تنقيح المقال ـ الجزء السادس ::: 271 ـ 285
(271)
    والعجب من ابن داود ، حيث قال : إنّه لم يرو عنهم عليهم السلام ، مع تصريح النجاشي بروايته النسخة عن الجواد عليه السلام.
برقم 77 [ المحقّقة 1/130 برقم (252) ] ، وجامع الرواة 1/52 ، ورجال الشيخ الحرّ المخطوط : 7 من نسختنا ، وملخّص المقال في قسم الصحاح ، ومجمع الرجال 1/121 ، والوسيط المخطوط : 24 من نسختنا.

حصيلة البحث
    الّذي يظهر من كلمات أعلام الطائفة إنّ وثاقة المترجم مسلّمة عند الكلّ من دون غمز فيه ، فهو ثقة ، ورواياته من جهته صحاح ، والله العالم.

[ 1115 ]
    قال ابن داود في رجاله : 497 برقم 407 : محمّد بن أحمد بن عبدالله ابن قضاعة أبو عبدالله بن صفوان بن مهران أبو عبدالله الصفواني ( غض ) ما أنكرت منه شيئاً إلا ما يرويه عن أبيه ، عن جدّه ، عن الصادق عليه السلام فإنّه شيء غير معروف ، وقد رأيت فيه مناكير مكذوبة عليه ، وأظن الكذب من قبل أبيه.
    وجاءت روايته في مصباح المتهجد : 660 [ : 499 ] باب آداب زيارة سيد الشهداء ، روى لنا جماعة عن أبي عبدالله محمّد بن أحمد بن عبدالله ابن قضاعة بن صفوان بن مهران الجمال ، عن أبيه ، عن جدّه صفوان. وفي بحار الأنوار 101 باب 35 حديث 32 عن المصباح بالسند والمتن المتقدّم ، ومستدرك الوسائل 4/480 حديث 5219 بالسند المتقدّم ، و 10/336 حديث 12131 وصفحة : 349 حديث 12156 بالسند المتقدم.
    أقول : المعنون غير معلوم الحال ، وابن محمّد بن أحمد ثقة بتصريح النجاشي.


(272)
[ 1116 ]
    [ الضبط : ]
    قد مرّ (1) ضبط الكرخي في إبراهيم بن أبي زياد.
    [ الترجمة : ]
    ولم أقف في ترجمته إلا على رواية الكشّي (2) ، عن عليّ بن محمّد القتيبي ، قال : حدّثني أبو طاهر محمّد بن عليّ بن بلال ، وسألته (3) عن أحمد بن عبدالله الكرخي (4) إذ رأيته يروي كتباً كثيرة عنه ، فقال : كان كاتب إسحاق بن إبراهيم فتاب ، وأقبل على تصنيف الكتب ، وكان أحد غلمان يونس بن عبدالرحمن رحمه الله ويعرف به ، ويعرف بـ : ابن خانبه ، وكان من العجم. انتهى.
حصيلة البحث
    لم يذكر أرباب الجرح والتعديل للمعنون ترجمة ، وتضعيفات ابن الغضائري لا يعتمد عليها ولذلك لابدّ من عدّ المعنون مجهول الحال.

مصادر الترجمة
    رجال الكشّي : 566 برقم 1071 ، الخلاصة : 64 برقم 13 ، التحرير الطاوسي : 68 برقم 40 ، نقد الرجال 1/131 برقم 257 [ المحقّقة 1/131 برقم (253) ] ، جامع الرواة 1/53.
1 ـ في صفحة : 228 من المجلّد الثالث.
2 ـ رجال الكشّي : 566 برقم 1071.
3 ـ الظاهر أنّ الصحيح : ولمّا سألته ..
4 ـ لا يخفى أنّ أحمد هذا وابنه وأخاه كلّهم كرخيون ، كما يكشف عنه وصف الكشّي لأحمد بـ : الكرخي ، ووصف النجاشي لابنه محمّد بـ : الكرخي ، ولأخيه محمّد بن عبدالله بـ : الكرخي.


(273)
بيان
    خانبه : بالخاء المعجمة المفتوحة ، ثمّ الألف ، ثمّ النون المكسورة ، ثمّ الباء الموحّدة من تحت المفتوحة ، لعلّها كلمة عجميّة ، وظاهر التوصيف بذلك اتّحاده مع أحمد بن عبدالله بن مهران ـ الآتي ـ ، فانتظر لتمام ترجمته.
    و إسحاق بن إبراهيم ـ الّذي ذكر أنّ أحمد هذا كان كاتباً عنده ـ هو من أمراء المأمون ، وهو الّذي قبض على إبراهيم بن المهدي ، واستخرجه لمّا استتر ، وكذا استخرج الفضل بن الربيع ، وقبض عليه ، وله ذكر في كتاب الفرج بعد الشدّة في مواضع (1) وبقي إلى زمان المتوكّل ، وهو سيّئ الأخلاق ، خبيث ، كما يظهر من التواريخ.
1 ـ أقول : ذكر التنوخي في الفرج بعد الشدة عن هذا الخبيث كثيراً ، ومن تلك الموارد ما في صفحة : 273 .. إلى أن قال : فحدّثني أنّ إسحاق بن إبراهيم المصعبي استدعاه ذات ليلة في نصف الليل ، قال : فهالني ذلك وأفزعني وأوحشني لما كنت أعرفه من زعارة الأخلاق ، وشدّة الإسراع إلى القتل ، وخفت أن يكون قد بلغه عنّي أمر باطل فيسرع إلى قتلي .. إلى آخره.

حصيلة البحث
    سوف نبحث عن حال المترجم إن شاء الله تحت عنوان : أحمد بن عبدالله بن مهران ، فراجع.


(274)
[ 1117 ]
    [ الترجمة : ]
    لم أقف فيه إلا على عدّ الشيخ رحمه الله له في رجاله (1) من أصحاب الجواد عليه السلام.
    وظاهره كونه إمامياً ، إلا أنـّه مجهول الحال.
    التمييز :
    يتميّز برواية التعلكبري عنه. وبروايته عن إبراهيم بن إسحاق الأحمر (2) .
مصادر الترجمة
    رجال الشيخ : 399 برقم 18 ، جامع الرواة 1/53.
1 ـ رجال الشيخ : 399 برقم 18 قال : أحمد بن عبدالله الكوفي ، وفي جامع الرواة 1/53 : أحمد بن عبدالله الكوفي (ج) ، ( جخ ).
2 ـ إنّ التلعكبري مات سنة خمس وثمانين وثلاثمائة ، والإمام الجواد عليه السلام استشهد سنة 220 ، ولا يمكن أن يروي التلعكبري عن المترجم ، ومن المقطوع به أنّ سهواً وقع : إمّا من المؤلّف قدّس سرّه ، أو من الناسخ ، بأن سبق نظره إلى ترجمة الآتي الّذي ذكره الشيخ رحمه الله في رجاله فيمن لم يرو عنهم عليهم السلام ، فأثبت ما في ذلك هنا فتفطّن.

حصيلة البحث
    لم أعثر على ما يوضّح حال المترجم ، فهو باق بعد على الجهالة.


(275)
[ 1118 ]
    [ الضبط : ]
    قد مرّ (1) ضبط الأحمري في إبراهيم الأحمري.
    [ الترجمة : ]
    ثمّ إنه قد عدّه الشيخ (2) رحمه الله بتمام هذا العنوان في باب من لم يرو عنهم عليهم السلام. وقال : يروي عنه كتب إبراهيم كلها ، روى عنه التلعكبري إجازة. انتهى.
    واستفاد في التعليقة (3) من رواية التلعكبري عنه إجازة ، كونه من مشايخ
مصادر الترجمة
    رجال الشيخ : 446 برقم 48 ، منهج المقال : 37 ، إتقان المقال : 160 ، جامع المقال : 98 ، هداية المحدّثين : 173.
1 ـ في صفحة : 272 من المجلّد الثالث.
2 ـ رجال الشيخ : 446 برقم 48.
    قال بعض المعاصرين في قاموسه 1/331 : أقول : اتّحاده مع سابقه ، وإن كان محتملاً بكونه من (د) [ أي من أصحاب الجواد عليه السلام ] ولم تتّفق روايته عنه عليه السلام.
    أقول : هذا الاحتمال لا يسنده دليل ، بل الدليل على خلافه ، فإنّه لو كان قد أدرك الجواد عليه السلام المستشهد سنة 220 ، وبقي إلى أن روى عنه التلعكبري المتوفّى سنة 385 كان لازمه أن يكون ممّن عمّر أكثر من مائة وخمسين سنة ، ولو كان لنصّ عليه ، فاحتمال المعاصر ساقط قطعاً.
3 ـ التعليقة المطبوعة على هامش منهج المقال : 37 وفيها : .. إجازة فيه إشعار بالوثاقة ، كما مرّ في الفائدة الثالثة ، وذكره في إتقان المقال : 160 في قسم الحسان ، وعدّه في ملخّص المقال في قسم الحسان.


(276)
الإجازة ، وذلك يوجب حسنه ، بعد وضوح كونه إمامياً.
    [ التمييز : ]
    ونقل في المشتركات للطريحي (1) ، والكاظمي أيضاً (2) رواية التلعكبري عنه إجازة ، وميزاه بذلك.
1 ـ جامع المقال : 98.
2 ـ هداية المحدّثين : 173.

حصيلة البحث
    عند من يرى أنّ شيخوخة الإجازة كاشفة عن حسنه لابدّ من عدّ المعنون حسناً ، و إلا فهو ممّن لم يبيّن حاله.

[ 1119 ]
    عـنونه الشيـخ النمازي في مستدركات علم رجال الحديث 1/354 برقم 1136 نقلاً عن تاريخ بغداد 4/221 برقم 1920 ووثّقه ، وذكر رواية جماعة عنه ، منهم : الجعابي ، ويظهر من مجموع الترجمة أنـّه من علماء العامّة ، وإنّما عنونه الفاضل المشار إليه لمجرد رواية الجعابي عنه ، ومن المعلوم أنّ روايته عنه لا تدلّ على إماميته.

حصيلة البحث
    المعنون من العامّة ولا يمتّ لنا ، فالعنوان لا وجه له.

[ 1120 ]
    جاء في لسان الميزان 1/199 برقم 626 : أحمد بن عبدالله بن محمّد


(277)
[ 1121 ]
    [ الترجمة : ]
    لم أقف فيه إلا [ على ] عدّ الشيخ رحمه الله له في رجاله (1) من أصحاب الصادق عليه السلام وقوله : أسند عنه.
ابن عبدالله الأنماطي أبو الحسن ابن الملاعب ، عن القطيعي وابن المظفر وغيرهما ، وعنه الخطيب ، وقال : سماعه صحيحاً ، وذكر لي أنـّه كان يترفض ، مات سنة 439 عن اثنتين وثمانين سنة.
    سمع عن جمع وكان سماعه صحيحاً كما قاله الخطيب في تاريخه 4/238 ـ 239 ، وقال : إنّه كان يترفض. وذكر أنّ ولادته سنة 357 ووفاته 439 هـ ودفن في مقابر قريش.

حصيلة البحث
    المعنون مهمل عندنا.

مصادر الترجمة
    رجال الشيخ : 142 برقم 1 ، عمدة الطالب : 365 ، إتقان المقال : 160.
1 ـ في الكافي 1/280 كتاب الحجّة باب أنّ الأئمّة عليهم السلام لم يفعلوا شيئاً ولا يفعلون إلا بعهد من الله بسنده : .. عن جعفر بن نجيح الكندي ، عن محمّد بن أحمد ابن عبيد الله العمر ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن أبي عبدالله عليه السلام .. وفي بعض نسخ الكافي : عبدالله ، بدل : عبيد الله وهو الصحيح ، وقد ذكره الشيخ في رجاله : 142 برقم 1 في أصحاب الصادق عليه السلام وقال : أسند عنه ، وفي عمدة الطالب : 365 في ذكر عقب عبدالله بن محمّد بن عمر قال : وأمّا أحمد بن عبدالله فمن ولده : حمزة أبو يعلى السماكي النسّابة ابن أحمد المذكور. وعدّه في إتقان المقال : 160 من الحسان ، وفي ملخّص المقال في قسم غير البالغين مرتبة من الوثاقة والضعف.


(278)
    قلت : ظاهره كونه إمامياً ، إلا أنـّه مجهول الحال.

[ 1122 ]
    [ الضبط : ]
    قد مرّ (1) ضبط الأنباري في إبراهيم بن خضيب.
    [ الترجمة : ]
    ولم أقف في ترجمة أحمد هذا إلا على عدّ الشيخ رحمه الله له في رجاله (2) من أصحاب العسكري عليه السلام.
    وظاهره كونه إماميّاً ، إلا أنـّه مجهول الحال.
حصيلة البحث
    لم أجد في المعاجم الرجاليّة والحديثية ما يوضّح حاله فهو ممّن لم يتضّح لي حاله.

مصادر الترجمة
    رجال الشيخ : 428 برقم 5 ، وذكره البرقي في رجاله في أصحاب الإمام العسكري عليه السلام ، وذكره في مجمع الرجال 1/122 ، ونقد الرجال : 23 برقم 79 [ المحقّقة 1/131 برقم (255) ] ، وجامع الرواة 1/53 وغيرهم نقلاً عن رجال الشيخ بلا زيادة.
1 ـ في صفحة : 398 من المجلّد الثالث.
2 ـ رجال الشيخ رحمه الله : 428 برقم 5.

حصيلة البحث
    لم يذكر المعنونون له ما يعرب عن حاله فهو ممّن لم يبيّن حاله.


(279)
[ 1123 ]
    الضبط :
    مهران : بالميم المكسورة ، ثمّ الهاء الساكنة ، ثمّ الراء المهملة ، ثمّ الألف ، ثمّ النون (2) .
1 ـ أقول : يطلق ابن خانبه على جماعة ، منهم : أحمد بن عبدالله ، محمّد بن أحمد بن عبدالله ، محمّد بن عبدالله ولكن الشيخ رحمه الله في الفهرست قال : إنّ أحمد بن عبدالله هو المعروف بـ : ابن خانبه كما أنّ الكشّي صرّح في رجاله : 566 برقم 1071 في ترجمة أحمد بن عبدالله الكرخي قال : وهو يعرف بـ : ابن خانبه ، وقال النجاشي في رجاله : 71 برقم 222 : أحمد بن عبدالله بن مهران المعروف بـ : ابن خانبه .. ويتّضح من جميع ذلك أنـّه إذا نسب كتاب إلى ابن خانبه فهو أحمد لا غير فتفطّن ولا تصغ إلى ما قاله المعاصر في قاموسه فإنّه تسامح منه.

مصادر الترجمة
    رجال النجاشي : 71 برقم 222 الطبعة المصطفويّة [ طبعة الهند : 67 ، وطبعة بيروت 1/235 برقم (244) وطبعة جماعة المدرسين : 91 برقم (226) ] ، رجال الكشّي : 566 حديث 1071 ، رجال الشيخ : 453 برقم 93 ، فهرست الشيخ : 50 برقم 79 ، الخلاصة : 15 برقم 13 ، حاوي الأقوال 1/179 برقم 70 [ المخطوط : 23 برقم (69) من نسختنا ] ، فلاح السائل : 168 ، رجال ابن داود : 31 برقم 89 ، إتقان المقال : 14 ، نقد الرجال : 24 برقم 82 [ المحقّقة 1/131 برقم (257) ] ، ملخّص المقال في قسم الصحاح ، منهج المقال : 38 ، منتهى المقال : 36 [ الطبعة المحقّقة 1/178 برقم (173) ] ، مجمع الرجال 1/122 ، معراج أهل الكمال : 123 برقم 59 [ المخطوط : 128 من نسختنا ] ، جامع الرواة 1/53 ، جامع المقال : 98 ، هداية المحدّثين : 173.
2 ـ أقول : يمكن كونه مأخوذاً من اسم نهر في أسفل السند يصبّ في بحر فارس ، قال في


(280)
    وقد مرّ (1) ضبط خانبه في أحمد بن عبدالله الكرخي.
    الترجمة :
    قال النجاشي (2) ـ بعد عنوانه بذلك ، ما لفظه ـ : .. كان من أصحابنا الثقات ولا يعرف (3) له إلا كتاب التأديب ، وهو كتاب يوم وليلة ، حسن جيّد صحيح. انتهى.
    وقال الشيخ رحمه الله في رجاله (4) في باب من لم يرو عنهم عليهم السلام : أحمد بن عبدالله بن مهران يعرف بـ : ابن خانبه أبو جعفر ثقة. انتهى.
    وقال في الفهرست (5) ـ بعد العنوان المذكور ، ما لفظه ـ : كان من أصحابنا الثقات ، وما ظهر له رواية ، وصنّف كتاب التأديب ، وهو كتاب يوم وليلة. انتهى.
    وقال العلاّمة رحمه الله في الخلاصة (6) ـ بعد العنوان المذكور ، وضبط خانبه بما
معجم البلدان 5/232 : مِهْران بالكسر ثمّ السكون ، وراء ، وآخره نون ، اسم أعجميّ : موضع لنهر السند. قال حمزة : وأصله بالفارسية مهران روذ .. ثمّ وصف النهر ، فراجع.
1 ـ في صفحة : 273 من هذا المجلّد.
2 ـ رجال النجاشي : 71 برقم 222 الطبعة المصطفوية.
3 ـ في مجمع الرجال 1/123 نقلاً عن رجال النجاشي وفي نسخة مخطوطة عندنا من رجال النجاشي : ولا نعرف له إلا كتاب التأديب.
4 ـ رجال الشيخ : 453 برقم 93.
5 ـ فهرست الشيخ : 50 برقم 79 وصفحة : 26 برقم 69 في الطبعة الحيدريّة.
    وقال النجاشي في رجاله : 266 برقم 929 في ترجمة : محمّد بن أحمد بن عبدالله ابن مهران. ابن المترجم هنا : .. لوالده أحمد بن عبدالله مكاتبة إلى الرضا عليه السلام. وفي رجال الكشّي : 566 برقم 1071 بسنده : .. وسألته عن أحمد بن عبدالله الكرخي إذ رأيته يروي كتباً كثيرة عنه ..
6 ـ الخلاصة : 15 برقم 13.


(281)
مرّ في أحمد بن عبدالله الكرخي ، ما لفظه ـ : يكنّى : أبو (1) جعفر ، كان من أصحابنا الثقات ، وما ظهرت له رواية ، صنّف كتاب التأديب ، وهو كتاب يوم وليلة ، وكان كاتب إسحاق بن إبراهيم فتاب وأقبل على تصنيف ذلك الكتاب ، وكان أحد غلمان يونس بن عبدالرحمن ، وكان من العجم. انتهى.
    ولا يخفى أنّ جمعه بين ما ذكره النجاشي والفهرست ، وبين ما مرّ من الكشّي (2) في أحمد بن عبدالله الكرخي ، نصّ في اتّحاد الرجلين.
    ومثله عبارة الحاوي (3) ، الجامعة بين الكلمات المذكورة في هذا العنوان ، واتّحاد الاسم واسم الأب ، والأوصاف شاهد على الاتّحاد.
    وذكر الكرخي في الأوّل وعدم ذكره هنا ، غير ضائر ، بعدما يعلم بملاحظة ترجمة ابنه محمّد بن أحمد بن عبدالله بن مهران ، حيث وصفوه بـ : الكرخي ، فإنّه يكشف عن أنّ أولاد مهران هذا كلّهم كرخيّون (4) .
    فما يظهر من ابن داود من كونهما اثنين ـ حيث عنون أوّلاً الثاني (5) ، وذكر فيه قول النجاشي والفهرست ، ثمّ عنون الأوّل (6) ، وذكر فيه قول الكشّي ـ لا وجه له.
1 ـ كذا ، وفي الخلاصة المطبوعة : أبا جعفر.
2 ـ رجال الكشي : 566 حديث 1071.
3 ـ حاوي الأقوال 1/179 برقم (69) [ المخطوط : 23 برقم (69) من نسختنا ].
4 ـ صرّح الكشّي في رجاله : بأنّ أحمد بن عبدالله : كرخي ، وصرّح النجاشي في رجاله : 270 برقم 936 بأنّ محمّد بن عبدالله بن مهران : كرخي ، وفي صفحة : 266 برقم 929 ، بأنّ محمّد بن أحمد بن عبدالله بن مهران بن خانبه : كرخيّ ، و ابن طاوس في فلاح السائل : 261 بأنّ أحمد بن عبدالله بن خانبه : كرخي.
5 ـ رجال ابن داود : 30 برقم 88 قال : أحمد بن عبدالله بن مهران ـ بالكسر ـ المعروف بـ : ابن خانبه .. إلى آخره.
6 ـ رجال ابن داود : 31 برقم 89 قال : أحمد بن عبدالله الكرخي ( لم ) ، ( كش ) .. وعنون هذا ثانياً ، ولكن في رجال ابن داود : 293 برقم 1270 : محمّد بن أحمد بن عبدالله بن


(282)
    وكيف كان : فقد جزم باتّحادهما جمع كثير من أهل الفنّ (1) .
    ووثّقه كلّ من تعرّض له من غير غمز فيه بوجه.
    ويأتي في ترجمة ابنه محمّد إنّ لأبيه أحمد مكاتبة إلى الرضا عليه السلام (2) .
    والعجب كلّ العجب ممّا صدر من المحقّق البحراني رحمه الله في المعراج (3) ، من
مهران بن خانبه .. إلى أن قال : الكرخي ( لم ) ، ( جش ) لوالده مكاتبة. وفي صفحة : 293 برقم 1272 عنون ابنه فقال : محمّد بن أحمد بن عبدالله بن قضاعة بن صفوان بن مهران الجمال المعروف بـ : الصفواني أبو عبدالله ..
1 ـ منهم في إتقان المقال : 14 في آخر الترجمة قال : وكرّره في رجال ابن داود نظراً إلى الترجمتين وهو كما ترى.
    وفي نقد الرجال : 24 برقم 82 [ المحقّقة 1/131 برقم (257) ] في الترجمة قال : والظاهر أنـّهما واحد ، كما يظهر من كلام الكشّي ، وكذا يظهر من ( جش ) عند ترجمة محمّد بن أحمد بن عبدالله ، حيث قال : محمّد بن أحمد بن عبدالله بن مهران بن خانبه الكرخي .. إلى آخره.
    وفي ملخّص المقال في قسم الصحاح قال : أحمد بن عبدالله الكرخي .. إلى أن قال : ويأتي أنـّه ابن عبدالله بن مهران الثقة. ومثله في جامع الرواة 1/53 ، حيث قال : ويأتي أنـّه ابن عبدالله بن مهران.
    وقال في حاوي الأقوال في ترجمة أحمد بن عبدالله بن مهران : 1/179 برقم 70 [ 23 برقم 69 من نسختنا المخطوطة ] : وابن داود توهم التعدّد ، وفي منهج المقال : 38 قال في ترجمة أحمد بن عبدالله الكرخي : ويأتي ما في غيره [ أي غير رجال الكشّي ] في ابن عبدالله بن مهران. ومثله في منتهى المقال : 36 [ الطبعة المحقّقة 1/278 ـ 279 برقم (173) ] ، وعدّ العنوانين واحداً في مجمع الرجال 1/122.
2 ـ راجع رجال النجاشي : 266 برقم 929 قال : محمّد بن أحمد بن عبدالله بن مهران بن خانبه الكرخي أبو جعفر لوالده أحمد بن عبدالله مكاتبة إلى الرضا عليه السلام .. إلى آخره ، ويظهر من هذا المقام أنّ المترجم من الرواة عند من يعدّ المكاتبة رواية.
3 ـ معراج أهل الكمال : 128 من نسختنا المخطوطة [ الطبعة المحقّقة 1/179 برقم (70) ].
    أقول : الأولى في الجواب ما سيذكره المؤلّف قدّس سرّه من أنـّه عندما كان كاتباً


(283)
التنظّر في الرجل ، نظراً إلى أنّ الجماعة وإن وثّقوه إلا أنّ العلاّمة رحمه الله ذكر في الخلاصة أنـّه : كان كاتب إسحاق بن إبراهيم ، وتاب .. إلى آخره.
    قال : وحينئذ فيجب التوقف فيما يرويه ، إلا أن يعلم تأخّره (1) عن التوبة. ثمّ قال : ويمكن دفع هذا النظر بما يفهم من آخر كلام العلاّمة رحمه الله من أنّ تصنيفه للكتب بعد التوبة ، وفيه ما فيه. انتهى.
    وجه العجب ، غفلته عمّا نقحّناه في فوائد المقدّمة (2) ، وآخر الجهة الثالثة من الفصل السادس من مقباس الهداية (3) ، من أنّ من كان فاسد المذهب ، ثمّ رجع إلى الحقّ يؤخذ برواياته مطلقاً : لأنّ سكوته بعد رجوعه إلى الحقّ عن روايات حال اعوجاجه يكشف ـ بمقتضى عدالته ـ عن صدقه فيها ، وإلا لكان سكوته تدليساً منافياً لعدالته ، مضافاً إلى أنّ التزامه بالإشكال المذكور ، يسدّ عليه باب العمل بالأخبار بالمرّة : ضرورة أنّ كلّ راو فهو غير محرز العدالة في أوّل أمره ، فلا يجوز على ما ذكره الأخذ بروايته ، إلا ما علم روايته له في حال عدالته ، وأنّى له إثبات ذلك ، بل دونه خرط القتاد.
    وأمّا ما أجاب به نفسه من دلالة كلام العلاّمة ، الّذي أخذه من الكشّي ـ كما تقدّم كلامه في ترجمة إبراهيم بن عبدالله الكرخي ـ فجواب منقّح لصراحة كلام الكشّي في أنّ تدوينه الكتاب كان بعد توبته.
    وقوله : ( فيه ما فيه ) لم أفهم وجهه.
    هذا كلّه مضافاً إلى أنّ الفاضل المجلسي رحمه الله قال (4) : روى السيّد الأجلّ
للظلمة كان كاتب رسائل ، ولم تعهد منه رواية ، وبعد ما تاب وأناب ورجع إلى الحقّ دوّن الكتب وروى الروايات ، فما تنظّر فيه صاحب المعراج لا وجه له.
1 ـ في المطبوعة من المعراج : تأخيره.
2 ـ الفوائد الرجاليّة المطبوعة في مقدّمة تنقيح المقال 1/175 من الطبعة الحجريّة.
3 ـ مقباس الهداية 2/108 ـ 110.
4 ـ بحار الأنوار 76/217 ذيل حديث 24 عن [ فلاح السائل : 274 ] نقلاً بالمعنى ، ونصه


(284)
عليّ بن طاوس في كتابه التتّمات (1) ، عن أبي محمّد هارون بن موسى التلعكبري ، عن أحمد بن إدريس ، عن سعد بن عبدالله ، قال : عرض أحمد بن خانبه كتابه على مولانا أبي محمّد العسكري عليه السلام فقرأه وقال : صحيح ، فاعملوا به.
    وروى منه أدعية كثيرة ، كذا بخطه رحمه الله. انتهى كلام المجلسي رحمه الله.
    وعن فلاح السائل (2) أنـّه : حدّث أبو محمّد هارون بن موسى رحمه الله ، عن
ـ بعد أن سمى الكتاب محليات ـ قال : حدّث أبو محمّد هارون بن موسى رحمه الله عن أبي عليّ الأشعري ـ وكان قائداً من القواد ـ عن سعد بن عبدالله بن أبي خلف ، قال : قال لي أحمد بن خانبه : أنـّه عرض كتابه على أبي الحسن عليّ بن محمّد صاحب العسكر الأخير عليه السلام فوقف عليه وقال صحيح ، فاعملوا به ..
    ثم قال : والّذي رويناه هناك أنّ الراوي لعرض كتاب أحمد بن خانبه على مولانا الهادي [ عليه السلام ] غير أحمد بن خانبه في الكتاب المشار عليه.
    وقريب من الأوّل جاء فيه أيضاً 86/14 حديث 11 ، و 87/302 حديث 85.
1 ـ التتمّات ويقال له : المهمات والتتمات كما عبّر عنه شيخنا الطهراني في الذريعة 23/298 برقم (9056) ، تأليف عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن محمّد بن طاوس العلوي الحسيني ، وهو في عشرة أجزاء ، وهو تذييل على مصباح المتهجد لشيخ الطائفة الطوسي رحمه الله ، ولكل من الأجزاء العشرة اسم يخصّه ، ومنها فلاح السائل.
2 ـ فلاح السائل : 168 : من كتاب أحمد بن عبدالله بن خانبه وقد ذكر جدي السعيد أبو جعفر الطوسي في كتاب الفهرست أنـّه من أصحابنا الثقات .. إلى أن قال : حدّث أبو محمّد هارون بن موسى رحمة الله عليه قال : حدّثنا أبو عليّ الأشعري وكان قائداً من القوّاد ، عن سعد بن عبدالله الأشعري قال : عرض أحمد بن عبدالله بن خانبه كتابه على مولانا أبي محمّد الحسن بن عليّ بن محمّد صاحب العسكر ، فقرأه وقال : صحيح فاعملوا به ، وفي صفحة : 261 : عن أحمد بن عبد ربّه [ كذا ، والصحيح : عبدالله ] بن خانبه الكرخي في كتابه ( في مملياته ) ، وقد قدّمنا إسناد كتاب ابن خانبه ، ونعيده الآن حيث قد تباعد ما بين الموضعين ، حدّث أبو محمّد هارون بن موسى رحمه الله ، قال : حدّثنا أبو عليّ الأشعري وكان قايداً من القوّاد ، عن سعد بن عبدالله بن أبي خلف ، قال : قال لي أحمد بن خانبه : أنـّه عرض كتابه على أبي الحسن عليّ بن محمّد صاحب العسكر الأخير عليه السلام فوقف عليه ، وقال : صحيح فاعملوا به.


(285)
أبيه عليّ الأشعري (1) ، ـ وكان قائداً من القواد ـ عن سعد (2) بن عبدالله الأشعري ، قال : عرض أحمد بن عبدالله بن خانبه كتابه على مولانا أبي محمّد الحسن بن عليّ بن محمّد صاحب العسكر الآخر [ عليهم السلام ] ، فقرأه ، وقال : صحيح فاعملوا به. انتهى. فلم يبق للنظر والتأمّل وجه بوجه.
    التمييز :
    ميزه في مشتركات الطريحي (3) والكاظمي (4) برواية طاهر بن محمّد بن عليّ ابن بلال عنه. وزاد الثاني التمييز بوقوعه في طبقة يونس بن عبدالرحمن.
    وزاد في جامع الرواة (5) رواية أحمد بن هلال ، ومحمّد بن الحسين ، عنه.
1 ـ في المصدر : أبو عليّ الأشعري.
2 ـ في المصدر : سعيد ، وهو سهو .
3 ـ في جامع المقال : 98 قال : وأنـّه ابن عبدالله الكرخي برواية طاهر بن محمّد بن عليّ ابن بلال عنه.
4 ـ في هداية المحدّثين : 173 قال : وأنـّه ابن عبدالله بن مهران الكرخي برواية طاهر بن محمّد بن عليّ بن بلال عنه ، وبوقوعه في طبقة يونس بن عبدالرحمن حيث هو أحد غلمانه.
5 ـ جامع الرواة 1/53.

حصيلة البحث
    إنّ تسالم خبراء الرجال ونقّاد أهل الفنّ على وثاقته وجلالته لا يدع مجالاً للتشكيك في وثاقته ، وإرجاع الإمام العسكري عليه السلام إلى كتاب المترجم وتصريحه عليه السلام بصحّة كتابه ترفعه عن مستوى الوثاقة إلى ما هو أرفع منها ، فهو عندي ثقة ثقة.

[ 1124 ]
    جاء في مناقب أمير المؤمنين عليه السلام للكوفي 1/493
تنقيح المقال ـ الجزء السادس ::: فهرس