و 143 حديث 232 ، والعمدة لابن البطريق : 216 حديث 335.

حصيلة البحث
    لم أجد للمعنون ذكراً في معاجمنا الرجاليّة فهو يعدّ مهملاً ، والظاهر أحمد بن عبدالجبّار هذا هو العطاردي الآتي ، فتدبّر.

[ 1059 ]
    جاء هذا العنوان في مقتضب الأثر للجوهري : 5 بسنده : .. عن أبي الحسن بن أحمد بن سعيد المالكي الحربي ، عن أحمد بن عبدالجبار الصوفي ، عن يحيى بن معين ..
    وفي العمدة لابن البطريق : 263 حديث 412.

حصيلة البحث
    ليس للمعنون ذكر في المصادر الرجاليّة ، فهو يعدّ مهملاً.


(210)

[ 1060 ]
    جاء في إكمال الدين 1/171 باب 11 حديث 27 بسنده : .. قال : حدّثنا محمّد بن يعقوب الأصمّ ، قال : قال : حدّثنا أحمد بن عبدالجبار العطاردي ، قال : حدّثنا يونس بن بكير الشيباني. و 2/393 ما روي من حديث ذي القرنين حديث 2 بالسند المتقدّم ، وكفاية الأثر : 131 باب ما جاء عن عمران حديث 1 : أخبرنا أحمد بن محمّد بن عبيدالله بن الحسن العطاردي ، قال : حدّثني جدّي عبيدالله بن الحسن ، عن أحمد بن عبدالجبار العطاردي ، قال : حدّثنا محمّد بن عبدالله الرقاشي .. و : 27 مثله.
    وعين العبرة في غبن العترة : 253 بسنده : .. حدّثنا محمّد بن يعقوب ، حدّثنا أحمد بن محمّد بن عبدالجبار ، حدّثنا يونس بن بكير. وتهذيب التهذيب 1/51 برقم 188 : أحمد بن عبدالجبار بن محمّد بن عمير بن عطارد بن حاجب بن زرارة التميمي العطاردي أبو عمر الكوفي. روى حفص بن غياث وابن بكر بن عياش وأبي معاوية ويونس بن بكير وغيرهم. اختلفوا في وثاقته مات سنة 271.

حصيلة البحث
    المعنون ليس له في معاجمنا الرجاليّة ذكر ، ولذلك يعدّ مهملاً ، ولا يبعد كونه من رواة العامّة.

[ 1061 ]
    جاء في مشيخة الفقيه 4/53 وفي طبعة ايران 4/457 في طريقه إلى بلال الـمؤذّن ، قال : وما كان فيه من خبر بلال وثواب المؤذّنين فقد رويته
تنقيح المقال ـ الجزء السادس ::: فهرس