تنقيح المقال ـ الجزء السادس ::: 286 ـ 300
(286)

حديث 401 بسنده : .. عن محمّد بن سليمان ، عن أحمد بن عبدان البرذعي ، عن سهل بن سقير ، عن موسى بن عبد ربه ، عن سهل بن سعد الساعدي يقول : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ..
    وكذلك في 2/291 حديث 760 مثله و صفحة : 474 حديث 971.

حصيلة البحث
    المعنون لم نعثر عليه في كتبنا الرجاليّة ، فهو مهمل.

[ 1125 ]
    جاء في بحار الأنوار 25/4 حديث 6 بسنده : .. عن محمّد بن ظهير ، عن أحمد بن عبدالملك ، عن الحسين بن راشد ..
    عن كتاب المحتضر لحسن بن سليمان الحلّي : 143 ولكن لم نجد هذا السند فيه ، فراجع ، فقد جاء مرسلاً عن ابن عبّاس.

حصيلة البحث
    المعنون مهمل.

[ 1126 ]
    جاء في بحار الأنوار 7/185 حديث 38 بسنده : .. أبي ، عن أحمد بن عبدالملك ، عن جميل بن دراج ، عن محمّد بن مسلم الثقفي ، قال : قال أبو جعفر عليه السلام ..
    ولكن في المحاسن 1/181 حديث 175 بسنده : .. عنه ، عن حمزة ابن عبدالله ، عن جميل بن دراج ، عن محمّد بن مسلم الثقفي .. وهو الصحيح.

حصيلة البحث
    الاختلاف في المحاسن والبحار أوجب جهالة العنوان فهو مجهول العنوان والحكم.


(287)
[ 1127 ]
    [ الترجمة : ]
    لم أقف فيه إلا على قول محمّد بن شهرآشوب في المعالم (1) إنّه : عامّي له كتاب الأربعين في فضائل الزهراء سلام الله عليها.
مصادر الترجمة
    معالم العلماء : 25 برقم 124 ، تاريخ بغداد 4/267 برقم 2009 ، الأعلام للزركلي 1/157 ، معجم الأُدباء 3/224 برقم 33 ، والوافي بالوفيات 7/156 برقم 3080.
1 ـ معالم العلماء : 25 برقم 124.
    وعنونه الخطيب في تاريخ بغداد 4/267 برقم 2009 فقال : أحمد بن عبدالملك بن عليّ بن أحمد بن عبدالصمد بن بكر أبو صالح المؤذن النيسابوري.
    وفي الأعلام للزركلي 1/157 قال : أحمد بن عبدالملك بن عليّ أبو صالح المؤذّن النيسابوري ، من رجال الحديث والتاريخ. تنقّل في البلدان وصنّف كتباً ، منها تاريخ مرو ، وخرّج لنفسه ألف حديث عن ألف شيخ.
    وذكره في معجم الأُدباء 3/224 ، والوافي بالوفيات 7/156 برقم 3080.

حصيلة البحث
    إنّ المترجم ثقة عند علماء العامّة ، وليس من الإماميّة.


(288)

[ 1128 ]
    جاء في فهرست الشيخ رحمه الله : 133 برقم 468 في ترجمة عبيدالله ابن أبي رافع بسنده : .. قال : حدّثنا أحمد بن عبدالمنعم العيني ، قال : حدّثنا الحسن بن محمّد بن الحسين البجلي ..

حصيلة البحث
    لم أجد له ذكراً في المعاجم الرجاليّة ، فهو ممّن يعدّ مهملاً.

[ 1129 ]
    جاء بهذا العنوان في أمالي الشيخ : 486 حديث 1065 بسنده : .. عن أبي عبدالله جعفر بن محمّد بن جعفر الحسني ، عن أحمد بن عبدالمنعم بن نصر أبي نصر الصيداوي ، عن يحيى بن يعلى الأسلمي ..
    وعنه في بحار الأنوار 22/110 حديث 75 مثله.
    وجاء أيضاً في أمالي الشيخ : 79 حديث 18 وصفحة : 415 حديث 934 وصفحة : 456 حديث 1019 وصفحة : 487 حديث 1066 وصفحة : 577 حديث 1192 وصفحة : 610 حديث 1260 وصفحة : 625 حديث 1291 وصفحة : 636 حديث 1314.
    وكذلك في إرشاد المفيد 1/43 ، وفي أمالي المفيد 311 حديث 3 ، والمستجاد للعلاّمة الحلّي : 40 .. وغيره من المصادر الحديثية.

حصيلة البحث
    المعنون ممّن لم يذكره أرباب الجرح والتعديل ، فهو مهمل ورواياته سديدة.


(289)
[ 1130 ]
    [ الترجمة : ]
    قال النجاشي رحمه الله (1) : أحمد بن عبدالواحد بن أحمد البزّاز أبو عبدالله ، شيخنا المعروف بـ : ابن عبدون ، له كتب ، منها : أخبار السيّد بن محمّد ، كتاب تاريخ ، كتاب تفسير خطبة فاطمة عليها السلام معربة ، كتاب عمل الجمعة ، كتاب الحديثين المختلفين ، أخبرنا بسائرها ، وكان قويّاً في الأدب ، قد قرأ كتب الأدب على شيوخ أهل الأدب ، وكان قد لقي أبا الحسن عليّ بن محمّد القرشي المعروف بـ : ابن الزبير (2) ، وكان علوّاً في
مصادر الترجمة
    رجال النجاشي : 68 برقم 207 الطبعة المصطفويّة [ وفي طبعة الهند : 64 ، وطبعة بيروت 1/228 برقم (209) ، وطبعة جماعة المدرسين : 87 برقم (211) ] ، رجال السيّد بحر العلوم 2/12 ، توضيح الاشتباه : 35 برقم 121 ، رجال الشيخ : 450 برقم 69 ، الخلاصة : 20 برقم 47 ، معجم رجال الحديث 2/143 ـ 147 و 22/172 ـ 195 ، رجال ابن داود : 32 برقم 92 ذيله ، منهج المقال : 38 ، منتهى المقال : 36 [ الطبعة المحقّقة 1/280 برقم (175) ] ، تعليقة الوحيد المطبوعة على هامش منهج المقال : 37 ، الوجيزة : 144 [ رجال المجلسي : 150 برقم (101) ] ، الرواشح السماوية : 107 في الراشحة الثالثة والثلاثين ، حاوي الأقوال 1/13 برقم 764 [ المخطوط : 170 برقم 698 من نسختنا ] ، شرح الاستبصار للشيخ محمّد سبط الشهيد الثاني رحمه الله ولا زال مخطوطاً ، تكملة الرجال 1/137 ، إتقان المقال : 60 ، جامع الرواة 1/53 ، ملخّص المقال في قسم الحسان ، جامع المقال : 54 ، هداية المحدّثين : 14.
1 ـ رجال النجاشي : 68 برقم 207 طبعة المصطفوي.
2 ـ وقد ذكره النجاشي في رجاله : 9 برقم 6 : في ترجمة أبان بن تغلب فقال : أخبرنا


(290)
الوقت * . انتهى (1) .
    [ الضبط : ]
    ضبط عُبْدُوْن : بضمّ العين المهملة ، وإسكان الباء الموحّدة ، وضمّ الدال
أحمد بن عبدالواحد ، قال : حدّثنا عليّ بن محمّد القرشي سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة وفيها مات ، قال : حدّثنا عليّ بن الحسن بن فضّال .. إلى آخره.
    وترجمه الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم عليهم السلام : 480 برقم 22 فقال : عليّ بن محمّد بن الزبير القرشي الكوفي ، روى عن عليّ بن الحسن بن فضّال جميع كتبه ، وروى أكثر الأصول ، روى عنه التلعكبري ، وأخبرنا عنه أحمد بن عبدون ، ومات ببغداد سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة ، وقد ناهز مائة سنة .. إلى آخره.
* ـ يأتي معناه في ذيل الكلام. [ منه ( قدّس سرّه ) ].
1 ـ قال السيّد آية الله بحر العلوم في رجاله 2/12 في ترجمة أحمد بن عبدالواحد المعروف بـ : ابن عبدون في معنى هذه الجملة : ومعنى كونه : علوّاً في الوقت ، كونه أعلى مشايخ الوقت سنداً ، لتقدّم طبقته ، وإدراكه لابن الزبير الّذي لم يدركه غيره من المشايخ.
    وقيل إنّ المراد به : علوّ الشأن ، والأظهر ما قلناه.
    ويحتمل رجوعه إلى ابن الزبير ـ أي رجوع ضمير ( كان ) المستتر ـ ، على أن يكون المعنى : إنّه كان علوّاً في وقته. وهذا أيضاً يستلزم علوّ السند بابن عبدون ، وعلوّ الإسناد ممّا يتنافس به أصحاب الحديث ويرتكبون المشاقّ لأجله ..
    ويتّضح أنّ ابن عبدون صاحب الترجمة يروي عن عليّ بن محمّد بن الزبير القرشي ، وهو يروي عن ابن فضّال ، هذا وظن بعض الأعاظم أنّ ابن فضّال هو الحسن بن عليّ بن فضّال ، وهو ممّا لا شك في خطأ هذا الزعم ، لأنّ الحسن بن عليّ مات سنة 224 و ابن فضّال الّذي يروي عنه ابن الزبير المتوفّى سنة 348 إذا كان الحسن بن عليّ لزم أن يكون ابن الزبير قد عمّر أكثر في مائة وأربعين سنة ، وهو باطل ، بالاضافة إلى أنّ الّذي يروي عنه ابن الزبير ممّن روى عن الإمام العسكري عليه السلام ، وعدّه الشيخ من أصحاب الإمام الهادي والعسكري عليهما السلام ، وذلك لا يلائم وفاته في سنة 224 ، ثمّ إنّ النجاشي ذكر أنّ عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال كان عند وفاة أبيه في ثمانية عشر من عمره ـ كما يظهر من العبارة ـ كان ملائماً لتاريخ وفاة ابن الزبير ، وبالاضافة إلى ذلك كله فقد صرّح النجاشي في رجاله في مواضع ـ نشير إليها ـ بأن الّذي يروي عنه ابن الزبير هو عليّ بن الحسن لا غير ، فتفطّن.


(291)
المهملة ، وسكون الواو ، ثمّ النون ، على ما نصّ عليه في الإيضاح (1) و .. غيره.
    [ الترجمة : ]
    وقال الشيخ رحمه الله في باب من لم يرو عنهم عليهم السلام من رجاله (2) : أحمد بن عبدون المعروف بـ : ابن الحاشر ، يكنّى : أبا عبدالله ، كثير السماع والرواية ، سمعنا منه وأجاز لنا بجميع ما رواه ، مات سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة. انتهى.
    ضبط الحَاشِر : بفتح الحاء المهملة ، بعدها ألف ، ثمّ الشين المثلّثة المكسورة ، ثمّ الألف ، ثمّ الراء المهملة.
    وقال في الخلاصة (3) : أحمد بن عبدالواحد بن أحمد البزّاز ـ بالزاي قبل الألف وبعده ـ أبو عبدالله ، قال النجاشي : كان شيخنا المعروف بـ : ابن عبدون ، قال الشيخ الطوسي رحمه الله : أحمد بن عبدون المعروف بـ : ابن الحاشر. انتهى.
    واقتصر ابن داود ـ أيضاً ـ (4) على نقل كلام الشيخ والنجاشي.
    وأقول : لم يرد في الرجل توثيق صريح من أحد منهم ، وظاهر عدّ العلاّمة في الخلاصة ، وابن داود إياه في القسم الأوّل ، هو كونه من المعتمدين ، ولا شبهة في كون الرجل إمامياً ، فإن ثبتت وثاقته كان حديثه من قسم الصحيح اصطلاحاً ، و إلا فهو من الحسن حسب الإصطلاح. والأوّل أظهر ، لأنّ كونه من مشايخ إجازة النجاشي ، مع تصريحه بكونه علوّاً في الوقت ـ أي عالياً رتبة في زمانه ـ
1 ـ إيضاح الاشتباه : 104 برقم 67 ، وتوضيح الاشتباه : 35 برقم 121.
2 ـ رجال الشيخ : 450 برقم 69.
3 ـ الخلاصة : 20 برقم 47 : أحمد بن عبدالواحد البزّاز .. إلى أن قال : قال الشيخ الطوسي رحمه الله : أحمد بن عبدون ، ويعرف بـ : ابن الخاسر [ كذا ] وفي رجال الشيخ : 450 برقم 69 : ابن الحاشر ، والظاهر هو الصحيح.
4 ـ رجال ابن داود : 32 تابع رقم 92.


(292)
يغنيه عن التصريح بالتوثيق فيه ، والله العالم.
    وقد استفاد الميرزا قدّس سرّه (1) توثيقه من كلام العلاّمة رحمه الله في بيان طريق الشيخ رحمه الله في كتابيه في مواضع ، ووجه الإستفادة حكمه بصحّة عدّة طرق هو فيها.
    وتأمّل في ذلك الحائري (2) ، بملاحظة اضطراب العلاّمة رحمه الله في البناء على الصحّة ، وهو كما ترى.
    وتصدّى المولى الوحيد (3) لإثبات وثاقة الرجل ، بكونه شيخ الإجازة ، وكونه كثير الرواية قال : وأولى منه كونه كثير السماع ، المشير إلى كونه من مشايخ الإجازة الظاهر في أخذها عن كثير من المشايخ ، ثمّ قال : وبالجملة الظاهر جلالة الرجل ، بل وثاقته ، لما ذكر وأشرنا.
    ثم قال : وفي البلغة * : المعروف من أصحابنا عدّ حديثه في الصحيح ، ولعلّه كاف في التوثيق ، مع أنـّه من مشايخ الإجازة المشاهير.
1 ـ في منهج المقال : 38 حيث قال : ويستفاد من كلام العلاّمة في بيان طرق الشيخ في كتابيه توثيقه في مواضع.
2 ـ في منتهى المقال : 36 [ الطبعة المحقّقة 1/280 ـ 282 برقم (175) ] حيث قال : ويستفاد من كلام العلاّمة في بيان طرق الشيخ في كتابيه توثيقه في مواضع. وفي التعليقة : وذلك لحكمه بالصحّة مع كونه في الطريق ، ولا يخلو من تأمّل سيما بملاحظة اضطرابه رحمه الله في البناء على الصحّة ، كما لا يخفى على المتتبّع لأحواله.
3 ـ في التعليقة المطبوعة على هامش منهج المقال : 37 ـ 38.
* ـ البلغة خالية عن ذلك وإنّما الموجود فيها قوله : وابن عبدالواحد بن أحمد البزّاز من مشايخ الإجازات يستفاد من العلاّمة رحمه الله توثيقه. انتهى. [ منه ( قدّس سرّه ) ].
    انظر : بلغة المحدّثين : 328 ، وجاء في حاشيته منه قدّس سرّه ما نصه : المعروف بين أصحابنا عدّ حديثه في الصحيح ، ولعلّه كاف من توثيقه مع أنـّه من مشايخ الإجازة المشاهير.


(293)
    وفي الوجيزة (1) : ممدوح ، ويعدّ حديثه صحيحاً.
    ومن المؤيّدات أيضاً استناد النجاشي إلى قوله ، واعتماده عليه ، منه ما سيجيء في داود بن كثير ، ويستند إليه الشيخ ـ أيضاً ـ ويذكره مترحماً. انتهى ما في التعليقة.
    وأقول : ما ذكره من القرائن تفيد من حيث المجموع الاطمئنان بوثاقة الرجل ، اطمئناناً لا يقصر عن الاطمئنان الحاصل من توثيق أهل الفنّ.
    ولقد أجاد السيّد الداماد (2) حيث وثّقه صريحاً ، ووثّقه الشيخ البهائي ظاهراً ، وكذا أجاد صاحب الحاوي (3) ، حيث عدّه فيمن ثبتت عدالته بالقرائن : فإنّه رحمه الله ختم القسم الأوّل المعدّ لذكر الثقات ، ببابين قال : الأوّل : في ذكر جماعة لم يصرّح في شيء من الكتب المذكورة بتعديلهم ، وإنّما استفيد من قرائن أخرى ، سواء ذكروهم في أحد الكتابين * ، أو في غيرهما من كتب الرجال ، أو لم يذكر في كتب الرجال ، وإنّما ذكر في أسانيد الأحاديث ، ونذكر ما نعتمده ، ونشير إلى ما يزيّفه ، وإلى وجه الاعتماد والتزييف.
    ثمّ بدأ في هذا الباب بأحمد بن عبدالواحد بن أحمد البزّاز ، ونقل كلام النجاشي والعلاّمة والشيخ ، ثمّ قال : قد وصف العلاّمة رحمه الله طريق الشيخ رحمه الله في كتاب الاستبصار والتهذيب إلى أبي طالب الأنباري بالصحّة ، وكذا إلى أبي عبدالله الحسين بن سفيان البزوفري في الاستبصار ، وفي طريقهما أحمد
1 ـ الوجيزة : 144 [ رجال المجلسي : 150 ـ 151 برقم (101) ] ، قال : وابن عبدالواحد ابن أحمد البزّاز المعروف بـ : ابن عبدون ممدوح ويعدّ حديثه صحيحاً.
2 ـ الرواشح السماوية في الراشحة الثالثة والثلاثين : 105 و 107.
3 ـ في حاوي الأقوال 1/13 برقم 764 [ المخطوط : 170 برقم 698 من نسختنا ].
* ـ يعني النجاشي والفهرست. [ منه ( قدّس سرّه )


(294)
ابن عبدون ، وذلك يقتضي الحكم بعدالته. انتهى.
    فمستنده في توثيق الرجل هو تصحيح العلاّمة رحمه الله طريقاً هو فيه ، بضميمة ما تضمّنه كلام النجاشي والعلاّمة والشيخ من كونه كثير الرواية ، وشيخ الإجازة ، و .. نحوهما.
    وقد حكي عن الشيخ محمّد رحمه الله (1) أنـّه قال : لا يخفى دلالة أنـّه شيخنا كثير السماع والرواية على علوّ شأن الرجل ، وعدم التوثيق مشياً على قاعدة القدماء ، من أنـّهم لا يوثّقون الشيوخ.
    واعترضه في التكملة (2) :
    أوّلاً : بأنّ نفس الشيخوخة لا تقتضي الوثاقة ، كما صرّح به في ترجمة إسماعيل بن [ أبي ] زياد السكوني ، فإن كلّ عالم يقرأ عليه كلّ أحد ، نعم الرواية عنه والاعتماد عليه ، يقتضي الوثاقة في خصوص النجاشي (3) ، ولم يذكر هنا أنـّه روى عنه. نعم هذا في عبارة رجال الشيخ رحمه الله ، ولم يثبت أنـّه لا يروي إلا عن ثقة ، ولم أر أحداً ادّعاها في حقّ الشيخ رحمه الله ..
    وثانياً : بأنّ قوله : وعدم توثيق الشيوخ .. إلى آخره. لو سلّم ذلك ، لكن لا معنى للبناء على أن عدم التوثيق يقتضي التوثيق ، فلا يقتضي إلا المدح.
    وأقول : من لاحظ ما ذكرناه في الفائدة الرابعة (4) ، بان له سقوط الاعتراض الأوّل. وأمّا الثاني ، فيردّه أنّ غرضهم ليس هو كون عدم التوثيق توثيقاً ، بل
1 ـ هو سبط الشهيد الثاني قدّس الله روحهما ، الشيخ محمّد بن الحسن بن زين الدين العاملي الجبعي المتوفى في مكّة سنة 1030 ، والشرح هو شرحه على الاستبصار ولا زال مخطوطاً ونقل عنه في التكملة 1/137.
2 ـ تكملة الرجال 1/137.
3 ـ وزاد هنا في تكملة الرجال : كما حقّقناه في ابن الغضائري.
4 ـ تنقيح المقال 1/191 ـ 192 الفوائد الرجاليّة ، وتنقيح المقال 3/74 ، ومقباس الهداية : 124 من الطبعة الحجريّة [ 2/218 الطبعة المحقّقة ].


(295)
مرادهم أنّ شيخوخة الإجازة ، وكثرة رواياته ، والراوين عنه ، ونحو ذلك يكشف عن الوثاقة في جملة ممّن لم ينصّوا على توثيقه من المشايخ ، فافهم.
    فتلخّص ممّا ذكرنا كلّه أنّ حديث الرجل ينبغي أن يعدّ صحيحاً.
    بقي هنا شيء ، وهو أنّ كلام النجاشي قد تضمّن ذيله قوله : ( وكان غلوّاً في الوقت ) والنسخ فيه مختلفة ، ففي بعضها : بالغين المعجمة ، كنسخة النجاشي المطبوعة (1) ، والّتي كانت عند صاحب الحاوي (2) . وفي بعضها : بالعين المهملة ،
1 ـ أقول : في رجال النجاشي طبعة المصطفوي : 68 برقم 207 ، وفي طبعة الهند : 64 : وكان غلوّاً في الوقت ، بالغين المعجمة ، ولكن في مجمع الرجال 1/124 ـ نقلاً عن رجال النجاشي ـ ، وفي إتقان المقال : 60 ، ومنهج المقال : 38 ، ومنتهى المقال : 36 [ 1/280 برقم (175) من الطبعة المحقّقة ] ، وجامع الرواة 1/53 ، وحاوي الأقوال 1/13 برقم 764 [ المخطوط : 170 برقم (698) من نسختنا ] ، وملخّص المقال في قسم الحسان ، كلّهم نقلاً عن رجال النجاشي : وكان علوّاً في الوقت ـ بالعين المهملة ـ وفي التكملة 2/201 نقلاً عن النجاشي ، وكان علواً في الوقت ، وفي رجال بحر العلوم 2/12 نقلاً عن رجال النجاشي أيضاً : وكان علواً في الوقت ، بالعين المهملة ثمّ قال : ومعنى كونه علوّاً في الوقت ، كونه أعلى مشايخ الوقت سنداً .. وقد تقدّم نقل عبارة السيّد بحر العلوم بتمامها ، فراجع.
    ويتضّح من استقراء كلمات الأعلام المذكورين أنّ نسختي رجال النجاشي المطبوعتين مغلوطتان ، والصحيح المطمأنّ به : علوّاً ـ بالعين المهملة ـ.
    ومن الغريب جداً ما جزم به بعض أعلام المعاصرين في معجم رجال الحديث 2/143 من أنّ الصحيح ـ غلوّاً ـ بالغين المعجمة ـ وإليك نصّ عبارته : ثمّ إنّ تحمل أحمد بن عبدالواحد المتوفى سنة 423 الرواية عن عليّ بن محمّد بن الزبير القرشي المتوفى سنة 348 ـ على ما يأتي في ترجمته عن النجاشي والشيخ ـ لا يكون إلا في أوائل شبابه .. إلى أن قال : وتخيل بعضهم أنّ الكلمة : علوّاً بالعين المهملة ، وتشديد الواو ، وأنّ الضمير في قوله : وكان علوّاً ، يرجع إلى عليّ بن محمّد بن الزبير .. إلى آخره.
    وهذا البيان من هذا الاستاذ النحرير غريب جداً ، فإنّ كلمة ـ غلوّاً ـ بالغين المعجمة ـ لا تدل على ما ذكره بإحدى الدلالات الثلاث ، وليس المعصوم إلا من عصمه الله ، فتفطّن.
2 ـ حاوي الأقوال 1/13 برقم 764 [ المخطوط : 170 برقم 698 ].


(296)
كالنسخة الّتي كانت عند الميرزا (1) ، والحائري. بل في المنتهى (2) أنـّه المعروف ، وعلى كلّ حال : ففي الحاوي : لا نعرف معناه مع احتمال رجوع الضمير إلى القرشي.
    وأقول : قد نصّ المحقّق الوحيد رحمه الله (3) في ترجمة عليّ بن محمّد بن الزبير القرشي بكون كلمة ( علو ) هنا بالعين المهملة. فالنسخة المتضمّنة للغين المعجمة غلط بلا شبهة.
    والمراد بالعبارة ظاهر : فإنّ الغرض به كونه أعلى مشايخ الوقت سنداً ، لتقدّم طبقته ، وإدراكه لابن الزبير الّذي لم يلقه غيره ، فقوله : وكان علوّاً في الوقت ، كالتفريع على قوله : وكان لقي .. إلى آخره ، والغرض مدحه بعلوّ سنده ، فإنّ علوّ الإسناد ممّا يتنافس به أصحاب الحديث ، ويرتكبون المشاقّ لأجله ، فتأمّل الفاضل الجزائري في معنى العبارة غريب.
    وقد عثرت بعد سنة تقريباً على تفسير العبارة بمثل ما ذكرناه في رجال العلاّمة الطباطبائي رحمه الله (4) فحمدت الله تعالى على الإصابة.
    التمييز :
    ميز في مشتركات الطريحي (5) والكاظمي (6) أحمد بن عبدون ـ هذا ـ بوقوعه
1 ـ في منهج المقال : 38.
2 ـ في منتهى المقال : 36 [ الطبعة المحقّقة 1/280 برقم (175) ].
3 ـ في التعليقة المطبوعة على هامش منهج المقال : 238 حيث قال : وكان علواً في الوقت ، والأقرب رجوع ضمير كان إلى عليّ بن محمّد ، والعلو ـ بالمهملة ـ على ما في النسخ ، الظاهر أنّ المراد به علوّ الشأن ، وإكثار رواية ابن عبدون عنه قرينة ظاهرة ، فتأمّل.
4 ـ رجال السيّد بحر العلوم 2/12 من الفوائد الرجاليّة.
5 ـ في جامع المقال : 54 ، وفيه : أنـّه ابن عبدالواحد بوقوعه .. إلى آخره.
6 ـ في هداية المحدّثين : 14.


(297)

شيخوخة المترجم للشيخ الطوسي على ما في التهذيب
    قال الشيخ الطوسي في التهذيب 10/27 في مشيخة الكتاب : وأخبرنا به أيضاً أحمد ابن عبدون المعروف بـ : ابن الحاشر ، عن أحمد بن أبي رافع ..
    وفي صفحة : 63 ـ 64 : وما ذكرته في هذا الكتاب عن الحسين بن سعيد : فقد أخبرني به الشيخ أبو عبدالله محمّد بن محمّد بن النعمان ، والحسين بن عبيد الله ، وأحمد ابن عبدون كلهم ، عن أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد .. إلى آخره.
    وفي صفحة : 39 ـ 40 في ذكر طريقه إلى محمّد بن يعقوب الكليني : وأخبرني به أيضاً أحمد بن عبدون ، عن أبي طالب الأنباري ، عن حميد بن زياد.
    وفي صفحة : 55 ـ 56 : وما ذكرته في هذا الكتاب عن عليّ بن الحسن بن فضّال : فقد أخبرني به أحمد بن عبدون المعروف بـ : ابن الحاشر سماعاً منه ، وإجازة عن عليّ ابن محمّد بن الزبير ، عن عليّ بن الحسن بن فضّال.
    وفي صفحة : 56 ـ 58 : وما ذكرته عن الحسن بن محبوب ما أخذته من كتبه ومصنّفاته. فقد أخبرني بهما أحمد بن عبدون ، عن عليّ بن محمّد بن الزبير القرشي ، عن أحمد بن الحسين بن عبدالملك الأزدي ، عن الحسن بن محبوب.
    وفي صفحة : 58 : وأخبرني به أيضاً الشيخ أبو عبدالله محمّد بن محمّد بن النعمان ، والحسين بن عبيد الله ، وأحمد بن عبدون ..
    وفي صفحة : 71 : وما ذكرته في هذا الكتاب عن محمّد بن أحمد بن يحيى الأشعري : فقد أخبرني به الشيخ أبو عبدالله ، والحسين بن عبيد الله ، وأحمد بن عبدون كلّهم ، عن أبي جعفر محمّد بن الحسين بن سفيان ..
    وفي صفحة : 74 : وما ذكرته عن أحمد بن محمّد بن عيسى الّذي أخذته من نوادره ، فقد أخبرني به الشيخ أبو عبدالله ، والحسين بن عبيد الله ، وأحمد بن عبدون كلّهم ، عن الحسن بن حمزة العلوي.
    وفي صفحة : 75 : وما ذكرته في هذا الكتاب عن الحسن بن محمّد بن سماعة ، فقد أخبرني به أحمد بن عبدون ، عن أبي طالب الأنباري.
    وفي صفحة : 76 : وما ذكرته عن عليّ بن الحسن الطاطري فقد أخبرني به أحمد بن عبدون بن عليّ بن محمّد بن الزبير ..


(298)

    وفي صفحة : 80 : وما ذكرته عن عليّ بن حاتم القزويني : فقد أخبرني به الشيخ أبو عبدالله ، وأحمد بن عبدون ، عن أبي عبدالله الحسين بن عليّ بن شيبان القزويني ..
    وفي صفحة : 83 : وأخبرني الشيخ أيضاً ، والحسين بن عبيد الله ، وأحمد بن عبدون كلهم ، عن الحسن بن حمزة العلوي ..
    وفي صفحة : 86 : وما ذكرته عن الفضل بن شاذان ، فقد أخبرني به الشيخ أبو عبدالله والحسين بن عبيد الله ، وأحمد بن عبدون كلّهم ، عن أبي محمّد بن الحسن بن حمزة العلوي الحسيني الطبري ..
    وفي صفحة : 88 : وما ذكرته عن أبي طالب الأنباري ، فقد أخبرني به أحمد بن عبدون عنه.

شيخوخة المترجم للشيخ الطوسي على ما في الاستبصار
    قال الشيخ الطوسي رحمه الله في الاستبصار 4/301 ـ 302 : وأخبرنا به أيضاً أحمد بن عبدون المعروف بـ : ابن الحاشر رحمة الله عليه ، عن أحمد بن أبي رافع .. إلى آخره.
    وفي صفحة : 302 ـ 303 : وما ذكرته عن عليّ بن إبراهيم بن هاشم ، فقد رويته بهذه الأسانيد عن محمّد بن يعقوب ، عن عليّ بن إبراهيم ، وأخبرني برواياته الشيخ المفيد أبو عبدالله محمّد بن محمّد بن النعمان ، والحسين بن عبيد الله ، وأحمد بن عبدون كلّهم ، عن أبي أحمد الحسن بن حمزة العلوي الطبري.
    وفي صفحة : 305 : وما ذكرته عن حميد بن زياد .. إلى أن قال : وأخبرني بجميع رواياته وكتبه أيضاً أحمد بن عبدون ، عن أبي طالب الأنباري.
    وفي صفحة : 309 : وما ذكرته في هذا الكتاب عن عليّ بن الحسن بن فضّال ، فقد أخبرني به أحمد بن عبدون المعروف بـ : ابن الحاشر سماعاً منه وإجازة ، عن عليّ بن محمّد بن الزبير.
    وفي صفحة : 310 ـ 311 : وما ذكرته عن الحسن بن محبوب ممّا أخذته من كتبه ومصنّفاته ، فقد أخبرني بها أحمد بن عبدون ، عن عليّ بن محمّد بن الزبير القرشي ..
    وقال : وأخبرني به أيضاً الشيخ أبو عبدالله ، محمّد بن النعمان رحمه الله ، والحسين ابن عبيد الله ، وأحمد بن عبدون ، عن أبي الحسن أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد.


(299)

    وفي صفحة : 312 : وما ذكرته عن الحسين بن سعيد : فقد أخبرني به الشيخ المفيد أبو عبدالله محمّد بن محمّد بن النعمان رضي الله عنه ، والحسين بن عبيد الله ، وأحمد بن عبدون كلّهم ، عن أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد.
    وفي صفحة : 315 : وما ذكرته عن محمّد بن أحمد بن يحيى الأشعري ، فقد أخبرني به الشيخ المفيد أبو عبدالله ، والحسين بن عبيد الله ، وأحمد بن عبدون كلّهم ، عن أبي جعفر محمّد بن الحسين بن سفيان ..
    وفي صفحة : 316 : وأخبرني الشيخ أبو عبدالله ، والحسين بن عبيد الله ، وأحمد بن عبدون كلّهم ، عن أبي محمّد الحسن بن حمزة العلوي ، وأبي جعفر محمّد بن الحسين البزوفري ..
    وفي صفحة : 317 : وما ذكرته عن محمّد بن الحسن الصفّار ، فقد أخبرني به الشيخ أبو عبدالله ، والحسين بن عبيد الله ، وأحمد بن عبدون كلهم عن أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد ..
    وفي صفحة : 319 : وما ذكرته عن أحمد بن محمّد بن عيسى الّذي أخذته من نوادره ، فقد أخبرني به الشيخ المفيد أبو عبدالله ، والحسين بن عبيد الله ، وأحمد بن عبدون كلهم عن الحسن بن حمزة العلوي ..
    وفي صفحة : 320 : وما ذكرته عن الحسن بن محمّد بن سماعة ، فقد أخبرني به أحمد بن عبدون ، عن أبي طالب الأنباري ..
    وفي صفحة : 320 أيضاً : وما ذكرته عن عليّ بن الحسن الطاطري : فقد أخبرني به أحمد بن عبدون ، عن عليّ بن محمّد بن الزبير ..
    وفي صفحة : 327 : وما ذكرته عن عليّ بن حاتم القزويني فقد رويته عن الشيخ أبي عبدالله وأحمد بن عبدون ، عن أبي عبدالله الحسين بن عليّ بن شيبان القزويني ، عن عليّ بن حاتم ..
    وفي صفحة : 329 : وأخبرني أيضاً الشيخ أبو عبدالله ، والحسين بن عبيد الله ، وأحمد ابن عبدون كلّهم ، عن الحسن بن حمزة العلوي ..
    وفي صفحة : 333 : وما ذكرته عن الفضل بن شاذان ، فقد رويته عن الشيخ المفيد أبي عبدالله ، والحسين بن عبيد الله وأحمد بن عبدون كلّهم ، عن أبي محمّد الحسن بن حمزة العلوي الحسيني الطبري ..


(300)
في طبقة الشيخ ، والنجاشي رحمهما الله لأنـّهما رويا عنه ، وأجاز لهما.
    وفي صفحة : 334 : وما ذكرته عن أبي طالب الأنباري ، فقد رويته عن أحمد بن عبدون ، عنه رضي الله عنهم.
    أقول : إنّما استعرضت جميع طرق الشيخ في السفرين الجليلين ، ليتّضح :
    أوّلاً : كثرة الطرق المنتهية إلى المترجم ، الكاشفة عن تبحّره في الحديث ، وكونه من أساطين الروايات الواردة عن أهل البيت عليهم السلام الّتي عليها مدار معرفة الأحكام الإلهية.
    وثانياً : الوقوف على مشايخه في الرواية ، ومعرفة من روى عنه.
    وثالثاً : إيضاح أنّ شيخوخة المترجم للشيخ الطوسي ممّا لا ريب فيها ، وهناك بعض الخصوصيات الأخرى ، مثل ترحّم شيخ الطائفة على المترجم ونظائر ذلك.

حصيلة البحث
    التأمّل فيما قيل في المترجم يقضي بعدّه ثقة ، وعدّ الحديث من جهته صحيحاً وإن أبيت فأقلّ ما يوصف به أنـّه حسن في أعلى مراتب الحسن والحديث من جهته حسن كالصحيح.

[ 1131 ]
    جاء في الكافي 6/509 حديث 4 : عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن عبدوس بن إبراهيم البغدادي ، قال : رأيت أبا جعفر عليه السلام .. وعنه في وسائل الشيعة 2/73 حديث 1522.
    أقول : لا يخفى أنّ المعنون هذا غير المعنون في المتن ، لأنّ هذا يروي عن أبي جعفر الباقر عليه السلام ، والمعنون في المتن يروي عن الرضا عليه السلام ، ووالد هذا إبراهيم ، ووالد ذاك رحيم كما في كامل الزيارات : 300 باب 99 حديث 9 بسنده : .. عن أحمد بن محمّد ، عن أحمد بن عبدوس الخلنجي ، عن أبيه رحيم قال : قلت للرضا عليه السلام ..     أقول : لعلّ هذا تصحيف أحمد بن أبي عبدالله البرقي ، عن عبدوس ابن إبراهيم البغدادي ، راجع : الكافي 6/484 حديث 5 ، ولاحظ التهذيب 1/376 حديث 1161 نقلاً عن عبدوس بن إبراهيم قال :
تنقيح المقال ـ الجزء السادس ::: فهرس